الحسن محمد ماديك
New member
قال د. أنمار :
"ثانيا:
المدعي المتشبع بما لم يعط يتظاهر بالتحقيق، ولو كان كذلك لبحث عن صحة هذه العبارة.
لأن من أسند فقد أحالك. وهنا الداني وبعده ابن الجزري أحالا على القائل وهو أبو الفتح فارس بن أحمد بن موسى وترجمته في غاية النهاية ج 2 ص 5 ومعرفة القراء ج 1 ص 379 وقد ولد عام 333 وتوفي عام 401 هـ
أما ابن مجاهد فهو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد ولد عام 245 وتوفي عام 324 هـ
فالسند منقطع بمفازة تقدر بـ 7 سنوات والناقل عن ابن مجاهد مجهول وعليه فالعبارة ساقطة لا قيمة لها عند التحقيق العلمي المحايد." اهـ بلفظه
ويؤخذ منه المغالطات التالية :
أولا : رمي أبي الفتح فارس بن أحمد بالتدليس وأنه يأخذ العلم عن مجهول رغم منزلته العلمية التي أعلنها تلميذه الداني وأعلنها أقرانه ومن جاء بعده فلن يضره أن استنقصه وحط من قدره هذا المسمى بالأنمار ورماه بالتدليس والتقول على ابن مجاهد رغم قول الداني عنه
:"لم ألق مثله في حفظه وضبطه كان حافظا ضابطا حسن التأدية فهما بعلم صناعته واتساع روايته مع ظهور نسكه وفضله وصدق لهجته " اهـ من غاية النهاية من ترجمة أبي الفتح المرقم برقم (2544)
فليت شعري هل أتانا الدكتور الأنمار ببحث مفصل يردّ على الداني وصفه شيخه بصدق اللهجة والحفظ والضبط والنسك والفضل لنصفه بقلة الضبط والتقول على ابن مجاهد .
وليعلم فضيلة الدكتور أن أبا الفتح فارس بن أحمد قد أخذ القراءات وقرأ بها القرآن على جماعة من تلامذة ابن مجاهد منهم :
ـ أبو أحمد السامري عبد الله بن الحسين المرقم في غاية النهاية برقم (2761)
ـ علي بن عبد العزيز أبو الحسن الجلاء الرازي المرقم في غاية النهاية برقم (2248)
ـ أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي المرقم في غاية النهاية برقم (2701 )
فوا عجبا كيف يدعي هذا الأنمار انقطاع السند بين أبي الفتح فارس بن أحمد وبين ابن مجاهد رغم اتصال السند بينهما بهؤلاء الثلاثة الذين هم تلامذة ابن مجاهد وشيوخ فارس بن أحمد .
إن أبا الفتح فارس لم يدّع ـ وحاشاه من المغالطات والتدليس ـ أنه سمع ابن مجاهد يقول كذا وكذا وإنما قطع بالخبر عنه أنه أمال حرف الحشر قياسا على حرفي البقرة كما هي دلالة قوله " لم يذكر أحد عن البارئ نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياساً عليهما" اهـ بلفظه وهو صريح في الإخبار عن ابن مجاهد.
ولباحثنا الدكتور الأنمار أي يردّ على أبي الفتح فارس دعواه فيثبت لنا أحد أمرين : أحدهما استخراج النص بإمالة حرف الحشر عن الدوري بل عن أحد من الرواة والقراء أو عن من سبقهم من التابعين والصحابة ، وثانيهما الإتيان برواية عن الدوري عن الكسائي أو عن من سبقهما من القراء بإمالة حرف الحشر لينسف باحثنا الأنمار ما قطع به شيخ الداني أبو الفتح فارس بن أحمد من أن ابن مجاهد هو الذي ألحق حرف الحشر بحرفي البقرة لدوري الكسائي أي أدرج إمالة حرف الحشر في رواية دوري الكسائي قياسا على إمالته حرفي البقرة .
وكان حريا بالدكتور الأنمار أن يوافقني في ما ذهبت إليه وأعلنته في بحوثي تعليقا على هذه المسألة وخلاصته أن جزى الله خيرا المصنفين من طرق الرواة كابن مجاهد والداني ومكي بن أبي طالب على أمانتهم العلمية إذ لم يخلطوا الرواية بالقياس بل أعلنوا النص وأعلنوا الرواية أداء ولو كانت غير منصوصة وأعلنوا القياس كل على حدة تماما كما في اعترافاتهم التالية :
قال مكي في آخر كتابه التبصرة ما نصه :"فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود ، وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه.
