عرض كتاب (قتلى القرآن) لأبي إسحاق الثعلبي (ت427هـ)

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,323
مستوى التفاعل
131
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

[align=center]
gatla-alquran.jpg
[/align]

ضمن سلسلة إصدارات مركز البحوث(1) بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض ، صدر كتاب (قتلى القرآن) في طبعته الأولى (1425هـ) للإمام أبي إسحاق الثعلبي(ت427هـ) المفسر المشهور صاحب كتاب (الكشف والبيان في تفسير القرآن) وأبرز شيوخ الإمام الواحدي (ت468هـ) المفسر المشهور صاحب التفاسير الثلاثة (البسيط) و (الوسيط) و(الوجيز).
وقد حقق هذا الكتاب الدكتور الفاضل ناصر بن محمد بن عثمان المنيع الأستاذ المساعد بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود ، والمتخصص في التفسير وعلوم القرآن. وهو عضو معنا في هذا الملتقى العلمي وفقه الله ، وسبق له أن حقق جزءاً من تفسير الإمام الثعلبي في رسالته لنيل الدكتوراه ، فهو خبير بمنهج الثعلبي وكتبه.
وقد أشار المحقق في تلخيصه لموضوع الكتاب إلى أن هذا الكتاب (فريدٌ في بابه ، جديدٌ في موضوعه ، سرد فيه مؤلفه الإمام المقرئ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المتوفى سنة (427هـ) قصصاً روى أكثرها بإسناده عن سلف هذه الأمة ، ممن قرأ القرآن الكريم ، فتوفي متأثراً بمعاني الآيات الكريمة). الصفحة ح من المقدمة.
والكتاب لم يطبع من قبل ، وقد قدم المحقق للكتاب بترجمة لمؤلفه ، ودراسة للكتاب ، ثم أتبع ذلك بنص الكتاب محققاً تحقيقاً علمياً ، مذيلاً بخاتمة ذكر فيها أهم النتائج ، وبمجموعة من الفهارس الفنية.
ومن أبرز النتائج :
- أن الثعلبي - بحسب المحقق - أول من ألف في موضوع قتلى القرآن استقلالاً.
- عناية الثعلبي بالإسناد ، فغالب قصصه مسندة.
- تقدم وفاة المؤلف ، وغزارة مادة الكتاب العلمية جعلته مصدراً مهماً لكتب الأخلاق وتهذيب السلوك والتوبة.
- اشتمال الكتاب على قصص غريبة ينتبه لها ، ويحذر منها لمجاوزتها الحد المقبول.

ويقع الكتاب في 125 صفحة من القطع العادي.


--- الحواشي ----
(1) أصدر مركز البحوث بكلية التربية بجامعة الملك سعود عدداً من البحوث والدراسات القرآنية القيمة ، وقد أفردت لها مقالة عرضت فيها لكل تلك البحوث ، لعلها تنشر قريباً بإذن الله.
 
كتاب جميل في موضوعه فريد في مادته
يبين الأثر العظيم الذي يتركه الكتاب العظيم في النفوس العظيمة

بحثت عن أصل الكتاب بلا تحقيق ويبدو أنه قليل الوجود
والحمد لله أن يسر إخراجه وتحقيقه بهذاالشكل

جزاك الله خيرا يا شيخ على عرضه وتقديمه وجزى الشيخ المحقق بمثل ويسر وصول الكتاب لأيدي القراء والمهتمين
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل الشكر لك أخي الدكتور/ عبدالرحمن ... جزاك الله خيرا على هذا العرض الموفق والاختصار البديع لمحتويات هذا الكتاب الأثري ... الذي فيه فوائد وغرائب ولطائف ترك ذكرها الدكتور/ عبدالرحمن حتى يثير فضولكم لقراءة الكتاب

وقد أخجلتني بهذ الثناء والإطراء الذي لا أستحقه ..

ولعل الله أن ييسر طبع الكتاب ونشره قريبا ...

مع الاعتبار بملحوظة الدكتور ... وهي ورود بعض القصص المنكرة .
 
وفقكم الله يا دكتور ناصر لكل خير ، وأرجو أن نراه قريباً مطبوعاًَ طبعة متاحة للجميع في المكتبات التجارية. وقد لفت نظري أن بعض الذين قاموا بالترجمة للواحدي من محققي كتابه الكبير في التفسير (البسيط) نسبوا هذا الكتاب للواحدي دون تشكيك فيه ، واكتفاء بما ذكره ابن رجب في لطائف المعارف (ص533) ، وقد نبهتم - وفقكم الله - على خطأ ابن رجب هذا في تحقيقكم ص 31 ، غير أن خروج الكتاب مطبوعاً قطع الشك بنسبته للثعلبي ، ولله الحمد.
 
