"ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ " مع نقاش في نبوة الخضر

إنضم
12/01/2006
المشاركات
452
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم

إن كان لموسى عليه السلام أن يقول من أعلم مني , وهو النبي المرسل لبني اسرائيل , فكيف تصل الحد ببعض الناس أن يظن نفسه فوق العلم والتعلم . وقد طلب موسى ان يعلم ما خفي عنه بإتباع الخضر ليتعلم منه . وموسى نبي والخضر ليس نبيا على الأصح :

"عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ نَوْفًا يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى الَّذِي ذَهَبَ يَلْتَمِسُ الْعِلْمَ لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ أَسَمِعْتَهُ يَا سَعِيدُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كَذَبَ نَوْفٌ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَقُولُ إِنَّهُ بَيْنَمَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَأَيَّامُ اللَّهِ نَعْمَاؤُهُ وَبَلَاؤُهُ إِذْ قَالَ :
مَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا خَيْرًا وَأَعْلَمَ مِنِّي

قَالَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ إِنِّي أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ مِنْهُ أَوْ عِنْدَ مَنْ هُوَ إِنَّ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ
قَالَ يَا رَبِّ فَدُلَّنِي عَلَيْهِ
قَالَ فَقِيلَ لَهُ تَزَوَّدْ حُوتًا مَالِحًا فَإِنَّهُ حَيْثُ تَفْقِدُ الْحُوتَ قَالَ فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَعُمِّيَ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ وَتَرَكَ فَتَاهُ فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمَاءِ فَجَعَلَ لَا يَلْتَئِمُ عَلَيْهِ صَارَ مِثْلَ الْكُوَّةِ قَالَ فَقَالَ فَتَاهُ أَلَا أَلْحَقُ نَبِيَّ اللَّهِ فَأُخْبِرَهُ قَالَ فَنُسِّيَ فَلَمَّا تَجَاوَزَا
{ قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا }
قَالَ وَلَمْ يُصِبْهُمْ نَصَبٌ حَتَّى تَجَاوَزَا قَالَ فَتَذَكَّرَ
{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا }
فَأَرَاهُ مَكَانَ الْحُوتِ قَالَ هَا هُنَا وُصِفَ لِي قَالَ فَذَهَبَ يَلْتَمِسُ فَإِذَا هُوَ بِالْخَضِرِ مُسَجًّى ثَوْبًا مُسْتَلْقِيًا عَلَى الْقَفَا أَوْ قَالَ عَلَى حَلَاوَةِ الْقَفَا قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ قَالَ وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مُوسَى قَالَ وَمَنْ مُوسَى قَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ مَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ

قَالَ جِئْتُ لِ
{ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا }
شَيْءٌ أُمِرْتُ بِهِ أَنْ أَفْعَلَهُ إِذَا رَأَيْتَهُ لَمْ تَصْبِرْ
{ قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا قَالَ فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا }
قَالَ انْتَحَى عَلَيْهَا قَالَ لَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام
{ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا }
غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ قَالَ فَانْطَلَقَ إِلَى أَحَدِهِمْ بَادِيَ الرَّأْيِ فَقَتَلَهُ فَذُعِرَ عِنْدَهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام ذَعْرَةً مُنْكَرَةً
{ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا }
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذَا الْمَكَانِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى لَوْلَا أَنَّهُ عَجَّلَ لَرَأَى الْعَجَبَ وَلَكِنَّهُ أَخَذَتْهُ مِنْ صَاحِبِهِ ذَمَامَةٌ
{ قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا }
وَلَوْ صَبَرَ لَرَأَى الْعَجَبَ قَالَ وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى أَخِي كَذَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا
{ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ }
لِئَامًا فَطَافَا فِي الْمَجَالِسِ فَ
{ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ }
وَأَخَذَ بِثَوْبِهِ قَالَ
{ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ }
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَإِذَا جَاءَ الَّذِي يُسَخِّرُهَا وَجَدَهَا مُنْخَرِقَةً فَتَجَاوَزَهَا فَأَصْلَحُوهَا بِخَشَبَةٍ
{ وَأَمَّا الْغُلَامُ }
فَطُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ قَدْ عَطَفَا عَلَيْهِ فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا
{ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبَدِّلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ }
إِلَى آخِرِ الْآيَةِ"

فهذا موسى عليه السلام أراد أن يتبع الخضر ليتعلم منه . واليوم وللأسف أصبحت الألقاب والأسماء تجعل بعض طلاب يصرفون أنفسهم عن التعلم من فلان وفلان لحجج كثيرة .
ورحم الله من قال:
لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به /////فالنحل وهو ذباب هو طائر العسل
 
أخي الكريم مجدي
تقول:
" والخضر ليس نبياً على الأصح".
إذا كان الله تعالى يقول عن الخضر:
(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا) (65)
وقال تعالى :
( .... وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ) (82)
أليس هذا دليل واضح على النبوة؟

أخي الكريم أعلم أن المسألة فيها أقوال ولكن من باب تجديد المعلومة وتحقيقها وتثبيتها جاءت مداخلتي.
 
أرجح الأقوال في الخضر عليه الصلاة والسلام أنه نبي .
ولكن أيا يكن فطلب العلم أمر جميل ؛ وقد قيل : اثنان لا يشبعان : طالب علم وطالب مال .
وقد قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : "وقل رب زدني علما" .
 
جزاكم الله خيرا . قوله تعالى "وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي" هو ما يدل على الوحي والنبوة .ولا يدل على الرسالة الى بشر .
أما خرق العادة فهو لا يدل على النبوة وإنما الكرامة ....

والسبب في قولي على الأصح . أن الأحاديث الصحيحة عن النبي لم تثبت له النبوة ولو جعلنا ذلك من النبوة لجعلنا العديد من الصالحين أنبياء .روى البخاري في صحيحه :

" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ عِيسَى

وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ كَانَ يُصَلِّي جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ فَقَالَ أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَلَدَتْ غُلَامًا فَقَالَتْ مِنْ جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ فَقَالَ مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ قَالَ الرَّاعِي قَالُوا نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ لَا إِلَّا مِنْ طِينٍ

وَكَانَتْ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَتْ لِمَ ذَاكَ فَقَالَ الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ وَهَذِهِ الْأَمَةُ يَقُولُونَ سَرَقْتِ زَنَيْتِ وَلَمْ تَفْعَلْ"


فلو قيل في في الراهب والطفل ما قيل في الراهب لكانوا انبياء .

فهل يمكن التفريق بين الحالات المذكورة ؟
 
السلام عليكم
نبوة العبد الصالح مختلف عليها
ونبوة موسى حين لقائه العبد الصالح .... لماذا هى مجزوم بها ؟
الأقرب للسياق فى السورة أنه كان متعلما قبل النبوة
ولو كان نبيا حينها لفسر له الوحى الأحداث وما انتظر تأويل العبد الصالح لها
 
سياق البخاري رحمه الله:

قال أبو عبدالله: حدثنا الحميدي:حدثنا سفيان:حدثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني سعيد بن جبير قال:- قلت لابن عباس : إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل ، فقال ابن عباس : كذب عدو الله : حدثني أبي بن كعب : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل ، فسئل : أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا ، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فأوحى الله إليه : إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك ، قال موسى : يارب فكيف لي به ؟ قال : تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل ، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم ، فأخذ حوتا فجعله في مكتل ، ثم انطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن نون ، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما ، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر ، فاتخذ سبيله في البحر سربا ، وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق ، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه : آتنا غدائنا ، لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ، قال : ولم يجد موسى النصب حتى جاوزا المكان الذي أمر الله به ، فقال له فتاه : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة ، فإني نسيت الحوت ، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره ، واتخذ سبيله في البحر عجبا ، قال : فكان للحوت سربا ، ولموسى ولفتاه عجبا ، فقال موسى : ذلك ما كنا نبغي ، فارتدا على آثارهما قصصا ، قال : رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة ، فإذا رجل مسجى ثوبا ، فسلم عليه موسى ، فقال الخضر : وأنى بأرضك السلام ، قال : أنا موسى ، قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم ، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال : إنك لن تستطيع معي صبرا ، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه ، فقال موسى : ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا ، فقال له الخضر : فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء ، حتى أحدث لك منه ذكرا ، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم ، فعرفوا الخضر فحملوهم بغير نول ، فلما ركبا في السفينة ، لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم ، فقال له موسى : قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها ، لقد جئت شيئا إ مرا ، قال : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ، قال : لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكانت الأولى من موسى نسيانا ، قال : وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة ، فنقر في البحر نقرة ، فقال له الخضر : ما علمي وعلمك من علم الله ، إلا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر ، ثم خرجا من السفينة ، فبينا هما يمشيان على الساحل ، إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان ، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله ، فقال له موسى : أقتلت نفسا زاكية بغير نفس ، لقد جئت شيئا نكرا ، قال : ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ، قال : وهذا أشد من الأولى ، قال : إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ، فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما ، فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض ، قال : مائل ، فقام الخضر فأقامه بيده ، فقال موسى : قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا ، لو شئت لا تخذت عليه أجرا ، قال : { هذا فراق بيني وبينك - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا } . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما ) . قال سعيد بن جبير : فكان ابن عباس يقرأ : وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا . وكان يقرأ : وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين 0

في قوله (إن لي عبدا ) - في هذا المقام - إشارة إلى أن الخضر ليس نبيا حيث أن التعبير بالنبوة - لو كان نبيا - أولى في هذا السياق 0

على أن هذه المنزلة(النبوة) لاتثبت في حق أحد إلا بدليل صريح وإلا يبقى على الأصل , كما في هذا السياق فقد أُثبتت العبودية دون النبوة 0 والله أعلم 0
 
السلام عليكم
نبوة العبد الصالح مختلف عليها
ونبوة موسى حين لقائه العبد الصالح .... لماذا هى مجزوم بها ؟
الأقرب للسياق فى السورة أنه كان متعلما قبل النبوة
ولو كان نبيا حينها لفسر له الوحى الأحداث وما انتظر تأويل العبد الصالح لها
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما نبوة موسى فالحديث الذي في البخاري يجزم بنبوته عند لقاء الخضر
"إِنَّهُ بَيْنَمَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَأَيَّامُ اللَّهِ نَعْمَاؤُهُ وَبَلَاؤُهُ "
فهي بعد النعماء والبلاء الذي لقيه بنواإسرائيل . ثم أنت تعلم أن موسى أنزل عليه الوحي وهو راجع الى مصر .

أما الوحي فهو من الله متى شاء الله . ويرد على استشكالك بالآية : " وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "[الأعراف/203]

وقوله تعالى :
"قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ" [الأحقاف/9]


وكذلك لما سئل موسى عليه السلام ربه كما في الآية" وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ "[الأعراف/143]
. أما الخضر فلا يوجد نص صحيح . وانما ورد حديث ضعيف في ذلك.
كما أضيف بالإشارة لما تفضل به الأخ أبو هاجر بأن الخضر تكلم عن العلم لا عن النبوة .
 
السلام عليكم
أما نبوة موسى فالحديث الذي في البخاري يجزم بنبوته عند لقاء الخضر
إن موسى ورد اسمه فى القرآن وهو طفل وهو صبى وهو بالغ الأشد وأوتى حكما وعلما .. ولم يكن قد نبأ بعد
وكذلك فى هذا الحديث ... لايستنبط منه أنه كان نبيا حين اتبع الخضر ...
ولقد نقلت أخى الآية
"قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ" [الأحقاف/9]
وهى تدل أنه إن كان موسى نبى فى ذاك الحين ما اتبع العبد الصالح ليحصل علما .. بل كان اتبع مايوحى إليه فقط .. وأرى أن من كان مسددا بالوحى لايعود لينعلم من بشر مهما كان علمه ؛
ولقد ترتب على فهم أن موسى الرسول اتبع من ليس بنبى ولا رسول عدة قضايا
1- الولى أعلم -أو أفضل - أم النبى
2- العلم اللدنى
3- الكرامة وخرق العادة .. إن العبد الصالح لم يخرق السنن الحاكمة للوجود ... فهو يركب السفينة ولم يمشى على الماء مثلا .. فما هى الكرامة التى فعلها

فهي بعد النعماء والبلاء الذي لقيه بنواإسرائيل . ثم أنت تعلم أن موسى أنزل عليه الوحي وهو راجع الى مصر .
قصته مع الخضر كما وردت فى سورة الكهف لم يُحدد زمنها أكانت بعد عودته إلى مصر أم وهو فى مدين أم قبل هجرته من مصر إلى مدين .. وكذلك الحديث لم ينص على زمن حدوثها ....
وموسى كان يخطب فى الناس قبل النبوة .. لأنه كان يريد أن يكون مصلحا ...يدل عليه قول القبطى له "....إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين "
 
وعليكم السلام

أخي قد أكون لم اوضح جليا لماذا وضعت الآيات . إنما وضعتها لأنك قلت لو أنه كان نبيا يومها لأوحى الله اليه , فوضعت لك ما يدل على عدم لزوم ذلك .

إن موسى ورد اسمه فى القرآن وهو طفل وهو صبى وهو بالغ الأشد وأوتى حكما وعلما .. ولم يكن قد نبأ بعد
وكذلك فى هذا الحديث ... لايستنبط منه أنه كان نبيا حين اتبع الخضر ...
لاحظ أخي الكريم ما يدل على نبوته : "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ "[إبراهيم/5]
وفي الحديث :" إِنَّهُ بَيْنَمَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَأَيَّامُ اللَّهِ نَعْمَاؤُهُ وَبَلَاؤُهُ إِذْ قَالَ :
مَا أَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا خَيْرًا وَأَعْلَمَ مِنِّي "

فالتذكير بأيام الله هو أمر أمره الله إياه .

