سؤال يتعلق بني الله لوط - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-.

محمد نصيف

New member
إنضم
13/06/2009
المشاركات
536
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
المدية المنورة
لماذا لا نجد في قصة نبي الله لوط -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -حثا على التوحيد في دعوته لقومه خلافا لبقية الأنبياء، وإنما انصب كلامه مع قومه على إنكار الفاحشة؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالك اخي / محمد لماذا انصب كلام لوط عليه السلام مع قومه تركيزا حول انكار الفاحشة

في رايي انهم كانوا يعبدوا ويقدسوا فواحشهم

قال تعالى ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ) يقول ابن كثير حول الاية ( أي مهما استحسن من شيء ورآه حسنا في هوى نفسه كان دينه ومذهبه كما قال تعالى : " أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء " الآية ولهذا قال ههنا " أفأنت تكون عليه وكيلا " قال ابن عباس كان الرجل في الجاهلية يعبد الحجر الأبيض زمانا فإذا رأى غيره أحسن منه عبد الثاني وترك الأول
فكان دين قوم لوط ومذهبهم
1- اتيان الرجال
2- قطع السبيل
3- اتيان المنكر في ناديهم
مع التاكيد على نقطه وهي : ان لوط عليه السلام بدا مع قومه بتوحيد الله سبحانه وتعالى كغيره من اخوانه رسل الله قوله تعالى ( إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الشعراء ولقوله تعالى ( ) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )

والله اعلم

ملاحظة :
اجتمع في قوم لوط امر:

- هو انهم اول من سن وابتدع فاحشه اتيان الرجال ، قوله تعالى (
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) الاعراف
 
جزاك الله خيرا أخي (عمر أحمد) ، ما زلت أبحث عن سبب البدء بذكر الفاحشة دون إشارة للتوحيد في قصة لوط في أغلب مواضع ذكره بخلاف بقية الأنبياء الذي لا يبدأ الكلام معهم إلا عن التوحيد، وأما ماذكرت من عبادتهم للفاحشة فلعله يحتاج إلى دليل خاص ، وإلا اعتبرت قوم شعيب -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- مثلا يعبدون المال لتطفيفهم في الكيل ، ولم يبدأ معهم نبيهم بهذا الأمر بل بدأ بالتوحيد، وعلى هذا فقس في كل واقع في معصية.
 
قال الرازي –رحمه الله -:
" لم يذكر عن لوط أنه أمر قومه بالعبادة والتوحيد، وذكر عن شعيب ذلك؟ قلنا قد ذكرنا أن لوطا كان له قوم وهو كان من قوم إبراهيم وفي زمانه، وإبراهيم سبقه بذلك واجتهد فيه حتى اشتهر الأمر بالتوحيد عند الخلق من إبراهيم فلم يذكره عن لوط وإنما ذكر منه ما اختص به من المنع عن الفاحشة وغيرها، وإن كان هو أيضا يأمر بالتوحيد، إذ ما من رسول إلا ويكون أكثر كلامه في التوحيد"
تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (25/ 54)


قال ابن تيمية رحمه الله :
"وقوم لوط ذكر عنهم استحلال الفاحشة، ولم يذكروا بالتوحيد، بخلاف سائر الأمم. وهذا يدلّ على أنّهم لم يكونوا مشركين، وإنما ذنبهم استحلال الفاحشة، وتوابع ذلك. وكانت عقوبتهم أشد؛ إذ ليس في ذلك تديّن، بل شر يعلمون أنه شرّ3
وهذه الأمور تدلّ على حكمة الربّ، وعقوبته لكل قوم بما يناسبهم؛ فإنّ قوم نوحٍ أَغرقهم إذ لم يكن فيهم خيرٌ يُرجى. "
النبوات لابن تيمية (1/ 212)

والله أعلم
 
هل معنى كلام شيخ الإسلام أنهم كانوا موحدين أم معناه أنهم كانوا كفارا غير مشركين؟
الأول منقوض بآيات الذاريات( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)، والثاني يطرأ عليه سؤال هو : " لماذا لم يدعهم لوط - عليه الصلاة والسلام -إلى الإيمان؟".
 
