دراسة نقدية لرد ابن حزم على ابن النغريلة اليهودي

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
تم نشر هذا البحث في مجلة جامعة القصيم للعلوم الشرعية
المجلد التاسع عدد4
ص 1571 - 1620
وهذا نص المبحث الثاني الذي يشكل صلب البحث

المطلب الأول: سبب تأليف الكتاب
:
كان للحرية الفكرية ولضعف الغيرة الدينية عند الحكام في زمن ابن حزم دور كبير في جرأة علماء اليهود على تأليف كتب يتهكمون بها على عقائد المسلمين، وعبَّر ابن حزم عن ذلك في مقدمة رده على ابن النغريلة فقال: " اللهم إنا نشكو إليك تشاغل أهل الممالك من أهل ملتنا بدنياهم عن إقامة دينهم، وبعمارة قصور - يتركونها عما قريب - عن عمارة شريعتهم اللازمة لهم في معادهم ودار قرارهم، وبجمع أموال ربما كانت سبباً إلى انقراض أعمارهم وعوناً لأعدائهم عليهم، وعن حياطة ملتهم التي بها عزوا في عاجلتهم وبها يرجون الفوز في آجلتهم، حتى استشرف لذلك أهل القلة والذمة، وانطلقت ألسنة أهل الكفر والشرك بما لو حقق النظر أرباب الدنيا لاهتموا بذلك ضعف همنا ".[SUP]([/SUP][SUP][SUP][1][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP]
وذكر ابن حزم سبباً آخر جرّأ ابن النغريلة على صنيعه وهو بغض يهود للمسلمين، وكأن ابن النغريلة قد " تقلّى قلبه للعداوة للإسلام وأهله، وذُوبت كبده ببغضه الرسول e ".[SUP]([2])[/SUP]
وقد سطر ابن حزم في نهاية رده سبب تأليفه، فقال: " قد أوردنا في هذا الكتاب من شنعهم أشياء تقشعر منها الجلود، ولولا ان الله تعالى نصَّ علينا من كفرهم ما نصَّ.. لما استجزنا ذكر ما يقولون؛ لشنعته وفظاعته. ولكننا اقتدينا بكتاب الله عز وجل في بيان كفرهم، والتحذير منهم ".[SUP]([/SUP][3][SUP])[/SUP]

المطلب الثاني: دراسة نقدية لرد ابن حزم على ابن النغريلة:
بدأ ابن حزم الرد بمقدمة شكا فيها إلى الله تعالى تشاغلَ الناس عن العدو اليهودي الخطير، ذاك " العدو من عصابة لا تحسن إلا الخبث، مع مهانة الظاهر؛ فيأنس المغتر إلى الضعف البادي، وتحت ذلك الختل والكيد والمكر ".[SUP]([4])[/SUP]
وبهذا يحث الناس على عدم التهوين من شأن الشبهات التي يطرحها ذاك العدو، ثم ختم رده ببيان أنه اقتدى - في رده على عصابة اليهود - " بكتاب الله عز وجل في بيان كفرهم، والتحذير منهم ".[SUP]([5])[/SUP]
وبين المقدمة والخاتمة أخذ يرد على شبهات ابن النغريلة، في ثمانية فصول بحسب التفصيل الآتي:

الشبهة الأولى
:
دعوى التناقض بين آيتي سورة النساء: " ..وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.. (78) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ.. (79) ". فكأنه في الآية الثانية صحّح مقولة الكفار التي زعموها في الآية الأولى.
عرض رد ابن حزم:[SUP]([6])[/SUP]
رد عليه ابن جزم بالدعوة إلى قراءة الآية الكريمة قراءة ظاهرية؛ فإنك ستفهم المراد منها بادي الرأي بلا تأويل، وبيان ذلك أن الكفار يقولون: " إن الحسنات[SUP]([7])[/SUP] الواصلة إلينا هي من عند الله عز وجل، وإن السيئات التي ستصيبنا هي من عند محمد e "، فأكذبهم الله تعالى في ذلك، وبيَّن وجه ورود حسنات الدنيا وسيئاتها - على كل مَن فيها - بأن الحسنات السارة هي من عند الله تعالى - بفضله على الناس -، وأن كل سيئة يصيب الله تعالى بها إنساناً في دنياه فمن قِبَل نفس المصاب بها - بما يجني على نفسه من تقصيره فيما يلزمه من أداء حق الله تعالى الذي لا يقوم به أحد -.
وكل ذلك من عند الله تعالى جملةً، فأحد الوجهين - الحسنات - فضلٌ من الله تعالى، مجرَّدٌ لم يستحقه أحد على الله تعالى. والوجه الثاني - السيئات - تأديب من الله تعالى، أوجبَه على المصاب بها تقصيرُه عمَّا يلزمه من واجبات ربه تعالى.
ثم وضح كيف أن ابن النغريلة لم يفرق بين ما أوجبه الله تعالى (مِن أنَّ كل من أصابته سيئة فمن نفسه)، وبين ما ذكر الله تعالى من قول الكفار لمحمد e: (إن ما أصابهم من سيئة فمنك يا محمد).
ثم ختم رده لهذه الشبهة ببيان تناقضات موجودة في التوراة المحرفة حين تحدث موسى [نبي التوراة المحرفة][SUP] ([8])[/SUP] عن تأثير التوبة عن الذنوب على فاعلها وعلى غيره فقال: " يغفر الذنب والسيئة لكنه لا يبرئ بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع "،[SUP]([9])[/SUP] ولكن ذلك يخالف إن الرب قال لموسى: " لا تقتل الآباء لأجل الأبناء، ولا الأبناء لأجل الآباء، ألا كل واحد يُقتل بذنبه ".[SUP]([10])[/SUP]
نقد رد ابن حزم:
جاء رد ابن حزم جيداً، وموافقاً لما ذكره أكثر العلماء،[SUP]([11])[/SUP] وكان من المفيد ذِكر سبب النزول: " نزلت في اليهود والمنافقين، وذلك أنه لما قدم رسول الله e المدينة عليهِم قالوا: ما زلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا مذ قدم علينا هذا الرجل وأصحابه. قال ابن عباس: ومعنى " مِنْ عِنْدِكَ " أي بسوء تدبيرك. وقيل: "مِنْ عِنْدِكَ " بشؤمك، كما ذكرنا، أي بشؤمك الذي لحقنا، قالوه على جهة التطيُّر. قال الله تعالى: "قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " أَي الشدة والرخاء والظفر والهزيمة من عند الله، أي بقضاء الله وقدره. " فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ " يعني المنافقين " لَا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً " أي ما شأنهم لا يفقهون أن كلا من عند الله؟ ".[SUP]([12])[/SUP]
ويرى الباحث أن الرد سيكون أقوى لو ذكر ابن حزم سبب النزول، ثم أتبعه بمعتقد المسلمين في القدر، وعقيدة أهل السنة والجماعة في خلق أفعال العباد، بأن " الشر في الحقيقة ليس في فعل الله نفسه، بل في مفعولاته، فالمفعولات هي التي فيها خير وشر، أما الفعل نفسه فهو خير، ولهذا قال الله عز وجل [في سورة الفلق]: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) "، أي: من شر الذي خلقه الله.
فالشر إنما يكون في المفعولات لا في الفعل نفسه، أما فعل الله فهو خير. ويدلك لهذا أنه لو كان عندك مريض وقيل له: إن من شفائه أن تكويه بالنار، فكويته بالنار، فالنار مؤلمة بلا شك، لكن فعلك هذا ليس بشر، بل هو خير للمريض، لأنك إنما تنتظر عاقبة حميدة بهذا الكي، كذلك فعل الله للأشياء المكروهة والأشياء التي فيها شر هي بالنسبة لفعله وإيجاده خير، لأنه يترتب عليها خير كثير ".[SUP]([/SUP][SUP][SUP][13][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP]
أما ما ذكره من تناقض التوراة حول محاسبة الأبناء على أوزار الآباء: فجيد. ومثله ما ورد في سفر إرميا (31/30): " كل واحد يموت بذنبه "، ولكن ناقضه ما ورد في السفر ذاته، بعد إصحاح واحد (32/18): " صانع الإحسان لألوف ومجازي ذنب الآباء في حضن بنيهم بعدهم ".
وفي هذا تناقض ظاهر إضافة إلى كونه ظلم محض؛ إذ إنه في أحد مَوضعي التناقض قال: إنه يقتصُّ من البريء عن غيره.
ومن الجيد لمحاججته : إبراز نصوص من الكتب المقدسة لليهود تنسب الشر إلى ربهم، منها:
1. ورد في سفر إشعيا (63/17): " لماذا أضللتنا يا رب عن طرقك قسيت قلوبنا عن مخافتك ".
2. أضل الربُّ فرعونَ فقال: " إني أقسِّي قلب فرعون " (سفر الخروج 7/3).
3. جاء في المزامير (146/9): " الرب يحفظ الغرباء يعضد اليتيم والأرملة أما طريق الأشرار فيعوجه ".
4. ورد في سفر حزقيال (14/6): " النبي إذا ضل وتكلم بكلام، فأنا الرب أضللت ذلك النبي "، ثم جاء فيه (14/9): " أنا الرب أضللت ذلك النبي ". وفي (20/25): " وأعطيتهم أيضاً فرائض غير صالحة وأحكاماً لا يحيون بها ونجستهم بعطاياهم ".
5. في سفر إرميا (18/11): " قال الرب ها أنذا مصدر عليكم شراً وقاصد عليكم قصداً ".
6. في سفر عاموس (3/6): " هل تحدث بليَّة في مدينةٍ والرب لم يصنعها "، وفيه (8/10): " يقول السيِّد الرب: إني أُغيِّب الشمس في الظهر، وأُقتِّم الأرض في يوم نور، وأُحوِّل أعيادكم نوحًا، وجميع أغانيكم مراثي ".
ويشرح البابا شنودة الثالث معنى نسبة الشر إلى الرب: " إن كانت كلمة " الشر " معناها: الضيقات، فمن الممكن أن تصدر عن الله، يريدها أو يسمح بها؛ تأديباً للناس أو حثاً لهم على التوبة.. وحين يجلب الله شراً على أمة، يقصد بهذا وضعها تحت عصا التأديب بالضيقات والضربات التي يراها الناس شراً ".[SUP]([/SUP][SUP][SUP][14][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP]

الشبهة الثانية:
دعوى اختلاف ترتيب أولية خلق السماء والأرض بين قوله تعالى في سورة النازعات: " أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) "، اختلافها مع قوله تعالى في سورة البقرة: " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ.. (29) ".
عرض رد ابن حزم:[SUP]([15])[/SUP]
يرى ابن حزم أن هذه الشبهة كسابقتها يكفي الرد عليها بإمرار المَوضعين على العقل لمرة واحدة والأخذ بظاهر كل منها ليتبين لك الحق، فالله تعالى ذكر في سورة النازعات أنه بنى السماء ورفع سمكها، وأنه بعد ذلك أخرج ماء الأرض ومرعاها وأرسى الجبال فيها. ثم ذكر تبارك وتعالى في سورة البقرة تسويته للسماوات سبعاً، وأن ذلك كان بعد خلقه كل ما في الأرض.
وقع التناقض عند الذي لم يفرق بين أن الله تعالى سوَّى السماء ورفعِ سمكها، وبين أنه سوّاهن سبع سماوات، فإنما أخبر تعالى أن تسوية السماء جملة واختراعها كان قبل دحو الأرض، وأن دحوه الأرض كان قبل تقسيم السماء إلى سبع طبقات.
ثم ذكر تناقض التوراة مع العقل في خلق الإنسان مختلفاً عن الرب بالعلم والخلود، ثم يخاف الرب من أن يأكل من الشجرة فيكون عالماً خالداً.
نقد رد ابن حزم:
هذا الرد منطقي واضح حاسم لا إشكال فيه، وقد سبق ابن عباس رضي الله عنها الرد به على نافع بن الأزرق[SUP]([16])[/SUP] في حديث طويل[SUP]([SUP][17][/SUP][/SUP])، والرد به ذكره أكثر العلماء.[SUP]([18])[/SUP]
" فالآيتان ترشدان إلى أن الله تعالى خلق الأرض أولاً ثم خلق السماوات بعد ذلك، ثم عاد إلى الأرض فمهدها ودحاها.. ثم فسر التمهيد بما لا بد منه في تأتي سكناها من أمر المآكل والمشارب، وإمكان القرار عليها فقال: " أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاهَا " أي: فجّر منها العيون والينابيع والأنهار، وأنبت فيها النبات سواء أكان قوتاً لبني آدم كالحب والثمر، أم قوتاً للأنعام والماشية كالعشب والحشيش ".[SUP]([/SUP][SUP][SUP][19][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP]
وتلخيص ذلك أن الله تبارك وتعالى شاء وقدَّر أن يخلق الكون؛ فتمَّ خلقه على مراحل:
المرحلة الأولى: خلقُ الأرض.
المرحلة الثانية: بناء السماء ورفع سمكِها.
المرحلة الثالثة: دحو الأرض (تهيئتها بجعلها صالحة للمعاش).
المرحلة الرابعة: الاستواء إلى السماء وتقسيمها إلى سبع طبقات.
فاكتمال خلق الأرض وتسويتها كان قبل اكتمال بناء وتسوية السماوات سبعاً.
إلا أن الباحث يرى أن ما ذكره ابن حزم بعد دفعه الشبهة الثانية - من تناقض للتوراة في خوف الرب من خلود الإنسان رغم أنه ابتداءً حين خلقه جعله ليس بخالدٍ - ليس في مكانه، بل الأصح والأليق بمقتضى السياق أن يذكر تناقضها في ابتداء خلق الكون.
فقصة بدء الخلق في الإصحاح الأول من سفر التكوين، تتناقض مع الرواية الورادة في الإصحاح الثاني منه في مواضع عدة، منها:
1. يُفهم من الإصحاح الأول (1/25-27) أن خلق الدواب متقدم على خلق الإنسان، بينما الإصحاح الثاني (2/7-19) يضع خلق الإنسان قبل الدواب؛ فالرب خلق العشب بعد خلقه الإنسان.
2. يفهم من الإصحاح الأول (1/21-25) أن خلق الطيور سابق لخلق الحيوانات؛ حيث خلقت الطيور في اليوم الخامس والحيوانات في اليوم السادس. بينما يُفهم من الإصحاح الثاني (2/19) أنهما خلقا معاً في الوقت ذاته.
3. يفهم من الإصحاح الأول (1/27) أن آدم وحواء خلقا معاً في الوقت نفسه، بينما يفهم من الإصحاح الثاني (2/20-22) أن آدم خلِق قبلها.
4. يُفهم من الإصحاح الأول (1/10) أن الأرض في بداية الخلق كانت مغطاة بالمياه، بينما الإصحاح الثاني (2/ 17) يشير إلى أن الأرض كانت جافة.
بل إنك تجد التناقض في الإصحاح الأول ذاته من سفر التكوين في مواضع شتى، مثلا: عند الحديث عما خلق الرب في اليوم الأول (1/3) " وقال الله: ليكن نوراً، فكان نور ". ثم نقرأ عما خلق الرب في اليوم الخامس (1/14) " وقال الله لتكن أنوارٌ في جَلَد السماء ". فهل خلق الشمس والنجوم في اليوم الأول أم الخامس؟

الشبهة الثالثة:
ذكر ابن النغريلة آيات من سورة فصلت: " .. خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ..(12) "، ثم ذكر قوله قوله تعالى: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ " [ق: 38].
يزعم ابن النغريلة أن سورة فصلت جعلت زمن خلق السماوات والأرض ثمانية أيام:
- يومان لخلق الأرض (آية: 9)
- أربعة أيام لتقدير أقواتها (آية: 10)
- يومان لخلق السماوات (آية: 12).
وعلى هذا يكون المجموع ثمانية أيام، وهذا يناقض الآيات التي جعلتها ستة أيام (الأعراف: 54، يونس:3، هود: 7، الفرقان: 59، السجدة: 4، ق: 38، الحديد: 4).
عرض رد ابن حزم:[SUP]([/SUP][SUP][SUP][20][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP]
اليومان اللذان خلق الله فيهما السماوات داخلان في يومين من الأربعة التي قدر فيها أقوات الأرض؛ لأن التقدير غير الخلق، فالخلق: الاختراع والإبداع وإخراج الشيء من العدم إلى الوجود. بينما التقدير: ترتيب وإحكام الأشياء الموجودات بعد إيجادها.
ثم ذكر النص الشهير في التوراة بأن الرب استراح في اليوم السابع من بدء الخلق.[SUP]([21])[/SUP]
نقد رد ابن حزم:
رد ابن حزم صحيح واضح، ذكره العلماء،[SUP]([22])[/SUP] لا ينقصه إلا بيان أن أصل شبهة ابن النغريلة عدم معرفته بأساليب العربية وتفننها في الكلام؛ فتتمة الأيام الأربعة بدخولها في اليومين أسلوب تعرفه العرب، كقولك: " خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام، وإلى الكوفة في خمسة عشر يوما، أي في تتمة خمسة عشر يوماً ".[SUP]([23])[/SUP]
وليت شعري كيف سكت العرب الأقحاح زمن النبوة عن هذه الشبهة ولم ينتبهوا لها رغم شدة حاجتهم لأي حجة ينتقصون بها من مقام جلال هذا الكتاب الكريم، هل غفل عنها أقحاح العرب وتنبه لها أعجمي لا يعرف من العربية إلا رسمها؟!
يقال لابن النغريلة ولأمثاله: " قدِّروا أنَّ [محمداً e] لم يكن نبياً، وقدِّروا أنْ كان نازل الدرجة في الفصاحة والبلاغة، وقدِّروا أنْ كان لا يتكلم إلا خطأً.. أوَ قد بلغتم من العمى إلى حيث لم تقدروا أنْ يتبين لكم أنه عاش مدة مديدة بين أولياء وأعداء؟.. ألم يكن له وليٌّ فينبهه - فعلَ الأولياء ـ؛ إبقاءً عليه أن يُنسَب إلى نقيصة ؟ ولا عدو فينقص عليه ؟ ".[SUP]([24])[/SUP]
أما ختام ابن حزم الرد على الشبهة الثالثة ببيان عقيدتهم في استراحة ربهم بعد إتمام الخلق في ستة أيام، فصحيح من جهة تناقضه مع تنزه الرب عن صفات نقص البشر، ويُضاف إليه: تناقضه مع نصوص التوراة ذاتها، كالوارد في سفر إشعيا (40/28) بأن الرب لا يتعب: " إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يَعيا ؟ ".

الشبهة الرابعة:
دعوى تناقض قوله تعالى في سورة المرسلات: " هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) "، مع قوله تعالى في سورة النحل: " يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111) ".
عرض رد ابن حزم:([25][SUP])[/SUP]
جاء رد ابن حزم من طريقين:
الأولى: إن المنع من النطق المذكور في آية المرسلات إنما هو في بعض مواقف يوم القيامة، بينما الجدال المذكور في آية النحل في موقف آخر مما يتلو ذلك اليوم نفسه، تأمل سياق آية المرسلات: " انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34) هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) " أي لا يأذن لهم أن يعتذروا فيه بعذر.
فصح أن اليوم الذي لا ينطقون فيه بعذر إنما هو يوم إدخالهم النار، وهو أول اليوم التالي ليوم الحساب: يوم جدال كل نفس عن نفسها.[SUP]([26])[/SUP]
الطريق الثانية: المقصود بآية المرسلات: نفي قبول الله معاذير الخلق؛ فقد أرسل إليهم الرسل وبيَّن لهم الحجة في الدنيا.
أما ما ذكرته آية النحل من مجادلة فإن المقصود بها مجادلة الخلق بعضهم بعضاً؛ فالله تعالى لا يجادل، وإنما يجادل الناس بعضهم بعضاً، فكل أحد حينئذ يجادل من ظلمه ليقتص منه. ([27])
ثم ذكر ابن حزم تناقض اليهود في اعتقادهم مرة بالحساب الأخروي ومرة بتناسخ الأرواح في الدنيا.[SUP]([28])[/SUP]
نقد رد ابن حزم:
إن رد ابن حزم حازم قاطع، ويضاف إليه أن منشأ الخطأ عند ابن النغريلة ظنه استغراق عدم نطقهم ليوم القيامة كله، وهذا من عدم فهمه للخطاب العربي، فالعرب " لا تُضيف اليوم إلى فعل يُفعل، إلا إذا أرادت الساعة من اليوم والوقت منه، وذلك كقولهم: آتيك يومَ يقدمُ فلان، وأتيتك يوم زارك أخوك، فمعلوم أن معنى ذلك: أتيتك ساعة زارك، أو آتيك ساعة يقدُم، وأنه لم يكن إتيانه إياه اليوم كله ".[SUP]([29])[/SUP]
ويرى الإمام أحمد أن ترتيب سكوتهم ثم كلامهم وجدالهم بحسب أهوال يوم القيامة كما يلي:[SUP]([30])[/SUP]
المرحلة الأولى: بُعَيد البعث والنشور: " هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ " [المرسلات: 35]، وذلك أول البعث من القبور حيث يسكتون " وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ " [المرسلات: 36].[SUP]([31])[/SUP]
المرحلة الثانية: يؤذن لهم بالكلام فيتكلمون، وعندها تبدأ معاذيرهم: " رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ.. " [السجدة: 12] ومنهم مَن يقول: " وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ.." [الأنعام: 23]. وتبرأ " الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ " [البقرة: 166]، فيحصل الخصام فيُقال لهم: " لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ " [ق: 28].
قال السكاكي: " ولو عرفوا شروط التناقض لما قالوا ذلك، أليس من شروط التناقض اتحاد الزمان واتحاد المكان واتحاد الغرض وغير ذلك مما عرفتَ؟.. وعُرف بالأخبار أن يوم القيامة مشتمل على مقامات مختلفة؟ فإذا احتمل أن يكون السؤال في وقت من أوقات يوم القيامة ولا يكون في آخر أو في مقام من مقاماته ولا يكون في آخر أو بقيد من القيود كالتوبيخ أو التقرير أو غير ذلك مرة وبغير ذلك القيد أخرى فكيف يتحقق التناقض؟".[SUP]([32])[/SUP]
أما تناقض اليهود وحيرتهم بين إثبات الجزاء الأخروي وتناسخ الأرواح في الدنيا، فقد فصَّل الحديث عنه " يُسر محمد سعيد مبيض " في كتابه: " اليوم الآخر في الأديان السماوية "،[SUP]([33])[/SUP] وذكر فيه ما يُبين أن النصوص بخصوص ذلك متناقضة إلى حد كبير. وعلَّل د. عبدالوهاب المسيري سبب هذا الاضطراب بتطور معتقدات اليهود بعد السبي البابلي حين ظهرت فكرة الثواب والعقاب الفرديين، بحيث أصبحت شيول [جهنم] المكان الذي ينتظر فيه الموتى يوم الحساب حين يُبعثون ليُحاسَبوا.[SUP]([/SUP][SUP][SUP][34][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP]

الشبهة الخامسة:
دعوى التناقض بين ما ورد في سورة الرحمن: " فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) " وما ورد في سورة الأعراف: " فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) ".
عرض رد ابن حزم:[SUP]([35])[/SUP]
آية الرحمن معناها أن اليهودي إذا دخل جهنم فلن يسأله أحد عن ذنبه (لن يحاسَب)؛ لأن مرحلة الحساب قد انتهت ودخل في مرحلة جديدة وهي مرحلة العذاب، بينما آية الأعراف تتحدث عن السؤال في مرحلة الحساب.
ثم ذكر نصاً من التوراة يثبت لربهم البداء[SUP]([/SUP][36][SUP])[/SUP] حين أراد الرب إهلاك بني إسرائيل لرفضهم قتال الكنعانيين، فاستدرك عليه موسى بقوله: " اذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم: أكثر من نسلكم كنجوم السماء، وأعطي نسلكم كل هذه الأرض التي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد؛ فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه ".([37])
نقد رد ابن حزم:
يقصد ابن حزم في رده على الشبهة بأن يوم القيامة مراحل مختلفة، ففي بعضها يُسألون وفي بعضها لا يُسألون، لكل مرحلة من المراحل أحوالها ومشاهدها الخاصة بها، ومن يتتبع سياق الآيات الكريمة موضع الشبهة، يجد أن كلاً منها يتحدث عن موقف مستقل من مواقف يوم القيامة، وبه رد بعض العلماء.[SUP]([38])[/SUP]
لكن يمكن الاستدراك على رد ابن حزم بوجود نصوص تتحدث عن سؤال خزنة جهنم للكافرين سؤال توبيخ، قال تعالى في سورة الملك: " وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) ".
لذا فالأفضل الجواب عن الشبهة الخامسة بأن السؤال في مرحلة العذاب ليس سؤال استخبار بل توبيخ.
فالسؤال قسمان: سؤال توبيخ وتقريع، وأداته غالباً (لِمَ). وسؤال استخبار واستعلام، وأداته غالباً (هَل). فالمثبت هو سؤال التوبيخ والتقريع، والمنفي هو سؤال: الاستخبار والاستعلام.
وسؤال العصاة والمشركين - المنصوص في القرآن الكريم - كله توبيخ وتقريع كقوله: " وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ، مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ " [الصافات: 24]، وكقوله: " أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ " [الطور: 15]، وكقوله: " أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ " [الزمر: 71]، وكقوله: " أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ " [الملك: 8].. إلى غير ذلك من الآيات.
بينما سؤال الله للرسل: " مَاذَا أُجِبْتُمْ " [المائدة: 109]؟ لتوبيخ الذين كذبوهم، ومِثله سؤال المظلوم توبيخاً للظالِم كسؤال الموؤودة: " بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ " [التكوير: 9] لتوبيخ قاتلها.[SUP]([SUP][39][/SUP][/SUP])
أما اتهام الرب بالبداء في التوراة فنصوصه كثيرة، منها:
1. أنه ندم حين خلق الإنسان " .. فحزنَ الرب أنه عمِل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه " (التكوين: 6/6). وانظر (إرميا: 26/13 وصموئيل الثاني: 24/16 وعاموس: 7/3).
2. تأمل سبب ندم الرب في القصة الواردة في سفر صموئيل الأول: يحارب (شاول) العماليق بجيش كبير وينتصر عليهم ويقتلهم بحد السيف. ولكنه يعفو عن ملكهم (أجاج) وعن خيار الغنم والبقر والحملان. (15/9). وذاك العفو يغضب الرب، ويُعلم صموئيل بأنه ندم على اختياره ملكاً: " إني قد ندمت على إقامتي شاول ملكاً لأنه مال عن اتباعي ولم يقم كلامي". (15/11).
3. وأشنع من البداء: الخداع بنقض العهد! جاء سفر زكريا (11 / 10-11): " فأخذت عصاي نعمة وقصفتها لأنقض عهدي الذي قطعته مع كل الأسباط، فنقض في ذلك اليوم وهكذا علم أذل الغنم المنتظرون لي إنها كلمة الرب ".
وتأمل عهد الرب لداود في سفر إرميا (33 /17): " لأنه هكذا قال الرب: لا ينقطع لداود إنسان يجلس على كرسي بيت إسرائيل ". أي: لا ينقطع نسل داود من الملوك الجالسين على كرسي حكم إسرائيل، ولكن... ورد في الإصحاح 33 عدد 21 ما يلي: " فإن عهدي أيضاً مع داود عبدي ينقض فلا يكون له ابن مالكاً على كرسيه ".
وبهذا يكون رب اليهود دائراً بين البداء والخداع، فبأي الصفتين يتصف ؟

