سؤال محير في جمع القرآن

إنضم
1 مارس 2005
المشاركات
1,063
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
العمر
60
الإقامة
الأردن - عمان
ورد في تاريخ جمع القران روايتان عن زيد جامع المصحف انه فقد ايتين من كتاب الله تعالى احداهما من سورة براءة والاخرى من سورة الاحزاب وقد قال النقلة والرواة والمخرجون والكاتبون ان احدى المرتين كانت في زمن الجمع الاول اعني في زمن ابي بكر وعمر والثانية كانت في زمن عثمان
وانا لا انازع في الاولى ولكن كيف يمكن قبول نص الامر على حدوثه في زمن الجمع الثاني مع ان الجمع الثاني عبارة عن نسخ المصحف الذي كان في زمن ابي بكر وعمر الى عدة نسخ يعني انهم كانوا ياخذون من صحف مكتوبة فكيف يمكن وقوع مثل هذا الفقدان؟
هناك تخريج للشيخ بشار عواد يقول ان هذا يدل على ان المصحف الذي كان عند حفصة لم يكن كاملا وانا لا اسلم بهذا لعدم وجود الدليل الصريح عليه فيما اعلم وثانيا لو صح هذا التخريج فانه مشكل والاشكال قائم في السؤال لماذا جمع بعضه وترك البعض الاخر
انا اريد السادة (الملتقون) ان يدلوا بدلائهم في الموضوع وساعود اليه بحول الله تعالى عقب الرجوع سالما من العمرة فادعوا لنا ايها السادة الكرام
 
التعديل الأخير:
يقول الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية :
" تشير الرواية السابقة لابن شهاب الزهري عن خارجة بن زيد في نسخ المصاحف زمن عثمان والتي أدرجها في حديث أنس إلى فقدان زيد آية من سورة الأحزاب ، وقد جاءت الرواية دون تحديد للفترة ، فهل كان ذلك في جمع الصديق أو في نسخ المصاحف في خلافة عثمان ؟
إن إدراجها في رواية نسخ المصاحف يوحي أن ذلك قد كان في العمل الأخير ، وهو أمر بعيد ، خاصة أن المصاحف العثمانية هي نسخة مطابقة لصحف الصديق منقولة عنها .
لكنا حين نعود إلى روايات جمع الصديق نجدها تتحدث عن فقدان زيد آخر سورة التوبة ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) إلى قوله ( وهو رب العرش العظيم ) .
أما الآية التي تشير إلى فقدانها رواية الزهري عن خارجة فهي من سورة الأحزاب ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) إلى ( وما بدلوا تبديلا ) . فهناك إذن روايتان عن آيتين سقطتا في جمع القرآن ، وتم إثباتهما بعد المراجعة [1] .
إن الرواية الأولى صريحة بأن آخر سورة التوبة سقط في الجمع الأول زمن الصديق ، والرواية الثانية تشير إلى زمن محدد لفقدان آية من سورة الأحزاب ، لكن ورودها بعد رواية نسخ المصاحف في خلافة عثمان قد يوهم أنها سقطت في هذا العمل الأخير .
ويبدو أن هذا الوهم كان بسبب إيراد روايات جمع القرآن ونسخه متداخلة في صعيد واحد [2] .
ويذهب بعض العلماء إلى أن ذلك كله كان في جمع الصديق [3] .
ويروي مؤلف كتاب ( المباني لنظم المعاني ) في مقدمته رواية عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أبيه - تتحدث عن جمع القرآن في خلافة الصديق ، وهي تشبه رواية الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد - المشار إليها سابقا - إلا أنها تنفرد عنها بذكر خبر فقدان الآيتين في ذلك الجمع لا فقدان آية واحدة ، وهي بذلك تزيل بعض الغموض الذي تسببه رواية الزهري عن خارجة التي أدرجها في رواية أنس بن مالك عن توحيد المصاحف ونسخها في خلافة عثمان .
والرواية هي [4] : ( وفي لفظ الشيخ أبي سهل الأنماري [ محمد بن محمد بن علي الطالقاني ] رحمه الله : حدثنا أبو يعقوب يوسف بن موسى قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال : حدثنا عبيد بن عقيل قال : حدثنا خارجة بن مصعب عن عمارة بن غزية عن الزهري قال : حدثني خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال : جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر .. [ وذكر خبر جمع القرآن في خلافة الصديق ، ثم ] .. قال [ زيد ] : فعرضت واحدة فوجدتني قد أسقطت هذه الآية [ الأحزاب ] ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ... ) فسألت المهاجرين والأنصار فلم أجد[ها] عند أحد منهم ، وقد كنت أعرفها ، وقد كان أملاها عليّ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكرهت أن أثبتها حتى يشهدَ معي غيري ، فأصبتها عند خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي أجاز رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهادته بشهادة رجلين ، فكتبتها ، ثم عرضت عرضة أخرى ، فوجدتني قد أسقطت آيتين ، وقد عرفتهما [ التوبة ] ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ... ) حتى ختم الآيتين ، فسألت عنهما المهاجرين والأنصار فلم أجدهما عند أحد منهم إلا عند خزيمة بن ثابت الذي أجاز رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهادته فكتبتها في آخر براءة ) .
وعلى هذا فإن العمل الذي قام به كل من زيد ومن معه في خلافة عثمان كان تاما لم يحدث فيه فقدان شيء ، ولم يكن يتعدى الأساس الذي وضعه زيد في خلافة الصديق نقلا عن القطع التي كتب عليها القرآن العظيم في حياة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم.
____________
[1] انظر : ابن أبي داود : كتاب المصاحف ، ط1 المطبعة الرحمانية بمصر 1936م ، صححه آرثر جفري ، ص 29 - 30 .
[2] انظر : ابن حجر : ج10 ، ص 385 .
[3] انظر : ابن كثير : فضائل القرآن ، ص 46 . وابن عاشر الأنصاري ( عبد الواحد بن أحمد بن علي ) : فتح المنان المروي بمورد الظمآن ( مخطوط ) ، دار الكتب المصرية ( تيمور 215 تفسير ) ، ص 34 .
[4] مقدمة تفسير ( كتاب المباني في نظم المعاني ) ، لمجهول ، كتبه سنة 425 هـ ، نشرها آرثر جفري في ( مقدمتان في علوم القرآن ) ، مكتبة الخانجي 1954م ، ص 20 " .

