رأي ابن المبارك في القراء

الجكني

مشارك نشيط
إنضم
2 أبريل 2006
المشاركات
1,286
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
قال الإمام القدوة ابن المبارك رحمة الله عليه :" إنه ليعجبني من القراء كل طلق مضحاك ، فأما من تلقاه بالبشر ويلقاك بالعبوس كأنه يمنّ عليك بعلمه فلا كثّر الله في القراء مثله " شعب الإيمان :6/257
قلت :اللهم آمين (ثلاث مرات ) .
وما أكثر في زماننا هذا ممن دعى عليهم الإمام ،فتلقاه وتبش في وجهه ،ويلقاك بالعبوس .
ويرحم الله تعالى شيخنا الشيخ المقريء عبد الفتاح المرصفي ،الذي كان لا يمل الجلوس معه ولا محادثته ولم يكن يلقاك إلا بالبشر والسرور حتى كنا نظن أننا نحن الشيخ وهو - حاشاه- التلميذ .
 
إي وربك

إي وربك

لله دَرُّ الأستاذ الدكتور الجكني ؛ دائما يوجه الأنظار إلى مسائل ذات بهجة : ما بين عويصة علمية ومعها ضميمة اجتماعية ، وبين توجيه وجيه لقول من الأقوال ، وكل ذلك لا يخلو من طرافة ورِقّة ترانا اليوم أحوج إلى مثلها في مواجهة الحياة العصيبة .
واليوم نقرأ له نقدا اجتماعيا قلما أفسح العلماء له مكانا في كلامهم ، وكثرما لقي فاعله لوما من الناس الذين يظنون أن التجهم هو الوقار وهو سمت الأكابر من أهل العلم . ولو علم المتجهمون ما يحدثونه من نفرة في نفوس طلابهم لراجعوا أنفسهم كثيرا قبل تقطيب الجبين ، فالبشاشة تهيئ النفس لتلقي أشد الأقوال صعوبة واستغلاقا ، ودونكم كتب الأمة تروي نوادر نعيمان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - في أدب جم وعفة لفظ و سلاسة وسماحة - ، وتروي نوادر ابن عباس رضي الله عنهما وتحكي لطائف الشعبي المحدث الفقيه وغيرهم كثير ممن جمعوا بين العلم والوقار والفكاهة البريئة .
ولو أن أحدنا تدبر قول ربنا عز وجل : ( وأنه هو أضحك وأبكى ) ، وتأمل قول عمر رضي الله عنه لما سئل : هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال عمر : نعم ، والإيمان والله أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي ... لتعلمنا كيف نستجيب لما جبله الله فينا من دون إخلال بالمروءة أو ذهاب لماء الوجه ، ولعل بعضنا أدرك الشيخ الحافظ المتقن للقرآن الكريم شيخنا عامر عثمان رحمه الله فقد كان ذا علم عميق بالقراءات ورسم القرآن وجودة حفظه ودقة تلقينه ومع ذلك كان ذا دعابة وله قفشات تستخرج الضحكة من نفس المغموم في لمح البصر بما وهبه الله من خفة الدم والروح ، ووالله إنه مثل رائع نذكره الآن ونكثر له الدعاء إلى الله أن يتغمده بالرحمة والرضوان .
طاب وقتكم بالبر والبشاشة يا كل من قرأ هذا القول منا وظن بنا خيرا ثم ابتسم .
 
بسم الله الرمن الرحيم
طرح فى غاية الاهمية .......... واعتقد ان من انجح الوسائل نجاحا فى عملية الاقراء حصول الانسجام والالفة بين المعلم والمتعلم واظن ان من التواضع ان يكون المقرىء اكثر بشاشةًو طلاقة ً للوجه عند تعليمه كتاب ربه حتى لا يُنفرمنه فلماذا العبوس يا ترى؟ هل املاه علينا الدين ام اننا نريد ان .............
الاحظ ان العديد من المقرئين لا يلتف لهده القضية وان كانت هى الاساس فى نجاح مهمته.
 
يا ليت قومي يعلمون !
مقالة تكتب بالخناجر على الحناجر .
شكر الله لكم شيخنا الفاضل على هذه الدرّة .
 
السلام عليكم
ماذا لو كان الطالب عبوسا وينكّد علي شيخه ؟
هناك بعض الطلبة يدخلون علي شيوخههم بوجه عابس ، فيتمنَّى الشيخُ ـ وهو جالس ـ أن يصاحبه ملك الموت للخارج حتي يستريح من عناء تشدده .
بارك الله فيكم شيخنا الجكني وغفر لكم .
والسلام عليكم
 
قالوا لي من تكره في الدنيا؟
فقلت أكره ثلاث: الوجه العبوس ، والرجل اليؤس ، والغيبة مع الجلوس..