الشبهة السادسة:
قال تعالى في سورة يونس: " فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ.. (94) ". فهل كان النبي في شك؟
عرض رد ابن حزم:[SUP]([/SUP][40][SUP])[/SUP]
أجاب ابن حزم بأنَّ (إنْ) هذه الآية ليست التي بمعنى الشرط، وإنما معناها هنا: الجحد، أي بمعنى (ما)، وهذا المعنى هو أحد موضوعاتها في اللغة العربية.
ثم ذكر نصوصاً من القرآن الكريم فيها (إن) بمعنى (ما) كقوله تعالى: " إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " [الأعراف: 188]، وقوله: " قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ " [إبراهيم:11]، وبه قال عدد من العلماء.[SUP]([41])[/SUP]
ثم استهزأ ابن حزم مِن حرص ابن النغريلة على تنزيه الأنبياء ذاكراً أمثلة على فعل أنبياء بني إسرائيل لما هو أسوأ من الشك، كالاعتراض على أمر الله تعالى، بل ومصارعته!
فقد راجع موسى ربه إذ أراد إرساله وقال: من أنا حتى أمضي إلى فرعون؟[SUP]([42])[/SUP] وصارع يعقوب ربه![SUP]([/SUP][43][SUP])[/SUP]
نقد رد ابن حزم:
فات ابن حزم ذكر الجواب الأشهر بأن الخطاب هنا للرسول e والمقصود أمته، والهدف منه: استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم.[SUP]([44])[/SUP]
قال الرازي: " الخطاب مع النبي عليه الصلاة والسلام في الظاهر، والمراد غيره كقوله تعالى: " يَا أَيُّها النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِيْنَ وَالمُنَافِقِين " [الأحزاب: 1] وكقوله: " لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ " [الزمر:65] وكقوله: " يَا عِيْسَى ابنَ مَرْيَمَ أَأنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ " [المائدة: 116] ومن الأمثلة المشهورة: إياك أعني واسمعي يا جارة.
والذي يدل على صحة ما ذكرناه وجوه:
الأول: قوله تعالى في آخر السورة " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنتُمْ فِيْ شَكٍّ مِنْ دِينِي " [يونس : 104]؛ فبيَّن أن المذكور في أول الآية على سبيل الرمز، هم المذكورون في هذه الآية على سبيل التصريح.
الثاني: أن الرسول e لو كان شاكَّاً في نبوة نفسه، لكان شكِّ غيره في نبوته أولى وهذا يوجب سقوط الشريعة بالكلية.
والثالث: أن بتقدير أن يكون شاكاً في نبوة نفسه، فكيف يزول ذلك الشك بأخبار أهل الكتاب عن نبوته مع أنهم في الأكثر كفار وإن حصل فيهم من كان مؤمناً، إلا أن قوله ليس بحجة لا سيما وقد تقرر أن ما في أيديهم من التوراة والإنجيل، فالكل مصحَّفٌ محرَّف.
فثبت أن الحق هو أن الخطاب، وإن كان في الظاهر مع الرسول r إلا أن المراد هو الأمة " يا رب لا أشكُّ ولا أطلب الحجة من قول أهل الكتاب، بل يكفيني ما أنزلته عليَّ من الدلائل الظاهرة ". ونظيره قوله تعالى للملائكة: " أَهَؤُلاَء إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ " [سبأ: 40] والمقصود أن يصرحوا بالجواب الحق ويقولوا: " سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الجن " [ سبأ : 41 ] وكما قال لعيسى u: " أأَنْتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُوْنِيْ وَأُمّيَ إلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ " [المائدة: 116]. والمقصود منه أن يصرِّح عيسى u بالبراءة عن ذلك فكذا ههنا ".[SUP]([SUP][45][/SUP][/SUP])
وقد " استجازت العرب قول القائل منهم لمملوكه: " إن كنت مملوكي فانته إلى أمري " والعبد المأمور بذلك لا يشكُّ سيدُه القائل له ذلك أنه عبده. كذلك قول الرجل منهم لابنه: " إن كنت ابني فبرَّني "، وهو لا يشك في ابنه أنه ابنه، وأنّ ذلك من كلامهم صحيح مستفيض فيهم ".[SUP]([46])[/SUP]
أما نسبة التوراة النقائص إلى الأنبياء فهي أكثر من الحصر، من أشهرها:
1. النبي نوح يسكر ويتعرى ويرى ابنه (حام) عورته، فيلعن نوحٌ ابنَ حام: كنعان، دون غيره من أبناء حام! (سفر التكوين/9).
2. النبي إبراهيم يضحِّي بشرفه وشرف زوجته سارة مرتين: مرة مع فرعون (سفر التكوين 12/ 11-16)، ومرة مع أبيمالك (ملك الفلسطينيين) (سفر التكوين 20/ 1-12).
3. النبي إبراهيم يسجد للشعب الحثي الوثني؛ شكراً لهم لأنهم سمحوا له بدفن زوجته سارة (سفر التكوين 23/7).
4. سُكر النبي لوط ثم إغمائه من شدة السكر، وزناه بابنتيه[SUP] - [/SUP]وعدم إنكاره حملهما بدون زواج بعد ذلك - (سفر التكوين 19/ 30-38).
وقبل ذلك: سجوده لضيوفه الملائكة (19/1)، وتقديم ابنتيه لقومه ليفعلوا بهما الفاحشة (19/8).
5. النبي يهوذا يزني بثامار زوجة ابنه (سفر التكوين، الإصحاح 38)، ومن ثم يشهد لها بالصلاح.
6. النبي رأوبين يزني بزوجة أبيه بلهة (سفر التكوين 35/ 22 و 49/ 3-4).
7. النبي داود لا يستطيع النوم إلا في حضن فتاة عذراء (سفر الملوك الأول 1/ 1-4).
8. النبي داود ينظر إلى زوجة صديقه بشهوة، ويتسبب بمقتل زوجها ليتزوجها هو (سفر صموئيل الثاني، الإصحاح الحادي عشر).
9. النبي داود يرقص عارياً أمام تابوت العهد المقدس، والعبيد يشاهدونه، وزوجته تذم رقصه المبتذل. (صموئيل الثاني 6/20).
10. ابن النبي يزني بأخته، والنبي لا يعاتبه: - أمنون بن داود يزني بأخته ثامار أخت أبشالوم بن داود - (سفر صموئيل الثاني، الإصحاح الثالث عشر).
11. النبي حزقيال يشجع النساء على الزنى والفجور (سفر حزقيال 16/ 33-34).
12. النبي شاول يُزوِّج ابنته للنبي داود، وهي لم تُطلَّق من زوجها الأول: (سفري صموئيل الأول 25/ 44 وصموئيل الثاني 3/ 14-16). ويذهب إلى عرَّافةٍ متنكراً، ويطلب منها التعامل مع الجن لأجله (سفر صموئيل الأول 28/9)، ثم ينتحر (سفر صموئيل الثاني 1/4-11).
13. النبي شمشون ذهب إلى غزة، ورأى هناك امرأة زانية، فدخل إليها (سفر القضاة 16/ 1).
14. النبي أبشالوم قتل أخاه (سفر صموئيل الثاني 13/1-29)، وقاد حرباً ضد أبيه النبي داود (صموئيل الثاني 18/1-17).
15. النبي أليشع يلعن أطفالاً صغاراً - باسم الرب - لأنهم نادوه يا أقرع، فتخرج دُبَّتان تأكلان منهم اثنين وأربعين طفلاً (الملوك الثاني 2/23).
16. بل إن كثيراً من أنبيائهم عَبدوا الأوثان من دون الله، ومنهم: هارون (خروج32/1-6)، وسليمان (الملوك الأول11/9)، وجدعون (قضاة8/24-28)، وآحاز (16/2-4)، ويربعام (الملوك الأول14/9)، وبعشا (الملوك الأول15/33)، ويفتاح الجلعادي (قضاة 11/30)، وأخاب بن عمري (الملوك الأول16/31-33)، ويهورام (الملوك الثاني3/1-25)، وأمصيا (أخبار الأيام الثاني25/14).
لهذا لا تتعجب إن غضِب الرب على (كل) أنبيائه، كما في سفر إرميا [23/11-13]: " لأن الأنبياء والكهنة تنجسوا جميعاً بل في بيتي وجدت شرهم يقول الرب. وقد رأيت في أنبياء السامرة حماقة. تنبؤوا بالبعل وأضلوا شعبي ".
فصدق عليهم ما ورد في سفر حزقيال [13/4]: " أنبياؤك يا إسرائيل صاروا كالثعالب في الخرب ".
أبعدَ كل هذا يزعم يهود أنهم الحريصون على عصمة الأنبياء، والأعلم بما يقتضيه مقام النبوة ؟![SUP]([47])[/SUP]
إن كل عاقل يشهد بأن القرآن الكريم أعاد الاعتبار لمقام النبوة والأنبياء، مزيلاً ما سبَّبه كتابهم المقدس من مفاهيم غامضة مشوَّهة لمفهوم النبوة، وطعنها بصلاحية الأنبياء لتقديم القدوة والمثل الصالح للناس.

الشبهة السابعة:
ذكر الله تعالى في سورة النحل أن في العسل " فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ.. (69) ". ولكن العسل يؤذي المحمومين.
عرض رد ابن حزم:[SUP]([48])[/SUP]
رد ابن حزم بأن الله تعالى لم يقل: العسل شفاء كل علة، ثم ذكر بعضاً من فوائد العسل الطبية المعروفة في زمانه.
ثم حاجَّ اليهودي بنص موجود عندهم يعد الله فيه بني إسرائيل بأرض الميعاد التي تفيض عسلاً ولبناً،[SUP]([49])[/SUP] فكيف يَعد خاصة شعبه بما يضرهم؟
نقد رد ابن حزم:
وكان الأليق أن يذكر له نصاً من التوراة فيه فائدة العسل بكونه كان يستخدم في بعض العلاجات، يقول سليمان الحكيم في سفر الأمثال (16/24): " الكلام الحسن شهد عسل حلو للنفس وشفاء للعظام ".
ولا يخفى على المطَّلعين وجود فوائد لا تحصى للعسل، من أبرزها:[SUP] ([SUP][50][/SUP][/SUP])
1. الفيتامينات الموجودة في العسل تشمل أكثر ما يحتاجه جسم الإنسان من فيتامينات وهي: (أ، ب1، ب2، ب3، ب5، ب6، ك). والفيتامينات المستخلصة من العسل يمتصها الجسم بسهولة خلال ساعة من تناول العسل، خلافاً للفيتامينات التي نحصل عليها من مأكولات أخرى.
2. يحتوي على مادة الديوتيريوم (هيدروجين ثقيل) المضادة للسرطان.
3. يزيد السكر الحيوانى (جليكوجين) في الكبد. وهو منبع الطاقة في جسم الكائن الحي.
4. يحسن عملية بناء الأنسجة والتمثيل الغذائي.
5. يقوي الجهاز الدوري.
6. يزيد من مقاومة الكبد للتسمم.
7. يزيد من المقاومة المضاد للأكسدة في جسم الإنسان.
8. يحارب القمل وبيوضه.
9. يستخدم عقب العمليات الجراحية كمنعش قلبي.
10. يساعد على تنظيم عمل جميع الأعضاء الهضمية المضطربة.
11. يساعد في علاج: قشرة الرأس، التهاب الجلد الدهني، التهاب القصبات الهوائية، تسمم الحمل، التهاب المعدة، التهاب القولون، الجروح الملتهبة، أمراض اللثة وتقرحات الفم، التهابات عضلة القلب.
لكن الأقرب إلى هذا مقصود هذا البحث ما قال الأديب عباس محمود العقاد[SUP]([/SUP][51][SUP])[/SUP]: " إنَّ العقل السليم لا يتقبل الحكم على الشيء بالغباوة والقداسة لعلة واحدة، في وقت واحد. فإن تقبَّل العقل ذلك، فلا بد من سبب يوقعه في هذا الاضطراب باختياره، وأكثر ما يكون ذلك السبب مرضاً من أمراض الجنون، أو هوىً دفيناً.. يحمله على المغالطة، ويعجزه عن مقاومتها، أو خداعاً مقصوداً يعرفه العاقل بينه وبين نفسه ويصطبغه مع غيره؛ لغشه والاحتيال عليه..
ولسنا نخطِّئ في جماعة المبشرين المتخصصين لنقد القرآن، آفةً من هذه الآفات. فليس من المعروف أن أحداً منهم يسلم من التخبط في التفكير، كما يتخبط المصابون بالعلل العقلية، أو يملكه التعصب الذميم فيقوده إلى المغالطة، ويُسوِّل له أن يحجب الحقيقة عن عينيه بيديه، أو يعمل عمل المحترف الذي يحتال لصناعته بما وسِعَه من وسائل الترويج والتضليل، ولا يعنيه إلا أن يعرِض بضاعته، ويهيء لها أسباب النَّفاق في السوق، وربما اكتفى من النفاق بإقناع صاحب البضاعة بصدق الخدمة في العرض والترويج ".
ثم ناقشَ شبهة للمُنصِّر (زويمر)، يزعم وجود خطأ علمي في القرآن الكريم عند حديثه عن فوائد العسل في قوله تعالى: " فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ " [النحل: 69]؛ لأنه لم يثبت - في عهده - أن للعسل فوائد طبية هامة، ثم ذكر عباس العقاد أنه بعد وفاة زويمر بتسع سنين، بيَّن الطب فوائد عظمى للعسل.. وختم بالتعليق التالي: " إن نصيب (زويمر) من هذه العِدة المعكوسة على قدر مكانته في ميدان التبشير، إلا أنها عِدة لا ترشحه لرد المسلمين عمَّا اعتقدوه. بل لعله لا يتطلب لرسالته عِدةً أوفى منها، لو أنه أراد بها تثبيت المسلمين على عقائد الإسلام ".
وهذا التعليق من العقاد يؤكد أن شبهات المشككين في القرآن الكريم - كما تبيَّن بالدليل - أوهى من أن تطعن في القرآن الكريم، وليس لها من تأثير عليه. بل نجزم بأنها تزيد الإيمان به رسوخاً، وإعجازه بياناً، ونظمَهُ تماسكاً، ونورَه نوراً. مع إثبات العجز المستمر، لمن يُريد إثباتَ خطأ القرآن الكريم وعجزه.

الشبهة الثامنة:
قال تعالى في سورة ق: " وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا .. (9) "، فكيف يكون الماء مباركاً وهو يهدم البنيان ويهلك فيضانه الحيوان؟
عرض رد ابن حزم:[SUP]([52])[/SUP]
رد ابن حزم بالتذكير بأنه لولا المياه النازلة من السماء لما وجدت الحياة على وجه الأرض، فأصل ماء الينابيع والأنهار العذبة منها، بدليل أن غزارة مياه الينابيع تزيد بزيادة النازل من المطر.
وذكَّر ابن حزمٍ ابنَ النغريلة بوجود نص في التوراة يتحدث عن بركة ماء المطر، حين وعد الرب موسى أن يسكن شعب بني إسرائيل في أرض الميعاد المباركة رغم عدم وجود نهر كالنيل فيها، فبركتها مستنبطة من بركة ماء المطر.[SUP]([53])[/SUP]
نقد رد ابن حزم:
يحار الإنسان كيف يفعل بهذه الشبهة، أيرد أم يسكت؟! فتوضيح الواضحات من أعضل المعضلات!
لكن من الناحية المنهجية فإن من المهم التنويه بعدم تسليم اليهود على رد ابن حزم بأن مصدر الماء العذب في الينابيع والأنهار أصله من ماء المطر؛ حيث يرى كتبة التوراة أن مياه الينابيع والأنهار العذبة ليس مصدرها المطر، بل تأتي من مصدر ماء آخر، عبَّرت عنه التوراة بـ: " المياه السفلية " أو " ماء الغمر العظيم " أو " اللجة الرابضة تحت "، وهي عبارة عن خزان ماء ضخم تقوم فوقه قشرة الأرض، مستقل عن ماء المطر ولا علاقة له به (انظر: سفر التكوين 7/11، وسفر التثنية 33/13، وسفر حزقيال 31/4).
ويبدو بأن ابن النغريلة قد تأثر بالصورة السلبية للماء النازل من السماء في بعض نصوص التوراة كقول الرب: " أسكب عليهم سخطي كالماء " (سفر هوشع 5/10)، ووصف يعقوب ابنه رأوبين بأنه متقلب لا يستقر: " فائر كالماء " (سفر التكوين 49/ 4)، ووصفُ سليمان الحكيمُ الفقيرَ الظالمَ كالمطر " الرجل الفقير الذي يظلم فقراء هو مطر جارف لا يبقي طعاماً " (سفر الأمثال: 28/3).
لكن تلك التشبيهات السلبية للمطر في التوراة تناقض تشبيه الرب لكلامه التعليمي به: " يهطل كالمطر تعليمي " (سفر التثنية 32/2)، وشبه الشوق إليه به " وانتظروني مثل المطر " (سفر أيوب: 29/23).

وبهذا ينتهي عرض ردود ابن حزم على شبهات ابن النغريلة ومناقشتها، وما بعد الرد على الشبهة الثامنة لا علاقة له بموضوع البحث؛ فقد أخذ يذكر كثيراً من الانتقادات لدين اليهود من أسفار توراتهم المحرفة، من باب مقارنة الأديان.[SUP]([54])[/SUP]


([1]) ص (41).

([2]) ص (42).

([3]) ص (70).

([4]) ص (42).

([5]) ص (70).

([6]) وقع عرض ابن حزم للشبهة الأولى والرد عليها في ثلاث صفحات. من ص (43) إلى ص (46).

([7]) المقصود بالحسنة والسيئة هنا: الحسنة: كل ما يسر من نعمة تنال الانسان في نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادها. انظر: المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، ص (236).

([8]) في الدراسة النقدية لعقيدتهم في أنبياء كتابهم المقدس، سيتم الحديث عنهم وفق اعتقاد القوم. وإن اشتركت بالاسم معنا. فموسى النبي عندهم، ليس سيدنا موسى u عندنا، وداود الزاني عندهم، ليس سيدنا داود u.. لذا فلن يُذكَروا مسبوقين بكلمة: " سيدنا "، ولن يُقال بعد ذكرهم " u "، وهذا ما قرره مناظِروا أولئك الناس. قال القاضي أبو بكر ابن العربي: " وكنا نفاوض الكرامية، والمعتزلة، والمشبهة، واليهود. وكان لليهود بها [يعني بيت المقدس] حَبر منهم يقال له التستري.. وقد حضرنا يوماً مجلساً عظيماً فيه الطوائف، وتكلم التستري الحبر اليهودي عن دينه، فقال: اتفقنا على أن موسى نبي مؤيد بالمعجزات، معلم بالكلمات، فمن ادعى أن غيره نبي، فعليه الدليل - وأراد [اليهودي] من طريق الجدل أن يرد الدليل في جهتنا حتى يطرد له المرام، وتمتد أطناب الكلام - فقال له الفهري [الطرطوشي شيخ ابن العربي]: إن أردتَ به موسى u الذي أيِّد بالمعجزات، وعُلم الكلمات، وبَشَّر بمحمد r، فقد اتفقنا عليه معكم، وآمنا به وصدقناه، وإن أردت به موسى آخر، فلا نعلم من هو؟ فاستحسن ذلك الحاضرون، وأطنبوا بالثناء عليه، وكانت نكتة جدلية عقلية قوية، فبهت الخصم، وانقضى الحكم ". انظر كتاب: مع القاضي أبي بكر بن العربي، سعيد أعراب، ص(206).
ومثله ما وقع في مناظرة نصراني مع ابن الطلاع بقرطبة، حين سأل النصراني: ما تقول في عيسى؟ فأجاب ابن الطلاع: لعلك تريد الذي بشر بمحمد r ؟ فانقطع النصراني. انظر: عيون المناظرات، السكوني، ص (298).
وكان السكوني قد ذكر ص (230) مناظرة بين أبي الهذيل العلاف المعتزلي وأحد اليهود حين سأله اليهودي: أليس موسى نبياً؟ فأجاب: الذي أخبر بنبوة محمد r، وأمر باتِّباعِهِ، وبشَّر به، فإني أقرُّ به. وإن سألتني عن موسى آخر لا يقر بنبوة محمد r، ولا بشَّرَ به، فلست أعرفه، ولا أقرُّ به. فانقطع اليهودي ".

([9]) جاء في سفر الخروج (20/5): " افتقد ذنوب الآباء في الابناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي ".

([10]) جاء في سفر التثنية (24/16): " لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء ".

([11]) انظر: تفاسير ابن كثير (2/359)، والشوكاني (1/565)، وابن عطية (2/82)، والبغوي (1/665)، والسمرقندي (1/345)، ومحمد رشيد رضا (5/218). وكتب: تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، ص(225). والانتصار للقرآن للباقلاني (2/661). ودفع إيهام الاضطراب للشنقيطي، ص(64).

([12]) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي (5/284).

([13]) شرح رياض الصالحين، محمد بن صالح العثيمين 1/214. وانظر: الفصل في الملل والنحل، لابن حزم (2/122). ومجموع الفتاوى، لابن تيمية (8/161). وشرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز (2/515).

([14]) سنوات مع أسئلة الناس، البابا شنودة الثالث، ص22.

([15]) وقع عرض ابن حزم للشبهة الثانية والرد عليها في صفحة واحدة. من ص(46) إلى ص(47).

([16]) هو نافع بن الأزرق الحروري: من رؤوس الخوارج.. وإليه تنسب طائفة الأزارقة، وكان قد خرج في أواخر دولة يزيد بن معاوية.. وكان إمام سوق الأهواز، ويعترض الناس بما يحير العقل في الناس.. كان يطلب العلم وله أسئلة ومناظرات مع ابن عباس - رضي الله عنهما -. قتل سنة 65 هـ. انظر: لسان الميزان، ابن حجر6/144 (506).

([17]) انظر الحديث الذي رواه البخاري في تفسير القرآن أول سورة حم السجدة [أي: فصلت] معلقاً. ووصله ابن حجر في تغليق التعليق4/301 وفتح الباري8/559، وحكم بصحته. وذكره عبد الرزاق الصنعاني بسنده في تفسيره 1/160-161 والطبري في تفسيره 4/96-97، والحاكم في المستدرك2/494-495 (3938) وقال: على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

([18]) انظر: تفاسير الخازن (4/393) وابن كثير (7/107) والشوكاني (5/458) والرازي (31/46) والقرطبي (19/204). وكتب الانتصار للقرآن للباقلاني (2/568) وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، ص(48)، والبرهان للزركشي (2/62) ودفع إيهام الاضطراب للشنقيطي، ص (252).

([19]) تفسير المراغي (30 / 31).

([20]) وقع عرض ابن حزم للشبهة الثالثة والرد عليها في صفحة واحدة. من ص(47) إلى ص(48)

([21]) جاء في سفر التكوين (2/2): " وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع". وزاد سفر الخروج (31/17): " أن الرب في اليوم السابع استراح وتنفس! ".

([22]) انظر: تفاسير ابن كثير (1/214) والشوكاني (4/582) والرازي (27/545) والنسفي (3/228) والآلوسي (24/101) وابن عاشور (24/245) والشعراوي (4/2477) وكتب: الانتصار للقرآن للباقلاني (2/597) والانتصارات الإسلامية للطوفي (1/504) والبرهان للزركشي (2/62) ودفع إيهام الاضطراب للشنقيطي، ص(72).

([23]) الجامع لأحكام القرآن، القرطبي (15/343).

([24]) مفتاح العلوم، السكاكي، ص(708).

([25]) وقع عرض ابن حزم للشبهة الرابعة والرد عليها في صفحة واحدة. من ص(48) إلى ص(49)

([26]) انظر تفاسير: الزمخشري (2/429) والرازي (18/398) وأبو السعود (4/241) والقرطبي (9/97) والآلوسي (12/139) والشعراوي (11/6681) وكتاب الانتصار للقرآن للباقلاني (2/596).

([27]) نقل الشوكاني في تفسيره (5/434) عن الحسن البصري: لا ينطقون بحجة وإن كانوا ينطقون. وانظر تفاسير: الطبري (17/560) وابن الجوزي (4/386) وكتاب معاني القرآن للزجاج (3/78).

([28]) تناسخ الأرواح: عقيدة تؤمن بها بعض فرق اليهودية كالقرائين، وتعني الإيمان بأن أرواح البشر تعود بعد الموت وتستقر في جسد إنسان آخر في الدنيا، ويسميها بعض المؤمنين بها: " تلقيح الروح " فإذا كانت الروح الهائمة روحاً مذنبة، فهي تلقي بظلالها على الشخص لتكفِّر عن سيئاتها. ولغاية الآن يذهب بعض اليهود عند قبر أحد أوليائهم في مصر (ويدعى: أبو حصيرة) أملاً في أن تحل روحه فيهم وتُسمَّى تلك العملية " شيطَّوح " أي: " التسطح على القبر". انظر: موسوعة اليهود، د. عبدالوهاب المسيري (14/275-277).

([29]) جامع البيان، الطبري (24/142).

([30]) الرد على الزنادقة والجهمية، أحمد بن حنبل، ص(3).

([31]) رأي ابن حزم بأنهم لا ينطقون ولا يؤذن لهم بالاعتذار بعد دخولهم النار - وليس بعد البعث - أقرب إلى سياق الآيات الكريمة، ويؤيده رده على الشبهة الخامسة.

([32]) مفتاح العلوم، السكاكي، ص (596).

([33]) انظر: الفصل الثالث منه: اليوم الآخر في التوراة وعقيدة اليهود، ص(50-60)، ط1، الدوحة: دار الثقافة، 1991م. وانظر: الباب التاسع عشر: الفكر الأخروي من كتاب: موسوعة اليهود، د. عبدالوهاب المسيري (14/252 - 307)

([34]) انظر: موسوعة اليهود، عبدالوهاب المسيري (14/297).

([35]) وقع عرض ابن حزم للشبهة الخامسة والرد عليها في ثلاث صفحات. من ص(49) إلى ص(52)

([36]) الفرق بين نسخ الأحكام والبداء أن سبب البداء: أن يأمر الآمر بالأمر، وهو لا يدري ما يؤول إليه الحال. بينما النسخ: أن يأمر الآمر بالأمر، وهو يدري أنه سيحيله، أو سيبطله في وقت كذا، وقد سبَقَ ذلك في علمه وقضائه ". انظر: الإحكام في أصول الأحكام، ابن حزم (1/483).

([37]) انظر: سفر الخروج (32/13)

([38]) انظر: تفاسير الماتريدي (4/359) والشعراوي (16/10159) والشنقيطي في أضواء البيان (2/7) وتوسع فيه. وكتب: البرهان للزركشي (2/55) والإتقان للسيوطي (3/95) والانتصار للقرآن للباقلاني (2/596).

([39]) انظر: دفع إيهام الاضطراب، الشنقيطي، ص70.

([40]) وقع عرض ابن حزم للشبهة السادسة والرد عليها في ثلاث صفحات. من ص(52) إلى ص(54)

([41]) انظر تفاسير: ابن عطية (3/142) وأبي حيان (6/105) والنيسابوري (3/612) والآلوسي (4/80).

([42]) ورد في سفر الخروج (3/10-11): " فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بني اسرائيل من مصر، فقال موسى لله من أنا حتى أذهب إلى فرعون وحتى أخرج بني إسرائيل من مصر ؟ ".

([43]) انظر القصة بطولها في سفر التكوين (32/24-30).

([44]) انظر: الزيادة والإحسان في علوم القرآن، ابن عقيلة المكي 5/463.

([45]) مفاتيح الغيب، الرازي (8/346). ومثله إذا كان عندك أبناء وتخاطب أفضلهم أمام الجميع وتتوعده إن أخطأ بعقاب ما، فأنت لا تعنيه هو بالضرورة. فإن كان سيدنا محمد r - وهو حبيب الله تعالى - إذا فعل (كذا) لا تغنيه محبة الله تعالى شيئاً فكيف نحن؟ وهذا مثل الحديث الشريف: " وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ، لَقَطَعْتُ يَدَهَا ". متفق عليه، رواه البخاري في أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار (3475) ومسلم في الحدود باب قطع السارق الشريف.. (1688) كلاهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، مطولاً، واللفظ لمسلم.

([46]) تفسير الطبري (15/203).

([47]) علَّل أبو الحسن السبتي سبب تحريف رجال دين أهل الكتاب لقصص الأنبياء، خاصة تنقُّصهم من شرف الأنبياء الكرام، ووصفِهِم بشتى النقائص: " وغرض هؤلاء الفسقة في سرد تلك الحكايات - المورطة قائلها وناقلها في سخط الله تعالى ـ: أن يهوِّنوا الفسوق والمعاصي على بُلَه العوام، ويتسللوا إلى الفجور بالنساء بذكرها، لو ذا حصل حتى ترى المرأة تخرج من مجلس الواعظ إلى منزله، فتسأله على التفصيل، فيزيدها أقبح مما أسمعها في الجمهور، يقول لها: هذا أمرٌ ما سَلِمَ منه عظماء المرسلين، فكيف نحن؟ فلا يزال يُهَوِّنُ عليها ما كان يصعب من قبل. فإنا لله وإنا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ". انظر كتابه: تنزيه الأنبياء، ص (26).

([48]) وقع عرض ابن حزم للشبهة السادسة والرد عليها في صفحتين. من ص(54) إلى ص(55)

([49]) انظر: سفر الخروج (3/8 و17). وبحسب سفر أيوب (20/17): تفيض أخاديدها بالعسل.

([50]) انظر: نحل العسل في القرآن والطب لمحمد علي البنبني، وعلى هامش الطب النبوي لعلي مؤنس، وعسل النحل شفاء نزل به الوحي لعبدالكريم الخطيب.

([51]) في مقال له بعنوان: " المبشرون نُقاد القرآن " نشره سنة 1961م، انظر: المجموعة الكاملة لأعماله 6/506-510.

([52]) وقع عرض ابن حزم للشبهة الثامنة والرد عليها في صفحتين. من ص(55) إلى ص(56)

([53]) جاء في سفر التثنية (10/10-11): " لأن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها ليست مثل أرض مصر التي خرجت منها حيث كنت تزرع زرعك وتسقيه برجلك كبستان بقول، بل الأرض التي أنتم عابرون إليها لكي تمتلكوها هي أرض جبال وبقاع من مطر السماء تشرب ماء ".

([54]) من ص(56) إلى ص(70).
 
الحمدلله أنهيت المقال قراءةً وعجبت من جراءة اليهود على الله سبحانه وتعالى وعلى أنبيائه عليهم السلام, وبين لي نفسية اليهود المأزومة من كل شيء

ذكر المقال: (
كان للحرية الفكرية ولضعف الغيرة الدينية عند الحكام في زمن ابن حزم دور كبير في جرأة علماء اليهود على تأليف كتب يتهكمون بها على عقائد المسلمين
)

وقد صدق المقال في ذلك حتى أن تلك الفترة تسمى العصر الذهبي لليهود في تمكنهم في الأندلس تمكنا لا مثيل له إلا احتلالهم لفلسطين حتى أكبر علمائهم الذي صاغهم صياغة نهائية هو موسى بن ميمون
https://ar.wikipedia.org/wiki/موسى_بن_ميمون

ثم انظر إلى الشخصيات اليهودية التي كان لها مكان عظيم وتأثير كبير في الأندلس وتولت كبار المناصب تعلم عظم المصيبة وانكسار الولاء والبراء والغفلة وقلة الحذر وهذه بعض الروابط عن تلك الشخصيات اليهودية الأندلسية المعاصرة والمقاربة لابن حزم:
https://ar.wikipedia.org/wiki/حسداي_بن_شبروط

https://ar.wikipedia.org/wiki/إبراهيم_بن_داود

https://ar.wikipedia.org/wiki/ابن_عزرا

https://ar.wikipedia.org/wiki/ابن_نغريلة

https://ar.wikipedia.org/wiki/السموأل_بن_يحيى_المغربي

https://ar.wikipedia.org/wiki/سليمان_بن_جبيرول

https://ar.wikipedia.org/wiki/حنوخ_بن_موسى

https://ar.wikipedia.org/wiki/يحيى_بن_حيوج_الفاسي

https://ar.wikipedia.org/wiki/دوناش_بن_لبرط

https://ar.wikipedia.org/wiki/مروان_بن_جناح

https://ar.wikipedia.org/wiki/بنيامين_التطيلي

https://ar.wikipedia.org/wiki/يهوذا_اللاوي

https://ar.wikipedia.org/wiki/إسحاق_الفاسي

https://ar.wikipedia.org/wiki/جيراردو_الكريموني
 
أما ختام ابن حزم الرد على الشبهة الثالثة ببيان عقيدتهم في استراحة ربهم بعد إتمام الخلق في ستة أيام، فصحيح من جهة تناقضه مع تنزه الرب عن صفات نقص البشر، ويُضاف إليه: تناقضه مع نصوص التوراة ذاتها، كالوارد في سفر إشعيا (40/28) بأن الرب لا يتعب: " إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يَعيا ؟ ".
لقد وقفت عندها أسأل ما علاقة الشبهة في الإختلاف بصفة فعلية يختلف أهل الكتاب في إثباتها وتأويلها، حين أن هناك في كتبهم إختلافات تصل لدرجة التناقض من مثل ما جاء به اليهودي. والقول أن رده هنا صحيح من جهة التنزيه فغير صحيح إلا عند إبن حزم وأمثاله، وعقيدته في هذه الأمور معروفة، لكن سبت يسبت سبتا "صفة فعلية" ضابطها عند أهل التمرير من أهل الكتاب أنها مقيدة بالمشيئة، وشبت ضد الحركة أي خلق في اليوم الأول والثاني وو.. وشبت (لم يخلق) في اليوم السابع. ومن أهل الكتاب من يجمع بين التمرير والتأويل .. هنا المثال https://gotquestions.org/God-rest-seventh-day.html
الذي يذكر أن الشبت هنا ليس لأن الرب تعب، وحتى لو ثبت هذا المعنى عنده فسيقول لك الرب مطلق القدرة فتعبه ليس كتعب الإنسان، وهي مدرسة معروفة في هذا الإتجاه، وكذلك يقال في الإستهزاء، والمكر، والخداع وغيرها.
 