[ غانم قدوري الحمد : رسم المصحف ، دراسة لغوية تاريخية ، الطبعة الأولى 1402 هـ 1982م اللجنة الوطنية للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري، ص 117-119] .
 
قال ابن حجر: ولا يلزم من عدم وجدانه إياها حينئذ أن لا تكون تواترت عند من لم يتلقَّها من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وإنَّما كان زيدٌ يطلب التثبت عمن تلقَّاها بغير واسطة … ثم قال: والحقُّ أن المرادَ بالنفي: نفيُ وجودها مكتوبة، لا نفي كونِها محفوظةً.(1)​

فلم تَثبُت هذه الآيات بِخبر خزيْمة الأنصاري وحده، بل ثبتت بتواترها عند الكثرة الغامرة من الصحابة عن حفظهم في صدورهم، وإن لم يكونوا كتبوها في صحفهم.
والكتابة ليست شرطًا في التواتر، بل المشروط فيه أن يرويه جمع يُؤمن تواطؤُهم على الكذب، ولو لم يكتبه واحدٌ منهم.
فكتابة خزيْمة كانت توَثُّقًا واحتياطًا فوق ما يطلبه التواتر ويقتضيه، فلا يقدح انفراده بالكتابة في التواتر.
ويدل على ذلك أيضًا قول زيد: فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ، فإن هذا اللفظ يدلُّ على أنه كان يحفظ هذه الآية ويذكرها، غير أنه فقدها مكتوبةً، فلم يَجدها إلا عند خزيْمة.​

كما أن كلام زيد رضي الله عنه في هذين الحديثين بفرض دلالته على انفراد خزيْمة بن ثابت بِحفظ هذه الآيات، فإنه لا يدل على عدم تواترها، إذ غاية ما يدل عليه أن خزيْمة انفرد بذكرهما ابتداءً، ثم تذكرهما عدد التواتر من الصحابة، فدوِّنت تلك الآيات في الصحف بعد قيام هذا التواتر بشأنِها.(2)
ــــــــــــ
1 ـ فتح الباري: 8/631
2 ـ مناهل العرفان: 1/ 285ـ 286

