سؤال عن علة رسم كلمة في القرآن الكريم

أحمد قباوة

New member
إنضم
26/06/2003
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
48
الإقامة
سوريا - حلب
أساتذتي الأفاضل اخوتي الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سئلت سؤالاً لم أملك الجواب عليه ، فعسى أن أجد إجابته لديكم إن شاء الله
لقد رسم اسم سيدنا إبراهيم عليه السلام في جميع القرآن الكريم بالياء هكذا إبراهيم ، ما عدا ما ورد في سورة البقرة فكل ما جاء فيها رسم بغير ياء هكذا إبراهم مع وضع ما يدل على الياء في اللفظ ، فهل من علة لحذف الياء من اسم سيدنا إبراهيم في سورة البقرة ؟
علماً أن السائل يعد رسالة ماجستير عن حياة سيدنا إبراهيم بين التوراة والقرآن ، فلو كان الجواب موثقاً ليستفيد منه الباحث في الإحالة لكان اولى .
كذلك ، من أمد هذا الباحث بدراسات تفيد موضوعه فله جزيل الشكر
جزاكم الله كل خير
 
قال أبوداود بن نجاح :"رسم كذلك والله أعلم لقراءتهم ذلك بألف بين الهاء والميم "انتهى (مختصر التبيين :2/206)
وقال السخاوي :"وجه رسمه : التنبيه على قراءة (إبرهام) وحذف الألف منه اختصاراً "اهـ فتح الوصيد :1/114
ونقل أبو شامة عن مكي :"الألف لغة شامية قليلة" ا÷ إبراز المعاني :2/327
والله أعلم
 
نعم كما أشار الأخ الفاضل، فقد وقعت إبراهيم في قراءة هشام عن ابن عامر إبراهام وهي لغة في إبراهيم وذلك في البقرة.
 
[align=center]
جاء في كتاب : تاريخ القرآن الكريم ؛ لمحمد طاهر الكردي (101 ـ 103) :

(( والذى يظهر لنا والله تعالى اعلم ان رسم المصحف العثماني غير توقيفي ونستدل على قولنا هذا بخمسة امور. (الامر الاول) ان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كونه أميا لا يكتب ولا يقرأ كتابا
كما قال تعالى " وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون (1) "
فكيف يملى عليه الصلاة والسلام زيد بن ثابت على حسب قواعد الكتابة والاملاء من نحو الزيادة والنقص والوصل والفصل. فهل كان يقول صلى الله عليه وسلم لكاتب الوحى اكتب كلمة " ابراهيم " في سورة البقرة كلها بغير ياء واكتبها في بقية القرآن بالياء ،
واكتب كلمة " بأييد (2) " بياءين. واكتب كلمة " وجائ يومئذ بجهنم " بزيادة ألف بعد الجيم. واكتب كلمة " لشائ (3) " بزيادة ألف بعد الشين واكتب كلمة " أفإين مات (4) " بزيادة ياء قبل النون. واكتب كلمة " الله يبدؤا الخلق " بهمزة فوق الواو وألف بعدها. واكتب هذه الكلمات " جاءو. فاءو. باءو. تبوءو " بغير ألف فيها بعد واو الجماعة وفيما عدا هذه الكلمات أثبت الالف بعدها. واكتب كلمة " مائة " بالالف واكتب كلمة " فئة " بغير ألف. واكتب كلمة :

" سعوا " التى بالحج بالالف بعد الواو. واحذفها من " سعو " التى بسبأ. واكتب كلمة " واخشوني " بالياء في البقرة واحذفها منها في التى بالمائدة واحذف اللام الثانية من كلمة " اليل " وأثبتها في كلمة " اللؤلؤ " واكتب الكلمات " الصلوة. الزكوة. الربوا " بالواو واكتب " قرت عين لى " بالتاء واكتب " قرة اعين " بالهاء وافصل كى عن لا في " كى لا يكون دولة " وأوصلها في " لكيلا تأسوا " وهكذا في جميع القرآن. فان كان املاء النبي صلى الله عليه وسلم القرآن لكاتب الوحى بهذه الصفة فالرسم توقيفي بلا جدال لكن لم نر منقولا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يملى كاتب الوحى بهذه الصفة والكيفية، فلو كان كذلك لتواتر عنه صلى الله عليه وسلم وما كان ذلك خافيا على احد، ولو كان كذلك ايضا لكان عليه الصلاة والسلام عارفا باصول الكتابة وقواعد الاملاء وكيف وهو النبي الامي (الامر الثاني) لما اختلف زيد بن ثابت ومن معه في كلمة " التابوت " أيكتبونه بالتاء ام بالهاء رفعوا الامر إلى عثمان رضى الله عنه فأمرهم ان يكتبوها بالتاء. فلو كان الرسم توقيفيا باملاء النبي صلى الله عليه وسلم بالكيفية التى ذكرناها لقال لهم زيد إن النبي صلى الله عليه وسلم امرني بكتابتها بالتاء ولقال عثمان لزيد كاتب الوحى اكتبها بالكيفية التى املاك بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ......) .
[/align]


-------------------------------------------------------------------------

(1) فالامية في حقه عليه الصلاة والسلام كمال وفي حق غيره نقص وذلك لو كان متعلما الكتابة والقراءة لقالوا ان هذا القرآن ليس من عند الله وانما وضعه من نفسه بقوة علمه ومعرفته (2) من آية والسماء بنيناها بأييد (3) من آية ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله (4) من آية افان مات أو قتل (*)
 
شكر الله لكم ..