جزيتم خيرا على هذه التذكرة القيمة
 
بارك الله فيكم يا أبا إبراهيم على هذا النقل الطريف عن الإمام عبدالله بن المبارك .
سؤال :
هل المقصود بالقراء في كلام ابن المبارك قراء القرآن والمقرئين له خصوصاً؟ أم يقصد بهم مطلق طلبة العلم ؟
 
لعل بعضنا أدرك الشيخ الحافظ المتقن للقرآن الكريم شيخنا عامر عثمان رحمه الله فقد كان ذا علم عميق بالقراءات ورسم القرآن وجودة حفظه ودقة تلقينه ومع ذلك كان ذا دعابة وله قفشات تستخرج الضحكة من نفس المغموم في لمح البصر بما وهبه الله من خفة الدم والروح ، ووالله إنه مثل رائع نذكره الآن ونكثر له الدعاء إلى الله أن يتغمده بالرحمة والرضوان .
هذا مما يؤكد اختلاف وجهات النظر إلى العاديين من البشر ؛ فلقد سبقتْ إلى علمي فكرة مناقضة تمام المناقضة لما ذكر الأخ منصور وكان ذلك في عام 1993 على وجه التقريب ، علمتها من شيخ مقرأة ترك مصر إلى بلد عربي فلقيته فنقل إليَّ تلك الفكرة ، ثم علمتُ من قارئ آخر ما يقوِّيها ، والعلم الحق عند خالق الناس والمطّلِع على سرائرهم !
 
شكر الله لكم جميعاً وبارك في علمكم
 
قال الإمام القدوة ابن المبارك رحمة الله عليه :" إنه ليعجبني من القراء كل طلق مضحاك ، فأما من تلقاه بالبشر ويلقاك بالعبوس كأنه يمنّ عليك بعلمه فلا كثّر الله في القراء مثله " شعب الإيمان :6/257
قلت :اللهم آمين (ثلاث مرات ) .
وما أكثر في زماننا هذا ممن دعى عليهم الإمام ،فتلقاه وتبش في وجهه ،ويلقاك بالعبوس .
ويرحم الله تعالى شيخنا الشيخ المقريء عبد الفتاح المرصفي ،الذي كان لا يمل الجلوس معه ولا محادثته ولم يكن يلقاك إلا بالبشر والسرور حتى كنا نظن أننا نحن الشيخ وهو - حاشاه- التلميذ .
جزاك الله خيراً يا دكتور السالم على هذه اللفتة الجميلة إلى هذا الموضوع المهم، وقد بُحَّتْ حاجر كثير من المربين وطلبة العلم وهي تنادي إلى هذه الأخلاق، والعجب لا يزال مستمراً من قوم سمعوا بالعلم فظنوه حفظاً وإبلاغاً، ونسوا حقيقته، وأنا موقن أن إصلاح السلوك والأخلاق أهم بكثير من العلم النظري، وأتعجب ممن يقرأ في كتب العقيدة، ويدرسها، وهو متجهم عبوس، ولا أدري من أين أتتنا هذه الآفة حتى ظنَّ كثير من طلبة العلم أن تلك الصفات هي سمة العلماء الربانيين، فتجد طالب العلم يتعلم سوء الخلق مع الناس بحجة هيبة العلم، وتربية الناس، وأذكر أحد الإخوة الحريصين، صلى بجوار أحد العلماء المشهورين، فسأله عن مسألة، فقال له العالم بعنف: (أنت ما تفهم)!!، فقال الأخ في نفسه: (أنا المخطئ عندما سألتك). ولولا خشية أن يغضب علي الأحباب لذكرت نماذج كثيرة لما رأيت من ذلك، ولا بد من ذكرها يوماً بإذن الله تعالى...
اللهم صل على معلم الناس الخير القائل: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
 