شكراً أخي شايب
وتصديقاً لما تفضلتم به في الاختلاف الوارد بين الكتابيِّين حول السبت، فقد اضطرب مؤلفو دائرة المعارف الكتابية، وأنقل ما جاء موسوعتهم تحت عنوان: " سبت " بالكامل لتشاهد مقدار الحيرة لديهم في هذا الموضوع!
[TABLE="width: 100%"]
[TR]
[TD]سبت
[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="align: left"][/TD]
[/TR]
[TR]
[TD="align: right"]أولا – منشأ السبت:
( أ ) نظريات مختلفة :
(1) النظرية الفلكية : فيرى الكثيرون أن منشأ السبت ارتبط أساساً بمنشأ الأسبوع، وكان المعتقد فى القرن التاسع عشر، أن استخدام الأسبوع المكون من سبعة أيام، نشأ أصلاً عن توقير القدماء للكواكب السبعة . وكانت هذه الكواكب عند الفلكيين البابليين هى : الشمس والقمر والمريخ وعطارد والمشترى والزهرة وزحل، وأطلقوا على الأيام السبعة أسماء هذه الكواكب بالترتيب ( وهو ما تعكسه أسماء أيام الأسبوع فى اللغات اللاتينية )، ولكن ليس ثمة دليل على أن هذه الأسماء قد استخدمت قبل بداية العصر المسيحي . كما أننا لا نعلم – على وجه اليقين- أن معرفتهم بهذه الكواكب السبعة قد أدت بهم إلى جعل " الأسبوع" سبعة أيام ، ولذلك فقد انهارت هذه النظرية قبل انقضاء القرن التاسع عشر.
(2) نظرية المصدر البابلي الشامل : وكانت هذه النظرية هي أكثر النظريات انتشاراً فى ختام القرن التاسع عشر وبخاصة بين النقاد المتحررين ، وهي تقول إن السبت العبري قد أُخذ عن البابليين ، فقد اكتشف – فى ذلك القرن – عدد كبير من الألواح البابلية المكتوبة بالخط المسماري. وفى العديد من هذه الألواح جاءت كلمة " شبتوم". وكانت هذه الكلمة تستخدم للدلالة على اليوم الخامس عشر من الشهر أي وقت " البدر " من الشهر القمري الذى كان مستخدماً فى بابل، ويوصف فى أحد هذه الألواح بأنه " يوم تسكين القلب " أو يوم " تهدئة الإله" .
وتدل بعض الألواح البابلية الأخرى على أن أيام السابع والرابع عشر والحادي والعشرين والثامن والعشرين، من بعض الشهور، كانت تعتبر أيام شؤم أو شر ، فكان يمتنع فيها على الملك أن يأكل اللحم المشوي على الفحم أو أي طعام مسته النار، كما كان يمتنع عليه ركوب مركبته أو تغيير ثيابه، أو مناقشة شؤون الدولة . كما كان يمتنع على الكهنة أن يستشيروا الآلهة، وعلى الأطباء أن يعالجوا المرضى. وجاء فى مجموعة من الألواح الفخارية البابلية الأخرى وجوب تقديم ذبائح خاصة للآلهة فى الأيام المذكورة .
وبينما توجد وجوه شبه بعيد بين النواهي الخاصة بالطعام وبالسفر والتى كانت تُفرض على الملك البابلي فى الأيام المذكورة ، وبعض الشرائع الكتابية المتعلقة بيوم السبت، فإن الاختلافات بين تلك الأيام البابلية والسبت الهيوي تفوق بكثير جداً أوجه الشبه. فكانت الأيام تُحسب اعتباراً من أول الشهر ، أما السبت اليهودي فكان يحفظ فى اليوم السابع من الأسبوع مهما كان موقعهة من الشهر . كما أن النواهي البابلية أُختصت بفئات معينة من الناس، بينما كان السبت اليهودي يوم راحة لكل الشعب. كما لم يكن البابليون يكفون عن العمل فى الأيام المذكورة ، بل كانوا يعتبرونها أفضل الأيام للعمل، بينما لم يكن مسموحاً بأي نوع من العمل فى أيام السبت اليهودي. علاوة على ذلك فإن كلمة " شبتوم " لم تكن تطلق على كل هذه الأيام، بل كانت تقتصر دلالتها على اليوم الخامس عشر من الشهر .
كما كانوا يبنون نظرية المنشأ البابلي ليوم " السبت " ليس فقط على وجوه الشبه المزعومة بين أيام " الشؤم " البابلية وبين يوم السبت ، بل أيضاً على وجوه الشبه بين ما جاء بالألواح البابلية عن الخليقة وقصة الخليقة فى الكتاب المقدس. ويقول " ألكسندر هيدل" ( Heidel) إنه رغم وجود الشبه بين الرواية البابلية والإصحاحين الأولين من سفر التكوين، إلا أنها تختلف اختلافاً جوهرياً عن القصة الكتابية عن الخليقة، ويخلص إلى أنه لا دليل إطلاقاً على استعارة أي شئ منها فى القصة الكتابية. ويقول " والتر ماير " ( Maier) بأكثر حزم ويقين : " إذا كانت ثمة علاقة بين الملحمة البابلية والإصحاح الأول من سفر التكوين ، فلابد أن القصيدة المسمارية ما هي إلا صورة باهتة مشوهة وغامضة وأسطورية، تردد صدى الحق المعلن فى الكتاب المقدس".
(3) نظرية العيد القمري: وهي نظرية أخرى لها صلة بنظرية المصدر البابلي الشامل، وهي أن السبت اليهودي هو بقايا عيد قمري قديم، قد يكون مأخوذاً عن بابل، أو غير مأخوذ عنها، إذ يرون أن لها ما يؤيدها فى الكتاب المقدس، فكثيراً ما يجمع الكتاب المقدس بين السبت ورأس الشهر، فى كل مرة يذكر فيها رأس الشهر ( 2مل 24: 23، إش 1: 13، عاموس 8: 5). ويرون أيضاً أن ما جاء فى سفر اللاويين ( 23: 11و15) يدعم هذه النظرية، فقد أمر الرب أن يحسبوا لخدمة الترديد من " غد السبت " ، وهو بناء على التقليد اليهودي ، " غد" أول يوم من أيام الفصح الذي كان يوافق دائماً يوم " البدر " . وإذا صح هذا التقليد، لكان المقصود هنا ليس يوم السبت الأسبوعي، بل هو يوم " البدر " أي يوم اكتمال القمر.
وكانت أوجه القمر الأربعة تتوالى كل سبعة أيام تقريباً. والمعتقد أنه فى هذه الأيام الأربعة كانت تقدم الذبائح لإله القمر، كما أنها أصبحت فيما بعد أياماً للراحة من العمل. وهناك بعض الاعتبارات التى يؤيدون بها وجود نوع من التشابه بين حفظ أيام أوجه القمر، وحفظ يوم السبت الأسبوعي:
(1) كان التقويم قديماً يتبع حركة القمر.
(2) كان اليهود يحتفلون برأس الشهر بالصوم وتقديم الذبائح، والأرجح أيضاً بالامتناع عن العمل ( 1صم 20: 18-34، 2مل 4: 23).
(3) كانت عند اليهود أيام سبوت معينة تتوافق مع يوم اكتمال القمر، وهى أعياد الفصح وعيد المظال وعيد الفوريم ( أستير 9 : 21 ).
(4) إن كلمة " شبتوم" التى كان يستخدمها البابليون للدلالة على اليوم الخامس عشر من الشهر القمري ، أي يوم اكتمال القمر ، تقابل لغوياً كلمة " سبت" العبرية .
ولكن السبت اليهودي لم يكن يرتبط بأوجه القمر، بل كان يحل دورياً كل سبعة أيام، بغض النظر عن موقعه من الشهر القمري أو السنة الشمسية. ويتساءل " ملجرام"
( Millgram ) : كيف يمكن أن يتحول احتفال الساميين برأس الشهر ويوم اكتمال القمر ، أو الاحتفال بأوجه القمر الأربعة كأيام شر أو شؤم، إلى يوم السبت الأسبوعي الذى يتميز بالمسحة الإنسانية ؟

إن النتيجة الوحيدة التى يمكن الوصول إليها ، هي أن الأسبوع اليهودي المكون من سبعة أيام، بما فيه من يوم للراحة الإنسانية، هو أمر تنفرد به الديانة اليهودية ، وهو من أثمن ما قدمته الديانة اليهودية للحضارة البشرية.
ب- التعليم الكتابي :
(1) تقديس اليوم السابع منذ الخليقة: فالكتاب المقدس يؤكد أن الله نفسه هو الذى قدس يوم السبت، إذ يصف الإصحاحان الأولان من سفر التكوين عمل الله فى الخليقة على مدى ستة أيام، واستراح فى اليوم السابع، " وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذى عمل الله خالقا" ( تك 2: 2و3). وإن كانت لا تذكر هنا لفظة " سبت"، لكن ذُكر الفعل الذى اشتقت منه، وهو " استراح" ، فكلمة " سبت" تعني " راحة " .
وما جاء عن " السبت" بعد ذلك يعزز ذلك. فالوصية الرابعة من الوصايا العشر كما جاءت فى سفر الخروج تقول: " اذكر يوم السبت لتقدسه.. لأن فى ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها. واستراح فى اليوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه" ( خر 20: 8-11). وما قاله الرب يسوع من أن " السبت إنما جُعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت" ( مرقس 2: 27)، إنما يعودان بتقديس " السبت " إلى ما قبل شريعة موسى، إلى قصد الله الأصلي، وأن السبت نشأ بنشأة الإنسان.
وهكذا يتضح أن الأصل الإلهي للتعليم الخاص بيوم " السبت " نشأ من بداية تاريخ البشرية ، فمنذ ذلك التاريخ المبكر ، لم يكتف الله بأن يقدم مثالاً لحفظ اليوم السابع ، بل باركه وقدسه، أي أفرزه لخير الإنسان وفائدته. ولا يذكر الكتاب شيئاً عن حفظ الآباء الأوائل ليوم السبت، وإن كان قد تكرر ذكر " سبعة أيام" مراراً فى قصة نوح والطوفان ( تك 7: 4و10، 8: 10و12). وورد ذكر كلمة " أسبوع " فى قصة يعقوب وراحيل ( تك 29: 27). وسواء كان الآباء قد عرفوا " السبت " وحفظوه أو لم يعرفوه، فإن الله أعلن لموسى أن حفظ السبت يرجع إلى ختام أيام الخليقة.
(2) الأمر بخصوص المن: أول مرة وردت فيها كلمة " السبت" فى الكتاب المقدس، جاءت فى التعليمات المتعلقة بجمع " المن" ( خر 16: 23)، عندما كان بنو إسرائيل فى برية " سين ". فبناء على أمر الرب، قال موسى للشعب أن يجمعوا فى اليوم السادس ضعف ما كانوا يلتقطون كل يوم ( خر 16: 5). وعندما أخبر رؤساء الجماعة موسى، أنهم نفذوا أمر الرب ، قال لهم: هذا ما قال الرب: " غداً عطلة سبت مقدس للرب " ( خر 16: 22و23). وفى الغد أمر موسى الشعب أن يأكلوا ما احتفظوا به من الأمس " لأن للرب اليوم سبتاً. اليوم لا تجدونه فى الحقل. ستة أيام تلتقطونه ، وأما اليوم السابع ففيه سبت. لا يوجد فيه" ( خر 16: 25و26). ورغم هذا الأمر الصريح ، خرج بعض الشعب فى اليوم السابع ليلتقطوا فلم يجدوا ، وهنا قال الرب لموسى: " إلى متى تأبون أن تحفظوا وصاياي وشرائعي ؟ انظروا : إن الرب أعطاكم السبت، لذلك هو يعطيكم فى اليوم السادس خبز يومين. اجلسوا كل واحد في مكانه. لا يخرج أحد من مكانه في اليوم السابع. فاستراح الشعب فى اليوم السابع" ( خر 16: 27-30).
ويدل هذا على أن يوم " السبت" كان معروفا لإسرائيل قبل إعطاء الشريعة فى سيناء، إذ أن بني إسرائيل لم يصلوا إلى سيناء إلا فى الشهر التالي ( خر 16: 1مع 19: 1). بل إن هذه الأقوال تدل على أن هذه لم تكن المرة الأولى لمعرفة بني إسرائيل بشريعة يوم السبت ، فإن أمر الرب لم يكن مفاجأة لهم، وبخاصة فى ضوء توييخه لهم على عصيانهم لوصاياه وشرائعه ، إذ أن هذا معناه أن شريعة السبت كانت معروفة لهم من قبل ، إذ يقول لهم : " إلي متى تأبون أن تحفظوا وصاياي وشرائعي " ؟ ( خر 16: 28).
(3) الوصية الرابعة من الوصايا العشر : والوصية الرابعة نفسها تدل على أنها لم تكن المرة الأولى للأمر بحفظ السبت ، إذ أنها تستهل بالقول: " اذكر يوم السبت " ( خر 20: 8) ، مما يدل على أن " السبت " كان معروفاً من قبل ولكنه نُسى أو أُهمل. وتذكر الوصية أن السبب فى تقديس يوم السبت هو أن الله " استراح فى اليوم السابع" ( خر 20: 9-11) وهكذا رجعت الوصية إلى الأصل الأول ليوم السبت.
لقد جعلت الوصية الرابعة من السبت أمراً مختصاً بشعب إسرائيل، وجزءاً هاماً من العهد الذى قطعه الله مع إسرائيل في سيناء ، فكان العهد يتكون من " الكلمات العشر" التى تكلم بها الرب نفسه من على الجبل ( تث 4: 13، 5 :2-21). وللوصية الرابعة موقع مركزي فى الوصايا العشر فهي تربط بين الوصايا المتعلقة بالواجبات نحو الله ، وتلك المتعلقة بالواجبات نحو الإنسان.
ويتصدر الوصايا العشر القول : " أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر " (خر 20: 2، تث 5: 6) وهذه الكلمات لا تنطبق بمعناها الحرفي إلا على بنى إسرائيل . كما أن التعبيرات نفسها تدل على أنها موجهة بالتحديد إلى بنى إسرائيل ، والوصية الخامسة تشتمل على وعد بطول الأيام " على الأرض التى يعطيك الرب إلهمك " (خر 20: 12، تث 5: 16 ). كما أن الوصية الرابعة – كما جاءت فى سفر التثنية – تتضمن أن السبب فى حفظ بني إسرائيل للسبت ، هو أن الله قد أخرجه من العبودية فى أرض مصر (تث 5: 15) . كما أن حفظ السبت كان علامة على ولاء بني إسرائيل للرب ( خر 31: 13، انظر أيضاً نح 9: 14). كما أنه كان يميز بني إسرائيل عن غيرهم من الأمم. وليس ثمة أدنى شك فى أن الوصية – فى أساسها وتطبيقها – كانت موجهة إلى بنى إسرائيل .
وفى نفس الوقت ، تشمل الوصية الرابعة على مبادئ يمكن تطبيقها على كل الشعوب، فهى تبين الواجب الأدبي على الإنسان من نحو عبادة خالقه، التى يلزمها أوقات وأماكن معينة مع التوقف عن أعمال الحياة العادية . كما أنها تبين حاجة الإنسان الأساسية للراحة يوماً فى الأسبوع ، فتاريخ الإنسان يثبت حاجته إلى تجديد طاقاته الجسدية والذهنية بتخصيص يوم فى الأسبوع للعبادة الروحية . والوصية المختصة بحفظ السبت كانت توفر لبني إسرائيل كل هذه الاحتياجات.
ثانياً – تاريخ السبت :
أ-السبت فى الشريعة الموسوية : إن أحكام حفظ السبت فى الشريعة الموسوية بسيطة ، فكان يجب حفظ اليوم السابع من كل أسبوع ، وكان هذا واجباً محتماً على الجميع: العبيد والإماء والبهائم وجميع أفراد البيت والنزلاء الذين داخل أبوا ب البيت اليهودي، فكان يجب على الجميع أن يكفوا عن العمل فى ذلك اليوم ( خر 20: 8-11، تث 5: 12-15).
ويتأكد الجانب الانساني للتحرر من العمل فى يوم السبت – بصورة خاصة – فى سفر التثنية، حيث يشير إلى أن حفظ السبت يرجع إلى إنقاذهم من العبودية فى أرض مصر ( تث 5: 14 و15 ) ، كما كان محظوراً حظراً تاماً جمع المن فى يوم السبت ( خر 16: 27-29)، وكذلك إشعال النار فى يوم السبت ( خر 35: 3). وكانت عقوبة تدنيس يوم السبت بعمل أي عمل فيه هي الموت ( خر 31: 14) . والرجل الذي وُجد يجمع حطباً في يوم السبت، رجم حتى الموت ( عد 15: 32-36).
ولكن لم يكن السبت يوم كسل وخمول، فكان الكهنة يقومون بخدماتهم فى خيمة الشهادة، فكان يلزم ترتيب خبز الوجوه على المائدة فى كل يوم سبت ( لا 24: 8). كما كان يجب تقديم محرقة إضافية كل سبت فضلاً عن المحرقة الدائمة وسكيبها ( عد 28: 9و10). وكان الختان يتم فى يوم السبت لو وقع فيه اليوم الثامن من مولد الطفل ( لا 12: 13، انظر أيضاً يو 7: 22). ويدخل السبت فى مواسم الرب التى فيها " ينادون محافل مقدسة " ( لا 23: 1-3)، فكان يعتبر عطلة محفلاً مقدساً ( لا 23: 3 ). ومعنى هذا أنه كان يوماً فيه تجتمع كل جماعة إسرائيل للعبادة، فكان يوم السبت يوم راحة من العمل، ويوم عبادة فى مقدس الله.
ب-السبت فى الأسفار التاريخية والنبوية فى العهد القديم :
يرد ذكر يوم السبت لأول مرة فى الأسفار التاريخية، فى تساؤل زوج المرأة الشونمية التى كانت تستضيف أليشع النبى كلما مَّر بشونم. وكانت قد طلبت من زوجها أن يرسل لها أحد الغلمان وإحدى الأتن لتذهب إلى رجل الله، " فقال لها لماذا تذهبين إليه اليوم ؟ لا رأس شهر ولا سبت " وقد جاء ذكر " السبت " عارضاً، ولكنه يدل على أن العادة كانت الكف عن العمل، وزيارة النبي فى يوم السبت.
ولابد أن زيارة النبي فى يوم السبت كانت مقصورة على عدد قليل من الناس . ولكن هناك دليلاً على أن زيارة الهيكل فى يوم السبت كانت أعم، ففي سفر أخبار الأيام عدد من الإشارات إلى القيام ببعض العبادات فى الهيكل فى يوم السبت ( 1أخ 9: 32، 23: 31، 2أخ 2: 4 ، 8 : 13 ، 23: 4، 31: 3). كما أن النبي إشعياء فى إدانته للرياء فى العبادة، يبدو أنه يشير إلى أنه كانت تعقد اجتماعات فى الهيكل فى يوم السبت ( إش 1: 13).
فإشعياء يشجب حفظ السبت شكلياً فى زمانه ( 1: 12 و13)، ويقرر أن حفظ السبت حقاً هو رجوع الإنسان عن طرقه وعن عمل مسرته ، والتلذذ بالرب ( 58: 13و14). كما رفع أنبياء آخرون أصواتهم احتجاجاً على إساءة استخدام السبت ( إرميا 17: 21و22، حز 22: 8، عاموس 8: 4و5) واعتبروا تدمير أورشليم وسبى الشعب، حدثاً - ولو جزئياً على الأقل – نتيجة لتدنيس السبت ( إرميا 17: 27، حز 20: 23و24) . وقد تنبأ هوشع بأن الرب سيبطل كل أفراح إسرائيل وأعيادهم ورؤوس شهورهم وسبوتهم وجميع مواسمهم لعدم أمانتهم ( هو 2: 11). ولكن واضح أن ذلك لن يكون إلى الأبد ( انظر إش 66: 23، حز 44: 24).
وفى قترة السبي، أصبح للسبت أهمية أكثر من سائر الأعياد الدينية ، حيث أنه لم يكن يرتبط بالهيكل فى أورشليم ، بينما كانت الأعياد الأخرى ترتبط- بشكل ما – بوجود الهيكل . وفى فترة العودة من السبي ، برزت أهيمة حفظ السبت، وبخاصة في الإصلاحات التي قام بها نحميا ، فقد أزعجه انتشار تدنيس اليوم المقدس إذ كان الناس يشتغلون فى الحقول، ويجمعون الحصاد، ويبيعون ويشترون جهاراً فى يوم السبت، فوبخ عظماء يهوذا وأمر بغلق أبواب أورشليم فى يوم السبت ( نح 13: 15- 22).
(ج) السبت فيما بين العهدين : فى السنين التى أعقبت إصلاحات عزرا ونحميا ، وضع خلفاؤهم من الكتبة مجموعة مفصلة من القواتين والأحكام لحفظ السبت، كان الهدف منها صيانة وحماية يوم السبت ، كما تحمي القشرة النواة، لضمان حفظ الناموس بكل دقة. وأدى بهم بحثهم فى كل الأحوال الواقعية والمفترضة، إلى وضع تسع وثلاثين مادة تنهي عن القيام بأي نشاط زراعي أو صناعي أو منزلي ، ما لم يكن لابد منه بحكم الظروف القاهرة.
وقد أثمرت جهود الكتبة فى خلق الاحترام اللازم ليوم السبت، فأصبح حفظ السبت متأصلا فى الضمير اليهودي، يحرص عليه كل فرد، حتى إنه في زمن المكابيين ، فضل الكثيرون أن يموتوا عن أن يدنسوا السبت، فامتنعوا عن القتال دفاعاً عن أنفسهم فى يوم السبت. ولكن متتيا قائد الثورة ضد طغيان أنطيوكس الرابع، أفتى لهم بأنه مسموح لهم بحمل السلاح فى يوم السبت للدفاع عن أنفسهم ( 1مك 2: 31-41).
وكان لفتوى متتيا أهميتها، إذ فتحت الباب أمام فتاوى كثيرة للدوران حول أحكام حفظ السبت وحرفية الناموس، وقد أدى ذلك إلى تفسيرات خيالية واسعة. فمثلا كان تفسير المعملين اليهود للأمر : " اجلسوا كل واحد فى مكانه – لا يخرج أحد من مكانه فى اليوم السابع " ( خر 16: 29). هو أن أي رحلة في يوم السبت، يجب ألا تتجاوز ألفي ذراع بعيداً عن محل إقامته. وكانوا يعتبرون المكان الذي يضع فيه الإنسان من الطعام ما يكفي وجبتين، هو محل إقامته. وعليه فكان فى إمكان المسافر أن يقطع ألفي ذراع أخري بعد ذلك المكان. وبالمثل إذا كانت بضع عائلات تعيش فى بيوت خاصة تفتح على ساحة مشتركة،وضعت - قبل السبت - طعاما فى تلك الساحة، فإن حمل الطعام من بيت لآخر لا يعتبر كسراً للناموس.
وكان من أبرز معالم تلك الفترة، نشأة المجمع، الذى أصبح المركز الديني لليهود، ليس فى الأماكن البعيدة جداً عن أورشليم فحسب ، بل وفى الأماكن المجاورة للهيكل فى أورشليم. وأصبح من المعتاد الاجتماع فى المجمع فى يوم السبت ( انظر لو 4: 16)، وأضحى السبت اليهودي يوماً للعبادة التى ارتبطت بالمجمع ارتباطاً شديداً .
(د) السبت فى العهد الجديد :
( 1) يسوع والسبت : فى بداية العهد الجديد، كان المعنى الحقيقى للسبت قد أحاط به الغموض نتيجة للكمية الضخمة من الأحكام التى وُضعت لحفظه، حتى أصبح حفظ السبت سطحياً وشكلياً . فأصبح الناس حريصين على الشكليات أكثر من الحاجات الماسة للإنسان . فكان لابد أن يحدث النزاع بين يسوع وقادة اليهود حول السبت. وكان من عادة يسوع أن يذهب إلى المجمع فى يوم السبت ( مرقس 1: 21 ، 3: 1 ، لو 4: 16 ، 13: 10). وأيد فى تعليمه صحة وسلطان ناموس العهد القديم ( مت 5: 17- 20، 15: 1- 16 ، 19: 16- 19، 22: 35- 40 ، لو 16: 17). ولكن لم يكن تأكيده على حفظ الناموس حفظاً سطحياً، بل على الإتمام الصادق لمشيئة الله التى هى أساس الناموس ( مت 5: 21- 48، 19: 3-9). وأراد يسوع أن يوضح المعنى الحقيقي للسبت، ببيان الغرض الأصلي منه، بقوله : " إن السبت إنما جُعل لأجل الإنسان ، لا الإنسان لأجل السبت" ( مر 2: 27).
وفى ست مناسبات مختلفة، حدث نزاع بين يسوع وأفكار اليهود بخصوص السبت، فدافع عن تلاميذه لقطفهم السنابل في السبت، بالإشارة إلى داود ورجاله وكيف أكلوا " خبز التقدمة الذي لم يكن أكله له ولا للذين معه بل للكهنة فقط " ( مت 12: 1-4، مرقس 2: 23- 27، لو 6: 1-4). وهكذا وضع الرب يسوع وصية السبت فى مستوى واحد مع الناموس الطقسى الذى كا ن ينهى عن أكل الخبز المقدس إلا للكهنة. وعلَّم أن حاجة الإنسان لها الأسبقية عن الالتزامات الناموسية. كما ذكَّر ناقديه: " أن الكهنة.. فى الهيكل يدنسون السبت وهم أبرياء" ( مت 12: 5). وكان يشير بذلك إلى قيام الكهنة بختان الأطفال فى يوم السبت إن وافق ذلك اليوم الثامن من مولدهم – كما سبق القول ( لا 12: 3، يو 7: 22و23). وهكذا كان للناموس الطقسي – بضرورة ختان الطفل فى اليوم الثامن – الأسبقية على شريعة السبت. وفى تلك المناسبة قال يسوع : " إن السبت إنما جُعل لأجل الإنسان ، لا الإنسان لأجل السبت " ( مرقس 2: 27)، مما يدل على أنه كان ينظر إلى السبت على أنه سد لحاجة الإنسان وخيره، وليس التزاماً ناموسياً ثقيلاً. وفى تلك المناسبة أيضاً أكد يسوع أنه " هو رب السبت أيضاً "
( مت 12: 8، مرقس 2: 28، لو 6: 5).

