بدأتُ بـ(بسم الله) في النظم أولا * تبارك رحماناً رحيماً وموئلا
وثنيتُ أنّ الحمد لله دائــماً * وما ليس مبدوءاً به أجذم العلا
وثلثتُ صلى الله ربي على الرضا* محمد المهدى إلى الناس مرسلا
وعترته ثم الصحابة ثم من * تلاهم على الإحسان والخير وُبّلا
وبعد : فقد أعطى الشاطبيّ رحمه الله مصدره الرئيس ومرجع فهم قصيدته بقوله:
وفي يُسْرها التيسير رمت اختصارهُ * فأجنت بعون الله منه مؤملا
وألفافها زادت بنشر فوائــــد * فلفت حياءً وجهها أن تُفضّلا
وبرغم أني لم أطلع على أكثر شروح الشاطبية ، وربما أقول لم أطلع إلا على شرحي أبي شامة وابن القاصح فقد أحببت أن أقول: إن الشرح العلمي الموفي للغرض للشاطبية يستطيع أن يقوم به من يوفقه الله تعالى لذلك في ضوءكتاب التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني رحمه الله ، الكتاب الذي ليست الشاطبية باعتراف ناظمها إلا نظما له. مع زيادة فضائل تتضح من المقارنة.
ولديّ أمنية أحببت أن أضعها بين الإخوة محبي الشاطبية ممن لهم رغبة وخبرة في النشر، أن تنشر الشاطبية مع نص التيسير في هوامش الأبيات المشابهة للمعنى، أو ينشر التيسير ويوضع في هامشه ما يقابل معانيه من أبيات الشاطبية، مع الفكرة الثالثة المتقدمة أن تشرح الشاطبية بألفاظ التيسير نفسها مع أقل قدر ممكن من الإضافات الضرورية لتوضيح البيت.
وأن أتمنى على مشايخ القراءات الكرام ممن يدرّسون القصيد بأن يعودوا فيعتمدوا التيسير مرجعا حاضرا ونصا مساعدا
فكرة جميلة جدا، وهذا ما قمت به عند بداية حفظي للشاطبية وكنت أرى فيها من السهولة واليسر الشيء الكثير.
لكني كنت أرى في شرح العلامة الضباع تقييد لمطلقها ، وزيادة على متنها، ورد لما ليس من طريق المتن، مما لا يمكن معرفته بالاقتصار على الطريقة الأولى.
فأرى لو أضيفت تلك التعقيبات على ما اقترحه د. عبد الرحمن لتم المراد، وحصل المقصود، مع الإشارة لما زادته الشاطبية على التيسير أو العكس، وما يقرأ به وما لا.
هذه فكرة جميلة بوركت يا دكتور عبدالرحمن لطرحها هنا للنقاش ، وقد طبقتها عند حفظ منظومة الجزرية فرجعت لكتاب التمهيد في التجويد لابن الجزري واستفدت كثيراً . وطبقتها كذلك عند حفظ ألفية العراقي في علوم الحديث مع كتاب ابن الصلاح الذي هو أصلها .
ما تتضمنه الشاطبية من القراءات السبع تنفع فيه الطريقة التي ذكرتموها و لكن في الشاطبية أمورا زائدة تتعلق بشرح بعض مفرداتها و بيان إعراب بعض كلماتها و بيان ما زاده الشاطبي على التيسير و غير ذلك ، لكن الشراح كثيرا ما يخرجون لبيان معنى زائد أو تفصيل لغوي و غير ذلك فقد يطول الكلام و حقه أن يختصر إذا كان المقصود بيان القراءة التي تضمنها النظم فقط و لكن أيضا يكون هناك مقاصد أخرى
وجزيتم خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد قرأت ماسطره الشيخ عبد الرحمن الصالح، ولاأدري مطلبه بالضبط فهل يقصد شروحا مدرسية،أم إعادة تأليف جديد وفق رؤية جديدة لم توجد عند السلف؟
وللتنبيه فقد أحصى بعض من تقصى شروح الشاطبية قديما وحديثا بالمائة فهل يمكن لهذا الشرح الجديد أن يضيف جديدا؟ لعل أخي الشيخ حفظه الله يبدي رأيه بشكل أوضح ويبين الشريحة المقصودة هنا.والله أعلم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أعزّز ما ذكره الشيخ أمين الشنقيطي في تدخله المفيد لعدّة أسباب :
السبب الأوّل : عدم توازن الكفتين وهما الشاطبية والتيسير لأنّ الشاطبية حوت على طرق زادت على ما في كتاب التيسير وهي ما تسمى بزيادات القصيد .وأضرب مثالا يعرفه الجميع وهو مدّ البدل لورش حيث لم يذكر صاحب التيسير إلاّ التوسط بخلاف الشاطبية التي ورد فيها الأوجه الثلاثة. فكيف يمكن شرح ما في الشاطبية بما في التيسير مع اختلاف الكفتين ؟
السبب الثاني : زيادات القصيد لا بدّ من شرحها والبسط الكلام عليها كما فعل الشرّاح قديماً وحديثاً ولا يمكن الاستغناء عنها ومن تجاهلها فقد أخلّ ببنية هذا النظم الذي تلقته الأمّة بالقبول ، والاقتصار على التيسير في شرح النظم يؤدّي إلى الإخلال بمنضمون الشاطبية في حدّ ذاتها.
