د. عبدالعزيز المبارك ينتقد تراجم معاني القرآن المتوفرة ويدعو للترجمة النصية للقرآن

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
136
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

منذ سنتين تقريباً كنتُ في دورة علمية في الدمام مع فضيلة الدكتور مساعد الطيار وفقه الله ، فدعينا لحضور دورية ثقافية في منزل الأستاذ عبدالرحمن العبيد - إن لم أكن مخطئاً - الرئيس السابق للنادي الأدبي في المنطقة الشرقية . وقد تكلم حينها الدكتور مساعد الطيار عن موضوع الإعجاز العلمي للقرآن ، وفتح الحوار حول الموضوع .
وقد التقينا حينها بالدكتور عبدالعزيز المبارك ، وتحدث عن مشروعه في ترجمة القرآن الكريم ترجمة نصية ، واعتراضه على الترجمات المطبوعة للمعاني .
وأعطاني حينها عدة أوراق كتبها حول الموضوع ، وهي معي منذ ذلك الوقت ولم أقرأها بعدُ ، مع كونها على مكتبي .

وقد قرأتُ اليوم هذا الخبر في صحيفة سبق :
أكد الباحث والمترجم السعودي عبد العزيز المبارك أن التراجم الموجودة للقرآن الكريم تفتقر إلى الدقة وهي لا تعدو كونها تفاسير وترجمة لبعض المعاني المحتملة للقرآن وليست ترجمة لنص القرآن الكريم.
وطالب المبارك بمزيد من الاهتمام بترجمة القرآن للغة الإنجليزية كونها اللغة السائدة في العالم طيلة القرون الثلاثة الماضية، داعياً العرب إلى أن يوجدوا ترجمة نصية صحيحة للقرآن الكريم والحديث الشريف.
وطالب المبارك كل من يستطيع المساهمة في نشر وإخراج ترجمته (النصية) التي وصفها بـ(الفريدة والتاريخية)، من البلد الذي احتضن الرسالة الإسلامية، لكيلا يضطر إلى الاتجاه إلى ناشرين من لبنان والولايات المتحدة الأمريكية.
جاء ذلك خلال كلمته في محاضرة "الترجمة النصية للقرآن الكريم" التي أقامها نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الثلاثاء. ويقول المبارك: "الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أدى الأمانة وبلغ الرسالة على أكمل وجه، وهذه الرسالة يجب عند سماعها نقلها كما هي؛ لأن كلام الله موزون بمنتهى الدقة، والحركة في اللغة العربية تغير المعنى". مضيفاً أن القرآن الكريم لا يوجد به أي مترادف في حين تعتمد معظم التراجم على تحوير الكلمة إلى ما يرونه مرادفاً لها.
وأبدى المبارك استياءه من غياب الترجمة النصية للقرآن الكريم على الرغم من وجود المراكز العلمية الإسلامية والجامعات الإسلامية, مبيناً حجم المعاناة والألم اللذين وجدهما خلال عرضه لتفسيره النصي على المراكز العلمية العربية؛ إذ اكتشف غياب المختصين وضعفهم في معظم هذه المراكز.
ووصف المبارك معظم التراجم الموجودة بأنها أقرب للتفسير؛ لأنها أهملت النص والصيغة وسجلت زيادةً ونقصاناً وتحويراً لمعاني القرآن وجاء بعضها بعكس ما جاء به القرآن، مشيراً إلى أن الترجمة يجب أن تنقل كلاماً مقيداً مكتوباً من لغة إلى أخرى وأن تتقيد بالنص والصيغة فلا تنقص ولا تزيد ولا توجد كلمتين تطابقان النص الكريم.
وقال إنّ إنجاز ترجمته استغرق سبع سنوات وضع خلالها بعض القواعد والأساسيات التي ينبغي أن يلتزم بها المترجم في الترجمة، وأضاف أنه تواصل خلال عمله على الترجمة مع عشرات الأساتذة في الولايات المتحدة والمملكة وأوروبا، وأكّد على أنه حافظ على نص القرآن الكريم ونقل صيغه بمنتهى الدقة ليتلافى وجود أي اختلاف، مضيفاً أنه لا يزال ينتظر أي إنسان يثري هذه الترجمة.


فتذكرتُ الموضوع ، ولعلي أعود للأوراق التي معي وأقرؤها ، فإن وجدتُ فيها اختلافاً عما ذكر في الخبر أضفتها لاحقاً .
وأحببت نقل الخبر للنقاش هنا في صفحات الملتقى ، ولعله يلفت انتباه المعنيين بالدراسات القرآنية وترجمة معاني القرآن .
وقد يكون الدكتور عبدالعزيز المبارك مصيباً فيما يطرحه ، ولعله يتضح بعد التأمل ما يسعى إليه الدكتور المبارك وفقه الله . وأتذكر أنه متخصص في الكيمياء أو تخصص قريب من ذلك في جامعة الملك فيصل ، وأرجو ألا أكون واهماً في ذلك .
 
مع أني لا "أتقن" إلا لغة واحدة ، وعندي معرفة متوسطة في لغة أخرى هي اللغة الفرنسية إلا أني أكاد أجزم بما يلي :
1 - أن ترجمة القرآن الكريم النصية أمر مستحيل - على الأقل إلى اللغة الفرنسية التي ألم ببعضها - فالأساليب القرآنية تستعصي على اللغات الأخرى .
2 - حتى ترجمة المعاني باللغة الفرنسية التي رأيت ففيها كثير من المعاني التي لا تمت إلى معاني كتاب الله تعالى من جهة ، وعندي أمثلة من ذلك .
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
 
جزاك الله خيرا.
من خلال مقارنات أجريتها بين الترجمات الموجودة : ترجمة محسن خان وبيكتهول و يوسف علي وترجمة مؤسسة البيان ، ومن خلال دراسة شخصية ، اتضح لي أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تترجم القرآن ترجمة نصية يباركها جميع المهتمين ، والسبب في هذا عائد إلى عدة اعتبارات منها :
- إعجاز القرآن في تراكيبه ولفظه.
- كيف نتعامل مع ترجمة القرآن ترجمه نصية مع وجود القراءات السبع المتواترة وماذا ستمثل هذه الترجمة النصية : هل ستمثل القرآن - الكتاب المبين - أم ستمثل قراءة حفص عن عاصم عن أبي عبدالرحمن السلمي ، وبينهما فرق كبير ؟
- ما مدى تعمق المترجم في لغة العرب وقانونها النحوي - فإني أجزم أنه لا يتأهل للترجمة العالية الجودة إلا من تصدى للغة العرب وهضمها. خذ مثلاً الألفاظ المشتركة ككلمة "قرء" ، كيف سيترجمها فسواء ترجمها "طهر" او "حيض" فكلاهما ترجمة حرفية ، وكذلك كلمة "مثابة" ، قال ابن عطية هي من ثاب يثوب أي عاد ورجع أو من الثواب أي لمن زار البيت الأجر على قصده البيت ، وكلاهما ترجمة حرفية إإلى آخر ذلك.

ولذلك استغرب هذا الجهر الواثق بالقدرة على ترجمة القرآن ترجمة حرفية "مسددة" ، تغني الناس عن سائر الترجمات ! استغرب هذا واعتبره مجازفة ولا ينبغي للباحث المتصدي لهذا الأمر بالذات أن يتكلم بلغة الواثق. ثم اعلم أن ترجمة القرآن ترجمة حرفية ستحوله إلى لغز من الألغاز العظيمة عند المتحدثين باللغة الإنجليزية ، فإنه قليل عندهم استعمال "الحذف" و "الإضمار" و "التقدير" ، مع ما يتبع ذلك من اختلاف المفسرين في تقدير المحذوفات ، صحيح يوجد في النحو الإنجليزي ما يسمى elipses وهي ظاهرة الحذف ويعرفها النحويون عندهم ولكنها لا توجد بالصورة التي جاء بها القرآن . فحتى الترجمة لو اسميناها حرفية فهل هذا يخرجها عن كونها تفسيرية ، أبداً ، لأن معاني القرآن باللغة العربية لا يمكن أن تتطابق من كل وجه مع معانيها بعد الترجمة ، ومن زعم ذلك فقد جاء بفرية كبيرة ونزع جلباب الكبرياء والإعجاز من كلام الله ، إذاً فخاتمة الأمر أنه لا يعدو محاولة تفسيرية ، ولكن بدقة أكبر ومجهود أكثر فقط لا غير.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
لست من المتخصصين في اللغات وما يخصها ، لكني درست بعض النصوص المترجمة كمادة دراسية ، من القرآن الكريم والسنة المشرفة ، وبعض نصوص الفقه ، وما أعرفه أن اللغة العربية لغة بليغة ومعبرة وهي أم اللغات كما يذكر أحد علماء عصرنا المتخصصين ، وما أريد قوله :
سبحان الله منذ يومين وأنا أستمع لتلاوة من الحرم المكي على القناة السعودية الناطقة بالإنجليزية رحت أتابع الترجمة وأتذكر بعض ما درست من عبارات ، وتمعنت في كلمة (Lord ) :

وهذه مقارنة (منقولة) بين فكرين تخص معاني هذه الكلمة ودلالاتها تبين مستوى الثقافة والإدراك الذي يجب أن يتحلى به المفسر :
" معنى كلمة رب
[ربب] ر ب ب: رَبَّ كل شيء مالكه و الرَّبُ اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره إلا بالإضافة ( رب البيت , رب العمل , ......)وقد قالوه في الجاهلية للملك والرَّبَّانِيُّ المُتأله العارف بالله تعالى ومنه قوله تعالى {ولكن كونوا ربانيين} ( مختار الصحاح للرازي.. باب ربب.)
ولا يختلف المفهوم المسيحي عما سبق, فقد كتب القس منيس عبد النور :
"إذا أُطلقت كلمة «رب» على غير الله أُضيفت، فيُقال «رب كذا». وأما بالألف واللام فهي مختصَّة بالله. ويُفهم هذا من قرائن الكلام، فإذا قيل «رب المشركين» كان المراد منه معبوداتهم الباطلة، وسمّوها بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحقُّ لها، وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشيء في نفسه.، بخلاف ما إذا قيل «رب المؤمنين» فإنه يُفسَّر بالإله الحقيقي المعبود. أما إذا قلنا: الله والرب فهي مختصَّة به تعالى لا يجوز إطلاقها على غير الله."
(القس منيس عبد النور - شبهات وهمية حول سفر الخروج )." أهــ

هذا أمر والأمر الآخر الذي يحضرني ، كنت قبل مدة أقرأ نصا في كتاب لسان العرب ، فانتبهت إلى أن الأسماء الواردة في اللغة قد تكون متعددة وكل لفظ يذكر مزايا للمسمى لا يشملها اللفظ الآخر الدال عليه ، فلا بد من الانتباه لهذا عند ترجمة الأسماء ، فالأسماء مهمة وقد لا ينتبه لهذا .
هل راجع أحدهم التراجم من هذه الناحية؟ هذا الذي لا أعرفه؟.
والله أعلم.
 
ليته يتم لنا وضع بعض الايات المترجمة نصيا مع موازنتها بما هو قائم في الترجمات المشهورة حتى يتمكن القاريء من تصور المسالة فان الحكم على الشيء فرع عن تصوره
وكيف تطرح القضية للنقاش دون ان تكون هناك نماذج يمكن من خلالها التفكير في الموضوع؟
وفقكم الله
 
ليته يتم لنا وضع بعض الايات المترجمة نصيا مع موازنتها بما هو قائم في الترجمات المشهورة حتى يتمكن القاريء من تصور المسالة فان الحكم على الشيء فرع عن تصوره
وكيف تطرح القضية للنقاش دون ان تكون هناك نماذج يمكن من خلالها التفكير في الموضوع؟
وفقكم الله

أتفق معكم وأقترح على أخي الأستاذ عبدالله الشهري أن يتكرم علينا بذلك لخبرته ولكونه قد عمل موازنة من قبل .
وأرجو ألا يضيق وقته عن إفادتنا .
 
أرى أني أتفق مع الأستاذ الكريم عبد الله الشهري في بعض ما أشار إليه ، ولا يخفى أنَّ مِنْ شروط المترجم أن يكون متقنا للغتين ، اللغة التي ينقل منها واللغة التي ينقل إليها...ولعلي لا أكون مبالغا إنْ قلتُ إن الترجمة فنٌّ لا يحسنه إلا القليل!
ولستُ أدري كيف يُمكن أن يُتَرجم القرآن إلى الإنجليزية ترجمة حرفية صحيحة تستوعب لغة القرآن العالية...فتقابل اللفظ باللفظ والمعنى بالمعنى حذو القذة بالقذة ، دونَ أن تتحول الترجمة إلى ألغاز وأحاج توقع المتحدثين باللغة الإنجليزية في حيص بيص! وما أخبار النصوص الأدبية المترجمة عنا ببعيد.

شيخنا الكريم ، هلا طلبتَ من الأستاذ الكريم عبد العزيز المبارك أن يُكرمنا بإرسال ترجمة نصية لسورة أو سورتين للاطلاع عليها وإفادة الباحث بما يظهر لنا...

جزاكم الله خيرا.
 
الترجمة النصية للقرآن بكامله مستحيلة , وهذا هو رأي العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله , ومع أني مع القائل بوضع أمثلة إلا أني أقول تنزلاً : لو صحت في بعض الآيات واستطاع المنادي به أن يأتي لنا بمثال سليم فلن يتيسر له ذلك في كل القرآن وإنا منتظرون .
 