ولقد أعلن يسوع غضبه على أولئك اليهود الذين كانوا فى مجمع كفرناحوم وأبدوا اهتمامهم بحفظ السبت شكلياً، أكثر من اهتمامهم بإنسان محروم من استخدام يده . وشفى يد الرجل فعلاً ( مرقس 3: 1-5). وفى مناسبة أخرى اغتاظ رئيس المجمع لأن يسوع شفى امرأة كان بها روح ضعف منذ ثماني عشرة سنة ، فدافع يسوع عما فعله بالقول : " يا مرائى ألا يحل كل واحد منكم فى السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضى به ويسقيه؟ " ( لو 13: 10-17). ومرة أخرى عندما شفى يسوع إنساناً مستقيماً أمام عيون الناموسيين والفريسيين الذين كانوا يراقبونه، دافع عن عمله بسؤالهم: من منهم " يسقط حماره أو ثوره فى بئر ولا ينتشله حالاً فى يوم السبت؟ " ( لو 14: 1-6).
ويسجل إنجيل يوحنا المناسبتين الباقيتين لمخاصمة قادة اليهود ليسوع لقيامه بعمل شفاء فى السبت. وكانت المناسبة الأولى عندما شفى الرجل الذي كان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة، عند بِركة بيت حسدا. أما الثانية فكانت عندما شفى الرجل المولود أعمى . وفى المناسبة الأولى، دافع عن حقه فى شفاء الرجل بأن أباه لم يكف عن العمل قائلا لهم " أبي يعمل حتى الآن ( ما فيه خير البشرية)" ( يوحنا 5: 1-17).وفى المناسبة الثانية دان عمى الفريسيين الروحي ( يوحنا 9: 1-7و40و41).
وفى جميع هذه الحالات، أظهر يسوع أنه يضع حاجة الإنسان فوق ممارسة حفظ السبت شكلياً. ولم يفعل يسوع، ولم يقل ما يحمل على الظن بأنه أراد أن يحرم الإنسان من الامتيازات التى يتيحها له يوم الراحة. ومن ناحية أخرى، لا يمكن الزعم بأن يسوع أراد أن يجعل من السبت اليهودي أمراً دائماً أو سارياً على جميع الناس. ولا تسجل الأناجيل الأربعة أنه ذكر – ولو مرة واحدة – الوصية الرابعة. وبتأكيده المبادئ الكامنة وراء الناموس، أي روح الناموس والقصد منه، بدلا من الأحكام الشكلية والسطحية، أعد الطريق لإبطال كل نواميس العهد القديم الطقيسة وفرائضه الشكلية.
(2) الرسول بولس والسبت: كان المسيحيون الأوائل من اليهود الأمناء، فكانوا يتعبدون يومياً فى الهيكل فى أورشيلم ( أع 2: 46، 5: 42)، ويخدمون فى المجامع ( أع 9: 20 ، 13: 14 ، 14: 1 ، 17: 1و2 و10 ، 18: 4). وكانوا يحترمون ناموس موسى ( أع 21: 20). وظل المسيحيون من اليهود يحفظون السبت. وعندما دخل الأمم إلى المجتمع المسيحي، نشأت مشكلة فيما يتعلق بصلتهم بالناموس اليهودي. فكان هناك من يتمسكون بضرورة خضوعهم لطقس الختان وحفظ ناموس موسى بما فيه وصية السبت ( أع 15: 1و5، غل 2: 3-5). وكان هناك آخرون- على رأسهم بولس - يؤكدون أنه لا يلزم المتجددين من الأمم أن يتهودوا أولاً. وكان بولس يرى أنهم حيث قبلوا الروح القدس بدون حفظ الناموس اليهودى ، فلا يلزمهم أن يخضعوا للطقوس اليهودية ليحيوا حياة البر ( غل 3: 2، انظر أيضاً 3: 15-27).
لقد كان الرسول بولس يعتبر الناموس نير عبودية تحرر منه المؤمن ( غل 5: 1). وفى حديثه عن الناموس، لم يفرق الرسول بولس بين الناموس الأدبي والنامس الطقسي، فكلاهما جزء من العهد العتيق الذي أُبطل فى المسيح ( 2كو 3: 14). ولاشك فى أن " السبت" كان جزءاً من الصك الذى " كان علينا فى الفرائض الذي كان ضّداً لنا، وقد رفعه ( الله ) من الوسط مسمراً إياه بالصليب " ( كو 2: 14). وقد ورد ذكر السبت مع الأعياد والأهلة " التى هي ظل الأمور العتيدة" ( كو 2: 16و17) و " حفظ أيام وشهور وأوقات وسنين" هو استعباد " للأركان الضعيفة الفقيرة" ( غل 4: 9و 10، وانظر أيضاً كو 2: 20). " فحفظ أيام " هو أحد خصائص الإنسان " الضعيف فى الإيمان " ( رو 14: 1-5).
ولا يجد الرسول بولس سبباً لفرض السبت اليهودي على المسيحيين ، فقد تحرر المسيحي من عبء الناموس. وروح المسيح يمنحه القوة لإتمام مشيئة الله بدون حاجة إلى هذا الحفظ الخارجي لمطالب الناموس. كما يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين، إن السبت اليهودي، لم يكن سوى رمز " لراحة الله" التى هي ميراث لكل شعب الله ( عب 4: 1-10)، ولا يشير على قرائه بحفظ السبت، بل بالحري يحثهم بالقول: " فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة " ( عب 4: 11).
(هـ) السبت فيما بعد عصر العهد الجديد : يُجمع آباء الكنيسة الأوائل من القرنين الثاني والثالث على أن المسيحيين غير مقيدين بالسبت اليهودي. ويجزم البعض منهم بأنه قد أُبطل تماماً، ويبرز البعض الآخر صفته الرمزية.
يكتب إغناطيوس تلميذ الرسول يوحنا وأسقف أنطاكية، فى رسالته إلى الكنيسة فى مغنيسيا فى أوائل القرن الثاني : " لا يخدعكم أحد بتعاليم أو بخرافات عتيقة، لأننا إن كنا ما زلنا نعيش حسب الناموس اليهودي، فإننا بذلك نعترف بأننا لم نحصل على النعمة " . ثم يردف بالقول بأن قراءة : " قد نشأوا تحت النظام العتيق، ولكن أصبح الآن رجاء جديد ، فلم يعودوا يحفظون السبت ".
ويشرح يوستنيوس الشهيد – من أوائل المدافعين عن المسيحية – فى منتصف القرن الثاني، فى حوراه مع تريفون – لماذا لا يحفظ المسيحيون ناموس موسى، ولا يمارسون الختان، ولا يحفظون السبت.ويؤكد :
(1) أن حفظ السبت الحقيقي فى العهد الجديد هو حفظ سبت دائم من الابتعاد عن الخطية.
(2) أن الأبرار القدماء ، آدم وهابيل وأخنوخ ونوح وأمثالهم أرضوا الله بدون أن يحفظوا السبت.
(3) أن الله فرض السبت على الإسرائيليين بسبب شرهم وصلابة قلوبهم.
كما أن إيريناوس – أسقف ليون، فى النصف الأخير من القرن الثاني – كان يرى أن السبت مجرد رمز لملكوت الله فى المستقبل " الذي فيه سيجلس الإنسان، الذي ثابر على خدمة الله، على مائدة الله" . ويذكر إبراهيم مثالاً للشخص الذى آمن بالله " بدون ختان وبدون حفظ السبت" . ويكتب أكليمندس السكندرى ، فى ختام القرن الثانى : " إن السبت بالامتناع عدم الشر ، يبدو أنه يدل على ضبط النفس ".
ويقول ترتليانوس ، فى بداية القرن الثالث: " لا علاقة لنا بالسبت أو بالأعياد اليهودية الأخرى، وبالأحرى مع الأعياد الوثنية " .ويقول فى موضع آخر إن الذين يناضلون من أجل استمرار الالتزام بحفظ السبت، عليهم إثبات أن آدم وهابيل وأخنوخ ونوح وملكي صادق أيضاً قد حفظوا هذه الأشياء. ويردف ذلك بالقول إن السبت كان رمزاً للراحة من الخطية، وللراحة النهائية فى الله . وكان الغرض منه ومن كل طقوس الناموس أن تستمر إلى أن يأتي المشرِّع الجديد الذى سيأتي بالحقائق التى تشير إليها هذه الظلال.
ومازال اليهود غير المسيحيين يحفظون السبت إلى الآن . وفى العصور الأولى حفظ بعض المسيحيين اليهود اليوم السابع مع الاجتماع للعبادة فى اليوم الأول من الأسبوع، ولكن تأثيرهم على المسيحية سرعان ما تضاءل بعد خراب أورشليم فى 70م. إن شهادة آباء الكنيسة قبل مجمع نيقية هى أن " السبت" كان فريضة يهودية غير ملزمة للمؤمنين المسيحيين، ففي أول الأسبوع قام الرب من بين الأموات، وأظهر نفسه لتلاميذه ( يو 20: 26)، وأرسل الروح القدس فى يوم الخمسين ( أع 2: 1) وهكذا أصبح منذ البداية أعظم الأيام ، فهو " يوم الرب" ( رؤ 1: 10) الذى كان يجتمع فيه المسيحيون للعبادة ( أع 20: 7، 1كو16: 2).

* الرجاء الرجوع إلى " يوم الرب" فى مادة " رب " فى موضعها من "دائرة المعارف الكتابية" .

[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
 
نعم مولانا الدكتور الشريف لكن الذي يهم هنا هو ما أشار إليه إبن حزم في ثنايا الرد على شبهة إختلاف أيام خلق السماوات والأرض، اي الفعل شبات هكذا، لا يوم السبت وحكاياته ومنشأه وأقوال العلمانيين (النقاد المتحررين) فيه وإختلاف سننه وأشكاله وطرق حفظه بين اليهود فيما بينهم وبين اليهود والنصارى وعلاقته بالحضارة الإنسانية إلى غير ذلك مما يتعلق باعاجيب القصاص والفلكلوريات الشعبية والثقافة والتاريخ. المهم هنا الملاحظة التالية:
أما ختام ابن حزم الرد على الشبهة الثالثة ببيان عقيدتهم في استراحة ربهم بعد إتمام الخلق في ستة أيام، فصحيح من جهة تناقضه مع تنزه الرب عن صفات نقص البشر، ويُضاف إليه: تناقضه مع نصوص التوراة ذاتها، كالوارد في سفر إشعيا (40/28) بأن الرب لا يتعب: " إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يَعيا ؟ ".

منهم من يقول استراح ومنهم من يقول غير ذلك، والذي يقول الرب يستريح لا يقول ان الرب يتعب، ثم يستدلون (كما في الرابط اعلاه) بنصوص الكتاب أن الرب لا يكل ولا يعيا، ولو قرأ أحدهم في النص أن الرب يتعب لقال به بحجة العقل يخضع للكتاب لا العكس، ولهذا يُتّهمون من طرف مخالفيهم من أهل الكتاب أنهم من أهل التجسيم والتشبيه (anthropomorphism)، ونحن لا نعلم إن كان ابن النغريلة من أهل التمرير أم من أهل التفسير لكي نفهم رد إبن حزم بشكل أوضح، وهو رد لا علاقة له بشبهة اليهودي في إختلاف ايام الخلق على اية حال. فالاستراحة صفة نقص عند البشر لا عند الرب، تماما كما يشرح الشيخ ابن عثيمين حديث (ان الله لا يمل حتى تملوا) قائلا:

"جاء في الحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: (فإن الله لا يمل حتى تملوا) فمن العلماء من قال إن هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن ملل الله ليس كملل المخلوق، إذ إن ملل المخلوق نقص، لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالا.

شبث تعني استراح، أنهى، توقف عن العمل، هدأ سكن وغير ذلك من المعاني التي لها علاقة بالإستقرار.. الخ. وطبعا اهل الكتاب مختلفون في فهم شبث ولهذا الإختلاف أثر واضح على ترجمة النص، انظر الفقرة الثانية من الإصحاح الثاني في سفر التكوين ترى أن أصحاب القراءة اللفظية قد وقع اختيارهم على استراح (rested)، بينما فضل أصحاب القراءة الظاهرية أنهى (ceased) وتوقف عن العمل (stopped working)
هنا رابط مقارنة الترجمات الانجليزية
Genesis 2:2 - By the seventh day God had finished the work he had been doing; so on the seventh day he rested from all his work.



-----
سفر التكوين 2
1 فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا.
2 وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.
3 وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.


anthropomorphism = وصف الوجود اللاهوتي والكائنات الغيبية كالملائكة والعفاريت بصفات ذاتية (لا معنوية) بشرية.
 
نعم صحيح يا عزيزي
فقد انتشرت العلمانية بين أوساط يهود
وظهرت التأويلات المختلفة للتهرب من التزامات دينهم غير القابل للتطبيق في كثير من تعاليمه
لدرجة أنه لم يعد يلتزم بطقوس السبت
سوى (5%) من يهود أمريكا
كما ذكر المسيري في موسوعة اليهود واليهودية
 
"لقد وقفت عندها أسأل ما علاقة الشبهة في الإختلاف بصفة فعلية يختلف أهل الكتاب في إثباتها وتأويلها، حين أن هناك في كتبهم إختلافات تصل لدرجة التناقض من مثل ما جاء به اليهودي. والقول أن رده هنا صحيح من جهة التنزيه فغير صحيح إلا عند إبن حزم وأمثاله، وعقيدته في هذه الأمور معروفة، لكن سبت يسبت سبتا "صفة فعلية" ضابطها عند أهل التمرير من أهل الكتاب أنها مقيدة بالمشيئة، وشبت ضد الحركة أي خلق في اليوم الأول والثاني وو.. وشبت (لم يخلق) في اليوم السابع. ومن أهل الكتاب من يجمع بين التمرير والتأويل .. هنا المثال
الذي يذكر أن الشبت هنا ليس لأن الرب تعب، وحتى لو ثبت هذا المعنى عنده فسيقول لك الرب مطلق القدرة فتعبه ليس كتعب الإنسان، وهي مدرسة معروفة في هذا الإتجاه، وكذلك يقال في الإستهزاء، والمكر، والخداع وغيرها
."

أرجو أن يكون فهمي خاطئاً ، لكن هل الزميل يبرر ليهود قولتهم الشنيعة أن الله (استراح) ؟

صحيح...! لا بد أن " كاتب القرآن " لم يفهم اللغة "العرفانية" ليهود فبدأ يشنع ويصحح لهم مالم يقولوه أصلاً.
ما الذي يجعل "كاتب القرآن " يؤكد مراراً وتكراً أن الله لم يمسه لغوب بعد خلق السموات والأرض؟ يالها من مضيعة للوقت.
ألم يفهم "كاتب القرآن " أن لغة يهود "العرفانية" هي فوق إدراكنا بسبب تخلفنا الروحي ؟
هي تماماً كقول "الأكبر" أن الله يعبده ! لغة روحية منسجمة ومتناغمة لا يفهمها إلا "المصطفين الأخيار ".
وطبعاً جميع من درس الكتاب المقدس من اليهود والنصارى لقرون عدة ومن ترجم تلك الكلمة الشنيعة إلى Rested
كانوا مخطئين ! والسبب "تخلفهم الروحي" عن اللغة "العرفانية ".
وحتى لو ثبتت بذلك المعنى فهي أصلاً "
مدرسة معروفة في هذا الإتجاه، وكذلك يقال في الإستهزاء، والمكر، والخداع وغيرها"
و "الاستراحة صفة نقص عند البشر لا عند الرب، تماما كما يشرح الشيخ ابن عثيمين حديث (ان الله لا يمل حتى تملوا)
"
ونحن نعرف أنه في سفر الخروج ١٧/٣١ ذكروا بعد الإستراحة أنه الله R
efreshed !
طبعاً لا يجب أن نعظم من أمر هذه الكلمة أيضاً فهي "مدرسة معروفة "!
=================

أريد أن أتكلم بلغة " عرفانية" مع المهووسين "بالأكابر " وسأقول لهم :
أنتم دجالون ، مخادعون ، كاذبون ، تلبسون الحق بالباطل .
وأرجو أن لا يتبرم أحد منهم من هذه الألفاظ ! فهي "لغة عرفانية روحية " متى ما أدركتها عقولهم المحدودة سيفهمون أن
ليس فيها ما يستنكر !
هل سيقبلون بهذا التبرير ؟

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن .





 
من عادة القرآن الكريم أن يناقش المقولة (موضوع المناظرة) بغض النظر عن قائلها، ومن إعجاز القرآن الكريم أنه في جدله يُعبَّر بألفاظ بعيدة عن (شغب) من يريد التشغيب أثناء المناظرة.
تأمل أخي المكرم التعبير بـ(لغوب)
" وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ".
فلم يعبّر بلفظ الراحة والاستراحة، رغم أن القرآن الكريم يعرف هذا اللفظ ويستخدمه، كما في قوله تعالى في سورة النحل: " وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) ".
إن من يتدبر الفرق بين اللغوب والراحة عندما يتتبع الكتب التي تعنى بدقائق الاشتقاق وأسرار الفروق اللغوية، يتأكد له بأن تركيب (وما مسنا من لغوب) خرج من تشغيبات المتكلمين والمتأولين، لنتأمل ما سطره علماء اللاهوت النصارى حول الاستراحة وتخبطهم في ذلك:
جاء في التفسير التطبيقي للكتاب المقدس: " بيّن الله لنا أن الراحة مفيدة وليست خطأ، إن كان الله نفسه قد استراح من عمله فلا عجب أن نكون نحن أيضأ في حاجة إلى الراحة ".
بينما شطح (يعقوب ملطي) في تأويله عند تفسيره للعهد القديم فقال: " وصية "حفظ السبت" والتي تعني في العبرية "الراحة" إنما هي رمز للثبوت في السيد المسيح بكونه راحة الآب، فيه يجد لذته من جهتنا، وراحتنا نحن إذ فيه ندخل إلي حضن الآب. وكأن السيد المسيح نفسه هو سبتنا الحقيقي ".
وطار (تادرس) في تأويلاته بعيدا فقال في تفسيره: " ومعنى أن الله يستريح في اليوم السابع أي هو يفرح ويسر بالإنسان موضع حبه وحينما سقط الإنسان وفسدت طبيعته جدده الله روحيًا وفتح له باب السماء، في خلال اليوم السابع (الذي بدأ بعد خلقة آدم وينتهي بمجئ المسيح الثاني)، ففي خلال اليوم السابع كان الفداء الذي به أنهي الله أعماله كلها للإنسان واستراح الله لأنه قدم للإنسان طريق السماء. وراحة الإنسان الحقيقية أنه يكتشف أنه ليس ترابًا فقط فيكون كل إهتمامه للعالم، بل هو خليقة روحية لا يستريح سوي في الله ومع الله، بل هو يقضي فترة خاطفة علي الأرض ويكمل بعد ذلك حياته الأبدية في السماء في حضن الله. وحتي يطبع الله هذه المفاهيم في الإنسان نري الله يطلب من الإنسان أن لا يعمل يوم السبت بل يخصصه لله وللعبادة. فالإنسان كجسد لابد ان يعمل وهذا هو ما طلبه الله من آدم " لكن الإنسان كروح لن يرتاح وتكون له راحة إلا في الله.
فاستراح في العبرية لا تعني الكف عن العمل بل الراحة والإستقرار والرضي لأن الله لا يكل ولا يعيا...
وصارت راحة الله في إتحادنا بالمسيح القائم، وراحة الإنسان في المسيح القائم، لذلك إستبدلت الكنيسة يوم السبت بيوم الأحد يوم القيامة ".

وإن قال قائل: لا تعنينا تأويلات النصارى واضحة التكلف، فما موقف اليهود الذين رد عليهم ابن حزم أثناء رده على ابن النغريلة،
فليتأمل التعليلات الثلاثة لسبب التعطيل يوم السبت بحسب ما قاله المسيري في موسوعته:
" السبت (Sabbath)
«السبت» الترجمة العربية لكلمة «شايات» العبرية المشتقة من كلمة «شبتو» البابلية التي كان يستخدمها البابليون للإشارة إلى أيام الصوم والدعاء، وإلى مهرجان القمر المكتمل (البدر) .
والسبت هو العيد الأسبوعي أو يوم الراحة عند اليهود، ويُحرَّم فيه العمل. وبحسب ما يقوله الحاخامات:
- فإن الإله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع. ولذلك، فإنه بارك هذا اليوم وقدَّسه، وحرَّم فيه القيام بأي نشاط. وقد جاء أكثر من نص صريح في التوراة يفيد هذا المعنى.
- ويرى آخرون أن تحريم العمل يوم السبت يعود إلى أن الإنسان ند للإله وشريك في عملية الخلق، فالإله عمل ثم استراح، والإنسان يعمل بدوره في الخلق ثم عليه أن يستريح، وهذا تعبير عن الطبقة الحلولية في التركيب الجيولوجي اليهودي.
- ويرى فريق ثالث أن تقديس السبت إحياء لذكرى خروج اليهود من مصر وتخليصهم من العبودية. وتؤكد أسفار موسى الخمسة، في غير موضع، ضرورة الحفاظ على شعائر السبت كعهد دائم بين الإله وجماعة يسرائيل. وبذا يصبح السبت إحدى علامات الاصطفاء، وإقامة هذه الشعائر يُعجِّل بقدوم الماشيَّح ".
وجاء في المجلد الأول من كتاب التلمود البابلي:
في هذا اليوم لا بد لليهودى من أن يستريح من أعماله ، وأن يتخلص من الحيأة الدنيوية وينشغل فى الأمور التي ترفع من الروح المعنوية للإنسان . وقد سمى السبت بهذا الاسم وفقاً للتوراة إشارة للعالم لأنه فى ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيهأ، واستراح فى اليوم السابع، لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه.
وقد خصص المجلد الثالث للحديث عن السبت وما يتعلق به في اليهودية، وفي كتب متون التلمود وشروحها تفاصيل أكثر.
 
فقد انتشرت العلمانية بين أوساط يهود
هي اليهودية ديانة علمانية (أرضوية دنيانية دونية) بينما المسيحية ديانة رهبانية؛ فالصحيح أن نقول أن الدينية هي التي انتشرت بين اوساط يهود، لا العكس. انظر كتاب الاسلام بين الشرق والغرب لعلي عزت الذي قدم له عبدالوهاب المسيري (ر) حيث يقدم على عزت (ر) الاسلام على انه طريق ثالث: لا شرقي لا غربي، لا رأسمالي لا شيوعي، لا يهودي لا مسيحي، لا علماني ولا ديني هو.

بالنسبة لكبار اليهود الذين أخذوا عن الثقافة الاسلامية ما أخذوا لتصفية وعرفنة يهوديتهم فقد كُفّروا من طرف اليهود، ونذكر هنا على سبيل المثال رأس الطائفة السبتية شبتاي تسفي، وباروخ اسبينوزا، ويهود تركيا قديما، ويهود شرق أوروبا الذين اندمجوا في التصوف الإسلامي بالنكهة الرهبانية الأوروشرقية. والذي يُطبّق من طقوس السبت عند اليهود على قسمين: قسم ينظر إلى تلك الطقوس على أنها متصلة بما هو أرضي دنيوي وهو المشار إليه في المقال أعلاه (من أعظم ما قدمت اليهودية للحضارة البشرية: مفهوم العطلة) أي تُطبّق من منظور علماني فيما يتعلق بالإجتماع وتحقيق الوحدة الإجتماعية إلى غير ذلك، وقسم تأثر فعلا بالثقافة الإسلامية في أكثر من منطقة من العالم الإسلامي خاصة في آسيا الصغرى والأندلس، ولهذا السبب لي تعليق على الكلام التالي إذ الشيء بالشيء يذكر:

كان للحرية الفكرية ولضعف الغيرة الدينية عند الحكام في زمن ابن حزم دور كبير في جرأة علماء اليهود على تأليف كتب يتهكمون بها على عقائد المسلمين.

لم نقد الإسلام؟ يجب أن لا ننسى تأثير الإسلام على كثير من اليهود وقتذاك، فمنهم من أسلم، ومنهم من قام بأسلمة يهوديته وذلك بعنصر أو أكثر من العناصر الثقافية الإسلامية. أما قبل ذلك فلم تتأثر فيهم المسيحية قيد أنملة، ولم تحرك فيهم شعرة، بل تأثرت المسيحية باليهودية حيث أخذت المسيحية من اليهودية البعد الدنيوي في التدين. هذا وقد تطور و نهض الوعي الديني اليهودي عند اليهود بسبب الوجود الإسلامي والإصطدام بهذا الوجود فنشأت عندهم الحركة التفسيرية، والفكر اليهودي، والكلام، والتصوف، والعرفان، والتفسير الاشاري الذي لا يهتم مثلا بفهم الايام السبعة التي خلقت فيها السماوات والارض بقدر ما يهتم بهذا الرقم وتأكيده للإتساق الجمالي في الكون وفي خلق الإنسان، والفلسفة الدينية، وغيرها من الأمور..

فنقد الإسلام في الحقيقة كان من باب حفظ هوية اليهود في المجتمعات الإسلامية، أكثر مما هو تهكم على هوية المسلمين.
 
أرجو أن يكون فهمي خاطئاً ، لكن هل الزميل يبرر ليهود قولتهم الشنيعة أن الله (استراح) ؟

من الناحية الاسلامية لا يمكن الرد على أهل الكتاب في قولهم بإستراحة الرب قبل تحديد الموقع فالموقع الذي يتقوقع فيه الناقد هو الذي يحدد مصداقية ومعقولية ومنطق نقد اليهود في وصفهم للرب بالإستراحة، وهذا يعلمه كل من تحاور مع أهل الكتاب في مثل هذه المواضيع. هذا بعد معرفة الفرق بين المدارس الكتابية في فهم مثل هذه النصوص، ولا نحكم على كل اليهود أنهم يقولون بالبنوة بسبب أن بعضهم يؤمن أن عزير ابن الله! أما إبن حزم فهو من أصحاب القراءة التفسيرية لا القراءة اللفظية أي لا يقف عند فقرة نصية (آية مثلا) يقسمها إلى أجزاء فيأخذ هذه لفظة في الإعتقاد يفهم منها كذا، وهذه في الفقه يفهم منها كذا، وتلك في الإسلام نفهم منها هذا وذاك.. إلخ، بل كان ينظر إلى التأويل نظرة تشكيك ورفض، فهو من أصحاب القراءة الظاهرية. رده على بعض اليهود في مسألة إستراحة الرب في اليوم السابع، رد منطقي، منسجم مع فكره، ومتسق معه، خاصة الكتابي الذي يقول بالإستراحة عن تعب، وحتى الكتابي الذي يقول راحة لا الكراحة، وليس الكتابي الذي يلتزم بنفس طريقة ابن حزم في فهم النصوص اي القراءة الظاهرية فينظر الى المعنى الكلي للنص فيستفيد ان الراحة الانتهاء من الخلق او الكف عن الخلق ..

عليه، المسلم المجادل لأهل الكتاب سيرد على الكتابي من أهل التمرير والتجسيم (لا أهل التفسير والتنزيه العقلي منهم لأن لهم تفسيرات للإستراحة) في هذه الجزئية حسب مذهبه أو مدرسته، أي حسب إنتماءه العقدي، فإما يسكت بذريعة لا نفي ولا إثبات للإستراحة في القرآن والسنة، وإما يرد بحجة السنة تنفي الاستراحة (انظر حديث ابن عباس 4050 في المستدرك على الصحيحين)، وإما ينفي الاستراحة بحجة العقل يوجب النقيصة في الاستراحة، وهذا الأخير هو مذهب إبن الحزم، ويبقى السؤال طبعا إلى أي مذهب كان ينتمي إبن النغريلة.

وبالمثال إن شاء الله يتضح المقال

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فأما تفسير استواء الله تعالى على عرشه باستقراره عليه فهو مشهور عن السلف، نقله ابن القيم في النونية وغيره، وأما الجلوس والقعود فقد ذكره بعضهم، لكن في نفسي منه شيء.

نعم، في نفسه هو منه شيء، لكن هناك إتجاه آخر يرى ان معنى الاستواء هو القعود والجلوس، ثم استقر معناه ثبت و سكن أي من الهدوء. ثم اتجاه آخر طريقة تفكيره أنه لم يرد في الشرع إثبات ولا نفي للقعود..


ونحن نعرف أنه في سفر الخروج ١٧/٣١ ذكروا بعد الإستراحة أنه الله R
efreshed !
طبعاً لا يجب أن نعظم من أمر هذه الكلمة أيضاً فهي "مدرسة معروفة "!
وهذه كذلك مثل الإستراحة تماما بتمام، يختلفون حسب نوع القراءة المُقدّمة للنص، ولهذا الإختلاف أثر جلي على الترجمة.

.. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ.

منهم من يمررها كما هي بحجة أن الكتاب المقدس قد أزال الإشكال عندما حدد الطبيعة الإلهية في أكثر من موضع أنها مطلقة القدرة، وبالتالي كل ما يوصف به المطلق فهو مطلق، فالاستراحة مطلقة لا نسبية كاستراحتنا، وصارع يعقوب لا كما يصارع بعضنا بعضا، وسكن في بيت اورشليم لا كما نسكن نحن في البيوت، ويتنفس لا كما تنفس .. الخ.

ومنهم من يقول وفي اليوم السابع أنهى عمله واستراح (he stopped working and rested). أي "استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا"، ولم يكن كف عن كل الافعال مثل الرعاية والتدبير والعناية.

ومنهم من يقول وفي اليوم السابع استراح ثم ابتهج او فرح او رضي بما فعل (he took his rest and had pleasure in it).

وتفسيرات أخرى كل حسب توجهه.


أريد أن أتكلم بلغة " عرفانية" مع المهووسين "بالأكابر " وسأقول لهم :
أنتم دجالون ، مخادعون ، كاذبون ، تلبسون الحق بالباطل .
وأرجو أن لا يتبرم أحد منهم من هذه الألفاظ ! فهي "لغة عرفانية روحية " متى ما أدركتها عقولهم المحدودة سيفهمون أن
ليس فيها ما يستنكر !
هل سيقبلون بهذا التبرير ؟
طهور إن شاء الله، لكن الظاهر أنك لا تفهم ما العرفان فتظنه كلاما يقال ليُفهم، أو عقيدة تسطر لتُعتَقد، أو نص يُكتب ليُفسّر، وليس الأمر كذلك، بل العرفان "تجربة روحية" لا تلزم إلا صاحبها، ولا سبيل لصاحب التجربة هذه في التعبير عنها إلا الإشارة، ولا يُخاطب بالإشارة إلا أهل العرفان ممن يهتمون بهذا المسلك لأن الإشارة تحمل على الذوق والوجدان لا الإصطلاح اللغوي والمعرفي. أما في الجانب الأخلاقي فأصحاب هذه الطريقة يبحثون عن المقصد من الفقرة النصية التي جاءت فيها (الاستراحة) ولا يعيرون اللفظ في حد ذاته اي اهتمام، ويقول أحد الآباء الرهبان بدير مارمينا العامر (القول أن الله "استراح" قول مستعار من لغة البشر، يقصد به أنه كفَّ عن إبداع مخلوقات جديدة، وهذا ما هو مذكور في (سفر التكوين 3/2) "استراح من جميع عمله الذي عمل خالقًا" ومعنى استراح أن الله أراد أن يعطينا تعليمًا، وهو أن تفرز يومًا من الأسبوع لعمل الروحيات، ومن المسلَّم به أن الله روح وليس له جسد، لذا فمن البديهي أنه لا يتعب وبالتالي لا يحتاج إلى راحة).
 
قلت عن ابن حزم :
" فهو من أصحاب القراءة التفسيرية لا القراءة اللفظية" ، "هو من أصحاب القراءة الظاهرية" ؟!
على أي حال
هذا ابن حزم الظاهري الذي لا يفهم اللغة "العرفانية " ليهود !
فما بال " كاتب القرآن " ؟ ما الذي جعله يشنع على يهود ؟

ضربك لمثال الاستواء يفيد أن أهل "العرفان " لديهم الكثير من القواسم المشتركة أكثر مما كنا نتوقع. لعل هذا ما جعل "
يهود شرق أوروبا" يندمجون !

