د. جمال القرش
Member
عناية القراء بالأثر العقدي في الوقف والابتداء
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : الوقف اللازم
من يتأمل تبريرات العلماء للوقف اللازم يلاحظ أن أكثرها تذب عن الجانب العقدي ، وأن من أبرز أسبابها هو دفع توهم مخل بالعقيدة .
ونظرأ لأهمية هذا البحث خصوصا لأهل الإقراء على وجه الخصوص ، فقد رأيت أن أبدأ به
وقد اخترت أبرز المواضع التي لمست تعلقا بينها وبين الحس العقدي.
وقد لا حظت أن جلَّها له علاقة بأركان الإيمان وأصوله ، فمنها ما له علاقة بجانب الإيمان بالله ، بما يتضمنه من الإيمان بالربوبية ، أو الألوهية ، أو الأسماء والصفات، ومنها ما له علاقة بالإيمان بالملائكة، ومنها ما له علاقة بالإيمان بالكتب وغير ذلك مما سيلاحظه القارئ من خلال قراءته أسباب لزوم الوقف في غالب المواضع.
وهذا البحث إن كان يدل فإنما يدل بإنصاف على مدى عناية أهل القرآن الكريم والإقراء، ومراجعوا المصاحف بالعقيدة ، والذب عنها ، ودفع ما يتوهم فهمه من معنى غير مراد، فهو واقع موجود في المصاحف حاليا.
وهناك من المواضع ما اتفق عليها القراء ، وبعضها اختلف في لزومها ، كل بحسب قناعته بالسبب.
وقد جمعت خلاصة هذه المادة من كتابي ( الوقف اللازم في القرآن الكريم).
سائلا الله العلي الكبير أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والنفع ، هو ولي ذلك والقادر عليه.
مع ملاحظة أن الرموز المشار إليها في هذا البحث هي من عدة مصاحف وليس من مصحف واحد .
تبرير لزوم الوقف اللازم عند القراء
1-توهم دعاء غير الله
مثال الوقف على: [يَسْمَعُونَ].
قال تعالى: [إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ {مـ} وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ][الأنعام:36].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل مشاركة الموتى في الاستجابة
بعطف [وَالْمَوْتَى]على [الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ].
والصواب: أن [وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ]، كلام مستأنف إخبار من الله عنهم بأنهم سيبعثون للحساب ولا عطف فيها.
2- توهم تحليل ما حرم الله
مثال الوقف على: [لَهُمْ].
قال تعالى: [الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ {مـ} وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ][المائدة: 5].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل تحليل: [الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ]لأهل الكتاب.
والصواب: أن [الْمُحْصَنَاتِ ]معطوفة على الطيبات، والتقدير: أحل لكم الطيبات، وأحل لكم المحصنات من المؤمنات.
3 -توهم إطراء النبي صلى الله عليه وسلم
مثال الوقف على: [وَتُوَقِّرُوهُ]
قال تعالى: [لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ {مـ} وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا][الفتح:9].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل عطف الضمير في[وَتُسَبِّحُوهُ]الذي هو [لله]على الضمير في [وَتُوَقِّرُوهُ]الذي هو للنبي، ، فيؤدي إلى الدعوة إلى تسبيح النبي صلى الله عليه وسلم .
4- توهم اعتراف قاتل عيسى عليه السلام بأنه رسول الله
مثال الوقف على كلمة: [مَرْيَمَ ].
قال تعالى: [وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ {مـ} رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ][النساء:157].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أنهم معترفون أنه [رَسُولَ اللَّه]، فلماذا يقتلونه؟ حدثني بذلك الشيخ رزق حبة.
والصواب: الوقف عند [مَرْيَمَ ]، ثم نكمل [رَسُولَ اللَّهِ ]، أي: أعني رسول الله.
5 - توهم نفي اختيار الله تعالى
مثال الوقف على: ( وَيَخْتَارُ ).
قال تعالى: [وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ {مـ} مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونََ][ القصص:68].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن (ما) موصولة، فيكون المعنى أن الله يختار ما يختاره الخلق، أي الذي يختارونه.
