رأيت بعض الباحثين يخلط بين المصحف الذي يزعم الرافضة أنه كتبه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأملاه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبين ما يسمونه مصحف فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، الذي يزعمون أنه أملاه جبريل عليه السلام على فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكتبه علي بن أبي طالب عنها بإملاء فاطمة له .
وقد أورد الكليني في كتابه الكافي ثمانية آثار عن الأئمة المعصومين – عندهم – تشير صراحةً إلى مصحف فاطمة ، وكيف كان جبريل عليه السلام يأتيها ، ويوحي إليها به وعلي يكتب ، وأن فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة .
ومن هذه الآثار ما يرويه الكليني عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال :(وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع) ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة (ع) ؟ قال : قلت وما مصحف فاطمة ؟
قال : مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد . قال : قلت هذا والله هو العلمُ). [الكافي للكليني 1/238] . وهذا ليس بمستحيل عند بعض علماء الشيعة الإمامية ؛ لأن العقل عندهم لا يمنع من نزول الوحي على الأئمة .
وقد ذكر الخميني مصحف فاطمة هذا في كلمة ألقاها بمناسبة عيد المرأة في إيران يوم الأحد 2/3/1986م ، وأذاعتها الإذاعة الإيرانية بصوته ، ومما قال فيها ما نصه :(إن فاطمة الزهراء كانت بعد وفاة والدها خمسة وسبعين يوماً ، قضتها حزينة كئيبة ، وكان جبريل الأمين يأتي إليها لتعزيتها ، وإبلاغها بالأمور التي ستقع في المستقبل ، ويتضح من الرواية – أي التي ذكرها الكليني بهذا المعنى في الكافي – بأن جبريل خلال الخمسة والسبعين يوماً كان يتردد كثيراً عليها ، ولا أعتقد بأن رواية كهذه الرواية وردت بحق أحد باستثناء الأنبياء العظام ، وكان الإمام علي يكتب هذه الأمور التي تنقل إليها من قبل جبريل ، ومن المحتمل أن تكون قضايا إيران من الأمور التي نقلت إليها ، ولا نعرف من الممكن أن يكون ذلك أي أن الإمام علي كان كاتب وحي ، مثلما كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلى أن قال : إن هذه الفضيلة لم يحظ بها أحد من بعد الأنبياء غير فاطمة الزهراء).
وقد كنت اشتريت كتاباً يبحث في مصحف فاطمة والروايات التي وردت فيه ، وهو لمؤلف شيعي متعصب ، ولكنني فقدت هذا الكتاب منذ زمن ، ونسيت أين ذهبت به الأيام ، وكنت اشتريته من معرض للكتاب في بيروت قبل عشر سنوات تقريباً من مكتبة المفيد ، واشتريت معه أقراص ليزر بها معظم تفاسير الرافضة ، وهذا القرص عهدي به قريب بين أقراص الليزر التي عندي ، وقد بحثت عنه قبل كتابة هذه المشاركة فلم أجده ، ولعلي أجده وأنظر في التفاسير التي فيه لعله يكون منها الكتب التي سألتِ عنها إن شاء الله ، وهذا القرص نسخته لكثير من الزملاء قديماً ووزعته عليهم للفائدة ، فليس من النوادر ، ثم جاءت الانترنت بعد ذلك فنسخت ما قبلها ، حيث تحتوي الآن على معظم تفاسير الرافضة والله المستعان .
وأما الكتب التي سألت عنها فأعرف منها :
- كتاب أصول الكافي للكليني اسمه : الأصول من الكافي ، ليعقوب الكليني ، له طبعات منها طبعة دار الكتب الإسلامية بطهران ، الطبعة الأولى 1388هـ. وهو مطبوع بالعربية .
- بحار الأنوار للمجلسي ، كتاب كبير له طبعة منشورة متداولة في مائة وعشرة مجلدات ، ويوجد على سيدي روم ، وموجود على الانترنت أيضاً.
وقد بعثت لك على بريدك الخاص عدداً من الروابط التي بها بحوث حول مصحف فاطمة ، والكتب التي سألتِ عنها على الانترنت ، ولو سألتِ
Google لأجابك بالعجب العجاب حول مصحف فاطمة . فقط اكتبي "مصحف فاطمة" .
وهناك بحث قيم للدكتور زيد عمر عبدالله عنوانه (أضواء على سلامة المصحف الشريف من النقص والتحريف) وقد نشره مركز البحوث بكلية التربية بجامعة الملك سعود عام 1414هـ ، وفيه كلام قيم مختصر عن مصحف فاطمة ، وما يزعمه الرافضة من التحريف في القرآن الكريم ، وقد نقلت منه ما كتبته في هذه المشاركة عن مصحف فاطمة ، وما قاله الخميني عنه .
هذا ما لدي في هذه العجالة ، ولعل الإخوة يتفضلون بكتابة ما لديهم ، وأنا كتبت ما كتبت هنا وأنا أتوقع أن أم معاذ إحدى الباحثات في الموضوع ، وليست مجرد قارئة ، حيث ظهر لي ذلك من خلال السؤال ، وأرجو أن يكون ظني في محله ، ولعل أخي الكريم عاصم القارئ كتب ما كتب لظنه بأنها مجرد قارئة تريد الاطلاع على هذه الكتب ، ويرى أن صرف الوقت في غيرها أولى وهذا من حرصه وفقه الله .