ثم لم لا نسحب هذه الأمثلة في التبرير مع قول النصارى في عقيدة التثليث. فهم إلى يومنا يصرون على عبادة إله واحد !
فما بال "كاتب القرآن " يستنكر عليهم عبادة ثلاثة آلهة ؟
القرآن "لم يفهم" اللغة الروحية والذوقية لدى النصارى وأنهم ما انفكوا عن تنزيه الرب من الشريك .
وأنت بالتأكيد تعرف أن شاعر "العرفان الأكبر" قال أنه مسلم ولكنه نصراني .

"
لكن الظاهر أنك لا تفهم ما العرفان"
أنا لم أعرف أحداً في هذه الدنيا فهم أهل الهذيان... ...عفواً أقصد "أهل العرفان "
كلامهم فوق المستوى البشري ولا يجب أن يستنكر . هذا ما يُقال لنا كلما حاولنا فهم كلامهم العميق.

"
بل العرفان تجربة روحية لا تلزم إلا صاحبها"
للأسف "كاتب القرآن " يستمر في تذكيرنا بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه الشعيرة هي التي
جعلت الأمة خير أمة أخرجت للناس !
بل ذكرنا أنه حتى إخوان " أهل العرفان " من يهود تم لعنهم على لسان داوود وعيسى ابن مريم إذ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه .
ولعل هذا ماجعل الإمام الذهبي وهو بالتأكيد ليس من "أهل العرفان " يفتق عن هذه الكلمات:
"
فوالله أن يعيش المسلم جاهلاً خلف البقر لا يعرف من العلم شيئاً سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة".
 
لنتأمل ما سطره علماء اللاهوت النصارى حول الاستراحة وتخبطهم في ذلك:
نعم، فهم الاختلاف بين الكتابيين والاطلاع على خصائص المدارس والمناهج وفهم الاختلاف بين القراءات اللفظية والتفسيرية والمجازية والتأويلية والوعظية وغيرها، شيء مهم جدا لتفادي تلك الاخطاء المتكررة في الجدالات والمحاورات والتي تنتهي الى سلسلة مفرغة بلا جدوى الا تطويل الجدال . هنا لابد ان يستفيد المسلم من المنهج القرآني عند الحوار في التفاصيل والجزئيات، فالقرآن الكريم يرد على كتابيات وشركيات لا يؤمن بها كل كتابي وكل مشرك.. اي لا تعميم مع الزام المعين بقوله وفعله.

وإن قال قائل: لا تعنينا تأويلات النصارى واضحة التكلف، فما موقف اليهود الذين رد عليهم ابن حزم أثناء رده على ابن النغريلة،
فليتأمل التعليلات الثلاثة لسبب التعطيل يوم السبت بحسب ما قاله المسيري في موسوعته
وضعت اعلاه رابط الى مقارنة الترجمات الانجليزية لكلمة سبت فقرأنا: استراح، وانهى العمل خالقا، وكف عن العمل خالقا، لكن الترجمة اليهودية بالانجليزية مختلفة عن كل تلك الترجمات اذ تستخدم كلمة "امتنع عن" abstained (انظر هنا)
And God completed on the seventh day His work that He did, and He abstained on the seventh day from all His work that He did

ويجيب الدكتور الحاخام ميخائيل صموئيل على سؤال هل احتاج الرب للاستراحة ان هناك خطأ في ترجمة السبت إلى الراحة بدل الإمتناع، ويشير الى شرح الحاخام موسى بن ناحمان لفعل سبت بمعنى "اوقف جميع عمله الخلاق". فلم امتنع عن الخلق ؟ يقول: من الواضح أنه لم يكن بسبب التعب، بل الامتناع هذا تعليم لنا، بما أننا خلقنا على صورة الرب، أن نكون ربانيين نقتدي بالرب ونأخذ قسطا من الراحة ولا نتفاعل مع المخلوقات بشكل مستمر لما في هذا الاستمرار من خطورة، خاصة في عصر التطور التكنلوجي... ثم يبدأ بسرد قصة من هنا، وحكاية من هناك.

المكتبة اليهودية الافتراضية Why Did God Need to Rest on the Seventh Day? | Jewish Virtual Library

طبعا عندما نذكر بن ناحمان وبن ميمون وابن عزرا وهؤلاء فنحن نتحدث عن ابناء البيئة الاسلامية، ومما لا شك فيه أن إبن حزم (ر) كان يناقش النص وفق قناعته في تقريبها، وكان يرد على اليهود الارثدوكس، وعلى اصحاب الفهومات اللفظية بشكل خاص، لا على كل اليهود..

السؤال كيف كان يتعامل اليهود مع تلك النصوص قبل نشوء الحركة التفسيرية اليهودية في البيئة الإسلامية؟ هذا سؤال كبير، يحتاج الى أطروحة البكالوريوس في الدراسات السامية العبرية اليهودية.

مما لاشك فيه ايضا ان بعض اليهود من المشبهة، والآية الكريمة {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} كانت ردا عليهم، ان صحت الروايات التي يذكرها اهل التفسير وما ذهبوا اليه، مثلما نقرأ في تأويلات اهل السنة للماتريدي:
وقوله تعالى: {وما مسّنا من لُغوب} أي من إعياء وتعب ونصَب. وفيه نقض قول اليهود، لعنهم الله في الاستراحة ونفي فهم المُشبّهة في قوله {ثم استوى على العرش} ...
أما نقض قول اليهود لعنهم الله فإنهم يقولون: خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استراح في يوم السبت، وهم يتركون العمل يوم السبت لهذا. فالله عز وجل أخبر أنه لم يمسسه بخلق ما ذكر إعياء ولا لُغوب على ما زعمت اليهود، لعنهم الله، فيكون ردًّا لقولهم صريحا.
 
"إعياء وتعب ونصَب. وفيه نقض قول اليهود، لعنهم الله في الاستراحة ونفي فهم المُشبّهة في قوله {ثم استوى على العرش"
نعم ،،،، نريد أن نصل إلى هذه النقطة ، هذا كل الهدف من الجوقة الطويلة في الكتابة وإن وصلت لدرجة التناقض.
بالرغم من وجود فارق اللغة ، وفارق في معنى ذات الصفة المثبتة ، وكذلك مع كبير الأسف " رسول الإسلام " أثبت الإستواء مع امتناع التشبيه ودرج أئمة الإسلام على ذلك وعلى رأسهم الإمام مالك "وأمثاله " .
لكن نحن نعرف وبحسب الحدس البقري ... عفواً "العرفاني " أنهم مشبهة و " يكذبون "

صحيح أنهم لم يصلوا لدرجة أن يدعوا أن الله يعبدهم ، لكن هذا هو حال المشبهة ويجب أن يستنكر إلى حين وصولهم لدرجة " عرفانية " ، حينها سنعرف كيف نصم أذاننا عن " شنيع قولهم " .


نجوم السماء أقرب .
 
ما قصة العرفان هنا في موضوع مدارسة رد ابن حزم على ابن النغريلة: عرض ونقد؟ لاشيء غير التشغيب، للأسف! هذا موضوع مهم يجب أن تشارك فيه بما يحقق الهدف للإستفادة من نقاط القوة والضعف في الردود، ولتجنب الأخطاء التي ارتكبت من قبل، وما زالت ترتكب إلى حد الآن. هذا مثال: الأخ أ. بسام الزوادي من موقع الرد على النصرانية (answering-christianity.com) كتب يستنكر وصف الكتاب المقدس للرب بالتنفس والاستراحة وأن القرآن صحح هذا الخطأ الجسيم في قوله تعالى {ما مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ}، فرد عليه سام شمعون من موقع الرد على الإسلام، بعد أن نقل نقد الاخ بسام كاملا، يشرح معنى التنفس بإعمال الطريقة التأويلية والمجازية، ثم يضيف أن بسام لم يثبت شيئا غير أن مؤلف القرآن جاهل بالأشكال الأدبية في الكتاب المقدس، وأنه يأخذ الأمور بحرفية مفرطة كما يبدو من افتراضه أن البنوة لا تتحقق إلا باتخاذ صاحبة، وأنه لا يفهم الاستعارت والتشبيهات والأمثال والشاعرية وو.. في الكتاب المقدس. فتصور الآن معي عامي من عوام أهل الكتاب يقرأ "رد" شمعون هذا، وسيفهم أن القرآن لا يفهم شيئا من الأسلوبية في الكتاب المقدس، والذي يلام هنا ليس شمعون هذا بحنكته ودهاءه، وإنما الأخ بسام لأنه لم يستفد من المنهج القرآني، والقرآن يتعامل مع عقائد الناس، لا مع العقائد المجردة بغض النظر عن فهومات الناس لها وتنزيلهم لها في قلوبهم وأفعالهم، فإن أنت طبقت هذا المنهج فسوف تتعامل مع فهومات هؤلاء وأولئك للسبت، لا السبت. السبت شيء مجرد وإنما المتحقق في الواقع هو هذا الفهم وذاك. أضف إلى ذلك أن رده ضعيف ووضع القرآن الكريم في المواجهة! إن كانت تلك الآية الكريمة تصحح الخطأ الجسيم، فهل يصحح سفر اشعيا "إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يَعيا" الميغا غوتي أم مغامرات كابتن ماجد؟ أما أن تأتي بهذا النص وفق فهم معين، دون الفهومات الأخرى، لتضرب به النصوص الأخرى فأنت حينها وابن النغريلة سيان، وسيأتي لك - كما هو حاصل في مثل هذه الجدالات البيزنطية - بأن الله ينسى {نسوا الله فنسيهم} فترد أنت لا هنا تعني الترك فلا تقرأ النص حرف بحرف لأن الله تعالى قال أيضا {لا يضل ربي ولا ينسى} وو.. فهذه بتلك.

نحن هنا نتحدث عن الأخ بسام، بماذا سيجادل أهل الكتاب في تلك النصوص؟ هو ليس ابن حزم، لان رد ابن حزم منطقي، لأنه منسجم ومتسق مع طريقة تفكيره، ومتوازية مع القراءة الظاهرية، إذ أنه من أهل التفسير لا أهل التأويل ولا أهل التمرير، ويحكى عنه انه كان يرفض حتى لفظة "صفة" فما بالك بالتأويل اللفظي (طريقة أهل التمرير) والمجازي (طريقة أهل التأويل) لما يقال عنه "صفة"؟ إبن حزم رحمه الله مات منذ قرون، ومع ذلك أثار حفيظة بابا الفاتيكان في العصر الحالي!!

وأخيرا، لا مكان للعرفان في هذا الموضوع! نحن هنا نتحدث عن الفهم والتفسير والشرح والتعليق، لا الذوقيات والوجدانيات. العرفاني اليهودي لا يهتم بتاتا بمعنى السبت (العقدي والشرائعي)، فهذا من مهمة من يريد الفهم والشرح والتعليق والتأويل والتفسير أي ما يتعلق بالإدراك المعرفي، ولكنه يهتم بمعايشة هذا السبت فيما يتعلق بأحوال القلب والوجدان والجمال سواء عبر بعد ذلك عن تجربته السبتية أو لا، وإن فعل فغالبا ما يعبر بالإشارات والرموز، لا بالإصطلاح لأن المصطلح يُترك للمهتم بالفهم والمعرفة. إن أردت أن تقرأ عن (السبت العرفاني) فما عليك إلا أن تدق Mystical Shabbat في جوجل وتدخل على المواقع اليهودية الناطقة بالإنجليزية لتتعرف على الطقوس العرفانية مثل الخروج إلى الميادين لتحية السبت، وكيف يعبرون عن طقوس السبت في صورة دراما موضوعية متناغمة في لم الشمل بين عروس السبت وعريسها .. وغير ذلك من الإشارات، التي لا تعني غيرهم من اليهود التقليديين والارثدوكس. ويبقى الجانب العملي للعرفان متمثلا في الأخلاق وهذا هو التصوف اليهودي الذي تأثر حقيقة بالثقافة الإسلامية، كما قلت أعلاه أن اليهودية كانت في الأصل ديانة ثم تحولت لثقافة إجتماعية علمانية، ثم تديّنت من جديد تحت تأثير الوجود الإسلامي أي إنتشر التدين في الأوساط اليهودية، وقد أشرت إلى هذا المنحى في المشاركة أعلاه، وهو عبارة عن مفارقة عجيبة حيث يأتي الدكتور الحاخام ميخائيل صموئيل بشرح الحاخام موسى بن ناحمان للراحة وهو شرح اعتمد القراءة الصوفية وهذه قراءة مقاصدية تبحث عن الموعظة والعبرة في النص، لا التفاصيل الغيبية للكلام فيها وإقحامها في العقيدة ثم تدشين المذهب العقدي بناء عليها. وبن ناحمان هذا كان يكره ابن عزرا ويعاديه، وكان لا يترك فرصة ولا مناسبة للنيل منه والهجوم عليه! إبن عزرا هذا كان يهتم بالعرفان وكانت العناصر الباطنية والرمزية تهيمن على عباراته. وأنا لم أتكلم عن إبن عزرا في عرفانياته المتعلقة بإشارة الخلق، ورموز الأيام الستة، والسبعة، والسبت .. عليه لا علاقة لا من قريب ولا من بعيد للموضوع هذا بالعرفان.
 
الذي ينطلق من منطلق القرآن والسنة في جهاد اليهود والنصارى ، سيرى أن لا شمعون وغيره أصاب في ردوده التي تنم عن حركة جاهلة ومذبذبة بل هي جديدة في نشر الشرك المتوشح بالإنجيلية والإنجيل منهم براء.
هي حركة جديدة في أمريكا وبريطانيا ولاتفقه ماقاله علماؤهم في إرثهم ، بل هاهم يتخبطون فيما بينهم الآن في فهم نصوص كتابهم .
والنصارى ما انفكوا في تأويل نصوص الكتاب المقدس لدى اليهود ليوافق دينهم الذي من صنع رأسهم .
فرد شمعون أن
" كاتب القرآن " جاهل في الذوق الأدبي لنص التوراة هو ما أفهمه (لزاماً )من ردك أنت وتحقيرك أنت لرد ابن حزم ! ولم تكتفِ بذلك، بل شبهت ردود القرآن على يهود في قولتهم الشنيعة تلك شبهتها في إثبات صفة الاستواء عند جل علماء السلف. وكفى بذلك تشغيباً إن لم يكن خبثاً إن أحببت فتح موضوع التشغيب على أية حال.

إذا كان نصارى اليوم لا يفقهون شيئاً عن البيئة التي كتب فيها كتابهم المقدس بل لا يفقهون في إرثهم وعن أول من أطلق لفظة التثليث - مثلاً - وماذا عني بها ، فنقول رد القرآن صحيح وبضاعتهم من الجهل مردودة عليهم وكفى.
وأراك حِدت عن الإجابة في موضوع أن النصارى مشركون في عقيدة التثليث التي شنع فيها القرآن ولم يجعل لتأويلهم السخيف والهزلي أي قيمة ، يلزمك أن تقول أن القرآن لم يرد على عقيدة النصارى لأنهم لا يقولون أنهم يعبدون ثلاثة آلهة، لأن النصارى لهم مفهومهم الخاص في معنى وحدانية الله.
واسحب ذلك على كل من قال كلمة شنيعة كقول القائل أن الله يعبده . فهو مبرر وغير مستنكر إذ أنه أسلوب ذوقي خاص ورفيع لا يفهمه لا " كاتب القرآن " ولا غيره .

القرآن والسنة هما الأعلى والأجل،وفهوم الناس من أهل الهذيان وأصحاب الصلبان هما الأدنى .
لن أجعل القرآن خلف ظهري لأن أهل الهذيان يكذبون.


تذكر يازميل
أن مايخفى في القلب يظهر في لحن القول وفلتات اللسان.
 
الذي ينطلق من منطلق القرآن والسنة في جهاد اليهود والنصارى ، سيرى أن لا شمعون وغيره أصاب في ردوده التي تنم عن حركة جاهلة ومذبذبة
هذا صحيح، لكن الاخ بسام لم ينطلق من منطلق القرآن، بل أقحم القرآن في الجدال من غير تثبت ولا استقراء، و بلا
ماقاله علماؤهم في إرثهم
رجوع إلى أقوال الأحبار والرهبان والقساوسة وغيرهم من شراح أهل الكتاب، ليحدد المجموعة التي يتنقدها بدل التعميم الذي أوجد تلك الفرصة السانحة لشمعون لشن هجومه على القرآن الكريم، وهو هجوم لا يضر المسلم المتعلم لأنه يعرف القصة، لكن يضر أهل الكتاب من الذين يبحثون عن الصواب والحقيقة والوصول.

فرد شمعون أن
" كاتب القرآن " جاهل في الذوق الأدبي لنص التوراة هو ما أفهمه (لزاماً )من ردك أنت وتحقيرك أنت لرد ابن حزم ! ولم تكتفِ بذلك، بل شبهت ردود القرآن على يهود في قولتهم الشنيعة تلك شبهتها في إثبات صفة الاستواء عند جل علماء السلف. وكفى بذلك تشغيباً إن لم يكن خبثاً إن أحببت فتح موضوع التشغيب على أية حال.
رد إبن حزم رحمه الله في هذه الجزئية ضعيف وجدلي للغاية وذلك لأسباب مذكورة هنا:
1) لا علاقة للسبت بشبهة إبن النغريلة في إختلاف أيام الخلق في القرآن.
2) إبن حزم يرد بشكل غير مباشر على مدرسة إسلامية معروفة في هذا الإتجاه، وإن كان هذا متسقا مع فهمه الظاهري للإستواء، ولم يصرح في الرد إلا أنه بيّن عند تفسير الإستواء أن تأويله بالإستقرار وما شابه يجعل الله في مكان دون مكان.. ومن كبار العلماء من ربط بين الإستراحة والإستواء: أنظر تأويلات أهل السنة للماتريدي، والزمخشري، والفخر الرازي.. مثلا. هذا ولأهل التمرير "ردود" على إبن حزم في هذه المسألة، أنظر ابن حزم وموقفه من الإلهيات (عرض ونقد) لأحمد بن ناصر بن محمد الحمد.
3) لم يحدد إبن حزم الفهم اليهودي أو الكتابي الذي يعنيه بعد أن أوضحنا أن الفهومات مختلفة، وأن القرآن الكريم لا يتعامل مع المجردات مثل العقائد، بل تعامل مع عقائد الناس، أي العقائد والأفعال كما هي عند الناس. والأرجح أن إبن النغريلة من أصحاب القراءة اللفظية، ويتضح هذا من طريقة إختراعه للشبهات حول القرآن في تتبع النصوص لفظيا الحرف بالحرف، بدل القراءة الظاهرية بالمنهجية التفسيرية لا التأويلية.
4) لم يذكر القرآن الكريم قالت اليهود الله استراح، ولا أنهم قالوا أن الله سبت، وحتى لو ذكر هذا في القرآن، فهذا لا يعني أن كل اليهود يقولون به مثلما هو الحال مع عزير ابن الله، فالقرآن لا يرد على "اليهودية" ولا على العقائد المجردة، وإنما يصحح عقائد الناس! هل تفهم هذا الفرق أم لابد من أمثلة؟

وأراك حِدت عن الإجابة في موضوع أن النصارى مشركون في عقيدة التثليث التي شنع فيها القرآن ولم يجعل لتأويلهم السخيف والهزلي أي قيمة ، يلزمك أن تقول أن القرآن لم يرد على عقيدة النصارى لأنهم لا يقولون أنهم يعبدون ثلاثة آلهة، لأن النصارى لهم مفهومهم الخاص في معنى وحدانية الله.
القرآن لم يرد على عقيدة التثليث، فكما قلت لك وأكرر، القرآن لا يتعامل مع المجردات. القرآن يرد على عقائد الناس في أقوالهم وأفعالهم.. لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح.. على سبيل المثال. فلا تذهب إلى نصارى الحركة التوحيدية، أو نصارى شهود يهوه، أو نصارى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، أو نصارى الإخوة المسيحية.. بحماسك وتقل لهم أن القرآن صحح عقيدتهم في التثليث، أو أن القرآن صحح الخطأ الجسيم في متى "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"، لأنهم سيتغلون نفس الفرصة كما فعل شمعون، بالقول أن القرآن لم يفهم لا عقائدهم ولا النص - خاصة وأن فهمهم لهذا النص يختلف عن الفهومات الكنسية الأخرى، هذا إن إعترفوا به أصلا.

واسحب ذلك على كل من قال كلمة شنيعة كقول القائل أن الله يعبده .
هذا إن قاله قائل في باب العقيدة والإيمان، فهو شرك لا شك فيه.
إن قاله إفراطا أو تفريطا في التحكم في الإحساس، فهو خطأ واضح، مثل الذي قال من شده الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك.
إن قاله من باب الإشارات والشاعرية، تعبيرا عن شيء يخصه هو، فلا تخص هذه الإشارات إلا صاحبها؛ فلا حاجة للتشغيب، وتفريغ الكاسيط المعروف في هذا الموضوع.

القرآن والسنة هما الأعلى والأجل
هذا هو الموضوع، فالقرآن هو الحاكم على كل شيء، وكل شيء يجب أن يُضبط بالقرآن، من التفسير إلى العقائد والكلام والفقه والأصلين واللغة العربية والتصوف والعرفان، .. والإلتزام بالمنهج القرآني يجعلك تتفادى الأخطاء المتكررة والكثيرة في محاورة ومجادلة المخالفين.


تذكر يازميل
أن مايخفى في القلب يظهر في لحن القول وفلتات اللسان.
طهور إن شاء الله، لكن ليس هناك أي شيء نخفيه ما دمنا نلتزم بالموضوع، وإن أردت أن تتعرف على شيء ما، فلتسأل براحتك، شرط الإلتزام بالموضوع (مدارسة رد إبن حزم، الإستفادة من نقط القوة والضعف في مثل تلك الردود، إلتزام المنهج القرآني في محاورة الآخر..) وعدم الخروج عن تخصص هذا القسم، وعدم الخوض فيما يجعلنا نخالف السياسة العامة للملتقى، وأخيرا الإستواء إلى أخلاق أهل القرآن في الحوار، لا أساليب منتديات العقائد والفرق والردود!
 
" القرآن لم يرد على عقيدة التثليث" ؟!
لقد ذهب بك " العرفان" أيما مذهب . بل رد عليها
وأسماها كما هي في حقيقتها بغض النظر عن التبريرات السخيفة لمن يتبناها . ونهاهم أن يقولوا أن الله ثالث ثلاثة .
والقرآن ( لم يصحح ) عقيدة التثليث بل أبطلها.
كان سؤالي عن عقيدة التثليث عند النصارى وقولهم أنها لا تنافي وحدانية الله بمفهومهم هم .
لكنك آثرت الحيدة والتلبيس بأمثلة لا تمرر على الصبية . وهي عادة سيئة وددت لو تكف عنها .

نعم ، فوضعك للأمثلة مختلط وتلبيس بالحق ، فما علاقة شهود يهوه الذي لا يؤمنون بالتثليث أو حتى الموحدين. وهم قلة قليلة في التعداد بل وهم جدد .
وهل لو ذهبت لهم هل سينفون هذا الشرك عن النصارى ؟ هل سيجرؤون ويقولون القرآن أخطأ في وصف النصارى بأنهم مشركين وهم يتفقون مع القرآن في الرد على النصارى في هذه الجزئية
وأنا أتحداك أن تأتي بمثال واحد من النصارى بكل أطفياهم يقول أنه مشرك .
فمن هذا الباب
ردود " كاتب القرآن ضعيفة ومضيعة للوقت " إذ أنه لم يفهم اللغة الذوقية عند النصارى .
هذه هي النظرة الطبيعية للقرآن عند
" أهل العرفان ".



ثم
ماعلاقة قول رجل (أخطأ) من شدة الفرح لم ينتبه لكلماته ، إذ لو صحح لتراجع في ومضة عين من قول رجل كتب شعراً تلهج بها ألسنة أهل الهذيان ؟ ويصرون أنه لم يخطيء.
هل لا يوجد فرق في نظرك ؟ أشك في ذلك . لكنه الهوى والله المستعان .

ثم ابن حزم لا يرد بطريقة غير مباشرة على نفسه وهو من هو بذكائه الوقاد وكفى بذلك بطلانًا لقولك .
أنت الذي تظن أنه يرد على نفسه ( لسوء فهمك ) في معتقد أهل السنة وعلى رأسهم الإمام مالك " وأمثاله"


===========
" انظر تأويلات أهل السنة ...... وأهل التمرير "

الله المستعان نعوذ بالله من الهوى . إن لم يكن أهل الحديث هم أهل السنة فمن إذن ؟ وماهي السنة إذا لم يعرف الحديث ؟
ثم القرآن هو عقيدتنا . منتديات الاعتقاد التي طالما لطمتم من أجلها يتبنون هذا القرآن الكريم رأساً .
لكن السؤال ما علاقة أهل الهذيان بالقرآن وأخلاق أهل القرآن .
 
العرفان متجاوز هنا، لا حاجة للإكثار فيه، خاصة وأنه عمل وجداني يخص أصحابه، لا عمل جوارح، ولا عقائد تعتقد، ولا كلام يقال ويسطر. انتهى.
 
بل رد عليها
وأسماها كما هي في حقيقتها بغض النظر عن التبريرات السخيفة لمن يتبناها . ونهاهم أن يقولوا أن الله ثالث ثلاثة .
خطأ. ليس في القرآن الكريم أي رد على عقيدة التثليث، ولا الثالوث، ولا أي عقيدة. القرآن يرد على عقائد الناس، يرد على ما يُقال وما يفعل، أما العقائد هكذا فهي أشياء مجردة، لا تتمتع بأي وجود فعلي، أما الذي هو موجود حقا فهو عقائد الناس، ما يقولون وما يفعلون. لا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم، الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة، الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم.. من هم؟ النصارى؟ مِن النصارى؟ القرآن يقول الذين قالوا، لا النصارى، ولا النصرانية. أما في النصوص الثانوية فقد قيل المرقوسية والملكانية واليعقوبية وغير ذلك، وقد فهم البعض أن في ثالث ثلاثة إضمار بمعنى ثالث ثلاثة آلهة. وقد جاء في سيرة ابن اسحاق ما نفهم منه ان النصرانية كانت مذهبا من مذاهب اتباع المسيح وهذا المذهب فرق منهم من قال عن المسيح أنه الله، ومنهم من قال أنه إبن الله، ومنهم من قال أنه ثالث ثلاثة، ومنهم الموحدون المؤمنون من أهل نجران مثلا وقد ذكر ابن هشام البعض منهم مثل رجل صالح يقال له فيمون، والغلام في القصة مع الساحر والملك، واصحاب الاخدود، ومنهم الموحدون، وغيرهم.

والقرآن ( لم يصحح ) عقيدة التثليث بل أبطلها.
خطأ. لم يصحح ولم يبطل! أنت ربما تقرأ في مصحف وجدته في بحر قزوين، وهذا المصحف لا أعرفه أنا، أما القرآن الذي أعرفه فدقيق في عباراته، بيان للناس، رسالة واقعية تتعامل مع الواقع، وليس بكتاب في علوم العقائد واللاهوت والكلام، وغيرها من التجريديات. أما أن نتحدث هكذا عن التثليث بالتجريد، فسننتقل في عالم التجريدات إلى إبن رشد مثلا في حديثه عن الكثرة القائمة بذاتها، وشيء قريب من هذا عند بعض المعتزلة، فالصفات ليس عين الذات، اذا عندنا ثلاثة الذات والصفة وقيام هذه بتلك، أو الذات والصفة الذاتية والصفة الإختيارية.. الخ، أو كما قال (وهذا قول النصارى الذين زعموا أن الأقانيم ثلاثة: أقنوم الوجود والحياة والعلم)، فما هكذا تورد الإبل، يا سعد!

كان سؤالي عن عقيدة التثليث عند النصارى وقولهم أنها لا تنافي وحدانية الله بمفهومهم هم .
لا أعرفها، لكن أعرف أن من أقوال فرق من المسيحيين أن يسوع ابن الله، وهذا يشبه قول من قال أن المسيح إبن الله - ولا مجال للقياس فليس مهمتي أنا التكفير بل الحوار والتواصل، وأعرف أن من أقوال بعض من تلك الفرق أن يسوع هو الله الابن وهذا شبيه بمن قال من قبل أن الله هو المسيح - ولا مجال للقياس، كما أن منهم أهل التصوف من الرهبان وأهل الدير الذين ينظرون إلى تلك الأقانيم وما أجمع عليه القساوسة ورجال الدين نظرة أخرى، فهي رموز، والحقيقة شيء جوهري واحد متفرد لا علاقة له بالكنائس ولا العقائد المرسومة، كما أن منهم، من المسيحيين، من لا يؤمن بالأقانيم ولا حتى بيسوع فلا يهتمون بحقيقة وتاريخية هذه الاشياء لأن المهم بالنسبة لهم الإيمان بمفهومه الواسع، وأن المسيح فكرة إنسانية حضارية نشأت عن رغبة الإنسان في الرقي الأخلاقي و السمو الروحي، كما منهم من لا يشك في تاريخية يسوع لكن لا يؤمن حرفيا بالقصة التقليدية ولا يرى في الكتب المسيحية اي شيء يتصل بالوحي، بل منهم محافظون يشككون فعلا في تلك الكتب، فسفر التكوين مثلا وهو أهم كتاب يتعلق بالأسئلة الوجودية الكبرى، ليس وحيا، ولا كلمة الله، ولا كتبه موسى، هذا إن كانت لموسى أي حقيقة تاريخية، بل عبارة عن تراكمات تاريخية ثقافية قام بجمعها وإعادة ترتيبها أكثر من يد. قد تتوقع مثل هذا من مسيحي ثقافة، أو من مسيحي ليبيرالي، أو مسيحي متحرر علماني، لكن من مسيحي محافظ؟ نعم، هذا موجود. أدخل creation.com موقع الخلق، ملتيميديا، فيديو من هو مؤلف سفر التكوين.