هذه دلالة عظيمة على استحقاقهم للعذاب إذ بدأ لوط بتخلية الجريمة العظيمة المناقضة للفطرة البشرية والأسرع إلى جلب الغضب الإلهي والعذاب ، فالشرك والكفر قضية فكرية تنقضها الحجة ولكن فاحشة اللواط جريمة فعلية وممارسة تستعجل غضب الرب فكان النهي عنها استنادا للمشترك الفطري البشري أولوية تقود إلى الإيمان فيما بعد ، فالكفار أنفسهم ينفرون من فعل كهذا وتأباه أنفسهم برغم كفرهم فكان النهي عن تلك الفاحشة أجدر بالاستجابة لو أنهم يعقلون ، وما دام أولئك المجرمين رفضوا الدعوة للترك فلا تنتظر إستجابتهم لدعوة إتيان الإيمان فكان استحقاقهم للعذاب بين.
ولو أنه بدأ بدعوتهم إلى الإيمان لبعدت عليه الشقة وانتقده من يحيط بهم من الكافرين القالين لتلك الفعلة الشنيعة وهناك من الفواحش ما يسكت عنه حتى حين كالخمر في عصر النبوة وهناك ما يقدم النهي عنه على الدعوة للتوحيد كفاحشة اللواط.
وقد يستنبط من ذلك قواعد فقهية في فقه الدعوة بتقديم دعوة الكافر ليترك مثل هذه الفواحش العظيمة وأعظمها أزهاق الأنفس البريئة وتقديم ذلك على التوحيد فتكون دعوته المتقدمة دافعا للاستجابة لدعوته التالية والله أعلم
 
ما زلت أبحث عن سبب البدء بذكر الفاحشة دون إشارة للتوحيد في قصة لوط في أغلب مواضع ذكره بخلاف بقية الأنبياء الذي لا يبدأ الكلام معهم إلا عن التوحيد
ندعو الله أن يهديك إلى معرفة السبب
 
التعديل الأخير:
الحقيقة أنني عندما أطرح مثل هذا السؤال في مثل هذا الملتق المتخصص إنما أطرحه لأحد أمرين:
1/ ليفيدني أحد الإخوة بنقل عن أحد العلماء السابقين.
2/ليحاول بعض المتخصصين أو غيرهم من الباحثين الاجتهاد في الإجابة بقواعد علمية واضحة ، ويدعموا تأملاتهم بكل ما من شأنه أن يجلي رأيهم ويقويه.
وبالتالي تحصل لي ولغيري الفائدة بنقول أهل العلم أو استنباطات أهل التفكر والفهم.
ولا أضعها أبدا ليجيب كلٌ عفو الخاطر ، وإلا فأنا عندي أيضا خواطر لكنني لا أجرؤ على بثها إلا على سبيل المدارسة وعلى هيئة السؤال لا الجواب، والله أعلم.
 
لماذا لا نجد في قصة نبي الله لوط -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -حثا على التوحيد في دعوته لقومه خلافا لبقية الأنبياء، وإنما انصب كلامه مع قومه على إنكار الفاحشة؟

اخي واستاذي / محمد نصيف
من بعد اذنك ، عندي امرين اود ان اشيراليهما
الاول : اشك في صحه اصل السؤال ، جزئيية السؤال باللون الاحمر،فيها خلل وقد لاتصح فانبياء الله كلهم سواسيه في الدعوة الي توحيد الله ، وترك عبادة ماسواه . فمثلا لمن ارسل اليسع عليه السلام ؟وماكان يعبد قومه ؟ امر . ودعوته للتوحيد عليه السلام ( لامعبود بحق الا الله ) امر اخر فالثاني ثابت ومقرر ومعروف في حق كل الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، قوله تعالى ( وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ) وقوله تعالى ( وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) وقوله تعالى ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) . والعام على عمومه كما هو مقرر .

