عبدالرحمن الشهري
المشرف العام
- إنضم
- 29/03/2003
- المشاركات
- 19,331
- مستوى التفاعل
- 136
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الرياض
- الموقع الالكتروني
- www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
لستُ أدري كيف أبدأ الحديث عن هذه السرقة العلمية ، لشعوري الشديد بالحزن والأسى لحال ذلك الأستاذ الجامعي الذي انتحل رسالة علمية لإحدى الباحثات اللاتي أشرف عليهن وزاد فيها ونقص من باب التعفية على السرقة العلمية ونشر الكتاب باسمه ، دون خوف من انكشاف أمره للباحثين إن لم يكن ثمة خوف من الحساب في الآخرة نسأل الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة ، وقد سبق الحديث في مشاركات سابقة في هذا الملتقى عن سرقات علمية مماثلة(1) ، مع تحفظي الشخصي الشديد عن الخوض في مثل هذه القضايا على صفحات الموقع ، لكنني رأيت الحق في التنبيه على مثل هذه التجاوزات التي إن لم تحارب وتكشف للباحثين فإن هذا مفسد لحياتنا العلمية ولا بد ، ولا بد من الاحتساب في تتبع مثل هذه الأفعال المشينة لصفاء البحث العلمي وجلالته ، حتى يرتدع من يتجرأ على انتحال أعمال الآخرين والتشبع بها أمام الناس ، والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ، ونسأل الله العفو والعافية .
ما هي القصة ؟
أولاً : كتبت الباحثة الفاضلة منيرة بنت محمد بن ناصر الدوسري رسالتها للماجستير بعنوان (أسماء سور القرآن وفضائلها) وتقدمت بها إلى كلية الآداب للبنات بالدمام شرق السعودية ، وأشرف عليها أحد أساتذة الدراسات القرآنية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر عندما كان معاراً للعمل في تلك الكلية في صدر التسعينات كما يقول في التعريف بنفسه.
ثانياً : نوقشت هذه الرسالة في شهر شوال عام 1418هـ وشارك في مناقشتها الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي وفقه الله ، والدكتور محمد محمد القاسم .
ثالثاً : طبعت هذه الرسالة عام 1426هـ في دار ابن الجوزي في الدمام ، وسبقت الإشارة إليها في الملتقى تحت عنوان صدر كتاب (أسماء سور القرآن وفضائلها) للدكتورة منيرة الدوسري وقد بذلت الباحثة في رسالتها تلك جهداً مشكوراً ، وقدمت دراسة قيمة في بابها مع الصعوبات التي تعترض الباحثات بوجه خاص ، وصعوبة الوصول لبعض المصادر ، وبالرغم من ذلك فقد تميزت رسالتها بالرجوع لعدد كبير من المصاحف المخطوطة التي أغنت البحث في باب تسمية السور بشكل ظاهر تشكر عليه الباحثة وفقها الله .
رابعاً : قام المشرف على الرسالة بطباعتها باسمه عام 1424هـ مع تغيير العنوان إلى :
[align=center]معالم سور القرآن الكريم وإتحافات درره -نظرة جديدة في التفسير الموضوعي[/align]
وقد أخذ رسالة الباحثة برمتها وهوامشها مع بعض التعديلات والزيادات الطفيفة . ويمكن إجمال التعديلات التي أحدثها على الكتاب فيما يلي :
1- تغيير صيغة العنوان من (أسماء سور القرآن وفضائلها) إلى (معالم سور القرآن الكريم وإتحافات درره
- نظرة جديدة في التفسير الموضوعي) .
2- استبعاد مقدمة الباحثة وخاتمتها وفهارس الرسالة ، وكتابة مقدمة وخاتمة إنشائية من عنده لا روح فيها .
3- قدم للكتاب عميد كلية أصول الدين الأستاذ الدكتور منيع عبدالحليم محمود وفقه الله بمقدمة أثنى فيها على الكتاب وأسلوبه الأدبي البديع ! ولا ألومه فهو لم يعلم بحقيقة الأمر . كما قدم للكتاب أيضاً الأستاذ الدكتور محمد سالم أبو عاصي الأستاذ بالكلية وحاله كحال العميد لم يعلم بالأمر فيما أظن .
4- قام الدكتور بالترجمة لبعض الأعلام الذين أغفلتهم الباحثة - قصداً - لشهرتهم ، فقد شرطت الترجمة للأعلام غير المشهورين ، فأغفلت الترجمة لأبي بكر الصديق والشافعي ، فقام بالترجمة لهم .