"وهى تدل أنه إن كان موسى نبى فى ذاك الحين ما اتبع العبد الصالح ليحصل علما .. بل كان اتبع مايوحى إليه فقط .. وأرى أن من كان مسددا بالوحى لايعود لينعلم من بشر مهما كان علمه ؛"
هذا فيه نظر لأن القران نص على أن الفاضل قد يتبع المفضول في قصة طالوت . ففيها أنه ملكهم وكان قائدا للجيش وامتحنهم . وكان في جيشه نبي بني اسرائيل وكان من جيشه داود عليه السلام .

قال القرطبي رحمه الله :

" ولا يظن أن في تعلم موسى من الخضر ما يدل على أن الخضر كان أفضل منه، فقد يشذ عن الفاضل ما يعلمه المفضول، والفضل لمن فضله الله، فالخضر إن كان وليا فموسى أفضل منه، لانه نبي والنبي أفضل من الولي، وإن كان نبيا فموسى فضله بالرسالة.
والله أعلم".تفسير القرطبي - (ج 11 / ص 17)

أما ما ورد في خرق العادة فهي أخبار رويت عن ذلك الجدار الذي أقامه والله أعلم بالصواب.



اما الباقي فهو محتمل ولكن يزول الاحتمال بتأكيد الحديث والآية بتذكير بني اسرائيل بأيام الله

والله تعالى أعلم
 
قبل أن تذهبوا إلى الأحاديث ؛ ما هو تفسير قوله تعالى : "وما فعلته عن أمري" ؟
وهل يعرف أمر الله تعالى إلا من طريق الوحي ؟
أما التعبير بلفظ العبد ؛ فقد عبر به في أعلى من هذه المرتبة ؛ وأقصى ما يبلغه العبد أن يضيفه الله تعالى إليه بلفظ العبودية وقد قال قال تعالى : "سبحان الذي أسرى بعبده " ولم يقل بنبيه ، وغير ذلك ؛ فلا يعني التعبير بالعبد أنه ليس نبيا .
أما نبوة موسى عليه الصلاة والسلام حين القصة فينبغي أن لا يختلف فيها للأدلة الصريحة التي تفضلتم بها .
 
قبل أن تذهبوا إلى الأحاديث ؛ ما هو تفسير قوله تعالى : "وما فعلته عن أمري" ؟
وهل يعرف أمر الله تعالى إلا من طريق الوحي ؟.
أخي ابراهيم . هل يقال ذلك أيضا في قصة الراهب التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام ؟
لا شك أن ما فعله العبد الصالح في أصله من العلم الذي علمه الله عز وجل لهم .
ازيدك حديثا صحيحا عن النبي عليه الصلاة والسلام يبين أن ذلك ليس كما توهمت من النبوة .

"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)


"قَالَ ابْنُ وَهْبٍ تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ مُلْهَمُونَ"صحيح مسلم - (ج 12 / ص 118)

"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ قَالَ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ"سنن الترمذي - (ج 12 / ص 153)
 
كل هذه الأحاديث التي ذكرت ليست صريحة في الدلالة على المقارنة التي ذهبت إليها .
وصريح قوله تعالى : "وما فعلته عن أمري" لا يمكن أن يعارض بهذه الأحاديث .
والمسائل التي وقعت من الخضر عليه الصلاة والسلام لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي .

ومسألة نبوة الخضر منهوكة بحثا في كتب التفسير ، فإن كنت تقول إنه ليس نبيا فهذه نقطة الخلاف ؛ فاعرض ما عندك من الأدلة بصفة مختصرة معددة على ذلك ، حتى يفيدنا المشاركون في الاعتراض على تلك الأدلة ، وتجيب أنت على تلك الاعتراضات ، وهكذا حتى نتوصل إلى الحق في المسألة .
وإن شئت عرضت الأدلة على نبوته من كتب التفسير ، ومن ثم تعترض عليها ، ويجيبك المشاركون ، وهكذا .
وكل ذلك بغية الوصول إلى الحق ، وضبط الأمور حتى لا تتشعب بما لا فائدة فيه .
وفقك الله لكل خير .
 
السلام عليكم

أود التنبيه على ما نبه إليه بعض الإخوة المشاركين بشأن أرجحية نبوءة موسى والخضر عليهما السلام في ذلك اللقاء الرباني العجيب :

1) نبوءة موسى عليه السلام:
قال تعالى : (ولما بلغ أشده واستوى أتيناه حُكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين).
هذه الآية من سورة القصص تبين أن أمراً ربانياً جرى في مسار حياة نبيء الله موسى عليه السلام.. وهو قبل هجرته.
والأرجح أن الحُكم الذي أوتيه آنئذٍ بعد بلوغه الأشد هو النبوءة.. كما نقل الأخ إبراهيم الحسني.
فإذا لم تكن النبوءة فتكون ماذا ؟.
وأما الرسالة فعند الشجرة المبارك.. كما لا يخفى.
وقد نبئ النبيء محمد صلى الله عليه وسلم بـ( اقرأ ) وأرسل ( بالمدثر ) .. وكان بينهما فترة الوحي.. وهذه من سنة الله .
أفلا يكون موسى نُبّئ قبل هجرته إلى مدين .. وأرسل حين أقبل إلى مصر؟.
ونحن نؤمن أن دائرة الولاية الإيمانية أوسع من النبوءة وهما أوسع من الرسالة.. فكل رسول نبيء ولي صالح.. وليس كل نبيء أو ولي رسولاً.. وهكذا..
وأظن أن إنكار من أنكر نبوءة موسى قبل الهجرة من مصر كان من باب طرد العصمة من الخطأ في حياتهم بعد البعثة .. وهو قول عقلي يحتاج إلى تحقيق هو أيضاً ...
2) نبوءة الخضر أو العبد الصالح في هذه القصة:
وقال تعالى : (فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً).
هذه الآية من سورة الكهف تبين أمراً ربانياً (آتيناه رحمة من عندنا ...) لم يصف به الله تعالى عبداً من عباده إلا أن يكون نبيئاً موحى إليه من لدنه.
ثم الأحداث العجيبة التي وقعت بين العبدين الصالحين (موسى والخضر) بعد لقائهما قرب مجمع البحرين لا تستقيم في تصور الإسلام إلا أن تكون أفعالاً من وراء الوحي الإلهي .. وإلا أن يكون موعداً ضربه الله للعبدين الصالحين بعلامات مذكورة لنا في جانب موسى فقط، وهو الذي يهمنا، ونفهم أن الخضر عنده علامات أيضاً (أن يظل عند الصخرة).. وإلا لتتعلم البشرية من هذا اللقاء قدر البشرية القاصرة في علومها عن العلم الإلهي المحيط بكل شيء..
الخضر هنا متبع للوحي ولا ريب.. وليس هو هو الوحي الذي نزل على موسى (الشرائع)، وليس هو هو الوحي الذي ألهمه الله تعالى لأم موسى (أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم).
وإنما هو وحي مقتضاه تنفيذ أمور قدرية من حكمة الله .. لا ينظر إليها موسى عليه السلام إلا منكراً أو معترضاً..
أليس هذا وحياً تفصيلياً من أمر الله تعالى .. أليست هذه نبوءة؟.
والمطالِب هنا بدليل حرفي يقول بالحرف : إن الخضر نبيء مثل نبوءة موسى.. من بين الآيات .. فهذه مطالبة ظاهرية نصية يغني عنها السياق الظاهر وأحداثه الجلية.. ولن تجدي محاولات البحث الحرفي طائلاً في هذا .. وكم تصدى للبحث عنها الأفذاذ.. (لم يذكر اسم الخضر هنا في سياق هذه الآيات وإنما هو عبد صالح) .
وقارن بين ذكر العبد في قصة موسى في الكهف هنا وبين ذكر العبد أول سورة الكهف: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب).
وهذا يذكر كثيراً في الأنبئاء عليهم السلام : (واذكر عبادنا).
نفي الحق يستلزم ظهور الباطل، وقد حصل من نفي نبوءة الخضر في هذا السياق أن ظهرت نظريات باطنية باطلة مفادها أشياء تخالف شرعة الله وكتبه السماوية وآثار أنبئائه وأوليائه هي والله أشبه بالأساطير والخرافات والصحون الطائرة : أن هناك حكومات خفية وأوتاداً وأقطاباً وأولياء وصوفية وثنية .. وأن قوى الأولياء هي أعتى علماً وقوة من النبيئين وأمهر تصرفاً في الكون والحقائق من كل أحد..
وصار أمره المختلف يدرس وينظم على أنه خلاف ينبغي أن يحفظ ولا مجال فيه للتحرير ولا النقاش ولا الزيادة ..
والخلف في الخضر شهير منجلي.. أمرسل أم لا ؟. وقيل : بل ولي .
وقد ترى لبعض من لا خلاق له : من يصف موسى النبيء الكريم بأنه يذهب ليتعلم ممن مخضته تجارب الحياة وفاضت عليه معارف الولاية..
وهي أمور ليس لها محل من الإعراب في سياق الإسلام الصحيح، ولا وجود لها على رقعة خارطته الربانية، وهي من نتائج ذلك القول المرتبك : أن الخضر ليس نبيئاً..
ومن قوانين النبوءة : (إن أتبع إلا ما يوحى إليّ).
ونظيرها في قصة الخضر عليه السلام: (وما فعلته عن أمري).
ومن القوانين أن النبوءة منضبطة المصدر والغاية والمهمة..
يجب أن نسأل كيف فهم الخضر عليه السلام تلك الغيوب المطوية عن جميع البشر ومنهم موسى الكليم عليه السلام وأن عليه أن يتفذ فيها أحكام الله القدرية.. أن عليه أن يخرق السفينة .. وأن يقتل الطفل .. وأن يقيم جداراً تحته كنز الجد السابع.. لأن وارثه طفلان يتيمان.. إنه وحى يوحى إليه !!..
وإذا ظهر أنه وحي فلم يبقَ إلا التسليم بأنه نبيء.
وإلا .. سلام على العقل والفكر والفطنة..
ولا كذلك الولاية .. وإنما ضابطها الشهير والمعروف.. هو المتابعة للنبوءة والإخلاص في ذلك.
وقولي صواب يحتمل الخطأ.
والله الموفق.
 
ليكن النقاش في نبوة الخضر وأطلب منك الدليل على ذلك.
 
كل هذه الأحاديث التي ذكرت ليست صريحة في الدلالة على المقارنة التي ذهبت إليها .
وصريح قوله تعالى : "وما فعلته عن أمري" لا يمكن أن يعارض بهذه الأحاديث .
والمسائل التي وقعت من الخضر عليه الصلاة والسلام لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي .

ومسألة نبوة الخضر منهوكة بحثا في كتب التفسير ، فإن كنت تقول إنه ليس نبيا فهذه نقطة الخلاف ؛ فاعرض ما عندك من الأدلة بصفة مختصرة معددة على ذلك ، حتى يفيدنا المشاركون في الاعتراض على تلك الأدلة ، وتجيب أنت على تلك الاعتراضات ، وهكذا حتى نتوصل إلى الحق في المسألة .
وإن شئت عرضت الأدلة على نبوته من كتب التفسير ، ومن ثم تعترض عليها ، ويجيبك المشاركون ، وهكذا .
وكل ذلك بغية الوصول إلى الحق ، وضبط الأمور حتى لا تتشعب بما لا فائدة فيه .
وفقك الله لكل خير .

أخي الكريم الذي يثبت هو من يحتاج لدليل .

أما التفاسير فبعضهم يرجح ذلك ولكن ليسوا جميعا .
فابن جرير وصفه بما لا يدلل أنه يقول بنبوته فقال :

"وقوله : { فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا } يقول : وهبنا له رحمة من عندنا { وعلمناه من لدنا علما } يقول : وعلمناه من عندنا أيضا علما . كما : 17488 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { من لدنا علما } : أي من عندنا علما . وكان سبب سفر موسى صلى الله عليه وسلم وفتاه , ولقائه هذا العالم الذي ذكره الله في هذا الموضع فيما ذكر . "
http://quran.al-islam.com/Tafseer/D...&nSora=18&nAya=65&taf=TABARY&l=arb&tashkeel=1
وكذا البغوي
{ فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً } أي نعمة { مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا } أي: علم الباطن إلهاما ولم يكن الخضر نبيا عند أكثر أهل العلم ."تفسير البغوي - (ج 5 / ص 188)"
وكذلك ابن السعدي في تفسيره

وهذا كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=111599#111616

قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى :
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ : - "فَصْلٌ وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَالْخَضِرُ فَهَذَا يُبْنَى عَلَى نُبُوَّةِ الْخَضِرِ وَأَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِنَبِيِّ وَهُوَ اخْتِيَارُ أَبِي عَلِيٍّ بْنِ أَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ فَعَلَى هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ أَفْضَلُ مِنْهُ . وَالْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُ نَبِيٌّ . وَاخْتَارَهُ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُ ؛ فَعَلَى هَذَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ ؛ لَكِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هُمَا أَفْضَلُ مِنْهُ بِالِاتِّفَاقِ وَمُحَمَّدٌ فِي أَوَّلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَعِيسَى فِي آخِرِهَا"
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 1 / ص 381)

وحكى ابن الجوزي نبوته وألف السيوطي في ذلك كتابا.

وضعت من الأحاديث ما يدلل أن من السابقين محدثون من غير نبوة . ولم يرد خبر صحيح بنبوته . فلم نكلف إلا بما علمنا .
فمن يعلم دليل صريح يبينه .
 