ما شاء الله. بارك الله فيك يا أبا عبد الله.
ننتظر يا د. ناصر هذا الكتاب، جزاكم الله خيرًا.
 
صدر الكتاب مؤخراً عن مكتبة العبيكان 1429هـ وسيكون بين أيدي القراء قريباً بإذن الله .
 
ما شاء الله ... دائما وابدا وحبا في القران الكريم .
فتح الله لكم بالمزيد واعطاكم الاجر المزيد بالحسنى وزيادة .
 
[align=justify]
كنت قد كتبت جوابا مطولا لسائل يهمني أمره عن مسائل سألها عن السلف وعبادتهم وعن الإمامة في الدين ، وكلما تحينت تحريرها لأسعد بها بين إخواني ، أستلبت مني الأيام بأحداثها مالم أعد أتدارك به الواجب من حق نفسي على نفسي ، غير أني لما اطلعت على هذه الصفحة التي أعدها أخي ، عددتها غنيمة اختلس بها لقلبي من قلبي مما جمعته في تلكم الرسالة ، فلعل فيها مايصيب الغرض دون تصريح يخل بمرادي ، إذ أخوي الكريمين المبجلين عندي من خلص الأساتذة النبهاء ، ولسنا إلا من بعدهم في سوق طلاب العلم السعداء .

فكان ممايسر الله أن قلت يوم أن أصبح لنا قول نقوله ! ، نعوذ بالله من الجرأة على حرمات العلم بغير هدى على صراط مستقيم :

(...وهنا مسألة مهمة ، وهي أنك قل أن تعجب بعبادة أحد من أولئك القوم ، إلا وتجد لعمله أصلا في الكتاب أو السنة ، فكان الأحرى بالمسلم الاقتداء بالأصل الذي هو متعبد به .

وثم مسألة أهم ، وهي أنك وأنت تطالع بعض تراجم الأخيار من العباد والأئمة ، ترى ما يبهرك ويأخذ بمجامع لبك من همة عالية في العبادة ونحو ذلك ، فتحاول أن تجاري القوم أو تلحق بركابهم ، كأن تقرأ أن أحدهم حج فما رأته عين إلا وهو باك ساجد... ، وأن أحدهم سمع الآية من كلام الله فخر مغشيا عليه... ، أو أن بعضهم كان يصوم الدهر أو أكثره... ، والبعض يقوم الليل كله بركعة واحدة... ، وبعضم كان يختم القرآن في كل ليلة ختمة ...، في مثل هذا ونحوه الشئ الكثير ، فيبقى في نفسك حسرة تؤجر عليها عند الله جل في علاه ، لأن هذا من التنافس في الخير ، وهو كالبذرة الطيبة لابد وأن تؤتي ثمارها يوما ، فنية المؤمن خير من عمله .

إلا أن الحق أن هذه الحسرة تزول عندما تعلم أن القدوة هو صاحب الشرع محمد صلى الله عليه وسلم ، فزن أي عمل حتى لو كان من أعمال السلف بفعله صلى الله عليه وسلم ، ثم أنظر لخاصة نفسك وما تستطيع القيام به ، واعلم أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، وأن أحبها إليه أدومها وإن قل ، ولاحظ أن من رغائب الشرع المطهر أن تنظر إلى نفسك وماتطيقه وهل ستديمه أم تقطعه ، ثم اعلم بأن الثناء من الله تعالى متوجه لحسن العمل قبل الإكثار منه ، وهذا أبو بكر رضي الله عنه كما قال بكر بن عبد الله المزني : أما إن أبا بكر لم يسبقهم بصلاة ولا بصوم ولاحج ولا زكاة ولكن بشئ وقر في قلبه ، فرحمه الله ورضي عن تلك الشيبات الطاهرات من وجهه ، وجمعني وإياك بهم في مستقر رحمته ، وما أحراه بقول القائل :

وإني ضارب لك بمثال للتوضيح والتجلية :

فقد ذكر في ترجمة الفضيل بن عياض أنه كان يقرأ القران في صبيحة يوم من الأيام فسمعه ابنه وهو قائم يصلي خلفه فخر مغشيا عليه ، فقلبوه فوجدوه قد مات ، فهذه رقة في القلب ليس دونها من رقه ، وسمو في الروح لا يعلوه سمو ، لم تتحمل كلام الجبار في علاه لأنها وعت معناه فتساقطت وانحلت قواها ، كما قال سبحانه عن الجبل والصخرة الصماء ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ..) وأين هي قلوبنا من عشر معشار هذه الحال ، رحماك يا ألله .