الامرالثاني : باللون الازرق ، ( وإنما انصب كلامه مع قومه على إنكار الفاحشة؟ )
هذه الجزئييه من السؤال ، قد اصيغها بقولي : لماذا ( التكرار)؟ ما الحكمه من اخبارهسبحانه وتعالى في اكثر من اية بقصة وصوره لوط عليه السلام مع قومه وصراعه الشديد معهم في اعمالهم الشنيعه .عند ذلك تسهل الامور وتهون ، فالعظه والاعتبار وعظم الذنب وشناعته ،الاصرار ،المجاهره ومحاربة وتكذيب رسول من رسل الله كان في حضرتهم ،كلها قد تدخل في الاجابه .

والله اعلم
 
أخي أحمد عمر عندما قلت ( لا نجد) فإنني أقصد أننا لا نجد في الآيات التي تذكر قصة لوط -عليه السلام- ، ولا أعني أنه لم يدع قومه إلى التوحيد فكل الرسل يدعون إليه ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) ، ولذلك سؤالي ليس عن واقع القصة ، وإنما على ما ذُكر منها في القرآن حيث طوي ذكر الأمر بالتوحيد في قصة لوط -عليه السلام في أكثر المواطن ، بينما كان ذكر بقية الأنبياء قبله وبعده - وأخص نوحا وهودا وصالحا وشعيبا- يبدأ بالتوحيد دائما.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

ولذلك سؤالي ليس عن واقع القصة ، وإنما على ما ذُكر منها في القرآن حيث طوي ذكر الأمر بالتوحيد في قصة لوط -عليه السلام في أكثر المواطن ، بينما كان ذكر بقية الأنبياء قبله وبعده - وأخص نوحا وهودا وصالحا وشعيبا- يبدأ بالتوحيد دائما.

فهمت مقصدك ومرادك اخي / محمد ، ولكني مازلت اعتقد ان ( امرالتوحيد ) خارج المعادلة لماذا ؟ لاننا قد اتفقنا سابقا، ان كل الرسل مكلفون قبل كل شي بالدعوه لتوحيده عزوجل ، وعدم الذكر والاخبار بهذا الامر لايؤثر .
وختاما حتى لا اطيل ، ارى ان نبحث عن الفرق الحقيقي بين لوط عليه السلام وبين نوح وهود وصالح وشعيب ( عليهم السلام ) ، وقد ظهرعندي ومن تتبع الايات القرانية ، ان هناك تفاوت بين عباده قوم الرسل المذكورين انفا (عليهم السلام ) وعباده قوم لوط ( عليه السلام ).

قوم نوح قوله تعالى (وقالوا لا تذرن الهتكم )
قوم صالح قوله تعالى (قالوا ياصالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا)
قوم هود قوله تعالى (قالوا ياهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك )
قوم شعيب قوله تعالى (قالوا ياشعيب اصلاتك تامرك ان نترك ما يعبد اباؤنا )

فالفارق هو، العباده ( نوعا وكيفا ) ، فالايات السابقه تدل على انهم كانوا يقدسوا ويعبدوا ويسجدوا ويخضعوا وينقادوا لشي ما ، سواء كان هذا الشي صنم او نجم او كاهن او حجر ، فكانت عباده بكل ماتعنيه الكلمة ، اضف اليها اعمالهم الاخرى الفاسدة .
امر قوم لوط ، يختلف ، اختلاف لا علاقة له بالتوحيد الا من جهة انهم ينكروا امر الدين جملة وتفصيلا ، فهم قوم بلا دين او تدين ( عباده مقدسه ) ، الا دين الهوى والشهوه ( انظر المشاركة 2) ، دين قوم لوط يختلف عن الاقوام الاخرى نوعا وكيفا وهذا التوجه في رايي هو افضل من الانشغال في امر الرسل ودعوتهم للتوحيد ، فأمرهم جميعا ( صلوات الله عليهم ) معلوم من الدين ضروره حتى وان جاء الايجاز في بعض الايات .وقد طلبت الدليل اخي / محمد ، في مشاركة 3 ، اقول : اتباع الهوى يعتبر عباده ودين بنص القران ( الفرقان والجاثية اية 43 و 23 على التوالي ) اضف الي ذلك الاستقراء السابق للايات الذي يظهر مكمن الاختلاف وانه في مركز في دين القوم ومماراستهم ما ذكرت انفا كانت محاولة للاجابة على الجزئيية الثانية من السؤال المطروح ( باللون الازرق ) في المشاركة 9 فأفعال قوم لوط مجرد فاحشه ، لا بل كانت دينهم المقدس ، دين الهوى ، وان كانوا لايقولوا ذلك ولايشعروا به . فان وفقت واصبت فمن الله وحده ، وان اخطات فاستغفر الله واتوب اليه .