أيها الكرام
أعتذر أولاً لأبي عبد الله عبدالرحمن الشهري لعدم تجاوبي معه في مطالبته للعودة للمشاركة لأمرين :
الأول : إنشغالي ببرنامج علمي أقوم به الآن ، وقد أخبرته به ليعذرني ، ويعلم أبو عبدالله كم هوعزيز وأثير عندي .
الثاني : انقطاع الاتصال بالشبكة في البيت ، فكان هذا ـ مع الانشغال بما قلت ـ سببا في التخلف قليلا عن المشاركة التي لا أتمكن منها إلا إذا كنت في مكان فيه اتصال بالشبكة .
أما هذا الموضوع الذي طرحه الدكتور الفاضل عبد العزيز المبارك ، فكما قلتم : ( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ).
لكن أحب أن ألفت النظر إلى أمر أراه مهمًا ، وهو أن أي ترجمة بأي شكل كانت ، وبأي اسم سميت ، فإنما هي في الحقيقة تفسير .
ولا يمكن بحال أن يوجد ترجمة حرفية في اللغة ذاتها ، فكيف بلغة غيرها .
وحينما يقوم المترجِم بالاجتهاد بالاقتراب من النص المترجَم ( بفتح الجيم ) ، فإن هذا تفسير ، وتسميته بالترجمة الحرفية اصطلاح فقط .
وشاهد ذلك الواقع ، ولك أن تنظر في أي ترجمة كانت ، فإنها في النهاية تقريب لمعاني القرآن بلغة أخرى .
ومن باب الفائدة : فإن كتب اليهود والنصارى لا يوجد منها نص بلغته الأصلية مطلقًا ، بل كلها مترجمة ، وكان هذا سببًا من أسباب التحريف التي وقعت عندهم ، وكذا نجد أن هذا سبب من أسباب تحريف معاني كلام الله عند بعض من ترجم (معاني القرآن) ، ومن نعمة الله علينا بقاء النصِّ واللغة التي نزل بها القرآن بلا تحريف ولا تبديل ، فلله الحمد والمنة.
 
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

لا يوجد معنى للترجمة النصية فترجمة النص تمر على فهمه و عندما نتكلم عن فهم القرآن نتكلم عن معانيه و منه تسمية الترجمة بترجمة معاني القرآن صواب و الله أعلم
 
الترجمة النصية ممكنة إذا كان المترجم ضليعا في كلا اللغتين ، واللفظ المشترك في اللغة العربية يمكن ترجمته بالمعنيين كلفظ "القرء".
لكن المشكلة هي في قضية التراكيب وليس في قضية المفردات ، هل التراكيب في اللغة العربية إذا تُرجمت إلى لغة أخرى ترجمة حرفية ستعطي نفس المعنى ؟
هذا الإشكال الذي أراه.
 
يجب أن يحدد أولا معنى الترجمة المقصود هنا .
فالعلماء يعرفون الترجمة بأنها التعبير عن لغة بلغة أخرى,
وهي بهذا التعريف تستحيل فيما يخص القرآن الكريم ؛ بل إني لا أبالغ حين أقول إنه لا يمكن ترجمته حتى إلى اللغة العربية نفسها .
ولو أخذنا كلمات مرادفة لكلمات القرآن الكريم من اللغة العربية نفسها لتغير المعنى في حالتي الإفراد والتركيب ,
أما لو أخذنا بعين الاعتبار الصيغ العربية الواردة في القرآن الكريم من حيث الإجمال والاشتراك والمجاز عند من يقول به وغيرها لاتضحت الاستحالة المذكورة,
والله تعالى أعلم
 
جزاكم الله خيراً ..

مع اعتقاد ضرورة التمثيل - كما تفضل الأساتذة - إلا أنني أقول :

إن الجانب النظري المحض، والتفكير في واقع القرآن ليمنع صحّة أو إمكانية ما سمي بـ"الترجمة الحرفية" ..

إن هي إلا عملية تفسير - كما ذكر الدكتور مساعد ومن قَبله من الأساتذة الفضلاء -، ولا يمكن بحال تجاوز هذه الحقيقة لاقترانها بالواقع القرآني .


وللتمثيل على ضربٍ من ضروب ما ذكرتُ أقول :

لو وقف المترجِم على آية من الآيات فأراد ترجمتها، وكانت هذه الآيات - كما هي الكثير من آيات القرآن الكريم - قد وقع الخلاف في تفسيرها (كلفظ القروء في آيات العدة)، فإن المترجِم في هذه الحالة بين أمرين لا ثالث لهما :

الأول : أن يترجم الكلمة أو الجملة على معنى من المعاني المحتملة أو تفسير مما تحتمله الآية، فإن فعل ذلك فقد ترجم التفسير لا اللفظ الحرفي للقرآن .

الثاني : أن يدّعي ترك كلًّ من هذه التفاسير، ونقل الكلمة إلى اللغة الأخرى بدون أن يعرض لتفسيرها، وهذا محال، وبيانه :

أن عملية الترجمة تتعلق بالمعاني لا بالألفاظ المجرّدة عن معانيها، إذ إنها عملية نقلٍ من لغة إلى أخرى، وهذا يتعلَّقُ بالمعنى فحسب، فالألفاظ لا تنتقل؛ وإنما المعاني هي التي تنتقل .


فالحقيقة أن الترجمة الحرفيّة "دعوى" لا حقيقة لها، قبل أن تكون مسألة شرعية نتكلّم في أدلّة جوازها أو منعها .

إلا أنه لا بدّ من التنبّه إلى محذور خطير :

أن الخوفَ من أن يدّعيَ المترجِمُ أن النصّ المترجَم هو ذات القرآن، ويتعلّق بهذا أكثر من محذور كذلك، منها :

- أن يظنّ القارئ للنصّ المترجَم أنه يقرأ النص الرباني نفسه(كالحال في الكتب المتقدّمة) ثم إنه يقع في قلبه أن ما في هذا النصّ المترجَم من الهنات والرّكّة الناتجة عن عملية الترجمة هي من ذات كلام الله .

- أن المترجِم سيقصر معنى النص القرآني الواسع على فهمه القاصر، وذلك من ناحيتين :

* الأولى : أنه اختار معنى من معاني النص معيّنة دون غيرها، مما يصبغ هذا النص المترجَم باختيارات صاحب الترجمة - كما نبهتُ في نقطة سابقة - .

* الثاني : أن في القرآن من دلالات الألفاظ ما لا يمكن الإحاطة به في ترجمة من التراجم، كدلالة الإشارة والاقتضاء، والمعاني المجازية التي تحملها بعض الألفاظ والتراكيب، وما إلى ذلك مما تختصُّ به اللغة دون غيرها .


والله أعلم بكلّ ذلك .
 
الذي يريد أن يعرف مدى الإشكالات في هذه القضية فليرجع إلى النقاشات التي دارت حول القرارات التي تصدر عن هيئة الأمم المتحدة وما هي اللغة المعتمدة في تفسير النص.

أما القرآن الكريم والآحاديث النبوية فما اتفق على معناه فهذا لا إشكال في نقله إلى لغة أخرى.

وأما ما اختلف فيه في الأصل فكذلك يمكن نقله كما هو ولا غضاضة في ذلك.
 
أتفق معكم وأقترح على أخي الأستاذ عبدالله الشهري أن يتكرم علينا بذلك لخبرته ولكونه قد عمل موازنة من قبل .
وأرجو ألا يضيق وقته عن إفادتنا .

جزاك الله خيرا على حسن ظنك بي.
لن يضيق إن شاء الله ، وكذا سائر الإخوة المهتمين.
 
أرى أني أتفق مع الأستاذ الكريم عبد الله الشهري في بعض ما أشار إليه ، ولا يخفى أنَّ مِنْ شروط المترجم أن يكون متقنا للغتين ، اللغة التي ينقل منها واللغة التي ينقل إليها.

جزاك الله خيرا. بل لا بد أن يكون عالماً باختلاف المفسرين ، ويعلم ماهو الأرجح ، وفي حالة الترجيح هل يعد الراجح هو الترجمة الحرفية ؟ فسيأتي آخر ويرجح مرجوح الأول ويصير عنده هو الترجمة الحرفية ! أي المعنى الحرفي. فلو أخذنا مثلاً قوله تعالى (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) ، هل البلاء هنا الإنعام أم ما يصيب الإنسان من مكروه ؟ فهذه من الأضداد كما تلاحظ ، ولايوجد في اللغة الإنجليزية على الإطلاق كلمة واحدة تحمل معنيين متضادين لتؤدي الوظيفة الحرفية لكلمة "بلاء" ، عندها إن كان المترجم عالماً باختلافات المفسرين فإنه سيضطر لقدر من التفسير وهنا لم تعد حرفية كما ترى ، وإن كان ليس عالماً بالخلاف فإنه سيقع في إشكال الترجيح بلا مرجح ، أي التحكم بسبب الجهل. والمقام يطول في رد دعوى القدرة على الترجمة الحرفية الخالية من المعايب.
 
جزاك الله خيرا. بل لا بد أن يكون عالماً باختلاف المفسرين ، ويعلم ماهو الأرجح ، وفي حالة الترجيح هل يعد الراجح هو الترجمة الحرفية ؟ فسيأتي آخر ويرجح مرجوح الأول ويصير عنده هو الترجمة الحرفية ! أي المعنى الحرفي. فلو أخذنا مثلاً قوله تعالى (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) ، هل البلاء هنا الإنعام أم ما يصيب الإنسان من مكروه ؟ فهذه من الأضداد كما تلاحظ ، ولايوجد في اللغة الإنجليزية على الإطلاق كلمة واحدة تحمل معنيان متضادان لتؤدي الوظيفة الحرفية لكلمة "بلاء" ، عندها إن كان المترجم عالماً باختلافات المفسرين فإنه سيضطر لقدر من التفسير وهنا لم تعد حرفية كما ترى ، وإن كان ليس عالماً بالخلاف فإنه سيقع في إشكال الترجيح بلا مرجح ، أي التحكم بسبب الجهل. والمقام يطول في رد دعوى القدرة على الترجمة الحرفية الخالية من المعايب.

الأخ الفاضل عبد الله
لا أعتقد أن هناك إشكالاً في المثال الذي ذكرت ، فلفظ البلاء هنا بمعنى الاختبار ، وهو يؤدي المعنى في كلا الحالين، إن كان المقصود البلاء بالنجاة من العذاب أو البلاء بالعذاب نفسه فكلاهما صحيح ويمكن ترجمته.
الإشكال أخي الكريم ليس في المفردات وإنما هو في التراكيب والمعنى العام الصحيح المراد من النص.
 
نعم. صحيح يمكن ترجمتها ولكن أيها هو المختار لأن الترجمة الحرفية لا تفصّل كما هو الحال في التفسيرية - وكلاهما تفسيرية في الحقيقة - أما إمكان الترجمة فلا إشكال فيه وإنما الإشكال في الاختيار ، وهذه ليست المفردة الوحيدة لوجود أضداد ومشتركات أخرى في القرآن . و الإشكال في الحقيقة هو معاً في المفردات وفي التراكيب العام ، ولذلك نبهت على ذلك بقولي "والمقام يطول في رد دعوى القدرة على الترجمة الحرفية الخالية من المعايب".
 
الدكتور عبد العزيز المبارك التقيت به كثيرا متحمس لهذا المشروع لكنه بعيد عن العلم الشرعي
 
الدكتور عبد العزيز المبارك التقيت به كثيرا متحمس لهذا المشروع لكنه بعيد عن العلم الشرعي

أسأل الله أن يكتب له الإتقان في ترجمته ، ولكن ماذكرت نقص يعاني منه بعض الفضلاء ، ألا وهو النقص في العلم الشرعي ، ولو كان لي اقتراح لاقترحت الاعتماد المباشر على "التفسير الميسر" في ترجمة الآيات ، لأنه معد للترجمة أصلاً ، وأسلوبه بسيط ويقدم المعنى العام والأقرب للآيات ، فكل ما على المتصدي لترجمة القرآن هو الإستعانة المباشرة بهذا التفسير على تفسير الآيات ، وهذا سيسهل مهمة الترجمة بشكل كبير جداً.
 
وصلتني رسالة من الدكتور عبدالعزيز بن فهد المبارك وفقه الله بخصوص الموضوع ، وقد أرفق مع الرسالة (نداءً إلى جميع المسلمين، خصوصاً العرب منهم) . وقد أوضح فيه فكرته التي يدعو إليها ، مع ضرب الأمثلة ، والإحالة على موقع فيه عينة من العمل الذي يدعو إليه .
ولعل في هذا النداء ما يزيد الفكرة إيضاحاً . وهي فرصة للحوار مع الدكتور عبدالعزيز حول فكرته ، حيث تم تسجيله في الملتقى .
وهذا نص النداء ... وفي المرفقات نسخة منه على صيغة word كما وردتني على بريدي .
[line][/line]

بسم الله الرحمن الرحيم
[align=center]نداء 2 إلى جميع المسلمين، خصوصاً العرب منهم[/align]
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 و فوراكتشافي، الذي حقاً أذهلني آنذاك، والذي مفا ده أنّه لا توجد ترجمة نصيّة للقرآن المجيد في اللغة الأنكلنزية ولا في أي لغة أخرى البتة! بعد ترد د وتفكيرعميق قررت مستعيناً بالله و معتمداً عليه سبحانه أولاً، و ملتمساً العـون ممن يستطيع بنفسه أوبمعرفته لغيره أن يعينني أو يتعاون معي في إيجا د ترجمة نصّية لكتاب الله في اللغة الأنكلنزية، لعل وعسى تلك الترجمة تكون المرجع و الأساس لترجمات أخرتـتوالى تترى، في جميع اللغات،خصوصاً الحية منها، للناّس جميعاً؛ استيعاباً وتوافقاً لقوله تعالى:
" قـل يا أيها النّا س إنّي رسول الله اليكم جميعاً" (158:الأعراف).