ففي الحقيقة أنه أمر يعجبنا ونقف عنده وقفة إجلال واحترام ، إلا أنا لو نظرنا نظرة علم لوجدنا أنه لم يكن هذا هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو أكمل هدي ، بل كان أمره كله وسطا ، فكان يبكي صلى الله عليه وسلم عند سماع القرآن أحيانا ، وأحيانا لا يبكي ، وكان يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم ، ويقوم من الليل ثلثه وربعه ونصفه وأوله وأوسطه وآخره وربما نام عليه الصلاة والسلام غير أنه لايدع الوتر ، فكان هو الرحمة المهداه ، وصدق الله القائل : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .

وقد يشكل هذا على غر فيقول : كيف يفعل القرآن بقلوب أمثال هؤلا مالم يفعله بقلب خير الخلق وصحبه من بعده ، وقد مر معي كلام لابن القيم نسيت موضعه الساعه ، إلا أنه رحمه الله أجاب على هذا الإشكال كعادته بمايبهر العقل فقال : بأن صدر محمد صلى الله عليه وسلم أتسع للقرآن ولمعانيه ولفرحه وأحزانه فكان صدره صلى الله عليه وسلم أوسع صدر بكلام ربه ، فشرحه له حتى كان موضع امتنان منه سبحانه عليه صلى الله عليه وسلم ، وأما أمثال هؤلا العباد ممن هذه حالهم فلم يكن فيها كل هذا القدر من الاتساع والانشراح ، لهذا لم تحتمل معانيه عند فهما ، فهو عليه الصلاة والسلام أكمل الناس علما وفهما وعملا بما أنزل عليه ـ أو قريبا من هذا التوجيه ـ فإلى الله المشتكى من ضيق صدورنا التي ليس فيها شئ من هذه الانشراح حتى تعقل كلام ربها . فلا سعه ولا فهم إلا عند من شرح الله صدره لكلامه تعالى .

والمسألة أُخيّ طويلة الذيل كبيرة النيل وخلاصتها :

أن الأمام المعتبر الذي في التأسي به النجاة ، هو المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ، وصحابته البررة الكرام تبع له فيما استقوه من هديه ، وأما من جاء بعدهم من السلف الصالح وإن اتصف بصفة الإمام ـ التي توسع فيها كثيرا ـ فإن كان اتباعه مجردا دون دليل فإنه تقليد محض لا يحل إلا كما يحل الأكل من الميتة ، إلا لمن كان مقلدا صرفا من عوام المسلمين لا تعلق له بالعلم ، فقد ذكر ابن عبد البر رحمه لله إجماع العلماء على أن المقلد لا يعد من العلماء .

ويبقى الاستئناس بكلامهم وأفعالهم في بعض المسائل ، فمثل المسألة التي أشرتم لها عن الإمام أحمد عندما سئل عنه ، فأجيب بأنه غير موجود بالإشارة لراحة اليد ، وهي قصة مشهورة أوردها غير واحد منهم ابن مفلح في الآداب ، لم تكن فعلا مجردا من غير دليل ، فقد كانت من التورية والتعريض المباحين ، واللتان في مثلهما مندوحة عن الكذب ، ولهذا الباب أصول كثيرة من الكتاب والسنة ليس هذا موضع تتبعها ، كقصة إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام مع الملك عندما قال عن زوجه أنها أخته ، يريد أخته في الإسلام ، وكقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما سأله الأعرابي عن اسمه أو ممن هو قال : من ابن ماء السماء ، وكما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يعزم على جهة غزوة إلا ورى بغيرها أو نحوا من ذلك ، ومثل هذه المسألة يقاس عليها ...)

