علم الوقف والابتداء

إنضم
9 مايو 2010
المشاركات
71
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المملكة العربية
يعد هذا العلم من العلوم ذات الأهمية البالغة، لاتصاله المباشر بتلاوة القرآن الكريم، وحاجة القارئ إلى معرفته وإتقانه، وأثره الواضح على التلاوة والأداء.
هذا العلم التطبيقي يجعله عامة علماء التجويد من العلوم المكملة لعلم التجويد، وكأنه المبحث الأخير الذي يقرؤه طالب علم التجويد، وفي هذا يقول ابن الجزري رحمه الله:
وبعدما تُحسنُ أن تُجودا = لا بد أن تعرف وقفاً وابتدا
ولكن تأخير هذا العلم في الترتيب لا يعني تأخره في الرتبة، بل هو من العلوم التي لا تنضبط القراءة إلا بإتقانها.
وقد سمعت ذات يومٍ أحد القراء ذوي الأصوات الجميلة وهو يقرأ في الإذاعة:
(من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً)، فيقف على كلمة (تولى) ثم يستانف قائلاً: (ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً) فقلت: معاذ الله! ما هكذا تكون القراءة، ولو انتبه هذا القارئ إلى التخليط الذي ورد عليه لعرف مقدار خطئه، ولكنه - مع الأسف - مشغولٌ بجمال صوته عن جمال أدائه، وصحة تلاوته.
ومثل هذا التخليط سمعته من كثيرين، لا سيما بعض الأئمة في الصلوات الجهرية، وصلاة التراويح التي يحاول أحدهم أن يخفف القراءة على المصلين، فيبتر المقطع قبل أن يتم المعنى، ويقطع القصة قبل ختامها، ويأتي بالعجائب الشنيعة.
وقد لاحظت من خلال قراءتي في كتب هذا العلم الشريف أن عامة من ألفوا فيه كالنحاس في كتابه (القطع والائتناف)، وابن طيفور السجاوندي في كتابه (الوقف والابتداء)، والأشموني في كتابه (منار الهدى في الوقف والابتدا)، وغيرهم أنهم يسمون كتبهم تسميةً تشمل الوقف والابتداء، فإذا تصفحت هذه الكتب وجدتها تتحدث عن الوقف، أما الابتداء فلا يحظى إلا بإشاراتٍ عابرة.
وقد دفعني هذا الصنيع إلى كتابة بحث بعنوان: (كيفيات البدء بالكلمات القرآنية)، تحدثت فيه عن علم الوقف والابتداء، وأركانه الأربعة: (من أين تبدأ؟ وأين تقف؟ وكيف تبدأ؟ وكيف تقف؟)، وكان ميدان البحث مقتصراً على الإجابة عن سؤال: (كيف تبدأ؟)
وأجدني اليوم في حاجةٍ إلى طرح موضوع الوقف والابتداء مجدداً على بساط البحث التطبيقي، لا النظري، فكثير من الناس يعرفون المعلومة نظرياً، ولكنهم يختزنونها في الذاكرة، ولا يطبقونها عند الحاجة إليها.
كثير من الإخوة والأخوات حصلت معهم مواقف، فسمعوا قارئاً يخلط في الوقف والابتداء، بأن يقف على موضع لا يصح الوقوف عليه، مما يؤدي إلى تغيير المعنى، أو القطع على موضع لا يصح القطع عليه، أو البدء من موضع لا يجوز البدء منه.
مثل هذه المواقف: أرجو من الإخوة والأخوات الكرام تسجيلها هنا لنقوم بجمعها وترتيبها، وتحذير الناس من الخطأ فيها.
وشكراً جزيلاً.
 
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
سمعتُ القارئ الشيخ أحمد العجمي يقرأ قول الله تعالى في سورة الحشر
0R.gif
077.gif
078.gif
079.gif
080.gif
081.gif
082.gif
083.gif
084.gif
0L.gif
ووقف عند قوله تعالى
0R.gif
081.gif
082.gif
083.gif
0L.gif
ولا يخفى ما في هذا الوقف من تغيير للمعنى كالمثال الذي ذكرتموه سابقا وكانت قناة المجد للحديث النبوي وضعت هذه الآية مقدمة لأحد برامجها فكتبتُ موضوعا في ملتقى أهل الحديث للتنبيه عل هذا الخطأ بعنوان:
أرجو من القائمين على قناة المجد للحديث أن ينتبهوا لهذا الوقف القبيح
وأعدتُ التنبيه مرة أخرى هنا لأن هذا الخطأ موجود في المصحف المرتل للقارئ أحمد العجمي حفظه الله تعالى فأرجو من الإخوة الانتباه.
 