فما علاقة شهود يهوه الذي لا يؤمنون بالتثليث أو حتى الموحدين. وهم قلة قليلة في التعداد بل وهم جدد .
العلاقة هنا أن الغافل يعتقد أن القرآن كتاب في التجريديات، ويسقط الألفاظ القرآنية على من هب ودب بشبهة وبغير شبهة، فيضع القرآن في مواجهة غريبة، وفي موضع محرج، بدل الإستفادة من المنهج القرآني في العقلانية والواقعية والتثبت، وتقديم الوجه المشرق عند الآخر قبل ضعفه لتحسين التواصل وإعطاء إشارة إلقاء السمع وحسن الإستماع كما بدأت الآية الكريمة {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك} قبل أن تذكر من إن تأمنه بدينار. والعلاقة هنا أن تأخذ مصطلح فضفاض في التراث، دقيق ومحدد في القرآن، مثل النصرانية واليهودية وتطلق العنان للتكفير وأنتم تقولون عزير ابن الله، كما هو واقع في القرن 21 فتوى تثبت كفر اليهود لأنهم يقولون عزير ابن الله، فربما تناولت تلك الفتوى أسرة يهودية في المكسيك أو على مركبة فضائية إلى المريخ، وأنكم تقولون كذا وكذا، وأنكم تقولون ثالث ثلاثة فيرد أنه لا يقول لا ثلاثة ولا ثالث ثلاثة وأن القرآن لم يفهم عقيدته ولم يفهم القانون المسيحي ولا نص الكتاب المقدس. أما إن كنت تتحدث عن الجديد فنسبيا كلهم جدد أم أنك تظن أن المسيحيين الآن يعتقدون أن المسيح وأمه مع الله أو من دون الله آلهة؟

وأما في التعداد فإن أغلب المسيحيين الآن الانجيليين والكاثوليك والإصلاحيين في الغالب هم كذلك بالإسم والإنتماء الجغرافي التاريخي، وبالثقافة، أما في الواقع فمذاهب وتوجهات فكرية كثيرة. هذا عندما نتحدث عن المسيحية في مجتمعات المعرفة، أما في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية فخليط من الأسماء المسيحية مع الأساطير الشعبية والوثنيات المحلية، ولا نتحدث هنا عن مسيحيي الشرق، فهم على أرثدوكسيتهم بفعل قانون حفظ الذات اللاشعوري، في جو ثقافي مليء بالتكفير وإصدار الأحكام وممارسة الوصاية والتصغير وقبض مفاتيح النار لإرسالهم إليها، وإلا لحدث لهم الانصهار في المجتمعات الإسلامية منذ أمد بعيد بحكم سنن إجتماعية صارمة، كما حدث للمسلمين العرب في أمريكا اللاتينية. ولا ننسى أن الخطاب الديني قد تحول من التبشير إلى التنفير، ومن التدارس إلى التلقين، ومن التعليم إلى الإفتاء، ومن التناصح إلى الردود، وقس على هذا.

وأنا أتحداك أن تأتي بمثال واحد من النصارى بكل أطفياهم يقول أنه مشرك .
هذا جميل فقد إختصر عليك الطريق فبدل أن تضيع الوقت في إثبات أنه مشرك من خلال سلسلة قد لا تنتهي من الجدالات، لتنتقل بعدها إن وصلت لهذه المرحلة إلى محاولة تثبيت التوحيد عنده، تشرع مباشرة في تصحيح توحيده وتبين له أن هذه أو تلك قد تنافي التوحيد من هذه الجهة وتلك، وهكذا تفعل مع أي مخالف لك، وبما أن التوحيد عندك إلى ثلاثة أقسام فإن الذي يرى أن الإستواء إتمام أو مباينة أو إستيلاء أو قصد، أو أي شيء آخر لا يتعلق بالإعتلاء والإستقرار والثبوت، لا تسرع به إلى إتهامه بالشرك في الصفات بعد أن قال عن نفسه أنه موحد لأن المفترض أن تصحح له توحيده، وكذلك تفعل مع من يرى أن الله يفعل بها لا عندها ستثبت له أنك لم تشرك لا الشرك الظاهر ولا الخفي في توحيد العناية والتدبير والقيومية، وكذلك مع من يشرك في التوسل والتبرك والإستغاثة والتعظيم والإستعانة..

جميل أن يقول أنه موحد، فهذا يعني أن الشرك عنده نقيصة وخطيئة، وأن التوحيد فضيلة، فتنطلق من هذه القناعة بحثا عن كلمة سواء، بدل البحث عن المواجهة !
 
" جميل فقد إختصر عليك الطريق فبدل أن تضيع الوقت في إثبات أنه مشرك من خلال سلسلة قد لا تنتهي من الجدالات، لتنتقل بعدها إن وصلت لهذه المرحلة إلى محاولة تثبيت التوحيد عنده"
لماذا توجه هذا الخطاب لي ؟
وجه الخطاب "لكاتب القرآن " الذي "ضيع وقته" في وصمهم بالشرك بسبب عدم إدراكه اللغة الذوقية للنصارى في معنى أن الله واحد.
والعجيب أن "كاتب القرآن " كلما تكلم عن التثليث
يعيد ويكرر " إنما الله إله واحد "
وهل قال النصارى غير ذلك ؟ مازال النصارى يقولون أن الله واحد!
النصارى سينظرون بالتأكيد لهذا القول بأنه "جدال عقيم " . وأظن أن إخوان النصارى واليهود سينظرون هذه النظرة عن "كاتب القرآن " ولابد.

=========
مختصر الكلام أن نظرة التقليل التي وجدتها في رد ابن حزم ماهي
إلا نتاج الخلفية التي تنطلق منها وهي "مدرسة معروفة " !

نسأل الله العفو والعافية .





 
وجه الخطاب "لكاتب القرآن " الذي "ضيع وقته" في وصمهم بالشرك بسبب عدم إدراكه اللغة الذوقية للنصارى في معنى أن الله واحد.
هذا صحيح بالنسبة للطريقة التي تريد بها أنت عرض القرآن، وبتلك الطريقة كاتب القرآن فعلا لم يفهم لا اللغة الذوقية ولا اللغة اللاهوتية ولا اللغة الهرمنيوطيقية (التأويلية والتفسيرية) للذين تقول عنهم أنت "نصارى". وسام شمعون الذي ذكرته هنا أعلاه فعلا إستغل هذه الثغرة للهجوم على القرآن، فمن الذي أوجدها ؟ أصحاب طارت ولو عنزة، فأنتم النصارى الذين ذكرهم القرآن، فانتصر أنت للقرآن بتلك الطريقة، بالتوفيق! - أنظر: The Quran and the Holy Trinity: Islam’s Mistaken Views of Basic Christian Doctrines

أما طريقتي أنا فهي الإلتزام بظاهر القرآن، ومنهجه، بلا إسقاط ولا تعميم ولا تجريد، مع عدم إخضاع آياته لأي شيء في التراث بدون برهان مع العلم أن التراث هذا أجل وأعظم من الهرطقات المستحدثة في فقه الفرق والملل والردود. بهذه الطريقة القرآن الكريم لم يقل قالت النصارى إلا في ثلاث مواضع: قالت النصارى المسيح ابن الله، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء، وقالت النصارى نحن أبناء الله وأحباؤه.

في القرآن:
- النصارى
- أهل الكتاب
- الذين قالوا
- مِن أهل الكتاب
- أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني
- ..

وفي الحديث إسم آخر الآريسيون!

وعندما أقول ليست مهمتي التكفير بل الحوار والتواصل، هذا لأن القرآن ليس كما تريد أن تعرضه أنت، إما أبيض وإما أسود، بل هناك مناطق رمادية، ويسمي الأشياء بإسمائها فهناك الكافر، والذي كفر، وأهل الكتاب، ومن أهل الكتاب، والنصارى، والأميون، ومن النصارى، واليهود، والذين هادوا، والمشرك، والذي أشرك، والمؤمن، والذي آمن، والمسلم، والذي أسلم، والجاهل، والغافل، والذي لا يدري .. الخ.

خلاصة القول ليس هناك تجريد ولا تعميم في القرآن. هذه الهرطقات موجودة فقط في فقه الفرق والملل والردود كما نعرفه في العصر الحديث.

وبتلك الطريقة، جريا على طارت ولو عنزة، فإنهم أهل الكتاب بالعموم والمطلق، رغم أنفهم، بلا تقييد ولا تفصيل، وعليه لا أدري ما مشكلة أهل الفرق والردود مع أهل الكتاب وكتبهم، بعد علمهم بما جاء في القرآن الكريم {إلهنا وإلهكم واحد} بدل إلهنا وآلهتكم الثلاثة إله واحد، وأيضا في صحيح البخاري "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله ورسله وكتبه، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم"!

كيف لا تكذبهم الآن، والكتب التي عندهم فيها ما يكذب بعضه بعضا؟ وفيه ما يكذبه أهله، وأهله منهم من تقول عنهم أنت " نصارى " من لا يؤمن أنها كتب الله، ومنهم من لا يؤمن أنها وحي من الله، ولا تنزيل من الله، ولا كلمة الله، ولا حتى هي مؤلفات بشرية بإلهام إلهي..

عليه، الذي نعرفه اليوم عن كثير من الفرق والكنائس والتوجهات والمدارس والأفكار المسيحية لا يوافق الإيمان القرآني في الله أنه تعالى إله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فإن قالوا هو واحد نسأل هل هو فرد أحد أم أفراد (أشخاص، أقانيم..)، فإن قالوا فرد أحد، نسأل هل هو صمد، إن قالوا هو كذلك، نسأل هل من شيء أم في شيء، .. إلى آخره، يعني ننطلق من تقرير الإيمان في القرآن، وليس من الذين قالوا، وقالت النصارى، وو.. ثم نعمل الإسقاط والتعميم والتجريد، لأن الحق الظاهر أن الذي ذكر في القرآن من ردود على غير المسلمين، لا يوافق ما عليه غير المسلمين في كل شيء، ويجب أن تنظر إلى هذه الردود على أنها أمثلة من باب الأشياء بأضدادها تعرف، ونحن نتعرف على تقرير الإيمان به أولا، وبما خالفه آخرا، ولا نعمم الثاني ثم نجرد ثم نسقط لأن هذا وكما هو معروف من الجدالات العقيمة مع غير المسلمين، لا يجدي نفعا، بل يفتح النار على القرآن؛ ثم إن النبيه يبحث عن كلمة سواء، لا المواجهة، وفقه الردود لا يكفي، وفقه الردود المعاصر بهتان، بل لابد من النباهة والأخلاقية في التواصل والعقلانية والواقعية والتثبت.

ولولا ضروة الإنتصار للقرآن ما كتبت هذه الردود، لكن قدر الله وما شاء فعل، فطهور إن شاء الله. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وأتمنى من المشرفين التدخل قبل تحويل ملتقى أهل القرآن، إلى ثكنة من ثكنات منتديات العقائد والفرق والردود!
 
انتهيت من الموضوع

لكن على عجل
" أما طريقتي أنا فهي الالتزام بظاهر القرآن"
هل تذكرون المدرسة الظاهرية التي ينتمي إليها ابن حزم وأمثاله ؟

*ضرب الأمثلة لديك يحتاج لموضوع مفرد ، نستطيع جعلها كأمثلة في كيفية التلبيس على الناس.


 
لكن ملل الله ليس كملل المخلوق، إذ إن ملل المخلوق نقص، لأنه يدل على سأمه وضجره من هذا الشيء، أما ملل الله فهو كمال وليس فيه نقص، ويجري هذا كسائر الصفات التي نثبتها لله على وجه الكمال وإن كانت في حق المخلوق ليست كمالا.
ارى و الله اعلم ان الحق مع الشيخ شايب , و ليس كلامه هذا بتصحيح لعقائد النصارى كما قد يُظن .
فالقوم لن يعدموا تأويلا قياسا على مذهب علمائنا كأن يقولوا "الراحة ليست كراحة المخلوق , الثالوث ليس كثالوث المخلوق .... الخ "
بل هم يقولون هذا فعلا , و يبدو هذا من الروابط التي وضعها الشيخ شايب , و الذي يبدو اكثر اطلاعا على عقائد القوم من الشيخ عبد الله الاحمد .
انما فساد عقيدة النصارى انما هو من خلال تكذيب القران لهم , و هذا ما قصده الشيخ شايب من التزامه بظاهر القران و الله اعلم .
 
لهذا كنت كررت أن " كاتب القرآن " وابن حزم الذي يعتمد على القراءة الظاهرية ( ضيعوا وقتهم ) في تكرار أن الله لم يسمه لغوب حين خلق السموات والأرض.
" كاتب القرآن " لم يفهم اللغة الذوقية عند اليهود.
وقل مثله في عقيدة النصارى الشركية .
 
لهذا كنت كررت أن " كاتب القرآن " وابن حزم الذي يعتمد على القراءة الظاهرية ( ضيعوا وقتهم ) في تكرار أن الله لم يسمه لغوب حين خلق السموات والأرض.
" كاتب القرآن " لم يفهم اللغة الذوقية عند اليهود.
وقل مثله في عقيدة النصارى الشركية .
لعلك لم تنتبه الى قول الشيخ شايب "لا نحكم على كل اليهود أنهم يقولون بالبنوة بسبب أن بعضهم يؤمن أن عزير ابن الله"
ففرّق رعاك الله بين ما يشمل الكل و ما يختص بالجزء , و الله اعلم.
 
بل هم يقولون هذا فعلا
نعم، هذا هو، ولتوضيح الحكاية نبدأ من حيث بدأت:

أما ختام ابن حزم الرد على الشبهة الثالثة ببيان عقيدتهم في استراحة ربهم بعد إتمام الخلق في ستة أيام، فصحيح من جهة تناقضه مع تنزه الرب عن صفات نقص البشر، ويُضاف إليه: تناقضه مع نصوص التوراة ذاتها، كالوارد في سفر إشعيا (40/28) بأن الرب لا يتعب: " إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يَعيا ؟".

هذا رد جميل، فهو علمي، لأن النقد العلمي يبحث عن الضعف والقوة؛ المزايا والعيوب، وهذه صفة لازمت هذه الدراسة من الأول إلى الآخر. وأنا أرد على جزئية "فصحيح من جهة تناقضه مع تنزه الرب عن صفات نقص البشر" لأوضّح أن هذا غير صحيح إطلاقا، وهو صحيح من وجهة نظر الإمام إبن حزم، وأمثاله، بشرط أن يكون إبن حزم قد وجه الكلام للمشبهة والمجسمة من اليهود، لا كل اليهود هكذا إطلاقا.

لم أقف على تفسير إبن حزم للآية {وما مسنا من لغوب}، وليس هناك ما يدل على إنطلاقه من هذه الآية في رده على إبن النغريلة، بل منطلقه (التنزيه). ونظرا لطريقة رده على إبن النغريلة، نعرف أنه لو فسر الآية، لما أقحم يهود ولا يهودية في الموضوع، لأنه كان سيعمل الطريقة التفسيرية، أي بالقراءة الظاهرية. والظاهر أن المراد الرد على منكري البعث من خلال الإستدلال بخلق السموات والأرض وما بينهما وقوله تعالى {وما مسنا من لغوب} أي ما تعبنا بالخلق الأول حتى لا نقدر على الإعادة كما قال تعالى {أفعيينا بالخلق الأول} - أنظر الفخر الرازي والبقاعي وإبراهيم القطان على سبيل المثال.

لكن أهل التأويل أقحموا النصوص الثانوية، فقالوا أن الآية هذه نزلت ردا على اليهود، وقيل: يهود، وقيل: يهود أهل المدينة، وقيل: يهود المدينة، وقيل: اليهود والنصارى، وقيل: اليهود والنصارى وأهل الفري على الله، وقيل: جهلة اليهود، وقيل: بعض اليهود بمكة.. كما قيل أيضا أن الآية نقض لقول اليهود في الإستراحة ونفي لفهم المشبهة في الإستواء.. الخ.

وبعد حل إشكالية من قال، ننتقل إلى سؤال ماذا قيل؟ قيل: قالوا أن الله إستراح يوم السبت، وقيل: قالوا لما فرغ الله من خلق السماوات والأرض أعيا فاستلقى على ظهره ثم وضع إحدى رجليه على الأخرى، وقيل: قالوا استراح يوم السبت واستلقى على العرش، وقيل: قالوا استراح يوم السبت فجلس جلسة التربيع .. الخ.

والذي قيل إن قيل، وقد قيل ويقال فعلا عند طائفة من الكتابيين لا كلهم في الإستراحة طبعا لا في التعب لأن هذا لا يقول به أحد منهم، نقلا عن التوراة فهو إما تحريف منهم أو لم يعلموا تأويله كما ذكر الفخر الرازي وغيره. ومن المفيد تفصيل كلام الفخر الرازي رحمه الله بالقول أن التحريف قد وقع فيه طائفة من الكتابيين، وأما التأويل فقد إختلفوا فيه، ومعظم اليهود الآن في هذا العصر مع السبت بمعنى الإنقطاع والإمتناع، فعليه الإقتداء بالرب، كما قال جماعة من أهل التفسير في الأيام الستة بأن الله مع قدرته على خلق جميع ما خلق في الأيام الستة بمجرد تعلق إرادته به فإنه أراد بذلك تعليم عباده التأني والتدرج، أي تعليماً لخلقه التؤدة، وأن الله تعالى من فضله علمنا بذلك التأني في الأمور.

ثم هناك من المفسرين من وقف عند الآية بالتحليل، من غير تفسير، ولا تأويل، لا منكري البعث، ولا يهود، ولا نصارى، ولا مشبهة، ولا أحد - أنظر السمين الحلبي، والشربيني على سبيل المثال.

عليه أقول لابد من الإلتزام بالمنهج القرآني في محاورة الآخر، بالتأني أو التثبت، والمعقولية، والواقعية. لا تجنح للتعميم والإسقاط، فعليك أن تلزم الآخر بقوله هو - لا بمن يقول أنه يقال أنه قيل في عقيدته، لأن القرآن لا يتعامل مع العقائد، لكن مع عقائد الناس أي العقيدة في كذا عند من يقول هذا أو ذاك، أما العقيدة هكذا فشيء مجرد، ولا أجد في القرآن أي تعميم ولا تجريد. ثم قبل هذا وذاك يجب أن تحدد موقعك أنت، أي بأي صفة ووفق أي مذهب عقدي أو كلامي ستحاوره أو تنتقده في الإستراحة بعد أن يثبت عندك قوله اللفظي (لا التفسيري ولا التأويلي) بها ؟ يجب أن تحدد موقعك أنت، وإلا ردها عليك بكل بساطة، وهذا حدث ويحدث. لذلك أنا دائما ما أنصح إخواننا من أهل التمرير بالإبتعاد عن مجادلة الكتابيين في هذه القضايا بعد المشرق عن المغرب، وأن عليهم الإهتمام بالقضايا الرئيسية في الحوار، لا التفاصيل الغيبية.

انما فساد عقيدة النصارى انما هو من خلال تكذيب القران لهم
في الحقيقة أنا أستعمل النصارى بالعربية جريا على العادة والوضع، وعندي فرق بين النصارى والمسيحيين وأهل الكتاب؛ وأرى أن هذا التمييز ضروري للحفاظ على قداسة النص القرآني، وعدم إخراج كونه هدى للناس من نطاقه الدعوي الإرشادي إلى مجال النقد والبحث. إن هذا الميل أدى إلى طعونات في القرآن، كما أدى إلى جدالات بيزنطية لا معنى لها، وكل هذا بسبب فتنة مفهومية مصطلحية في التراث عامة وفي فقه الفرق والردود خاصة، وتلك فتنة لا يجوز لنا إنكارها.

لذا، لا يعقل البحث في القرآن عن الردود على كل المخالفين من النصارى واليهود والمسيحيين وأهل الكتاب عموما والبوذيين والهندوسيين وغيرهم، وفي كل مخالفة، فهذا مما لا تتحمله أهداف القرآن ولا عباراته.

في حوارك مع الآخر أنت تنطلق من تقرير الإيمان في القرآن، وكل من خالف هذا الإيمان من غير المسلمين ومن المسلمين أيضا، فالقرآن هداية له، إذ أن القرآن هدى للناس جميعا. أما ردود القرآن فلا يجوز تنزيلها على المخالف إلا إذا وافق قوله ما رد عليه القرآن بالحرف فنقول هذا رد عليه القرآن، أو في حالة وجود تشابه بين قوله وما رد عليه القرآن فنقول هذا قول شبيه بما رد عليه القرآن - لابد من التركيز على دقة العبارة - كما قال تعالى {يضاهئون قول الذين كفروا من قبل}.

وإنه لخطأ كبير أن يأتي أصحاب القراءات الإسقاطية بالقول أن القرآن رد على "نصارى" اليوم في قولهم الله ثالث ثلاثة! هذا شيء عجيب!! هذا غير موجود في القرآن، لأن في القرآن قالوا كما أن القرآن يستعمل أداة التبعيض .. ولذلك نقول أن أقوالهم في الأقانيم والتثليث تخالف القرآن لأن الله واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك.. كما نقول أيضا أن قولهم ثلاثة باطل لأنه شبيه بمن قالها من قبل، وهكذا.

مثال آخر، في حوار مع يهودي، والشيء الذي ربما يجمع اليهود اليوم هو التناقض الذاتي في تصورهم للرب والرب عندهم هو رب العالمين لكن هو إلههم هم، بما في ذلك ملاحدة اليهود منهم من يصرح أن القوانين الطبيعية تسري على الجميع لكن التناغم الحقيقي يكون بين الطبيعية والعنصر اليهوي، وهذا التناقض تسرب إلى جوانب كثيرة في الفلسفة الغربية الحديثة من خلال تجاوز ثنائية الوجود/العدم و المطلق/النسبي إلى الثابت المتغير - أنظر "الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان للمسيري".

هل ستقول لليهودي ان القرآن قد رد عليه عندما قال تعالى {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه}؟ لا، وإلا دخلت في متاهة، وجدال لا معنى له، فيرد وهل قالت النصارى ما نقول؟ لكن تقول له أن تصورك للرب مخالف للعقل الصريح، ومخالف للحق فالله سبحانه {رب العالمين} و {إله الناس}.
 
"لعلك لم تنتبه الى قول الشيخ شايب "لا نحكم على كل اليهود أنهم يقولون بالبنوة بسبب أن بعضهم يؤمن أن عزير ابن الله"
انتبهنا
لكن لعلك لم تنتبه أن الزميل لم يكن اعتراضه من باب ( أن ليس جميع اليهود يقولون هذا )
بل كان اعتراضه في المقام الأول هو
"
أن هناك في كتبهم إختلافات تصل لدرجة التناقض من مثل ما جاء به اليهودي. والقول أن رده هنا صحيح من جهة التنزيه فغير صحيح إلا عند إبن حزم وأمثاله "

هو كان معترضاً لأن "كتبهم" يقصد الرادين التي لا توافق القول " العرفاني " تتماشى مع قول اليهود زعم.

فلما ألزمناه أن هذا التقليل والاحتقار في " كتب" الرادين "أمثال " ابن حزم يقتضي أن القرآن كان عابثاً في الرد عليهم أيضاً .
نكص للقول أن اليهود لا يشترط أن يكونوا قالوه كلهم ولا ندري هل هذا قبل أم بعد المدرسة التفسيرية عند يهود.
أما إلزامنا له في مثال النصارى ، فنتج عنه أن النصارى ليسوا مشركين وأن القرآن لم يرد على عقيدة التثليث بل "صححها " !


أما حشره لموضوع الأسماء والصفات هو من باب دس السم في العسل وتلبيس الحق يالباطل.
بعبارة أخرى هو يقول لك أن الإمام مالك رحمه الله و"أمثاله" عندما أثبت صفة الاستواء فقد شابه اليهود في قولهم أن الله استراح .
حتى كلمة Refreshed والتي لا تأتي إلا في سياق الراحة بعد التعب نستطيع تأويلها.

"ربما تستطيع أن تقول الله أن غبي طالما أن غباءه منزه عن غباء البشر والمخلوقين"
تستطيع أن تقول أن الله يعبدك طالما أن ذلك كلام ذوقي له فهم خاص عند من قاله .

وهذا بالطبع خلط وتلبيس على الناس. فالصفات ومعنى الكمال لها بابها عند المسلمين وأهل السنة والجماعة. نسأل الله العفو والعافية والهداية لنا وله .


وهذا النغل الذي في قلبه والذي يطلقه بين فينة وأخرى هو نتاج "المدرسة المعروفة" الوادعة والمسالمة .


 
للحفاظ على نظافة هذا الموضوع، أرى نقل هذا الحوار إلى موضوع جديد "مطارحات في مجادلة الكتابيين".


لم تنتبه، والدليل الخزعبلات والأكاذيب أدناه والتي سآتي عليها، ثم لا أدري هل أتكلم معك بعربية أم بلهجة لا تفهمها؟!! يجب أن تنتبه جيدا وتقرأ ما هو موجود، لا ما تصنعه من عندياتك لحاجة في نفس يعقوب.
لكن لعلك لم تنتبه أن الزميل لم يكن اعتراضه من باب ( أن ليس جميع اليهود يقولون هذا )
بل كان اعتراضه في المقام الأول هو
"
أن هناك في كتبهم إختلافات تصل لدرجة التناقض من مثل ما جاء به اليهودي. والقول أن رده هنا صحيح من جهة التنزيه فغير صحيح إلا عند إبن حزم وأمثاله "

هو كان معترضاً لأن "كتبهم" يقصد الرادين التي لا توافق القول " العرفاني " تتماشى مع قول اليهود زعم.

من أين جئت بهذا الكلام ؟

بل رأس الإعتراض هنا هو من باب ليس جميع اليهود على قول واحد في السبت، فجوهر النقد هنا دعوة للتمسك بالمنهج القرآني في تجنب التعميم والتجريد. والمقصود بالكتب هنا هي كتب اليهود وفيها إختلافات تصل لدرجة التناقض من مثل ما جاء به اليهودي في إختلاف أيام الخلق في القرآن.

ما علاقة تلك الجملة "بكتب الرادين" و ما دخل "القول" العرفاني في الموضوع؟ لا شيء، إلا هلوسات المنتديات الطائفية، فتبحث في كل جملة عن جدل وهمي، وتحاول أن تجر مناقشة الفكرة إلى جدالات بيزنطية، وبلا حسن العرض، علما بأن سياسة الملتقى سياسة واضحة:

البوابة الإلكترونية للتفسير (ويتبعها ملتقى أهل التفسير) تتخذ من منهج أهل السنة والجماعة منهجاً لها تعتمده في بحوثها ومقالاتها، وكل ما يخالف هذا المنهج فليس مقبولاً لديها، ولا يُسمَح بكتابتِه، وإن وجد شيء من ذلك فهو يُمثِّل رأي كاتبه .

عدم التردد في مناقشة أي فكرة في الملتقى، أو موضوع له علاقة بالملتقى، شريطة الفهم، وحسن العرض، والأدب في العبارة، ومراقبة الله في ذلك.

يَجبُ الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه في الحوارات، والحرص على سعة الأفق في النقاش والحوار، وعدم التعرض لأي شخص أو لأي جهة بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير.


إقرأ سياسة الملتقى قبل المشاركة!

هنا الرابط: سياسات الملتقى - ملتقى أهل التفسير


فلما ألزمناه أن هذا التقليل والاحتقار في " كتب" الرادين

من أين جئت بهذا الكلام ؟

كتب الرادين من إختراعك.
"أمثال " ابن حزم
من أين جئت بهذا الكلام ؟

لا ليس إبن حزم ولا أمثاله لأنه من أتباع القراءة الظاهرية فإن كنت مثل إبن حزم، فمن حقك مجادلة الكتابيين في هذه المسائل، بالرغم من عبثية هذا الجدال، وإلا فلتسكت أحسن لك لأن المجادلة عندها ستشوش على عوام أتباع الديانات السماوية (تنسب للسماء).

الخطأ المحتمل في رد إبن حزم هو: التعميم. إبن حزم يرد على إبن النغريلة، ومن المحتمل أنه يعرف إبن النغريلة وماذا كان يقول في السبت، فإن كان من المشبهة أو المجسمة فرد إبن حزم صحيح من جهة تناقض قول إبن النغريلة حينها مع تنزه الرب عن صفات نقص البشر. ثم خطأ محتمل آخر هو: التجريد، وذلك يكون من خلال إلزام إبن النغريلة بشيء آخر غير قوله هو، فرأي إبن حزم في السبت لا يلزم اليهودي، ونظره بالعربية في التوارة لا يلزم اليهودي، وتقليده لمن قال لقد قالت اليهود أن الله يفعل ولا يفعل لا يلزم اليهودي .. إلى آخره.

يقتضي أن القرآن كان عابثاً في الرد عليهم أيضاً .
نكص للقول أن اليهود لا يشترط أن يكونوا قالوه كلهم ولا ندري هل هذا
من أين جئت بهذا الكلام ؟

هذا أيضا من عندياتك، لا علاقة له بكلامي ولا بالقرآن. أما من حيث قولي فما بني على باطل فهو باطل، وأما القرآن الكريم فليس فيه قالت اليهود إن الله إستراح، وليس فيه قالت اليهود إن الله سبت .. بل هو كلام موجود في التأويل حيث ذهبت جماعة من أهل التفسير إلى القول بأن {وما مسنا من لغوب} نزلت ردا على يهود (أو اليهود، أو يهود أهل المدينة، أو يهود المدينة، أو بعض اليهود بمكة، أو اليهود والنصارى، أو اليهود والنصارى وأهل الفري على الله، ..) عندما قال هؤلاء أو أولئك إن الله خلق الخلق في ستة أيام ثم إستراح في اليوم السابع فاستلقى على العرش وجلس متربعا، أو أعياه الخلق فاستراح واستلقى وجلس وتربع .. الخ. كما قيل أيضا أن في الآية رد على اليهود في قولهم بالاستراحة، وعلى المشبهة في فهمهم للإستواء! - وهذا كله مرجوح، والراجح هو الظاهر كما شرحت أعلاه. ثم حتى لو افترضنا أن في القرآن آية قالت اليهود إن الله إستراح أو سبت أو تعب، فهذا الرد عندها لن يسمح بالتعميم، لأن القرآن يلزم الناس بأقولهم، أو القرآن يتعامل مع عقائد الناس، لا مع العقائد هكذا.