لعل في هذا القدر ماينبئ عن مرادي ، ووالله لا أعلم هل الكتاب في مكتبتي أم ليس فيها ، وإن كان أغلب الظن أنه ليس فيها ، فقد ابتعدنا عن مخالطتها والأنس برَوحها ورياحينها ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ولقد عدنا نشتري الكتاب مرة أو مرتين وثالثة أخرى ، وهل آفة العلم إلا النسيان ، وإلا فمن حق الكتاب وكاتبه ومحققه والسباق لنشر خبره أن نطالع الكتاب وتوطئته ، حتى نشير إلى مافيه مماهو أبلغ من هذا القول أو نمسك ، إلا أنا ندعو للميت ونستبيح الحي بأن يهبنا لنا ، ويستبقي صالحنا بالغض عن سيئنا ، وإني ضامن هذا من أخوي الكريمين ، وعلى الله رابعنا . [/align]

ولولا استبقاء النفس ومغالبة النوم وكره التكثر، لاثرت مع إخواني أمرا ينازعني حول هذا العنوان الصارخ ، الذي ينادي على نفسه بنفسه ، وكأنه دلال في سوق الكتبيين ينادي بالشراء ، فسبحان الواهب المعطي فإن من عناوين الكتب ماهو من ميامين الرزق ، وإني لجازم أن الكثير قد دعي لدخول هذه المأدبة العلمية بدعوة منه ، فنسأل الله من فضله .

فجر الجمعة . 8/6/1429
 
بارك الله فيك يا ابن الشجري على هذه التعليقات .
وقد صدر الكتاب ولله الحمد عن مكتبة العبيكان ، وأشكر أخي الدكتور ناصر المنيع الذي أهداني نسختين من تحقيقه للكتاب طبعة مكتبة العبيكان ، وسأعطيك يا ابن الشجري إحداهما حين أراك بإذن الله .
[align=center]
6485ca0c80af9a.jpg
[/align]
 
قد قبلنا قد قبلنا رحمك الله ، ولك عندي مثلها إن شاء الله .
 
أشكر لأخي الفاضل الدكتور عبدالرحمن متابعته القيمة ...... زاده الله علما واطلاعا فكم يفيدنا



وأشكره على تفضله بالدعاية المجانية للكتاب ...



وكلام أخي ابن الشجري نفيس مهم وهو أن الأصل هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم وحال السلف مع القرآن الكريم ... ولا شك أن هذا مبحث نفيس تمنيت أن أقدم به الكتاب ...
 
والله لتمنيك هذا دليل علمك وفضلك فلتهنأ بذلك ولتقر عينا ...، فكل شئ يمكن استدراكه ما امتدت بك الأيام . ولي عودة إن شاء الله لكن وقتي لا يسعفني الساعه .
 
هذه مقالة وصلتني بالبريد حول الكتاب .


قتلى القرآن : أبو إسحاق الثعلبي






محمود المختار الشنقيطي​

هذه سياحة خفيفة تناسب مقام هذا الشهر الكريم،ولن نسمح لـ(قسوة قلوبنا) أن تطرح بعض الأسئلة .. وسنكتفي باقتطاف بعض النماذج .. من هذا الكتاب .. وهو كتاب (قتلى القرآن) لأبي إسحاق الثعلبي،المتوفى سنة (427هـ)،وقد درس الكتاب وحققه الدكتور ناصر بن محمد بن عثمان المنيع،ونشرته العبيكان للنشر - الطبعة الأولى سنة 1429هـ = 2008م.
افتتح المحقق الكتاب بـ(ملخص عن الكتاب والعمل الذي بذله المحقق)،وفيه :

( الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم {على} نبينا محمد وآله وصحبه .. وبعد
فإن"قتلى القرآن"كتاب فريد في بابه،جديد في موضوعه،سرد فيه مؤلفه الإمام المقرئ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي المتوفى سنة (427هـ) قصصا روى أكثرها بإسناده عن سلف هذه الأمة ممن قرأ القرآن الكريم،فتوفي متأثرا بمعاني الآيات الكريمة،ولأهمية الكتاب ومنزلة مؤلفه،وشرف موضوعه رأيت تحقيقه ونشره،خاصة وأنه لم يطبع من قبل.
وقد قسمت عملي إلى فصلين،كان أولهما يعنى بجانب الدراسة،ويشتمل على مبحثين :


الأول : ترجمة الملف.
والثاني : دراسة الكتاب.


