سورة الإخلاص منقوشة على صخرة بالسيل الكبير شمال الطائف بخط غير منقوط

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,321
مستوى التفاعل
129
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
نشرت صحيفة سبق الإلكترونية خبراً هذا نصه :
عبارات أخرى تحتاج لمتخصصين وخبراء آثار لفك رموزها
سورة الإخلاص منقوشة على صخرة بالسيل الكبير
1771.jpg
سمران القثامي - سبق - الطائف: عثر مواطن من أهالي السيل الكبير على صخرة نقشت عليها بعض العبارات كان من ضمنها آيات من سورة الإخلاص التي كتبت غير منقوطة.
وذكر الشيخ سعيّد الثبيتي أنه عثر على الصخرة المنقوشة بمنطقة البهيته شمال الطائف بالقرب من السيل الكبير.
وقال: إنه رأى النقوش الأثرية على الصخرة التي عثر عليها بالصدفة، وتبين له بعد عرضها على أقاربه أنها تحمل آيات سورة الإخلاص من دون نقط، وكذلك احتوائها على عبارات أخرى، لم يستطيعوا قراءتها وتحتاج، لمتخصصين وخبراء لمعرفة في الآثار لفك رموزها التي بدت باهته ومتشابكة.
وأضاف الشيخ الثبيتي أنه يحتفظ بتلك الصخرة المنقوشة، ويعتبرها كنزاً من التراث الذي تزخر به بلادنا.
المصدر : سبق

التعليق :
استاء قديماً د. جواد علي في مقدمة كتابه القيم (المفصل في تاريخ العرب) من صعوبة التنقيب عن مثل هذه الآثار التي تزخر بها مكة المكرمة وما حولها من البقاع باتجاه اليمن والمدينة ، وذلك لموقف العلماء الرافض للتنقيب عن الآثار وخشيتهم من فتح ذرائع التعلق بها والخوف من الوقوع في الشرك . ومثل هذا الأثر الذي عثر عليه الآن كثير في تلك المنطقة ، وهو مفيد جداًفي التاريخ للكتابة العربية وظواهرها ، وقد رأيتُ بنفسي كتابات ونقوش جاهلية قديمة جداً في وادي ترج شرق مدينة النماص لا تزال حتى اليوم في حاجة إلى دراسة وتنقيب ، ووادي ترج مذكور في شعر الجاهلية بكثرة في شعر النابغة الذبياني وغيره من شعراء المنطقة مثل الشنفرى الأزدي وتأبط شراً ، ولكن الإهمال الذي منيت به تلك المنطقة حال دون الاستفادة من مثل تلك الآثار والنقوش.
 
وفي المدينة النبوية يا دكتور عبد الرحمن نقوش قديمة كثيرة مررتُ عليها وصورتها بنفسي، ولكنَّ رياح الحضارة تصفعها صباح مساء، واجتهاد بعض الصالحين أدى إلى هدم كثير منها وإزالتها، وبقي بقية سلمتْ حتى الآن، وهي منتشرة في أحياء المدينة، وعلى جبل سلع، وقرب جبل عير، وفي قرى المدينة أيضاً كثير من ذلك، ولا شكَّ أن الحفاظ عليها وتفسيرها ومعرفة تاريخها علمٌ لمن يدرك، أسأل الله أن يوفق من يقوم بحمايتها ودراستها..
وهذه صورة لصخرة عليها نقوش تاريخية قرب سد الرانوناء جنوب المدينة (من تصويري الخاص):
وقد فسر المكتوب على الصخرة المؤرخ عبد القدوس الأنصاري بالبيتين الآتيين:
هضابٌ بهذا السد بالصلد كلها = على كل واديها جنان من الأرض
وإن الغواني لا يزلن يردنه = وكل فتى سمح سجيته غض
وقال : "ولا أزال ألاحظ اضطراباً لفظياً ومعنوياً في كلمة (كلها) في البيت الأول، فلعل قراءتها هكذا غير صحيحة، وأسلوب البيتين الجزل ينم عن كونهما مما قيل في صدر الإسلام". [آثار المدينة المنورة: 225].
sakrah.jpg
 
