مما اتهم به الشيخ محمد علي الصابوني في هذه الردود انكاره للاستواء على العرش كمافي الطبعة القديمة من رد الشيخ جميل زينو رحمه الله وحذف هذه الملاحظة من الطبعات الجديدة دون بيان السبب وأحال عليه الشيخ الفوزان حفظه الله والشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
وقد تتبعت المواضع التي فيها ذكر الاستواء على العرش في كتاب صفوة التفاسير من الطبعة الأولى ومابعدها
فوجدته يثبت صفة الاستواء على العرش وينقل قول مالك رحمه الله في ذلك
ومثال على ذلك
آية سورة الاعراف
[ إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ] أى أن معبودكم وخالقكم الذي تعبدونه هو المنفرد بقدرة الإيجاد ، الذي خلق السموات والأرض ، في مقدار ستة أيام من أيام الدنيا ، قال القرطبي : لو أراد لخلقها في لحظة ، ولكنه أراد أن يعلم العباد التثبت في الأمور
[ ثم استوى على العرش ] أى استواء يليق بجلاله من غير تشبيه ، ولا تمثيل ، ولا تعطيل ، ولا تحريف ، كما هو مذهب السلف ، وكما قال الإمام مالك رحمه الله : (الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة) ، وقال الإمام أحمد رحمه الله : أخبار الصفات تمر كما جاءت بلا تشبيه ولا تعطيل ، فلا يقال : كيف ؟ ولم ؟ نؤمن بأن الله على العرش كيف شاء ، وكما شاء ، بلا حد ولا صفة يبلغها واصف ، أو يحدها حاد ، نقرأ الآية والخبر ونؤمن بما فيهما ، ونكل الكيفية في الصفات إلى علم الله عز وجل ) ، وقال القرطبي : لم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته
ج2ص298
وفي موضع سورة الحديد قال
[ ثم استوى على العرش ] استواء يليق بجلاله ، من غير تمثيل ولا تكييف (( قال في التسهيل : حمل قوم الاستواء على ظاهره ، وتأوله قوم بمعنى قصد كقوله " ثم استوى إلى السماء " ولو كان كذلك لقال : ثم استوى إلى العرش ، وتأولها آخرون أنها بمعنى استولى بالملك والقدرة . . والحق هو الايمان به من غير تكييف ، فإن السلامة في التسليم ، ولله در مالك حين سأله رجل عن ذلك فقال : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة ، وقد روي مثل قول مالك عن " أبي حنيفة " و " جعفر الصادق " و " الحسن البصري " ولم يتكلم الصحابة ولا التابعون في معنى الاستواء ، بل امسكوا عنه ، ولذلك قال مالك : السؤال عنه بدعة )).
ج3 ص309
الا آية البقرة ثم استوى الى السماء فقد رأى الطبري رحمه الله أنها من آيات الاستواء على العرش
وأما ابن كثير فقد رأى أنها بمعنى قصد الى خلقها لأنها متعدية بإلى
وقال بذلك الشيخ الصابوني حفظه الله تبعا لابن كثير رحمه الله
[ ثم استوى إلى السماء ] أي ثم قصد إلى السماء ((قال ابن كثير : والاستواء ههنا متضمن معنى القصد والإقبال ، لأنه عدي بـ " إلى " )).
كما أن الشيخ يثبت صفة المجئ في سورة الفجر وجاء ربك
[ وجآء ربك والملك صفا صفا ] أي وجاء ربك يا محمد لفصل القضاء بين العباد ، وجاء الملائكة صفوفا متتابعة صفا بعد صف قال في التسهيل : قال المنذر بن سعيد : معناه ظهوره للخلق هنالك ، وهذه الآية وأمثالها مما يجب الإيمان به من غير تكييف ولا تمثيل وقال ابن كثير : قام الخلائق من قبورهم لربهم ، وجاء ربك لفصل القضاء بين خلقه ، وذلك بعدما يستشفعن إليه بسيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم ، فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء ، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا
ثم إن الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله يقول عن الشيخ الصابوني في كتاب التعالم : مفسر متعالم كذاب لايحفظ السنة والكتاب
مع أن كل من عرف الشيخ الصابوني يعرف أنه يحفظ كتاب الله منذ نعومة أظفاره ويحفظ كثيرا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاضراته الكثيرة التي يستشهد فيها بالاحاديث غيبا دون كتاب أمامه أكبر شاهد على ذلك
فسامح الله مشايخنا
ولكن كل يؤخذ من قوله وير د إلا النبي صلى الله عليه وسلم
لمزيد من التفاصيل انظر
المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات - محمد بن عبد الرحمن المغراوي - 4 أجزاء - 1925 صفحة - تم جمع جميع الأجزاء في ملف واحد - مؤسسة الرسالة - دار القرآن - الطبعة الأولى - 1420
http://www.archive.org/details/almfsron_pdf_book
في آخر الكتاب موقف الصابوني من الصفات