2) نبوءة الخضر أو العبد الصالح في هذه القصة:
وقال تعالى : (فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً).
هذه الآية من سورة الكهف تبين أمراً ربانياً (آتيناه رحمة من عندنا ...) لم يصف به الله تعالى عبداً من عباده إلا أن يكون نبيئاً موحى إليه من لدنه.
.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
هذا استدلال ليس في محله واليك من وصفوا بتلك الصفة ولم يكونوا انبياء :
"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا" [الإسراء/5]ووردت عبادي في الكثير من الآيات .
أما عبدا . فوردت في غير الأنبياء مرة عن المملوك ومرة عن كل البشر
"إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا" [مريم/93]
وعبادنا وردت كذلك ومنها:
"ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ "[فاطر/32]


ثم الأحداث العجيبة التي وقعت بين العبدين الصالحين (موسى والخضر) بعد لقائهما قرب مجمع البحرين لا تستقيم في تصور الإسلام إلا أن تكون أفعالاً من وراء الوحي الإلهي .. وإلا أن يكون موعداً ضربه الله للعبدين الصالحين بعلامات مذكورة لنا في جانب موسى فقط، وهو الذي يهمنا، ونفهم أن الخضر عنده علامات أيضاً (أن يظل عند الصخرة).. وإلا لتتعلم البشرية من هذا اللقاء قدر البشرية القاصرة في علومها عن العلم الإلهي المحيط بكل شيء..
الخضر هنا متبع للوحي ولا ريب.. وليس هو هو الوحي الذي نزل على موسى (الشرائع)، وليس هو هو الوحي الذي ألهمه الله تعالى لأم موسى (أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم).
وإنما هو وحي مقتضاه تنفيذ أمور قدرية من حكمة الله .. لا ينظر إليها موسى عليه السلام إلا منكراً أو معترضاً..
أليس هذا وحياً تفصيلياً من أمر الله تعالى .. أليست هذه نبوءة؟..
أوردت حديثا فيما سبق يرد على هذا الإشكال .
وكذا في المداخلة السابقة .
نفي الحق يستلزم ظهور الباطل، وقد حصل من نفي نبوءة الخضر في هذا السياق أن ظهرت نظريات باطنية باطلة مفادها أشياء تخالف شرعة الله وكتبه السماوية وآثار أنبئائه وأوليائه هي والله أشبه بالأساطير والخرافات والصحون الطائرة : أن هناك حكومات خفية وأوتاداً وأقطاباً وأولياء وصوفية وثنية .. وأن قوى الأولياء هي أعتى علماً وقوة من النبيئين وأمهر تصرفاً في الكون والحقائق من كل أحد...

لا علاقة للأمر بالباطنية . فالخضر إما ورد ما ينص نبوته . وإما لم يرد ما يؤكد . وأرى أن ما يستدل به لا يصل الى دليل قوي . بل دليل يجاب عليه بالكثير مما يرده .
فالباطنية حقيقة إنما يستشكلوا علينا استشكالا . وحقيقة هم أهل باطن .
أما تعلم الفاضل من المفضول وإتباعه أو الإقتداء به في الصلاة أو كونه جنديا في جيشه فقد ورد من الآيات والأحاديث ما يدلل على ذلك .
فقصة طالوت كان في جيشه نبي بالإضافة الى شاب هو داود عليه السلام .
أما الإقتداء في الصلاة فهي صلاة النبي خلف ابو بكر رضي الله عنه ثم رجوع ابو بكر ليصل الصف وقول النبي له بعد ذلك يدلل على الجواز :

" عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ وَحَانَتْ الصَّلَاةُ فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ فَأُقِيمَ قَالَ نَعَمْ فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ فِي الصَّلَاةِ فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ فَصَفَّقَ النَّاسُ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ مِنْ التَّصْفِيقِ الْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ امْكُثْ مَكَانَكَ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ اسْتَأْخَرَ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُكَ


فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمْ مِنْ التَّصْفِيحِ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْهِ وَإِنَّمَا التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ"رواه البخاري

وكذا موقع الجيش في بدر وتأبير النخل وغيره يدل أن العلم الدنيوي قد يحصل للناس ولا يعلمه الأنبياء إلا إذا أوحي اليهم فيه أو تعلموه .

أما إتباع الوحي فهو أمر لكل مكلف :
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ [الأعراف/3]
 
أخ مجدي
سأركز على أمر العبد الصالح (الخضر)، وسأورد الأدلة من سورة الكهف على أن ما تلقاه هو من أمر الله الذي لا يتصور إلا أن يكون وحياً وسألونه باللون الأحمر:
فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ﴿٦٥﴾ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿٦٦﴾ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٦٧﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿٦٨﴾ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿٦٩﴾ قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ﴿٧٠﴾ فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ﴿٧١﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٢﴾ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴿٧٣﴾ فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ﴿٧٤﴾ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿٧٥﴾ قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا ﴿٧٦﴾ فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿٧٧﴾ قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا ﴿٧٨﴾ أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿٧٩﴾ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا
1) سياق هذه الآيات الكريمة يبين أن ذلك العبد قد أوتي من الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه .. فما هي هذه الرحمة ؟ وما هذا العلم ؟. وكيف كان تلقيه له.. إذا لم يكن بطريق الوحي ؟.
2) كان عند هذا العبد علماً من أمر موسى عليه السلام : (قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ). فمن الذي أنبأه بتلك الغيوب ؟.. إذا لم يكن تلقاه من طريق الوحي ؟.
3) علمه بأمر السفينة التي وراءها ملك الظالم .. وقتله للطفل الذي إذا بلغ الكبر أرهقهما طغيانا وكفراً .. والجدار الذي هو أمان للكنز المدفون تحته ميراثاً لليتيمين.. أليس يقف علم البشر عن إدراك تلك الحقائق؟ كيف علم الخضر كل ذلك إذا لم يكن من طريق الوحي ؟.. ما هي تلك القوى الخارقة التي كانت لدى الخضر .. ليعلم الماضي البعيد والمستقبل والبعيد والغائب .. إذا لم يكن ذلك بوحي الله تعالى ؟.
4) قوله : (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما).. أليس هذا إخباراً عن الله تعالى بما هو من مراده القدري الذي لا ينبغي أن يطلع عليه أحداً إلا من أطلعه الله عليه ؟..
5) قوله : (وما فعلته عن أمري).. أليس دالاً على تلقي أوامر من الله تعالى بذلك؟ كيف تلقى تلك الأوامر؟.
أم أن هناك طريقاً للتلقي عن الله غير الوحي ؟.
هذه كلها لوازم تلزم من عدم القول بأنه نبيء .
وعليك أن تخبرنا عن اللوازم التي تلزم من القول بأنه ليس بنبيء .
وفقك الله .
 
أخي عصام لأعيد لك الأدلة التي تبين ذلك:
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)


يكلمون, محدثون , ولم يكونوا أنبياء .

هل يلزم من استنتاجك أن نثبت النبوة لغير الذين نعرفهم من أنبياء الله ؟
نعم سأورد لك أيات وتضع لها نفس ما تفضلت من أسئلة .

كيف علم طالوت بالنهر وهل أمره بإمتحانهم من الوحي ؟
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ [البقرة/249]

كيف علم ذو القرنين :قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف/98]

وكذا قصة الراهب وقصة أصحاب الأخدود هل هي تدلل على نبوة ؟

وعزير الذي افتتن به اليهود ؟


جوابي ليس شرطا وليسوا أنبياء وليست مريم ولا أم موسى من أنبياء الله (قال بنبوتهن ابن حزم والقرطبي..
 
أخي مجدي حياك الله
محل النزاع أنه مسكوت عنه.. وقد حصل في أمره لبس كثير.. فجاز الاستظهار.
وهذا ما نحن فيه..
أخي عصام لأعيد لك الأدلة التي تبين ذلك:
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)
يكلمون, محدثون , ولم يكونوا أنبياء .
هل يلزم من استنتاجك أن نثبت النبوة لغير الذين نعرفهم من أنبياء الله ؟
نعم سأورد لك أيات وتضع لها نفس ما تفضلت من أسئلة .
إذا كنت تشترط النص فما الدليل على أن الخضر كان محدَّثاً..
وهل هذا التحديث يكون بما هو في الأمور الشرعية كما هو حال عمر الذي كان مزامناً للنبيء الكريم وكان موافقاً له كل الموافقة؟ أم هو في الأمور القدرية كما هو في حال الخضر المزامن لموسى وقد أنكر عليه ما أنكر؟.
هناك فرق صريح.
وطالوت في قولك :
كيف علم طالوت بالنهر وهل أمره بإمتحانهم من الوحي ؟
فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ [البقرة/249]
لم يكن طالوت يتكلم من عند نفسه .. فقد كان معه نبيء يسمونه في كتبهم (صموئيل).. والآية واضحة : (وقال لهم نبيئهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً...).. (وقال لهم نبيئهم إن آية ملكه ...) . ثم هناك معه داوود ولقمان ...
وأما ذو القرنين في قولك:
كيف علم ذو القرنين :قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف/98]
فهو ملك صالح يحكم بشريعة الأنبئاء التي يصرح بها للناس في كل حين، ويستخدم العلوم .. ولا يستبعد أن يكون معه نبيء يحكم بشرعته.
وأما إدراكه للرحمة (قال هذا رحمة من ربي).. فمن مقتضيات الإيمان التي تجب على كل مؤمن .. أن يستشعر مواطن رحمة الله ويحمده عليها.. ويؤمن أن كل ما في الدنيا زائل يوم القيامة..
نحن نؤمن بأخبار الله التي تجعل التاريخ البشري المشرق يدور في محور النبوءة والوحي والهدي الإلهي الذي لا يكون إلا بالوحي.. وخلاف هذا الأصل يحتاج إلى دليل.
وأما الراهب وأصحاب اللأخدود:
وكذا قصة الراهب وقصة أصحاب الأخدود هل هي تدلل على نبوة ؟
فأين هو الوحي فيهما ؟ مدارها على الراهب.. وهو من أتباع المسيح عيسى ابن مريم، كما لا يخفى.. فرجع الأمر إلى النبوءة.
وأما العزير:
وعزير الذي افتتن به اليهود ؟
فهو من أنبئائهم .. ويسمونه (عزرا) .. والمذموم في حقهم هو اتخاذهم إياه ابناً لله تعالى الله عن الوالد والولد!.. وهو من غلوهم في النبوءة.
وقولك:
جوابي ليس شرطا وليسوا أنبياء وليست مريم ولا أم موسى من أنبياء الله (قال بنبوتهن ابن حزم والقرطبي..
لم أقل إن في الأناث نبوءة.. لأنهن لم ينبئن عن الله تعالى ؛ لأن حقيقة النبوءة هي الإخبار عن الله والإعلام عنه تعالى.. ولأن مريم لما حُوصرت : (أشارت إليه).. والله تعالى قال: (وأمه صديقة).
ولا يحسن الاستشهاد بقوله: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً)؛ لأنها في الرسالة لا في النبوءة.
وأمر أم موسى أوضح.
ولا شرط عليك يا أخي .. بل إفادة واستفادة ومذاكرة.
بارك الله فيك وغفر الله لي ولك.
 
والرواية تذكر خيرية العلم
1) البخاري: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو قال: أخبرني سعيد بن جبير قال:
قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل، إنما هو موسى آخر؟ فقال: كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: إن عبدا من عبادي بمجمع البحرين، هو أعلم منك. قال: يا رب، وكيف به؟ ..
في الفتح:
2) وعند عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير فقال :
"ما أجد أحدا أعلم بالله وأمره مني ".
وهو عند مسلم من وجه آخر عن أبي إسحاق بلفظ : "ما أعلم في الأرض رجلا خيرا أو أعلم مني ".
قال بن المنير : ظن ابن بطال أن ترك موسى الجواب عن هذه المسألة كان أولي قال عندي أنه ليس كذلك بل رد العلم إلى الله تعالى متعين أجاب أو لم يجب فلو قال موسى عليه السلام : "أنا والله أعلم " لم تحصل المعاتبة . وإنما عوتب على اقتصاره على ذلك ؛ أي لأن الجزم يوهم أنه كذلك في نفس الأمر ، وإنما مراده الأخبار بما في علمه كما قدمناه . والعتب من الله تعالى محمول على ما يليق به ، لا على معناه العرفي في الادميين كنظائره .
قال ابن حجر : قوله : "هو أعلم منك " ظاهر في أن الخضر نبي ، بل بني مرسل إذا لو لم يكن كذلك للزم تفضيل العالي على الأعلى وهو باطل من القول .
ولهذا أورد الزمخشري سؤالا وهو دلت حاجة موسى إلى التعليم من غيره أنه موسى بن ميشا كما قيل إذ النبي يجب أن يكون أعلم أهل زمانه .
وأجاب عنه بأنه لا نقص بالنبي في أخذ العلم من نبي مثله .
قلت : (والقائل ابن حجر): "وفي الجواب نظر لأنه يستلزم نفي ما أوجب (من أنه أعلم أهل زمانه).
والحق أن المراد بهذا الإطلاق تقييد الاعلمية بأمر مخصوص ؛ لقوله بعد ذلك إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه .
والمراد بكون النبي أعلم أهل زمانه أي ممن أرسل إليه ولم يكن موسى مرسلا إلى الخضر .
وإذاً فلا نقص به إذا كان الخضر أعلم منه أن قلنا أنه نبي مرسل أو أعلم منه في أمر مخصوص أن قلنا أنه نبي أو ولي .
وينحل بهذا التقرير اشكالات كثيرة.
ومن أوضح ما يستدل به على نبوة الخضر : قوله (وما فعلته عن أمري):
وينبغي اعتقاد كونه نبيا لئلا يتذرع بذلك أهل الباطل في دعواهم أن الوالي أفضل من النبي حاشا وكلا
.
(....)
وقال: واستدل به على أن الخضر بني ؛ لعدة معان قد نبهت عليها فيما تقدم كقوله : (وما فعلته عن أمرى) ، وكاتباع موسى رسول الله له ليتعلم منه وكأطلاق أنه أعلم منه وكإقدامه على قتل النفس لما شرحه بعد وغير ذلك .