وقال الداني في مقدمة كتابه جامع البيان (1/101) ما نصه "ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا مما قرأته لفظا ، أو أخذته أداء ، أو سمعته قراءة ، أو رويته عرضا أو سألت عنه إماما ، أو ذاكرت به متصدرا ، أو أجيز لي أو كتب به إليّ أو أذن لي في روايته أو بلغني عن شيخ متقدم ومقرئ متصدر بإسناد عرفته ، وطريق ميزته أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فيه ، فأبحث بنظيره وأجريت له حكم شبيهه" اهـ بلفظه محل الغرض منه .
وللباحثين المنصفين الحريصين على التحرير أن يعلنوا دلالة قول مكي في تبصرته :" وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه
ودلالة قول الداني في جامعه :" أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فيه ، فأبحث بنظيره وأجريت له حكم شبيهه" اهـ بلفظه
إلا تكن ما استدللت عليه من وجود القياس في القراءات رغم تواتر القرآن دون الحاجة إليه ، وإنما يحتاج الحريصون على تعدد الروايات إلى ذلك القياس لتجذير المغايرة وتأصيل تعدد الروايات .
ومرة أخرى أقول جزى الله خيرا أئمة القراءات المصنفين من طرق الرواة كابن مجاهد والداني ومكي على أمانتهم العلمية وإلا فلماذا لم يخلطوا بل فصلوا مروياتهم وعزلوها عن قياسهم .
إن دعوى الأنمار بقوله :"فالسند منقطع بمفازة تقدر بـ 7 سنوات والناقل عن ابن مجاهد مجهول وعليه فالعبارة ساقطة لا قيمة لها عند التحقيق العلمي المحايد." اهـ بلفظه لدعوى باطلة لا قيمة لها علميا بل فقيرة إلى التحقيق لأن السند متصل بثلاثة من تلامذة ابن مجاهد تلقوا القراءات وقرأوا بها القرآن على ابن مجاهد وتلقى منهم أبو الفتح فارس كذلك ، والسند كذلك متصل بتلقي أبي الفتح فارس بن أحمد الحروف أي أحرف الخلاف أي الأحرف المختلف في أدائها دون المتفق عليه عن تلامذة ابن مجاهد المذكورين .
وأين التحقيق العلمي المحايد الذي أعلن عنه الدكتور الأنمار ؟
وقال الدكتور الأنمار : ثالثا:
ابن مجاهد نفسه لم يرو الإمالة إنما روى الفتح في كلمة البارئ كما في كتابه السبعة ص 150
وهذا يهدم العبارة التي تنسب له التغيير من أصلها.]اهـ بلفظه
قال الحسن بن ماديك : بل إن رواية ابن مجاهد الفتح لدوري الكسائي في حرف الحشر لتعني أمانته العلمية وأنه لم يخلط قياسه بالرواية فجزاه الله خيرا بأحسن الجزاء .
قال الدكتور الأنمار : رابعا :
قال الداني:
وعلة الكسائي في جمعه في حرفه بين الإمالة والفتح (أي القراءة بالوجهين )في ذلك أنه أراد الجمع بين اللغتين وأن يرى جواز اللغتين، هذا مع ما اتبعه في ذلك من الأثر الثابت لديه عن أئمته فاعتمد عليه.
ص 72 الفتح والإمالة اهـ بلفظه
قال الحسن بن ماديك : ما هذا الاستخفاف بالأمة وبالعلم والخلط على الناس إذ لسنا بصدد الطعن في الإمالة وروايتها وإنما بصدد البحث في رواية ورفع إمالة حرف من كتاب الله إلى جانب الرواية الثابتة بالفتح .
إن اللهجات كالإمالة والإدغام وهمزة بين بين والنقل ومذاهبهم في هاء الضمير ومذاهبهم في ياءات الإضافة وياءات الزوائد ونحوه كالإشمام والروم والجمع بين الساكنين لا غبار عليه وقد صحّت قراءة القرآن ببعضها في أحرف معلومة
في مواضع معلومة وإنما الخلاف الذي أعلنه اليوم هو أن القرآن لا يفتقر تواتره إلى إدراج القياس في سائر نظائر الحروف التي ورد فيها من تلك اللهجات .