سبحان الله وبحمده بكرة واصيلا
قلت ماعندي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جزاك الله خيرا، سأعيد صياغة سؤالي ليكون :
قال الله تعالى في سورة الأعراف : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)) ثم قال بعد ذلك: ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65)) وكذا تكرر افتتاح كلام نبي الله صالح ونبي الله شعيب -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بالمقولة نفسها (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) بينما نجد افتتاح قصة لوط -عليه السلام- مختلفا عن هذه القصص جميعا ، قال تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80)) فما وجه اختلاف قصة لوط وعدم ذكر جملة (اعبدوا الله ما لكم ممن إله غيره) فيها؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
حول المشاركه رقم 12
لو خيرت اخي / محمد في افتتاحيه قصة لوط عليه السلام مع قومه لاخترت ايات سورة الشعراء وقوله تعالى (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)
ولو خيرت اخي / محمد في صياغة سؤالك لقلت : لماذا بدا معهم عليه السلام ، كما اخبرنا سبحانه وتعالى عنه بقوله تعالى ( الا تتقون ) . فكانت البداية الحض على تقوى الله وجاء ذكر الفاحشه بعد ذلك . يقول الطبري رحمه الله (حول هذه الاية ) كلام وجيه يقول ( كَذّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ من أرسله الله إليهم من الرسل ) انتهي.
هل كان من ارسل الي قوم لوط معاصرين للوط عليه السلام ام قبله ؟ ومراجعه المشاركة 4
فهم كانوا يعرفوا التوحيد بشكل ما .. لهذا السبب ( وللاسباب الاخرى التى ذكرها الاخوه ) نشاهد صورة الزخم و الشدة من لوط عليه السلام عليهم في نكران اعمالهم الشنيعة.
ويكون قولك اخي /محمد في المشاركة 5 قول جيد وانهم (قوم لوط ) كانوا كفارا غير مشركين ( بمعنى تقديس وعبادة اله حسي (مادي ) كالامم الاخرى ) ، المشاركة 11 ، فدعاهم لوط عليه السلام الي التقوى وذلك بالقول اللين كما جاء في ايات سورة الشعراء فكان دعائه لهم
1- اتقوا الله (فيلزم من الاية علمهم المسبق بالله والا كيف يخوفهم و يأمرهم باتقاء من لايعرفوه
2- رسول لكم من رب العالمين
3-اتقوا الله واطيعون ( مره اخرى هنا )
4- لااريد منكم الاجر ( التاكيد على عدم ارادته لمتاع دنيوي من رئاسه اومال ) .
5- وبعد ذلك جاء ذكر الفاحشه
ونعم ، اخي محمد قد لانجد ايه صريحه في القران ان لوط عليه السلام قال لقومه قولوا لااله الا الله ، ولكن في المشاراكات السابقة عرفنا ماهي الاسباب ، وعلمنا من الايات الاخرى انه عليه السلام قال لهم ذلك حتى وان لم تذكر صريحا ، قال تعالى ( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2) النحل ، ولوط عليه السلام شاء الله سبحانه وتعالى ان يكون من عباده المرسلين الذين تتنزل عليهم الملائكه بوحي (لااله الا الله ) وينذر كباقي اخوانه بها وبتقوته سبحانه وتعالى ، وله سبحانه وتعالى ان يخبرنا بما شاء في كتابه العزيز ، جعلنا الله واياكم من الذين قال الله فيهم ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) ال عمران

