أبومجاهدالعبيدي1
New member
- إنضم
- 02/04/2003
- المشاركات
- 1,760
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- الإقامة
- السعودية
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.org
بسم الله الرحمن الرحيم
من طرائق موازنة المفسرين بين الأقوال الواردة في التفسير ردُّ بعضها ، وبيان ضعفه أو بطلانه .
ومن المفيد للباحث في التفسير أن يعرف هذه الأقوال ، وينظر في مستند من ردها ، ويجتهد في تحرير ذلك وبحثه لينظر هل رده لذلك القول مقبول أو لا . إلى غير ذلك من المهمات التي تنفع الباحث في هذا المجال .
[color=000099]ولو جمعت هذه الأقوال بطريقة منهجية لكانت صالحة لتقديمها كرسالة علمية [/color]
وهذا أوان الشروع في ذكر بعض الأمثلة على ما نص مفسر على رده من الأقوال :
قال ابن العربي في تفسيره لقول الله تعالى : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } :
( قوله تعالى { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ } فِيهِ مَسْأَلَةٌ بَدِيعَةٌ مِنْ الْعَرَبِيَّةِ , وَهِيَ أَنَّ الْمَصْدَرَ قَدْ يُضَافُ إلَى الْمَفْعُولِ , كَمَا يُضَافُ إلَى الْفَاعِلِ , تَقُولُ : أَعْجَبَنِي ضَرْبُ زَيْدٍ عَمْرُو , عَلَى الْأَوَّلِ , كَمَا تَقُولُ : كَرِهْت ضَرْبَ زَيْدٍ عَمْرًا , عَلَى الثَّانِي .
وَقَدْ جَهِلَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ هَذَا الْمِقْدَارَ , فَعَقَدَ فَصْلًا فِي تَرْغِيبِ النَّاسِ فِي الدُّعَاءِ قَالَ فِيهِ : فَاهْتَبِلُوا بِالدُّعَاءِ , وَابْتَهِلُوا بِرَفْعِ أَيْدِيكُمْ إلَى السَّمَاءِ , وَتَضَرَّعُوا إلَى مَالِكِ أَزِمَّةِ الْقَضَاءِ , فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ } وَأَرَادَ لَوْلَا سُؤَالُكُمْ إيَّاهُ , وَطَلَبُكُمْ مِنْهُ , وَرَأَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ أُضِيفَ إلَى فَاعِلٍ . [color=990000]وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ , وَإِنَّمَا هُوَ مَصْدَرٌ أُضِيفَ إلَى الْمَفْعُولِ . وَالْمَعْنَى قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِلْكُفَّارِ : مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ بِبَعْثِهِ الرُّسُلَ إلَيْكُمْ , وَتَبْيِينِ الْأَدِلَّةِ لَكُمْ , فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ عَذَابُكُمْ لِزَامًا .)[/color]
وما رده ابن العربي مروي عن السلف في تفسير الآية ؛
جاء في تفسير الطبري : ( حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله قُلْ ما يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي قال: يعبأ: يفعل. وقوله: لَوْلا دُعاؤُكُمْ يقول: لولا عبادة من يعبده منكم، وطاعة من يطيعه منكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ما يَعْبَأُ بِكُمْ رَبّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ يقول: لولا إيمانكم، وأخبر الله الكفار أنه لا حاجة له بهم إذ لم يخلقهم مؤمنين، ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم الإيمان كما حبَّبه إلى المؤمنين.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله لَوْلا دُعاؤُكُمْ قال: لولا دعاؤكم إياه لتعبدوه وتطيعوه. )
وقد وافق الطاهر ابن عاشور ابنَ العربي في تضعيفه للقول السابق ، فقال : ( والدعاء: الدعوة إلى شيء، وهو هنا مضاف إلى مفعوله، والفاعل يدل عليه {رَبِّى} أي لولا دعاؤه إياكم، أي لولا أنه يدعوكم. وحذف متعلق الدعاء لظهوره من قوله: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} ، أي الداعي وهو محمد صلى الله عليه وسلم فتعين أن الدعاء الدعوة إلى الإسلام. والمعنى: أن الله لا يلحقه من ذلك انتفاع ولا اعتزاز بكم. وهذا كقوله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا لِيَعْبُدون ما أُريد منهم مِن رزق وما أُريد أن يُطْعِمُون} (الذاريات: 56، 57).
وضمير الخطاب في قوله: {دُعَآؤُكُمْ} موجّه إلى المشركين بدليل تفريع {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} عليه وهو تهديد لهم، أي فقد كذبتم الداعي وهو الرسول عليه الصلاة والسلام. [color=990000]وهذا التفسير هو الذي يقتضيه المعنى، ويؤيده قول مجاهد والكلبي والفراء. وقد فسر بعض المفسرين الدعاء بالعبادة فجعلوا الخطاب موجهاً إلى المسلمين فترتب على ذلك التفسير تكلفات وقد أغنى عن التعرض إليها اعتمادُ المعنى الصحيح فمن شاء فلينظرها بتأمل ليعلم أنها لا داعي إليها. [/color]وتفريع {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} على قوله: {لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ} ، والتقدير: فقد دعاكم إلى الإسلام فكذبتم الذي دعاكم على لسانه.)
وقد فصل الشنقيطي رحمه الله الأقوال في تفسير هذه الآية ، وبين أنها كلها صحيحة .
