أبارك للأخ الأستاذ محمد بن عمر الجنايني طبع كتاب مرسوم خط المصحف ، وصدوره بهذه الحلة الجميلة ، وأشكره على ما خصني به من نقل خبر صدور الكتاب ، ووَعْدِهِ بحجز نسخة لي منه ، كما أشكر أخي الأستاذ إياد السامرائي الذي أشار إلى تحقيقي للكتاب ، وكان الأخ الجنايني قد حدثني عن إنجازه تحقيق الكتاب في لقائنا في المدينة المنورة في شعبان سنة 1429هـ ، وذلك بعد صدور الطبعة التي حققتها من دار عمار ، ولم أكن أعلم بتحقيقه الكتاب قبل ذلك اللقاء.
ولاشك عندي في أن تحقيق الجنايني أفضل من تحقيقي ، لعدة أسباب منها : اعتماده على ست نسخ خطية من الكتاب ، وكون العمل رسالة علمية حظيت بالإشراف والمناقشة من عدد من الأساتذة الأفاضل أهل الاختصاص ، مع همة الشباب ووفرة المصادر ، ثم إن عدم متابعتي تجارب الطباعة أوقع بعض الأخطاء ، مع حرص أبي عمار الشديد على الدقة والتصحيح ، لكن عذري أني أحببت إخراج الكتاب للدارسين بعد ثلاثين سنة من اطلاعي عليه وإفادتي منه ، ولم يبلغني أن أحداً اعتنى به خلال تلك المدة ، وعسى أن يكون ما قاله الأخ أبو عبد الرحمن المدني من أن صدور العملين ليس تكراراً غير مفيد عذراً آخر لي ، والله ولي التوفيق.
لا أدري ماذا أكتب وماذا أقول , فإنني والله أجد نفسي عاجزا عن التعبير أمام هذا التواضع والأدب الجم من أستاذنا وشيخنا فضيلة الشيخ د / غانم قدوري الحمد , حفظه الله وبارك فيه , وزاده رفعة وشرفا في الدنيا والآخرة , وأسأل الله أن يبارك في علمه وعمله وينفع به .
وهكذا هو شأن العلماء الراسخين في العلم الذين هم قدوات لنا في الأدب والعلم , ومازلنا نتعلم ونستفيد من تواضعهم وأخلاقهم , ونحن مازلنا في أول الطريق .
ومازلت أذكر أول لقاء لي بالدكتور / غانم في شعبان 1429هـ في المدينة النبوية , لما سألني عن رسالتي للماجستير أخبرته بهذا الكتاب , فقال مباشرة بأدب العالم المتواضع ( والله لو أعلم أنك قمت بتحقيقه لما حققته ) فأكبرت منه هذا الخلق الرفيع .
ومن أحب الاطلاع على بعض ما جرى في هذا اللقاء فلينظر إلى الرابط التالي :
ليلة علمية ممتعة في المدينة النبوية مع مشرفي ملتقى القراءات والتجويد وعدد من الأعضاء
ولي وقفات مع تعليق شيخنا على صدور طبعة كتاب مرسوم خط المصحف بتحقيقي :
أولا : مما يؤكد تواضع شيخنا أنه ألف رسالته الماجستير والتي هي بعنوان ( رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية ) والتي لا يستغني عنها أي دارس لعلم رسم المصحف في هذا الزمن , ألَّفها قبل أن يولد ( محمد الجنايني ) ؟!! ومع ذلك يتواضع في العبارة ويلقبني بالأستاذ مع أنني في مقام ابنه !!
ثانيا : قوله حفظه الله : ( ولاشك عندي في أن تحقيق الجنايني أفضل من تحقيقي لعدة أسباب) هذا أيضا من تواضعه , لأنه حفظه الله , لم يطلع بعد على تحقيقي للكتاب , ولم يقارن بينهما .
ثالثا : لا شك أنني استفدت كثيرا من كتب الشيخ وتحقيقاته لكتب الرسم فهو شيخي وأستاذي , وقد استفدت كذلك بصفة خاصة من تحقيقه للكتاب بعنوان : ( المختصر في مرسوم المصحف الكريم ) فقد كنت أراجع كتابي لطباعته حين خرج هذا التحقيق .
رابعا : أدعو جميع إخواني من طلبة العلم إلى الحرص على الجلوس مع العلماء الربانيين من أمثال شيخنا د / غانم قدوري الحمد , وغيره ليستفيدوا من سمتهم وأخلاقهم في تعاملهم مع الكبير والصغير قبل أن يستفيدوا من علمهم .
خامسا : أسأل الله أن يبارك في هذين التحقيقين للكتاب وأن يستفيد منهما كل من نظر فيهما , ومازلت أؤكد للجميع تزويدي بأي ملاحظة على الكتاب .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل .
ولا يفوتني قبل أن أختم هذه المشاركة أن أشكر الأستاذ إياد السامرائي على مباركته وتعليقه , كما أكرر الشكر للأخوين الفاضلين / أبو عبد الرحمن المدني وضيف الله العامري على تعليقهما ومتابعتهما , وأسأل الله لهما التوفيق والنجاح في دراستهما .
محبكم / أبو أسامة
في 13 / 5 / 1430هـ