رسالة دكتوراه : موازنة بين تفسير الكشاف للزمخشري والبحر المحيط لأبي حيان الأن

إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
161
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة دكتوراه بعنوان : موازنة بين تفسير الكشاف للزمخشري والبحر المحيط لأبي حيان الأندلسي

للاستاذ رمضان يخلف كلية اصول الدين جامعة الامير عبد القادر الاسلامية - الجزائر


تعريف بالرسالة كما جاء في مقدمتها

" الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . ملك يوم الدين . إياك نعبد وإياك نستعين . ونصلي ونسلم على من أرسله ربه شاهدا ومبشـرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، وقال له : " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " سورة النحل: 44
فقام ببيان ما أنزل إليه خير بيان ، تارة بالقول وتارة أخرى بالعمل ، وفسر منه بالقدر الذي خفي على الناس في عصرهم ، ووسعهم في حياتهم ، وما أن انقضى ذلك العصر ، وانتقل الناس من حال إلى حال ، حتى جدت أحداث ، كما خفي على الناس ملابسات التنزيل ودواعيه ، مما جعل الأمة في حاجة متجددة ومتزايدة لتفسير القرآن الكريم بما يوضح تلك الملابسات ، ويزيل ذلك الخفاء عن بعض آي القرآن الكريم ، فنهض بهذا العبء علماء في مختلف الأمصار والأعصار ، عملا بقوله تعالى : " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم .." النساء : 82