1. واضح من الآية الكريمة التي تخاطب الرسول صلى الله عليه وعلى آله و صحبه وسلم تسليماً كثيراً، أن هذا الرسول هو لجميع الناّ س! والناس لهم لغات مختلفة! والمسؤولية لايصال رسالته صلى الله عليه وسلم الى جميع النّاس، تقع عليه وعلى العرب المؤمنين، امتناناً واستجابتاً لقول الحق سبحانه وتعالى:

2."وإنّه لذكرٌ لك ولِقومك وسوف تسئلون" (44:الزخرف).
أنّ هذه الآية الكريمة من الحق سبحانه و تعالى تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم و قومه: "وإنّه لذكرٌ لك ولِقومك وسوف تسئلون"، وتقرر حقيقتين واضحتين كالشمس الساطعة: (أ) تأكيد صريح أن القرآن هو"ذكر" أي شرف و صيت وعزة للرسول صلى الله عليه وسلم ولقومه، "وسوف تسئلون" و(ب) أي قد أنيط بكم مسؤولية كبرى، جسيمة وعظمى! و(ج) أنه صلى الله عليه وسلم و قومه سوف يسأ لون! أماّ هو صلى الله عليه وسلم فقد أدى الأمانة و بلّغ الرسالة على أفضل وجه! أمّا قومه، فهذا شأن فيه أقوال وأقوال، أنظرالى الفقرة 9 فيما يلي! وهذا يقودنا إلى الحديث الشريف التّالي:

حديث صحيح. “نضّرالله امرءا سمع مقالتي فوعاها ثم نقلها كما سمعها، لربما ناقل فقه لمن هوأفقه منه”
3. "بلِّغوا عنّي و لو آية" حديث صحيح.
”فـوعاها ثم نقلها كما سمعها... “أي فهمها و استوعبها أي حفظها في وعيه أي عقله؛ " ثم نقلها كما سمعها"، أي بلا زيادة ولا إنقاص ولا تحوير (أي تغيير) لنصها وصيغتها! فإذا كان هذا لا بد أن يكون بالنسبة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهوحقّ كل الحق، فكلا م الله من باب أولى، اي لا بد من نقل كلا م الله الى الآخرين بلا زيادة ولا إنقاص ولا تحوير لنصه وصيغته! ذلك أنّ النّص والصيغة مقصودان لذاتهما!

4. خلال الثلاثة القرون الماضية صارت اللغة الأنكلنزية اكثرلغات العالم تداولاً في جميع القارات، وعليه كا ن لا بد من ترجمة القرآن والحديث الصحيح والحسن الى الأنكلنزية ترجمة نصية بلا زيادة ولا إنقاص ولا تحوير (أي تغيير) لنصوصها وصيغها! أنّ نص القرآن وصيغتة والمقصودان لذاتهما هما في منتهى البلاغة ودِّقة البيان، خصوصاً فيما يتعلّق في التعبير بما قل ودلّ! وكذلك الواقع بالنسبة للحديث الصحيح والحسن! وعليه فلا يحق لمن يتشرّف بترجمة أياً منهما، كائناً من كان، أن يزيد أوينقص أويحورأي جزئية منهما! الأمرالمشين أنّه لا توجد ترجمة نصية حتى الآن، أنظر فيما يلي الفقرة 14!

5. أ- كمـا يعلم الجميع أن "الترجمات" ألإنكلينزية المتداولـة، المعروفة بـ "ترجمة معاني القرآن" جميعهـا، مع اجتهاد اصحابها، جزاهم الله خيراً، لا تصلح، جملة وتفصيلا! لما ذا؟ سأبيِّن بعد قليل إن شاء الله! انظر الفقرة 6 فيما يلي! الترجمة هي: النّقل المقيد لكلام منطوق أومكتوب من لغة إلى أخرى! النقل المقيد أي الملتزم بالنّص وصيغته أمانة للترجمة ولخطيرما يترتب عليها! وحيث أنّ تلك "التراجم" أهملت النّص الكريم وصيغته، و حتمياً لازم ذلك تعو يضاً بحذ ف كلمة أوكلمات مما جاء في القرآن وأضا فة كلمة أوكلمات بما لم يرد فيه ، وتحوير كلمة أو كلمات بما لا يتلائم معه، بل أبعد من ذلك كله أتت بنقيض (ضد) ما يقوله القرآن! مثلا عند ما استبد لت (كلها جميعاً) كلمة "نعم" في محل كلمة "بلى"، أينما وجدت كلمة "بلى" في القرآن، وبذلـك طبعاً دون قصد أفسـدوا بل نقضوا المعنى المراد!مثلاً: الآية 172 من الأعراف: "ألست بربكم، قالوا بلى"! التراجم تلك تقول"ألست بربكم، قالوا نعم"!(نستغفرالله عن ذلك)! واضح أن "بلى" و"نعم" ليســتا بنفــس المعنى، ولا هما من المترادفات! علماً أنني مـن الذ ين يجزمون أن ليس في القرآن مترادف البتة!

ب - ومثلاً آخرا،ً ترجموا كلمة "آية" بـ"verse"!إنّ كلمة "آية"تعني: الجملة من القرآن، أو المعجزة، أو الشىء المبهرالذي لا يكاد له نظير، أو البرهان، أو العلامة! و كلمة "verse"تعني جملة من " الكتاب المقدس"، أو بيتاً من الشعر أو شطراً منه! فكيف يتأتى لعربي مسلم يعلم علم اليقين أن ّ الآية لا تمت لـ " الكتاب المقدس" بشىء، لا من قريب و لا من بعيد، و كذلك "الآية" ليست بشعـر و لا بشطر منه! فكيف به ينجرف مع التّيّار و يقول كلمة "verse" قاصداً معنى "آية"، تا ركاً بذلك تلك المعاني الجميلة السّامية و المرامي العليّة و الموحية لكلمة "آية"؟

ج - أمّـا التـقيد بنصوص الأفعـال والأسماء والأحرف والصفات في تلـك "التراجم" كلـها فحد ث ولا حـرج! إنّ استــعمال القـرآن الكـريـم للأحرف بالذّات، له د قة ودلالات عظـيمـة! و"تـرجماتـهم" شـىء يؤســف لـه حـقـا! فمـثلا: "إلى شـياطينهم" ترجمت: "مـع شياطينهم" والبون شاسع بين هذه وتلك! وقـس على ذلك الكـثير، الكـثير، بل الكـل تقريبا! بما أنّ تلك "التراجم" لم تـتـقيد بالنّص ولا بصيغته، إذاً هي ليست تراجم، بل أقرب ما تكون إلى التفاسير! لا شك أن الذين قاموا بتلك "التراجم" اجتهد وا ما وسعهم إجتهادهم، جزاهم الله خيراً! وليس لنا إلاّ الدعاء لهم، وتصويب العمل بالنسبة لاقد س و أعظم كتب الأرض إطلاقاً!

6. أنك تكـاد لا تـجد في أي من تلك "التراجم" جـملة واحـدة من كلمـتين فأكثرتـطابق تـرجمتها النـص القرآني المجـيد ،من حيث: صيغة النّص، الفعل (المبني للمجهول\للمعلوم\المتعدي\اللازم)، الأسم، الحرف، الصفة ، بل المعنى وحتى نقيضه، كما سأبين بعد قليل إن شاء الله، وقـس على ذلك الكثيرالكثير!

7. وهــذا الواقع المؤسف حقــاًّ حد ث لأن جُــلّ إن لم يكن كلّ أصحـاب تـلك "الترجمـات" ليســوا من ذوى اللســان العربي ونهجوا نهجاً خاطئاً إن لم يكن فاسداً! والقليل، القليل منهم من ذوي اللســان العــربي لم يـوفق لأحســن من ســــواه لأنّـهم نهجـوا نهج من ســـبقهم؛ لذ لـك تـجـد "ترجما تهم" ليســت بنـا قصة الدّ قة فحســـب بل إنهـا كثـيرا مـا تـحيد عن النــّص الكــريم؛ وذلـك (طبـعا) جهلا لا عمدا من المترجم؛ إذ لا يمكن أن يُتَصوّرأن يتعمد الخطأ من يتشــرف بـترجمة القـرآن المجــيد، مثلا أن يقول: "كتـاب لا شــك فيـه" بدلا من "كتـاب لا ريب فيه" أو أن يقول: "ربنا إقبل منـا" بدلا من أن يقول: "ربـنا تقبّل مـنا" أو أن يقول: "يَذ بَحُون أبنائكم" بدلا من أن يقول: "يُذَبِّحُون أبنائكم" أوأن يترجم"وأنتم ألأعلون"، بـ "ينبغي أن تكسبوا السيادة عليهم"! أو"وجعلنا بينهما زرعاً" بـ "أجلسـنا بينهما حـرثاً"، لا حظ التعـبـير "أجلسـنا" وليـس، "جـعـلنا"! بل أدهـى مـن ذلـك وأمـر بــ "وضعنا بينهما حقول ذرة"! وكلهم لم يوفّق لأحسن مما ذ كر، عفا الله عنهم وأثابهم عـلى اجتهـادهم.

8. أ- أنه حقاً لمن المؤسف للإنسان، وصد قاً لمن المخجل للمسلم، و قطعاً لمن المعيب ً للعربي المسلم أن يعيش هذه الحقبة الزمنية الّتى نحن فيها، وخلال الثلاثة القرون الماضية حيث اللغة الإنكلينزية هي لغة التخاطب بين أكثرأهل المعمورة وإنّك لا تجد ترجمة نصية لكتاب الله المجيد بين "التراجم" المتداولة عند النّاس حتى الآن! (انظر الفقرة 14 فيما يلي).

ب – نعم مؤسف للإنسان أن يغيب عنه أضخم كنز فيه خير الدنيا والآخرة،لكل النّاس، ومخجل للمسلم أنه يعلم عن هذا الكنز وقد توانى في إظهاره ومشاركة غيرالمسلمين بما فيه من الخير؛ ومعيب كل العيب، إن لم يكن الإثم كل الإثم، للعربي المسـلم الذي يقرأ في هذا الكتـاب العظيم، خطاباً له وأمثاله: "لقد أنزلنا اليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون" (10:ألأنبياء)! أي فيه عزّكم، وشرفكم، ومقامكم بين الأمم! وجملة " أفلا تعقلون" أنكار توبيخي، كما يقول الإمام الألوسي رحمه الله، لحثهم على تد برالقرآن ومقتضيات هذا التدبر! أي كيف بكم أيها العرب الذين آمنوا بالإسلام لا تهبّون نشاطاً في نشركتاب الله وإفهام غيركم بكنوره وخيراته بلغاتهم وبما هم يعقلون ويثمِّنون؟

9. وهنا يبرز العديد من الأسئلة، منها: أين المسلمون في جميع أقطارالأرض من ترجمة نّصية لكتاب الله و أحا ديث رسوله صلى الله عليه وسلم؟ بل أخصّ من ذلك، أين العرب الذين آمنوا برسوله وقرآنه من قوله، سبحانه و تعالى: "وإنّه لذكرٌ لك ولِقومك، وسوف تسئلون" (44:الزخرف)، كما جاء في 2 آنفاً؟ هذا وعد و وعيد من الحق سبحانه وتعالى لهؤلاء المخاطبين! نعم وعد مكررالتأكيد منه سبحانه، ومن أصدق منه قيلا؛ وكذلك هو وعيد ينبغي أن يصكّ ناصية كل مخاطب ويهزفرائصه، ذلك لأنّ مخاطبه هوخالقه، ومسائله! كيف به لم يهبّ مسا رعاً لجعل القرآن نصاً وصيغة و دون [1]دَنِيّة وبمنتهى الدّ قة و الأمانة بين يدي مختلف الشعوب وبلغاتهم؟ و بما أنّ اللغة الانكلنزية هي اكثراللغات تداولاً بين النّاس خلال الثلاثة القرون الماضية، والحال كذلك بالنسبة للمستقبل المنظور، فكان جدير بالمخاطبين هؤلاء ان أوجدوا ترجمة نصيّة خالية الدّنية للقرآن المجيد منذ أمد طويل! ولكنهم لم يفعلوا حتى الآن! الآن فقط اصبحت ترجمة من هذا النوع في متناول الجميع، بإذن الله، انظر الفقرة 14 فيما يلي!

10. قبل أحداث سبتمبر2001 كنت منغمساً في موضوع كتابي: The Future World Order الذي يبحث في الفلسفة والدين والعلم. وبعد أحداث سبتمبر2001 و، كما ذكرت آنفاً، اكتشافي الذي حقاً أذهلني وخيب أملي وهوأنه لا توجد ترجمة نصيّة صحيحة لكتاب الله في أي لغة وبالذات الأنكلنزية! من هنا توكلت عل الله وعكـفت على ترجمة نصية وخالية الدنيّة، أن شاء الله لكتاب الله! والحمد لله على الفلاح! انظر الفقرة 14!

11. أ - عند ما شــرعت في مشــروع "الترجمة النّصية" لكتاب الله، شعرت بأهمية هذه المهمة الكبرى والمسؤولية العظمى والفريدة الهُولَة! وعليه طبعاً بحثت جاداً،كما ذكرت آنفاً، ملتمســاً العـون من الـله أولاً ثم مِمَّن يستطيع هو بنفسه أو بغيره، الإسهام في هذا المشروع الجليل! و قد نشــرت ذلـك في ألإنترنت، وغيرها وعليه ظننت أنّـي سأغمر بسيل من "المسـاهمات" من الكثيرين، بالغثّ والسـمين! واحتياطاً نـوهـت لمن أراد المســـاهمة أن يطّلع على مقالة وجيزة و ضعتها في الإنترنت، حيث قلت في تلك المقالة الآتي: "أخي المشارك أن كنتَ تميّزالفرق بين:

(11-أ-1) الأب الوالد والأم والوالدة وألإبن والولد و يَذ بَحون و يُذ بِّحون و يقبل ويتقبّل!