قبل أم بعد المدرسة التفسيرية عند يهود.
لا علاقة لهذا الكلام بالإبتعاد عن التعميم والتجريد. هذا كلام قيل في سياق الإشارة إلى قراءة صوفية للسبت (بن ناحمان مثلا)، والتعايش العرفاني مع السبت (ابن عزرا على سبيل المثال). سياق تجنب التعميم والتجريد هو في التفسير والتأويل والشرح والترجمة وكل ما يتعلق بالفهم، لا التصوف ولا العرفان.

أما إلزامنا له في مثال النصارى، فنتج عنه أن النصارى ليسوا مشركين

من أين جئت بهذا الكلام؟

النصارى كان منهم الموحدون، والتوحيديون، والمؤمنون، والصالحون، ومنهم من قال المسيح هو إبن الله، والمشركون، ومن أشرك.. أنواع كثيرة. مثل المسيحية طوائف شتى، والإيمان بإله واحد لا يساوي ((التوحيد القرآني))، فالله ليس "إله واحد" فقط هكذا، بل واحد أحد صمد لم يتخذ ولدا لا شريك له في الملك.. وهذه المسيحية اليوم لا تقول كما قيل من قبل ثلاثة (آلهة)، ولا ثالث ثلاثة (الله هو الإله الثالث)، ولا الله هو المسيح إبن مريم، ولا المسيح إتخذه الله ولدا.

فالمسيحي تحاوره كما تحاور البوذي والهندوسي
(بعد إلزامهم بأقوالهم) من باب عقائدهم تخالف الإيمان في القرآن، وليس من باب القرآن رد عليهم (عليهم وليس على عقيدتهم إذ القرآن لا يتعامل مع العقائد لأنها أشياء مجردة)، وإلا أقحمت القرآن في جدالات تنتهي إلى إتهام القرآن، كما هو حادث ويحدث !!

وطبعا ليس في القرآن النصارى مشركون! التعميم موجود في العقائد والكلام واللاهوت، وليس في القرآن. القرآن يسمي الأشياء بما هي، إذن عندنا: المشركون، والذين أشركوا، والنصارى، وأهل الكتاب، والذين قالوا، ومن أهل الكتاب ... الخ.

وأن القرآن لم يرد على عقيدة التثليث بل "صححها " !

من أين جئت بهذا الكلام؟

القرآن لم يرد ولم يصحح "عقيدة التثليث"، فلا تثليث ولا ثالوث في القرآن. القرآن يرد على عقائد الناس، ويلزم الناس بأقوالهم وأفعالهم. الكلام الصحيح: تقرير الإيمان في القرآن مبطل لعقيدة التثليث عند المسيحيين والهندوسيين وغيرهم من الذين يقولون بها.

أما حشره لموضوع الأسماء والصفات هو من باب دس السم في العسل وتلبيس الحق يالباطل.

بعبارة أخرى هو يقول لك أن الإمام مالك رحمه الله و"أمثاله" عندما أثبت صفة الاستواء فقد شابه اليهود في قولهم أن الله استراح .
حتى كلمة Refreshed والتي لا تأتي إلا في سياق الراحة بعد التعب نستطيع تأويلها.

من أين جئت بهذا الكلام ؟

الربط بين إستراحة الرب وإستقراره على العرش، موجود في التفسير، وليس في كلامي.

أما كلامي فدعوة لتجنب التعميم في الحكم على التوجهات الكتابية في تأويل وتفسير وشرح النصوص اللاهوتية (أو النصوص التي تم إقحامها في باب الإلهيات) لأنهم مختلفون في فهم النص، فأما "أهل التمرير" منهم فيقولون راحة لا كراحة، كما يقال في التوجه الإسلامي إستقرار وارتفاع وجلوس وقعود لا كما يفعل البشر، وملل لا كملل البشر، وظل لا كظل البشر، وحد لا كحدود المخلوقات..

أما الإمام مالك رحمه الله، فلن يكترثوا به لأنه لم يهتم بتفاصيل الإلهيات، ولم يكن في محيطه من يعترض على الإسلام في هذه التفاصيل ليرد، ولم يكن يحب الكلام فيما ليس تحته عمل. والقول الذي ينسب إليه لن يأتي به المجادل الكتابي.

ثم أصحح لك المعلومة: الإمام مالك رحمه الله لم يثبت "صفة" الإستواء ولم يتكلم في "صفة"، لكن أثبت الإستواء، والإستواء ثابت في القرآن، فلا حاجة إليه. ويقال أنه قال "الإستواء معلوم" وهذا منطقي فالإستواء لفظ عربي معلوم وليس بدخيل على العربية، ولا الإستواء جبل على كوكب في مجرة أخرى. ثم يقال أنه قال "الكيف مجهول" أي هناك كيف للإستواء لكنه غير معلوم، كما يقال أنه قال "الكيف غير معقول" أي ليس هناك كيف إطلاقا. ثم يقال أنه قال "الايمان به واجب" وهذا منطقي فوجب الايمان بكل حرف في القرآن الكريم؛ ثم قيل أنه قال "السؤال عنه بدعة" وهذا يحتمل الشيء المنطقي فكل سؤال إما مكرر وإما جديد فإن كان الثاني فهو بدعة، كما يحتمل أيضا الحكم الفقهي، وهذا مستعبد أن يكون من الإمام فكيف تتعلم بدون أسئلة، وأي سبيل إلى تفسير القرآن وتأويله وتدبره وشرح معانيه بلا أسئلة؟ ثم تحكى حكايات من قبيل قولهم أنه قال "أخرجوه فإنه مبتدع" وهذا أيضا مستبعد أن يصدر عن إمام أهل المدينة، بل أراه يأخذ بيده يشرح له ما يطمئن به قلبه. وكما قلت حكايات لا معنى لإقحامها في حوار ولا جدال، وحتى الروايات مضطربة فيما ينسب إليه وفيما ينسب للسائل. بل المجادل الكتابي سيأتيك بمن ألّف وكتب وخاض في تفاصيل العقائد والكلام، وليس الإمام مالك.

إذا كان الإلزام بإقتباس نص من الكتاب المقدس، فالمجادل الكتابي يقتبس من القرآن، ولا يهمه الإمام مالك ولا غيره. وإذا ألزمته بفهم ما، سيأتيك بفهم
للنص القرآني قد يكون فهمك وقد لا يكون كذلك، وهذا خطأ التعميم.

هنا مثال فيه هذا خطأ التجريد (إقتباس كلام عربي من الكتاب المقدس) وخطأ التعميم (من حيث لا تؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشيء إسمه "إستراحة عن تعب").

سؤال آخر: يقول انجيلكم أن الله استراح بعد الخلق، ولكن قرآننا يقول: الله لا اله الا هو الحى القيوم لا تاخذة سنة ولا نوم، ويقول أيضًا: وما مسنا من لغوب، و اللغوب هو التعب - فهل الله يحتاج إلى الراحة؟! هل الله يستريح؟! هل الله يتعب؟ هل الله ينام..؟!

إجابة: دعنا نتناول أولًا الآيات القرآنية التي ذكرها أحد الذين استفسروا عن هذا الأمر.. فقد استشهد بآيات مثل [--] ولكني دعني أذكرك عزيزي السائل آيات أخرى في كتاب القرآن تقول: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" (سورة الأعراف 54؛ سورة يونس 3)، "اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" (سورة الرعد 2)، "الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" (سورة الفرقان 59، سورة السجدة 4)، "هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" (سورة الحديد 4).. فكلمة "استراح" في تلك الآية بالكتاب المقدس لها شرح منطقي لا علاقة له بالتعب، كما أن كلمة أن الله "استوى على العرش" في تلك الآيات من القرآن الكريم لا تعني الجلوس والاستقرار!

وقولك نستطيع تأويلها قول لا معنى له، إذ لا يهم في الجدال تأويلك أنت، وهل ترى أنت الكلمة قابلة للتأويل أم أنها إستراحة وتنفس لابد عن تعب؛ هذا الإسقاط والتجريد والتعميم، لا يهم في الحوار. الحوار يكون بالهدي القرآني أن تلزم محاورك بقوله وفهمه. وحتى لو كانت كلمة "تعب" مكتوبة، فلا تهم في الحوار. المهم ما فهم محاورك لكلمة تعب، وهل مقيدة بالكتاب المقدس "إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا" أم أن الإله تعب لكن ليس كما يتعب الإنسان، أم أن لهذه الكلمة تأويلات أخرى عندهم..

"ربما تستطيع أن تقول الله أن غبي طالما أن غباءه منزه عن غباء البشر والمخلوقين"
تستطيع أن تقول أن الله يعبدك طالما أن ذلك كلام ذوقي له فهم خاص عند من قاله .
نعم، تستطيع طائفة منهم أن تقول هذا، فالمهم حينها إلزام هذه الطائفة بفهمها للغباء والتعب والاستراحة والجلوس المربع والعبودية .. كما يهمها قولها، لا ما يُقال عنها!

وهذا بالطبع خلط وتلبيس على الناس. فالصفات ومعنى الكمال لها بابها عند المسلمين وأهل السنة والجماعة. نسأل الله العفو والعافية والهداية لنا وله .
ليس هناك خلط ولا تلبيس، إلا من عندك، فأنت من يريد جر الموضوع إلى جدال فيما يسمى الصفات.


وهذا النغل الذي في قلبه والذي يطلقه بين فينة وأخرى هو نتاج "المدرسة المعروفة" الوادعة والمسالمة .
طهور إن شاء الله، وأنصحك بقراءة المكتوب، لا ما تصنع من عندياتك.
 
لم أكذب عليك يازميل .
وقد لونت كلامك بالأزرق في أول رد لك على هذا الموضوع.
وليس فيه أي إشارة ( أن ليس الجميع ) بل كان واضحاً أن اعتراضك أن كتب(هم) -تقصد الرادين- تحمل من التناقضات بمثل ماجاء به اليهودي ....الخ
هذا قولك في المشاركة رقم ٦ و ٨

ولو كنت تريد الممعنى الذي أتيت بعد إلزامك لقلت به من أول مرة ولا احتجت لأن تضرب أمثلة على قول ابن عثيمين أو قولك ( إلا عند ابن حزم ؤأمثاله ) .
ولم تقل المعنى الثاني هذا صراحة إلا في المشاركة ١٣ .

إذا كنت مقتنعًا بالفعل أن (بعض) اليهود يقولون أن الله تعب واستراح بما يستدعي التشنيع عليهم ، فلا يوجد أي وجه لاعتراضك على قول ابن حزم رحمه الله . ولا يوجد حاجة لأن تضرب أمثلة في قول أهل السنة والجماعة في ( إثبات ) صفات الله عزوجل وأفعاله .

الموضوع بالنسبة لي انتهى .

أنت تنطلق من خلفية " معروفة " .
لذلك أرى أنه لا بد لك من القول أن الإمام مالك رحمه الله - مثلاً - مشابه ليهود .
أو تحور كلامه ! مع العلم أن الذي فهمه الآلاف من أهل السنة والجماعة مستشهدين به من قوله رحمه الله له هو غير تحويرك.

كلام القرطبي رحمه الله
" وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك ، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله . ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة . وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته . قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة . وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها . وهذا القدر كاف "
كذلك الجيلاني يقول بهذه الصفات رحمهم الله جميعاً .
لا أعتقد أن السلف الأول مشابه ليهود .
 
سبحان الله! إنك لا تفهم، ويظهر أنك لا تريد الفهم.
لم أكذب عليك يازميل .
وقد لونت كلامك بالأزرق في أول رد لك على هذا الموضوع.
لو كنت تنتبه وتقرأ ما هو موجود بدل البحث عن جدال وهمي في مخيلتك لما كانت هناك حاجة لتوضيح الواضحات فقولي: "لقد وقفت عندها أسأل ما علاقة الشبهة في الإختلاف بصفة فعلية يختلف أهل الكتاب في إثباتها وتأويلها، حين أن هناك في كتبهم إختلافات تصل لدرجة التناقض من مثل ما جاء به اليهودي" معناه وقفت عند رد إبن حزم رحمه الله بسؤال: ما علاقة شبهة إبن النغريلة في إختلاف أيام الخلق في القرآن بالإستـ [السبت] ـراحة التي يختلف "أهل الكتاب" في فهمها حين أن هناك في كتبــ [أهل الكتاب] ـهم إختلافات من مثل ما جاء به اليهـ [إبن النغريلة] ـودي، أي تناقضات في الترتيب والعدد والحصر والجمع والحساب .. وما شابه. وهذا ما إنتبه إليه الباحث عندما قال: "أما ختام ابن حزم الرد على الشبهة الثالثة ببيان عقيدتهم في استراحة ربهم بعد إتمام الخلق في ستة أيام، فصحيح من جهة تناقضه مع تنزه الرب عن صفات نقص البشر" لأقول بعدها أن هذا غير صحيح بشكل مطلق وأنه صحيح في حال عدم التعميم والتجريد، بعد أن وضحت أنهم [أهل الكتاب] مختلفون في فهم السبت.

لاحظ معي أن الباحث لم يقل "فصحيح من جهة تناقضه مع قوله تعالى {وما مسنا من لغوب}" ولم يقل أن قولهم هذا رد عليه القرآن، وإلا لكان قد أخطأ مرتين، الأولى في التعميم والتجريد، والثانية في الإسقاط وإقحام القرآن في جدال أرى أن النبيه في غنى عنه لأنه قد يعود على القرآن بتهمة الجهل وعدم الإنصاف - كما حدث ويحدث. بل قال أنه صحيح من جهة تناقضه مع التنزيه، وهذا ما أرد عليه وأقول أنه لا يصح بشكل مطلق لإختلافهم فمنهم أصحاب القراءة الظاهرية يهتمون بظاهر النص في عمومه ولا يقف عند الألفاظ (القراءة اللفظية) يستخرج هذا اللفظ أو ذاك لإقحامه بعد ذلك في الإلهيات واللاهوت، ومنهم من يقصد القراءة اللفظية فالرب سبت سبتا يليق بقدوسيته، كما هناك المدرسة التأويلية والإتجاه الباطني .. هذا في الإدراك وفهم النص، أما التصوف والعرفان فشيء آخر. أنت من أقحم العرفان في الموضوع، لحاجة في نفس يعقوب، باعتقادك أنه قول يُقال أو كلام يُسطّر أو فهم يُدرك أو معتقد يُعتقد!

ولا احتجت لأن تضرب أمثلة على قول ابن عثيمين أو قولك ( إلا عند ابن حزم ؤأمثاله ) .
ولم تقل المعنى الثاني هذا صراحة إلا في المشاركة ١٣ .
لابد من ضرب الأمثلة - ويظهر أنك لا تعلم شيئا عن الجدالات المعروفة مع الكتابيين واللادينيين - لنسفيد من الأخطاء، و لنميل إلى الجدال باللتي هي أحسن، ونتفادى التعميم والتجريد وما من شأنه أن يمس القرآن ويؤدي إلى الخلط والفتنة في حوار يتابعه الجميع من كل المستويات ..

عندما أقول لك هذا الإمام إبن حزم يستطيع ممارسة هذا النوع من النقد فذلك لأن طريقته في التفكير منسجمة مع النقد. وهي طريقة مختلفة عن منهجية الإمام إبن تيمية مثلا، وقد تناول إبن تيمية الإستراحة هذه لكن ليس من جهة تناقضها مع تنزه الرب، بل لظنه أن الشارع الحكيم قد عاب عليهم هذه المقولة وهذا مرجوح فليس في الآية الكريمة {وما مسنا من لغوب} ما يشير إلى "يهود". قال إبن تيمية في مجموع الفتاوى: ".. معلوم أن التوراة مملوءة من ذكر الصفات فلو كان هذا مما بدل وحرف لكان إنكار ذلك عليهم أولى فكيف وكانوا إذا ذكروا بين يديه الصفات يضحك تعجبا منهم وتصديقا لها ولم يعبهم قط بما تعيب النفاة أهل الإثبات مثل لفظ التجسيم والتشبيه ونحو ذلك؛ بل عابهم بقولهم: {يد الله مغلولة} وقولهم: {إن الله فقير ونحن أغنياء} وقولهم: إنه استراح لما خلق السموات والأرض فقال تعالى: {وما مسنا من لغوب}."! فهو يتحدث عن يهود قالوا، ولم يذهب إلى التوراة يستخرج منها شبث ليعلق عليها، ولو فعل وعرف أن هذا اللفظ فيه إجمال، لقال فيه ما قاله في الجسم، لا تنفي ولا تثبت، تنفي المعنى الذي ينفيه الشرع، وتثبت المعنى الذي أثبته الشرع، أما اللفظ في حد ذاته، فبدعة إثباتا ونفيا.

أنت تنطلق من خلفية " معروفة " .
من هذا يتضح لي أنك تريد تحويل النقاش إلى جدال عقيم في التفاصيل الكلامية والعقدية، بدل مناقشة الفكرة، وأنت تعلم أن الملتقى يمنع ما تريد أن تصل إليه، لذلك تختلق هنا في مخيلتك ذاك الجدال الوهي والذي لا وجود له هنا ..

لذلك أرى أنه لا بد لك من القول أن الإمام مالك رحمه الله - مثلاً - مشابه ليهود .
أو تحور كلامه ! مع العلم أن الذي فهمه الآلاف من أهل السنة والجماعة مستشهدين به من قوله رحمه الله له هو غير تحويرك.
لا علاقة للكلام هذا وما جاء بعده من كلام الإمام القرطبي بفكرة النقاش. ولن أحاسب أنا على فهم الآلاف من أهل السنة والجماعة، بل سأُحاسب على قولي، وقولي ظاهر واضح لا لبس فيه: لم يتكلم ولم يخض إمام أهل المدينة في شيء إسمه "صفة الإستواء"، لكن هناك أقوال "مضطربة" تنسب إليه في لفظ الإستواء (ذكرت بعض من تلك الأقوال ونضيف إليها قولهم أنه قال "الإستواء مجهول والفعل منه غير معقول والسؤال بدعة" وهذا أيضا مشكوك فيه فالإستواء لفظ معلوم في العربية ولم يقم أحد من أهل القبلة بتفسيره وفق اللغة الصينية). فلا علاقة لي أنا ولهذا النقاش بشروحات الآلاف من الأحناف والحنابلة والأشاعرة وغيرهم لتلك الأقوال المنسوبة للإمام مالك رضي الله عنه.

المهم أن الكتابي المجادل لن يهتم بالإمام مالك في مثل هذه المجادلات، بل سيذهب إلى القرآن الكريم والحديث الشريف عندما تلزمه بشيء في كتبه (التجريد)، أو يأتي لك بأقوال من تكلم وخاض صراحة في تفاصيل العقيدة عندما تلزمه بقول قد يقول وقد لا يقول به (التعميم).. وهكذا، فانتبه رعاك الله، وابتعد عن الجدال الذي تصطنعه في مخيلتك.

كلام القرطبي رحمه الله
" وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك ، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله . ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة . وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته ، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته . قال مالك رحمه الله : الاستواء معلوم - يعني في اللغة - والكيف مجهول ، والسؤال عن هذا بدعة . وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها . وهذا القدر كاف "
كذلك الجيلاني يقول بهذه الصفات رحمهم الله جميعاً .
لم هذا الكلام؟ أنا لا أعترض عليه ولا أتفق معه هنا، لكن إن أردت التفكير في النص فيجب أن تقف وتسأل: كيف، لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك؟ إن كان قصده لا ينطقون بلفظ جهة، فهذا كلام متناقض مع قوله بل نطقوا بإثباتها. إن كان قصده لم ينطقوا بالنفي، فالسؤال عندها من من السلف قال الإستواء في جهة، ومن من السلف قال الإستواء صفة؟ ومن منهم كان يشرح المعاني المتصلة بالذات الإلهية فيقول إستواء بمعنى يفيد الجهة وأنه إستقرار أو جلوس أو إرتفاع أو إتمام أو قصد أو تملّك أو أو.. ؟ يمكن مناقشة هذا الكلام من أكثر من وجه، لكن العجيب أن الإمام القرطبي يقر بتلك السلفية، ثم يقع إختياره على شيء مختلف كما قال رحمه الله في كتابه الأسنى "وإن كنت لا أقول به ولا أختاره"؟ غريب!

لا أعتقد أن السلف الأول مشابه ليهود .
طيب، لم توجيه هذا الكلام لي أنا؟ قل هذا الكلام ليهودي أو نصراني أو مسيحي أو كتابي من أهل تمرير الألفاظ وإثباتها، وزد عليه أن الإمام القرطبي يؤكد كلام سلفنا لكن لا يختاره ولا يقول به. أو توجه بكلامك للذين قالوا إن الذي وقع من التشبيه في هذه الأمة إنما وقع من اليهود، ومنهم أخذ. أما معي، فناقش الفكرة حول إختلاف أهل الكتاب في أقوالهم وفي تعاملهم مع النصوص اللاهوتية في كتبهم، وفي مقارنة طرق التفكير، وفي الإلتزام بالهدي القرآني في تجنب التعميم والتجريد والإسقاط، وفي إظهار الإنسجام عند النقاد بين طرق تفكيرهم وردودهم ..
 
بالرغم أن الموضوع بالنسبة لي انتهى لكن دعني أعيد كتابة ماتريد قوله
أنت تقول أن مدرسة أهل السنة والجماعة لا تنفع للرد على أهل الكتاب في قولهم أن الله استراح. قللت من رد ابن حزم من جوانب عديدة مع أن ابن حزم سيكون قد رد على نفسه إذ أن مرآته موجودة في الجانب اليهودي.
فاليهودي ببساطه يستطيع الرد عليه بمنهج ابن حزم وهكذا،،،

أنت تقول أن مدرسة أهل السنة والجماعة مع جميع الطرق الأخرى -التي أراها شخصياً منحرفة في تعاملهم مع الصفات وأفعال الله- لها مرآة في الجانب اليهودي .

فالسؤال يظل قائماً .
ما الذي فعله "كاتب القرآن" إذن ؟


قلت عن ابن تيمية رحمه الله:
"وقولهم: إنه استراح لما خلق السموات والأرض فقال تعالى: {وما مسنا من لغوب}."! فهو يتحدث عن يهود قالوا، ولم يذهب إلى التوراة يستخرج منها"
هذا فهمك الخاص .
ابن تيمية رحمه الله يقول بتحريف الكتب السابقة . فعندما يقرر ماقرره الله سبحانه وتعالى في أن الله عزوجل لم يمسه لغوب، وفي التوراة هم يقولون أن الله استراح (بعد تعب) كما في سفر الخروج والذي لم يجد لها المفسر Rashi مخرجاً سوى نفي اللفظة نهائياً وأنه لا معنى لها إلا لتقريب المسألة لفهم المتلقي. فلا أرى أي وجه بالقول أن ابن تيمية رحمه الله لا يعني التوراة . على أن ابن تيمية رحمه الله له تفصيل خاص في لفظة جسم وماذا تعني إذ لم يقل بها السلف رحمهم الله وهي لفظة مبتدعة عنده .
هو ينطلق من منهجه الذي يعتمد على القرآن والسنة في النفي والإثبات .

أعيد...
أنت تريد أن تقنعني أن العربي سوي الفطرة عندما يقرأ هذه الآية ( ومامسنا من لغوب ) في القرن الأول من الإسلام ، ثم افترضنا أنه قرأ التوراة بما فيها أن الله استراح بعد (تعب)Refreshed ، فالله عزوجل ينتظر من العربي أن يفهم قول اليهودي المبرر لهذه اللفظة الشنيعة؟
هذا تكلف شديد. وحتى كبار المتكلمين كالرازي قال أن منهجية القرآن تختلف عن هذه المنهجية المتكلفة .

أنت تريد أن تقول أن مدرسة أهل السنة والجماعة -والتي أتى منها الإمام مالك رحمه الله كما قرره القرطبي والذي بدوره ترك مذهب السلف الأول لقول المتكلمين كما يقرر هو- تريد أن تقول أنها لا تستطيع أن تنفي الغباء عن الله - إن قيل في أحد الأديان - طالما أنهم يفسرونه بغباء يليق بجلال الله. وهذا لا شك أنه خطأ وتلبيس .

أنا أستطيع أن أقول لليهودي والنصراني من أهل التعطيل أو أهل الإثبات -إن كانت هذه المدراس عندهم أصلاً وربما الشخص الواحد قد يعتمد ثلاث مدراس في آن واحد - أن هذه الصفة بحد ذاتها قبيحة وأجري عليهم ماجرى عليه أهل السنة والجماعة من القواعد في إثبات الكماليات لله. فالعلو أثبته لله ولا أرى فيه نقيصة . وأنطلق من القرآن بأن النصارى مشركين بقولهم أن الله ثالث ثلاثة مع الابن والروح والقدس . وأن هذا في حقيقته عبادة ثلاثة آلهة مهما كان لهم تفسير خاص في معنى وحدانية الله . الجميل في القرآن أنه يسمي الأشياء بمسمياتها ولا يحاول التشغيب على العقل قي قول من برر.
أنت تقول من من النصارى يقول هذا ؟! ليس هذا على إطلاقه ولو اعتمدنا هذه الطريقة الملتوية التي تداهن المخالف بقبح قوله ، فالقرآن بكليته كان عابثاً في رده على اليهود والنصارى . وهي نفس الطريقة التي تبرر لمن يقول أن الله عبده طالما أن له فهماً خاصاً .
وهي طريقة تجعلنا نقول أن القرآن لا يخاطب النصارى اليوم إذ في الأساس لا وجود للنصارى اليوم فهم يسمون أنفسهم مسيحيون.

القرآن أتى ليخبرنا عن الله وصفاته وأفعاله . لن أغير أو أحرف في معناه من أجل أن اليهودي لا يعجبه هذا.

وأظن أننا نعيد النقاط مرة أخرى والله المستعان !



 
فالعلو أثبته لله ولا أرى فيه نقيصة
أنت من لا يرى فيه نقيصة، وليس المسيحي الذي تقول له في الاستراحة نقيصة، ولا اليهودي الذي تقول له في السبت نقيصة. أنت تلزمه بفهمك للسبت، وهو يلزمك بفهمه للعلو. إلى الآن لا إشكال فقط مجادلة عقيمة وتشويش على المتابعين، لكن الإشكال يبدأ عندما تلزمه بفهمك للسبت وتضيف هذا كذّبه القرآن أو ردّ عليه.

هذا مثال فقط لأن "العلو" مستبعد أن يأتي به، بل سيأتيك بأشياء أخرى.

تريد أن تقول أنها لا تستطيع أن تنفي الغباء عن الله - إن قيل في أحد الأديان - طالما أنهم يفسرونه بغباء يليق بجلال الله.
المثبتة أم غلاة المثبتة أم أهل تمرير الألفاظ بلا تفسير تقصد، لكن لماذا الغباء في هذا المثال، و "العلو" في المثال السابق؟ الغباء هو نفي الذكاء والفطنة، وتعني أشياء أخرى. المعادلة هنا: نفي الغباء = إثبات الفطنة والذكاء. فهل يثبتون الفطنة والذكاء؟ أما الغباء ضد العلم والحكمة فمنفي بالنص: الله عليم حكيم..

ولماذا لم تأتي بالبكاء وذرف الدموع ( سفر إرميا 13/17 و إرميا 14/17)؟ أو توسّع من خيالك قليلا وتفكر مثلا في القفز على الأفلاك، و الدوران، والتمايل، والرقص، والإنزعاج،.. حقا لم تجد غير العلو والغباء؟

إن كنت تبحث عن المدرسة التي تقول بالحرف واللفظ فاقرأ عن Biblical literalism وعمدتها حمل اللفظ على حرفيته وعدم نقله إلى الرمزية والمجاز والاستعارة والأسلوب الشعري وغيرها من الصيغ الأدبية بلا قرينة. أتباع هذه المدرسة يقولون إستراحة بلا تعب بدليل النص الكتابي "إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا" وليس بدليل عقلي ولا بدليل لغوي ..، وكذلك يفعلون مع الندم "فندم الرب على الشر.." أنه ندم من نوع خاص هذا باستجلاب "ليس الله بإنسان فيكذب ولا ابن إنسان فيندم".

أنا أستطيع أن أقول لليهودي والنصراني
طريقتك واضحة: أنتم تقولون الإله تعب، وعزير إبن الله، وتعرفون خاتم الأنبياء كما تعرفون أبناءكم، وتقولون يد الله مغلولة، وتقولون المسيح هو الله لكن تمارسون التقية فقلتم المسيح هو الله الإبن، وتقولون الله والمسيح وامه ثلاثة الهة لكن تمارسون التقية فقلتم الاب الابن روح القدس ثلاثة اقانيم متحدة في جوهر اله واحد ..

كما تريد، هذا شأنك.
 
" طريقتك واضحة: أنتم تقولون الإله تعب، وعزير إبن الله، وتعرفون خاتم الأنبياء كما تعرفون أبناءكم، وتقولون يد الله مغلولة، وتقولون المسيح هو الله لكن تمارسون التقية فقلتم المسيح هو الله الإبن، وتقولون الله والمسيح وامه ثلاثة الهة لكن تمارسون التقية فقلتم الاب الابن روح القدس ثلاثة اقانيم متحدة في جوهر اله واحد "
غير صحيح. هذا خلط!
فيه ماهو حسن ليكون رداً على اليهود والنصارى -مع الأخذ بعين الاعتبار السياق التاريخي لبعض عقائدهم الشركية وعلى رأسها التثليث بكل سياقاته التاريخية- وفيه ماليس حسن . لن أقول لهم أنتم تمارسون التقية في عبادة ثلاثة آلهة أبداً . بل هو عين مايفعلونه الآن.