5- ذكر مسيرته العلمية فذكر أنه قد عمل في المدينة المنورة عام 1402هـ ، وأن فكرة الكتاب قد بدأت معه منذ ذلك الحين ، ثم ما زالت الفكرة معه في رحلته للعمل مرة أخرى في كلية الآداب للبنات في الدمام ، فقال :(وقد أفدت من فكرته - أي الكتاب - بعضاً ممن أشرفت عليهن بكلية الآداب سالفة الذكر حيث حصلت إحدى الباحثات على رسالة لها بمرتبة الشرف الأولى استمدت فكرتها وموضوعها مما كنت أعددته لبناء هذا الكتاب في بعض جوانبه فلما انتهت إعارتي تلك وعدت إلى كلية أصول الدين جامعة الأزهر حيث علمي بها كان كل شيء بتوفيق الله عز وجل يقوم على خدمة هذا الكتاب قد اكتمل ، وبدأت أكتب كتابي الماثل بين يدي القارئ ، وكنت أتمهل وأتروى في إعداده حتى يخرج إلى النور وقد مسته ركيزة التروي والأناة) 1/3 وأنا أعجب من هذا الزمن الطويل الذي بقيت فيه هذه الفكرة في ذهن المؤلف حتى إذا ناقشت الباحثة الرسالة ، وجد المادة العلمية قد اكتملت بين يديه فتطابقت تماماً مع بحث الطالبة.
والغريب أنه حين سرد الرسائل التي أشرف عليها في التعريف بنفسه لم يشر إلى هذه الرسالة التي أعدتها الطالبة منيرة الدوسري تحت إشرافه .
6- أضاف إلى كتاب الباحثة أيضاً ذكر مكان نزول السورة ، وعدد آياتها ، وحروفها ، وترتيبها على وجه الاختصار في أول كل سورة ، وحاول تغيير بعض العبارات فلم يوفق لتعفية الآثار .
7- نقل الدكتور حواشي الباحثة برمتها ، ومنها الحواشي التي تذكر فيها الباحثة اطلاعها على مصاحف مخطوطة في الرياض بجامعة الملك سعود وجامعة الإمام ، وفي بيت القرآن بالبحرين . ولا أدري كيف اطلع الدكتور عليها في تلك الأماكن مع إنه لم يشر إلى زيارته لتلك المناطق في سيرته ، وكونه لا يستطيع الاطلاع على تلك المصاحف بنفسه لكونه بصيراً منذ كان في السادسة من عمره كما ذكر .
صورة غلاف كتاب الباحثة .
[align=center]
[/align]
صورة لكتاب الدكتور المشرف !
[align=center]
[/align]
وقد وازنت بين الكتابين فوجدت التطابق التام بين الكتابين إلا فيما ذكرت أنه أضافه على الكتاب رغبة في التغيير ، وربما أساء التصرف والتعديل فأخل بسياق الكلام ، وغير في العناوين في بعض المواضع فلم تتناسب مع المحتوى. وهذا نموذج واحد من الكتابين ، ولم أرد تصوير صفحات أكثر من ذلك لكثرة التطابق ، فهذا النموذج يحكي بقية الكتاب والله المستعان على هذه المصيبة ، وقد ترددت في ذكر اسم الدكتور مراراً ولم أفعل في الكتابة ، ولكنني بعد استشارة بعض المشايخ الذين أثق برأيهم آثرت وضع صورة غلاف الكتاب دون تصرف وأستغفر الله .
هذه صفحة من كتاب الباحثة .
[align=center]
[/align]
وهذه نفس الصفحة من كتاب الدكتور المشرف وهي لم تظهر كاملة ولعلي أحاول مرة أخرى رفعها كاملة .
[align=center]
[/align]
وأدعو الباحثة الدكتورة منيرة الدوسري لمخاطبة كلية اصول الدين بجامعة الأزهر للتنبيه على هذه المسألة ، كما أدعوها للتعليق على هذا الموضوع ، وأعوذ بالله أن أكون قد ظلمتُ الدكتور بمقالي هذا ، لكنني - عَلِمَ اللهُ - لم أكتب هذا المقال إلا بعد تأمل دقيق وموازنة بين الكتابين كذلك ، وعدم العثور على أي عذر للدكتور في صنيعه هذا .