(11-أ-2) "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِياً"! (11-أ-3) "وَهَذا لِسَانٌ عَرَبِي"! (11-أ-4) "وَكَذالِكَ أَنزَلناهُ حُكماً عَرَبِياً"!

(11-أ-5) و طبعاً هنالك المعنى الشرعى للكلمة، فمثلا "الصلاة" لغة تعني الدعاء، بينـما هي شـرعاً تعني الوضؤ أوالإغتسال ثم الد خول في الصلاة بـ "الله أكبر" فأداء أركانها وواجباتها ثم الخروج منها بـ "الســلأم عليكم و رحمة الله"!

ب - فإن كنتَ تميِّزالفروقات الدقيقة فيما ذكرأعلاه، فلا تبخل علينا بعلمك و فضلك!
إن كلَّ واحد من (11-أ-1) و (11-أ-2) و (11-أ-3) و (11-أ-4) و (11-أ-5) يشكل مبدءاً بذاته لترجمة كتاب الله! فكل كلمة أو جملة في كتاب الله يجب أن تترجم في ضوء هذا المبدأ أو ذاك، أي هل الكلمة أوالجملة ينبغي أن تـفهم على أنها:أوّلا "قرآناً عربياً"، أوثانياً "لسان عربي" أم ثالثاً "حكماً عربياً" أو رابعاً هناك حكم شرعي يحتم فهماً معيناً لتلك الكلمة أوذلك التعبير!

ج - وطبعاً للوصول الى الحكم الصحيح في هذا الصد د، لا بد من الرجوع الى كتب اللغة: الصرف والنحو، وإلى القواميس المختلفة، ومعاجم التراكيب والأمثال، وإعراب القرآن،وكذلك كتب تفاسيرالقرآن العديدة، كل واحد منها فيه تفسيرمن زاوية أو زوايا معينة، والقرآن الكريم يمد الكلّ غد قاً معيناً! والكل يغـترف منه على حسب طاقـته وبما آتاه الله من الفهم وقوة ألإستنباط وطاقة البيان!

12. أ- إذاً الترجمة النّصية، تحتم التقيد بما ذكر أعلاه، تقيداً دقيقاً! كيف لا، ونحن بصدد كتاب الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي حفظه منزِّله، وفيه الأمروالنهي لشؤون الدنيا والآخرة على أسس علمية سليمة ومنطقية حكيمة، وفوق هذا وذاك، إنّه لشريعة ربّانية من لدن العزيزالحكيم، فلا يجوز الإنقاص ولا الزيادة و لا التحوير في نصوصه و صيغه، ولا حتى بالقليل، و لأنّ كل مفرداته و صيغه مقصودة بذاتها، فلا محيص من الإلتزام كل الإلتزام بذلك، أمانة للنقل، وحفاظاً على عظم المسؤولية، وبغية الحصول على معانيه ومراميه! ذلك لأننا بصد د كلام رب العالمين،ثابت النّص والصيغة و الحمّال لمختلف المعاني لكل العصور وتطور العلوم إلى يوم الدين!

ب - و لتحقيق ما ذكر أعلاه، هناك أربعة مبادىء رئيسة و فروع ثلاثة لها، هي بمثابة نتائج طبيعية و منطقية لتلك المبادىء، أيضاً لا بد من التقيد بتلك الفروع لترجمة القرآن المجيد أو الحديث الصحيح\الحسن ! فالمبادىء ألأربعة هي:

(1). مبدأ “إنا جـعلنـاه قرآنـا عربـيا” ـ (الزخـرف:3). أي أنّ كـل كلمة في القـرآن الكـريم لـها مفـهـوم معـين بالنسبة للعرب! فعند اللزوم ينبغي الرجوع إلى قواميس اللغة العربية للبت في هذه الكلمة أوتلك!

(2). مبدأ “وهذا لسان عربي” ـ (النحل:103). "اللسـان العربـي" هـو أن تضع كلمة عربـية مع أخرى عربية و المعنى يكون ليس هذه ولا تلك! فمثلا: "إبن السبيل"! فإبن السبيل ليس بإبن و ليــس با لسبيل! "إبن السبيل" هو: المسافر! ومثلا آخراً: "يأكـل لحم أخـيه" يعـني: يغتابه! فليـس هنا ك أكل و لا لحم ولا أخ، بالمعنى الحرفي للكلمة! و هنا يرجع إلى معاجم التراكيب و العبارات والإصطلاحات! القرآن فيه الكثير والكثير من اللسان العربي!

(3). مبدأ “وكذلك أنزلناه حكما عربيا” ـ [2](الرعد:37). "حكماً عربياً" أي أنّ نظم القـرآن و سـياقه يتطابق مع قوانين الصرف والنحو للغة العرب! فمـثلاً: " و ما خـلقت الجـنّ و الإنــس إلاّ ليعبد ون" (56:الذاريات)، "تـلك الرســـل" (253:البقرة)، "لـعل الساعة قريب"(17:الشورى)! فبالنسبة لـ "يعبدون"، أين ضـمير المتحدُّ ث، و هـو الـ "ي"؟ الـجواب هـو: الـ "ن" في "يعـبدون" تســمى نون الوقاية أو العماد، حـيث لا يُســتَغنى عنها، ووجـودهـا يـعني حـذ ف الـ "ي" كضمير للمتكلّم! أمّا "تـلك الرســل" فكـلمة "تلك" هي إشـارة للمؤنث، وكلمة "الرسـل" مذكّر، فـكيف بكلمة "تلك" يشار بها إلى المذكّر؟ الجواب: نعم، لأنّ كلمة "الرسل" هي جمع تكسير، فيشار للرسل بـ "تلك"! أمّا بالنسبة لـ "لـعل الساعة قريب" بدلاً من "لـعل الساعة قريبة" ذلك لأنّ المرمى المقصود هو: البعث أو وقت الساعة أو وقوع الساعة! و كل من البعث و الوقت و الوقوع مذكّر! و لمعرفة كـل ما ذكر في هذا الصد د ينبغي الرجوع إلى كتب إعراب القرآن و أمثاله، كـ "الدّ ر المصون" لـ الحلبي!


(4). مبدأ المعنى الشـرعي للكلمة، فـمثلا :الصلاة لـغة تعني الـدعاء أما شــرعاً فهي الاغتــسال أوالوضوء والدخول فيها بتـكبيرة الإحرام والخروج منها بـ “السـلام عليكم ورحمة الله”. و طبعاً لا بد من الرجوع إلى جمع من التفاسير المعتمدة، كل يفسِّـر من وجهة معينة، و لا ضير، إذ كل يفسـّر بقدر ما آتاه الله من الفهم و العلم و قوة الإستنباط والبيان! و القرآن معين لا ينضب، يمد الكل غدقاً!

(5). أمّا الفروع الثلاثة،التي لا تنفك عن تلك المبادىء، حيث هي نتائج طبيعية و منطقية لها، فهي الآتي:

(5-أ) أكلـنزة الـكلمة. اللـغة العـربية بـطبيعتها بنائية منطقية، أي أنّـك فـي الأغـلب تبـني الكلمة و مشتقاتها على أساس منطقي، على خلاف اللغة الإنكلينزية، التى في غالبها صمّاء، أي بـلا جذ ور قـابلة للتصريف و اشـتقاق الفعل المناسـب و الإســم المطلـوب! فـفي الإنكلينزية مـن الصـعب إيجاد إســم الفاعل و من الأصـعب جداً إيجاد إسم المفعول! أمّا في العربية فيسـهل إشتقاق إسم المفعول به والمفعول فيه و المفعول معه و المفعول لأجله و قـس على ذلك! كذلك فإن الـلغة العربية غنية جداً بالمفردات الدقيقة، التي تصور المقصود بدقة متناهية، خصوصاً بالنسبة لمفردات القرآن، التي غير اللّبيب يرى بعضها من المترادف و ليس الإمر كذلك! فـعند الترجمة، كـثيراً ما يـواجه المتـرجـم صعـوبة، إن لـم تـكن إســتحالة إيـجاد المـفردة الـمنـا ســـبة في الإنكلـينزية لما يقـابلها فـي العـربية! فـفي حلة الإســتحالة لا بد من أكلـنزة الكـلمة، إي أن تـكـتَب الكلـمة العـربية بالأحـرف الإنكليـنزية معـكوفة و بين قوسـين يشـرح المـقصود! مثـلاً كلمة "بعل"! لا تـوجد في الإنكلينزية كلمة مقابلة! فإذا أردت أن تترجم: "هذا بعلي"! تقول:
This (is) my ba’al (master/owner/husband)[3]

وكلمة "is" غير موجودة في النص القرآني، فمن أين جئنا بها؟ جئنا بها لأنّ الصيغة السّويّة للجملة بالإنكلينزية لا تستقيم إلاّ بها! و عليه فكلمة "is" وضعت بين قوسين و بأحرف معكوفة لتـبيا ن أنّ كـلّ ما بين قوسـين هـو ليــس من النـص القرآني، و لكن اقتـضته ســلامة النّص في اللغة الإنكلـينزية فحسـب!

(5ـ ب) تذكير و تأنيث الكلمة! في العربية كل كلمة إمّا مذكّر أو مؤنث! أمّا في الإنكلينزية فالكلمة حيادية، أي لا مذكّر و لا مؤنث، إلاّ ما ند ر بالنسبة لحفنة من الضمائر! فلتذكير و تأنيث الكلمة في الإنكلينزية كي تحاكي مقابلها في العربية لا بد من ترميز الكلمة الإنكلينزية! مثلا: الشجرة=tree w، و القلم= pen x. فكل كلمة إنكلينزية عليها رمز "w" تكون لتأنيث الكلمة المعنية، و تذكير الكلمة يتم برمز "x" عليها!

(5ـ ج) تحد يد الضمائر! كما ذكرنا آنفاً في الإنكلينزية الكلمة حيادية! مثلا كلمة: you، تصلح لأنت، و أنتم، و أنتِ، و أنتنّ! و الكلمة في القرآن، الضمير و غيره، محدد و بمنتهى الدّقة، أي لا يمكن اللبس فيه! فمن أجل ذلك رمّزت الضمائر لتحديد هويتها من أوّل نظرة! فمثلا:you s= أنت، وyou f=أنتم، you y= أنتِ، you g= ضمير المخاطَب المتّصل، كأن تقول مثلا: إنّك=verily you g، أو الضمير المستتر، كما في: قل=let-say [you s]! و هكذا دواليك [4]لمجموعة أخرى(18) من مختلف الكلمات المرمّزة كـفت لأكتناف كل ما يحتاج إليه لكامل ترجمة القرآن الكريم! وبما أنّ هذه الرموزتـتكررعلى صفحات هذه الترجمة فسرعان ما يألفها، بل و يستحسنها القارىء، إن شاء الله، لجميل وظيفتها التي تزيل الإلتباس وتحد د بوضوح و من أول وهلة الأمرالمعني! فالحمد لله على هذا الإبتكارالذي سوّى نقصاً في اللغة الإنكلينزية، لتلائم وتحاكي النصوص القرآنية الكريمة! وهوأوّل قاموس من نوعه، فيما اعلم، يعتني بترميز الجنس و الضمائر، وذلك من فضل الله سبحانه وتعالى علي.

13. أ- من المعروف بالبداهة و التجربة أنه لونقل عن أحد ما قولا بالمعنى، لربما أقام الد نيا هذا الأحد ولم يقعـدها، إذ أنّه لم يقل هذه الكلمة أوتلك! فكيف بنا أن نترجم كلام الله بـ "المعنى" ونقبل به؟ إنّ تعبير: "ترجمة معاني القرآن" فيه نظر، فكأن للقرآن معان عدة، وهذه ترجمة لها! نعم للقرآن من المعاني ما لا يكاد يُحصى، و لكن هل تلك "الترجمة" أو ما يماثلها ترجمة لتلك المعاني؟ الجواب كالشمس الساطعة! إذ كيف يكون لها ذلك وأسا ساً هي أهملت نصوصه وصيغه، وزادت فيه وأنقصت منه و حورته، بل أدهى من ذلك، دون قصد، جاءت بنقيض ما يقوله القرآن؟ (انطر الفقرة 5 أعلاه)!

ب. الترجمة بالمعنى، لوافترضنا جدلاً صوابها، فإنّها تضل عا لية النّقص وا لدنيّة! ذلك أنّ نصّ و صيغة القرآن حمّالان لمختلف المعاني على مرالعصور وتطورالعلوم إلى أبد الدهر! والترجمة بالمعنى تنقل واحداً من المعاني (على افتراض محالفة التوفيق) بالنسبة للزمن والتطورالعلمي حين وضعت تلك الترجمة بالمعنى! علماً أنّ افتراض التوفيق بعيد المنال في واقع الأمر في أي وقت من الأوقات! هذا أولاً، و ثانياً أين بقية المعاني المحتملة، بل الأكيدة لما يأتي من العصوروالعلوم؟ وثالثاً أين هذا مماّ جاء في حد يث الرسول صلى الله عليه وسلم، في 3 أعلاه؟ رابعاً اجد ربـ " الترجمة بالمعنى" أن تسمّى باسم آخر، مثلا تفسير لبعض معاني القرآن، أوأي تعبيرأخرغيـركلمة "ترجمة" إذ أنّ هكذا ترجمة ليست حقاً ترجمة ولا لأحد معاني القرآن، و حتى لو"صدفة" إنطبقت صحة تلك "الترجمة" بالنسبة يسيراليسبر من كلمات القرآن!