والصواب: أن الله يخلق ما يشاء ويختار وينفي عن الخلق الخيرة
6- توهم مشاركة غير الله في معرفة حقائق الغيب
مثال الوقف على: [إلاَّ اللَّهُ].
قال تعالى: [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ {مـ} وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ][ آل عمران: 7].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل مشاركة [الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ]في معرفة التأويل، الذي هو بمعنى كنه الشيء وحقيقته، كـ(علم الغيب، وأسماء الله وصفاته )، وقد سبق التفصيل في ذلك فارجع إليه جُعلت مباركًا.
7- توهم نسب قول الله تعالى للكفار
مثال الوقف على: [مَثَلاً].
قال تعالى: [وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا {مـ} يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ][ البقرة: 26 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن [يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا]من قول الكفار، وليس كذلك، إنما هو ابتداء إخبار من الله عز وجل عنهم.
8- توهم ربط الحكم بالإثم بالعلم
عند من يرى اللزوم من القراء ومراجعوا المصاحف.
مثال الوقف على: [أَنْفُسَهُمْ ].
قال تعالى: [ولقدْ عَلِموا لـمَن اشْتَرَاهُ مَاله في الآخِرةِ مِن خَلاقٍ ولَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ {مـ} لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ][البقرة:102].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن الذم مرتبط بعلمهم، والمعنى: [لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ]حقيقة ما سيصيرون إليه من العذاب ما تعلموه.
9- توهم ربط شدة عذاب جهنم بفقه الكفار
عند من يرى اللزوم من القراء ومراجعوا المصاحف.
مثال الوقف على: [حَرًّا]
قال تعالى: [وَقَالوا لا تنفروًا في الحرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا {مـ} لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ][التوبة:81].
سبب لزوم الوقف: لئلا يوهم الوصل أنَّ شدةَ حرِّ جهنم مرتبط بفقههم.
والصواب: أنَّ نار جهنم [أَشَدُّ حَرًّا]، فقهوا أم لم يفقهوا، فالأوْلَى أن يتقوها بترك التخلف عن الجهاد في سبيل الله.
10 -توهم ربط أجر الآخرة بالعلم
مثال الوقف على: [أَكْبَرُ]
قال تعالى: [وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ {مـ} لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ][النحل:41].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن عظم أجر الآخرة مرتبط بعلمهم.
والصواب: أنه غير مرتبط بعلمهم، وجواب [لَوْ]محذوف: لو كانوا يعلمون ذلك لما اختاوا الدنيا على الآخرة.
11- توهم الأمر باتباع أعمال المشركين
مثال الوقف على: [حنيفًا].
قال تعالى: [وقالوا كُونُوا هُودًا أو نَصَارَى تَهْتَدوا قُلْ بَلْ مِلةَ إبرَاهِيم حنيفًا {مـ} وَمَا كَان مِنَ المشْرِكين ][البقرة:135].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [وَمَا كَان مِنَ المشْرِكين ]معطوفة على جملة: [بَلْ مِلةَ إبرَاهِيمَ ]فيصير أن الله أمر رسوله أن يتبع ملة إبراهيم وما كان من أعمال المشركين على اعتبار أن [مَا]بمعنى الذي
والصواب: أنها نافية تنزهه عليه السلام من الشرك.
12- توهم تفضيل غير موسى عليه السلام عليه
مثال الوقف على: [بَعْضٍ].
قال تعالى: [تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ {مـ} مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ][البقرة:253 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن موسى عليه السلام من البعض المفضل عليه غيره، لا من البعض المفضل على غيره بالتكليم.
فيتوهم تعلق الجار والمجرور وهو [مِنْهُمْ مَنْ..]صفة لـ [بَعْضٍ].
والصواب: أن موسى عليه السلام مفضل على غيره بالتكليم.
13- توهم تعلق صفة ذم بمن مدحهم الله وأثنى عليهم
مثال الوقف على: [يَحْزَنُونَ].