والفصل الثاني نص الكتاب محققا،واتبعت في تحقيقه منهج التحقيق العلمي،وقد ذيلت البحث بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج،وبمجموعة من الفهارس تخدم القارئ.){ص 5}.
غني عن القول أن ما يهمنا،في هذه السياحة الخفيفة،هو الفصل الثاني أو (نص الكتاب)،لذلك سوف نقفز إلى هناك مباشرة .. لننقل بعض القصص،ونبدأ بسند الكتاب – وإن طال – إلى مؤلفه :
( بسم الله الرحمن الرحيم


أخبرنا الشيخ الأجل المسند شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علاء الدين كشتغدي المغربي الصيرفي،قراءة عليه : وأنا أسمع في الجمعة الثالث والعشرين من شعبان سنة تسع وثلاثين وسبع مئة قال : حدثنا الشيخ الفقيه تقي الدين أبو محمد عبد القوي بن عبد الله بن عبد القوي المغربي الفقاعي قراءة عليه،وأنا أسمع في يوم الأحد الخامس والعشرين من شعبان سنة سبعين وست مئة قال : حدثنا الشيخ علم الدين أبو الحسن علي بن أبي الفتح محمود بن أحمد بن علي المحمودي الصابوني،قراءة عليه،وأنا أسمع في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادى الأول سنة أربعين وست مئة قال : حدثنا الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن عيسى المديني الأصبهاني إجازة.
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين.


أخبرنا الشيخ الإمام العالم قاضي القضاة عماد الدين أبو صالح نصر بن عبد الرزاق الجيلي،بقراءة أبي العباس أحمد ابن الجوهري في شهور سنة ثلاث وثلاثين وست مئة ببغداد مدينة السلام – أعادها الله إلى الإسلام – قال له : أخبرك الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني إجازة في كتابه،فأقر به وقال نعم. قال،حدثنا الشيخ أبو الفتح عبد الرزاق بن محمد الشرابي،قراءة عليه قال : حدثنا أبو سعيد سعد بن محمد بن سعيد الولي قال : حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن علي الواقدي قال : حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي – رحمه الله – قال : الحمد لله حق حمده،والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وصحبه وسلم،هذا كتاب مشتمل على ذكر قوم هم أفضل الشهداء،وأشرف العلماء،نالوا أعلى المنازل،وأدركوا أسنى المراتب،وهم الذين قتلهم القرآن،لما قرؤوه،أو سمعوه يتلى،فعلموه حق علمه،وفهموه حق فهمه. (..) حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي عاصم قال : قلت لسلم الخوّاص،بلغك موت علي بن الفضيل كيف كان؟ قال : نعم مرض مرضة،فَنَقِهَ منها،وقدم رجل من أهل البصرة حسن القراءة،فأتى علي بن الفضيل قبل أن يأتي فضيلا،فبلغ فضيلا أنه قدم،وأنه قد ذهب إلى علي. قال : فأرسل إليه {(6أ) ب} خلفه أن لا يقرأ عليه. قال : فقرأ عليه قبل أن يجيئه الرسول،فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ }الأنعام30
قال : فخر علي،فشهق،شهقة،خرجت نفسه معها. ) {ص 51 - 60}.


ثم روى المؤلف قصة أخرى،لموت علي بن الفضيل بن عياض،فروى بسنده إلى أن قال .. (حدثني يعقوب بن يوسف وقد لزم الفضيل،قال : كان الفضيل بن عياض إذا علم أن ابنه عليا ليس خلفه يتوق في القرآن،وحزّن وخوّف،وإذا علم أنه خلفه مر ولم يقف،ولم يخوّف،وظن يوما أنه ليس خلفه،فأتى على ذكر هذه الآية ((رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ )){المؤمنون106}. قال : فخر علي مغشيا عليه،فلما علم أنه خلفه،وأنه قد سقط،تجوز في القراءة،فذهبوا إلى أمه فقالوا : أدركيه. فجاءت،فرشت عليه ماء،فأفاق،فقالت لفضيل : أنت قاتل هذا الغلام عليّ. فمكث ما شاء الله،فظن أنه ليس خلفه،فقرأ (( وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)){الزمر47} الآية،فخر ميتا،وتجوز أبوه في القراءة،وأُتت أمه،فقيل لها : أدركيه،فجاءت،فرشت عليه ماء،فإذا هو ميت.){ص 61 - 62}.


رغم أنني وعدت بألا أجعل (قسوة قلبي) تأثر على نقلي .. ومع ذلك فلم أستطع أن أتصور (زاهدا) يتعمد أن يضع فمه على باب مسلم يناجي ربه،ليصرخ به بآية من كتاب الله سبحانه وتعالى،وقد تكررت القصة نفسها بروايتين!!!