قال الدكتور الأنمار : خامسا:
بالاستقراء السريع لبعض كتب القراءات المتوفرة يظهر أن الإمالة وصلت إلى العلماء الأوائل بعشرات الأسانيد التي تمر بغير ابن مجاهد
- رواها عن الدوري مباشرة من تلامذته كل من ابن فرح وأبو عثمان والمنقي وابن بكار وأبو الزعراء وابن بدر والبلخي وغيرهم كثير
وانظر ذلك في المستنير لابن سوار ج 2 ص 482
والروضة للمالكي ج 1 ص 371
والمبهج لسبط الخياط ج 3 ص 369
الاختيار له ص 752
والكنز للواسطي ج 1 ص 309
والكفاية الكبرى لأبي العز القلانسي ص 393
والإرشاد له ص 588
والتبصرة لمكي ص 378
والكشف له ج 1 ص 170
والمنتهى للخزاعي ص 206
والوجيز للأهوازي ص 109
والتجريد لابن الفحام ص 172
والعنوان لابن خلف ص 60
والاكتفاء له ص 57
والتبصرة لعلي بن فارس الخياط ص 530
والتلخيص لأبي معشر ص 179
والمصباح الزاهر للشهرزوري ص 78 وص 39 وفيها أشار إلى رواية إمالتها عن 9 من تلامذة الدوري اهـ بلفظه محل الغرض منه
قال الحسن محمد ماديك : الحمد لله الذي أمكن من الدكتور الأنمار بعد شرود طويل طيلة خمسة عشر شهرا رغبت عن رميه رمية تصميه ، فلا يسعه بعدها إلا أن يفقه نعمة العافية وأن يشهد بأن النبي الأمي صلى الله عليه وسلم قد نصح الأمة بحديثه " من كان يؤمن بالله والآخر فليقل خيرا أو ليصمت" اهـ الحديث وخالفه الأنمار فلم يصمت بل تكلم ولم يقل خيرا وإنما سبّ وشتم وكان همزة لمزة وكان من الذين يتغامزون في المؤمنين فلم تسلم أعراضهم من لسانه وقلمه .
سادتي أئمة القراءات تعالوا معي لنفحص الفقرة الخامسة من ردود الدكتور الأنمار على طالب علم اعتزل الناس والسياسة وانقطع لطلب العلم في الصحاري منذ سنة 1988م
وأبدأ حواراتي الساخنة مع الدكتور أنمار بسؤاله حول مقتضى قوله الآنف :" بالاستقراء السريع لبعض كتب القراءات المتوفرة يظهر أن الإمالة وصلت إلى العلماء الأوائل بعشرات الأسانيد التي تمر بغير ابن مجاهد
- رواها عن الدوري مباشرة من تلامذته كل من "ابن فرح وأبو عثمان والمنقي وابن بكار وأبو الزعراء وابن بدر والبلخي وغيرهم كثير" اهـ بلفظه
هل يقصد الدكتور ثبوت الإمالة عموما في رواية الدوري عن الكسائي فهذا لا غبار عليه ولسنا بصدد نقاشه ؟
أم يقصد الدكتور أن إمالة حرف الحشر لدوري الكسائي قد ثبت عن تلامذته المعدود منهم " ابن فرح وأبو عثمان والمنقي وابن بكار وأبو الزعراء وابن بدر والبلخي " .
وهنا يظهر جليا حتى للأعشى تناقض الأنمار وتظاهره بالتحذلق وتلبيسه وتلاعبه بعلم القراءات .
وذلك بالأدلة والقرائن التالية :
1. أن أبا عثمان الضرير سعيد بن عبد الرحيم أكبر تلامذة الدوري لم يرو عن الدوري الإمالة في حرف الحشر ﴿ البارئ ﴾ ولا في في حرفي البقرة ﴿ بارئكم ﴾ وإننما روى الفتح في الثلاثة كما تقدم في النشر (2/38) قال "ورواه عنه بالفتح خصوصا أبو عثمان الضرير وهو الذي في أكثر كتب القراءات " اهـ بلفظه من النشر فكيف يعدّه الدكتور الأنمار ضمن رواة الإمالة في حرف الحشر لدوري الكسائي ، ولا يفوتني أن أجزم بأن أبا عثمان الضرير لا سميّ له من تلامذة دوري الكسائي .
2. وإن ادعى الأنمار أن أبا عثمان الضرير قد روى الإمالة عموما عن دوري الكسائي فهذا ليس موضوع النقاش .