قال تعالى: [الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ {مـ} الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يقُومُون إلا كَمَا يقُوم الذِي يتَخبطُه الشَّيطانُ مِن المسِّ][البقرة:274 ـ 275]
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا]صفة لـ [الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ].
والصواب: أن الكلام انتهى حول المنفقين في سبيل الله، ثم ابتدأ الكلام عن [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا]ولا تعلق لها بما قبلها لا لفظًا ولا معنى.
14- توهم تعلق صفة مدح بمن ذمهم الله
مثال الوقف على: [الظَّالِمِين ]
قال تعالى: [وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين {مـ} الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ][ التوبة:20].
يلزم الوقف: لئلا يوهم أن [الَّذِينَ آمَنُوا]صفة لـ: [الظَّالِمِين]
والصواب: أن [الَّذِينَ]مبتدأ مستأنف خبره [أَعْظَمُ دَرَجَةً].
15- توهم نسب قول الله تعالى للكفار
مثال الوقف على: [الرِّبَا].
قال تعالى: [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا َيقُومُون إلا كَمَا يقُوم الذِي يتَخبطُه الشَّيطانُ مِن المسِّ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا {مـ} وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ][البقرة:275 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ]من قول اليهود.
والصواب: أنها هي جملة مستأنفة من قول الله تعالى ردًا عليهم، وإنكارًا لتسويتهم الربا بالبيع.
16- توهم نسب قول الشيطان لله تعالى
مثال الوقف على[لَعَنَهُ اللَّهُ].
قال تعالى: [لَعَنَهُ اللَّهُ {مـ} وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا* ولأضلنَّهم ولأمنِّيَنَّهم..][ النساء:118 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل عطف جملة: [وَقَالَ..]الذي هو قول الشيطان على [لَعَنَهُ اللَّهُ ]، الذي هو من قول الله، فيتوهم أن جملة: [لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ …]من مقول الله.
والصواب: أن جملة [وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ …]من قول الشيطان.
يتابع بإذن الله من كتاب الأثر العقدي في الوقف والابتداء لـ جمال القرش
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : الوقف اللازم
من يتأمل تبريرات العلماء للوقف اللازم يلاحظ أن أكثرها تذب عن الجانب العقدي ، وأن من أبرز أسبابها هو دفع توهم مخل بالعقيدة .
ونظرأ لأهمية هذا البحث خصوصا لأهل الإقراء على وجه الخصوص ، فقد رأيت أن أبدأ به
وقد اخترت أبرز المواضع التي لمست تعلقا بينها وبين الحس العقدي.
وقد لا حظت أن جلَّها له علاقة بأركان الإيمان وأصوله ، فمنها ما له علاقة بجانب الإيمان بالله ، بما يتضمنه من الإيمان بالربوبية ، أو الألوهية ، أو الأسماء والصفات، ومنها ما له علاقة بالإيمان بالملائكة، ومنها ما له علاقة بالإيمان بالكتب وغير ذلك مما سيلاحظه القارئ من خلال قراءته أسباب لزوم الوقف في غالب المواضع.
وهذا البحث إن كان يدل فإنما يدل بإنصاف على مدى عناية أهل القرآن الكريم والإقراء، ومراجعوا المصاحف بالعقيدة ، والذب عنها ، ودفع ما يتوهم فهمه من معنى غير مراد، فهو واقع موجود في المصاحف حاليا.
وهناك من المواضع ما اتفق عليها القراء ، وبعضها اختلف في لزومها ، كل بحسب قناعته بالسبب.
وقد جمعت خلاصة هذه المادة من كتابي ( الوقف اللازم في القرآن الكريم).
سائلا الله العلي الكبير أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير والنفع ، هو ولي ذلك والقادر عليه.
مع ملاحظة أن الرموز المشار إليها في هذا البحث هي من عدة مصاحف وليس من مصحف واحد .
تبرير لزوم الوقف اللازم عند القراء
1-توهم دعاء غير الله
مثال الوقف على: [يَسْمَعُونَ].