( جمع القرآن من العهد النبوي إلى العهد الحديث، رسالة ماجستير منشور على الأنترنت، للدكتور محمد شرعي أبو زيد).​
 
السؤال المحير أكثر هو وجود آيات عند شخص أو شخصين فقط من بين جميع المهاجرين والأنصار سواء كان فى زمن الصديق أو زمن عثمان، ومكتوبا كان أو محفوظا وإن لم تصرح الروايات أن ذلك كان فى المكتوب. كما أن هناك أسئلة كثيرة أخرى محيرة فى تاريخ جمع القرآن المشهور، ويبدو أن الموضوع مازال فى حاجة إلى جهد كبير وتحليل دقيق دون الاكتفاء بالإجابات التي توارثناها والتي لا تشفي الغليل.والله الموفق وهو الهادي إلى الصواب.
 
مما يكثر الخلط فيه في جمع القران هو عدم التفريق بين جمع القران وترتيبه في العرضة الاخيرة وبين جمعه في المصحف زمن ابو بكر رضي الله عنه ونسخ المجموع زمن ابي بكر بعدة نسخ زمن عثمان .

- جمع القران زمن النبي صلى الله عليه وسلم :
ومعنى الجمع هنا الجمع في صدور الصحابة ,على نفس الترتيب الذي كان في العرضة الأخيرة ,فقد كان الجمع للقران بمعنى حفظه كاملا موجودا زمن النبي صلى الله عليه وسلم ,وكان من غيرالنبي صلى الله عليه وسلم أيضا من ذكرهم انس رضي الله عنه :
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ أُبَيٌّ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قُلْتُ لِأَنَسٍ مَنْ أَبُو زَيْدٍ قَالَ أَحَدُ عُمُومَتِي.
قال الحافظ ابن حجر : قَوْله : ( جَمَعَ الْقُرْآن )أَيْ اِسْتَظْهَرَهُ حِفْظًا .فتح الباري لابن حجر - (ج 11 / ص 122)
وهذا الحديث متفق عليه .
ومن ذالك المعنى ما اخبر به الني صلى الله عليه وسلم بقوله :مَنْ يَدْعُو بِهِ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَرَجُلٌ يَقْتَتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَرَجُلٌ كَثِيرُ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقَارِئِ أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلَى رَسُولِي قَالَ بَلَى يَا رَبِّ قَالَ فَمَاذَا عَمِلْتَ فِيمَا عُلِّمْتَ قَالَ كُنْتُ أَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ كَذَبْتَ وَتَقُولُ لَهُ الْمَلَائِكَةُ كَذَبْتَ وَيَقُولُ اللَّهُ بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ فُلَانًا قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ" سنن الترمذي - (ج 8 / ص 390)وهو عند الحاكم وصححه الالباني رحمهم الله جميعا.
-- جمع القران زمن ابو بكر رضي الله عنه .
الجمع هنا تضمن أمرين : الأول جمع ما كتب في الرقاع وما كتب عليه القران عند من كتبه بين يدي النبي في مصحف واحد .
الثاني ترتيبه على نحو العرضة الأخيرة .
وما فعله ابو بكر رضي الله عنه فهو كما قال ابن ابي شيبة :
أول من جمع القرآن حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال : قال علي : يرحم الله أبا بكر هو أول من جمع بين اللوحين.مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 196).
حدثنا قبيصة عن ابن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن صعصعة قال : أول من جمع القرآن وورث الكلالة أبو بكر. :مصنف ابن أبي شيبة - (ج 8 / ص 340)
وقال الحافظ ابن حجر في باب جمع القران :
قَوْله : ( بَاب جَمْع الْقُرْآن )
الْمُرَاد بِالْجَمْعِ هُنَا جَمْع مَخْصُوص ، وَهُوَ جَمْع مُتَفَرِّقه فِي صُحُف ، ثُمَّ جَمْع تِلْكَ الصُّحُف فِي مُصْحَف وَاحِد مُرَتَّب السُّوَر . وَسَيَأْتِي بَعْد ثَلَاثَة أَبْوَاب " بَاب تَأْلِيف الْقُرْآن " وَالْمُرَاد بِهِ هُنَاكَ تَأْلِيف الْآيَات فِي السُّورَة الْوَاحِدَة أَوْ تَرْتِيب السُّوَر فِي الْمُصْحَف . فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 192).