يتواصل
طالب العلم
الحسن
"ثانيا:
المدعي المتشبع بما لم يعط يتظاهر بالتحقيق، ولو كان كذلك لبحث عن صحة هذه العبارة.
لأن من أسند فقد أحالك. وهنا الداني وبعده ابن الجزري أحالا على القائل وهو أبو الفتح فارس بن أحمد بن موسى وترجمته في غاية النهاية ج 2 ص 5 ومعرفة القراء ج 1 ص 379 وقد ولد عام 333 وتوفي عام 401 هـ
أما ابن مجاهد فهو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد ولد عام 245 وتوفي عام 324 هـ
فالسند منقطع بمفازة تقدر بـ 7 سنوات والناقل عن ابن مجاهد مجهول وعليه فالعبارة ساقطة لا قيمة لها عند التحقيق العلمي المحايد." اهـ بلفظه
ويؤخذ منه المغالطات التالية :
أولا : رمي أبي الفتح فارس بن أحمد بالتدليس وأنه يأخذ العلم عن مجهول رغم منزلته العلمية التي أعلنها تلميذه الداني وأعلنها أقرانه ومن جاء بعده فلن يضره أن استنقصه وحط من قدره هذا المسمى بالأنمار ورماه بالتدليس والتقول على ابن مجاهد رغم قول الداني عنه
:"لم ألق مثله في حفظه وضبطه كان حافظا ضابطا حسن التأدية فهما بعلم صناعته واتساع روايته مع ظهور نسكه وفضله وصدق لهجته " اهـ من غاية النهاية من ترجمة أبي الفتح المرقم برقم (2544)
فليت شعري هل أتانا الدكتور الأنمار ببحث مفصل يردّ على الداني وصفه شيخه بصدق اللهجة والحفظ والضبط والنسك والفضل لنصفه بقلة الضبط والتقول على ابن مجاهد .
وليعلم فضيلة الدكتور أن أبا الفتح فارس بن أحمد قد أخذ القراءات وقرأ بها القرآن على جماعة من تلامذة ابن مجاهد منهم :
ـ أبو أحمد السامري عبد الله بن الحسين المرقم في غاية النهاية برقم (2761)
ـ علي بن عبد العزيز أبو الحسن الجلاء الرازي المرقم في غاية النهاية برقم (2248)
ـ أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي المرقم في غاية النهاية برقم (2701 )
فوا عجبا كيف يدعي هذا الأنمار انقطاع السند بين أبي الفتح فارس بن أحمد وبين ابن مجاهد رغم اتصال السند بينهما بهؤلاء الثلاثة الذين هم تلامذة ابن مجاهد وشيوخ فارس بن أحمد .
إن أبا الفتح فارس لم يدّع ـ وحاشاه من المغالطات والتدليس ـ أنه سمع ابن مجاهد يقول كذا وكذا وإنما قطع بالخبر عنه أنه أمال حرف الحشر قياسا على حرفي البقرة كما هي دلالة قوله " لم يذكر أحد عن البارئ نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياساً عليهما" اهـ بلفظه وهو صريح في الإخبار عن ابن مجاهد.
ولباحثنا الدكتور الأنمار أي يردّ على أبي الفتح فارس دعواه فيثبت لنا أحد أمرين : أحدهما استخراج النص بإمالة حرف الحشر عن الدوري بل عن أحد من الرواة والقراء أو عن من سبقهم من التابعين والصحابة ، وثانيهما الإتيان برواية عن الدوري عن الكسائي أو عن من سبقهما من القراء بإمالة حرف الحشر لينسف باحثنا الأنمار ما قطع به شيخ الداني أبو الفتح فارس بن أحمد من أن ابن مجاهد هو الذي ألحق حرف الحشر بحرفي البقرة لدوري الكسائي أي أدرج إمالة حرف الحشر في رواية دوري الكسائي قياسا على إمالته حرفي البقرة .
وكان حريا بالدكتور الأنمار أن يوافقني في ما ذهبت إليه وأعلنته في بحوثي تعليقا على هذه المسألة وخلاصته أن جزى الله خيرا المصنفين من طرق الرواة كابن مجاهد والداني ومكي بن أبي طالب على أمانتهم العلمية إذ لم يخلطوا الرواية بالقياس بل أعلنوا النص وأعلنوا الرواية أداء ولو كانت غير منصوصة وأعلنوا القياس كل على حدة تماما كما في اعترافاتهم التالية :
قال مكي في آخر كتابه التبصرة ما نصه :"فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود ، وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه.
