سؤال عن مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس رضي الله عنه

إنضم
26/12/2005
المشاركات
96
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ماهي سؤالات نافع بن الازرق لابن عباس،حيث ان كثيرا من الباحثين قد شكك في صحة انتسابها،ومعلوم ان السيوطي قد ذكر جملة من هذه السؤالات في الاتقان،وهناك سؤالات لم ترد في الاتقان.فما هي تلك السؤالات التي لم ترد في الاتقان؟ وهل هي صحيحة ام لا؟ نرجوا الاجابة بشكل مفصل؟
 
أخي الكريم سلطان الفقيه وفقه الله .
أولاً : أرحب بك في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله لك التوفيق .
وأما هذه المسائل فهي مِنْ أَوَّلِ ما عُرِفَ في الاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن الكريم ، قال العسكري وهو يتحدث عن أولية التأليف في غريب القرآن :«أولُ من صنف في غريب القرآن أبو عبيدة معمر بن المثنى ، صنف كتاب المَجاز ، وأخذ ذلك من ابن عباس حين سأله نافع بن الأزرق عن أشياء من غريب القرآن ، ففسرها له ، واستشهد عليها بأبيات من شعر العرب ، وهو أول ما روي في ذلك وهو خبر معروف»(1). وقد وُجِدَت إشارات مقتضبة إلى هذه المسائل في كتب السنة ، والتفسير ، والأدب ، غير أنه لم يقم أحد منهم بالحكم عليها ، ونقد أسانيدها ومتونها ، ولذلك قام بعض الباحثين المعاصرين بإفراد هذه المسائل بالتأليف ، والنظر إليها من زاوية التفسير البياني للقرآن الكريم(2) ، أو من زاوية اللغة(3) ، بطريقة توهم القارئ أن كل هذه المسائل صحيحة لا شك فيها ، في حين قام بعض من الباحثين بالتشكيك في هذه المسائل ، والطعن في ثبوتها(4) ، دون أن يكون هذا الطعن مبنياً على دراسة نقدية منصفة ، تبحث في صحيح هذه الآثار من ضعيفها.

مادة المسائل :
هذه المسائل هي ألفاظ من غريب القرآن أشكلت على نافع بن الأزرق الخارجي (ت65هـ)، فجاء يسألُ عنها عبدالله بن عباس رضي الله عنهما (ت68هـ) وهو في مكة ، واشترط على ابن عباس أن يأتيه على كل جواب بشواهد من الشعر العربي ، تصدق ما فسر به ابن عباس تلك الكلمات ، وكان من أمره أنه «خرج نافع بن الأزرق ، ونجدة بن عويمر(5) في نفر من رؤوس الخوارج يُنَقِّرُونَ عن العلم ويطلبونه ، حتى قدموا مكة ، فإذا هم بعبدالله بن عباس قاعداً إلى جنب زمزم عليه رِدَاءٌ لَه أْحْمَرُ ، وقميصٌ أبيضُ ، وإذا الناس قيام يسألونه عن التفسير ، ويقولون : يا ابن عباس ، ما تقول في كذا ؟ فيقول : كذا وكذا.
فقال له نافع بن الأزرق: ... إني أتيتك لأسألك . قال : هات يا ابن الأزرق»(6). وكان نافع طلب من ابن عباس أن لا يجيبه بجواب ، إلا مستشهداً له بشاهد من شعر العرب(7).
ولا أريد نقل كل ما كتبته حول هذه المسائل حتى تنشر الرسالة قريباً إن شاء الله ، فتجد فيها تفاصيل الكلام على هذه المسائل ، وأسانيدها التي وردت بها في المصادر المختلفة.
وقد سبقت الإشارة المقتضبة لجانب من هذه المسائل في مشاركة سابقة تجدها على هذا الرابط :
[align=center]موازنة بين كتاب ( شواهد القرآن ) وكتاب التفسير البياني . [/align]