ختاما ، علينا ان نستحضر صفاتهم ومخالفتهم للامم الاخرى في بعض الامور
1 – شدة غضب الله على هذه المعصيه
2- اول من ابتدع (اتيان الرجال ) وتغيرهم لما فطر الله الناس عليه
3- الادمان والمعاوده وسكر القلب المؤدي للاعراض عن الحق
4- الامراض الفتاكه كالايدز ، وسرطان المستقيم ، التهاب الكبد
5- العداء الشديد ( وان اخفوه ) لكل من خالفهم .
6- معرفتهم المسبقه بالتوحيد ، واستكبارهم عنه
7- المجاهره والاصرار على المعصية ومحاربة رسل الله وقطع السبيل.
8 -اعمالهم الشنيعة تنزع المرؤه والنخوة من القلب.


والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...أفادني كلامك جزاك الله خيرا، ولكنني لم أصل بعد إلى جواب شافٍ عن سؤالي علما أني وجدت البقاعي -رحمه الله يقول في تفسيره في آية الأعراف في افتتاح قصة لوط يقول : " وعبر في قصة نوح عليه السلام ب {أرسلنا نوحاً إلى قومه} [الأعراف: 59] ثم نسق من بعده عليه فقيل: {وإلى عاد أخاهم هوداً} [الأعراف: 65] {وإلى ثمود أخاهم صالحاً} [الأعراف: 73] {وإلى مدين أخاهم شعيباً} [الأعراف: 85] وعدل عن هذا الأسلوب في قصة لوط فلم يقل: وإلى أهل أدوماً أخاهم لوطاً، أو إلى أهل سدوم لوطاً أو وأرسلنا لوطاً إلى قومه ونحو ذلك كما سيأتي في قصة موسى عليه السلام، لأن من أعظم المقاصد بسياق هذه القصص تسلية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في مخالفة قومه له وعدم استجابتهم وشدة أذاهم وإنذار قومه أن يحل بهم ما حل بهذه الأمم من العذاب، وقصص من عدا قوم لوط مشابهة لقصة قريش في الشرك بالله والأذى لعباده المؤمنين، وأما قصة قوم لوط فزائدة عن ذلك بأمر فظيع عظيم الشناعة شديد العار والفحش فعدل عن ذلك النسق تنبيهاً عليه تهويلاً للامر وتبشيعاً له، ليكون في التسلية أشد، وفي استدعاء الحمد والشكر أتم، وحينئذ يترجح أن يكون العامل {اذكر} لا {أرسلنا} أي واذكر لوطاً وما حصل عليه من قومه زيادة على شركهم من رؤيته فيهم هذا الأمر الذي لم يبق للشناعة موضعاً، فالقصة في الحقيقة تسلية وتذكير بنعمة معافاة العرب من مثل هذا الحال وإنذار لهم سوء المآل مع ما شاركت فيه أخواتها من الدلالة على سوء جبلة هؤلاء القوم وشرارة جوهرهم المقتضي لتفردهم عن أهل الأرض بذلك الأمر الفاحش، والدليل على أنه أشنع الشنع بعد الشرك - مع ما جعل الله تعالى في كل طبع سليم من النفرة عنه - اختصاصه بمشاركته للشرك في أنه لم يحل في ملة من الملل في وقت من الأوقات ولا مع وصف من الأوصاف، وبقية المحرمات ليست كذلك، فأما قتل النفوس فقد حل في القصاص والجهاد وغير ذلك، والوطء في القبل لم يحرم إلا بقيد كونه زنى، ولولا الوصف لحل، وأكل المال الأصل فيه الحل، وما حرم إلا بقيد كونه بالباطل - وكذا غير ذلك"، اللهم علمنا ما ينفعنا.
 