ولعل مسألة الرسم غير المسألة المسؤول عنها، فبغض النظر عن الرسم هل هو توقيفي معجز أم لا -وإن كنت أميل للأخير- فإن تفريقهم في الكتابة على هذا النحو لمعنى وسبب فما هو؟ هل هو محض غلط؟ اللهم لا.

والجواب هو اختلاف قراءة هشام عن ابن عامر عن الجمهور، إذ لم يقرأ جمهور العشرة إلاّ بالقراءة المعروفة، وقرأ ابن عامر بالمشار إليها في ثلاثة وثلاثين موضعاً، ولم تكتب في معظم المصحاف الأصلية -في غير سورة البقرة- إلاّ إبراهيم بإثبات الياء.

وقد أشار ابن عاشور في التحرير والتنوير إلى هذه المعاني ينظر 1/683 وما بعدها.

وهنا تنبيه يحسن ذكره وهو أن ابن عاشور رحمه الله قال: "إبراهام وقعت في قراءة هشام عن ابن عامر حيثما وقع اسم إبراهيم"، وهذه الجملة موهمة ولعله سقط في النسخة أو نسي -رحمه الله- أن يقيد مراده بسورة البقرة خاصة، فهشام يقرأ ما في البقرة على الرسم المثبت ومافي عداها بالخلف، وابن ذكوان يقرأ فيما عدى البقرة كالجمهور، ولهذا أثبتت في معظم المصاحف القديمة بالياء فيما عداها، والله أعلم.
 
الدليل عند من يقول بالتوقيف هو :اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على ما كتبه زيد بعد الانتهاء من الكتابة ،قالوا : كتابته رضي الله عنه بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم واطلاعه عليه هو "تقرير " منه صلوات الله وسلامه عليه ،ومن هنا جاء "الوجوب " على المحافظة عليه 0والله أعلم 0
 
جزاكم الله كل خير
نعم إن السؤال لا يرتبط بمسألة توقيفية الرسم أو عدم توقيفيته كما قال الأستاذ الحارث ، بل ربما يوهم إيراد هذه المسألة في هذا الموطن عدم جدوى السؤال عن مثل هذه الاختلافات في الرسم القرآني ، وعدم جدوى مدارسة علم الرسم القرآني أصلاً ، وهو علم مستقل من علوم القرآن الكريم كما هو معلوم، لأنه يتبادر للذهن عندها أنه مادام الأمر اجتهادياً فيمكن أن يتغير رسم المصحف الشريف باختلاف العصور ، لكن الأمر ليس كذلك - والله أعلم - بسبب توارد إجماع الأمة على رسم معين محدد بحسب القراءات، وإن لم يرد نص خاص في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بل كون المسألة اجتهادية تدفعنا أكثر للسؤال عن سبب ذهابهم لهذا الاجتهاد ، فمالذي دفعهم لحذف الياء فقط من سورة البقرة؟ إذ لاشك بأن الأمر كما قال الزركشي عما اختاره الصحابة رضي الله عنهم من الرسم (( لم يكن ذلك كيف اتفق بل على أمر عندهم قد تحقق )) البرهان 2/10-11 ونحن هنا نبحث عن هذا الأمر الذي تحقق عندهم .
على أي حال ليس هذا موطن مناقشة هذه المسألة ، لكن أظن أنه عندما تعرض هذه المسألة ينبغي عرض دليل من قال بالتوقيف أو على الأقل الإشارة إليه ، أو على أقل تقدير بيان مذهب العلماء في حرمة مخالفة الرسم العثماني عند كتابة المصحف كما ذكر ذلك الزركشي عن كثير من التابعين . البرهان 2/13-15.

والله تعالى أعلم
 
ذكر محمد شملول جواباً عن سؤالك-حفظك الله-في كتابه إعجاز رسم القرآن وإعجاز التلاوة ص121فانظره وتأمله بارك الله فيك.
 