جزاك الله خيراً يا دكتور السالم على هذه اللفتة الجميلة إلى هذا الموضوع المهم، وقد بُحَّتْ حاجر كثير من المربين وطلبة العلم وهي تنادي إلى هذه الأخلاق، والعجب لا يزال مستمراً من قوم سمعوا بالعلم فظنوه حفظاً وإبلاغاً، ونسوا حقيقته، وأنا موقن أن إصلاح السلوك والأخلاق أهم بكثير من العلم النظري، وأتعجب ممن يقرأ في كتب العقيدة، ويدرسها، وهو متجهم عبوس، ولا أدري من أين أتتنا هذه الآفة حتى ظنَّ كثير من طلبة العلم أن تلك الصفات هي سمة العلماء الربانيين، فتجد طالب العلم يتعلم سوء الخلق مع الناس بحجة هيبة العلم، وتربية الناس، وأذكر أحد الإخوة الحريصين، صلى بجوار أحد العلماء المشهورين، فسأله عن مسألة، فقال له العالم بعنف: (أنت ما تفهم)!!، فقال الأخ في نفسه: (أنا المخطئ عندما سألتك). ولولا خشية أن يغضب علي الأحباب لذكرت نماذج كثيرة لما رأيت من ذلك، ولا بد من ذكرها يوماً بإذن الله تعالى...
اللهم صل على معلم الناس الخير القائل: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
أخشى أن تكون هذه تزكية مبطنة للنفس.والواجب أن ينظر كل واحد إلى نفسه وأن هذا الكلام موجه إليها لا للآخرين . وأجزم أن كل واحد منا فيه عيوب فعليه أن ينظر إلى هذا الكلام على أنه يخاطبه لا أنه يخاطب غيره فيستفيد من هذا الكلام ويعدل من سلوكه لكن إذا كان يرى أن هذا الكلام لغيره فكيف ينتفع به. أخيرا أرجو من الفضلاء عدم تنزيل هذه الآثار على العلماء فهم وإن كان فيهم بعض الأخطاء لكنها تضيع في بحر حسناتهم ولكن الطامة في طالب العلم الصغير إذا جمع حشفا وسوء كيلة.
 
في تراجم القراء نجد أمثلة واضحة تبين أنهم لم يكونوا يتطبعون بغير طبعهم، بل منهم من كان في طبعه شدة، كما أن منهم من كان صاحب طرفة ونكتة، والذي يجمعون عليه هو:
- عدم تكلف الواحد طبعا غير طبعه.
- عدم السماح للطبع بالخروج عن حدود الشرع.
فإذا اجتمع هذا الأمران للشخص فهو المطلوب.

على أن تكلف السماحة ولين الجانب مما يحمد عليه المرء، خصوصا إذا كان معلما ومربيا وداعية.

ومما يتمم هذا الموضوع الجميل موضوعٌ آخر طرح في الملتقى هنــا .
 
أخشى أن تكون هذه تزكية مبطنة للنفس.
أخي الكريم " الكاتب " حفظك الله ورعاك :
أشهد شهادة لله تعالى أن أخي الكريم الدكتور فهد الوهبي حفظه الله من أبعد الناس عن هذا الوصف الذي لمزت به ، فمن يعرفه حق المعرفة وعن قرب يعرف عنه تواضع طلبة العلم الحقيقيين ، وهضم للنفس ، وإني أعتب عليك أخي الكريم في مثل هذا الكلام في طالب علم لاتعرفه ، لا لسبب إلا لكونه تحدث عن تجربة له خاصة ، يتفق معه كثير ممن تعامل مع الناس بمختلف أهوائهم وطبقاتهم .
ثم يا أخي الكريم " الكاتب " هذا الكلام لم ينزله أحد على أحد مخصوص بعينه ، بل هو من باب " ما بال أقوام " .
وإني إذ أكتب هذا دفاعاً عن أخي د. فهد ، فإني أقدم كل تحية وتقدير لأخي " الكاتب" على غيرته وصدق نيته ، والله يحفظنا جميعاً .
 
أخشى أن تكون هذه تزكية مبطنة للنفس.والواجب أن ينظر كل واحد إلى نفسه وأن هذا الكلام موجه إليها لا للآخرين . وأجزم أن كل واحد منا فيه عيوب فعليه أن ينظر إلى هذا الكلام على أنه يخاطبه لا أنه يخاطب غيره فيستفيد من هذا الكلام ويعدل من سلوكه لكن إذا كان يرى أن هذا الكلام لغيره فكيف ينتفع به. أخيرا أرجو من الفضلاء عدم تنزيل هذه الآثار على العلماء فهم وإن كان فيهم بعض الأخطاء لكنها تضيع في بحر حسناتهم ولكن الطامة في طالب العلم الصغير إذا جمع حشفا وسوء كيلة.
أشكرك على ما تفضلت به، ونزكي ماذا ، ونزكي من؟ والله المستعان، ولكن النقد لا يعني التزكية ، وإلا لما تحدث الإمام ابن المبارك، ولاعتبرنا كلامه تزكية لنفسه...
 
عودة
أعلى