----الحواشي -----

(1) الأوائل 261
(2) انظر : الإعجاز البياني للقرآن ومسائل نافع بن الأزرق لبنت الشاطي 270
(3) انظر : شواهد القرآن لأبي تراب الظاهري 1/13
(4) انظر : في الشعر الجاهلي لطه حسين 51 ، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي 8/664-665
(5) هو نجدة بن عويمر العجلاني الحنفي البكري الوائلي ، رأس فرقة النجدية من الحرورية ، وإليه ينسبون بعد اختلافه مع نافع بن الأزرق ، توفي سنة 69هـ . انظر : الكامل 3/1102
(6) مسائل نافع بن الأزرق 33
(7) انظر : المصدر السابق 35
 
سمعت دكتورًا كان يدرّسنا البلاغة يقول إن هذه المسائل ليست صحيحة، وهي من عمل بعض أهل الاعتزال، ثم سألت الشيخ ابن عثيمين - قدّس الله روحه - عن ذلك فأطرق يتأمل، وأشار إلى أن السيوطي ذكرها في الإتقان، لكنه لم يثبت أو ينف ما ذكره الدكتور.
 
الأخ الكريم خالد / كتب الله ذكره في الخالدين بالذكر الجميل

ماذكره أستاذ البلاغة من نفي لصحة نسبة هذه المسائل لنافع عن ابن عباس ، قول فيه مغالطة ، وأبعد من ذالك القول باعتزالية جامعها ، وإن كان هذا لايؤثر في أصل المسألة لأمرين

الأول : أن أصل المسألة معتمد على الرواية ، وعندنا معشر المسلمين ميزان القبول والرد في ذلك ، والخوارج من أصدق الناس لهجة ، وكم في الصحيح من الرواة منهم .
ثانيا : ليس للجانب الاعتزالي أثر ظاهر في مثل هذا العمل ، ولم أتصور كيف يمكن استفادتهم منه ، خاصة وأن أكثر ماجاء في تلك المسائل إن لم يكن جميعه ، منثور في كتب اللغة والاستشهاد كما أشار لذلك أخي الكريم الدكتور عبدالرحمن .

فالقول بعدم صحة تلك المسائل إطلاقا فيه نوع من المجازفة بلاشك .
فقد جاء البعض منها مفرقا في كتب السنة ، كمعجم الطبراني ومجمع الزوائد وغيرهما ، ولاعلم لي الساعة هل ورد منها شئ في الكتب الستة ، مع أني أظن أن لبعضها أصلا هناك ، لكن لايسعني في هذه الساعة المتأخرة التحقق من هذه المسألة .

وهذه المفرقات فيها مايقبل إسناده، وفي البعض منها نظر بين ، والكثير منها يمكن القول بعدم صحة إسناده ، كالتي يرويها محمد بن زياد اليشكري عن ميمون بن مهران بها ، فاليشكري متهم بالكذب ، وكالتي يرويها محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، فالكلبي وأبوصالح تلكم فيهما أهل الجرح والتعديل بما لايمكن تصحيح أي خبر من طريقهما .
ومن هذه المفرقات ماهو مرسل إسناده ، فينظر فيه .
ويبقى هنالك أسانيد يحتاج كل واحد منها النظر المستقل والحكم المنفرد .

لكن بقي أن يقال : أن مثل قول هذا الأستاذ فيه وجه من الصحة ، يمكن صرفه للكتاب المروي في ذلك ، والذي وصل إلينا بعدة روايات على أن ابن عباس رضي الله عنه قد أجاب على أسئلة نافع في مجلس واحد ، وهذا لايمكن تصوره ، أو مجالس متفرقة يصح منها اليسير ، فالله أعلم

وفي الحقيقة أن هذه المسألة جديرة بالبحث والدرس ، ولا أظن أرفف الجامعات خالية من بحث مفرد لهذه المسألة ، يكون قد أشبع القول في جوانب عدة تعتور هذا اللقاء الغير مستبعد .
ـ لمايعلم من اهتمام ابن عباس رضي الله عنهما بالشعر والاستشهاد به .
ـ ولمجادلته الخوارج التي تذكرها كتب التاريخ والسير .
ـ ولأريحية تشهد لها مواقف عدة من حياته رضي الله عنه ، تمكن المخالف من الجلوس معه دون وجل ، ومناقشته والاستفادة من علمه الزاخر رضي الله عنه وعن سائر الصحابة الكرام .

