أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 597
- مستوى التفاعل
- 25
- النقاط
- 28
رد القرآن على مقولة "لا مشاحة في الاصطلاح"
أول خطاب للناس في الآية 21 من سورة البقرة
ثم أول خطاب لبني اسرائيل في الآية 40
وتأجل خطاب المؤمنين إلى الآية 104....
ومما يجدر الانتباه إليه أن أول آية موجهة مباشرة إلى المؤمنين تضمنت - كما هو المتوقع- أمرا ونهيا ، لكن العجيب أن مناط الأمر والنهي ليس التوحيد ولا إقامة الصلاة ولكنه أمر باستعمال كلمة ونهي عن استعمال أخرى!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة : 104]
1-
ليس الاصطلاح أعرافيا لغوية مبرأة بل تتضمن في الغالب مكرا كبيرا عن طريق التهوين أو التهويل، فيكتسي الاسم سلطانا له أثر خطير على الناس، كما هو شأن أسماء المعبودات، فالجاهلي عندما يسمع اسم اللات أو العزي يمتليء قلبه بالخوف أو الرجاء ويصدق صاحبه إذا جرى الاسم على لسانه في سياق القسم فيبيع له أو يبتاع... فما هذه اللات التي أحدثت هذا التغيير النفسي والاجتماعي؟
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى [النجم : 23]
هي مجرد أسماء لا تدل على مسمى واقعي ...يتوهم لها دلالات مختلقة ثم يصبح لهذا الوهم سلطة لا تقاوم!
2-
تهويل الاسم أوتهوينه من كيد الشيطان...
لا يستطيع الشيطان تغيير الواقع، ولا جعل الخير شرا أوجعل الشر خيرا ، لا يتأتى له التأثيرفي الحقائق فيلتجيء إلى المكر: فيغير الأسماء ليهيء السبيل للوهم فتتغير المسميات تبعا...
الربا سحت فيسميه "فائدة" وأي إنسان لا يبتهج بسماع اسم الفائدة.
الخمر أم الخبائث فيسميها الشيطان "المشروب الروحي " أو "ماء الحياة"
الزنى فاحشة فيسميه "الحب" ويأمر بالتغني به
وفي المقابل يأتي إلى التقوى فيسميه" تزمتا "
والاتباع يسميه "تقليدا "
والتدين يسميه "ظلامية"
والإيمان يسميه "تخريفا"
بالاسماء يلطف الشيطان البغيض الثقيل عن النفس،
وبالاسماء يبغض الحسن الجميل...
3-
التهويل بالمصطلحات حيلة يعتمدها المتكلم عندما لا يكون عنده شيء ما يقال ، أو عندما يقول شيئا مبتذلا لا طائل تحته ...فيستعمل المصطلحات الهائلة ليوهم المتلقي أن هناك معنى ذا بال أو أن هناك دقائق في الفكرخفية ، فيسلم بها للمتكلم ويتهم نفسه بالعجز عن الفهم بسبب عدم استيعابه للمصطلح الذى يدل - لا جرم - على الدقيق والعميق ...
هذا من مكر الخطاب الفلسفي خاصة...خطاب الجعجعة ولا طحين..
إذا أراد الفيلسوف أن يقول "زيد يحب التفاح" فلا يقول ذلك على النحو المعهود، لأن الفكرة ساذجة لا يليق أن تصدر عن فيلسوف ، فيعمد إلى التهويل فيترجم عبارة "زيد يحب التفاح" إلى "نزوع الذات إلى احتواء موضوع رغبتها "
فيكبر الفيلسوف حينئذ في وهم المتلقي وما قال إلا ما يقوله الناس "زيد يشتهي تفاحة"!
أول خطاب للناس في الآية 21 من سورة البقرة
ثم أول خطاب لبني اسرائيل في الآية 40
وتأجل خطاب المؤمنين إلى الآية 104....
ومما يجدر الانتباه إليه أن أول آية موجهة مباشرة إلى المؤمنين تضمنت - كما هو المتوقع- أمرا ونهيا ، لكن العجيب أن مناط الأمر والنهي ليس التوحيد ولا إقامة الصلاة ولكنه أمر باستعمال كلمة ونهي عن استعمال أخرى!
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [البقرة : 104]
1-
ليس الاصطلاح أعرافيا لغوية مبرأة بل تتضمن في الغالب مكرا كبيرا عن طريق التهوين أو التهويل، فيكتسي الاسم سلطانا له أثر خطير على الناس، كما هو شأن أسماء المعبودات، فالجاهلي عندما يسمع اسم اللات أو العزي يمتليء قلبه بالخوف أو الرجاء ويصدق صاحبه إذا جرى الاسم على لسانه في سياق القسم فيبيع له أو يبتاع... فما هذه اللات التي أحدثت هذا التغيير النفسي والاجتماعي؟
إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى [النجم : 23]
هي مجرد أسماء لا تدل على مسمى واقعي ...يتوهم لها دلالات مختلقة ثم يصبح لهذا الوهم سلطة لا تقاوم!
2-
تهويل الاسم أوتهوينه من كيد الشيطان...
لا يستطيع الشيطان تغيير الواقع، ولا جعل الخير شرا أوجعل الشر خيرا ، لا يتأتى له التأثيرفي الحقائق فيلتجيء إلى المكر: فيغير الأسماء ليهيء السبيل للوهم فتتغير المسميات تبعا...
الربا سحت فيسميه "فائدة" وأي إنسان لا يبتهج بسماع اسم الفائدة.
الخمر أم الخبائث فيسميها الشيطان "المشروب الروحي " أو "ماء الحياة"
الزنى فاحشة فيسميه "الحب" ويأمر بالتغني به
وفي المقابل يأتي إلى التقوى فيسميه" تزمتا "
والاتباع يسميه "تقليدا "
والتدين يسميه "ظلامية"
والإيمان يسميه "تخريفا"
بالاسماء يلطف الشيطان البغيض الثقيل عن النفس،
وبالاسماء يبغض الحسن الجميل...
3-
التهويل بالمصطلحات حيلة يعتمدها المتكلم عندما لا يكون عنده شيء ما يقال ، أو عندما يقول شيئا مبتذلا لا طائل تحته ...فيستعمل المصطلحات الهائلة ليوهم المتلقي أن هناك معنى ذا بال أو أن هناك دقائق في الفكرخفية ، فيسلم بها للمتكلم ويتهم نفسه بالعجز عن الفهم بسبب عدم استيعابه للمصطلح الذى يدل - لا جرم - على الدقيق والعميق ...
هذا من مكر الخطاب الفلسفي خاصة...خطاب الجعجعة ولا طحين..
إذا أراد الفيلسوف أن يقول "زيد يحب التفاح" فلا يقول ذلك على النحو المعهود، لأن الفكرة ساذجة لا يليق أن تصدر عن فيلسوف ، فيعمد إلى التهويل فيترجم عبارة "زيد يحب التفاح" إلى "نزوع الذات إلى احتواء موضوع رغبتها "
فيكبر الفيلسوف حينئذ في وهم المتلقي وما قال إلا ما يقوله الناس "زيد يشتهي تفاحة"!