الاخ الفاضل محمد نصيف صاحب السؤال اخوتي الكرام المشاركين تحياتي واسمحوا لي ان اشارككم التامل في السؤال بالقاء نظرة شاملة لقوم لوط قد تجيب عن سؤالنا .
هناك ثلاث نقاط رئيسية في قصة قوم لوط تميزهم عن باقي الاقوام
اولا: - لم يورد القران انهم كانوا يعبدون الهة او اصناما من دون الله تمسكوا بها في وجه نبيهم مثل باقي الانبياء
فقوم نوح "وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴿نوح: ٢٣﴾"
وقوم صالح "قالوا ياصالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا"
وقوم هود "قالوا ياهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك"
وقومشعيب "قالوا ياشعيب اصلاتك تامرك ان نترك ما يعبد اباؤنا""
وقوم موسى " قال فرعون ماعلمت لكم من اله غيري "
ثانيا :- لم يورد القران نهيا او امرا معينا من لوط لقومة كما في باقي الانبياء
فنوح "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴿١٠﴾.يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿١٢﴾ مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّـهِ وَقَارًا ﴿١٣﴾ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴿١٤
وهود قال لقومه " أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ ﴿١٢٨﴾ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ ﴿١٢٩﴾ وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ﴿١٣٠﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٣١ وصالح قال لقومه وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ ﴿١٥١﴾ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ.
وشعيب قال لقومه "أوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ﴿١٨١﴾ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ﴿١٨٢﴾ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿١٨٣
اما لوط فلم يامرهم بامر ما سوى الانكار على فعلتهم الشنيعة التي لم يسبقهم اليها احد من العالمين "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ﴿الأعراف: كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٦٠﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٦١﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿١٦٢﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٦٣﴾ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٤﴾ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿١٦٥﴾وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴿١٦٦﴾ قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴿١٦٧﴾ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ ﴿١٦٨﴾ رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ ﴿١٦٩﴾ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٧٠
الثالثة:- ان اهلاك قوم لوط ايضا لم يكن مثل باقي الاقوام فلقد اهلك البشر والحجر والشجر والحيوان لقد دمرت القرية ونسفت من الوجود ولم يبقى لها اثر بخلاف باقي الاقوام الذين بقيت اثار ديارهم شاهدة عليهم " فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم " اما قوم لوط "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ﴿هود: ٨٢﴾ وفي سورة الحجر". فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿الحجر: ٧٤﴾
مما سبق نلحظ ان لوط قد ارسل لهؤلاء القوم ينذرهم قبل هلاكهم ولم يكن هناك املا في ان يطيعوه او يقلعوا عن فعلتهم الشنيعة ولم يكن منهم مؤمنون اتبعوه مثل قوم نوح وهود وصالح فما كان فيها غير بيت من المسلمين هوبيت لوط فقط الا امراته طبعا .
ومن هنا فان قوم لوط حالة فريدة في الامم وفي نبيهم وفي طريقة بعثته وفي طريقة اهلاكهم ولقد تأملت فوجدت ان جريمة قوم لوط ليس فقط انحرافا في السلوك الجنسي بل انحراف كامل في الشخصية يفسد جميع ما حولها الثقافة والفنون والاداب والعمران فانت ترى من ابتلاهم الله بهذه الجريمة مشيتهم مختلفة وملابسهم مختلفة واذواقهم في امور حياتهم مختلفة فلك ان تتصور قوم كلهم بهذا الشكل فلم يكن بد من ابادتهم جميعا بمساكنهم وعلومهم وآدابهم ودوابهم واشجارهم اذ كل ذلك تلوث بهذه الفعلة فقط كان فيهم لوط فقط ليقيم عليهم الحجة التي كتبها الله على نفسه ". وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴿القصص: ٥٩﴾
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ / ابو العزايم - جزاك الله خيرا و السلام عليكم ورحمة الله
في المشاركة 12 ومن بعد اذن الاخ / محمد نصيف اود ان اضيف امر :
السؤال الافتتاحي ، بعد الصياغة ، اصبح واضح ، فسؤاله موجه فقط لايات سورة الاعراف ، و له علاقة بالنسق القراني وعلاقة الايات بعضها ببعض داخل إطارالسورة الواحده ( التناسب ) ، ويمس سؤاله ايضا مسألة (النظم القراني ) ومانقله لنا عن البقاعي رحمه في المشاركه 14 كان من صميم الاجابه .