وقال الداني في مقدمة كتابه جامع البيان (1/101) ما نصه "ولا أعدو في شيء مما أرسمه في كتابي هذا مما قرأته لفظا ، أو أخذته أداء ، أو سمعته قراءة ، أو رويته عرضا أو سألت عنه إماما ، أو ذاكرت به متصدرا ، أو أجيز لي أو كتب به إليّ أو أذن لي في روايته أو بلغني عن شيخ متقدم ومقرئ متصدر بإسناد عرفته ، وطريق ميزته أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فيه ، فأبحث بنظيره وأجريت له حكم شبيهه" اهـ بلفظه محل الغرض منه .
وللباحثين المنصفين الحريصين على التحرير أن يعلنوا دلالة قول مكي في تبصرته :" وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه
ودلالة قول الداني في جامعه :" أو بحثت عنه عند عدم النص والرواية فيه ، فأبحث بنظيره وأجريت له حكم شبيهه" اهـ بلفظه
إلا تكن ما استدللت عليه من وجود القياس في القراءات رغم تواتر القرآن دون الحاجة إليه ، وإنما يحتاج الحريصون على تعدد الروايات إلى ذلك القياس لتجذير المغايرة وتأصيل تعدد الروايات .
ومرة أخرى أقول جزى الله خيرا أئمة القراءات المصنفين من طرق الرواة كابن مجاهد والداني ومكي على أمانتهم العلمية وإلا فلماذا لم يخلطوا بل فصلوا مروياتهم وعزلوها عن قياسهم .
إن دعوى الأنمار بقوله :"فالسند منقطع بمفازة تقدر بـ 7 سنوات والناقل عن ابن مجاهد مجهول وعليه فالعبارة ساقطة لا قيمة لها عند التحقيق العلمي المحايد." اهـ بلفظه لدعوى باطلة لا قيمة لها علميا بل فقيرة إلى التحقيق لأن السند متصل بثلاثة من تلامذة ابن مجاهد تلقوا القراءات وقرأوا بها القرآن على ابن مجاهد وتلقى منهم أبو الفتح فارس كذلك ، والسند كذلك متصل بتلقي أبي الفتح فارس بن أحمد الحروف أي أحرف الخلاف أي الأحرف المختلف في أدائها دون المتفق عليه عن تلامذة ابن مجاهد المذكورين .
وأين التحقيق العلمي المحايد الذي أعلن عنه الدكتور الأنمار ؟
وقال الدكتور الأنمار : ثالثا:
ابن مجاهد نفسه لم يرو الإمالة إنما روى الفتح في كلمة البارئ كما في كتابه السبعة ص 150
وهذا يهدم العبارة التي تنسب له التغيير من أصلها.]اهـ بلفظه
قال الحسن بن ماديك : بل إن رواية ابن مجاهد الفتح لدوري الكسائي في حرف الحشر لتعني أمانته العلمية وأنه لم يخلط قياسه بالرواية فجزاه الله خيرا بأحسن الجزاء .
قال الدكتور الأنمار : رابعا :
قال الداني:
وعلة الكسائي في جمعه في حرفه بين الإمالة والفتح (أي القراءة بالوجهين )في ذلك أنه أراد الجمع بين اللغتين وأن يرى جواز اللغتين، هذا مع ما اتبعه في ذلك من الأثر الثابت لديه عن أئمته فاعتمد عليه.
ص 72 الفتح والإمالة اهـ بلفظه
قال الحسن بن ماديك : ما هذا الاستخفاف بالأمة وبالعلم والخلط على الناس إذ لسنا بصدد الطعن في الإمالة وروايتها وإنما بصدد البحث في رواية ورفع إمالة حرف من كتاب الله إلى جانب الرواية الثابتة بالفتح .
إن اللهجات كالإمالة والإدغام وهمزة بين بين والنقل ومذاهبهم في هاء الضمير ومذاهبهم في ياءات الإضافة وياءات الزوائد ونحوه كالإشمام والروم والجمع بين الساكنين لا غبار عليه وقد صحّت قراءة القرآن ببعضها في أحرف معلومة
في مواضع معلومة وإنما الخلاف الذي أعلنه اليوم هو أن القرآن لا يفتقر تواتره إلى إدراج القياس في سائر نظائر الحروف التي ورد فيها من تلك اللهجات .