قال تعالى: [إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ {مـ} وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ][الأنعام:36].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل مشاركة الموتى في الاستجابة
بعطف [وَالْمَوْتَى]على [الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ].
والصواب: أن [وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ]، كلام مستأنف إخبار من الله عنهم بأنهم سيبعثون للحساب ولا عطف فيها.
2- توهم تحليل ما حرم الله
مثال الوقف على: [لَهُمْ].
قال تعالى: [الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ {مـ} وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ][المائدة: 5].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل تحليل: [الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ]لأهل الكتاب.
والصواب: أن [الْمُحْصَنَاتِ ]معطوفة على الطيبات، والتقدير: أحل لكم الطيبات، وأحل لكم المحصنات من المؤمنات.
3 -توهم إطراء النبي صلى الله عليه وسلم
مثال الوقف على: [وَتُوَقِّرُوهُ]
قال تعالى: [لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ {مـ} وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا][الفتح:9].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل عطف الضمير في[وَتُسَبِّحُوهُ]الذي هو [لله]على الضمير في [وَتُوَقِّرُوهُ]الذي هو للنبي، ، فيؤدي إلى الدعوة إلى تسبيح النبي صلى الله عليه وسلم .
4- توهم اعتراف قاتل عيسى عليه السلام بأنه رسول الله
مثال الوقف على كلمة: [مَرْيَمَ ].
قال تعالى: [وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ {مـ} رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ][النساء:157].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أنهم معترفون أنه [رَسُولَ اللَّه]، فلماذا يقتلونه؟ حدثني بذلك الشيخ رزق حبة.
والصواب: الوقف عند [مَرْيَمَ ]، ثم نكمل [رَسُولَ اللَّهِ ]، أي: أعني رسول الله.
5 - توهم نفي اختيار الله تعالى
مثال الوقف على: ( وَيَخْتَارُ ).
قال تعالى: [وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ {مـ} مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونََ][ القصص:68].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن (ما) موصولة، فيكون المعنى أن الله يختار ما يختاره الخلق، أي الذي يختارونه.
والصواب: أن الله يخلق ما يشاء ويختار وينفي عن الخلق الخيرة
6- توهم مشاركة غير الله في معرفة حقائق الغيب
مثال الوقف على: [إلاَّ اللَّهُ].
قال تعالى: [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ {مـ} وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ][ آل عمران: 7].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل مشاركة [الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ]في معرفة التأويل، الذي هو بمعنى كنه الشيء وحقيقته، كـ(علم الغيب، وأسماء الله وصفاته )، وقد سبق التفصيل في ذلك فارجع إليه جُعلت مباركًا.
7- توهم نسب قول الله تعالى للكفار
مثال الوقف على: [مَثَلاً].
قال تعالى: [وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا {مـ} يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ][ البقرة: 26 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن [يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا]من قول الكفار، وليس كذلك، إنما هو ابتداء إخبار من الله عز وجل عنهم.
8- توهم ربط الحكم بالإثم بالعلم
عند من يرى اللزوم من القراء ومراجعوا المصاحف.
مثال الوقف على: [أَنْفُسَهُمْ ].
قال تعالى: [ولقدْ عَلِموا لـمَن اشْتَرَاهُ مَاله في الآخِرةِ مِن خَلاقٍ ولَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ {مـ} لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ][البقرة:102].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن الذم مرتبط بعلمهم، والمعنى: [لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ]حقيقة ما سيصيرون إليه من العذاب ما تعلموه.
9- توهم ربط شدة عذاب جهنم بفقه الكفار
عند من يرى اللزوم من القراء ومراجعوا المصاحف.
مثال الوقف على: [حَرًّا]
قال تعالى: [وَقَالوا لا تنفروًا في الحرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا {مـ} لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ][التوبة:81].
سبب لزوم الوقف: لئلا يوهم الوصل أنَّ شدةَ حرِّ جهنم مرتبط بفقههم.
والصواب: أنَّ نار جهنم [أَشَدُّ حَرًّا]، فقهوا أم لم يفقهوا، فالأوْلَى أن يتقوها بترك التخلف عن الجهاد في سبيل الله.