--- نسخ المصحف زمن عثمان
والأمر الذي فعله عثمان رضي الله عنه هو نسخ المصحف الذي كان عند حفصة (الذي جمعه ابو بكر وبقي عنده حتى توفي ثم عند عمر حتى توفي ثم عند حفصة رضي الله عنهم اجمعين ) كما في الرواية :حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ .صحيح البخاري - (ج 15 / ص 386)


لماذا حصل الخلط بين جمع ابو بكر ونسخ عثمان,حتى توهم أن الجمع كان في زمن عثمان ايضا ؟
قال البخاري: حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ
فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ
{ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }
فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ صحيح البخاري - (ج 15 / ص 386)

وقد جاء في نفس الموضوع عدة روايات أضعها مع ما ذكره ابن حجر في الفتح ولزيادة الفائدة أذكر ما قال الدارقطني بعلل الإسناد فيما يختص بحديث الجمع للمقران في المصحف.

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُمَرُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدٌ قَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ }
حَتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ فَكَانَتْ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قال الحافظ رحمه الله تعالى :
وْله : ( عَنْ زَيْد بْن ثَابِت )
هَذَا هُوَ الصَّحِيح عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّ قِصَّة زَيْد بْن ثَابِت مَعَ أَبِي بَكْر وَعُمَر عَنْ عُبَيْد بْنِ السَّبَّاق عَنْ زَيْد بْن ثَابِت ، وَقِصَّة حُذَيْفَة مَعَ عُثْمَان عَنْ أَنَس بْن مَالِك ، وَقِصَّة فَقْد زَيْد بْن ثَابِت الْآيَة مِنْ سُورَة الْأَحْزَاب فِي رِوَايَة عُبَيْد بْن السَّبَّاق عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ ، وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مَجْمَع عَنْ الزُّهْرِيِّ فَأَدْرَجَ قِصَّة آيَة سُورَة الْأَحْزَاب فِي رِوَايَة عُبَيْد بْن السَّبَّاق ، وَأَغْرَبَ عُمَارَة بْن غَزِيَّة فَرَوَاهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ " عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت عَنْ أَبِيهِ " وَسَاقَ الْقِصَص الثَّلَاث بِطُولِهَا : قِصَّة زَيْد مَعَ أَبِي بَكْر وَعُمَر ؛ ثُمَّ قِصَّة حُذَيْفَة مَعَ عُثْمَان أَيْضًا ، ثُمَّ قِصَّة فَقْد زَيْد بْن ثَابِت الْآيَة مِنْ سُورَة الْأَحْزَاب أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ ، وَبَيَّنَ الْخَطِيب فِي " الْمُدْرَج " أَنَّ ذَلِكَ وَهْم مِنْهُ وَأَنَّهُ أَدْرَجَ بَعْض الْأَسَانِيد عَلَى بَعْض .فتح الباري لابن حجر - (ج 14 / ص 193).
قال الدارقطني رحمه الله :
وسئل عن حديث زيد بن ثابت عن أبي بكر الصديق في جمع القرآن فقال هو حديث في جمع القرآن ورواه الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت حدث به الزهري كذلك جماعة منهم إبراهيم بن سعد ويونس بن يزيد وشعيب بم أبي حمزة وعبيد الله بن أبي زياد
الرصافي وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وسفيان بن عيينة وهو غريب عن بن عيينة اتفقوا على قول واحد ورواه عمارة بن غزية عن الزهري فجعل مكان بن السباق خارجة بن زيد بن ثابت وجعل الحديث كله عنه وإنما روى الزهري عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه من هذا الحديث
ألفاظا يسيرة وهي قوله فقدت من سورة الاحزاب آية قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فوجدتها مع خزيمة بن ثابت ضبطه عن الزهري كذلك إبراهيم بن سعد وشعيب بن أبي حمزة وعبيد الله بن أبي زياد وذكر إبراهيم بن سعد من بينهم عن الزهري فيه أسانيد منها عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن مسعود.علل الدارقطني - (ج 1 / ص 186, 187).