ج. الترجمة بالمعنى كما ذكرنا آنفاً تهمل النص الكريم بعينه وتهمل صيغته المعنية لذاتها و هذا أمر مخل ولا يصلح! إنّ النّص والصيغة في القرآن فيهما البلاغة و البيان و الكناية و المجاز! فيهما ألإعجاز اللغوي المنقطع النّظير في كل زمان! وفيهما الإعجاز العلمي في مختلف المجالات و لكل التطوّرات! وهما حمّالان للمعاني المتعددة والمرامي الظاهرة و الخفية على مرالعصور و تطور العلوم! فالقرآن محكم البنيان في اجماله و دقيق الدلالات في تفصيله! و فيه التقديم و التأخير، الذي بدوره يؤدي الى اختلاف المعاني والمرامي، المستوخاة من ذوي الألباب! مثلا: "لا يقد رون على شىء مما كسبوا" (البقرة:264) و"لا يقد رون مما كسبوا على شىء" (إبراهيم:18). أو "مواخر فيه" (النّحل:14) و "فيه مواخر" (فاطر:12)! من كلما ته تؤخذ العقائد و تبنى الأحكام! نظمه فريد يدر بالمعاني و المزيد! ترجمته بـ "المعني" مخلّة بنصه المحفوظ ( "و إنّا له لحافظون" الحجر:9)؛ ومفسدة لمعانيه المطلوبة و لمراميه المنشودة! وعليه ترجمته بــ "المعنى" ليست فقط لا تصلح بل ينبغي أن لا تكون أبداً!

14. الآن وبعد عمل دؤوب وابتكارات جديدة،وتجربة أصيلة، وفقني الله لتحقيقها، أحمد ه وأشكره على ذلك، استغرق كل ذلك حوالي سبعاً من السنين؛ تخلل ذلك اتصالات شخصية بالهاتف وبغيره لجمع غفيرمن الأساتذة "المتخصصين" في أماكن عدة من هذا البلد والعالم، بما في ذلك الكثيرمن المراكزالأسلامية في الولايات المتحدة الإمريكية وأوروبا؛ تبين لي أن ذاك الإحتياط الآنف الذكرلربّما كان هوأحد الموانع، إن لم يكن هوالمانع الرئيس، في عدم مساهمة أي إنسان البتّة، ألاّ أحد أصدقائى، كان معي منذ البداية، الى أوّل شروعي بالتنقيح الأول، جزاه الله خيراً! ومؤخراً أحد الأصدقاء، جزاه الله كل خير، أبدى بعض الملاحظات، التي كان لها طيِّب الأثر والإثراء على جزيئة هنا وهناك من هذه الترجمة!

15. بالإنكلينزية لا تستطيع أن تقول مباشرة بل لا بد من المداورة: صدق أو أحسن أو صبر أو استغفر! المداورة أن تقول: الذي قال الصدق، أو الذي أحسن، أوالذي مارس الصبر، أو الذي طلب الغفران! وأيضاً فإنّ اللغة الإنكلينزية فقيرة جداً في مفرداتها، بالنسبة للعربية، وعليه فدقة التصوير بالكلمة يكون فى غاية الصعوبة، و هذا على نقيض العربية الّتي تـتفاقم مفرداتها وتـتعاظم معاني تـلك المفردات، و عليه د قة التصوير بالكلمة يكون سهل المنا ل، خصوصاً عند من آتاه الله قوة البيان!

16. الكـلمة (أوالحرف) بالنسـبة للعـربية، علماً أنها كـثيراً ما تشـارك أخـواتها فى المعاني العديدة، لكنّها هي وحدها و لا سواها الّتي ترسم و تؤدي المعنى والمرمى لما يراد. فمثلا:

أ. غاب = لم ير بالعين السويّة لأي سبب!
ب. إختفى = لم ير بالعين السويّة من حيث أنّه لا يعرف مكانه!
ج. تَوارى = غاب الى الخلف عن حياء أو خجل!
د. خنس = غاب عن ذِلَّة و هوان!
هـ. غرُب = غاب في مكان بعيد!
و. استتر = غاب و راء حجاب خوفاً أو خجلاً!
ز. وقب = دخل قليلأ قليلأ حتى حجب الرؤية بالظلام!
ح. أفَلَ = غاب لمعانه أو غابت شهرته أو شأنه!

17. وعليه فالكلمات (أوألأحرف) من الجملة هي بمثابة عناصراللوحة الفنية العجيبة المُعجِبة في أطار جميل! فلواستبد لت كلمة أو حرفاً بـ "مرادف" فلأحدثت خدشاً بليغاً في أحسن الأحوال، و الحقيقة أنّك لربّما غيّرت المبنى و طبعاً المعنى و المرمى لما يراد! فالحذرالحذر في هذا الصدد! لذلك فإن ترجمة القرآن بــ "المعنى" مرة أخرى أقول: " لا تصلح بل ينبغي أن لا تكون أبداً!

18. إنّ هذه الترجمة (بأحدث تنقيحاتها 4.1) تحافظ على نصوص القرآن السرمدية الصحة و تحاكيها أمانة ودقة وتوافقاً وحيطة! فلا زيادة ولا إنقاص ولا تحويرلأي كلمة أو جملة في القرآن المجيد، فالحمد لله على ذلك! نعم هـذه الترجمة الجـديدة للـقرآن المجيد إلى اللـغة الإنكلينزية هي حـقاً، قـطعاً و بلا جـدالِِ، تا ريخية، وفريدة من نوعها، إذ لم يسبق لها مثيل أبداً، حيث أنها تختلف عن سواها جملة وتفصيلاً!

19. وبهذا فإنّني، مرة أخرى أجدد مطلبي لكل من لديه العلم والمقدرة بنفسه أو بغيره، أن يهب لمراجعة هذه الترجمة لإثـرائـها صحة ود قة قدرالإمكان، و أنا على أتـم الإسـتعداد بأن أدعوله بخالص الدعاء و بتـعويض جـهده و وقـته بجـزيل من المال حسبما يرى هو،إلى عشرة آلاف دولارأمريكي (سبعة و ثلاثين الف و خمسمأة من الريلات السعودية) للساعة الواحدة من وقته، شريطة أن عمله يثري هذه الترجمة صحة ود قة، على أسس و براهين علمية، وليس من باب وجهات النّظر!

20. لقد آن أوان هذه الترجمة منذ أمد بعيد، لكن شاء الله أن لا تتم حتى الآن، و لكنّها تمت و الحمد لله وله الشكر والمنّه، للنشروالإنتشاربإذنه سبحانه و تعالى! وحيث أنّ القـرآن الكريم انبثـق أولاً من بلد مهبط الوحي، فإنّي أرجو إن شاء الله أن يتم نشروانتشارهذه الترجمة أولأ من بلد مهبط الوحي والقرآن وفي أقـرب وقت! و حيث أنّ هذه الترجمة فريدة والأولى من نوعها ومن عمل رجل وفـقه الله و أتـمّها من بلد مهبط الوحي والقرآن ولغته لغة القرآن،فإنّي أدعو الله أن يتقبّلها و يـيسرلها القبـول والإستحسان عند أكثر النّاس، وينفع بها الإسلام و المسلمين ويحـقق رجائي بخصوصها، بما في ذلك نشروانتشار أحدث تنقيحاتها، التنقيح 4.1، أيضاً من بلد مهبط الوحي والقرآن، وعلى الله التكلان، إنه سميع مجيب!

21. وأخيرأً أرجومن الله ثم ممن يستطيع أن يساهم بشكل أوبآخرفي نشروتوزيع هـذه الترجمة خـد مة لكتاب الله و خدمة للإسلام و المسلمين أن يسارع مساهماً في هذا الخير، بإذنه تعالى! والسّاعي في الخيركـفاعله، كما هومعلوم لدى الجميع! فهبّوا أيها النّاس هبّوا للسعي في هذا العمل المجيد لعلّكم تفلحون!

و فقنا الله جميعاً لما فيه خيرالأسلام والمسلمين وإعلاء كلمة الحق، وعلى رأس ذلك نشروانتشار كتابه المجيد بكل اللغات وبتراجم نصية وصحيحة، والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

المترجم
حرر في: 29\08\1430هـ الموافق 20\08\2009م عبد العزيز بن فهد المبارك

ملاحظة
الرجاء الذهاب إلى الرابطة الإلكـترونية التالية، التي فيها سـورة الفاتحة و سـورة البقرة كـعينـة من "الترجمة النصية للقرآن المجيد"! ومن إهم الأمور في هذا الصدد قراءة المقدمة=The Introduction و الـ Prelude الذي يحتوي على قامـوس ترميز الجنس والضمائر، إذ بدون هـذه القـراءة المقـترحة فـإنّ القراءة المباشرة، سيكون القارىء غيرمهيأ التيئة الضرورية، اي التى لابد منها أولا!
www.qurantranslation.org


-الحواشي --------
[1] أي الخصلة المذ مومة، من كلمة قالها الفاروق عمر بن الخطّاب: "علام نعطي الد ّنَيَّةَ في ديننا"، حديث الحديبية. راجع لسان العرب
[2] انظر إلى القاموس الملحق بهذه الترجمة النّصية للقرآن المجيد لمزيد من التوضيح لمعنى "حكماً عربياً".
[3] تطلق على صنم كانت العرب تعبده في الجاهليةba’al و أحياناً كلمة
[4] انظر صفحة الكلمات المرمّزة الملحقة بهذه الترجمة للإحاطة بجميع تلك الكلمات المرمّزة
 
للدكتور كثير من الاستدراكات النافعة على الترجمات الحالية ، ولكن مهما يكن من أمر الوصول إلى ترجمة حاسمة بعيد ، ولكن الاجتهاد في تحسين دقة الترجمة أمر ممكن جداً وهو المطلوب. ولامناص كذلك من الترجيح في معاني كثير من المفردات ، ومتى دخلنا في الترجيح - كما هو الحال مع الألفاظ المشتركة والأضداد (مثال: سامدون) والألفاظ المختلف في قراءتها وما يتبع ذلك من اختلاف في توجيه كل قراءة - دخلنا في عالم الاحتمالات وحسبك أن هذا لوحده يجعل الوصول إلى ترجمة حرفية مستوعبة أمر غير ممكن ، أما الترجمة للمعنى فليس هو البديل فحسب بل لا مفر منه ، ومن عظمة القرآن أنه امتاز بهذا الثراء على مستويات عدة ، واللجوء للترميز صحيح أنه محاولة للإبقاء على النص قدر الإمكان - وقد قال الدكتور :"... أن يهب لمراجعة هذه الترجمة لإثـرائـها صحة ود قة قدرالإمكان" - لكنه يضيف عند البعض أو ربما الأغلب شيئاً من الإلغاز ، وبعض الناس يضيق ذرعاً بمعاجم اللغة التي تستعمل نظام IPA لكي تفسر النطق لأنه تتطلب إحالة مستمرة ، فما بالك بالقرآن. لكن في نهاية المطاف ألمس من حماس الدكتور ومن ملاحظاته الدقيقة أن عنده شيئاً جديداً ومختلف يمكن أن ينقل الترجمة إلى مستويات متقدمة ، وهذا ما يشكر عليه وأسأل الله أن يتم له ما أراد على أحسن صورة.
 
...لذلك أشعر أن معاينة عمل الدكتور ستكشف المزيد حول الترجمة لا سيما إذا استجاب عدد من ذوي الاختصاص وقاموا بمراجعة ما أنجز. لا مانع لدي من مراجعة ما تيسر من الترجمة ودراستها ولكني لا أرغب في هذا إلا مع وجود اثنين آخرين - على الأقل - من أهل الاختصاص معي في هذا الأمر.

يظهر أن الدكتور قد بذل جهداً كبيراً و الحكم على هذا العمل الضخم يحتاج إلى دراسة وافية.
 
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله عليكم
هذا الموضوع هام
أعني أصله، وهو الرغبة في تحسين الترجمات المتوافرة
وقد عاينت أغلبها، بل ونتائجها على القراء إبان شرحي لتفسير القرءان الكريم -الفئات التي تعرضت لها البريطانيين والهنود والصينيين والفلبينيين والماليزيين والأمريكان- في مركز تابع لوزراة الأوقاف ولمؤسسة دينية أخرى وفي لقاءات، ومن خلال
تفاعلهم معي وجدت مشكلات كبيرة فقد بنوا عدة مفاهيم واصطلاحات بناء على الترجمات، ولم تربطهم بالقرءان ولم تشعرهم بالفارق بينه وبين جميع الكتب، إلا من حيث مضمون المعلومة في بعض الأحيان
هذا لا ينفي الجهود التي أعلم قدرها لكني أتكلم بالنسبة إلى النتيجة
وأعلم أن الأمثل هو توجههم لتعلم العربية كما كان الحال عبر الزمان

الحقيقة أن الترجمات كانت فقيرة في أحيان كثيرة وخاطئة بتعميمهم إياها في كل مرة يتكرر اللفظ
وعزوت ذلك لرغبتهم في الاختصار والله تعالى أعلم
ولكن تقليص المعني أضر به كثيرا وباتت بتعبير أحدهم
كأنه يقرأ قصيدة مكررة
وبعد الشرح للفاتحة في حلقات-بتوسع مقبول - كان في غاية السرور والأهم أنه شعر أنه يمكنه أن يكمل التحليل لو امتلك المصادر

وقد تواصلت عبر جمعية المترجمين العرب وعبر اتصالات مع بعض الصحفيين المهتمين مع من لهم صلة ببعض وزراء الأوقاف العرب لتمويل مشروع ترجمة موسوعية وليست مختصرة، ترجمة تفسيرية معقولة الحجم
تراعي الصواب والسعة التي تلقيها ظلال اللفظ! وحال المخاطب الغربي! وما جد من مكتشفات علمية في حدود المقبول، وتمزج بين العقل والقلب وبين التفسير الموضوعي الذي يظهر التناسق وبين الخواطر-ولم نجد متحمسا
وكان لدينا نموذج تفسير الفاتحة وجزء من سورة البقرة
ومن السهل تكراره لو تيسر إن شاء الله
وهذا الأمر يحتاج تفرغا بلا شك ونفسا طويلا من مجموعة وأفضل أن تكون على حلقات وليس جلسات
بمعنى أني- على سبيل المثال- أبحث في المظان وأجمع مادتي العربية ثم أترجم -وأتمنى أن يكون صوتيا وكتابيا-بعد بحثي ثم يكون هناك مراجع خبير، ثم مدقق من أهل اللغة التي نترجم إليها ثم جلسة تقييم، وهذا من خلال تجربتي للبدء في المشروع والتي لم يتيسر لها الاكتمال
هذا ولا يفوتني أن تجارب ترجمة تفسير ابن كثير وترجمة تهذيبه للمباركفوري أكرمه الله، وغيرها
لا تكفي ولا تلائم المخاطب الغربي أبدا
بل ربما تلائم المسلم الأسيوي طالب العلم.
 