==================

وأما مستمسكات الباطنية التي اعترضت على انها لا تلزم .. فقد استندت في كثير من أباطيلها إلى ذلك الخفاء المدلهم في قصة الخضر عليه السلام من أنه ليس بنبيء، ولم تحدد صفته الشرعية ؛ أي نوع من العباد هو..
وإليك بعض هذه الأقوال التي لا تليق بدين محمد صلى الله عليه وسلم:
قال النووي في شرح مسلم:
"جمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة .
وحكاياتهم في رؤيته والاجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه، ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن يحصر وأشهر من أن يستر
.
وقال الشيخ أبو عمر بن الصلاح: هو حي عند جماهير العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك.
قال: وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين. قال الحبري المفسر وأبو عمرو: هو نبي . واختلفوا في كونه مرسلاً.
وقال القشيري وكثيرون: هو ولي.
وحكى الماوردي في تفسيره ثلاثة أقوال: أحدها نبي، والثاني ولي، والثالث أنه من الملائكة وهذا غريب باطل.
قال المازري: اختلف العلماء في الخضر هل هو نبي أو ولي؟ .
قال: واحتج من قال بنبوته بقوله: (وما فعلته عن أمري ) فدل على أنه نبي أوحي إليه وبأنه أعلم من موسى ويبعد أن يكون ولي أعلم من نبي.
وأجاب الاَخرون بأنه يجوز أن يكون قد أوحى الله إلى نبي في ذلك العصر أن يأمر الخضر بذلك.
وقال الثعلبي المفسر: الخضر نبي معمر على جميع الأقوال محجوب عن الأبصار يعني عن أبصار أكثر الناس
قال : وقيل إنه لا يموت إلا في آخر الزمان حين يرفع القرآن.
وذكر الثعلبي ثلاثة أقوال في أن الخضر كان من زمن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم أم بعده بقليل أم بكثير....".

لو قلنا بنوءته لذهب كل ذلك الباطل الذي تخلل الحق قروناً أدراج الرياح!.
 
أخي عصام . كلها استنتاجات تحتمل الدفع . وما سقته في آخر مداخلة هو كلام ابن حجر الذي يرى أن الخضر نبي .لكن لا يلزم شيء مما استدل به ابن حجر لا من حيث الدلالة على انه نبي ولا سد الذريعة على أهل الباطن .
الخضر ميت لا أشك في ذلك ومن قال بحياته فإنما قال ذلك لأنه فاته الحديث الصحيح عن النبي بوفاة كل بشر كان حيا قبل ماية عام.

ونبوة النساء هي عند ابن حزم والقرطبي وابوالحسن الأشعري . وقد أجابوا عن كونهم اناث .

أما القول بأنه قد يكون محدث فإنه لا يمكنني ولا يمكنك الجزم بأنه أعلى من ذلك .
وما قلته عن الأنبياء زمن طالوت وذوالقرنين يحق لأي شخص أن يقول لك وما أدراك لعله كذلك كان ينفذ أمر نبي ؟

أما الإستدلال بقول أهل الكتاب فلا يلزمنا ولو لزمنا لجعلنا داود ليس نبيا وأثبتنا النبوة لغيره .ولكن لا نصدقهم ولا نكذبهم فيما لا علم لنا به .
قصة الراهب فيها أنه قال للصبي من أبوك فأجابه . وكذا الطفل الذي يرضع من أمه فإنه قد أخبر بحال الرجل والجارية .


أما عزير فلا أعلم من قال من أهل شرعتنا بنبوته . وكتب أهل الكتاب لا يعول عليها إثباتا ولا نفيا .
 
أخي عصام لقد وضعت لك قول ابن عثيمين رحمه الله من موقعه فراجع الربط فهو يقول أنه ليس نبي . وتمام ما في الربط بما يخصنا في الموضوع هو:

الراجح أن الخضر ولي لا نبي




"السؤال: فضيلة الشيخ! ما هو القول الراجح في الخضر عليه السلام هل هو نبي أو رسول؟ وما صحة ما القول بأنه حي إلى اليوم، ويظهر لبعض الناس أحياناً، فكثير من الناس قد اغتر بهذه القصة على أن الأولياء لهم مقام فوق مقام النبوة حتى قال قائلهم:
مقام النبوة في بـرزخ فويق الرسول ودون الولي
أفتونا مشكورين؟ الجواب: قولك في السؤال عن الخضر هل هو نبي أو رسول هذا ليس هو الخلاف، الخلاف هل هو نبي أو ولي أي: ليس بنبي، والصحيح أنه ليس بنبي، وأن الله تعالى أعطاه علماً لا يعرفه موسى؛ من أجل الامتحان والاختبار؛ لأن موسى عليه الصلاة والسلام قال: لا أعلم أحداً على وجه الأرض أعلم مني، فأراد الله تعالى أن يبين له أن من أهل الأرض من هو أعلم منه، وهو أعلم من موسى بما علمه الله من قصة السفينة، والجدار، والنفس التي قتلها فقط، وليس أعلم منه بشريعة الله. ثم إن القول الراجح أنه ليس بحي، بل هو ميت في وقته كغيره من الناس، ولو كان حياً للزمه أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويؤمن به، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرسل إلى جميع الناس، ومن المعلوم أنه لم يأت إلى الرسول، ولم يقل أحد من الصحابة أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم إنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد) فلو قدر أنه موجود فإنه يكون قد مات. وعلى كل حال إن الصواب الذي لا شك فيه عندي أن الخضر قد مات، وأن موته كان مثلما يموت الناس في ذلك الوقت. وأيضاً الصحيح أنه ليس بنبي إنما هو رجل أعطاه الله علماً في أشياء معينة، ليتبين لموسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن في الأرض من هو أعلم منه في بعض الأمور. أما من زعم أن الولي أفضل من النبي فإنه كافر، لأن النبيين هم أعلى طبقة من طبقات بني آدم، ثم إن النبي جامع بين النبوة والولاية، والرسول جامع بين الرسالة والنبوة والولاية، والقائلون بأن مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي كاذبون في ذلك، فأفضل طبقات بني آدم هم النبيون وعلى رأسهم الرسل، وعلى رأس الرسل أولو العزم الخمسة، ثم بعد ذلك الصديقون، ثم الشهداء، ثم الصالحون......."

وفي الربط السابق تسجيل صوتي للشيخ رحمه الله تعالى .
وانما ابن باز رحمه الله رجح أن الخضر نبي.




وكذا كلام ابن تيمية . يحتاج لتدقيق كما ترى في الربط الذي ذكرته بارك الله فيك . فإني وجدته لا يقطع بنبوته وخصوصا عند الكلام على من أفضل الخضر أم ابوبكر . فجعل الجواب يتعلق بحال الخضر ولم يجعل الخضر أفضل مطلقا , ولو كان يراه نبيا لقال الخضر أفضل . ولكنه فصل .
 
أخي مجدي بارك الله فيك وغفر الله تعالى لي ولك ..

ولكن تظل المشكلة في أن هناك قاعدة في مفهوم النبوءة ، وهي :
أن النبيء لا يكون إلا من خيرة أهل زمانه مصطفى مختاراً من خيارهم علماً وعملاً، فكيف يكون هناك من هو أعلم من النبيء ؟.
وهذا التقرير الذي لا يراعي ذلك يستلزم أن الولي قد يكون عنده علوم ليست من شأن النبيء ؟..
وأن البحث عن مصدر تلقيه عن تلك العلوم غير لازم .
أليس في هذا حجة لمن يقول بأن هناك علوماً مازالت تصدر عن الأولياء ولو كان ذلك بعد ختم النبوءة ؟.
أولم تر أن بعض العلماء ذهب إلى إثبات الولاية للخضر .. ثم لما صُدم بأن الوليَّ لا يكون أعلم من النبيء = قال: قد يكون علم ذلك من نبيء آخر، وهو هروب إلى وجه متكلف أهون من الأول .
وولاية الخضر المجردة من النبوءة يا أخي حجة لكثيرين من المتصوفة في اختراع الأحكام ونقض الشرائع، وانشطار الوحي - عندهم - إلى حقيقة باطنية إلهامية وشريعة ظاهرية نصيّة.
وهي - بحجة أن الخضر ليس بنبيء ، وأنه قد جاء بما لم تبلغه معارف النبيئين- مستند يصعب رده.. كيف وهو قرآن يتلى ؟.
أفلم تقرأ كلام الشيخ بكر أبوزيد في تشكيكه في فتوى ابن تيمية التي نقلها ابن قاسم في مجموع الفتاوى وأشار إلى أن ابن قاسم قال معلقاً على هذه الفتوى تعليقاً لم يعلق به إلا على هذه الفتوى: (هكذا وجدتها)، والتي تتناقض مع سائر فتاوى شيخ الإسلام في المسألة؟.
ولا سيما أنه صرح في "منهاج السنة" أن الخضر نبيء .
أفلا يكون الشيخ قد قرأ تلك الفتوى الشاذة في مجموع الفتاوى، وأخذ بظاهرها ؟.
وهو معذور في ذلك عليه رحمة الله .
ألا يستدعي هذا إعادة النظر في المسألة بأصلها وفصلها ؟.

تصحيح:
قلت سهواً:
وهذا رابط ثاني يبين ترجيح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه نبيء
والصحيح في الرابط المشار إليه : ليس بنبيء.
 


بعد المتابعة أقول،
كون الخضر يقول:"وما فعلته عن أمري"، دليل على أنه متصل بالوحي. أما كونه تابعا لنبي فتكلف لا داعي له لأنه كان مع موسى ولم يكن معه أحد يوجهه. ووصل به الأمر أن يقتل. فهل يصل الأمر بالمحدَّث أن يقتل؟!
ولكن بإمكان الأخ مجدي أن يقول: ليس كل من أوحي إليه في مسألة أصبح نبياً، بل النبوة كما قال بعض الأخوة في هذا الملتقى تكليف رباني بوظيفة مع تواصل الوحي للقيام بهذه الوظيفة. والدليل عليه الإيحاء لمريم وأم موسى والفتى يوسف في البئر...سلام الله عليهم جميعاً. أما الزعم بأن أم موسى ألهمت إلهاما فهو يعارض صريح النص الذي يفيد أن الله تعالى قد خاطبها تفصيلاً إلى درجة أن تقوم بإلقائه في الماء وهي متحققة أنه عائد إليها.
وهنا لدي إشكال يتعلق بالحديث الصحيح وهو؛ كيف يطلب موسى عليه السلام الحوت ليأكل منه وهو يعلم أن فقد الحوت هو الإشارة على مكان الخضر؟
 
ذهب الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى أن الخضر نبي واستدل على ذلك بأدلة منها :
1 - تكرر إطلاق الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على النبوة ؛ وهو دليل استقرائي .
2 - قوله : "وما فعلته عن أمري" قال أي إنما فعلته عن أمر الله تعالى ، وأمر الله لا يعرف إلا من طريق الوحي .
3 - أن تلك المسائل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلاة لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي .
4 - أن إلهام الأولياء منبوذ عند الأصوليين بالعراء أي لا يستدل به لعدم عصمتهم .
ثم ذكر أمورا أخرى تصب في نفس الاتجاه .
وقال بأن القول بأن هناك طريقا غير الوحي تعرف بها أوامر الله تعالى ونوهيه هو قول بعدم الحاجة إلى الرسل ، وهو باطل .
أما قول بعض الإخوة في مسألة الوحي اللغوي متبعا في ذلك قول الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى فهي ليست محل بحث ؛ لأن البحث في النبوة الاصطلاحية .أضواء البيان - (3 / 323 وما بعدها )دار الفكر بيروت - لبنان طبعة : 1415 هـ
 


.
وهنا لدي إشكال يتعلق بالحديث الصحيح وهو؛ كيف يطلب موسى عليه السلام الحوت ليأكل منه وهو يعلم أن فقد الحوت هو الإشارة على مكان الخضر؟
أخي الكريم

من يسافر يحمل طعاما كافيا لسفره ,فإنه أمر بأن يأخذ الحوت معه علامة, فإذا فقده كان ذلك سبيلا لمعرفة مكان العبد الصالح , فلما طلب موسى الغداء , تنبه الفتى الى فقدان الحوت ,فأخبر موسى أنه نسي الحوت عند الصخرة ,فلما وجدا الحوت يتخذ سبيله في البحر تعجبا لذلك موسى عليه السلام,ثم أخذا يقتصان أثره حتى وجدا العبد الصالح ..

والله تعالى أعلم.
 
ذهب الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى أن الخضر نبي واستدل على ذلك بأدلة منها :
1 - تكرر إطلاق الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على النبوة ؛ وهو دليل استقرائي .
2 - قوله : "وما فعلته عن أمري" قال أي إنما فعلته عن أمر الله تعالى ، وأمر الله لا يعرف إلا من طريق الوحي .
3 - أن تلك المسائل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلاة لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي .
4 - أن إلهام الأولياء منبوذ عند الأصوليين بالعراء أي لا يستدل به لعدم عصمتهم .
ثم ذكر أمورا أخرى تصب في نفس الاتجاه .
وقال بأن القول بأن هناك طريقا غير الوحي تعرف بها أوامر الله تعالى ونوهيه هو قول بعدم الحاجة إلى الرسل ، وهو باطل .
أما قول بعض الإخوة في مسألة الوحي اللغوي متبعا في ذلك قول الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى فهي ليست محل بحث ؛ لأن البحث في النبوة الاصطلاحية .أضواء البيان - (3 / 323 وما بعدها )دار الفكر بيروت - لبنان طبعة : 1415 هـ

كلها سبق الرد عليها إلا الرابعة . وحقيقة فعل الخضر لم يكن تشريعا لأحد غيره إن كان غير نبيا , وقطعا إنه فعل ما فعل عن علم .وعمله إنما كلف به ولم يكن اجتهادا .