**جهل المستشرقين في معنى الجمع ,واستخدامهم الأمر للطعن في القران :
تجد في كتب المستشرقين عدم التفريق بين هذه الامور حتى قال احد المستشرقين عن قول عبد الملك بن مروان "اخاف ان اموت في رمضان، ففيه وُلدتُ، وفيه فُطمتُ، وفيه جَمعتُ القرآن، وفيه اُنتخبتُ خليفةً للمسلمين" يظن انه جمع القران كما فعل ابو بكر رضي الله عنه وتبعه بذلك احد الخبثاء النصارى . والغريب ان ذلك الخبيث يقول :" أُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وابو زيد، وابو الدرداء، وتميم الداري، وسعد بن عبيد، وعُبادة بن الصامت، وابو ايوب وعثمان بن عفان. على ان نفس الكاتب يخبرنا في صفحة 113 من طبقاته ان الذي جمع القرآن هو عثمان بن عفان في خلافة عمر، وليس في حياة الرسول كما ذكر اولا . وفي حديث آخر يقول ابن سعد ان عمر بن الخطاب جمع القرآن في صحف."
وهذا ناتج عن عدم معرفتهم ان الجمع زمن النبي صلى الله عليه وسلم هو جمع القرلان في الصدور وهذا الذي قصده عبد الملك بقوله وفيه جمعت القران ان صح القول عنه

بالنسبة لجمع القران زمن النبي في الصدور حسب العرضة الأخيرة في الصدور في بداية الكلام كي لا يتوهم احد ان الحفظ يقصد به التدوين , بل ان التدوين اداة مساعدة لحفظ الناس .
اذ ان الله عز وجل كفل بحفظ القران وكان فعل الصحابة بتوفيق الله تعالى طريق صحيح في ذلك . فما فعله الصحابة هو التدوين الكتابي . اما الحفظ في الصدور فهو موجود ابتداء .


***زيد بن ثابت جمع القران وهو ممن نسخ المصحف.
- زيد بن ثابت هو من كان يجمع القرآن زمن ابو بكر . وكان اعتماد الجمع على المكتوب لا على الحفظ كما هو واضح من الرواية :

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ وَإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لَا يَتَكَلَّمُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلَا نَتَّهِمُكَ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ قُلْتُ كَيْفَ تَفْعَلَانِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الرِّقَاعِ وَالْأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ }
إِلَى آخِرِهِمَا وَكَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ .صحيح البخاري - (ج 14 / ص 252)

اذا فالرواية واضحة ان ما كان مع خزيمة كان في زمن ابوا بكر لا بزمن عثمان . وان الذي كان يجمع المدون زمن النبي لا المحفوظ في الصدور لان زيد بن ثابت كان من حفاظ الوحي وكان ممن جمع القران في زمن النبي.
وهذا هو الشق الثاني الذي ذكره الزهري باسناد منفصل عن السابق .
اي ان الزهري حدث الروايتين في وقت واحد فذكر قصة نسخ القران قبل الكلام عن جمع القران في المصحف زمن ابو بكر رضي الله عنه .
وقد ذكر البخاري ومسلم قصة الجمع منفصلة عن قصة النسخ .
فقد روى البخاري فقال :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ
أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ صحيح البخاري - (ج 11 / ص 326)

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ
فَأَمَرَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ يَنْسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ لَهُمْ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي عَرَبِيَّةٍ مِنْ عَرَبِيَّةِ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهَا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا. صحيح البخاري - (ج 15 / ص 382)
اما الرواية التي احدثت اللبس في ذلك هي :
حَدَّثَنَا مُوسَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلَاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ
فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ
{ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }
فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ صحيح البخاري - (ج 15 / ص 386)

ان ابن شهاب لم يدرج النصين وانما فصل السندين ولكنه حدث بهما في نفس المجلس .فمن روى عن ابن شهاب في ذلك المجلس . اما من سمع منه الرواية التي تتعلق بالجمع منفردة فقد روى نص الجمع مع خبر ابن خزيمة او ابو خزيمة .


