بسم الله الرحمن الرحيم
ثالثا: بالتأكيد هناك عشرات بل مئات الآلاف من الحالات المشابهة منذ عهد موسي وحتى اليوم التى رأى فيها الخضر وبأمر من الله تعالى أن يقتل غلاما أو إنسانا رحمة ورأفة بذويه، ولكننا لم نر طفلا أو إنسانا ذبح أو قتل دون أن يكون ذبح أو قتل على يد قاتل لم يتم العثور عليه، أو لم تتم ملاحقته، المهم فى الأمر أن الجاني يكون معروفا أو مشتبها..
فلم نسمع يوما أحدا قال أن فلانا قد قتله الخضر!..
ولكننا نري فى حياتنا العادية أن الناس يموتون من لسعة عقرب أو بضربة شمس أو إصابة بحمي مفاجئة أو بمرض مفاجئ أو بسبب سقوط على الأرض أو حادث سيارة ..إلخ.. ويتقبل الناس الأمر بصفته أمر طبيعي ولا يندهش أحد.. فالأقدار تسيّر وتسطّر على الناس من وراء ستار ولكن بصورة تبدو طبيعية وبقوانين معروفة.
إذا فقد قتل الخضر الغلام بشئ يبدو طبيعيا يتقبله الناس ..
ونعود الى قراءات أخري فى هذه الحادثة:
من الآية أعلاه نعلم إدراك ربنا سبحانه وتعالى لمستقبل أى إنسان، وأن هذا الغلام سيكون طاغية وكافرا ويتعب والديه المؤمنين فى المستقبل..
وكان يمكن لله سبحانه وتعالي أن يهدي ذلك الغلام أو يجعله مؤمنا إرضاءا لوالديه المؤمنين بدلا من قتله، والقتل أو الموت مؤلم جدا لوالديه،
ولكن يتضح من الآية أن الله تعالى يعطي مطلق الحرية للإنسان ليختار ما يشاء، فهو مختلف عن والديه المؤمنين، ولا يتدخل الله تعالى فى خيارات الإنسان، أى أن الإنسان مخيّر، ولكن الله تعالى يعلم خياره مسبقا،
وذلك من عدل الله تعالى بعباده جميعا، أن يوضح لهم طرق الخير والشر، ولهم مطلق الحرية فى أن يسلكوا ما يشاؤون،
وهذا يعني أن الآية “يضل من يشاء ويهدي من يشاء” لها إعتبارات وشروط وتفسيرات أخري لا يعلمها إلا الله تعالى، ولكنها لا تعنى أن فردا كافرا يحوله الله تعالى الى مؤمن .
إذا، أن يقتل الله تعالى غلاما أهون عليه من أن يتدخل فى خياراته وقناعاته الإيمانية، وهذا منتهى العدل بين عباده.
وسيبدل الله تعالى والديه بغلام آخر، يعلم الله تعالى بالطبع مستقبله، وسيكون خير منه زكاة وأقرب رحما.
ولماذا منذ البداية لم يعطهما الله تعالى غلاما زكيا؟!
ربما كانت الإجابة فى قوله “أما أبواه فكانا مؤمنين”، فصفة الإيمان لا تطلق جزافا علي الفرد ما لم يتعرض لإبتلاء أو إختبار “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ،
قد يكون الله تعالى فتن والدى هذا الغلام أو إبتلاهما بخير أو بشر، فنجحا فى إجتياز الإبتلاء، ولذا أطلق الله تعالى عليهما صفة “مؤمنين”، وكانت مكافأتهما هو إراحتهما من إبنهما الغلام الذى سيصبح مصدر متاعب ومشاق لهما فى بقية حياتهما.
ويتضح أيضا من الآية أعلاه - بقتل الغلام - أن أعمار الناس تزيد وتنقص حسب المشيئة الإلهية،
كالآية بسورة فاطر “وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ-
صدق الله العظيم
فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا (74)
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)-الكهف
إذا بإحياء السمكة إشارة الى أن موسي عليه السلام قد دخل الى عالم آخر تختلف قوانينه ومعارفه عما أعطي للبشر من علوم، لقد دخل موسي الى عالم تسيير الأقدار للبشر، والذي يكون من وراء ستار..
ونبدأ بالآيتين أعلاه، وكيف أن الخضر قتل الغلام رحمة بوالديه.. ونستخلص من هذه الحادثة أشياء كثيرة أولها:
أن الخضر لم يقتل الغلام ذبحا، كما ورد فى التفاسير، بل للخضر وسائل تبدو طبيعية بما أعطاه الله تعالى من علم وقدرات، كأن يتعثر الغلام ويسقط ويضرب رأسه بقوة على حجر وضعه له الخضر فيموت، أو بسبب لسعة عقرب سلطها عليه الخضر أو بسكتة قلبية أو بسبب آخر، المهم أن عملية القتل كانت طبيعية يتقبلها البشر ..