]بسم الله الرحمن الرحيم .
إضافة إلى ما ذكره الإخوة الكرام حول رسم كلمة ( إبراهيم ) بياء في بعض المواضع وفي بعضها من غير ياء أقول . قال الإمام الشاطبي _ رحمه الله _ في عقيلة أتراب القصائد
والحذف في ياء إبراهيم قيل هنا شام عراق ونعم العرق ماانتشرا

ويقول الجعبري في شرح هذا البيت :
أي : حذفت ياء ( إبراهيم ) من الرسم الشامي والكوفي والبصري في كل ما في البقرة وهو خمسة عشر موضعاً ، وثبتت في الرسم المدني والمكي والإمام ( والمحذوف من كلمة إبراهيم ( الياء ) دون الألف فإنها محذوفة من كل المصاحف بالاتفاق . وجملة المختلف في ( إبراهيم ) ثلاثة وثلاثون ) والمتفق ستة وثلاثون .
فوجه الإثبات والحذف احتمال القراءتين .
فقراءة الياء في المرسوم بها قياسية ، وفي محذوفها اصطلاحية وتُقدره ياء كـ ( إسرائيل ) و ( الداع ) حملاً على الثانية ( أي كما تقدر الياء الزائدة لمن قرأ بإثباتها كالمكي .
وقراءة الألف في المرسوم ياءً اصطلاحية كـ ( بأيَّـــمٍ الله ) و ( قضى ) ، وكذا في المحذوف لكن تُقدر ألفاً حملاً على الأكثر ( لأن الألف يتوارد عليه الحذف أكثر من بقية حروف المد ) .
وأما القراءات في كلمة إبراهيم فهي كالآتي:
قرأ هشام ( إبراهام ) بالألف في ثلاثة وثلاثين موضعاً منها جميع ما في سورة البقرة وهو خمسة عشر موضعاً وما عداها بالياء ، وقرأ الباقون بالياء في جميع القرآن إلا ابن ذكون قرأ جميع ما في البقرة من( إبراهيم ) بوجهين أحدهما بالألف كهشام والثاني كالجماعة . التيسير صـ 65 .

وأما ماذكره الأخ ( مروان الظفيري ) بأن الرسم غير توقيفي فأقول :
ذهب جمهور العلماء إلى أن الرسم العثماني توقيفي ولا يجوز تغييره .
لأن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توثيق النص القرآني كان من جهتين ، جهة الحفظ وجهة الكتابة . كما نعلم كان للنبي صلى الله عليه وسلم كتاب يكتبون الوحي ، وكان يراجعهم فإذا وجد خطأ أمرهم بإصلاحه . فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :" كنت أكتب الوحي عند رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وهو يملي عليَّ فإذا فرغت قال _ صلى الله عليه وسلم _ : ( إقرأ ) فأقرؤه ، فإذا كان فيه سقط أقامه ، ثم أخرج به إلى الناس ).( أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 5/142 برقم (4888 ) وأيضاً في الأوسط برقم (1913 ) (
قال الشيخ الدباغ :" رسمُ القرآن سرٌ من أسرار المشاهدة وكمال الرفعة ، وهو صادرٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة ، وإنما هو بتوقيف من النبي _ صلى الله عليه وسلم _ وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة اللف ونقصانها ونحو ذلك ، لأسرار لا تهتدي إليها العقول إلا بفتح رباني ، وهو سر من الأسرار التي خصَّ الله به كتابه العزيز دونسائر الكتب السماوية ، فكما أن نظمه معجز فرسمه معجز أيضاً . الإبريز للدباغ صـ 60 . سمير الطالبين صـ18
قلت : ومما يستدل على تعليم النبي _ صلى الله عليه وسلم _ الصحابة الرسم كما كان يعلمهم القراءة ، ما جاء عن معاوية رضي الله عنه : قال لي رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ (( ألق الدواة وحرف القلم وانصب الباء وفرق السين ، ولا تعور الميم ، وحسن الله ، ومد الرحمن ، وجود الرحسم ، وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك )) . انظر القرطبي 13/353 . والله أعلم .[/font][/motfrk][/motfrk]
 
لقد رسم اسم سيدنا إبراهيم عليه السلام في جميع القرآن الكريم بالياء هكذا إبراهيم ، ما عدا ما ورد في سورة البقرة فكل ما جاء فيها رسم بغير ياء هكذا إبراهم مع وضع ما يدل على الياء في اللفظ ، فهل من علة لحذف الياء من اسم سيدنا إبراهيم في سورة البقرة ؟

أحبتي الأكارم
ما فهمته من سؤال الأخ هو أنه مختص بتعليل حذف صورة الياء من كلمة (إبراهيم) في سورة البقرة دون غيرها، بمعنى: ما هو السبب في أن تحذف صورة الياء من كلمات سورة البقرة وحدها دون غيرها من سور القرآن؟
فلو قلنا إن السبب هو موافقة رواية هشام عن ابن عامر لكان السؤال: لِمَ لم تحذف من باقي المواضع الثمانية عشر مع أن القراءة واحدة عنده في جميع المواضع الثلاثة والثلاثين، فلِمَ تختص البقرة وحدها بالحذف؟
 
عودة
أعلى