يتبع إن شاء الله ، مع رجاء المشاركة من الإخوة الكرام
من طرائق موازنة المفسرين بين الأقوال الواردة في التفسير ردُّ بعضها ، وبيان ضعفه أو بطلانه .
ومن المفيد للباحث في التفسير أن يعرف هذه الأقوال ، وينظر في مستند من ردها ، ويجتهد في تحرير ذلك وبحثه لينظر هل رده لذلك القول مقبول أو لا . إلى غير ذلك من المهمات التي تنفع الباحث في هذا المجال .
[color=000099]ولو جمعت هذه الأقوال بطريقة منهجية لكانت صالحة لتقديمها كرسالة علمية [/color]
وهذا أوان الشروع في ذكر بعض الأمثلة على ما نص مفسر على رده من الأقوال :
قال ابن العربي في تفسيره لقول الله تعالى : { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } :
( قوله تعالى { لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ } فِيهِ مَسْأَلَةٌ بَدِيعَةٌ مِنْ الْعَرَبِيَّةِ , وَهِيَ أَنَّ الْمَصْدَرَ قَدْ يُضَافُ إلَى الْمَفْعُولِ , كَمَا يُضَافُ إلَى الْفَاعِلِ , تَقُولُ : أَعْجَبَنِي ضَرْبُ زَيْدٍ عَمْرُو , عَلَى الْأَوَّلِ , كَمَا تَقُولُ : كَرِهْت ضَرْبَ زَيْدٍ عَمْرًا , عَلَى الثَّانِي .
وَقَدْ جَهِلَ بَعْضُ الْأُدَبَاءِ هَذَا الْمِقْدَارَ , فَعَقَدَ فَصْلًا فِي تَرْغِيبِ النَّاسِ فِي الدُّعَاءِ قَالَ فِيهِ : فَاهْتَبِلُوا بِالدُّعَاءِ , وَابْتَهِلُوا بِرَفْعِ أَيْدِيكُمْ إلَى السَّمَاءِ , وَتَضَرَّعُوا إلَى مَالِكِ أَزِمَّةِ الْقَضَاءِ , فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ } وَأَرَادَ لَوْلَا سُؤَالُكُمْ إيَّاهُ , وَطَلَبُكُمْ مِنْهُ , وَرَأَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ أُضِيفَ إلَى فَاعِلٍ . [color=990000]وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ , وَإِنَّمَا هُوَ مَصْدَرٌ أُضِيفَ إلَى الْمَفْعُولِ . وَالْمَعْنَى قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِلْكُفَّارِ : مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ بِبَعْثِهِ الرُّسُلَ إلَيْكُمْ , وَتَبْيِينِ الْأَدِلَّةِ لَكُمْ , فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ عَذَابُكُمْ لِزَامًا .)[/color]
وما رده ابن العربي مروي عن السلف في تفسير الآية ؛
جاء في تفسير الطبري : ( حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله قُلْ ما يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي قال: يعبأ: يفعل. وقوله: لَوْلا دُعاؤُكُمْ يقول: لولا عبادة من يعبده منكم، وطاعة من يطيعه منكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ما يَعْبَأُ بِكُمْ رَبّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ يقول: لولا إيمانكم، وأخبر الله الكفار أنه لا حاجة له بهم إذ لم يخلقهم مؤمنين، ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم الإيمان كما حبَّبه إلى المؤمنين.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله لَوْلا دُعاؤُكُمْ قال: لولا دعاؤكم إياه لتعبدوه وتطيعوه. )
وقد وافق الطاهر ابن عاشور ابنَ العربي في تضعيفه للقول السابق ، فقال : ( والدعاء: الدعوة إلى شيء، وهو هنا مضاف إلى مفعوله، والفاعل يدل عليه {رَبِّى} أي لولا دعاؤه إياكم، أي لولا أنه يدعوكم. وحذف متعلق الدعاء لظهوره من قوله: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} ، أي الداعي وهو محمد صلى الله عليه وسلم فتعين أن الدعاء الدعوة إلى الإسلام. والمعنى: أن الله لا يلحقه من ذلك انتفاع ولا اعتزاز بكم. وهذا كقوله تعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلا لِيَعْبُدون ما أُريد منهم مِن رزق وما أُريد أن يُطْعِمُون} (الذاريات: 56، 57).
وضمير الخطاب في قوله: {دُعَآؤُكُمْ} موجّه إلى المشركين بدليل تفريع {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} عليه وهو تهديد لهم، أي فقد كذبتم الداعي وهو الرسول عليه الصلاة والسلام. [color=990000]وهذا التفسير هو الذي يقتضيه المعنى، ويؤيده قول مجاهد والكلبي والفراء. وقد فسر بعض المفسرين الدعاء بالعبادة فجعلوا الخطاب موجهاً إلى المسلمين فترتب على ذلك التفسير تكلفات وقد أغنى عن التعرض إليها اعتمادُ المعنى الصحيح فمن شاء فلينظرها بتأمل ليعلم أنها لا داعي إليها. [/color]وتفريع {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} على قوله: {لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ} ، والتقدير: فقد دعاكم إلى الإسلام فكذبتم الذي دعاكم على لسانه.)
وقد فصل الشنقيطي رحمه الله الأقوال في تفسير هذه الآية ، وبين أنها كلها صحيحة .
يتبع إن شاء الله ، مع رجاء المشاركة من الإخوة الكرام