ما يزال الموضوع بحاجة إلى مزيد نقاش ومدارسة بين المعنيين بالأمر من الباحثين .
وفي المرفقات مختصر لورقة عمل بعنوان (لمحات حول الترجمة الدينية) للباحثة إيمان علي لاغا .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الإخوة الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت بعضا مما كتب في هذا الموضوع ، والذي أؤمن به أن القرآن الكريم ، كلام الله سبحانه وتعالى لا يمكن ترجمته إلى أي لغة أخرى لمن أدرك أسرار الألفاظ القرآنية ، وشيئا من أسرار القرآن الكريم ، فالكل يعلم يقينا بأن القرآن الكريم لم ترد فيه لفظة إلا لمعنى ودلاله ، منه ما يدركه عامّة الناس ومنه ما يعلمه الراسخون في العلم ؛
ومن أمعن النظر في سورة الفاتحة يجدها تخلو من سبعة أحرف وهي الفاء والجيم والشين والثاء الظاء والخاء والزاي ، فكيف سيترجم ذلك إلى اللغات الأخرى ، وكيف سيترجم احتواء بعض الآيات لجميع حروف المعجم (( وهذا الأمر في نظري لم يرد في القرآن عبثا )) ، وهناك أمور في تصوير مخارج الحروف للمعاني القرآنية ما لا يمكن أن تدرك في أي لغة من اللغات الأخرى ، حتى في نفس اللغة العربية . فكل لفظ من ألفاظ القرآن الكريم معجز بذاته في موضعه من الآية الكريمة التي ذكر فيها ، وهناك الكثير من الأمثلة التي لا يتسع المقال لذكرها هنا .
ثم إن أراد الأستاذ الفاضل ترجمة نص القرآن الكريم كيف سيترجم الآيات الكريمة الآتية نصا ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6)
ليس شرطا فيمن يذهب إلى الصلاة أن يكون جالسا ليقوم ، ثم المجيء من الغائط معناء القدوم من المكان المنخفض ، والتعبير بالملامسة فيه أدب جم والمقصود ليس ظاهر الملامسة ...

(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (البقرة:187)
التعبير بالرفث فيه أدب لا تحويه المعاني الأخرى ، وما هو الفارق في اللغة الإنجليزية بين الرفث والملامسة و ... ، ثم باشروهن كيف ستترجم حرفيا ، والخيط لأبيض والخيط الأسود من الفجر ؟؟؟ وهل للفجر خيوط .. وإتمام الصيام لليل هل المقصود به وقت محدد أم الليل مطلقا ؟؟؟ تلك حدود الله ، الحد لغة الطرف فهل هو المقصود وكيف سيترجم .

(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (الفرقان:7)
هل الاعتراض على أكل الطعام ؟؟ أم أن الاعتراض على خروجه؟؟؟ وكيف سيترجم ذلك ؟

(وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) (الاسراء:29)
هل النهي عن حركة اليد إلى العنق وبسطها ؟؟؟ وكيف سيترجم ذلك حرفيا ؟؟؟

وحينما راجعت -وفق فهمي المتواضع للغة الإنجليزية- الرابط السابق لترجمة الحديث الشريف : نضر الله ...
وجدت أن المترجم استخدم العبارة Brightened Allah a [he-] human
وفق ترتيب الكلام في اللغة العربية نفسها .
وإذا اردنا أن نعيد هذه الترجمة إلى اللغة العربية نجد المعنى الآتي :
الله المُبهَج a [هو] إنسان ، وهذا أمر مخالف كل المخالفة للمعنى العربي . فترتيب الكلام في اللغة الإنجليزية ليس على نحو ترتيب الكلام في اللغة العربية ، فيحنما نقول برايتند ألله ، يكون وصف برايتند لله ، وهذا غير صحيح .
ثم لفظة برايتند هي للتنوير أقرب منها للنضرة ، والنضرة تحمل معنى الجمال والشباب أكثر منها الإنارة أو غيرها ...

وهذا الموضوع بعامة أقصد الترجمة الحرفية للقرآن الكريم ليس جديدا بل ألفت فيه العديد من المؤلفات التي تقضي بأن الترجمة الحرفية ممتنعة .
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
 
الترجمة الحرفية للقرآن الكريم مستحيلة عرفاً وشرعاً ، أي عدم إمكان وقوعها عرفاً، وحرمة محاولتها شرعاً .
أما استحالتها عرفاً فلها طريقان في الاستدلال :

الطريق الأول :
أن ترجمة القرآن بهذا المعنى تستلزم المحال، وكل ما يستلزم المحال محال، إذ لا بد في تحقيقها من الوفاء بجميع معاني القرآن الأولية ( المعاني الأصلية ) والثانوية (البلاغية )، وبجميع مقاصد القرآن الثلاثة.
وكل ذلك مفقود في غير العربية، وما كان لبشر أن يحيط بها فضلاً عن أن يحاكيها في كلام له.

الطريق الثاني :
أن ترجمة القرآن بهذا المعنى ادعاء لإمكان وجود مثل للقرآن، وكل مثل للقرآن مستحيل، وفيه تكذيب شنيع لقوله تبارك وتعالى : قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا سورة الإسراء : 88.
فنفى الله تعالى المثلية عن القرآن ، وتحدى الثقلين ، وقرر عجزهم على فرض معاونة بعضهم لبعض ، واجتماع قواهم البيانية والعلمية عليها .

أما استحالتها شرعاً فمن عدة وجوه :

1 ـ إن طلب المستحيل العادي حرام ، أياً كان هذا الطلب ولو بطريق الدعاء ، وأياً كان هذا المستحيل ترجمة أو غير ترجمة ، لأنه ضرب من العبث ، وتضييع للوقت والمجهود في غير طائل ، والله تبارك وتعالى يقول : ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) سورة البقرة: 195 ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( لا ضرر ولا ضرار )) رواه الحاكم وابن ماجه، ولقد يعذر بعض الجهلة إذا ظنوا أن بعض المحالات أمور ممكنة فطلبوها، ولكن الذي يحاول ترجمة القرآن بهذا المعنى لا يعذر بحال ، لأن القرآن نفسه أعذر حين أنذر .

2 ـ إن محاولة الترجمة تشجع الناس على انصرافهم عن كتاب ربهم ، مكتفين ببدل أو أبدال يزعمونها ترجمات له، وعلى مرّ الزمان سيذهب عن الترجمات اسم الترجمة ، ويبقى اسم القرآن عَلَماً عليها ، وسيقال : هذا قرآن بالإنكليزية ، وذاك قرآن بالفارسية ، وذلك قرآن بالفرنسية ، وهكذا .

ثم إذا امتدّ الزمان، سيجتزئون ويحذفون هذا المتعلق بعد، ويطلقون لفظ ( القرآن ) على الترجمة، وما لنا نذهب بعيداً ؟ فكل الناس يقولون هذه رواية " ماجدولين " لترجمتها العربية والأصل فرنسي، وهذا إنجيل " برنابا " أو إنجيل "مرقس " أو إنجيل " متى " نقول هذا لترجمتها العربية ، والأصل غير عربي .

وجاء في ملحق لمجلة الأزهر :
( أن أهالي " جاوة " المسلمين ، يقرؤون الترجمة الإفرنجية ويُقرئونها أولادهم ، ويعتقدون أن ما يقرؤون هو القرآن الصحيح ) ( أنظر : مناهل العرفان : 2 / 165.

ولو ذهبنا إلى هذا القول بجواز الترجمة الحرفية، لأصبح لكل قطر من هذه الأقطار الإسلامية وغير الإسلامية قرآن من هذا الطراز، فهل نشك بعد هذا في حرمة كل ما يؤدي إلى صرف الناس عن كتاب الله عز وجل .

3 ـ لو جوّزنا هذه الترجمة، لاستغنى الناس عن القرآن بترجماته، ولتعرّض الأصل العربي للضياع، كما ضاع الأصل العبري للتوراة والإنجيل، وما دام الأصل العربي شاهد الحق قد ضاع، فإن ذلك نكبة كبرى تغري النفوس على التلاعب بدين الله تبارك
وتعالى تبديلاً وتغييراً وتحريفاً، ولا ريب أن كل ما يعرّض الدين للتغيير والتبديل والتحريف، وكل ما يعرّض القرآن للإهمال والضياع، حرام بإجماع المسلمين .

4 ـ إن القرآن الكريم قد اشتمل على نصوص تشريعية ذات طبيعة مرنة، يمكن تفسيرها بطرق مختلفة، وقد اختلفت الصحابة ومن جاء بعدهم في تفسير تلك النصوص، ولا زالت هذه النصوص قابلة للتفسير أيضاً.
ولا بدّ للمترجم عند ترجمته للقرآن أن يتخيّر معنى من المعاني التي يحتملها النص، ويتجاوز بقية المعاني، وبذلك تتعدد التراجم وتختلف، وإذا تعددت الترجمات المختلفة، فسينشأ خلاف حتمي بين صفوف الأمة ، أشبه باختلاف اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل .
وهذا الخلاف يصدّع بناء المسلمين ويفرّق شملهم، ويهيئ لأعدائهم فرصة ذهبية للنيل منهم، ويوقظ فتنة عمياء بينهم، فيقول كل طائفة لأخرى : قرآننا خير من قرآنكم، وتقع الفتنة كقطع الليل المظلم، ويخرّون ضحايا هذه الترجمات، بعد أن كانوا إخواناً متحابين يوحّد بينهم القرآن، ويؤلف بينهم الإسلام .
وهذه الفتنة أوجس منها خيفة أمير المؤمنين " عثمان بن عفان " رضي الله عنه، فأمر بحرق جميع المصاحف الفردية، وجمع الأمة على مصحف واحد، هو المصحف العثماني، وأقرّه الصحابة فلم ينكر عليه أحد.

5 ـ إن الأمة الإسلامية قد أجمعت على عدم جواز رواية القرآن بالمعنى، وترجمة القرآن تساوي روايته بالمعنى، ولا فرق بينهما إلا في القشرة اللفظية، فالرواية بالمعنى لغتها لغة الأصل، وهذه الترجمة لغتها غير لغة الأصل، وإذا كانت رواية القرآن بالمعنى غير جائزة إجماعاً، فهذه الترجمة ممنوعة أيضاً قياساً على هذا المجمع عليه .

6 ـ الناس جميعاً على اختلاف أجناسهم وشرائعهم، مسلمين وغير مسلمين، أجمعوا على أن الأعلام لا يمكن ترجمتها، سواء كانت موضوعة لأشخاص من بني آدم أم لأفراد من الحيوان، أم لبلاد وأقاليم، أم لكتب ومؤلفات، فالعلَم أثناء الترجمة ثابت لا يتغيّر، متمتعاً بحصانته العلمية، لا ترزؤه الترجمة شيئاً، وما ذاك إلا لأن واضعي هذه الأعلام قصدوا ألفاظها بذاتها، واختاروها دون سواها للدلالة على مسمياتها.
وفي القرآن الكريم كثير من ذلك، فمنها أسماء السور، وأسماء الأنبياء، وأسماء الأماكن.

7 ـ حلول هذه الترجمات بين المسلمين، يذهب بمقوّم كبير من مقوّمات الأمة، كأمة عزيزة الجانب قوية المنعة .

ولذلك يقول المستشرق " ريسلر " :
( ولما كانت روعة القرآن في أسلوبه، فقد كُتب ليُقرأ ويُتلى بصوت عال ، ولا تستطيع أية ترجمة أن تعبر عن فروقه الدقيقة المشبعة بالحساسية الشرقية، ويجب أن نقرأه في لغته التي كتب بها، لنتمكن من تذوّق جمله وقوته وسمو صياغته، ويخلق نثره الموسيقي المسجوع، سحراً مؤثراً في النفس، حيث تزخر الأفكار قوة، وتتوهج الصور نضارة، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن سلطانه السحري، وسموه الروحي، يسهمان في إشعارنا بأن محمداً صلى الله عليه وسلم كان ملهماً بجلال الله وعظمته ) ( أنظر : الحضارة العربية ، ريسلر : 13.

ويقول " جيب " :
( لا شك أن تأويل كلمات القرآن إلى لغة أخرى لا يمكن إلا أن يشوهها ويحول الذهب إلى فخّار) ( أنظر: الاتجاهات الحديثة في الإسلام ، تعريب جماعة من الأساتذة الجامعيين: 30.
 