ملاحظة

1 -ايات سورة الاعراف من الايه 59 الي الاية 93 ، وتغير الخطاب عند ذكر لوط عليه السلام الاية 80 ( بدأ بالانكار عليهم والتشنيع ) قلت : ولايخفى ان مابدا به هو شطر التوحيد فقوله عليه السلام لقومه يندرج في باب النفي ب( لاإله - اجتناب الطاغوت ) وشطره الاخرالاثبات ( إلاالله )، وتشعر من الايات ان فاحشتهم تمكنت منهم لدرجة الطقوس والشعائر والمشاراكات السابقه احسنت حول هذه المسألة .


والله اعلم
 
الاخ عمر اكرمه الله وبارك فيه لم أفهم ان إعادة الصياغة للسؤال عن السؤال الاستفتاحي القصد منها حصره في سورة الاعراف دون سواها وفهمت من مشاركة الاخ محمد نصيف انها كانت لتوضيح السؤال وعلى سبيل المثال موضع سورة الاعراف لانه فعلا هذه ظاهرة بشان لوط عليه السلام ليس في سورة الاعراف فحسب بل في كل المواضع القرآنية واقرأ السياق في سورة هود وسورة العنكبوت نفس الشيء وربما يوضح الاخ محمد نصيف ماذا كان يقصد بالمشاركة (12)
 
نعم ليس الأمر محصورا في سورة الأعراف ، والحقيقة أن مشاركاتكم أثرتني ويبقى الأمر مجال نظر وبحث.
 
السلام عليكم ورحمة الله:
لعلي أثري الموضوع بذكر ما قاله الشيخ رشيد رضا في سبب عدم ذكر دعوة لوط عليه السلام قومَه للتوحيد: في تفسيره لسورة الأعراف
" (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ) النَّسَقُ الَّذِي قَبْلَ هَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: وَأَرْسَلْنَا لُوطًا - وَلَكِنْ حُذِفَ هُنَا مُتَعَلِّقُ الْإِرْسَالِ وَرُكْنُهُ الْأَوَّلُ وَهُوَ تَوْحِيدُ الْعِبَادَةِ لِلْعِلْمِ بِهِ مِمَّا قَبْلَهُ وَمِمَّا ذُكِرَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السُّورَةِ، أَيْ أَرْسَلْنَاهُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي أَنْكَرَ عَلَى قَوْمِهِ فِعْلَ الْفَاحِشَةِ فِيمَا بَلَغَهُمْ مِنْ دَعْوَى الرِّسَالَةِ... "اهـ
وكذلك بإيضاح كلام شيخ الاسلام ابن تيمية السابق من كتاب النبوات بكلام له آخر في كتابه آيات أشكلت على كثير من العلماء: 1/391
... وقال في قوم لوط {وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} وكانوا كفارًا من جهات من جهة استحلال الفاحشة ومن جهة الشرك ومن جهة تكذيب الرسل ففعلوا هذا وهذا ولكن الشرك والتكذيب مشترك بينهم وبين غيرهم والذي اختصوا به الفاحشة فلهذا عوقبوا عقوبة تخصهم لم يعاقب غيرهم بمثلها وجعل جنس هذه العقوبة وهو الرجم في شريعة التوراة والقرآن عقوبة لأهل الفاحشة وهم عوقبوا بقلب المدينة والرجم وطمس الأبصار لما راودوه عن ضيفه... اهـ
 
بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا لا نجد في قصة نبي الله لوط -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -حثا على التوحيد في دعوته لقومه خلافا لبقية الأنبياء، وإنما انصب كلامه مع قومه على إنكار الفاحشة؟