روى المؤلف بروايته .. (سمعت منصور بن عمار يقول : بينا أردت الحج،إذ دفعت إلى الكوفة ليلا،وكان الليل على مُدْلَهِمّة فانفردت عن أصحابي. ثم دنوت إلى رواق باب دار،فسمعت بكاء رجل شيخ،وهو يقول في بكائه: إلهي وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك،لكني عصيتك إذ عصيتك بجهلي،وخالفتك بجهدي،فالآن من عذابك من ينقذني،وبحبل من أتصل إذا انقطع حبلك عني،واذنوباه،واغوثاه بالله. قال منصور : فأبكاني والله،فوضعت فمي على شق الباب،وناديت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم : ((نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ )){التحريم6}
فأتيت عليها إلى آخر الآية،فسمعت عند ذلك اضطرابا شديدا،وخمد الصوت،فوضعت أحجارا على الباب،لأتعرف على ذلك الموضع،فلما أصبحت غدوت إليه،فإذا أنا بأكفان أصلحت،وعجوز تدخل الدار،باكية،وتخرج باكية،فقلت لها : يا هذه من هذا الميت منك؟ قالت : إليك عني يا عبد الله لا تجدد علي أحزاني. قال ،قلت : إني أريد هذا الوجه الكريم،لعلك تستودعيني دعوة أنا منصور بن عمار واعظ أهل العراق. قالت : يا منصور هذا ولدي. قال : قلت : فما كان صفته؟ قالت : كان من آل الرسول صلى الله عليه وسلم يكسب ما يكسبه،فيجعله أثلاثا ثلثا لي،وثلثا للمساكين،وثلثا يفطر عليه،وكان يصوم النهار،ويفطر عليه بالليل،حتى إذا كان آخر ليلة منه أخذ في بكائه وتضرعه،إذ تلا ذلك الرجل آية من كتاب الله عز وجل،فلم يزل حبيبي يضطرب،فأصبح،وقد فارق الدنيا. ){ص 63 - 65}.


كررت القصة بفروق طفيفة،في مناجاة الرجل،وقول (منصور) للمرأة أنه (رجل غريب) فقالت :
(لولا أنك رجل غريب ما أأخبرتك،هذا ولدي مر بنا في ليلتنا هذه رجل تلا آية فيها ذكر النار،فما زال ابني يضطرب حتى مات. ){ص 67}.
على كل حال،روى المؤلف،بسنده إلى أبي جناب القصاب ( قال : أمنا زُرارة بن أوفى في مسجد بني قُُشير،فلما بلغ ((فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ )) {المدثر8 } خر ميتا. فكنت فيمن حمله. ){ص 70}.
ثم نقل قصة عن الأصمعي،ولقائه لأعرابي سأله :
(ممن الرجل؟ قلت : من بني أصمع. قال : أنت الأصمعي؟ قلت : نعم. قال : ومن أين أقبلت؟ قلت : من موضع يُتلى فيه كلام الرحمن. قال : وللرحمن كلام يتلوه الآدميون؟ قلت : نعم. قال : اتل عليّ شيئا منه. فقلت: له انزل عن قعودك. فنزل،وابتدأت بسورة والذاريات فلما انتهيت إلى قوله سبحان وتعالى : ((وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )) {الذاريات22} قال : يا أصمعي هذا كلام الرحمن؟ قلت : أي والذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا إنه لكلامه،أنزله على نبيه محمد. فقال لي حسبك. ثم قام إلى ناقته،فنحرها،وقطعها بجلدها،وقال : أعني على تفريقها. ففرقناها على من أقبل وأدبر،ثم عمد إلى سيفه،وقوسه،فكسرهما،وجعلهما تحت الرمل،وولى مدبرا نحو البادية،وهو يقول ((وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )) {الذاريات22}. فأقبلت على نفسي باللوم،وقلت : لِمَ لَمْ تنتبه لما انتبه له الأعرابي؟! فلما حججت مع الرشيد دخلت مكة،فبينا أنا أطوف بالكعبة،إذ هتف بي هتاف بصوت دقيق،فالتفت،فإذا أنا بالأعرابي نحل مصفار،فسلم علي،وأخذ بيدي،وأجلسني من وراء المقام،وقال لي : اتل عليّ كلام الرحمن. فأخذت في سورة الذاريات،فلما انتهيت إلى قول الحق تعالى ((وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )) {الذاريات22} صاح الأعرابي،وقال : قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا،ثم قال : وهل غير هذا؟ قلت : نعم،يقول الله عز وجل ((فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ )) {الذاريات23} فصاح الأعرابي صيحة،وقال : يا سبحان الله من الذي أغضب الجليل حتى حلف؟ ألم يصدقوه بقوله؟ حتى ألجؤوه إلى اليمين. قالها ثلاثا،وخرجت فيها نفسه،ومات.){ص 73 - 74}.