في 24/1/1428هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر :
- داء السرقات العلمية متى ينتهي ؟ تنبيه لبحث مسروق عن التفسير العلمي .
- سرقة علمية من العيار الثقيل !!
لستُ أدري كيف أبدأ الحديث عن هذه السرقة العلمية ، لشعوري الشديد بالحزن والأسى لحال ذلك الأستاذ الجامعي الذي انتحل رسالة علمية لإحدى الباحثات اللاتي أشرف عليهن وزاد فيها ونقص من باب التعفية على السرقة العلمية ونشر الكتاب باسمه ، دون خوف من انكشاف أمره للباحثين إن لم يكن ثمة خوف من الحساب في الآخرة نسأل الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة ، وقد سبق الحديث في مشاركات سابقة في هذا الملتقى عن سرقات علمية مماثلة(1) ، مع تحفظي الشخصي الشديد عن الخوض في مثل هذه القضايا على صفحات الموقع ، لكنني رأيت الحق في التنبيه على مثل هذه التجاوزات التي إن لم تحارب وتكشف للباحثين فإن هذا مفسد لحياتنا العلمية ولا بد ، ولا بد من الاحتساب في تتبع مثل هذه الأفعال المشينة لصفاء البحث العلمي وجلالته ، حتى يرتدع من يتجرأ على انتحال أعمال الآخرين والتشبع بها أمام الناس ، والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ، ونسأل الله العفو والعافية .
ما هي القصة ؟
أولاً : كتبت الباحثة الفاضلة منيرة بنت محمد بن ناصر الدوسري رسالتها للماجستير بعنوان (أسماء سور القرآن وفضائلها) وتقدمت بها إلى كلية الآداب للبنات بالدمام شرق السعودية ، وأشرف عليها أحد أساتذة الدراسات القرآنية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر عندما كان معاراً للعمل في تلك الكلية في صدر التسعينات كما يقول في التعريف بنفسه.
ثانياً : نوقشت هذه الرسالة في شهر شوال عام 1418هـ وشارك في مناقشتها الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي وفقه الله ، والدكتور محمد محمد القاسم .
ثالثاً : طبعت هذه الرسالة عام 1426هـ في دار ابن الجوزي في الدمام ، وسبقت الإشارة إليها في الملتقى تحت عنوان صدر كتاب (أسماء سور القرآن وفضائلها) للدكتورة منيرة الدوسري وقد بذلت الباحثة في رسالتها تلك جهداً مشكوراً ، وقدمت دراسة قيمة في بابها مع الصعوبات التي تعترض الباحثات بوجه خاص ، وصعوبة الوصول لبعض المصادر ، وبالرغم من ذلك فقد تميزت رسالتها بالرجوع لعدد كبير من المصاحف المخطوطة التي أغنت البحث في باب تسمية السور بشكل ظاهر تشكر عليه الباحثة وفقها الله .
رابعاً : قام المشرف على الرسالة بطباعتها باسمه عام 1424هـ مع تغيير العنوان إلى :
[align=center]معالم سور القرآن الكريم وإتحافات درره -نظرة جديدة في التفسير الموضوعي[/align]
وقد أخذ رسالة الباحثة برمتها وهوامشها مع بعض التعديلات والزيادات الطفيفة . ويمكن إجمال التعديلات التي أحدثها على الكتاب فيما يلي :
1- تغيير صيغة العنوان من (أسماء سور القرآن وفضائلها) إلى (معالم سور القرآن الكريم وإتحافات درره
- نظرة جديدة في التفسير الموضوعي) .
2- استبعاد مقدمة الباحثة وخاتمتها وفهارس الرسالة ، وكتابة مقدمة وخاتمة إنشائية من عنده لا روح فيها .
3- قدم للكتاب عميد كلية أصول الدين الأستاذ الدكتور منيع عبدالحليم محمود وفقه الله بمقدمة أثنى فيها على الكتاب وأسلوبه الأدبي البديع ! ولا ألومه فهو لم يعلم بحقيقة الأمر . كما قدم للكتاب أيضاً الأستاذ الدكتور محمد سالم أبو عاصي الأستاذ بالكلية وحاله كحال العميد لم يعلم بالأمر فيما أظن .
4- قام الدكتور بالترجمة لبعض الأعلام الذين أغفلتهم الباحثة - قصداً - لشهرتهم ، فقد شرطت الترجمة للأعلام غير المشهورين ، فأغفلت الترجمة لأبي بكر الصديق والشافعي ، فقام بالترجمة لهم .