إلى الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أن الترجمة النصية أمر يكاد أن يستحال لعدة أسباب منها أن اللغات الأخرى لا تبلغ مقام العربية في البلاغة والمعاني والتشبيهات وغيرها ومنها عدم وجود الكفاءات العلمية بحيث أن الشخص الذي يجيد العربية شعوراً ومعنى لا يجيد اللغة الأخرى إلا معنى فقط فيقتصر على تعابير معينة
وأنا ولله الحمد والمنة أجيد لغات عدة وأعلم أن الترجمة النصية مستحيلة إلى حد ما لعدم وجود ألفاظ تساوي الألفاظ العربية فمثلاً اللغة الفارسية هي من أبلغ اللغات بعد العربية ومع هذا لا نجد لبعض الألفاظ في القرآن ما نترجم به بالفارسية فنأخذ بالأقرب وبما ما يدل على المقصود أو المعنى ....
وفي الحقيقة هذا الموضوع يحتاج إلى بحث عن حل له ونقاش لما له من أهمية ولما ترتب على عدم الإهتمام به من اختلافات بين علماء المذاهب الأربعة والشعوب أقصد في بلاد العجم على حد علمي فمثلاً أحدهم ترجم كلمة يقصد بها معنى معين لكن نفس الكلمة تحتمل معنى آخر فيأتي آخر من طلبة العلم ويفهمها بالمعنى الثاني فيردّ على هذا المترجم وربما المعنى الآخر يخالف مقصد القرآن وهكذا حصلت إختلافات شنيعة إلى حد أن البعض منهم كفر الآخر مما جعل الشعوب تحتار أمام كثرة الآراء والتعابير على مقصود واحد

والله أنني عندما رأيت هذا النقاش سرني كثيراً وأسأل الله أن يوفقنا إلى خير ولكل مجتهد نصيب والله لا يضيع أجر المحسنين
 
تسأول

تسأول

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد
فشكر الله للإخوة المشاركين على هذا الموضوع ( الترجمة النصية ) , وحتى يكون النقاش علميا ومفيدا, أود أن أشير إلى نقاط تكون منطلقا لهذا الموضوع وهي كالتالي :
أولا : ماذا يقصد الدكتور المبارك - ومن يرى برأيه - بمصطلح الترجمة النصية ؟
ثانيا : وما الفرق بين الترجمة النصية والحرفية ؟
ثالثا : ومن سيقوم بالترجمة النصية التي يراها فضيلة الدكتور ؟ وعلى أي شيء سيعتمدون في الترجمة ؟
رابعا : ما المرجع الذي يتحاكمون إليه عند الاختلاف في الترجمة ؟
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
 
هذا مثال من ترجمة ( ادوارد مونتيه ) للقرآن الكريم الى اللغة الفرنسية ، نسوقه لبيان استحالة ترجمة النص الكريم ترجمة وافية ودقيقة
فمثلا الآية الأولى من سورة الانشراح : " ألم نشرح لك صدرك " يترجمها الى الفرنسية هكذا :

? N،avans nous pas ouvert ta poitrine

وترجمتها الحرفية : ألم نفتح لك قفصك الصدرى ؟!
وهذا لأن معنى الأنشراح لا مقابل له فى الفرنسية

وهذا غيض من فيض ، والا فالأمثلة كثيرة على قصور الترجمة وعجزها عن الوفاء بمعنى اللفظ فى العربية
 
لا شك أن الترجمة المتوفرة الآن لا تمت بصلة إلى المعاني الواردة في القرآن الكريم ..
وعندما فتحت الآن كتاب تفسير العشر الأخير من القرآن الكريم المترجم باللغة الفرنسية وفتحت أول صفحة منه وجدته ترجم مثلا قول الله تعالى : "إن الله سميع بصير" هكذا : car Allah entend et voit tout ومن له أدنى إلمام باللغة الفرنسية يعرف الفرق بين المعنيين فترجمة العبارة الفرنسية هي : إن الله يسمع ويرى كل شيء أو الكل .
وهكذا في كثير من الأمثلة في نفس الكتاب ..
والمهم أن ترجمة المعاني لا إشكال فيها ، أما ترجمة الألفاظ إلى أي لغة أخرى فلا يحتاج إلى فتوى لأنه مستحيل ، ومن يقول بإمكانه فليأت بترجمة آية واحدة إلى أي لغة أخرى بشرط أن تؤدي نفس المعنى إفرادا وتركيبا.
والله تعالى أعلم .
 
أجري مع الأستاذ عبدالعزيز المبارك لقاء في برنامج الشاهد على قناة دليل الفضائية قبل مدة شاهدتُ جزءاً منه، وليت أحد الإخوة يحاول البحث عنه فقد يكون متوفراً على موقع القناة . وأذكره قبل شهر من اليوم أو ما يقارب ذلك .
 
أجري مع الأستاذ عبدالعزيز المبارك لقاء في برنامج الشاهد على قناة دليل الفضائية قبل مدة شاهدتُ جزءاً منه، وليت أحد الإخوة يحاول البحث عنه فقد يكون متوفراً على موقع القناة . وأذكره قبل شهر من اليوم أو ما يقارب ذلك .

 
ومن الأمثلة التي انتقدها الأستاذ المبارك قوله تعالى:
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) سورة الأعراف (172)
ترجمها يوسف علي كالتالي:
When thy Lord drew forth from the Children of Adam - from their loins - their descendants, and made them testify concerning themselves, (saying): "Am I not your Lord (who cherishes and sustains you)?"- They said: "Yea! We do testify!" (This), lest ye should say on the Day of Judgment: "Of this we were never mindful":

ومأخذ الأستاذ المبارك على ترجمة يوسف علي أنه هنا استخدم "نعم" مكان "بلى" فأثبت النفي وهذا غير المعنى في نظره . وعزا هذا الخطأ إلى قصور عند المترجم في فهم النص الأصلي لأنه غير عربي.
ولقد وجدت الدكتور محمد تقي الدين الهلالي مع الدكتور محسن خان ترجما الآية بنفس الطريقة:

. And (remember) when your Lord brought forth from the Children of Adam, from their loins, their seed (or from Adam's loin his offspring) and made them testify as to themselves (saying): "Am I not your Lord?" They said: "Yes! We testify," lest you should say on the Day of Resurrection: "Verily, we have been unaware of this."
 
لقد استمعت إلى الأستاذ المبارك
وأرى أنه مصيب في ما ذهب إليه
أن الترجمة النصية " الحرفية" أي كلمة كلمة ممكنه.
ومشكلة المفردات التي تحتمل أكثر من معنى حلها هو بذكر الترجمة لكل معنى في اللغة المقابلة.
أما التراكيب أو المصطلح القرآني مثل " الخيط الأبيض" و " الخيط الأسود" ونحو ذلك فيمكن بيان المراد منها.
أما ترجمة النص بالمعنى فهناك إشكالية كبيرة وهي الحاجة إلى اتفاق أهل اللغة الأصلية على معنى واحد وهذا من المستحيل.
إذا ليس هناك إلا الترجمة الحرفية الدقيقة مع ترجمة التفاسير وأعتقد أن هذا هو الأنسب وأيضا هو الواقع ، وها نحن نرى كثيرا من معتنقي الإسلام من غير الناطقين بالعربية يفهمون القرآن والدين الإسلامي وأحكامه بصورة صحيحة ولله الحمد.
مسألة هل الترجمة الحرفية قرآن؟
نقول لا ليست قرآنا وإنما هي ترجمة يفهم منها المراد.
 
جزاكم الله خيرا موضوع مهم عله يشجع القائمين على الترجمة الى توخي الدقة في ذلك .
واشبه طلب د.عبد العزيز بمن يطلب تفسير موحد ,كيف والمفسرين مختلفين ؟

مشكلة الترجمة متعلقة بعناصر رئيسية وهي :
المترجم :ويجب أن يكون ملما باللسان العربي واللسان الأعجمي لما يترجم له,ثم يجب أن يكون على دراية كافية فيما يترجم له , وأن يختار اللفظ المقابل الي يؤدي المعنى بأتم وجه .
النص:وذلك يتعلق بتوفر المعاني المقابلة في اللسان الأخر ,والتي تؤدي نفس المعنى,بحيث لو قام بإعادة الترجمة عكسيا أعطت نفس المعنى

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ [النحل/103]فلو كانت مجرد ترجمة للمعاني لما كانت حجية اللسان عليهم .
 
من خلال خبرة لا بأس بها في اللغة الانجليزيَّة : لا يمكن ترجمة نص القرآن إلى هذه اللغة ، والله أعلم .
 
رأيتُ حلقة الشاهد ،وألخص رأيي في نقطتين :

الأولى : أن أصل فكرة الدكتور هي فكرة شريفة جداً وهي أوسع من المجال الذي أثارها فيه وهي جزء من الخلل الواقع في منهجية تفسير النصوص أعني : خطأ الاعتماد في تفسير اللفظة المفردة على ذكر لفظة أخرى يُظن أنها تساويها أو تقاربها مقاربة تصلح لإبراز معنى اللفظة المفسرة..
هذه الطريقة طريقة غير صالحة وهي من أسباب الخلل في تفسير النصوص سواء كان التفسير من لغة للغة أو داخل اللغة نفسها ..

الثانية : أن الدكتور يغلو كثيراً في توصيف خطأ الترجمات وأثره،فالذي أراه أن هذا الخطأ المبني على الخلل في منهجية الترجمة وموازاة الألفاظ = ليس بالمحل الذي يكون خطراً على الدين والدعوة بل الأمر ما دام داخل دائرة الأمثلة المذكورة=فهو أهون من ذلك،وإن كان يحتاج لتصحيح..
 
لقد استمعت إلى الأستاذ المبارك
وأرى أنه مصيب في ما ذهب إليه
أن الترجمة النصية " الحرفية" أي كلمة كلمة ممكنه.
ومشكلة المفردات التي تحتمل أكثر من معنى حلها هو بذكر الترجمة لكل معنى في اللغة المقابلة.
أما التراكيب أو المصطلح القرآني مثل " الخيط الأبيض" و " الخيط الأسود" ونحو ذلك فيمكن بيان المراد منها.
أما ترجمة النص بالمعنى فهناك إشكالية كبيرة وهي الحاجة إلى اتفاق أهل اللغة الأصلية على معنى واحد وهذا من المستحيل.
إذا ليس هناك إلا الترجمة الحرفية الدقيقة مع ترجمة التفاسير وأعتقد أن هذا هو الأنسب وأيضا هو الواقع ، وها نحن نرى كثيرا من معتنقي الإسلام من غير الناطقين بالعربية يفهمون القرآن والدين الإسلامي وأحكامه بصورة صحيحة ولله الحمد.
مسألة هل الترجمة الحرفية قرآن؟
نقول لا ليست قرآنا وإنما هي ترجمة يفهم منها المراد.
هل حقا يفهم من المراد من الترجمة الحرفية !!!!!!!!!!! أعتقد أن هذا بعيد .
والقرآن كما هو معلوم لفظ ومعني ولا بد من فهم التركيب لفهم المعني .


رأيتُ حلقة الشاهد ،وألخص رأيي في نقطتين :


الأولى : أن أصل فكرة الدكتور هي فكرة شريفة جداً وهي أوسع من المجال الذي أثارها فيه وهي جزء من الخلل الواقع في منهجية تفسير النصوص أعني : خطأ الاعتماد في تفسير اللفظة المفردة على ذكر لفظة أخرى يُظن أنها تساويها أو تقاربها مقاربة تصلح لإبراز معنى اللفظة المفسرة..
هذه الطريقة طريقة غير صالحة وهي من أسباب الخلل في تفسير النصوص سواء كان التفسير من لغة للغة أو داخل اللغة نفسها ..


الثانية : أن الدكتور يغلو كثيراً في توصيف خطأ الترجمات وأثره،فالذي أراه أن هذا الخطأ المبني على الخلل في منهجية الترجمة وموازاة الألفاظ = ليس بالمحل الذي يكون خطراً على الدين والدعوة بل الأمر ما دام داخل دائرة الأمثلة المذكورة=فهو أهون من ذلك،وإن كان يحتاج لتصحيح..

كلام حسن .
 
هل حقا يفهم من المراد من الترجمة الحرفية !!!!!!!!!!! أعتقد أن هذا بعيد .
والقرآن كما هو معلوم لفظ ومعني ولا بد من فهم التركيب لفهم المعني .
.

النقاش:
هل الترجمة الحرفية ممكنة ؟
الجواب: نعم
هل تودي الغرض ؟
نقول ربما أدت الغرض ـ وهو ترجمة معاني مفردات القرآن ـ إذا كانت الترجمة دقيقة بحيث تكون المفردة في اللغة المترجم إليها تعبر عن المعنى المراد للمفردة في القرآن الكريم.
أما ترجمة القرآن بالمعنى فهي ليست ترجمة للنص القرآني وإنما هي ترجمة فهم المترجم أو المفسر للقرآن وليس ترجمة لمفردات القرآن وتراكيبه ، وبينهما فرق.
 
بعد قراءتي لكتاب "تقويم اللسانين" للشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله ورفع درجته ، وجدته أشار في بعض مقالاته إلى نماذج من الأخطاء التي وقعت لبعض المترجمين لمعاني القرآن في بعض اللغات، وهو بصير باللغة الإنجليزية والفرنسية والجرمانية (كما يسميها الشيخ ويرى أنها الصواب وأن قولنا : الألمانية خطأ)، فمن أراد أن يستقرئ ذلك، فلعله يستفيد مما سطرته يراعة الشيخ رحمه الله.
 
النقاش:
هل الترجمة الحرفية ممكنة ؟
الجواب: نعم
هل تودي الغرض ؟
نقول ربما أدت الغرض ـ وهو ترجمة معاني مفردات القرآن ـ إذا كانت الترجمة دقيقة بحيث تكون المفردة في اللغة المترجم إليها تعبر عن المعنى المراد للمفردة في القرآن الكريم.
أقصد هل يفهم مراد الله سبحانه وتعالي من خلال الترجمة الحرفية ، وفهم المراد هو المقصود من إنزال
القرآن ؟!!!!!!!!!!!