"
إلى الآن لا إشكال فقط مجادلة عقيمة وتشويش على المتابعين"
غير صحيح وأرجع وأقول أن هذ الفهم الذي تنطلق منه يستدعي بالضرورة أن لايجب أن ترد على أحد . والإلزام بالفهم الخاص ليس مرفوضاً على إطلاقه . لدينا قواعد في اللوازم نجريها معهم كما أجريناها مع غيرهم .
طائفة المورمون تعتقد بوجود عدة آلهة ، ويسمونها هكذا (آلهة gods)
لكن يقولون هذا لا يتنافى مع وحدانية الله ،ولهم في ذلك علل .
هم مشركون ولا شك من منظوري الخاص . هل يجب أن أعتبر النقاش معهم- والمبني على فهمي الخاص- جدال عقيم؟
ومثال الغباء والعلو هو فقط لأبين أن قواعد أهل السنة والجماعة في تنزيه الله صحيحة
بينما كلامك( يشعر )أن القاعدة المعملة عند أهل السنة والجماعة تجعل جميع الأمور
متواسية في القبح والحسن وهذا قد يكون حقاً عند بعض المدراس ليس عند أهل السنة والجماعة.
مثال آخر :النصارى يقولون أن إله المسلمين ليس على كل شيء قدير! فلما نسألهم لماذا ؟
يقولون "لا يستطيع" أن يموت .
ولو كانت أمور الإيمان تناقش بهذه الطريقة ، فإن جميع ما أورده القرآن في الردود على
أهل الباطل لا معنى له ، وهذه حالة يمر بها كثير من المتكلمين وإن كانوا لا يصرحون بها.

قلت لك أننا نعيد في الكلام .




 
اتق الله يا عبدالله! حلال لك السياقات التاريخية، وتحرم على غيرك السياق التاريخي الثقافي المعرفي.

لن أقول لهم أنتم تمارسون التقية في عبادة ثلاثة آلهة أبداً
أنا قلت لك يمارسون التقية في القول بالثالوث الله الاب والابن والروح القدس، بدل الله الوالد والأم والولد. ويعملون بالتقية في قولهم المسيح هو الله الإبن بدل المسيح هو الله، وكذلك فعلت اليهود يمارسون التقية في قولهم بالسبت بدل اللغوب، ويمارسون التقية عندما لا يصرحون بقولتهم الشنيعة عزير إبن الله .. يقولون هذا لتكذيب القرآن؛ فالتزم بالقرآن وابتعد عن ها التناقض.

طائفة المورمون
لماذا تقول طائفة المورمون؟ قل "نصارى" أو "نصارى اليوم" !

ومثال الغباء والعلو هو فقط لأبين أن قواعد أهل السنة والجماعة في تنزيه الله صحيحة
صحيحة أو غير صحيحة، ما علاقة هذه القواعد بالنقاش؟ إنك تصر على الجدل الوهمي.

مثال آخر :النصارى يقولون أن إله المسلمين ليس على كل شيء قدير! فلما نسألهم لماذا ؟ يقولون "لا يستطيع" أن يموت .
كما تفعل أنت. إله الكتاب المقدس يتعب، وعند السؤال: لماذا؟ تجيب: في الكتاب المقدس الإله يسبت ويتنفس. أم حلال لك، وحرام عليهم؟

يجب أن تسأل نفسك هل هذه الطريقة من المجادلة بالتي هي أحسن؟
 
؟؟؟؟
رد غريب !
أرى أن ردك هذا تخليط كبير ولن أنساق خلفه.
المهم عندي وللقاريء الكريم أن رد ابن حزم رحمه الله وغيره كابن تيمية رحمهم الله جميعاً صحيح ومعتبر في تشنيعهم على اليهود في قولهم أن الله استراح كما هو مكتوب عندهم .
كل رد ومجادلة مع اليهود والنصارى لها حيثياتها الخاصة هذا أمر مفهوم. ويتم التعامل معها في حينها.
لكن المهم هو الانطلاق من منطلق القرآن والسنة، هما الركيزتان في جهاد اليهود والنصارى .

=========
" كما تفعل أنت "
أنت تريد أن تقول أنه لا يمكننا التشنيع في قول النصارى المنتكس ألا وهو "حتى يكون الله على كل شيء قدير يجب أن يكون قادراً على الموت" طالما أننا نقول أن الله تعب في كتابهم .
!!!!!
حسناً، هذا من خلال مفهومك ليس من مفهومي.
 
؟؟؟؟
رد غريب !
أرى أن ردك هذا تخليط كبير ولن أنساق خلفه.
سبحان الله! أين الغرابة والخلط؟ ألم أقل لك يجب التمييز بين المدارس والتوجهات الكتابية، ثم جئت لي بالسياقات التاريخية (الرد 36) لتحرم على غيرك ما هو حلال لك ؟ أليس التمييز الذي أتحدث عنه من باب إعتبار السياق التاريخي الثقافي المعرفي في تدهور الطوائف والفرق الكتابية، وفي تطور اللاهوت والدراسات التفسيرية عندهم؟ أم ترى إعتبار السياق في "عزير إبن الله" أو "الله هو المسيح" مثلا، ولا تعتبره في الإستراحة والسبت ؟ أم أن التوجهات الكتابية عندك هي على قول واحد بينما المسلمون فرق شتى "أهل سنة وجماعة" إلى جانب الطرق الأخرى - التي تراها أنت شخصياً منحرفة في تعاملهم مع الصفات وأفعال الله (الرد 34) - أم ماذا ؟

هل هو خلط وغرابة فعلا، أم جدال من أجل الجدال ؟

المهم عندي وللقاريء الكريم أن رد ابن حزم رحمه الله وغيره كابن تيمية رحمهم الله جميعاً صحيح ومعتبر في تشنيعهم على اليهود في قولهم أن الله استراح كما هو مكتوب عندهم .
تكلم عن نفسك واترك القارئ الكريم وشأنه. عليك أن تنتصر للقرآن وليس لردود العلماء. أما "ردود" العلماء فيتم التعامل معها بحس معرفي نقدي تستفيد من نقاط القوة فيها وتعيد النظر في نقاط الضعف من أجل الدفاع بها إلى الأحسن في الحوار والتواصل مع الآخر. ثم إن كلام إبن تيمية رحمه الله لم يأتي في سياق "الرد" على اليهود لتصح هنا المقارنة مع رد إبن حزم رحمه الله، بل جاء كلامه في سياق تقرير الصفات فعد إلى كلامه في مجموع الفتاوى لتفهم، وأنا جئت به لأبين لك الفرق بين طريقتين في التفكير. وبالنسبة لإبن حزم فرده صحيح وفي نفس الوقت غير صحيح، وهذا يتوقف على سياق الرد والمخاطَب به.

لكن المهم هو الانطلاق من منطلق القرآن والسنة
إن كان الأمر كذلك فعليك بالإبتعاد عن التعميم والتجريد ("مكتوب عندهم") والإسقاط. أما بالنسبة للسنة، فانظر الرواية التي ذكرها الإمام الطبري في تأويله للآية 2 من سورة آل عمران: عن الربيع بن أنس قال إن نصارى أتوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فخاصموه في عيسى ابن مريم وقالوا له: من أبوه؟ - وقالوا على الله الكذبَ والبهتانَ، لا إله إلا هو لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا -، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أنه لا يكون ولدٌ إلا وهو يشبه أباه؟ قالوا: بلى! .. والحديث هذا قد لا يصح، لكن العبرة هنا بالمنهج الجدلي، وهو صحيح إذ لا نرى التجريد ولا الإسقاط لكن نقرأ: هل تقول، هل تفهم، هل تعلم، هل ترى .. ونفس الشيء في رواية أخرى قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين، ولم يقل لهم إن الرجم عندكم، ولا حتى فأتوا بالتوراة إن كنتم صادقين، لأن المهم ماذا تقرأ أنت، وماذا تخفي أنت، وماذا تفهم أنت ..

ولنفترض أنت الآن، ولسبب من الأسباب، دخلت مع كتابي في جدال حول الإستراحة حيث يقول هذا الكتابي بالتعب. ماذا ستفعل عندما يقول لك تعب لا كما نتعب، وأن التعب هذا لا نقيصة فيه؟ - لاحظ المثال هذا في التعب، وليس في إستراح، ولا في السبت. هل ستقول نقيصة ولابد، وأنها كلمة شنيعة، فتدخل معه في جدال عقيم، أم تنتقل معه إلى موضوع آخر؟ أرى أنه من الأحسن أن تسأله: كيف تعب لا نقيصة؟ قد يقول لك: هو في الكتاب المقدس، أو هذا معنى المكتوب في الكتاب المقدس، وهو المعنى الذي يهمني لا العقل البشري الذي يرى النقص لأن العقل هذا نفسه ناقص. وعندها من الأحسن أن تسأله: هل إذا ذكر عندك في الكتاب أن الله يمرض ويشقى، ستأخذها كذلك؟

إن كنت تريد الإلتزام بالقرآن فابتعد عن الجدال العقيم بما تراه وتفهمه أنت، وابحث عن موضوع آخر قد تجد فيه أرضية مشتركة بينكما، وهذا ما نستفيده من الآية 258 من سورة البقرة: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين}. هل كان هذا المجادل يستطيع أن يحيى ويميت؟ لا، لكن كان له فهمه الخاص، فتجاوزه سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى إلزام آخر.

هذا مجرد مثال فقط، وإلا أنا قد نصحتك من قبل أن تبتعد عن مثل هذه المجادلات حول أفعال الرب وصفاته.


أنت تريد أن تقول أنه لا يمكننا التشنيع في قول النصارى المنتكس ألا وهو "حتى يكون الله على كل شيء قدير يجب أن يكون قادراً على الموت" طالما أننا نقول أن الله تعب في كتابهم .
!!!!!
لا، ليس هذا المراد. هو يريد أن يلزمك بفهمه للقدرة الإلهية، كما تريد أنت أن تلزمه بفهمك للسبت.
 
السياق التاريخي لا يجعل ردود علمائنا مرجوحة بل راجحة . ومثال ردهم أن الله استراح لا يتناقض مع هذه العبارة .
ونعم ردودك وضربك للأمثلة هو خلط وتلبيس. أعرض عن هذا التلبيس والتكلف في العبارة.
وأزعم أن الفكرة قد وصلت في ردي رقم ٣٤.
 
طيب، ردود العلماء راجحة. والآن أتمنى أنك قد فهمت معنى المثل الشعبي "معزة! ولو طارت". والحمد لله.
 
في الحقيقة أنا أستعمل النصارى بالعربية جريا على العادة والوضع، وعندي فرق بين النصارى والمسيحيين وأهل الكتاب؛ وأرى أن هذا التمييز ضروري للحفاظ على قداسة النص القرآني، وعدم إخراج كونه هدى للناس من نطاقه الدعوي الإرشادي إلى مجال النقد والبحث.

أخي شايب
هلا بينت مالديك بشأن التفرقة بين الاسمين

لأن المعروف أن النصارى هم من شعارهم الصليب و يزعمون اتباعهم لرسالة عيسى عليه السلام ,
وكذلك المسيحيون شعارهم الصليب ويزعمون أنهم يتبعون رسالة عيسى عليه السلام
فالنصارى هم المسيحيون بدليل إجتماعهم على الغلو في عيسى ابن مريم ورفعه من مقام النبوة إلى مقام الإلوهية
فالكاثوليك من النصارى يعبدون عيسى وأمه مريم بخلاف النصارى الذين اقتصروا على عبادة عيسى فحسب كالبروتستنت و الارثذوكس وكل هؤلاء شعارهم الصليب كما كان أسلافهم النصارى تماما
قال جرير يهجو الأخطل النصراني
عبدوا الصليب وكذبوا بمحمد ***** وبجبرئيل وكذبوا ميكالا
وشكرا لك
 
سؤال مهم، بارك الله بك.
عندما يكون التفكير بلغة معينة داخل ثقافة محددة، فالأمر سهل للغاية ولا يستجلب الأسئلة الكثيرة، لكن عندما تعبر إلى الجسر الآخر للتفكير بلغة أخرى وعلى خلفيات ثقافية مغايرة، فأن الأمر يختلف. في الحالة الأولى يطرح السؤال حول تسمية المسيحيين العرب و هل يصح تسميتهم بالمسيحيين؟ هذا سؤال ناقشه الأستاذ عامر الحافي في دراسته "أصول ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ في ضوء القرآن". وفي الحالة الثانية هل يعقل نقل هذا السؤال حرفيا إلى مجال آخر؟ بالإنجليزية مثلا "nazarenes" و "christians". فإذا كان السؤال هل يصح تسمية النصارى بـ "المسيحيين" فالسؤال المقابل: هل يصح تسمية "christians" بـ ((ماذا))؟ -- أو العكس، لا يهم؛ المهم تجنب الإنفصام المفاهيمي.

ثم عند توظيف آي الذكر الحكيم في المجادلة، فلابد من التمييز بين حرف القرآن، وظاهره (التفسير) و معانيه (التأويل)، ثم الدروس والعبر المستخلصة من القراءة اللفظية والظاهرية والتأويلية والموضوعية.

الآية 172 من سورة النساء
{يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق؛- إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه-، فآمنوا بالله ورسله-، ولا تقولوا ثلاثة؛- انتهوا خيرا لكم؛- إنما الله إله واحد-، سبحانه أن يكون له ولد- له ما في السماوات وما في الأرض, وكفى بالله وكيلا.}

المخاطب بحرف القرآن هنا هم أهل كتاب؛ وفي الظاهر هم أهل الغلو من أهل الكتاب من الذين قالوا غير الحق على الله من حيث قولهم بثلاثة والبنوة لله، بينما المسيح (ع) لن يستنكف أن يكون عبدا لإله واحد هو الله سبحانه. أما في التأويل فالغلاة في المسيح (ع) هم القائلون بثلاثة آلهة، أو الذين يعبدون ثلاثة، أو الذين قالوا الله ثالث ثلاثة، أو كلهم، ولم ينزهوا الله عن البنوة.. وفي هذا قيل افترقت النصارى على فرق منهم من قال هو إله، ومنهم من قال ابن الإله، ومنهم من قال هو ثالث ثلاثة: الرب والمسيح وأمه! وفي ظاهر القرآن لا شيء عن قول النصارى ثالث ثلاثة الرب والمسيح وأمه، حيث نستفيد من سورة المائدة الآيات 72، 73، 75، و 77 أنهم من أهل كتاب اتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل.

لذلك نحن لا نقول مسيحي ولا نصراني ولا ناصري باسم تصريحات القرآن، ولا نقول في الآية تكذيب للبنوة إذ لا يستبعد أن يكون منهم من قال بالبنوة من غير تأليه، فإذا تتبعنا تطور مفهوم إبن الله من البداية، سوف نرى أن معناه الأصلي غير بعيد عن "خليل الله" و "ولي الله"، إذ كان المعنى بالمجاز بمعنى حبيب الله ومطيع الله كما يشرح صاحب الحاوي في تفسير القرآن الكريم.

ثم لا تفهم من هذا الكلام أن القرآن الكريم لا يكذّب عقائد المسيحيين اليوم! القرآن يخاطب كل الناس من المسلمين وغير المسلمين في كل زمان ومكان، وأقوال المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستنتية مخالفة لتقرير الإيمان في القرآن وهذا هو المهم، بل هو المنطلق الرئيسي في الحوار معهم، ثم أقوالهم تلك تضاهي أقوال الذين من قبلهم.

ثم نأتي إلى الدرس والعبرة لنرى أن الآية الكريمة هذه إنذار لأهل الغلو في البشر.

وقولك:
فالنصارى هم المسيحيون بدليل إجتماعهم على الغلو في عيسى ابن مريم ورفعه من مقام النبوة إلى مقام الإلوهية
قد أفهم منه: البهائيون هم المسلمون بدليل إجتماعهم على الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام؛ وقد أفهم أن النصيرية أو العلوية هي الشيعة الإمامية (الإثناعشرية أو الإسماعيلية مثلا) بدليل إجتماعهم على الغلو في علي كرم الله وجهه؟
 
تسمية المسيحيين العرب و هل يصح تسميتهم بالمسيحيين؟ هذا سؤال ناقشه الأستاذ عامر الحافي في دراسته "أصول ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺼﺭﺍﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ في ضوء القرآن".
شكرا لك على إرشادي إلى دراسة الحافي , واها لك فما أوسع إطلاعك ...
لقد طالعت دراسة الحافي فوجدتها غير جيدة ولم استحسن نتائجه كما أن لديه تقصير في الاستقراء وما أعجبتني دراسته لأنه أغفل كتب الملل والنحل التي ألفها العلماء كمثل كتاب ابن حزم الأندلسي ثم كتاب أبي الفتح الشهرستاني الذي هو في القرن الثاني عشر الميلادي إلى أن نصل إلى كتاب ابن تيمية ثم ابن القيم ثم ابن حجر العسقلاني ثم جلال الدين السيوطي
فكل هؤلاء لايعرفون أتباع عيسى إلا باسم النصارى فحسب
وليس هذا الاسم معروفا لدى المسلمين وحدهم بل اليهود أيضا يسمونهم بهذا الاسم
قال المستشرق الألماني الدكتور ميكلوش موراني :
( نصراني مشتق من اسم مدينة الناصرة أو نصران وهو من اتبع عيسي الناصري , و نصارى هو جمع للعبارة نصري وهذا الاخير ليس عربيا اصلا بل هو من اللغة السريانية نصرايا
واليهود قديما و حديث يقولون للنصراني : نوصري , وللنصارى: نوصريم و نصرانيم ,
و يقولون ايضا للنصرانية : نصروت . وأصل هذه الكلمة من السريانية ) .

قلت إذا اتفق العرب و اليهود على أن أتباع المسيح يقال لهم نصارى كما في القرآن الكريم أما كلمة المسيحيين فهم كلمة حديثة كمثل اليسوعيين
 
ليس في الملل والنحل ولا في الفصل أي جديد يتعلق بالتسمية (النصرانية والمسيحية) والمسمى (أتباع المسيح)، ولذلك هي داخلة في قول الباحث "لم تذكر كتب التفسير القديمة ولا كتب الفقه أو الحديث أو القواميس اللغوية تسمية المسيحية في وصف أتباع المسيح عليه السلام وكذا كتب التاريخ والسير، وسبب ذلك يعود إلى أن أتباع المسيح من العرب لم يستعملوا هذه التسمية في وصف أنفسهم إلا في العصر الحديث".

أما في تعليقي ذاك فقد ميزت فيه بين مصادر التلقي والتراث، ولا أحبذ توصيل تقليد التراث في جمع كل أتباع المسيح تحت عنوان واحد: نصارى. والنصارى هم أتباع المسيح فمنهم من التزم حقا وهم المؤمنون، ومنهم المبتدعة من الذين ابتدعوا تلك الأقوال نحن أبناء الله والمسيح إبن الله بينما هم والمسيح بشر من مخلوقات الله، وابتدعوا رهبانية من غير الحفاظ عليها واكثر هؤلاء كانوا فاسقين. والمسيحيون هم أتباع المسيح بالتعريف والوضع ومن حيث أنهم ينسبون أنفسهم إلى المسيح، بينما هم في الحقيقة أتباع كنائس ومجامع!

ومن المسيحيين العرب من يرفض وصفهم بالنصارى ولاسباب عدة أهمها شعور سلبي متعلق بالهوية الذاتية، والنصرانية هرطقة أو طائفة مبتدعة كفرت بالثالوث والصلب والقيامة، والنصرانية في الاسلام شرك وكفر -وكأن البوذيين من أولياء الله الصالحين مادام اسمهم غير مذكور في القرآن ومصادر الاسلام المبكرة.. وغيرها من الأسباب. ثم من المسلمين من يرفض تسميتهم بالمسيحيين بسبب عدم صحة نسبتهم إلى المسيح -وكأن النصارى تعني أتباع أستون فيلا!

http://www.ebnmaryam.com/vb/t33342.html
 
شكرا لك على إرشادي إلى دراسة الحافي , واها لك فما أوسع إطلاعك ...
لقد طالعت دراسة الحافي فوجدتها غير جيدة ولم استحسن نتائجه كما أن لديه تقصير في الاستقراء وما أعجبتني دراسته لأنه أغفل كتب الملل والنحل التي ألفها العلماء كمثل كتاب ابن حزم الأندلسي ثم كتاب أبي الفتح الشهرستاني الذي هو في القرن الثاني عشر الميلادي إلى أن نصل إلى كتاب ابن تيمية ثم ابن القيم ثم ابن حجر العسقلاني ثم جلال الدين السيوطي
فكل هؤلاء لايعرفون أتباع عيسى إلا باسم النصارى فحسب
وليس هذا الاسم معروفا لدى المسلمين وحدهم بل اليهود أيضا يسمونهم بهذا الاسم
قال المستشرق الألماني الدكتور ميكلوش موراني :
( نصراني مشتق من اسم مدينة الناصرة أو نصران وهو من اتبع عيسي الناصري , و نصارى هو جمع للعبارة نصري وهذا الاخير ليس عربيا اصلا بل هو من اللغة السريانية نصرايا
واليهود قديما و حديث يقولون للنصراني : نوصري , وللنصارى: نوصريم و نصرانيم ,
و يقولون ايضا للنصرانية : نصروت . وأصل هذه الكلمة من السريانية ) .

قلت إذا اتفق العرب و اليهود على أن أتباع المسيح يقال لهم نصارى كما في القرآن الكريم أما كلمة المسيحيين فهم كلمة حديثة كمثل اليسوعيين
السلام عليكم اخي عبدالله
أحسبك تعلم ان ليس كل نصراني يسوعيا، إنما اليسوعية فرقة من فرق النصارى الكاثوليكيين، وترجمة المسيحي Christian وترجمة يسوعي jesuit ولكن أردت تنبيه غيرك.
 
السلام عليكم اخي عبدالله
أحسبك تعلم ان ليس كل نصراني يسوعيا، إنما اليسوعية فرقة من فرق النصارى الكاثوليكيين، وترجمة المسيحي Christian وترجمة يسوعي jesuit ولكن أردت تنبيه غيرك.
وعليكم السلام
أحسنت وشكرا لك على التنبيه
وهناك من يختلط عليه الأمر لأن النصارى يسمون عيسى يسوع
ففي كتاب أصول المسيحية كما يصورها القرآن تأليف داود علي الفاضلي قال :
( العيسوية تعني المسيحية , اختلفت النسبة فجأت المسيحية نسبة إلى الصفة , والعيسوية نسبة إلى الاسم , والمسمى واحد ) .

سبحان الله
في العدد ذاته لمجلة جامعة القصيم
ص1697
بحث للدكتور عبدالرحمن الصمادي
بعنوان
نصارى أم مسيحيون إشكالية المصطلح

لتحميل العدد
هنا
http://www.csi.qu.edu.sa/Magazine/Documents/العدد 9،4 المنشور.pdf

أحسنت وشكرا لك
تم التحميل وبقرأته اتضح أنه بحث جيد وقد أثبت أن الصواب في الاسم هو نصارى إذ أن هذا الاسم هو الاسم المعروف منذ خروج عيسى حتى زمان ابن القيم وابن حجر أما اسم المسيحيين اسم إنما ظهر متأخرا عنه بقرون
وأفاد المستشرق الألماني الدكتور ميكلوش موراني أن اسم النصارى في العبرية القديمة و الحديثة : ( للنصراني : نوصري , وللنصارى: نوصريم و نصرانيم , والنصرانية : نصروت )
إذا اليهود يتفقون قديما وحديثا مع العرب أن اتباع عيسى يقال لهم النصارى لا المسيحيين
 
ثم إكتمل الثالوث الأردني في هذا النقاش: الدكتور الشريف، والدكتور الحافي، والدكتور الصمادي!

أتفق مع الدكتور الصمادي حفظه الله في ضرورة درء الفتنة المفاهيمية بضبط المصطلحات، ولكن يبقى السؤال: كيف نواجه الإنفصام المفاهيمي؟ أنا ضد الفتنة وضد الإنفصام! لنقل - لأي سبب من الأسباب - نصارى بدل مسيحيون، وبالإنجليزية نقول "christians" عوضا عن (ماذا) أو نقول (ماذا) بدل "christians" هذه؟

قال الأستاذ الحافي: "فالقرآن لم يكن هو الذي أنشأ تسمية النصرانية أو اليهودية أو المجوسية أو الصابئة وإنما أقر التسمية التي استعملها أتباع تلك الأديان وفي هذا دليل واضح على موضوعية القرآن في التعامل مع الأديان الأخرى" .

ويقول الأستاذ الصمادي: "أشار القرآن الكريم في آيتين من الآيات السابقة إلى أن النصارى هم من أطلق هذه التسمية على أنفسهم" .

عليه، إن نحن أردنا التمسك بهذه الموضوعية القرآنية، فعلينا أن نميز بين النصرانية والمسيحية؛ ويظهر من بحثهما أن النصرانية أقدم من المسيحية، وهذا صواب، فلزم التمييز بين النصرانية والمسيحية لهذا السبب أيضا، إضافة إلى الأسباب الأخرى التي ذكرتها.

والآن نسأل لماذا وقع إختيار الدكتور الصمادي على النصرانية بدل المسيحية؟

يقول: "ومنهم من يقول إن التسمية الأصلية لهم هي المسيحيون، وبالتالي فهم غير معنيين بخطاب القرآن الكريم حول النصارى" . نعم، التسمية الأصلية لهم هي المسيحيون، فاهل التثليث لم يعرفوا المسيحية إلا بعد أن "ترومنت" النصرانية - وهذا الذي حصل فروما لم تتنصّر - أي بعد أن تحولت النصرانية من التوحيدية والواحدية (الله واحد أحد) إلى التثليث. أما التسمية الأصلية لأتباع المسيح إبن مريم: أهل الصراط، أو الناصريون أو النصارى أو المنذورون لله (hágios)، وهذا لا يهم، فالمهم هو القرآن الكريم أقر التسمية التي استعملها أتباع المسيح في المنطقة العربية.

ثم قال الأستاذ الصمادي بعد أن ذكر الإتجاه الآخر عند الباحثين المسلمين الذين يعتقدون أن المسيحية هي الدين الصحيح لعيسى عليه السلام: ".. قلتُ وفي هذا خلط كبير فقد غاب عن ذهن هؤلاء جميعا ذلك الاختلاف الكبير في مفهوم المسيح ما بين المسلمين والنصارى، .. وكذلك القول إن اسم المسيحيين لا يوافق ما قاموا به من تحريف لكتابهم، وأن الأولى تسميتهم نصارى أو أهل كتاب، وأن النصرانية كفر بنص القرآن الكريم، فالأمر على النقيض تماما فإنما قاموا بهذا التحريف انطلاقا من مفهومهم لكلمة المسيح .. وتسمية النصارى أو أهل الكتاب لا تشعر بالكفر وإنما من منهج القرآن الاحتفاظ بالمسميات الصحيحة للأشياء، وذلك إشعارا لأصحابها وحثا لهم على ضرورة الرجوع إلى جادة الحق والصواب.." .

أي إشعار وأي حث على الرجوع إلى الجدية وهو الذي قال مباشرة بعد هذا الكلام: "وأما أن النصرانية كفر بنص القرآن الكريم، فالذي نص عليه القرآن الكريم هو كفر النصارى بسبب قولهم بألوهية عيسى عليه السلام وبنوته لله تعالى، لا لمجرد أنهم نصارى" ؟؟ وهذا بعد أن أكد أن القرآن الكريم يشير إلى أن النصارى هم من أطلق هذه التسمية على أنفسهم؟

أظن هذا تناقض !

وقوله أن الذي نص عليه القرآن الكريم هو كفر النصارى بسبب قولهم بألوهية عيسى عليه السلام، غير صحيح لأنه قول تأويلي لم ينص عليه القرآن؛ وكذلك قوله "وبنوته لله" خطأ، إذ لم ينص القرآن على كفرهم لهذا القول، ففي القرآن الكريم نقرأ قالت النصارى المسيح إبن الله وهذا قول يضاهئون به قول الذين كفروا من قبل، وليس في القرآن لقد كفر الذين قالوا إن المسيح إبن الله.. والظاهر أن أستاذنا المحترم د. الصمادي لا يفرّق بين الإبن والولد. إن الذين قالوا إتخذ الله ولدا، طائفة من أهل الكتاب كانت تقول بثلاثة، كانت تعبد الوالد والوالدة والولد، أي ألّهت الأب والأم والإبن، وإلى هذا تشير الآية الكريمة {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}. وهي عقيدة ذكرها القرآن الكريم لتكذيب القائلين بها، ووظّفها لهدم الأسس الفكرية للشرك، فالقول نفسه تكاد السماوات أن يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا، فما بالكم بأولئك الشركاء وهم أقل شأنا من الولد؟؟

مسيحي لا نصراني، وبعض المسيحيين في الحقيقة يفضل وصفه بالنصرانية، وهذا واحد من إثنين: إما مسيحي من أتباع القومية العربية الثورية لا يرضى بثقافة غربية واردة فهو عربي بروحه الثقافية وينظر إلى التراث العربي الإسلامي على أنه جزء من هويته العربية، وإما مسيحي "سلفي" يريد أن يوهم غيره بأن سلف النصارى كانوا من أهل التثليث أيضا.. وهذا سنقول له نصراني من باب أخلاقيات التواصل والحوار بالتي هي أحسن فهو إسم إختاره لنفسه، رغم قناعتنا أن لا علاقة له بالنصرانية لا من قريب ولا من بعيد، ومن يتسمى بالمسيحية نقول له مسيحي، لنفس السبب مع فرق واضح أنه مسيحي حقيقة، أي من أتباع المسيح (الذي لا نعرفه نحن ولا نؤمن به).
 
" وقوله أن الذي نص عليه القرآن الكريم هو كفر النصارى بسبب قولهم بألوهية عيسى عليه السلام غير صحيح"
؟؟؟
لا أدري والله ماذا أقول ! هل هذا الملتقى هو للانتصار للقرآن أم للقول العرفاني ؟
أم هو الانتصار للموضوعية الزائفة التي تريد أن تهدم رسالة القرآن حتى لانوصم بالتكفير والتوحش؟!
إذاً كفرهم مجرد تأويل لم ينص عليه القرآن ؟!



ثم
القرآن لم يقل بكفر من قال أن المسيح ابن الله !
هو فقط مضاهاة للكفار !

يبدو أنه تستطيع أن تكفر برسالة القرآن شريطة أن لا توصم بالوحشية والتكفير !

مرحباً بكم في أوروبا .
 
عودة
أعلى