ومعلوم أن النبوة تحتاج لدليل يقطع به صدق النبي . واليك الروابط التالية ردا على القاديانية الأحمدية :

ادعاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13610

يدعون أن النبوة لم تختم :
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13611

دلائل ختم النبوة والرسالة :
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=13600
 
كلها سبق الرد عليها إلا الرابعة . وحقيقة فعل الخضر لم يكن تشريعا لأحد غيره إن كان غير نبيا , وقطعا إنه فعل ما فعل عن علم .وعمله إنما كلف به ولم يكن اجتهادا .

]

لم أكتشف مكان االرد على الثلاثة المذكورة .
وإن يكن فتكفينا الرابعة .
أما فعل الخضر نفسه فقد قلت إنه كلف به ولم يكن اجتهادا منه ؛ فكيف كلف به ؟ أعن طريق الوحي أم بطريق أخرى وما هي ؟
 
لم أكتشف مكان االرد على الثلاثة المذكورة .
وإن يكن فتكفينا الرابعة .
أما فعل الخضر نفسه فقد قلت إنه كلف به ولم يكن اجتهادا منه ؛ فكيف كلف به ؟ أعن طريق الوحي أم بطريق أخرى وما هي ؟

العلم الشرعي تابع للوحي بلا شك . أعيد عليك مداخلة سابقة :
أخي ابراهيم . هل يقال ذلك أيضا في قصة الراهب(أنه نبي) التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام ؟
لا شك أن ما فعله العبد الصالح في أصله من العلم الذي علمه الله عز وجل لهم .
ازيدك حديثا صحيحا عن النبي عليه الصلاة والسلام يبين أن ذلك ليس كما توهمت من النبوة .

"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)


"قَالَ ابْنُ وَهْبٍ تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ مُلْهَمُونَ"صحيح مسلم - (ج 12 / ص 118)

"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ قَالَ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ"سنن الترمذي - (ج 12 / ص 153)


على أي حال هذا ما أعلمه من أمر الخضر ولا أعلم أكثر من ذلك فيه .
 
السلام عليكم
أرى أن الفائدة العائدة علينا من علم كون الخضر نبي أم لا فائدة قليلة ..ومما ذكر الأخوة يتضح أن الموضوع قتل بحثا فى كتب التراث ولم يُقطع فيه برأى
وكما لم يتغير رأى أحد المتحاورين ... فلا أمل فى تغيير رأى أحد من معتنقى التفسير الباطنى
إذن لا فائدة من اعادة نقاش كون الخضر نبى أم لا .....
ولكن الفائدة تتحقق إذا نحن فهمنا
هل هو فى فعله قدوة للمتعلم مثل موسى ... وكذلك نحن ؛
وإن لم يكن فما فائدة القصة لكى يقصها القرآن علينا ؟
ثم الفائدة الأكبر .. ما مغزى كل واقعة بتأويلها ... مثلا ...هل وجود الغلام الطاغى يمنع أن يرزق الله ذلك الأب الصالح غلاما صالحا ولذلك لابد من ازاحة الطاغى بقتله أولا ؟
 
السلام عليكم
أرى أن الفائدة العائدة علينا من علم كون الخضر نبي أم لا فائدة قليلة ..ومما ذكر الأخوة يتضح أن الموضوع قتل بحثاً فى كتب التراث ولم يُقطع فيه برأى
وكما لم يتغير رأى أحد المتحاورين ... فلا أمل فى تغيير رأى أحد من معتنقى التفسير الباطنى
إذن لا فائدة من اعادة نقاش كون الخضر نبى أم لا .....
ولكن الفائدة تتحقق إذا نحن فهمنا
هل هو فى فعله قدوة للمتعلم مثل موسى ... وكذلك نحن ؛
وإن لم يكن فما فائدة القصة لكى يقصها القرآن علينا ؟
ثم الفائدة الأكبر .. ما مغزى كل واقعة بتأويلها ... مثلا ...هل وجود الغلام الطاغى يمنع أن يرزق الله ذلك الأب الصالح غلاما صالحا ولذلك لابد من ازاحة الطاغى بقتله أولا ؟
أخي الكريم حياك الله
الموضوع لم يقتل بحثاً ، لأنه ما زال حياً يسعى..
ونحن لا نعلم أين الفائدة بالضبط في معاني القرآن ولا أين المفيد من غير المفيد أو الأقل فائدة أو الأكثر.. هذا التقليل من فائدة الموضوع لا يجوز.
ولا زال العلماء ينظرون في المشكل والمتشابه .. بقصد إرجاعه إلى المحكم.. ويرجحون ويقدمون ويؤخرون..
والأمل في الله كبير في الوصول إلى ترجيح معتمد وتحرير أصيل..
وطول تاريخ الخلاف في مسألة لا يبرر السكوت عنها، ولا سيما إذا كانت مستنداً للبدع والمبتدعة.
أما أسئلتك الكريمة فكلها أو أغلبها فروع عن خفاء صفة الخضر الشريعة ومصدر تلقيه..
وهذا يدل على أن في المسألة التي قللت من فائدتها !! مشكلة تحيّر اللبيب من أمثالك.. إذا لم تحرر .. وفوائد مهمة..
أما فوائد أجزاء القصة فلا إشكال فيها، ومحل الكلام عنها بحث آخر.
وقد ورد مثلاً قوله صلى الله عليه وسلم، فيمن سأل عن قتل الصبيان: إذا كنت تعلم من الصبيان ما يعلم الخضر منهم (يعني أمؤمنون هو أم كفار) فاقتلهم؛ أو نحواً من هذا.. فرجعنا إلى مصدر تلقي الخضر.. لأن علة الحكم معلقة به.
ثم إننا لسنا مطالبين بظاهر القرآن فقط.. بل امتدح الله تعالى : (الذين يستنبطونه منهم).. أليس الاستنباط يكون فيما لا نص فيه؟.
الله تعالى لا يصرح دائماً، بل قد يلمح ، لأغراض لا تخفى على دارس للكتاب العزيز.. وكل ذلك (ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)..
ولأن كتاب الله محكم.. ومتشابهاته تخفى حيناً حتى إذا رُدت إلى المحكمات.. انقلبت محكمات أيضاً..
وفي صحيح ابن حبان، قال :
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة أراد به على الفطرة التي فطره الله عليها جل وعلا يوم أخرجهم من صلب آدم ؛ لقوله جل وعلا : (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) ؛ يقول : لا تبديل لتلك الخلقة التي خلقهم لها إما لجنة وإما لنار ؛ حيث أخرجهم من صلب آدم ، فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار .
ألا ترى أن غلام الخضر - قال صلى الله عليه وسلم - طبعه الله يوم طبعه كافرا وهو بين أبوين مؤمنين .
فأعلم الله ذلك عبده الخضر ولم يعلم ذلك كليمه موسى صلى الله عليه وسلم .
على ما ذكرنا في غير موضع من كتبنا".
والسؤال المتكرر للإخوة الذين لا يقولون بنبوة الخضر: ما نوع هذا التعليم الذي تلقاه الخضر؟..
واقتراحهم (التحديث): (بمعنى الإلهام) تحكّم، وخاصة أن غالب أفعال الخضر هنا (اثنان من ثلاثة) أفعال مخالفة لشريعة موسى ، بل لكل الشرائع، وقد كان عمر رضي الله عنه (المحدث) يتكلم بالكلام ، فيوافق الله تعالى في التنزيل والتأويل، ونفهم أن المحدث موافق للشريعة وليس مخالفاً كغالب مخالفة الخضر لشريعة موسى..
ثم اختيارهم للتحديث لا نصّ عليه في هذه القصة بعينها .. هل ورد أن الخضر من المحدَّثين؟..
وما داموا اختاروا وصفاً شرعياً للخضر من غير نصّ كنص تحديث عمر، فلماذا لا يقولون بالمفهوم ذاته بأنه نبيء .
ومن المرجحات اختيار القول الذي تشهد له القرائن ، وتقل معه اللوازم الفاسدة.
ومن هذا :
أن الخضر قال في أول تنبئه أو نبوءتهلموسى : (هذا فراق بيني وبيني ، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً)..
أفينبئ عن الغيب، وفي حضرة نبيء كليم ، وليس بنبيء ؟.
براءة بين تأويلين :
قال في أول النبوءة: هذا فراق بيني وبينك. سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صيراً).
وقال في آخر النبوءة (وما فعلته عن أمري. ذلك التأويل)..
كيف جاءت (وما فعلته عن أمري) بين التأويلين ؟.
لماذا كرر التأويل مرتين هنا (سأنبئك بتأويل) و(ذلك تأويل)؟. لم أرهما (النبأ/ التأويل) اجتمعا معاً في سياق إلا مع نبيء الله يوسف عليه السلام (نبّئنا بتأويله).
ما الضمير في (فعلته) .
الضمير في ( فعلته ) إما إن يكون راجعاً إلى ( ما ) الموصولة، وهي تفيد (الأفعال الثلاثة: الخرق/ القتل/ البناء)، أو إلى التأويل في قوله (سأنبئك بتأويل).. والمرد واحد في النهاية.
عن : تفيد المجاوزة في دلالتها الأصيلة، أي ليس هذا العلم أو التأويل صادراً عن علمي الذاتي.
لماذا قال لموسى: (وكيف تصبر على ما لم تحط به خُبراً).. ثم هو هنا ينبئه ؟.
ولعلنا نطلب من الإخوة ممن فتح الله تعالى عليه بعلم في هذه المسألة أن يتفضل مشكوراً مدعواً له بظهر الغيب.
والله الموفق.
 

مع اقتناعي بأن الخضر نبي إلا أنني أوافق الأخ مصطفى بأن الفائدة العائدة قليلة، لأن موسى عليه السلام كلف من الله تعالى باتباع هذا الرجل والتعلم منه كما هو واضح في القصة القرآنية.
وإلى الأخ مصطفى أقول:
ما قام به موسى عليه السلام من استنكار للأعمال السلبية هو عين المطلوب منه، ولكنه لا يلبث أن يتذكر أن الله تعالى هو الذي وجهه ليلقى العبد الصالح. فهو عليه السلام يستنكر ثم يتذكر أن هذا العبد يتصرف عن علم لدني بأمر إلهي. بل إن العبد الصالح اعتبر استنكار موسى عليه السلام هو الأصل:"وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا". من هنا قدوتنا في هذه القصة هو موسى عليه السلام.
القصة تقرّب لنا فهم الحكمة الإلهية التي قد يعز علينا فهمها. وكم من إنسان فتن لأنه لم يدرك الحكمة من وجود الفقير والأعمى والزلازل والأطفال المرضى والأيتام المشردة...الخ. ونحن مثل الطفل الذي يستنكر موقف الأم والأب لأنه لا يطيق فهم تصرفهما، إلا ان الفرق بين إدراك الأب والطفل محدود ومعدود، وعلم الله وحكمته لا حدود لهما.
أما الغلام فواضح أنه في سن التكليف، ثم هو يمارس الطغيان والكفر بدليل:" فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفرا"، فهو قد شق على الوالدين بطغيانه وكفره ولمّا يبلغ الإرهاق بعد. وهذا يفيد بأن الله تعالى يحفظ أهل الإيمان حتى عندما ينزل بهم المصائب.
 
العلم الشرعي تابع للوحي بلا شك . أعيد عليك مداخلة سابقة :
أخي ابراهيم . هل يقال ذلك أيضا في قصة الراهب(أنه نبي) التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام ؟
لا شك أن ما فعله العبد الصالح في أصله من العلم الذي علمه الله عز وجل لهم .
ازيدك حديثا صحيحا عن النبي عليه الصلاة والسلام يبين أن ذلك ليس كما توهمت من النبوة .

"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنْ الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ
زَادَ زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا مُحَدَّثٍ"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 22)


"قَالَ ابْنُ وَهْبٍ تَفْسِيرُ مُحَدَّثُونَ مُلْهَمُونَ"صحيح مسلم - (ج 12 / ص 118)

"قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ قَالَ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ"سنن الترمذي - (ج 12 / ص 153)


على أي حال هذا ما أعلمه من أمر الخضر ولا أعلم أكثر من ذلك فيه .

وهل في هذه المداخلة جواب عن الأدلة التي استدل بها الشنقيطي وأهل العلم قبله على نبوة الخضر .
لم أفهم وجه الاستدلال أخي الكريم .
ولكي يتضح لي وللجميع أرجو أن تجعله على شكل نقاط .
فتقول مثلا الجواب عن الدليل الأول كذا .
والجواب عن الدليل الثاني كذا .وهكذا .
حتى نستفيد من نقاش أهل العلم في الموضوع .
أما كلمات الأحاديث التي نقلت ؛ فلا ترد قوله : " وما فعلته عن أمري" ولا ترد بقية الأدلة .
وغاية ما في تلك الأحاديث أن هناك "مكلمون" -بالفتح - و"محدثون" كذلك ، في الأمم السابقة ، وأنه إن يكن من هذا الصنف أحد من هذه الأمة فعمر ، ولا علاقة لهذا بنبوة الخضر .
والله تعالى أعلم.
 