قال المؤلف .. (قرأت في بعض الكتب أن أخا لمحمد بن المنكدر سمع قارئا يقرأ هذا الآية : ((وَ َبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )) {الزمر}47}.
فقال هاه،فلم يزل يقولها حتى مات.){ص 74 - 75}.


ثم قال المؤلف .. (سمعت الأستاذ أبا القاسم الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب يقول : قال حبيب العجمي: دخلت مسجدا بالكوفة لأصلي فيه،وإذا شاب نحيف،قد نهكته العبادة،فقلت له : ما تشتهي رجاء أن يشتهي عليّ شيئا. فقال : أشتهي أن أسمع عشر آيات من قراءة صالح المري،فقد سمعت مرة صوته. قال حبيب : فأتيت البصرة،وطلبت صالحا،وأخبرته بالقصة،فخرج إلى الكوفة،ودخل المسجد،واندفع في القراءة،فقرأ ((فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ )) {المؤمنون101}.
إلى قوله (( اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ )) {المؤمنون108}.


قال : فاضطرب الفتى وجعل لا يتمالك حتى سقط،وتوفي،وكانت دار الفتى يشرع منها باب في المسجد،فإذا أنا بعجوز معها شيء من الطعام،وكانت والدته فلما رأته قالت : ما أصاب ابني، فقصصت عليها القصة،فقالت : لعلك صالح المري؟! قلت : نعم. قالت : آتاك الله مناك في الدنيا والآخرة كما آتيت ابني أمنيته،ما زال يتمناك على الله عز وجل.
قال : فكنت فيمن جهزه،وحمله حتى دفن رحمه الله تعالي.){ص 75 - 76}.


ثم روى المؤلف بسنده حتى قال : ( حدثني إسماعيل بن عبد الله الخزاعي قال : قدم رجل من المهالبة من أهل البصرة أيام البرامكة في حوائج له،فلما فرغ منها انحاز إلى البصرة،ومعه غلام وجارية،فلما صار في دجلة البصرة إذا بفتى على ساحل الدجلة عليه حلة له صوف و بيده عكاز،ومزود. قال : فسأل الملاح إلى أن يحمله إلى البصرة،ويأخذ منه كراء. قال : فأشرف الشيخ المهلبي،فلما رآه رق له،فقال للملاح : قرب،واحمله معك على الظلال،فحمله،وسار. فلما كان في وقت الغداة دعا الشيخ بالسفرة وقال للملاح : قل للفتى ينزل إلينا،فأبى عليه،فلم يزل يطلبه حتى نزل فأكلوا حتى إذا فرغوا ذهب الفتى ليقوم،فمنعه الشيخ حتى غسلوا أيديهم. ثم دعا بزكرة {في الهامش : "الزُّكرة : وعاء أو زق من أدم يجعل فيه شراب أو خل. لسان العرب – مادة زمر – (6 / 62)}. فيها شراب،فشرب قدحا،ثم سقى الجارية،ثم عرض على الفتى،فأبى،وقال : أحب أن تعفيني. فقال : قد عفوناك،اجلس معنا،وسقى الجارية،وقال : هاتي ما عندك. فأخرجت عودا لها في غشاء،فهيأته،وأصلحته،ثم أخذت،فغنت. قال : يا فتى تحسن مثل هذا؟ قال : أحسن ما هو أحسن من هذا،فافتتح بسم الله الرحمن الرحيم (( قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً*أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ )) {النساء77 – 78} وكان حسن الصوت. قال فزج الشيخ بالقدح في الماء. وقال : أشهد أن هذا أحسن مما سمعت! فهل غير هذا؟ قال : نعم،ثم قرأ ((وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً )) {الكهف29 } قال : فوقعت من قلب الشيخ موقعا،فأمر بالزكرة،فرمى بها في الماء،وأخذ العود فكسره،ثم قال : يا فتى فهل هاهنا من فرج؟ قال : نعم،فقرأ ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) {الزمر53} قال : فصاح الشيخ صيحة خر مغشيا عليه. فنظروا،فإذا الشيخ قد ذاق الموت ..){ص 83 - 85}.