وذلك لعدة أسباب:
أولا: فلو أن الخضر ذبح أو قتل الغلام لهرب مع موسي وللاحقهما أهل القرية، بينما فى تلك الآيات نراهما يمضيان فى غاية الهدوء ليدخلا قرية ثالثة،
ثانيا: وحتى إذا لم يلاحقهما أهل القرية، فلا يجوز أن تتم عملية قتل الغلام بالذبح أو بالطعن وإلا لإستغل المجرمون هذه القصة ولكثرت المذابح وعمليات القتل ولعمت الفوضي أرجاء الأرض ولجاز للناس أن يقولوا عند مقتل أى إنسان أن الخضر قد قتله!، وتتقبل الشرطة هذا الأمر ويهرب الجناة القتلي.وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)-الكهف
إذا بإحياء السمكة إشارة الى أن موسي عليه السلام قد دخل الى عالم آخر تختلف قوانينه ومعارفه عما أعطي للبشر من علوم، لقد دخل موسي الى عالم تسيير الأقدار للبشر، والذي يكون من وراء ستار..
ونبدأ بالآيتين أعلاه، وكيف أن الخضر قتل الغلام رحمة بوالديه.. ونستخلص من هذه الحادثة أشياء كثيرة أولها:
أن الخضر لم يقتل الغلام ذبحا، كما ورد فى التفاسير، بل للخضر وسائل تبدو طبيعية بما أعطاه الله تعالى من علم وقدرات، كأن يتعثر الغلام ويسقط ويضرب رأسه بقوة على حجر وضعه له الخضر فيموت، أو بسبب لسعة عقرب سلطها عليه الخضر أو بسكتة قلبية أو بسبب آخر، المهم أن عملية القتل كانت طبيعية يتقبلها البشر ..
وذلك لعدة أسباب:
أولا: فلو أن الخضر ذبح أو قتل الغلام لهرب مع موسي وللاحقهما أهل القرية، بينما فى تلك الآيات نراهما يمضيان فى غاية الهدوء ليدخلا قرية ثالثة،
ثالثا: بالتأكيد هناك عشرات بل مئات الآلاف من الحالات المشابهة منذ عهد موسي وحتى اليوم التى رأى فيها الخضر وبأمر من الله تعالى أن يقتل غلاما أو إنسانا رحمة ورأفة بذويه، ولكننا لم نر طفلا أو إنسانا ذبح أو قتل دون أن يكون ذبح أو قتل على يد قاتل لم يتم العثور عليه، أو لم تتم ملاحقته، المهم فى الأمر أن الجاني يكون معروفا أو مشتبها..
فلم نسمع يوما أحدا قال أن فلانا قد قتله الخضر!..
ولكننا نري فى حياتنا العادية أن الناس يموتون من لسعة عقرب أو بضربة شمس أو إصابة بحمي مفاجئة أو بمرض مفاجئ أو بسبب سقوط على الأرض أو حادث سيارة ..إلخ.. ويتقبل الناس الأمر بصفته أمر طبيعي ولا يندهش أحد.. فالأقدار تسيّر وتسطّر على الناس من وراء ستار ولكن بصورة تبدو طبيعية وبقوانين معروفة.
إذا فقد قتل الخضر الغلام بشئ يبدو طبيعيا يتقبله الناس ..
ونعود الى قراءات أخري فى هذه الحادثة:
من الآية أعلاه نعلم إدراك ربنا سبحانه وتعالى لمستقبل أى إنسان، وأن هذا الغلام سيكون طاغية وكافرا ويتعب والديه المؤمنين فى المستقبل..
وكان يمكن لله سبحانه وتعالي أن يهدي ذلك الغلام أو يجعله مؤمنا إرضاءا لوالديه المؤمنين بدلا من قتله، والقتل أو الموت مؤلم جدا لوالديه،
ولكن يتضح من الآية أن الله تعالى يعطي مطلق الحرية للإنسان ليختار ما يشاء، فهو مختلف عن والديه المؤمنين، ولا يتدخل الله تعالى فى خيارات الإنسان، أى أن الإنسان مخيّر، ولكن الله تعالى يعلم خياره مسبقا،
وذلك من عدل الله تعالى بعباده جميعا، أن يوضح لهم طرق الخير والشر، ولهم مطلق الحرية فى أن يسلكوا ما يشاؤون،
وهذا يعني أن الآية “يضل من يشاء ويهدي من يشاء” لها إعتبارات وشروط وتفسيرات أخري لا يعلمها إلا الله تعالى، ولكنها لا تعنى أن فردا كافرا يحوله الله تعالى الى مؤمن .
إذا، أن يقتل الله تعالى غلاما أهون عليه من أن يتدخل فى خياراته وقناعاته الإيمانية، وهذا منتهى العدل بين عباده.
وسيبدل الله تعالى والديه بغلام آخر، يعلم الله تعالى بالطبع مستقبله، وسيكون خير منه زكاة وأقرب رحما.
ولماذا منذ البداية لم يعطهما الله تعالى غلاما زكيا؟!
ربما كانت الإجابة فى قوله “أما أبواه فكانا مؤمنين”، فصفة الإيمان لا تطلق جزافا علي الفرد ما لم يتعرض لإبتلاء أو إختبار “أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ،
قد يكون الله تعالى فتن والدى هذا الغلام أو إبتلاهما بخير أو بشر، فنجحا فى إجتياز الإبتلاء، ولذا أطلق الله تعالى عليهما صفة “مؤمنين”، وكانت مكافأتهما هو إراحتهما من إبنهما الغلام الذى سيصبح مصدر متاعب ومشاق لهما فى بقية حياتهما.
ويتضح أيضا من الآية أعلاه - بقتل الغلام - أن أعمار الناس تزيد وتنقص حسب المشيئة الإلهية،
كالآية بسورة فاطر “وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ-
صدق الله العظيم