من دفتر الذكريات (15):
دعاني أحد مدرسي اللاهوت في إحدى المدارس الثانوية المختلطة أن ألتقي بطلبته الذين يسألونه عن الإسلام فلا يحسن إجابتهم، وكان هذا المدرس قد عمل سنين طويلة في مصر مع البعثات البروتستانتية، فاستجبت لدعوته وحضرت إلى المدرسة في الساعة التي اتفقنا عليها.
فلما دخلت الفصل معه لاحظت أن الطالبات يجلسن مع الطالبات والطلاب مع الطلاب، فقلت بعد تحيتي لهم: لقد دعاني أستاذكم لكي أجيب على أسئلتكم في ما يتعلق بالإسلام، ولذلك سوف لن ألقي عليكم محاضرة حول الإسلام وتاريخه أو عقائده ولكن أترك لكم الخيار في الأسئلة.
فانبرت إحدى الطالبات قائلة: لماذا يطلب الإسلام عزل الرجال عن النساء؟
فقلت لها: انظري إلى القاعة التي تجلسين فيها، فأنت تجلسين مع صاحبتك الطالبة وكذلك كل الطالبات يجلسن مع الطالبات بينما يجلس الطلاب مع الطلاب، فهل لك أن تفسري لي هذا؟
فقالت: إن حديثي مع صديقتي يختلف عن حديثي مع زميلي الطالب في أمور لا يفهمها الطالب،
فقلت لها: معنى قولك هذا: إن هناك فرقاً بينكما؟
فقالت: طبعاً،
فقلت لها: هذا هو بالضبط ما أراده الإسلام لأن حديث المرأة مع المرأة هو غير الحديث بين الرجل والمرأة لاختلاف طبيعتهما وتساوي هذه الطبيعة بين المرأة مع المرأة والرجل مع الرجل، فقالت: صدقت.
وانبرت طالبة أخرى فقالت: لماذا يسمح الإسلام بأربع زوجات، وعندنا ممنوع هذا؟
فقلت لها: هذا صحيح ولكن اسألي استاذك فهو أعرف مني بالتوراة وبالإنجيل، كم من الأنبياء السابقين كانت له أكثر من زوجة؟ ومع هذا فإن الإسلام حدد هذا بشرط العدالة بين النساء، وجاء في القرآن "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً"، فأكد على العدل بينهن ولكنه قال: "فإن خفتم" أي إذا لم تستطيعوا أن تعدلوا فزوجة واحدة، وقال الله أيضاً: "وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ"، وهنا أكد القرآن على المشاعر الإنسانية عند الرجل، وأنه يصعب عليه العدل في مشاعره بين زوجاته حتى ولو حرص، فلا بدَّ إذاً من واحدة فقط إذا لم يستطع العدل.
وأزيدكم أمراً آخر: أتعرفون كم من الرجال قُتلوا في الحرب العالمية الأولى والثانية؟ خمسون مليون من الرجال ماتوا أو قتلوا في الحرب العالمية الثانية فقط.
وبقيت ملايين النساء اشتغل بعضهن في تمريض الجرحى وبعضهن في معامل إنتاج السلاح، وبقيتهن بلا معيل، وهذا قبل أن تسن الحكومات الأوربية قانون الضمان الاجتماعي، فهل من العدل الإنساني أن لا يعيلهن معيلٌ بدلاً من الانخراط في العمل الشائن بسبب الحاجة الحياتية؟
فوافقني بعض الطالبات والطلاب واعترض الباقون.
من دفتر الذكريات (15):
دعاني أحد مدرسي اللاهوت في إحدى المدارس الثانوية المختلطة أن ألتقي بطلبته الذين يسألونه عن الإسلام فلا يحسن إجابتهم، وكان هذا المدرس قد عمل سنين طويلة في مصر مع البعثات البروتستانتية، فاستجبت لدعوته وحضرت إلى المدرسة في الساعة التي اتفقنا عليها.
فلما دخلت الفصل معه لاحظت أن الطالبات يجلسن مع الطالبات والطلاب مع الطلاب، فقلت بعد تحيتي لهم: لقد دعاني أستاذكم لكي أجيب على أسئلتكم في ما يتعلق بالإسلام، ولذلك سوف لن ألقي عليكم محاضرة حول الإسلام وتاريخه أو عقائده ولكن أترك لكم الخيار في الأسئلة.
فانبرت إحدى الطالبات قائلة: لماذا يطلب الإسلام عزل الرجال عن النساء؟
فقلت لها: انظري إلى القاعة التي تجلسين فيها، فأنت تجلسين مع صاحبتك الطالبة وكذلك كل الطالبات يجلسن مع الطالبات بينما يجلس الطلاب مع الطلاب، فهل لك أن تفسري لي هذا؟
فقالت: إن حديثي مع صديقتي يختلف عن حديثي مع زميلي الطالب في أمور لا يفهمها الطالب،
فقلت لها: معنى قولك هذا: إن هناك فرقاً بينكما؟
فقالت: طبعاً،
فقلت لها: هذا هو بالضبط ما أراده الإسلام لأن حديث المرأة مع المرأة هو غير الحديث بين الرجل والمرأة لاختلاف طبيعتهما وتساوي هذه الطبيعة بين المرأة مع المرأة والرجل مع الرجل، فقالت: صدقت.
وانبرت طالبة أخرى فقالت: لماذا يسمح الإسلام بأربع زوجات، وعندنا ممنوع هذا؟
فقلت لها: هذا صحيح ولكن اسألي استاذك فهو أعرف مني بالتوراة وبالإنجيل، كم من الأنبياء السابقين كانت له أكثر من زوجة؟ ومع هذا فإن الإسلام حدد هذا بشرط العدالة بين النساء، وجاء في القرآن "فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَواحِدَةً"، فأكد على العدل بينهن ولكنه قال: "فإن خفتم" أي إذا لم تستطيعوا أن تعدلوا فزوجة واحدة، وقال الله أيضاً: "وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ"، وهنا أكد القرآن على المشاعر الإنسانية عند الرجل، وأنه يصعب عليه العدل في مشاعره بين زوجاته حتى ولو حرص، فلا بدَّ إذاً من واحدة فقط إذا لم يستطع العدل.
وأزيدكم أمراً آخر: أتعرفون كم من الرجال قُتلوا في الحرب العالمية الأولى والثانية؟ خمسون مليون من الرجال ماتوا أو قتلوا في الحرب العالمية الثانية فقط.
وبقيت ملايين النساء اشتغل بعضهن في تمريض الجرحى وبعضهن في معامل إنتاج السلاح، وبقيتهن بلا معيل، وهذا قبل أن تسن الحكومات الأوربية قانون الضمان الاجتماعي، فهل من العدل الإنساني أن لا يعيلهن معيلٌ بدلاً من الانخراط في العمل الشائن بسبب الحاجة الحياتية؟
فوافقني بعض الطالبات والطلاب واعترض الباقون.