فى حوالى سنة تسعين كنت أقرأ على الشيخ / السيد عبد الغفار الزيات رحمه الله – رئيس لجنة مراجعة المصحف سابقا – وأثناء انتظارى له فى بيته بقرية بصناديد - وقد تأخر عن موعده – فإذا به يأتى وهو فى قمة غضبه ولما سألته عن سبب ذلك فقال بصوت يعلوه الضيق : وأنا فى طريقى إليكم سمعت قارئا يقرأ فى أحد المآتم قول الله عز وجل (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنى لاتشرك) ثم وقف وابتدأ (بالله إن الشرك لظلم عظيم) يقول الشيخ : فدخلت له وقـلت له : إنتى بتهبب إيه هو ده مكان تبدأ بيه إنتى قلبت المعنى خليتها قسم ، فقال هذا القارئ متبجحا – وكان لا يعرف الشيخ – إنتى عارف إنتى بتتكلم مع مين – حيث كان هذا القارئ من المشهورين فى قراءة المآتم – فأجابه الشيخ : أنا أعرف بس إن أنا السيد عبد الغفار الزيات ، فاعتذر القارئ للشيخ وقبل يده.

فهذا كان دأب المشايخ فى عدم السكوت على الوقف القبيح أو الابتداء القبيح.

وجزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع.

عذرا فأنا أردت أن أنقل كلام الشيخ بعاميته كما قاله.
 
ومن عجيب ما سمعت من الأئمة وقف أحدهم على قوله تعالى: ((فظلتم تفكهون)) ثم يكبر.. وفي الركعة الثانية يبدأ بقوله ((إنا لمغرمون بل نحن محرومون)).

وكذا الوقف على قوله تعالى: ((كما نسوا لقاء يوم هذا..)) ثم بدأ بقوله ((وما كانوا بآياتنا يجحدون))
 
أثناء حفظى فى الكتاب أعطانى الشيخ ذات مرة عشرين آية من سورة محمد فقمت بتصحيحها على الشيخ فانتهيت عند قول الله تعالى (فأولى لهم) فقال الشيخ أكمل فقلت هنا الآية رقم عشرين فقال لابد أن تتمم المعنى ، ومن وقتها وأنا أتذكر هذا الموقف كلما أتيت هذا الموضع من السورة ولا أنسى أنها رقم عشرين.
 
أثناء حفظى فى الكتاب أعطانى الشيخ ذات مرة عشرين آية من سورة محمد فقمت بتصحيحها على الشيخ فانتهيت عند قول الله تعالى (فأولى لهم) فقال الشيخ أكمل فقلت هنا الآية رقم عشرين فقال لابد أن تتمم المعنى ، ومن وقتها وأنا أتذكر هذا الموقف كلما أتيت هذا الموضع من السورة ولا أنسى أنها رقم عشرين.

أخي السيد عبد الغني
الوقف مبني على المعنى
وفي هذه الآية الكريمة معانٍ متعددة، منها ما أشار إليه الشيخ
حين أمرك أن تُكمل: يعني: فأولى لهم طاعةٌ وقول معروف.
والمعنى الثاني: أن (أولى لهم) تهديد، بمعنى: وليهم العذاب وقاربهم، وعلى هذا يكون الوقف
على نهاية الآية وقفاً تاماً ويكون البدء بالآية بعدها: (طاعةٌ وقول معروف) على تقدير مبتدأ
لأن طاعة خبر لمبتدأ محذوف.
 
قال العكبري: [التبيان في إعراب القرآن] (2/ 1163)
قَوْلُهُ تَعَالَى: (نَظَرَ الْمَغْشِيِّ) : أَيْ نَظَرًا مِثْلَ نَظَرِ الْمَغْشِيِّ.
وَ (أَوْلَى) مُبْتَدَأٌ، وَ (لَهُمْ) : الْخَبَرُ. وَأَوْلَى مُؤَنَّثُهُ أُولَاتٌ.
وَقِيلَ: الْخَبَرُ: «طَاعَةٌ» . وَقِيلَ: طَاعَةٌ صِفَةٌ لِسُورَةٍ؛ أَيْ ذَاتُ طَاعَةٍ أَوْ مُطَاعَةٌ.
وَقيل طَاعَة مُبْتَدأ وَالتَّقْدِير طَاعَة وَقَول مَعْرُوف أمثل من غَيره
وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: أَمْرُنَا طَاعَةٌ.
 