السبب الثالث : مخالفة شراح النظم قديماً وحديثاً إذ إنّ الشاطبية مصدرٌ مستقل بذاته ويدلّ على ذلك أنّ ابن الجزري رحمه الله تعالى والمحررين من بعده فصلوا بين المصدرين عند عزو الطرق.
السبب الرابع : الإخلال بالتحريرات التي ذكرها المحققون والتي حورت على ما تضمنته طرق الشاطبية جملة وتفصيلاً ،وعند الاقتصار على ما في التيسيرفلا شك أنه سيذهب الكثير من الأوجه التي ذكرها المحررون.
السبب الخامس : لو رأى من سبقنا من أهل العلم مصلحة في شرح الشاطبية بالتيسير لسبقونا إلى ذلك ، ولكنهم ما فعلوا ذلك لعدم توازن الكفتين بل قاموا بشرح المصدرين كلّ على حدة.
هذا ما أردتّ قوله باختصار وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
السلام عليكم
فكرة ممتازة ورائعة ، ويختصر لطالب العلم زيادات الشاطبية علي التيسير .
ويضاف إليها ما قاله د. أنمار ـ الله يرحمه ويحسن إليه ـ من وضع تعليقات العلامة الضباع فيكون اختصارا لعدة كتب في موضع واحد .
وإن شاء الله سأفكر في الأمر وخاصة أن الشاطبية والتيسير مطبوعان ، فتكون المسألة قص ولصق فقط . والله المستعان
والسلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أما بعد:
فالرجوع إلى التيسير في فهم الشاطبية لا سيما بعض المواضع المشكلة أمرٌ مهمٌ، لأنه يُمَكِّنُ القارئ من فهم كلام الشاطبي رحمه الله ، وهذا ما فعله الإمام السخاوي رحمه الله في فتح الوصيد.
ومن أمثلة ذلك (وإخفاؤه فصل أباه وعاتنا))
((ولا نص كلا حب وجه ذكرته وفيها خلاف جيده واضح الطلا))
يختلف الشراح في وجود رموز للقراء في هذين البيتين أو لا
ولكن بالرجوع إلى التيسير ومقارنته مع الشاطبية يُفهم مُراد الإمام الشاطبي رحمه الله
أو على الأقل يُمكن الترجيح بين أقوال الشُرَّاح في الأقرب إلى مراد الشاطبي رحمه الله
ولعل هذا هو مقصود د. عبد الرحمن الصالح.
وأما الاكتفاء بأوجه الشاطبية المتفقة مع التيسير واطِّراح ما عداها من الزيادات؛ فلا أخال متخصصاً
في علم القراءات (حفظ الشاطبية وعرف ألفافها التي زادت بنشر فوائد) يقول بذلك.
فالإمام الشاطبي - رحمه الله- قرأ على شيخه النفزي وهو على ابن غلام الفرس، وهو على
ابن نجاح وابن الدُّوش وابن البيَّاز (توفي الثلاثة في سنة 496هـ)،
وهم قرؤوا على الداني.
ثم رحل الإمام الشاطبي إلى ابن هذيل في بلنسية وعرض عليه التيسير من حفظه وقرأ القرآن بمضمنه، فساوى شيخه النفزي، حيث إن ابن هذيل قرأ على ابن نجاح، وهو على الداني.
الجدير بالذكر أن الشاطبي قرأ على النفزي بطرقٍ أخرى تصل إلى بعض مؤلفي كتب القراءات المشهورة غير الداني مثل مكي والطرسوسي والخزرجي وغيرهم، كما في إجازة النفزي للشاطبي التي أوردها السخاوي في أول شرحه للشاطبية. فهذا - والله أعلم- هو مصدر كثير من تلك الزيادات التي زادها الشاطبي على التيسير،
على أن النفزي لم يذكر في إجازته كل تلك الطرق بل قال وغيرها،
وهناك ما حكاه الشاطبي حكايةً بياناً لضعفه أو غير ذلك.