السلام عليكم
أرى أن الفائدة العائدة علينا من علم كون الخضر نبي أم لا فائدة قليلة ..ومما ذكر الأخوة يتضح أن الموضوع قتل بحثا فى كتب التراث ولم يُقطع فيه برأى
وكما لم يتغير رأى أحد المتحاورين ... فلا أمل فى تغيير رأى أحد من معتنقى التفسير الباطنى
إذن لا فائدة من اعادة نقاش كون الخضر نبى أم لا .....
ولكن الفائدة تتحقق إذا نحن فهمنا
هل هو فى فعله قدوة للمتعلم مثل موسى ... وكذلك نحن ؛
وإن لم يكن فما فائدة القصة لكى يقصها القرآن علينا ؟
ثم الفائدة الأكبر .. ما مغزى كل واقعة بتأويلها ... مثلا ...هل وجود الغلام الطاغى يمنع أن يرزق الله ذلك الأب الصالح غلاما صالحا ولذلك لابد من ازاحة الطاغى بقتله أولا ؟
هوكما قلت , ففيها عبرة وهذا الغرض من الموضوع .
وموسى لم يتعلم تشريعا من الخضر , وإنما تعلم أن العلم في كماله يرد الى الله عز وجل, فموسى خير من الخضر , ومع هذا تعلم من الخضر من علم علمه الله للخضر لا سبيل لموسى بمعرفته إلا بالطريقة التي علمها الله للخضر . وهي أن الله أطلع الخضر على بعض ما لم يكن أن لو كان كيف يكون , وهو ما لا يستطيع الإنسان أن يصبر عليه .

ولو إطلع الأنسان على ذلك الإمر لما مسه السوء ولستكثر من الخير كما قال ربنا مخبرا محمدا عليه السلام أن يخبر المشركين بحقيقة الأمر :

"قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "[الأعراف/188].
 
وهل في هذه المداخلة جواب عن الأدلة التي استدل بها الشنقيطي وأهل العلم قبله على نبوة الخضر .
لم أفهم وجه الاستدلال أخي الكريم .
ولكي يتضح لي وللجميع أرجو أن تجعله على شكل نقاط .
فتقول مثلا الجواب عن الدليل الأول كذا .
والجواب عن الدليل الثاني كذا .وهكذا .
حتى نستفيد من نقاش أهل العلم في الموضوع .
أما كلمات الأحاديث التي نقلت ؛ فلا ترد قوله : " وما فعلته عن أمري" ولا ترد بقية الأدلة .
وغاية ما في تلك الأحاديث أن هناك "مكلمون" -بالفتح - و"محدثون" كذلك ، في الأمم السابقة ، وأنه إن يكن من هذا الصنف أحد من هذه الأمة فعمر ، ولا علاقة لهذا بنبوة الخضر .
والله تعالى أعلم.

حسنا أخي الكريم . لك ما أردت .

"
ذهب الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى أن الخضر نبي واستدل على ذلك بأدلة منها :
1 - تكرر إطلاق الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على النبوة ؛ وهو دليل استقرائي ."

الرحمة والعلم في القرآن لم يكن مقتصرا على الأنبياء بل ورد في غيرهم أيضا .

فالدليل في ذلك :

فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا [الكهف/65]
هذأ وجه الدلالة
يقابله في نفس السورة :
في نفس القصة :
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف/82]


وقبلها :
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا [الكهف/10]


وبعدها قصة ذو القرنين (لا ندري نبي هو أم لا )

قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف/98]



أما العلم :
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام/91]

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة/247]

قال:"2 - قوله : "وما فعلته عن أمري" قال أي إنما فعلته عن أمر الله تعالى ، وأمر الله لا يعرف إلا من طريق الوحي ."
ليس شرطا أن يكون وحيا مباشرا, وانما هو علم أطلعه الله عليه وكلفه به , ولم يكلف به غيره مما نعلم .
وسقت الحديث لأدلل أن ذلك ليس دليلا كافيا
وهذا قول ابن حجر رحمه الله تعالى في شرح الكلمة :"فتح الباري لابن حجر - (ج 10 / ص 485)
قَوْله : ( مُحَدَّثُونَ )
بِفَتْحِ الدَّال جَمْع مُحَدَّث ، وَاخْتُلِفَ فِي تَأْوِيله فَقِيلَ : مُلْهَم ، قَالَهُ الْأَكْثَر قَالُوا : الْمُحَدَّث بِالْفَتْحِ هُوَ الرَّجُل الصَّادِق الظَّنّ ، وَهُوَ مَنْ أُلْقِيَ فِي رُوعه شَيْء مِنْ قِبَل الْمَلَأ الْأَعْلَى فَيَكُون كَالَّذِي حَدَّثَهُ غَيْره بِهِ ، وَبِهَذَا جَزَمَ أَبُو أَحْمَد الْعَسْكَرِيّ . وَقِيلَ مَنْ يَجْرِي الصَّوَاب عَلَى لِسَانه مِنْ غَيْر قَصْد ، وَقِيلَ مُكَلَّم أَيْ تُكَلِّمهُ الْمَلَائِكَة بِغَيْرِ نُبُوَّة ، وَهَذَا وَرَدَ مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا وَلَفْظه " قِيلَ يَا رَسُول اللَّه وَكَيْف يُحَدَّث ؟ قَالَ تَتَكَلَّم الْمَلَائِكَة عَلَى لِسَانه " رَوَيْنَاهُ فِي " فَوَائِد الْجَوْهَرِيّ " وَحَكَاهُ الْقَابِسِيّ وَآخَرُونَ ، وَيُؤَيِّدهُ مَا ثَبَتَ فِي الرِّوَايَة الْمُعَلَّقَة . وَيَحْتَمِل رَدّه إِلَى الْمَعْنَى الْأَوَّل أَيْ تُكَلِّمهُ فِي نَفْسه وَإِنْ لَمْ يَرَ مُكَلِّمًا فِي الْحَقِيقَة فَيَرْجِع إِلَى الْإِلْهَام ، وَفَسَّرَهُ اِبْن التِّين بِالتَّفَرُّسِ ، وَوَقَعَ فِي مُسْنَد " الْحُمَيْدِيّ " عَقِب حَدِيث عَائِشَة " الْمُحَدَّث الْمُلْهَم بِالصَّوَابِ الَّذِي يُلْقَى عَلَى فِيهِ " وَعِنْد مُسْلِم مِنْ رِوَايَة اِبْن وَهْب " مُلْهَمُونَ ، وَهِيَ الْإِصَابَة بِغَيْرِ نُبُوَّة " وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ عَنْ بَعْض أَصْحَاب اِبْن عُيَيْنَةَ " مُحَدَّثُونَ يَعْنِي مُفَهَّمُونَ " وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ " قَالَ إِبْرَاهِيم - يَعْنِي اِبْن سَعْد رِوَايَة - قَوْله مُحَدَّث أَيْ يُلْقَى فِي رُوعه " اِنْتَهَى ، وَيُؤَيِّدهُ حَدِيث " إِنَّ اللَّه جَعَلَ الْحَقّ عَلَى لِسَان عُمَر وَقَلْبه " أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر ، وَأَحْمَد مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث بِلَال ، وَأَخْرَجَهُ فِي " الْأَوْسَط " مِنْ حَدِيث مُعَاوِيَة وَفِي حَدِيث أَبِي ذَرّ عِنْد أَحْمَد وَأَبِي دَاوُدَ " يَقُول بِهِ " بَدَل قَوْله " وَقَلْبه " وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم ، وَكَذَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي " الْأَوْسَط " مِنْ حَدِيث عُمَر نَفْسه ."


فالذين جعلوا الوحي دليل النبوة جعلوا مريم وأم موسى أنبياء كابن حزم رحمه الله .

وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال :"وما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا"صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني رحمهم الله جميعا




الثالثة :
"3 - أن تلك المسائل التي قام بها الخضر عليه الصلاة والسلام لا يمكن القدوم عليها إلا عن طريق الوحي ."

الوحي المجرد لا يثبت النبوة . ونحن نعلم من الوحي عن طريق القران والسنة .
وموسى علي السلام يوحى اليه ولم يعلمها .



الرابعة:"4 - أن إلهام الأولياء منبوذ عند الأصوليين بالعراء أي لا يستدل به لعدم عصمتهم ."

لم يأتي الخضر بشيء يخالف الشريعة بل ما أمره الله والذي كلف به .
 
حسنا أخي الكريم . لك ما أردت .

"
ذهب الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى أن الخضر نبي واستدل على ذلك بأدلة منها :
1 - تكرر إطلاق الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم على النبوة ؛ وهو دليل استقرائي ."

الرحمة والعلم في القرآن لم يكن مقتصرا على الأنبياء بل ورد في غيرهم أيضا .

فالدليل في ذلك :

فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا [الكهف/65]
هذأ وجه الدلالة
يقابله في نفس السورة :
في نفس القصة :
فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا [الكهف/82]


وقبلها :
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا [الكهف/10]


وبعدها قصة ذو القرنين (لا ندري نبي هو أم لا )

قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا [الكهف/98]



أما العلم :
وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ [الأنعام/91]

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة/247]

.

إذن لتكن زبيبا .
يبدو أننا لم يتضح لنا الدليل الأول ، ولتوضيحه ؛ فإن ما يقصده الشنقيطي رحمه الله تعالى هو دليل الاستقراء الأصولي ، ومنه كلي وجزئي ، وعليك أن تقصر الجواب في هذا الدليل الأول على محورين :
أ - تبين أنه من خلال استقراء لفظ الرحمة والعلم المؤتى في القرآن الكريم تبين أنهما لا يطلقان على النبوة في الأغلب .
2 - أن تقصر ذلك الاستقراء على الرحمة والعلم المؤتى لا غيرهما ؛ لأن لفظ الآية المستدل بها يستلزم ذلك "آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما" وهو مقصود الشيخ رحمه الله تعالى .
وحتى ننهي هذا فسأنتقل معك إلى البقية.
 
السلام عليكم
سورة الكهف لم تتكلم عن أنبياء رغم أنه ورد فيها ذكر عباد كثير كأصحاب الكهف والرجلين وذو القرنين والعبد الصالح والمساكين الذين يعملون فى البحر ووالدى الغلام ووالد الغلامين
كون العبد الصالح ورد فى حقه " وعلمناه من لدنا علما " لايعنى ذلك أنه يوحى إليه .. إذ علم كل عالم هو من عند الله ...
نحن متفقون على تخطيأ التفسير الباطنى والذى لانحصل من ورائه إلا اعتقاد أن العبد الصالح ليس بشرا عاديا يتصرف مثلنا على علم وشريعة هى ماشرع الله لكل عباده من لدن آدم ونوح ..أو أنه ليس بشرا يموت مثلنا بعد عمر كأعمارنا
إن تصور علمه وتصرفه خارج منال الأنبياء فضلا عن البشر العادى يجعل لافائدة من معرفة حكايته ...
وكذلك تصور علمه وتصرفه خارج منال الأنبياء فضلا عن البشر العادى يجعل تفسيرنا لها كالتفسير الباطنى مع شيء من التجميل
وكذلك القول أن ما فعله كأنه شريعة خاصة به ... يجعل لافائدة من معرفتها


أردت القول أن الفائدة تأتى من اعتقادنا أنه عبد كأى عبد من عباد الله أوتى رحمة وعلم علما ...- وهما متاحان لكل عباد الله - ولم تخلع عليه الآيات صفة أكثر من هذا ..
وتدور قرارته وأوامره فى اطار أنه عبد علم علما
مثلا الغلام كان يمكن أن يموت ولاداعى لقتله لو كان الغرض مجرد ازاحته ... فلما كان القتل .. ولما تدخل هو بالقتل .. وهل الأنبياء هم من يقتلون أم الملوك والحكام .. إذن ما فعل العبد الصالح هو ولابد فى اطار الأسباب التى قدرها الله أن يقوم بها البشر وليس الملائكة ...

ويقرب هذا الفهم .. مقارنة علمه بأسباب ذى القرنين
فإن كانت أسبابه التى أتاه الله إياها خارقة ... لقلنا أن علم العبد الصالح علم خارق
ولما كانت أسبابا عادية ... فعلم العبد الصالح علم عادى ... لانبوة ولاتحديث
والله أعلم
 