أما ترجمة القرآن بالمعنى فهي ليست ترجمة للنص القرآني وإنما هي ترجمة فهم المترجم أو المفسر للقرآن وليس ترجمة لمفردات القرآن وتراكيبه ، وبينهما فرق.
كلام أكثر من رائع .
 
موضوع مهم حقاً .
هل من نتيجة نهائية للموضوع بالنسبة للدكتور المبارك ؟
لماذا لا يدرس الموضوع دراسة علمية من طرف المتخصصين في القرآن وعلومه مع الدكتور المبارك ثم يخرج برأي علمي إما بصلاحيته أو عدمها. لأنني لاحظت أنه في لقاءه هذا ذهب إلى غير معنيين بالموضوع بشكل دقيق .
في انتظار جواب المشايخ
 
ترجمة القرآن الكريم لم يقل بذلك أحد من أهل العلم ، وحسب اطلاعي فإن الإمام الشاطبي أول من بحث الموضوعا موسعا ، وكان مما ذكره - رحمه الله - الإجماع على عدم جوازه بل استحالته ، وخلص إلى جواز ترجمة المعاني المضمونة ، وقد يكون هو أول من حث عليها !
إذا فماذا تعني ترجمة معاني القرآن ؟
هي : اختيار وجه من أوجه تفسير الآية ونقله إلى لغة أخرى .
والعمل على غير هذا قد يؤدي إلى تحريف معاني الآيات وقد ينشأ عنه شر عظيم مرهق استدراكه ، ولو أن أحدا أراد ترجمة قوله تعالى : ( وأيدناه بروح القدس ) وقام بترجمة الآية لفظا بلفظ مقابل ، لوقع في تحريف عظيم مصادم لعقيدة التوحيد !
لكنه لو رجع إلى كلام المفسرين لوجد أن المعنى هو : وأيدناه بجبريل ، وترجمة الآية بغير هذا المعنى ضلال ، فكيف لو ترجم كلمة روح القدس باللفظ المقابل في اللغات المنبثقة عن اللاتينية وهي بالعشرات لكان تأكيدا لعقيدة التثليث عند النصارى !
ولذلك أدعو الدكتور عبدالعزيز للرجوع عن هذا العمل والالتزام بما قرره علماء الأمة المتقدمين والمتأخرين ، ولا أحسبه إلا كان مجتهدا في عمله ، ومن أبواب الأجر ترك ما أفنى فيه العامل طويل وقت وكثير مال ، حين يتبين له الصواب في غير ذلك .
 
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
وبعد
قبل أن يخترق الملتقى يوم أمس كتب الدكتور محسن المطيري مشاركة في هذا الموضوع ولكنها حذفت بسبب الاختراق وأتذكر مما كتبه : أنه حضر مؤتمر في المغرب حول ترجمة القرآن وأن الغالبية العظمي من المشاركين يرون استحالة الترجمة النصية للقرآن ......ومما ذكره أن بعض المترجمين ترجم قول الله تعالى : " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " هن بنطلون لكم وأنتم بنطلون لهن.
فكتبت ردا ولكن سبق السيف العذل: وجدت الملتقى قد اخترق.
ولكن الحمد لله هاهو الملتقى قد عاد " وإن عدتم عدنا" وإليكم ردي كما كتبته يوم أمس :

أعتقد أن القول باستحالة الترجمة النصية يحتاج إلى بيان.
ما هو المقصود بالترجمة النصية ؟
هل هي الترجمة الحرفية : الكلمة مقابل الكلمة ؟
أم هي ترجمة المعنى المباشر للجملة أو الآية ولو تغيرت المفردات؟
أم المقصود ترجمة المعنى الذي أراده الشارع ؟
إن القول باستحالة الترجمة النصية يوقع في إشكال وهو: أن غير الناطق بالعربية لا يمكن إفهامه المراد من القرآن.
لنأخذ المثال الذي ذكره الدكتور محسن حفظه الله ، وهو قول الله تعالى:
"هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ"
إذا نظرنا إلى هذا النص الشريف نجد أنه مفهوم بمفرداته وتركيبه ، لكن المعنى الذي أراده الشارع يحتاج إلى تأمل فهو ليس نصا يفهمه الجميع فهما واحدا ، ولهذا جاءت عبارات المفسرين في معنى النص مختلفة.
قال الرازي رحمه الله تعالى:
أما قوله تعالى : { هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } ففيه مسائل :
المسألة الأولى : قد ذكرنا في تشبيه الزوجين باللباس وجوها:
أحدها : أنه لما كان الرجل والمرأة يعتنقان ، فيضم كل واحد منهما جسمه إلى جسم صاحبه حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب الذي يلبسه ، سمي كل واحد منهما لباساً ، قال الربيع : هن فراش لكم وأنتم لحاف لهن ، وقال ابن زيد : هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ، يريد أن كل واحد منهما يستر صاحبه عند الجماع عن أبصار الناس.
وثانيها : إنما سمي الزوجان لباساً ليستر كل واحد منهما صاحبه عما لا يحل ، كما جاء في الخبر" من تزوج فقد أحرز ثلثي دينه ".
وثالثها : أنه تعالى جعلها لباساً للرجل ، من حيث إنه يخصها بنفسه ، كما يخص لباسه بنفسه ، ويراها أهلاً لأن يلاقي كل بدنه كل بدنها كما يعمله في اللباس.
ورابعها : يحتمل أن يكون المراد ستره بها عن جميع المفاسد التي تقع في البيت ، لو لم تكن المرأة حاضرة ، كما يستتر الإنسان بلباسه عن الحر والبرد وكثير من المضار .
وخامسها: ذكر الأصم أن المراد أن كل واحد منهما كان كاللباس الساتر للآخر في ذلك المحظور الذي يفعلونه ، وهذا ضعيف لأنه تعالى أورد هذا الوصف على طريق الإنعام علينا ، فكيف يحمل على التستر بهن في المحظور .
ولو ذهبنا إلى ترجمة النص الكريم لو جدنا التالي:
They are raiment for you and ye are raiment for them
They are your garments and ye are their garments
They are a vestment for you, and you are a vestment for them
They are apparel for you, and you are apparel for them
They are a vestment for you, and you are a vestment for them
They are clothing for you and you are clothing for them
وهذه الترجمات متقاربة من ناحية المفردات ومن ناحية التركيب ، والعبارة كعبارة يفهمها السامع ، لكنه سيسأل ماذا تقصد بهذا ؟
تماما كما يقف العربي أمام النص ويسأل ما المراد بهذا النص ؟
ربما وقفنا في العربية عند مفردات لباس واستخداماتها في اللغة وفي القرآن ومن ثم إيجاد المعنى الأليق بمراد الله في الآية. وإذا توصلنا إلى هذا المعنى فأعتقد أنه ليس هناك صعوبة في نقل هذا المعنى إلى غير العربية.
ربما يكون هناك إشكالية في الترجمة في المثال السابق وهو : أي من المفردات المستخدمة أدق لمعنى "لباس" ؟
Raiment
Garments
Vestment
Apparel
Clothing


 
أخي الكريم أبوسعد
هذه الكلمات الإنجليزية ليس فيها ما يوافق أيا من الوجوه الخمسة التي نقلتها عن الرازي رحمه الله ! فكيف يسيغ الترجمة بها ؟
لذا فإني أود التنبيه مرة أخرى إلى أن ترجمة كلام الله عز وجل لفظا بلفظ مقابل ضلال ، لا ينبغي التمادي فيه ولا أن نشجع عليه ، فالحذر الحذر !
 
أخي الكريم أبوسعد
هذه الكلمات الإنجليزية ليس فيها ما يوافق أيا من الوجوه الخمسة التي نقلتها عن الرازي رحمه الله ! فكيف يسيغ الترجمة بها ؟
لذا فإني أود التنبيه مرة أخرى إلى أن ترجمة كلام الله عز وجل لفظا بلفظ مقابل ضلال ، لا ينبغي التمادي فيه ولا أن نشجع عليه ، فالحذر الحذر !

أشكرك أخي الفاضل على تعليقك
وأقول :
أخي الفاضل أرجو أن لا نتسرع في الأحكام لقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ وَ
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }"
فلماذا كتب النبي صلى الله عليه وسلم نص الآية ولم يكتب معناها؟
وما هو ظنك في فعل الترجمان هل ترجم الكلام حرفيا أم أنه ترجم المعنى ؟

هذا القرآن أنزله الله هدى للعالمين عربهم وعجمهم ولا يكون كذلك حتى يكون مفهوما للجميع
وهذه الترجمات الحرفية للقرآن تملأ الدنيا وقد أسلم الكثيرون من خلال قراءة الترجمة فالقول بأن الترجمة الحرفية ضلال عبارة جانبت الصواب.
أما قولك إن المفردات االإنجليزية ليس فيها ما يوافق شيئا مما ذكره الرازي
فعليه يمكن أن نقول ليس فيما قاله الرازي شيئا يفهم منه معنى كلمة لباس الواردة في الآية.



 
أخي الكريم أبوسعد
لست في صدد الحكم على الترجمات أحكاما كلية ، فذلك موضوع آخر ، ولكني أقرر منهجية في الترجمة وهي : اختيار وجه من أوجه تفسير الآية ونقله إلى لغة أخرى ! ويرد السؤال بعد ذلك : لماذا اشتغل اهل العلم في كتابة التفاسير ؟ وجوابه : أن بعض آي القرآن استغلق فهم معناه في صدر الإسلام مع امتلاك أهله لأداة فهمه امتلاكا لم يمتلكه من جاء بعدهم بل اصبحت الحاجة ماسة لأدوات أخرى ، ولذلك ترى كتب التفسير عند الأوائل لا تشمل جميع الآيات ، وكلما مر الزمن وضعف امتلاك الأمة لأداة فهم القرآن وهي اللغة العربية ، كلما توسع المفسرون في بيان المعنى حتى لا تكاد تمر آية لا تجد لهم عرضا في معناها ، حتى ظهرت في عصرنا مؤلفات تبحث في ظلال المعاني الصريحة للآيات ! وأنا حين أقول أن هذه الكلمات الإنجليزية التي وردت ليس منها ما يوافق شيئا من كلام الرازي أعني أيضا أنها لا توافق معنى الآية بأي وجه سواء عند الرازي أو غيره ! يعني أنها جاءت بمعنى ليس بمراد عند المفسرين ! يعنى قام المترجم بتحريف المعنى ! وهذا بسبب أنه ترجم اللفظ الوارد في الآية بلفظ مقابل له في اللغة الأخرى ! وانظر كلامي أعلاه في مثال أعظم شرا عندما ترجم اللفظ في الآية بلفظ مقابل وذلك في قوله تعالى : ( وأيدناه بروح القدس ) . الأمثلة كثيرة أخي الكريم بل كثيرة جدا ! ومن يستحضرها يدرك حجم التحريف في المعاني الذي وقع فيه كثير من المترجمين فانحرفوا عن الصواب وضلوا طريقه !
 
أخشى أن أشارك فيهاجم الملتقى مرة أخرى، على كل حال: حضرت قبل شهرين مؤتمر ترجمة القرآن الكريم في المغرب وكان هناك إجماع من المشاركين بالورقات من الشرعيين واللغات والترجمة، على استحالة الترجمة النصية للقرآن الكريم، وذلك لسعة اللغة العربية واستعمالاتها المجازية ، وذكر الباحث الدكتور عبد الحكيم القاسم إجماع الهيئات الشرعية على هذا الأمر، إلا من شذ من أفراد أغلبهم من غير المتخصصين، ومن أهم التوصيات التي طرحت حسب تصوري أن هذا الأمر لا ينبغي أن يتصدى له إلا هيئة متخصصة في عدة جوانب في الشريعة واللغة العربية وسعتها والترجمة والعلم باللغة المترجم لها.
والذي أريده بالترجمة النصية ما ذكره أصحاب علوم القرآن: وهي نقل ألفاظ من لغة إلى نظائرها من اللغة الأخرى بحيث يكون النظم موافقًا للنظم، والترتيب موافقًا للترتيب.مباحث في علوم القرآن: (324).
يقول الدكتور فهد الرومي في بحثه حول الترجمة: (ولا بد في الترجمة الحرفية من شرطين:
الأول: وجود مفردات في لغة الترجمة مساوية للمفردات في لغة الأصل، حتى يمكن للمترجم أن يحل كل مفرد من الترجمة محل نظيره من الأصل.
الثاني: تشابه اللغتين في الضمائر المستترة والروابط التي تربط الكلمات بعضها ببعض ، وتطابُقٌ في مواقع أحوال الكلمات كالفاعل والمفعول به، والصفات ونحو ذلك.
وبهذين الشرطين يكون من المتعذر -بل من المستحيل- ترجمة نص ترجمة حرفية فضلاً عن ترجمة القرآن الكريم ؛ لأن معناه الإتيان بمثل هذا القرآن بلغة أخرى.
ثم قال: (وإذا كانت الترجمة الحرفية غير ممكنة ومستحيلة، فإن ادعاء القيام بترجمة حرفية للقرآن تؤدي معانيه الأصلية ادعاء باطل، فتحرم، وهذا مما لا خلاف فيه بين علماء المسلمين الثقات).نقل معاني القرآن الكريم إلى لغة أخرى ترجمة أم تفسير؟(9).
ولخطورة الأمر فإنه لاينبغي في نظري أن ينظّر له رجل غير متخصص مثل الدكتور المبارك حفظه الله، وبالمناسبة فإن أكثر الترجمات التي كثر فيها الانحراف جاءت من غير متخصصين، وإنما متحمس لدعوة غير المسلمين تصدى لهذا الأمر فأتى بالعجائب.
 
عودة
أعلى