أرجو أن يتطوع أحد الإخوة الكرام بجمع ما يدونه الإخوة والأخوات هنا من أمثلة ونماذج
حتى يكون ملفاً حافلاً نتداوله ونستفيد منه.
فمن يتطوع لذلك؟ وأجره على الله.
 
صليت العشاء خلف أحدهم فقرأ‏(محمد رسول الله والذين معه‏)‏ ووقف ، وسمعت آخر في إحدى القنوات يبتدئ ب‏(وإسحاق إله واحدا ونحن له مسلمون‏)‏
وحدثني الشيخ أيمن سعيد أنه سمع أحد القراء المشهورين وسماه لي يقف على (رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي ففرق بيننا‏)‏
 
جزاكم الله خيرا شيخنا على هذا الطرح المفيد...ورغم انشغالي في هذه الفترة الذي أقعدني عن المشاركة في الملتقى، غير أنني لا أستطيع أن أقاوم فأمر مرور الكرام على مواضيع كهاته، والحمد لله أن أتيحت لي الفرصة لطرح سؤال عن وقف وابتداء غريبين، يتكرر كثيرا على لسان أحد من يؤم الناس في مسجد الحي، وهو وقفه وسط الآية ثم يكبر ويركع، ثم يستأنف القراءة من نصفها الثاني في الركعة الثانية، والغريب أنه يفعله مرارا وتكرارا...
وأحيانا إن أخطأ في تتمة آية يركع، ثم يبتدأ في الركعة الثانية بتلك التتمة لإصلاح الخطإ ولا يبتدأ الآية من أولها..
فأرجو شيخنا أن تبينوا لنا هل هذا الصنيع مما لاإنكار عليه، أم يجب تنبيهه وتوجيهه إلى الصواب.
 
جزاكم الله خيرا شيخنا على هذا الطرح المفيد...ورغم انشغالي في هذه الفترة الذي أقعدني عن المشاركة في الملتقى، غير أنني لا أستطيع أن أقاوم فأمر مرور الكرام على مواضيع كهاته، والحمد لله أن أتيحت لي الفرصة لطرح سؤال عن وقف وابتداء غريبين، يتكرر كثيرا على لسان أحد من يؤم الناس في مسجد الحي، وهو وقفه وسط الآية ثم يكبر ويركع، ثم يستأنف القراءة من نصفها الثاني في الركعة الثانية، والغريب أنه يفعله مرارا وتكرارا...
وأحيانا إن أخطأ في تتمة آية يركع، ثم يبتدأ في الركعة الثانية بتلك التتمة لإصلاح الخطإ ولا يبتدأ الآية من أولها..
فأرجو شيخنا أن تبينوا لنا هل هذا الصنيع مما لاإنكار عليه، أم يجب تنبيهه وتوجيهه إلى الصواب.

الأخت الفاضلة (أم يوسف)
شكر الله لك، أود أن أشير إلى أن الوقف على رؤوس الآي سنة
أما الوقف (بمعنى القطع) على وسط الآية فلا أحفظ فيه نصاً
وأرجو أن يُسعفني فيه من يحفظ شيئاً في هذا المقام
ولكن المعروف أن الوقف التام قد يكون في وسط الآية كما في قوله تعالى: (إنما يستجيب الذين يسمعون، والموتى يبعثهم الله..)
ففي مثل هذه الحالة، وحين تكون الواو للاستئناف يكون الوقف قبلها تاماً أحياناً وكافياً أحياناً أُخرى، وفي هذه الحالة لا خلاف في الوقف عليه، والابتداء بما بعده، أما القطع عليه من أجل الركوع ثم المتابعة في الركعة الثانية من وسط الآية فقد سمعت بعض القراء يفعلون ذلك، وأرجو أن لا تُؤخذ كل المواضع في سياقٍ واحد، بل العمدة على ظهور المعنى في الموقوف عليه، أو المبدوء به، فقد أشار بعض العلماء مثل ابن الجزري إلى أن الوقف منه تامٌ وأتم، وكافٍ وأكفى، وعمدة ذلك ظهور المعنى. والله أعلم.
 
قال ابن الجزري: (النشر في القراءات العشر 1/227-228)
وقد يتفاضل التام في التمام نحو مالك يوم الدين، وإياك نعبد، وإياك نستعين
كلاهما تام، إلا أن الأول أتم من الثاني لاشتراك الثاني فيما بعده في معنى الخطاب بخلاف الأول.
 
عودة
أعلى