في الجزء الثاني من الرواية :

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ
فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ
{ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }
فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ صحيح البخاري - (ج 15 / ص 386)
ان قوله نسخنا المصحف تحتمل الفهمين انه نسخ المصحف في المصاحف وهو معنى محتمل غير مراد ومعنى انه يتكلم عندما نسخ المصحف من الرقاع والعسف والعظم ..
فانه في اخر الحديث قال فالحقناها في سورتها في المصحف .
****

الخلاصة أن الروايات الصحيحة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وقد جمع القران وحفظه كما في العرضة الأخيرة عدد من الصحابة ,وكان الباقون يحفظون أجزاء منه , وكان يكتب على رقاع متفرقة زمنه صلى الله عليه وسلم,ثم جمع المكتوب زمن النبي صل1 في مصحف واحد زمن ابوبكر رضي الله عنه ,وكان اعتماد ابو بكررضي الله عنه على ما كتب بين يدي النبي وكان من يجمعه يحفظ القران ولا يثبت إلا من أحضر شاهدين أنه كتبها بين يدي النبي صل1, ثم نسخ ذلك المصحف في مصاحف زمن عثمان رضي الله عنه .

ملاحظة :هذه المشاركة كنت قد كتبتها في رد على موضوع سابق وأعدت ترتيبها .
 
جزى الله الاخوين محمد كالو ومجدي خيرا على ما تفضلا به
وليت الدكتور محي الدين غازي يبين مراده من قوله : كما أن هناك أسئلة كثيرة أخرى محيرة في تاريخ جمع القران....
ماهي هذه الأسئلة ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر أخي الدكتور جمال أبو حسان على هذا التساؤل الذي يعد جوابه من الإشكالات على غير المتخصصين في تاريخ رسم القرآن الكريم ، وأرجو أن يزودنا بآراء أعضاء هيئة التدريس في قسم القراءات القرآنية في جامعته . كما أهيب بأعضاء الملتقى الذين درسّتهم مساق رسم المصحف -ومنهم الأخ الحبيب الدكتور أحمد القوقا - أن يبادروا في الإجابات الشافية لهذه التساؤلات .
 

لنفرض أن الآية سقطت من جمع أبي بكر الأول بعد وضعها في المصحف فعلاً ، ثم أعيدت في الجمع الثاني .
ما الذي يترتب على ذلك من الناحية العلميَّة ؟
ومصحف أبي بكر الأول لم ينتشر بين الناس أصلاً وإنَّما احتفظ به أبو بكر في الخزانة الحكومية عنده والناس في عهده وعهد عمر رضي الله عنهم يحفظون القرآن ولم يقع بينهم خلاف في الأمر .
فالسؤال نفسه لا قيمة علمية له ، ولا أثر له في موضوع جمع القرآن، وإنَّما هو لِمُجرَّد الظنِّ بأنَّ له أثراً في جَمع القرآن، وأنَّه مطعنٌ في جَمعِ القرآن. والأمر ليس كذلك، فالجمع الثاني الذي أشرف عليه زيد بن ثابت والجمع الثالث في عهد عثمان كذلك أشرف عليه زيد بن ثابت ، وطرق التثبت في الحالين واحدة، وقد قام في الجمع الثالث في عهد عثمان بالأمر وكأنه يجمعه لأول مرة يستشهد الحفاظ والكُتَّاب ، ولم يكتف في جمع عثمان بنسخ مصحف أبي بكر فقط وتوزيعه والله أعلم .
 
ما ذكره أخي عبدالرحمن مهم في نظري ، وهو يقوم على النظر في (مآلات المسألة ) ، وأنا أننا نغفل أحيانًا عن هذا في تأصيل بعض المسائل العلمية ، أو في الرد على بعض الشبه ، فنجتهد في الدفاع عنها ، وهي في النهاية لا أثر لها .
لذا يمكن القول: ما أثر هذه المسألة في نقل القرآن ، وهل يؤثر على نقل القرآن وجود مثل هذا النقص المذكور في جمع أبي بكر؟
وهل نتج عن هذا الجمع أن الآيات التي لم تكن موجودة في جمع أبي بكر قد نُسيت تمامًا ، أو قيل بأن معنى الآيات كذا وكذا ؟
وإذا تأملنا هذا السؤال وجدنا أن ذلك لم يقع ، بل قصارى الأمر أن زيدًا لما كتب المصحف في عهد أبي بكر نسي ( كتابة ) الآية، ولكن هذا لا يعني أنه لم يقرأ بها الصحابة إبان عهد أبي بكر وعمر وصدر عهد عثمان ، بل هي ثابتة عندهم يقرءونها ، ولم يرد عنهم أي إنكار لها لكي يكون في المقام تشكيك في صحة نقل القرآن .
ولو لاحظنا تاريخ مصحف أبي بكر ، لوجدنا أن المراد منه هو تثبيت المقروء مرسومًا ، لكن هذا المرسوم لم يراجع ، ولم يُستفد منه في عهد أبي بكر ولا في عهد عمر ، ولا في صدر عهد عثمان ، فلما جاءت الحاجة إليه ، واكتشف هذا النقص لم يكن هذا مؤثرًا على إتمام الناقص ، وإرسال المصاحف الكاملة إلى الأمصار .
ويكفي شهادة على تمام حفظ القرآن محفوظًا في الصدور ومكتوبًا في السطور أنه لم تستطع أيدي التحريف أن تمسه بأي نقص أو زيادة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا شاهد عقلي حسي واقعي ، وهو من أكبر أدلة حفظ القرآن لو كانوا يعلمون.
 