5- ذكر مسيرته العلمية فذكر أنه قد عمل في المدينة المنورة عام 1402هـ ، وأن فكرة الكتاب قد بدأت معه منذ ذلك الحين ، ثم ما زالت الفكرة معه في رحلته للعمل مرة أخرى في كلية الآداب للبنات في الدمام ، فقال :(وقد أفدت من فكرته - أي الكتاب - بعضاً ممن أشرفت عليهن بكلية الآداب سالفة الذكر حيث حصلت إحدى الباحثات على رسالة لها بمرتبة الشرف الأولى استمدت فكرتها وموضوعها مما كنت أعددته لبناء هذا الكتاب في بعض جوانبه فلما انتهت إعارتي تلك وعدت إلى كلية أصول الدين جامعة الأزهر حيث علمي بها كان كل شيء بتوفيق الله عز وجل يقوم على خدمة هذا الكتاب قد اكتمل ، وبدأت أكتب كتابي الماثل بين يدي القارئ ، وكنت أتمهل وأتروى في إعداده حتى يخرج إلى النور وقد مسته ركيزة التروي والأناة) 1/3 وأنا أعجب من هذا الزمن الطويل الذي بقيت فيه هذه الفكرة في ذهن المؤلف حتى إذا ناقشت الباحثة الرسالة ، وجد المادة العلمية قد اكتملت بين يديه فتطابقت تماماً مع بحث الطالبة.
والغريب أنه حين سرد الرسائل التي أشرف عليها في التعريف بنفسه لم يشر إلى هذه الرسالة التي أعدتها الطالبة منيرة الدوسري تحت إشرافه .
6- أضاف إلى كتاب الباحثة أيضاً ذكر مكان نزول السورة ، وعدد آياتها ، وحروفها ، وترتيبها على وجه الاختصار في أول كل سورة ، وحاول تغيير بعض العبارات فلم يوفق لتعفية الآثار .
7- نقل الدكتور حواشي الباحثة برمتها ، ومنها الحواشي التي تذكر فيها الباحثة اطلاعها على مصاحف مخطوطة في الرياض بجامعة الملك سعود وجامعة الإمام ، وفي بيت القرآن بالبحرين . ولا أدري كيف اطلع الدكتور عليها في تلك الأماكن مع إنه لم يشر إلى زيارته لتلك المناطق في سيرته ، وكونه لا يستطيع الاطلاع على تلك المصاحف بنفسه لكونه بصيراً منذ كان في السادسة من عمره كما ذكر .
صورة غلاف كتاب الباحثة .
[align=center]
صورة لكتاب الدكتور المشرف !
[align=center]
وقد وازنت بين الكتابين فوجدت التطابق التام بين الكتابين إلا فيما ذكرت أنه أضافه على الكتاب رغبة في التغيير ، وربما أساء التصرف والتعديل فأخل بسياق الكلام ، وغير في العناوين في بعض المواضع فلم تتناسب مع المحتوى. وهذا نموذج واحد من الكتابين ، ولم أرد تصوير صفحات أكثر من ذلك لكثرة التطابق ، فهذا النموذج يحكي بقية الكتاب والله المستعان على هذه المصيبة ، وقد ترددت في ذكر اسم الدكتور مراراً ولم أفعل في الكتابة ، ولكنني بعد استشارة بعض المشايخ الذين أثق برأيهم آثرت وضع صورة غلاف الكتاب دون تصرف وأستغفر الله .
هذه صفحة من كتاب الباحثة .
[align=center]
وهذه نفس الصفحة من كتاب الدكتور المشرف وهي لم تظهر كاملة ولعلي أحاول مرة أخرى رفعها كاملة .
[align=center]
وأدعو الباحثة الدكتورة منيرة الدوسري لمخاطبة كلية اصول الدين بجامعة الأزهر للتنبيه على هذه المسألة ، كما أدعوها للتعليق على هذا الموضوع ، وأعوذ بالله أن أكون قد ظلمتُ الدكتور بمقالي هذا ، لكنني - عَلِمَ اللهُ - لم أكتب هذا المقال إلا بعد تأمل دقيق وموازنة بين الكتابين كذلك ، وعدم العثور على أي عذر للدكتور في صنيعه هذا .
في 24/1/1428هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر :
- داء السرقات العلمية متى ينتهي ؟ تنبيه لبحث مسروق عن التفسير العلمي .
- سرقة علمية من العيار الثقيل !!