.... فمنذ أن ظهر تفسير الكشاف في القرن السادس الهجري بما يحمله من آراء واجتهادات شخصية للزمخشري ، تناولته أقلام الدارسين والباحثين مدحا وذما ، وقد تميزت هذه الدراسات بميزتين اثنتين :
1 ـ أن هذه الدراسات كانت في أغلبها تركز على جانب واحد من جوانب تفسير الكشاف ، كالجانب العقدي مثلا من حيث تتبع اعتزالاته ومسلكه في تأويل الآيات القرءانية بما يخدم مذهبه وميوله ، أو الجانب البلاغي وذلك ببيان مسلك الزمخشري في تطبيق نظرية النظم البلاغي التي بها علل سر الإعجاز في القرءان الكريم .
2 ـ أن هذه الدراسات لم تخل في أغلبها من التعصب والغلو للزمخشري أو ضده ، وقد امتد أثر هذا التعصب والغلو في الحكم على كشاف الزمخشري إلى عصرنا الحاضر .
إلا أننا إذا رجعنا إلى تفسير البحر المحيط فإننا نجده قد حاول أن يتخطى هذا وذاك ، حيث تناول تفسير الكشاف بالدراسة من مختلف جوانبه ، كما أن دراسته النقدية لهذا التفسير ، وما وقف عليه من نقائص لم تمنعه من الإشادة بمحاسنه ، وإظهار إعجابه بالجوانب التي وفق فيها ، وإبراز القيمة العلمية للجديد فيه .
وهكذا فإن تفسير البحر المحيط بما يحمله من خصائص ، وبما تضمنه من نقد موضوعي لتفسير الكشاف في مختلف جوانبه قد أحدث نظرة جديدة لهذا التفسير ، وقد تجلت هذه النظرة في أعمال المفسرين اللاحقين وغيرها من الدراسات ، كالدر اللقيط من البحر المحيط لابن مكتوم القيسي ، والدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي ، ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري ، والمحاكمات بين أبي حيان وابن عطية والزمخشري ليحيى الشاوي ، وغيرها .
....منهج البحث:
وكان المنهج الغالب في إنجاز هذا البحث هو المنهج الاستقرائي ، ويقصد بالاستقراء دراسة بعض الجزئيات ، والوصول منها إلى حكم ينطبق عليها وعلى غيرها ، أو كما عرفه الغزالي ـ في معيار العلم ـ أن تتصفح جزئات كثيرة داخلة تحت معنى كلي ، حتى إذا وجدت حكما في تلك الجزئيات حكمت على ذلك الكلي به .
والجزئيات التي تشترك في معنى كلي هنا هي عبارة عن مجموع الآيات الواردة في موضوع واحد ، حيث أقوم بتتبعها عند كل مفسر من هذين المفسرين ومسلكه في تفسيرها ، ففي فصل المباحث العقدية مثلا تتبعت أيات العقائد عند المفسرين وجمعت من كتابيهما من الشواهد الكافية ما يجعلني أخرج بصورة متكاملة عن مسلكهما في هذا الجانب ، وفعلت مثل ذلك في الفصول الأخرى من هذا البحث .
وقد قمت قبل ذلك كله بقراءة شاملة لهذين الكتابين في التفسير بما زاد في قناعتي صلاحية الموضوع للبحث ، ووسع من تصوري في طريقة تناوله ، ثم انتقلت إلى قراءة ثانية وثالثة بغية تدوين الشواهد والأمثلة ، حتى إذا اجتمع بين يدي عدد وافر من تلك الشواهد ، قمت بترتيبها وفق مواقعها من فصول البحث وتبعا لأسس المنهج الذي ارتضيناه لإنجازه، وإجراء قراءة نقدية لها ، مما هيأ لي القيام بموازنة بين مجموعة تلك الشواهد من كلا الكتابين على أسس سليمة ، والانتهاء إلى نتائج أحسبها صائبة.
وقد تلاقح هذا المنهج مع أطراف مناهج أخرى في بعض جوانب البحث ، كالمنهج المقارن الذي قامت عليه الموازنة بين مسلكي المفسرين ، والمنهج التاريخي في عرض وتحليل بعض النصوص التاريخية وما تعلق بترجمة كل من الزمخشري وأبي حيان الأندلسي .
كما حرصت في بحثي هذا على مراعاة ما يأتي :
ـ رجعت في نقل الآيات القرءانية وضبطها وترقيمها إلى المصحف الشريف على رواية ورش عن نافع ، وقد جعلت الآيات الكريمة بين مزدوجتين ، وذكرت أرقام الآيات التي هي محل الدراسة والبحث في صلب البحث حتى لا نثقل الهامش بكثرة الإحالات ، إلا الآيات التي وردت عرضا أثناء كلام مقتبس ـ وهي قليلة ـ فقد ذكرت أرقامها بالهامش .
ـ خرجت الأحاديث النبوية تخريجا فنيا ، وذلك بإحالتها على مصادرها الأصلية من كتب السنة ، ذاكرا الكتاب والباب ، ورقم الحديث إن وجد ، كما جعلت الأحاديث هي الأخرى بين مزدوجتين .
ـ عرفت بالأعلام بما يزيد معلومات البحث وضوحا ، وأغفلت التعريف بالأعلام المشهورين كالخلفاء الراشدين ، وأئمة المذاهب الفقهية الأربعة ومن كان في حكمهم ، وكذلك سكتت عن الأعلام الذين وردت أسماؤهم عرضا ، وكان التعريف بهم لا تدعو إليه الحاجة ، وهم قليل في البحث .
ـ شرحت بعض الألفاظ الغريبة مستعينا في ذلك بالمصادر اللغوية المعتمدة .
ـ حرصت على إضافة كل قول لصاحبه ، فما كان منها قد نقلته نصا جعلته بين قوسين ، وما كان منقولا بالمعنى أو بتصرف لم أقيده بين قوسين ، وفي كلا الحالتين كنت أحيل هذه الاقتباسات على مصادرها ، أو أنسبها إلى أصحابها ، كما أن هنالك بعض المراجع التي لم يتيسر لي الظفر بها ، وإنما نقلت منها بالواسطة ، فحرست على توضيح ذلك بالهامش ، وهي حالات قليلة .
ـ وألحقت بالبحث مجموعة من الفهارس الفنية تقرب المادة العلمية للقارئ بأسهل الطرق وأسرعها ، وهي :
ـ فهرس المصادر والمراجع ، ورتبت فيه أهم المصادر والمراجع التي اعتمدتها في هذا البحث ترتيبا ألفبائيا على أسماء المؤلفين ، مع ذكر المعلومات المتاحة عن الطبعة المستعملة .
ـ فهرس الآيات القرءانية ، وذكرت فيه الآيات مرتبة حسب موقعها من المصحف ، مع ذكر رقمها ، وموضع ورودها في البحث .
ـ فهرس الأحاديث النبوية ، وأوردت فيه الأحاديث التي تضمنها البحث ، مع ذكر موضعها في البحث .
ـ فهرس الشواهد الشعرية ، واقتصر فيه على ذكر الأشعار التي وردت في البحث على سبيل الاستشهاد لحكم من الأحكام في النحو أو غريب القرءان أو القراءات وغيرها .
ـ فهرس الموضوعات . وذكرت فيه رؤوس مواضيع البحث ابتداء بالأبواب ثم الفصول ثم المباحث ، وسكتت عما كان دون ذلك لسهولة الوصول إليه من خلال ما سبق .
وفي الأخير أقول إنني بقدر ما واجهته من عقبات وصعوبات في إنجاز هذا البحث بقدر ما فتح الله علي من بركاته وأمدني بعونه ، إلى جانب التشجيعات التي لقيتها من بعض أساتذتنا الأكارم.


حملوا بارك الله فيكم من هذا الرابط :
http://upload.9q9q.net/file/270bCAqt...ccounting.html

او من المرفقات
 
عودة
أعلى