قال الدكتور الأنمار : خامسا:
بالاستقراء السريع لبعض كتب القراءات المتوفرة يظهر أن الإمالة وصلت إلى العلماء الأوائل بعشرات الأسانيد التي تمر بغير ابن مجاهد
- رواها عن الدوري مباشرة من تلامذته كل من ابن فرح وأبو عثمان والمنقي وابن بكار وأبو الزعراء وابن بدر والبلخي وغيرهم كثير
وانظر ذلك في المستنير لابن سوار ج 2 ص 482
والروضة للمالكي ج 1 ص 371
والمبهج لسبط الخياط ج 3 ص 369
الاختيار له ص 752
والكنز للواسطي ج 1 ص 309
والكفاية الكبرى لأبي العز القلانسي ص 393
والإرشاد له ص 588
والتبصرة لمكي ص 378
والكشف له ج 1 ص 170
والمنتهى للخزاعي ص 206
والوجيز للأهوازي ص 109
والتجريد لابن الفحام ص 172
والعنوان لابن خلف ص 60
والاكتفاء له ص 57
والتبصرة لعلي بن فارس الخياط ص 530
والتلخيص لأبي معشر ص 179
والمصباح الزاهر للشهرزوري ص 78 وص 39 وفيها أشار إلى رواية إمالتها عن 9 من تلامذة الدوري اهـ بلفظه محل الغرض منه
قال الحسن محمد ماديك : الحمد لله الذي أمكن من الدكتور الأنمار بعد شرود طويل طيلة خمسة عشر شهرا رغبت عن رميه رمية تصميه ، فلا يسعه بعدها إلا أن يفقه نعمة العافية وأن يشهد بأن النبي الأمي صلى الله عليه وسلم قد نصح الأمة بحديثه " من كان يؤمن بالله والآخر فليقل خيرا أو ليصمت" اهـ الحديث وخالفه الأنمار فلم يصمت بل تكلم ولم يقل خيرا وإنما سبّ وشتم وكان همزة لمزة وكان من الذين يتغامزون في المؤمنين فلم تسلم أعراضهم من لسانه وقلمه .
سادتي أئمة القراءات تعالوا معي لنفحص الفقرة الخامسة من ردود الدكتور الأنمار على طالب علم اعتزل الناس والسياسة وانقطع لطلب العلم في الصحاري منذ سنة 1988م
وأبدأ حواراتي الساخنة مع الدكتور أنمار بسؤاله حول مقتضى قوله الآنف :" بالاستقراء السريع لبعض كتب القراءات المتوفرة يظهر أن الإمالة وصلت إلى العلماء الأوائل بعشرات الأسانيد التي تمر بغير ابن مجاهد
- رواها عن الدوري مباشرة من تلامذته كل من "ابن فرح وأبو عثمان والمنقي وابن بكار وأبو الزعراء وابن بدر والبلخي وغيرهم كثير" اهـ بلفظه
هل يقصد الدكتور ثبوت الإمالة عموما في رواية الدوري عن الكسائي فهذا لا غبار عليه ولسنا بصدد نقاشه ؟
أم يقصد الدكتور أن إمالة حرف الحشر لدوري الكسائي قد ثبت عن تلامذته المعدود منهم " ابن فرح وأبو عثمان والمنقي وابن بكار وأبو الزعراء وابن بدر والبلخي " .
وهنا يظهر جليا حتى للأعشى تناقض الأنمار وتظاهره بالتحذلق وتلبيسه وتلاعبه بعلم القراءات .
وذلك بالأدلة والقرائن التالية :
1. أن أبا عثمان الضرير سعيد بن عبد الرحيم أكبر تلامذة الدوري لم يرو عن الدوري الإمالة في حرف الحشر ﴿ البارئ ﴾ ولا في في حرفي البقرة ﴿ بارئكم ﴾ وإننما روى الفتح في الثلاثة كما تقدم في النشر (2/38) قال "ورواه عنه بالفتح خصوصا أبو عثمان الضرير وهو الذي في أكثر كتب القراءات " اهـ بلفظه من النشر فكيف يعدّه الدكتور الأنمار ضمن رواة الإمالة في حرف الحشر لدوري الكسائي ، ولا يفوتني أن أجزم بأن أبا عثمان الضرير لا سميّ له من تلامذة دوري الكسائي .
2. وإن ادعى الأنمار أن أبا عثمان الضرير قد روى الإمالة عموما عن دوري الكسائي فهذا ليس موضوع النقاش .
يتواصل
طالب العلم
الحسن