أورد المؤلف هذه القصة،العجيبة .. (سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : بينما أنا في بعض طرقات البصرة،إذ سمعت صعقة،فأقبلت نحوها،فرأيت رجلا قد خر مغشيا عليه،فقلت : ما هذا؟ فقالوا : كان رجلا حاضر القلب،فسمع آية من كتاب الله تعالى،فخر مغشيا عليه،فقلت : وماهي؟ قال : قوله ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )) {الحديد16} فأفاق الرجل عند سماع كلامنا،وأنشأ يقول :



أما آن للهجران أن يتصرما​


وللغصن غصن البان أن يتبسما


وللعاشق الصب الذي ذاب وانحنا


ألم يأن أن يبكى عليه ويرحما


كتبت بماء الشوق بين جوانحي كتابا


حكى بنقش الوشي المنمنما​



ثم قال : أشكال،أشكال،أشكال { في الهامش : "كلمة فارسية : إشْكَلْ : خيانة،تدليس،أذى،خداع،. المعجم الفارسي الكبير (1 / 119)} وخر مغشيا عليه،فإذا هو ميت.){ص 95 - 96}.
وأخيرا .. يختم المحقق عمله بهذه الخاتمة :


(الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،وبجوده وفضله تنال الدرجات،أحمده على ما يسر لي من إتمام البحث وتقديمه،والذي كان بحق رحلة علمية ممتعة في روضة غناء بين آيات الذكر الحكيم،وقصص عن سلف الأمة الصالحين.


وقد خرجت – ولله الحمد – من هذا البحث بنتائج كثيرة منها ما يأتي :


1 - يعد الإمام الثعلبي واحدا من أعلام القرن الخامس الهجري في شرق الدولة الإسلامية،ويصنف من العلماء الموسوعيين الشموليين،فهو مقرئ،ومفسر،ولغوي،وذُكر من المحدثين.
2 - الثعلبي – وحسب علمي – أول من ألف في موضوع (قتلى القرآن) استقلالا.
3 - اهتم – رحمه الله – بالإسناد،فغالب قصص كتابه قد رواها بإسناده،والإسناد من الدين،وهو سمة من سماة هذه الأمة الخالدة.
4 - تقدم وفتاة المؤلف،وغزارة مادة الكتاب العلمية جعلته مصدرا مهما لكتب الأخلاق،وتهذيب السلوك،والتوبة.
5 - كان أثر القرآن الكريم على السلف الصالح جليا،وبلغ حد التأثر ببعضهم أن سقط ميتا لما قرأ أو قرئت عنده بعض الآيات.
6 - أو رد المؤلف قصصا هي غاية في الغرابة تصل حد الخرافة،مثل ما نقله عن بعض الصوفية،فينبغي الحذر منها والتنبيه عليها،وفي المقابل أثبت بإسناده صحة بعض الأخبار التي تدل على مقصده من تأليف الكتاب.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه.){ص 101 - 102}.


وبعد .. جزا الله – سبحانه وتعالى – المؤلف .. والمحقق خير الجزاء .. وجعلنا – وإياكم – ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة


 
رد: عرض كتاب (قتلى القرآن) لأبي إسحاق الثعلبي (ت427هـ)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:...غالب ما يحكى من المبالغة في هذا الباب إنما هو عن عباد أهل البصرة،مثل حكاية من مات أوغشي عليه في سماع القرآن،ونحوه كقصة زرارة بن أوفى قاضي البصرة فإنه قرأ القرآن في صلاة الفجر:(فإذا نقر في الناقور) فخر ميتاً......وكان فيهم طوائف يصقوت عند سماع القرآن ،ولم يكن في الصحابة من هذا حاله فلما ظهر ذلك أنكر ذلك طائفة من الصحابة والتابعين كأسماء بنت أبي بكر وعبدالله بن الزبير وابن سيرين ونحوهم....والذي عليه جمهور العلماء أن الواحد من هؤلاء إذا كان مغلوبا عليه لم ينكر عليه،وإن كان حال الثابت أكمل منه....لكن الأحوال التي كانت في الصحابة هي المذكورة في القرآن وهي وجل القلوب ودموع العيون واقشعرار الجلود كماقال تعالى:(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون)...أهـ.
 
عودة
أعلى