وختاما فحسب علمي ليس في متن المسائل ما يستنكر من شواهد شعرية ، أو تفسيرا لمفردة قرآنية ، فغالبها إن لم تكن جميعها ، معروفة بين أهل العلم وفي كتب أهل التفسير ، واللغة ، وهنا مربط الفرس ، وأوان وضع القلم .
وأظن أن لدى أخي الكريم الشيخ عبدالرحمن في هذا الخبر اليقين .
 
كنت سألت الشيخ الكريم عبدالله بن يوسف الجديع وفقه الله عن هذه المسائل قبل عدة سنوات ، وكنت حفظت جوابه المختصر في ملفاتي . ثم بحثت بعد ذلك هذه المسائل بتوسع كما اشرتُ سابقاً . والآن وجدت جوابه وفقه الله فأحببت طرحه هنا للفائدة .

نص جوابه :
أسئلة نافع بن الأزرق لابن عباس، مروية في نسخة مفردة منها نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق، وأخرجا أبو بكر بن الأنباري في (الوقف والابتداء)، كما فرقت في عدد من كتب التفسير، ويدور سياقها المطول على محمد بن زياد اليشكري يرويها عن ميمون بن مهران، واليشكري هذا كذاب، وكذلك روى جويبرٌ عن الضحاك منها أشياء، وجويبر متروك، ومنها أشياء تروى بأسانيد منقطعة، ومنها أشياء قليلة تثبت أسانيدها.
وكنت أعلم أن شخصاً من إخواننا يقوم بدراستها من جهة الرواية، لكن ما أدري ماذا صنع، وقد لقي الله في حادث سير، رحمه الله.
[align=center]أخوكم / عبدالله بن يوسف الجديع [/align]
 
ثم سألت الشيخ ابن عثيمين - قدّس الله روحه - عن ذلك فأطرق يتأمل،
سؤال للأخ خالد: "ما معنى قدس الله روحه".
وشكراً
 
الأخت الكريمة..الباحثة - وفقها الله - :
تجدون في فتوى الشيخ البرّاك ما يسعدكم - إن شاء الله - ..:
السؤال : ما حكم قولنا (قدس الله سره)، أو (قدس الله روحه)، وكذلك (طيب الله ثراه)؟
المفتي : عبد الرحمن بن ناصر البراك
الإجابة : " الحمد لله، هذه العبارات متقاربة في المعنى ومقصودها الإحسان إلى الميت، والدعاء له بالطيب والطهارة، وليس شيء من هذه العبارات مأثوراً بالسنة أو عن السلف الأول، لكنها موجودة في كلام العلماء الذين يُؤرخون فيعبرون عن منزلة المترجم له بذكر قولهم: قدس الله روحه، أو قُدس سرّه، والتقديس: التطهير، والتطهير: إزالة الخبث وإزالة السوء، وقولهم: قُدس سرّه، يظهر لي أنها بمعنى قدس الله روحه؛ لأن الروح باعتبار أنها أمر خفي فهي بهذا الاعتبار سرّ، وأما طيب الله ثراه فهي عبارة تجري على ألسنة المتأخرين من الصحفيين والكتّاب كأنهم يعنون طيَّب الله قبره، وإنما يكون القبر طيباً إذا كان صاحبه من الصالحين؛ لأنه حينئذ يكون القبر عليه روضة من رياض الجنة إذ يفتح له باب من الجنة فيأتيه من روحها وطيبها، والذين اعتادوا الدعاء بهذا اللفظ لا يقتدى بهم، وهم يدعون بهذا الدعاء لمن يعظمونه، أو يدعون تعظيمه وإن كانوا في الباطن بخلاف ذلك، وأولى من هذا وذاك الدعاء للميت المسلم بالمغفرة والرحمة والعفو والرضوان وسكنى الجنة والنجاة من النار، فهذا ما تضمنته الأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في دعاء الصلاة على الجنازة." اهـ
المصدر : موقع طريق الإسلام.
 