في البداية أحب أن أنوه أنني لم أرجع إلى الآيات لأتأكد من هذا ، لكن لي تعليقاً عاماً كإجابة. لا يستبعد -إن صحت ملاحظتك- أن لوطاً عليه السلام لم يكن مدار دعوته هو التوحيد. وربما في هذا إشارة لنا أن نعرف أن الفساد واستمراء السيئات هو جريمة عظيمة أرسل الرسل من أجل تصحيحها كما أرسل الرسل من أجل إنقاذ البشر من ضلال عبادة غير الله…
يقول النبي صلوات ربي وسلامه عليه: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، و يقول تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) إن الدعوة إلى الله رحمة وإنقاذ وأعمق وأعظم من تعريفنا أو فهمنا لها بأنها الدعوة إلى التوحيد. إذ أنها في أساسها رحمة ويدخل فيها كل خير ورحمة في الحياة كلها. ما أريد قوله أن دعوة لوط عليه السلام لا تتنافى مع هذا وإنما تؤكده ، لأن الفاحشة التي ارتكبوها عظيمة فجاءت دعوة لوط لهم بنبذ هذه الفاحشة ..
يقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
لو تأملت هذه الآية لرأيت تقديم تحريم الفواحش الظاهرة على الباطنة منها ، ثم الإثم ، ثم البغي بغير الحق ، ثم الشرك ، ثم القول على الله بغير العلم.
وفاحشة قوم لوط من الصنف الأول - والعياذ بالله-.

نعلم جميعاً أن فطرة الإنسان هي الإيمان بالله وحده ، وأن الإلحاد إنما ظهر في القرن الأخير ، لذلك لا يبعد أن قوم لوط كانوا يعرفون الله عز وجل. والفرق بينهم وبين الأقوام الآخرين ضلال في جزئيات أخرى ، حتى أن الكفر بالله -يظهر لي أن معناه والله أعلم- هو الجحد والاستكبار بعد التحقق والمعرفة. يقول تعالى: (.. فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) ، فلا يكون إلا بعد إقامة الحجة عليهم واختيارهم للكفر بها. أي أنهم في البداية كانوا جاهلين أو ضالين عن الحق في المرحلة الأولى وهذا في الكفر بالله على شناعته. لكن فاحشة قوم لوط -وأي فاحشة أخرى من أي نوع- هو فساد وإثم تستنكره طبيعة الإنسان منذ البداية ، لكن من عدل الله ورحمته أن الحجة لا تقوم عليهم إلا بعد إرسال الرسول إليهم.

إن الإيمان يأتي دائماً مرتبطاً بالعمل الصالح والإحسان وكريم الأخلاق ، وفي المقابل يأتي الذم دائماً للكفر وما يصاحبه من أعمال ذميمة كالاستكبار والكذب والإثم والظلم والفسق والفساد والاعتداء والصد عن سبيل الله والفجور والنفاق.
يقول تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)
ويقول تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)

إن هذا هو مدار: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
وقوله تعالى: (بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(
إن المعاصي والسيئات في ذاتها وبال على صاحبها إذا استمرأها وأحبها وأصر عليها ، وهذا قد يؤدي -والعياذ بالله- أن يطبع على قلبه فلا يؤمن ولا يتوب. (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ). وقوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ
 
معذرة ، انقطع الرد لسبب ما..

إن المعاصي والسيئات في ذاتها وبال على صاحبها إذا استمرأها وأحبها وأصر عليها ، وهذا قد يؤدي -والعياذ بالله- أن يطبع على قلبه فلا يؤمن ولا يتوب. (أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ). وقوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) أي بسبب نقضهم للميثاق وكفرهم بآيات الله أيضاً وقتلهم للأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف كان جزاؤهم بسبب استمرائهم واستمرراهم في المعاصي أن طبع الله على قلوبهم. وهذا ما كان يفعله قوم لوط من استمراء للفاحشة وإصرار عليها. وهذا الفعل في حد ذاته لا يتوقف وإنما يستمر إلى فساد أكثر ومعاصٍ أكثر بسبب أنه طبع على قلوبهم وقلة إيمانهم. نعرف أن الإيمان يزيد وينقص ، ويخشى لو تركوا على فعلهم أن يصلوا إلى درجة يقل فيها إيمانهم حتى ينعدم ، أو يقل فيكثر فسادهم في الأرض.

الإفساد قضية خطيرة ومهمة ، لذلك قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ لإن الإنسان في أصل فطرته يؤمن بالله و إيمانه يصلحه ويدفعه إلى الإصلاح في الأرض. وفي المقابل الفساد عكس ذلك.

والله تعالى أعلم ،
والحمد لله رب العالمين.
 
عودة
أعلى