التعديل الأخير:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر جميع الأحبّة على مشاركاتهم القيّمة ، ورفع الإشكال فيها يكون بجمع الأدلة وتمحيصها ، والصحيح فيها أنه لم يفقد من القرآن الكريم أيّة آية على نحو ما يفهم غير المتخصصين ظاهر الآثار الواردة .
فزيد رضي الله عنه كان يحفظ القرآن الكريم كاملا وكان بإمكانه أن يكتبه من حفظه لو شاء . لكن منهجه كان دقيقا جدا في الحفاظ على كتاب الله الكريم . حيث كان لا يكتب شيئا في المصحف إلا مما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد اعتمد شاهدين في إثبات الآيات القرآنية الكريمة ويقصد بالشاهدين قسمين من الشهادة ، شهادة كتابية وإثنان يشهدان أن هذه قد كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد يكون الشخص الذي كتب الآيات بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان زيد رضي الله عنه يترك فراغا بقدر الآيات التي كتبها الصحابي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرجع . فإذا رجع جاء بالصحيفة التي كتبها وبالشهود كي يعتمدها زيد في جمعه فيثبتها زيد رضي الله عنه في مكانها الذي يحفظه هو وجمع كثير من الصحابة . ومن اللطائف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادة خزيمة بن ثابت الأنصاري بشهادة رجلين .
والأثر الذي يعتقد البعض أنه مشكل في هذه المسألة لا يدل على أن زيدا نسي شيئا من القرآن الكريم ، بل لما أنهى الجمع تفقد الصحف التي كتبها فوجد أنه لم يملأ الفراغ الذي تركه لإثبات الآيات القرآنية المشار إليها في الأثر .
وفي جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه قامت اللجنة بجمع المصحف على هذا المنهج مرة ثانية زيادة في التثبت والتأكد ، لذلك وجدوا فراغا لم تكتب الآيات فيه غير الفراغ الأول ، ولما فرغت اللجنة من جمع المصحف أخذت النسخة التي جمعت في عهد أبي بكر رضي الله عنه وكانت عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها ثم قابلت بين النسختين فلما وجدتها قد اتفقت مئة بالمئة . قام النساخ بنسخ مصاحف أئمة لإرسالها إلى الأمصار .
هذه خلاصة الخلاصة في هذا الموضوع
والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل
 
وقد يكون الشخص الذي كتب الآيات بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكان زيد رضي الله عنه يترك فراغا بقدر الآيات التي كتبها الصحابي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرجع . فإذا رجع جاء بالصحيفة التي كتبها وبالشهود كي يعتمدها زيد في جمعه فيثبتها زيد رضي الله عنه في مكانها الذي يحفظه هو وجمع كثير من الصحابة . ومن اللطائف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادة خزيمة بن ثابت الأنصاري بشهادة رجلين .
والأثر الذي يعتقد البعض أنه مشكل في هذه المسألة لا يدل على أن زيدا نسي شيئا من القرآن الكريم ، بل لما أنهى الجمع تفقد الصحف التي كتبها فوجد أنه لم يملأ الفراغ الذي تركه لإثبات الآيات القرآنية المشار إليها في الأثر .

هل من أثر عن أي من هذين الخبرين؟
أعني: كونه ترك فراغا حتى يرجع صاحب الرقعة، وترك الفراغ بصحف أبي بكر مكان الآية؟
الأثر المذكور فوق لا مشكل فيه، كما تفضل أهل الفضل، ولكن الزيادة هذه -منكم- ملفتة.
 
عودة
أعلى