وعليكم السلام ورحمة الله
غفر الله تعالى لإخواننا الذين يقولون إن الفائدة قليلة، في أمر من سورة تقرأ في كل جمعة !! مشكّلة ثقافة المسلم وتصوره للحياة والعمل والتخاطب، وقبل ذلك إيمانه بالحكمة والكلمة!!.
وقولك إن سورة الكهف لا تذكر أنبئاء منقوض بذكر نبيء الله موسى بن عمران الكليم (وإذ قال موسى لفتاه)..
وذكرت في أولها النبيء محمد صلى الله عليه وسلم (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب)، وفي آخرها (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي).
ولعلك ذهبت في هذا إلى مأخذ نوف البكالي الشامي وغيره ممن أنكر أن يكون موسى الخضر هو موسى بن عمران وهو الذي رد عليه ابن عباس به في حديثه..
والظاهر أن نفي هذه النبوءة سيضطر أصحابه إلى نفي كثير..
وهذا يبين أن أدلة القائلين بولايته مضطربة اضطراباً من عدة جهات:
1) انتفاء النص على أنه ولي ، إلا النص العام الذي يدخل فيه كل عبد لله (الذي آمنوا وكانوا يتقون)، فضلاً عما سواه من الأوصاف الشرعية ؛ محدث وغيره..
2) العجز عن تفسير نوع التكليف الذي كلف الخضر عليه السلام به وصفته الشرعية وسنده علومه الغيبية المتصل.
وواضح أن شرائع الله تعالى لا تجوّز قتل الأطفال، أو أن يكون فساد في ملك الغير من غير إذنه.. ومصدر الوضوح قوله تعالى: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك لدماء).
إذا كان أمر الخضر موافقاً للشريعة فكيف يضيق موسى عن استساغته؟.. وهو أعلم الناس بالشريعة في زمنه كما قال ، وإن كان لم يرجع العلم إلى عالمه سبحانه.
3) وأما الالتجاء إلى نبوءة النساء التي ذهب إليها ابن حزم (ولعل القرطبي تبعه) فمنقوضة بأمور منها:
تخرج منها أم موسى ؛ لدخولها في الناقصات من النساء، في قوله صلى الله عليه وسلم: "كمل من النساء أربع: مريم بنت عمرات ، وآسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم"..
وتخرج مريم لأنها لم تخبر عن الله .. بل (لم تكلم إنسياً) و(أشارت إليه).. لأن النبوءة - في أبسط معانيها اللغوية - إنباء وإخبار صادق عن الله.. ولا إخبار .. والإخبار قدر زائد عن تلقي الخبر الذي يسمي الله تعالى صاحبه: صديقاً. ومريم بهذا الوصف صديقة: (وأمه صديقة).
ثم إن الملك قال لها: (إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً).. فصدقت بالمعجزة وكانت صديقة لذلك...
4) الحق أن المواهب الإلهية التي وهبها الله تعالى للخضر ليست العلم والرحمة فقط، ولعلي أسرد بقية من الأدلة والقرائن :
= أنه كما قال عنه ربنا : (عبد من عبادنا) .. بإضافته إلى نفسه على جهة التعظيم.. ولا كذلك بقية العباد.. وهذا جزء من كل.
= قوله : (آتيناه).. فيها تصريح بالعطاء في خاصة نفس الخضر التي صارت مستودعاً لـ(الرحمة والعلم معاً).
وقد اعتُرض على هذا بمن يطلب الرحمة من العباد (آتنا من لدنك رحمة) أو بمن يقر بوجودها في الواقع أمام عينيه (قال هذا رحمة من ربي)..
وهو اعتراض ليس في محله، لأنه اعتراض على مجموع بمتفرق وعلى موهبة بأمنيّة وعلى عظمة بافتقار!!.
= قوله : (رحمة من عندنا). ليس رحمة فقط، ولكن رحمة من قبل الله مختصة به، وما هي هذه الرحمة ؟.
= قوله : ( علمناه ) فيها تعظيم هذا النوع من العلم الذي تلقى الخضر، من جهة تعظيم الله لنفسه في هذا السياق، مثل (ولقد آتيناك).
= ( من لدنا ): فيها تخصيص مصدر الرحمة والعلم، وهو الله، وليس من جهات بشرية.. فالعلم والرحمة من لدن المولى سبحاً.
= (علماً) مفعول مطلق؛ يؤكد خلوص هذا العلم من أي شائبة بشرية؛ لأنه علم من الله تعالى.
= (هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشداً): هل التحديث، مما يمكن أن يُتعلم، هل طلب أحد من عمر أن يعلمه أن يكون محدَّثاً، أو ولياً ملهماً؟؟. وهل للمحدَّثين أتباع.
= (قال إنك لن تستطيع معي صبراً): أول افتراق بعد الاجتماع ، وهذا الفرق ظاهر في أنه فوق الطوق البشري (الصبر) الذي يخاطبه الله تعالى بالشرائع (الإصلاح/ حرمة الدماء).
= (وكيف تصبر...): ليس لدى موسى وسائل تعينه على صبر من ذلك النوع من التكليف القدري الذي اختص به الخضر هنا.
= (قال ستجدني إن شاء الله صابراً): استثناء في محله في ميدان العمل مع الله، بعد أن أطلق في ميدان القول.. وهو درس عظيم أدركه موسى.
= (ولا أعصي لك أمراً): هذا قدر زائد على أن الخضر لديه علم أكثر من موسى في هذا الجانب، فقد أمر باتباعه، فهل يتبع النبيء غير نبيء؟.
= (قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء ) : اشتراط يؤكد توقعاً بالاعتراض الموسوي.
= (حتى أحدث لك منه ذكراً): لماذا عبر بالذكر المحدث هنا ؟.. ألا يكون ذلك الذكر هو الأمر الإلهي الموحى له به، وهو في نفسه، وسيخبر به موسى في حينه؟. قال تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث).
= (حتى ..): تأجيل تتجلى لموسى في أثنائه حكم المولى القدرية الغيبية في مخلوقاته، لا يعلمها ملك مقرب ولا نبيء مرسل، ولو كان موسى الكليم، إلا بإظهار الله تعالى له عليها.. وأمر هذه المسألة أصعب من أمر النبوءة لو أحسن التقدير وأنعم النظر!.
= (قال لو شئت لتخذت عليه أجراً): قال : كانت الثالثة عمداً كما في الحديث، لمعرفة موسى بقدر التفاضل بينهما، في العلم.
= (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً): الخضر يحدث الذكر، وينبئ موسى لم يستطع أن يحيط به خبراً ولا صبراً.
= (أما .. وأما .. وأما ..): لا مجل لبشر أن يعرف شيئاً من تلك العجائب القدرية.
= (فأردت) (فأردنا) (فأراد): لم يكن يكن الخضر منفذاً تنفيذاً حرفياً، بل كان :
في الأولى (فأردت) مخولاً باختيار نوع عطب السفينة، فهو صاحب إعطاب السفينة ونجاتها في الظاهر(انتهى الحدث كله بخرق السفينة).
وفي الثانية (فأردنا) كان قتل الغلام جزءاً أصيلاً في تغير مسار حياة الوالدين، وبقي الجزء الآخر بيد الله؛ أن يبدلها ربهما خيراً منه زكاة وأقرب رحماً).
وفي الثالثة (فأراد ربك): كانت إقامة الجدار سبباً في إمضاء أمر الله في أشخاص لم يرهم موسى ولا الخضر (لم يروا الجد والأيتام).. مما هو من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى .
= (ربك أن يبلغا أشدهما): فيها غيوب كثيرة: ، أن تحت الجدار كنز مخبوء، وبلوغ اليتيمين إلى أن يستخرجا الكنز، وقبلها (فخشينا أن يرهقهما).. (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله).
= (وما فعلته عن أمري): فعن أمر من فعلته؟ . وكيف عرفت ذلك ؟. ومتى ؟. وأين ؟.
والله أعلم.
 
[align=center]نقاش رائع
وما كنت أظن أنه سيصل إلى هذا الحد عندما عقبت على مشاركة الأخ مجدي وفقه الله[/align]
 
السلام عليكم
نسأل الله سبحانه المغفرة ... فليس منا أحد غير مجتاج إلى مغفرة ربه

أخى الكريم .. إنى أرى الخضر ليس نبيا ولا محدث
وله من الولاية كأى مؤمن ... بدون شطحات ولا خوارق .. ولا شريعة خاصة
والفائدة قليلة من التركيز على نقطة النبوة والولاية له .. ولو كانت ذا أهمية لقالت السورة ذلك بدون لبس ... وتركنا نحن الفوائد المطلوبة وانشغلنا بهل هو نبى أم لا !

التفسير شبه الباطنى بداية من أول الحوت كان مشويا أم لا ... وحتى الاعتقاد أن الخضر كان يعلم الغيب هو مايضيع علينا فوائد القصة
) العجز عن تفسير نوع التكليف الذي كلف الخضر عليه السلام به وصفته الشرعية وسنده علومه الغيبية المتصل
هل تتفضل وتبين لنا أي علوم غيبية كانت له
رجل ركب فى سفينة كان يعلم أن جنود الملك ينتظرون فى محطة الوصول لأخذها غصبا ...بمجرد أن ركب فيها أراد أن يعيبها فخرقها كى لايأخذوها
هل كون الملك غاصب .. أهذا غيب
هل كون أصاحبها مساكين ...أهذا غيب
هل معرفة أن الجنود لا يأخذون إلا السفينة الغير معيبة ... أهذا غيب !
= أنه كما قال عنه ربنا : (عبد من عبادنا) .. بإضافته إلى نفسه على جهة التعظيم.. ولا كذلك بقية العباد.. وهذا جزء من كل.
ما معنى -ولا كذلك بقية العباد - .... عباد الرحمن ...من عبادنا من كان تقيا .. اضيف هؤلاء نفس اضافة التعظيم
لاتعظيم ولا شيء .. هو عبد من جملة العباد
 
الأخ مصطفى سعيد وفقه الله .
لا شك أن الخضر عليه الصلاة والسلام نبي وأدلة نبوته قوية لا مناص من التسليم بها .
وعدم القول بنبوته ينتج عنه :
1 - كونه ردا لأدلة نبوته القوية بلا مسوغ .
2 - كونه يفضي إلى القول بالخوارق الغير منضبطة بالشرع ، ومن يقول بأنه ليس نبيا سيجد نفسه أمام خيارات :
أ - التناقض في الطرح والاستدلال .
ب - تكذيب فضل الخضر وعلمه العجيب الذي أعطاه الله تعالى .
3 - لا شك أن الخضر عليه الصلاة والسلام أوتي علما عظيما ؛ حتى إنه علم ما لن يكون لو كان كيف يكون ، كما في الغلام ، وهذه لا يتصورها العقل البشري ، وإنما يؤمن بها ، ويتعقلها ، وإن عجز عن فهمها حق الفهم.
ملاحظة : بعض الإخوة يرتكب أخطاء في الإستدلال في هذا الموضوع ، وخاصة في استدلاله بالرحمة العامة على الرحمة الخاصة .
وقد نبه الشنقيطي رحمه الله تعالى إلى هذا في هذه القصة عند بيانه أن الرحمة والعلم المؤتى يطلقان في القرآن الكريم على النبوة .
فقال : ومعلوم أن الرحمة وإيتاء العلم اللدني أعم من كون ذلك عن طريق النبوة وغيرها. والاستدلال بالأعم على الأخص فيه أن وجود الأعم لا يستلزم وجود الأخص كما هو معروف .أضواء البيان - (3 / 323)
 
السلام عليكم
نسأل الله سبحانه المغفرة ... فليس منا أحد غير مجتاج إلى مغفرة ربه

أخى الكريم .. إنى أرى الخضر ليس نبيا ولا محدث
وله من الولاية كأى مؤمن ... بدون شطحات ولا خوارق .. ولا شريعة خاصة
والفائدة قليلة من التركيز على نقطة النبوة والولاية له .. ولو كانت ذا أهمية لقالت السورة ذلك بدون لبس ... وتركنا نحن الفوائد المطلوبة وانشغلنا بهل هو نبى أم لا !

التفسير شبه الباطنى بداية من أول الحوت كان مشويا أم لا ... وحتى الاعتقاد أن الخضر كان يعلم الغيب هو مايضيع علينا فوائد القصة

هل تتفضل وتبين لنا أي علوم غيبية كانت له
رجل ركب فى سفينة كان يعلم أن جنود الملك ينتظرون فى محطة الوصول لأخذها غصبا ...بمجرد أن ركب فيها أراد أن يعيبها فخرقها كى لايأخذوها
هل كون الملك غاصب .. أهذا غيب
هل كون أصاحبها مساكين ...أهذا غيب
هل معرفة أن الجنود لا يأخذون إلا السفينة الغير معيبة ... أهذا غيب !
ما معنى -ولا كذلك بقية العباد - .... عباد الرحمن ...من عبادنا من كان تقيا .. اضيف هؤلاء نفس اضافة التعظيم
لاتعظيم ولا شيء .. هو عبد من جملة العباد

اللهم صل على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين..
أخي الكريم بارك الله فيك.. وهدانا جميعاً لما يحبه ويرضاه..
في الأمور المشكلة التي يتعاورها الإثبات من جهة والنفي من الجهة الثانية ينبغي لكل جهة أن تأتي بأدلتها ، غير أن على النافي الدليل السالب للوجود، ويكون الحكم لطرف ثالث موثوق بعلمه .. وهم ولله الحمد من حولنا.
وقد جاء المثبتون بأدلة على إثباتهم..
ولم يأت النافون بأدلة ذات بال.. فأرجو أن تأتوا بأدلة الفريق الذي ينفي على وجهها.
أما قولك (التفسير شبه الباطني) فلا أعلم تفسيراً بهذا الاسم.
وقولك : (هل كان الحوت مشوياً ونحوه)، فهو تكلف لا فائدة فيه، ومن قبيل الإسرائيليات.. وليس هو من التفسير النصي ولا الباطني أصلاً.. وليس هو مما نحن بسبيله.
ومعرفة صفة الخضر الشرعية واردة في الآيات تلميحاً، تكاد تكون في غاية الظهور، والله تعالى يكني بما شاء عما شاء، سبحانه.
وهي معرفة ذات فائدة كبيرة في دفع شبه كثيرة.. قد تكون أنت على غير اطلاع بها ولا بحاجة إليها ولا اهتمام بها. ونفي الوجدان لا يقتضي نفي الوجود.
أعجب من قصة الخضر العجيبة إنكارك أن يكون فيها خوارق وغيوب!!..
من الغيب الذي وصل علمه إلى الخضر:
علمه بأمر من وراء البحر لم يعلمه البحارة الذين يحترفون الإبحار كل يوم، وهم من تلك أهل البلدة.. هل هذا ليس بغيب عندك ؟. فتأمل!.
وعلمه أن الغلام سيكون إذا بلغ الرشد (في المستقبل طبعاً) كافراً طاغياً عاقاً . (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً).
وعلمه أن هناك كنزاً خبيئاً تحت الجدار منذ زمن، وأنه لغلامين يتيمين، وأنه الغلامين سيكبران، ويستخرجا كنزهما.. من (تحت الثرى).
وقد صرح بأنه لم يفعله عن أمره..
كان كل ذلك غيباً لم يعلم منه موسى شيئاً ، بل كان علمه بموسى أكثر من علم موسى به في تلك الرحلة ( إنك لن تستطيع معي صبراً ... ) ..
وزد فائدة أخرى من فوائد الآيات :
= قوله (فانطلقا.. فانطلقا.. فانطلقا..): يدل على تباعد مكاني ما بين الأحداث نوع تباعد، فمن ساحل البحر مع بحارة يعرفون الخضر العبد الصالح.. مروراً بالغلام الذي كان يراه موسى نفساً زاكية.. إلى القرية التي استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما، وهما لا يعرفان من أهلها الحاضرين أحداً.. فكيف بتاريخ القرية الدقيق، وفي أمر منه يحرص الناس على إخفائه كل الحرص.. وهو الكنز..
وهذا التباعد يقلل من إحاطة البشر بأجزاء حياة الناس، فمن ذا الذي يهتم بالمساكين والأطفال والأطلال؟.
هل تُرى عدمنا فائدة من النظر إلى هذه الآيات الكريمة وقد نظرنا إليها بعين نبوءة الخضر عليه السلام ؟.
ونحن بهذا النظر إلى الآيات إنما ننظر بكل عناية إلى ما وراء الخضر، إلى العلم الإلهي المحيط بكل شيء، المؤتى للخضر، لغرض معلوم، وأجل مرسوم، ودرس مفهوم، ولا نقف عند ملكات الخضر الذاتية التي توله بها بعض الناس..
أليس النظر إلى ما وراء شخص الخضر هو المقصود الأعظم من القصة.. أن نكل العلم المطلق إلى عالمه عز وجل !.. وأن نقول غير مفتونين بالعلم الذي نحصله .. الله أعلم .. ولا أحد يحيط بكل شيء من الأمر إلا الله تعالى.
وأين هذا من سؤالك : هل الحوت مشوي أم لا ؟.. الذي ألزمت به مأخذنا .. أو ادعاء أن الخضر يعلم الغيب من غير أن يكون نبيئاً.. كلا كلا..
ليس يلزمنا منه شيء، إلا كما يلزم الثرى عنان الثريا.
اللهم صل وسلم وبارك على جميع الأنبئاء والمرسلين.
 