عمار قال:


تجدون في فتوى الشيخ البرّاك ما يسعدكم - إن شاء الله - ..:
السؤال : ما حكم قولنا (قدس الله سره)، أو (قدس الله روحه)، وكذلك (طيب الله ثراه)؟
المفتي : عبد الرحمن بن ناصر البراك
الإجابة : " الحمد لله، هذه العبارات متقاربة في المعنى ومقصودها الإحسان إلى الميت، والدعاء له بالطيب والطهارة، وليس شيء من هذه العبارات مأثوراً بالسنة أو عن السلف الأول، لكنها موجودة في كلام العلماء الذين يُؤرخون فيعبرون عن منزلة المترجم له بذكر قولهم: قدس الله روحه، أو قُدس سرّه، والتقديس: التطهير، والتطهير: إزالة الخبث وإزالة السوء، وقولهم: قُدس سرّه، يظهر لي أنها بمعنى قدس الله روحه؛
.......................
.......................

المصدر : موقع طريق الإسلام.

---------------------------------------------------------

- أليس التقديس : التنزيه ؟

و من أسماء الله الحسنى : { القدوس } .[ الحشر : 23 ، الجمعة : 1 ]
{ القدوس } : البليغ في النزاهة عن النقائص . قاله النحاس

- و في جواز إطلاق التقديس على البشر نظر
 
أخي الكريم...
أرجو أن تدقق في كلام الشيخ - حفظه الله - :" هذه العبارات متقاربة في المعنى ومقصودها الإحسان إلى الميت، والدعاء له بالطيب والطهارة.. " اهـ
قلتُ : وقد ورد في لسان العَرَب أنّ من معاني التقديس " التطهير " :
" والتَقْدِيس: التَّطْهِير والتَّبْريك. وتَقَدَّس أَي تطهَّر. وفي
التنزيل: ونحن نُسَبِّحُ بحمدك ونُقَدِّس لك؛ الزجاج: معنى نُقدس لك أَي

نُطهِّر أَنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أَطاعك نُقَدِّسه أَي نطهِّره. ومن هذا

قيل للسَّطْل القَدَس لأَنه يُتَقدَّس منه أَي يُتَطَّهر. والقَدَس،

بالتحريك: السَّطْل بلغة أَهل الحجاز لأَنه يتطهر فيه. قال: ومن هذا بيت

المَقْدِس أَي البيت المُطَّهَّر أَي المكان الذي يُتطهَّر به من الذنوب..." اهـ
فما المانع الشرعي من الدّعاء للميّت بالطهارة ؟
 
مسائل نافع بن الأزرق أخرجها الطبراني في المعجم الكبير من طريق جويبر عن الضحاك، وأخرجها الطَّستي وغيره من طريقين في أحدهما عيسى بن دأب، وفي الآخر محمد بن زياد، وهما وضاعان، لكن جاءت بعض السؤالات (قليلة) في الكامل للمبرد بإسناد قوي... كذا قال لنا شيخنا د. حكمت بن بشير ياسين (أرجو أن لا أكون قد وهمت في بعض ما نقلت).
 
ماعنوان الرسالة التي أشار لها فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري حفظه الله؟
 
فما المانع الشرعي من الدّعاء للميّت بالطهارة ؟

أن فيها مضاهاة للرافضة في تنزيه وتفخيم كبار ضلّالهم ومخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يرد دعاءه للميت بهذا ولا الصحابة ولا التابعين ، والدعوة بهذه الصورة لا تصح فالروح من أمر الله لا يقع عليها النجس فتحتاج للتطهير ، والحقيقة أننا لم نعد نتبع اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة بل حتى الرافضة في تقديس ملاليلهم وفي النواح والعويل في مآتمهم و مواعظهم وفي الترنم بالاناشيد والأدعية وفي قصص الخوارق والمستحيلات والترويج لها فأصبحنا كحكواتية الروافض وكل ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويدل على مستوى الضعف المريع الذي تمر به هذه الأمة المسكينة. والله المستعان.
 
عودة
أعلى