تعليق ذو صلة

تعليق ذو صلة

حفظ الآثار يعد من العلوم المستحدثة في القرنين الأخيرين. وقد تيسر لي أن أطلع على بعض البرامج الوثائقية التي تبرز أهميته، والخدمات التي قدمها لمختلف اللعلوم (الطبيعية والاجتماعية والدينية).
ثم تأكدت لي هذه الأهمية في السنة الفارطة بمناسبة إعدادي لسلسلة من الدروس في (علوم القرآن) في مركزنا الإسلامي. وبدا لي أن أبدأ السلسلة بمقدمة عن (مبحث وجود الله) وإثبات أن (القرآن كلام الله). فوجدتني أغوص في بحث أحسب أنه لم يطرح بالمنهجية التي قدمتها به. وطالت المقدمة حتى امتدت لحوالي 15 حلقة، وغيرت، بموافقة الإخوة، محتوى السلسة ليصبح الاهتمام فقط بموضوع (مسالك البحث في وجود الله) على أن نتحدث في فترة لاحقة عن (علوم القرآن).
وآمل أن يظهر هذا العمل في كتاب، بإذن الله.
وقد تبين لي من خلال استقراء عدد كبير من الكتب بالعربية والإنجليزية والفرنسية وجود خمسة مناهج أو مسالك رئيسية لبحث (وجود الله)، أحدها: مسلك الدراسة التاريخية والاجتماعية لنشأة الدين. وهذا المسلك يعتمد فيه على أدوات بحث من علوم الاجتماع، والتاريخ، والآثار. وهذا المسلك معتمد حاليا في مناهج الجامعات الكبرى لدراسة الأديان السابقة، وتاريخ التدين عند الأقوام السابقة. وهو أيضا معتمد بجدية لدراسة تاريخ المسيحية واليهودية والبوذية، وغيرها من الأديان. وما دراسة المخطوطات إلا جزء من علم الآثار .

فإذا كان علم الآثار يمكن أن يكون وسيلة لإثبات وجود الله ووحدانيته، فكيف نستهين بقيمة الآثار؟

في معتقدنا الإسلامي أن أرض الحجاز شهدت مرور آدم عليه السلام بأرضهاـ وبالتالي فإن أول إنسان عاش على الأرض مر من هنا. ثم مر من بعده جميع الأنبياء أو الرسل (أو على الأقل من هجروا أقوامهم بعدما حل بهم غضب الله تعالى). فإذا كان الأمر كذلك فلغز نشأة البشرية حله الوحيد بأرض الحجاز.
هذا إذا تحدثنا عن تاريخ الإنسان بكامله. أما إذا تحدثنا فقط عن تاريخ الإسلام منذ الحقبة النبوية (أو لنقل منذ العهد الجاهلي، قرنين قبل النبوة)، فلا شك أن حفظ جميع الآثار الدالة على النبوة وصدق الأخبار المنقولة ووثاقة القرآن الكريم، إلى غير ذلك، تشكل وسيلة من أكبر الوسائل للرد على محاولات التشكيك في وثاقة القرآن وصدق النبوة ووثاقة حفظ السنة.

وأستغرب كيف يغفل علماء الأمة عن مثل هذا الأمر وخطورته.

ملاحظة:

شغف المسلمين بمثل هذه الآثار لا يعادله شيء. وليس المصحف فقط محور هذا الشغف، وإنما كل أثر يعود للحقبة النبوية. ولذلك، أنتهز الفرصة لأعبر عن أسفي العميق لتوجه بعض العلماء لطمس عدد كبير من الآثار الهامة بحجة سد الذرائع أمام الشرك والبدع. وكان بالإمكان أن تحفظ هذه الآثار وتوضع في خدمة العلماء والمتخصصين، عوض طمسها.

وليس طمس الآثار هو ما يحفظ للناس معتقداتهم الصافية، وإنما هو نشر العلم والوعي وفتح المجال للمعرفة.
ولو يعلم هؤلاء العلماء قيمة الآثار في حفظ التاريخ الصادق (بلا تحريف أو تزوير) للأمم لعضوا على هذه الآثار بالنواجذ، عوض تدميرها.

ولا حجة لمن يقول بكون الآثار مسوغات للشرك والبدع، لأن الأولى هو التفكير في حفظ الأثر مع إيجاد وسائل وإجراءات عملية تمنع الناس من القيام بهذه الممارسات. وفي الأخير ترك الناس وشأنهم، لأن الممارسات التي لا نرضاها لا يمكن منعها دائما. وما يقوم به بعض الناس من ممارسات شركية (في قول البعض) يمارس حتى في قلب الحرم المكي وبمواجهة الكعبة.. أفنمنع الناس أن يدخلوا حينها إلى الحرم المكي؟

معتقدات الناس الحقيقية هي تلك التي تنبع من عقولهم، قبل أن تظهر في أفعالهم وسلوكياتهم. ولذلك لا يمكن لأحد أن يمنع هذه المعتقدات بمجرد منع الرؤية أو الزيارة لبعض الأماكن.

بتصرف يسير
 
في شعبان الماضي (1432) وقَّفني أخ فاضل من أهل مكة على أثرين في جبيلين متقاربين باتجاه الليث، وفي أحدهما آية ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ... ) ، ,هي غير منقوطة ، ويقول : إن هناك آثار أخرى مثلها لم يقف عليها الناس، وهي معروفة لدى بعض رجال قبيلته.
وفي أحد أودية الطائف وأنت نازل من الشفا وقفت على سد ، في أحد حجارته سورة الإخلاص بدون نقط أيضًا.
 
عودة
أعلى