10 -توهم ربط أجر الآخرة بالعلم
مثال الوقف على: [أَكْبَرُ]
قال تعالى: [وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ {مـ} لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ][النحل:41].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن عظم أجر الآخرة مرتبط بعلمهم.
والصواب: أنه غير مرتبط بعلمهم، وجواب [لَوْ]محذوف: لو كانوا يعلمون ذلك لما اختاوا الدنيا على الآخرة.
11- توهم الأمر باتباع أعمال المشركين
مثال الوقف على: [حنيفًا].
قال تعالى: [وقالوا كُونُوا هُودًا أو نَصَارَى تَهْتَدوا قُلْ بَلْ مِلةَ إبرَاهِيم حنيفًا {مـ} وَمَا كَان مِنَ المشْرِكين ][البقرة:135].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [وَمَا كَان مِنَ المشْرِكين ]معطوفة على جملة: [بَلْ مِلةَ إبرَاهِيمَ ]فيصير أن الله أمر رسوله أن يتبع ملة إبراهيم وما كان من أعمال المشركين على اعتبار أن [مَا]بمعنى الذي
والصواب: أنها نافية تنزهه عليه السلام من الشرك.
12- توهم تفضيل غير موسى عليه السلام عليه
مثال الوقف على: [بَعْضٍ].
قال تعالى: [تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ {مـ} مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ][البقرة:253 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن موسى عليه السلام من البعض المفضل عليه غيره، لا من البعض المفضل على غيره بالتكليم.
فيتوهم تعلق الجار والمجرور وهو [مِنْهُمْ مَنْ..]صفة لـ [بَعْضٍ].
والصواب: أن موسى عليه السلام مفضل على غيره بالتكليم.
13- توهم تعلق صفة ذم بمن مدحهم الله وأثنى عليهم
مثال الوقف على: [يَحْزَنُونَ].
قال تعالى: [الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ {مـ} الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يقُومُون إلا كَمَا يقُوم الذِي يتَخبطُه الشَّيطانُ مِن المسِّ][البقرة:274 ـ 275]
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا]صفة لـ [الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ].
والصواب: أن الكلام انتهى حول المنفقين في سبيل الله، ثم ابتدأ الكلام عن [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا]ولا تعلق لها بما قبلها لا لفظًا ولا معنى.
14- توهم تعلق صفة مدح بمن ذمهم الله
مثال الوقف على: [الظَّالِمِين ]
قال تعالى: [وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين {مـ} الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ][ التوبة:20].
يلزم الوقف: لئلا يوهم أن [الَّذِينَ آمَنُوا]صفة لـ: [الظَّالِمِين]
والصواب: أن [الَّذِينَ]مبتدأ مستأنف خبره [أَعْظَمُ دَرَجَةً].
15- توهم نسب قول الله تعالى للكفار
مثال الوقف على: [الرِّبَا].
قال تعالى: [الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا َيقُومُون إلا كَمَا يقُوم الذِي يتَخبطُه الشَّيطانُ مِن المسِّ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا {مـ} وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ][البقرة:275 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل أن قوله: [وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ]من قول اليهود.
والصواب: أنها هي جملة مستأنفة من قول الله تعالى ردًا عليهم، وإنكارًا لتسويتهم الربا بالبيع.
16- توهم نسب قول الشيطان لله تعالى
مثال الوقف على[لَعَنَهُ اللَّهُ].
قال تعالى: [لَعَنَهُ اللَّهُ {مـ} وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا* ولأضلنَّهم ولأمنِّيَنَّهم..][ النساء:118 ].
يلزم الوقف: لئلا يوهم الوصل عطف جملة: [وَقَالَ..]الذي هو قول الشيطان على [لَعَنَهُ اللَّهُ ]، الذي هو من قول الله، فيتوهم أن جملة: [لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ …]من مقول الله.
والصواب: أن جملة [وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ …]من قول الشيطان.
يتابع بإذن الله من كتاب الأثر العقدي في الوقف والابتداء لـ جمال القرش