الجميع متفقون على أن الخضر قد ءاتاه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما ، وما قام به الخضر من أعمال لا يمكن أن يستند فيها إلى العلم الكسبي والرحمة العامة.

إذا هو علم خاص ورحمة خاصة.

كيف تلقى الخضر تلك الرحمة وذلك العلم ؟

لا نعلم لذلك طريقا إلا طريق الوحي .

وأظن الجميع يوافق على ذلك ؟

بقي:
هل كل من أوحي إليه يستحق وصف النبي أو لا؟

ثم الذين يعترضون على النقاش في المسألة أقول لهم :

لو لم يكن فيها إلا توسيع مدارك الفهم والاستنباط لكفى بها فائدة ، كيف وفيها من الفوائد ما لا يخفى على أفهام الإخوة الأفاضل؟

وطلب ورجاء إلى الفريق الصامت في هذا الملتقى المبارك والذين ربما كانوا أغزر علما وأوسع أفقا وأسد فهما أن لا يبخلوا علينا بما قد يظهر لهم من الفوائد في هذا الموضع.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
 


ملاحظات على النقاش الدائر:
الأخ مصطفى يرى أن البحث في نبوّة الخضر غير مفيد، ثم تجده يصر على أنه ليس بنبي. فيا أخ مصطفى هلا دخلت في المفيد.
الأخ عصام وغيره من الأخوة قدّموا الدليل على نبوة الخضر ودعّموا ذلك بشبهة الدليل، ولا يحسن أن نناقش شبِهة الدليل ونُعرض عن مناقشة الدليل.
المحدَّث مجرد مُلهم، والملهم لا يجوز له أن يستحدث تشريعاً، ولا يجوز له أن يسلك بما يخالف الشرع. والخضر فعل ما هو مستنكر شرعاً بدليل استنكار موسى عليه السلام. ولكن ظهر أن ذلك بأمر رباني لعلم وحكمة تخفى على البشر.
قول الله تعالى:"قلنا يا ذا القرنين.." يدل على أن ذلك عن وحي؛ إما بواسطة نبي مرافق وأما بوحي لذي الِقرنين، والحديث الشريف لم يثبت نبوة ذي القرنين ولم ينفها، فهي وفق الحديث الشريف محتملة، ومن هنا لا يصح الاستشهاد بذي القرنين على محل الخلاف هنا.
أكرر القول إن الغلام مكلف بلغ سن البلوغ ومارس الكفر والطغيان وكاد أن يبلغ في ذلك درجة إرهاق الوالدين المؤمنين.
 


ملاحظات على النقاش الدائر:
الأخ مصطفى يرى أن البحث في نبوّة الخضر غير مفيد، ثم تجده يصر على أنه ليس بنبي. فيا أخ مصطفى هلا دخلت في المفيد.
الأخ عصام وغيره من الأخوة قدّموا الدليل على نبوة الخضر ودعّموا ذلك بشبهة الدليل، ولا يحسن أن نناقش شبِهة الدليل ونُعرض عن مناقشة الدليل.
المحدَّث مجرد مُلهم، والملهم لا يجوز له أن يستحدث تشريعاً، ولا يجوز له أن يسلك بما يخالف الشرع. والخضر فعل ما هو مستنكر شرعاً بدليل استنكار موسى عليه السلام. ولكن ظهر أن ذلك بأمر رباني لعلم وحكمة تخفى على البشر.
قول الله تعالى:"قلنا يا ذا القرنين.." يدل على أن ذلك عن وحي؛ إما بواسطة نبي مرافق وأما بوحي لذي الِقرنين، والحديث الشريف لم يثبت نبوة ذي القرنين ولم ينفها، فهي وفق الحديث الشريف محتملة، ومن هنا لا يصح الاستشهاد بذي القرنين على محل الخلاف هنا.
أكرر القول إن الغلام مكلف بلغ سن البلوغ ومارس الكفر والطغيان وكاد أن يبلغ في ذلك درجة إرهاق الوالدين المؤمنين.

أخي سنان الأيوبي بارك الله فيك:
قصة ذي القرنين تأتي بعد قصة موسى والخضر، وإذا بان أمر القصة الأولى (موسى والخضر) سهل أمر التسليم بالقصة الثانية (قصة ذي القرنين)، التي لا إشكال فيها (أن يكون نبيئاً أو لا)؛ كما ورد عن النبيء صلى الله عليه وسلم. ولا تضر الجهالة بصفته الشرعية؛ فواضح أن هناك وحياً يسير ذو القرنين على هديه ولا يخالفه في أية خطوة من خطواته، إما نازلاً عليه أو على نبيء مرافق له أو على نبيء آمن به وسار على منهاجه وقاد الجيوش فاتحاً، وليس فيه ما يخالف مفهوم النبوءة والملك، ولا سيما أن الملك والنبوءة لم يجتمعا لأحد قبل داوود عليه السلام..
ولا يخفى أن سورة الكهف كانت نزلت تجيب عن أسئلة أهل الكتاب.. وأنى لهم أن يسألوا عنها إذا لم يعلموا أن لها شأناً مع النبوءة، إما أصالة وإما تبعاً ؟..

و(قلنا): تستعمل للقول باللسان وللقول بالحال.. وهو كثير في القرآن..
والله أعلم.
 
السلام عليكم
أرى أن ننظر إلي الخضر فى اطار أنه عبد فقط
وليس إصرارى على كونه ليس نبى إلا لكى ندرس ما فعله فى اطار الواقع لا فى اطار الغيب
قال الأخ ابراهيم الحسنى فى المداخلة 42 -
لا شك أن الخضر عليه الصلاة والسلام أوتي علما عظيما ؛ حتى إنه علم ما لن يكون لو كان كيف يكون ، كما في الغلام ، وهذه لا يتصورها العقل البشري ، وإنما يؤمن بها ، ويتعقلها ، وإن عجز عن فهمها حق الفهم.
فهل يوافقه الأخوة ؟ هل التفسير على هذا النحو باطنى أو قريب منه - شبه باطنى - ؟!!
أنا أرى أنه خشى هو وآخرون " فخشينا "
ولو كان علم مالم يكن لو كان كيف كان سيكون ... لجزم وقال سيرهقهما طغيانا وليس مجرد خشية وتوقع .. ثم إنه إن صح قولك وأنه علم الغيب فقد منعه أن يكون بقتل الغلام .. فهل هذا مقبول

ثم إنه يبدو أن حادثة السفينة لم تقنع الأخوة أنه علم استقرائى ككل العلوم دون الوحى .. فربما يقنعهم بناء الجدار
الجدار .. كان فى قرية
صاحباه الغلامان اليتيمان ليسا فى القرية .. علم العبد الصالح بأمرهما وهو قادم من المدينة - سواء فى هذه المرة او من قبلها - التى هم فيها .. وربما كان يعرف أباهما ..فأقام الجدار حماية لكنزهما... أين الوحى
كما أن ذكر القرية والمدينة يدل على محدودية حركته .. وليس أن "فانطلقا" تدل على ذهابه بعيدا ..كانا على شاطئ بحر ركبا سفينة إلى مدينة ومنها إلى قرية

أدلة نفى النبوة عنه
أن القرآن لم يذكر نبى إلا وذكر أنه نبى أو رسول صراحة وليس تلميحا لما يترتب على هذا من اعتقاد
ثانيا لم يذكر القرآن اسمه .. فكيف أعلم عنه .. فى قصة طالوت ذكر نبى ولم يحدد اسمه فلست مطالب بالبحث عن اسمه . ولست مطالب بالايمان بأكثر من هذه الواقعة منه
ثالثا لم يذكر هو أنه أوحى إليه أو أن الله نبأه ... لأن النبى يقول فعلت هذا لأن الله أوحى لى أن أفعل ولا يبرره بأكثر من هذا .. أما هو فهو عبد عالم يملك القدرة على اتخاذ القرار ... ولذلك فقد برر فعله أمام موسى ودافع عن اختياره
رابعا الحديث الوارد فى البخارى لم يذكر - ولو تلميحا - أنه نبي
خامسا : " وما فعلته عن أمرى " عن أمر من إذن ! تقولون عن أمر الله .. فلماذا لم يقل صراحة " إلا عن أمر ربى " لأن ما فعلته عن أمرى تحتمل أنه فعل عن .. أمر الملك ؛أمر القاضى "أمر من معه وخشوا معه وأرادوا معه " فخشينا.... فأردنا "

الأخ عصام
هل تُرى عدمنا فائدة من النظر إلى هذه الآيات الكريمة وقد نظرنا إليها بعين نبوءة الخضر عليه السلام ؟..
تقول علمنا أن الله محيط وعليم .. وعلم عبده الخضر بعض علم .. أنا والحمد لله مؤمن بهذا
مالفائدة العملية فى واقعنا التى يمكن أن نطبق هذا فيها إذا نظرنا بعين نبوءة الخضر ؟
أما إذا نظرنا فيها بعين العبد فالاحاطة العلمية بأحوال الناس من خلال استقراءها فى واقع الناس ودراستها وتحليلها أصبحت ضرورة وتكليف ... وبالطبع ما علمه هو وفعله هو سقف هذا الأمر وأعلى امكانية بشرية فيه
 
إيماننا بالأنبياء هو إيمان مجمل ومفصل , فنؤمن بأن النبوة حق وأن الله صادق فيما أخبر من ارسال أنبياء كأنبياء بني إسرائيل فيما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام :"كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي و إنه لا نبي بعدي" أما التفصيل فهو تبعا لما أخبر الله في كتابه وأخبر رسوله عليه السلام من تفصيل بأسمائهم وأحوالهم وأقوامهم ,ولم نكلف بتفصيل المجمل من أحوالهم . فإذا كان محمد عليه الصلاة والسلام يقول :"وما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا "فإني مقتديا بمحمد عليه الصلاة والسلام , فلا أزيد على الوحي شيء , فالإستنتاجات التي يستخدمها الناس هي من وسائل يختلف الناس عليها , ولم نكلف بمعرفتها .ولكني والله وضعت الموضوع لأني لاحظت أن البعض يتحرج من مجرد الردود على المواضيع أو مناقشتها . وذلك يعود لأسباب لعل أهمها الكتابة بالاسم الصريح ,فلعل البعض أصبح يخاف على اسمه أكثر مما يرجو من نشر العلم خوفا أن تسجل عليه زلات . وهذا برأي أفضل من الكتابة بأسماء وهمية , وعدم المبالاة فيما يكتب .
 
الأخ الفاضل مصطفى سعيد

كلام الأخ إبراهيم حفظه الله ليس باطنياً ولا قريب منه ، وإنما هو ذكر ما دلت عليه الآيات بصورة جلية واضحة.

الله سبحانه وتعالى قال على لسان الخضر:
" وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما"
فكيف للخضر أن يخبر عن إرادة الله تعالى في الغلامين وفي مستقبل حياتهم دون وحي من الله تعالى؟

أخي الفاضل مصطفى :
ليس إلا الوحي .
 
الأخ الكريم : مصطفى سعيد .
وفقك الله لكل خير .
النص القرآني واضح في المعنى المذكور ، ومجرد الخشية والتوقع لا تبيح قتل رجل عاقل بالغ وقع في أمور عظام فكيف بقتل طفل بريء لم يبلغ الرشد .
فمثل هذا لا يمكن أن يحصل إلا بوحي من الله تعالى ؛ وإلا فكيف تحظر على من يدعي الولاية إذا قتل أنفسا وقال إنه خشي وألهم أنهم سيكونون مجرمين .
إذا لم تقل بنبوة الخضر فكيف تفرق بين الأمرين ؟
لم يتحرك الخضر عليه الصلاة والسلام في تلك الأمور إلا بوحي من الله تعالى ؛ والوحي هو مدار النبوة ، ولنترك الخلاف الهامشي الموسع أو المضيق للنبوة .
وكان موسى عليه الصلاة والسلام مصيبا في إنكاره العام لتلك الأمور - إذا استثنيا الشرط - بحسب شريعته .
وكان الخضر عليه الصلاة والسلام مصيبا في فعل تلك الأمور بحسب شريعته .
وفي النهاية لا شك أن موسى أعلم من الخضر وأفضل منه .
والله تعالى أعلم .
 
عودة
أعلى