خطورة القصور اللغوي وضرورة معالجته .

إنضم
31/07/2006
المشاركات
896
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المغرب - الجديدة
بسم الله الرحمن الرحيم .
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .

لاحظت من خلال متابعتي لموقعنا أخطاء لغوية كثيرة، تتعدد و تتكرر للأسف الشديد، ومن كثرتها أصبح يساورني الشك في صحتها، مما يجعلني في كثير من الأحيان ألتفت إلى الأستاذة الدكتورة خديجة إيكر ـ حفظها الله ـ، بحكم تخصصها الدقيق، مستنجدا بها للفصل في النازلة. وكنت أجدها تستغرب من تصرفي، بل تحمله محمل الهزل، ولكن أمام إصراري اتضح لها أن الأمر جد، و ليس هزلا، ولا بد من التدخل.
واستحضرت كيف كان إصرار علمائنا على شيوع الفضيلة حين قرروا أن الفضيلة إما أن تكون أو لا تكون، فلا مجال للتبعيض، و للتهاون، و لا للتسامح، لخطورة الموقف. لأن الفساد ينال منا شئنا أم أبينا، و المغررون بصلاحهم قد يكونون أكبر ضحاياه.
واستحضرت كذلك القاعدة النبوية التي هي سنة من سنن الله تعالى في الحياة، المستفادة من حديثه الشريف : من لم يكن في الزيادة فهو في النقصان. فلا مجال للثبات، فكل شيء متغير إما إلى الأحسن أو الأسوء، ليبقى الثابت الوحيد هو الله تعالى.
ومما يستشعرك بخطورة الأمر هو صدور هذه الأخطاء عن طلبة علم في مستوى الماجستير، والدكتوراه. فإذا راجعنا كتاباتهم، خاصة تلكم التي يطلبون فيها إسعافهم بموضوع صالح للبحث، أو حل مشكلة تعترضهم في البحث. فإننا نجدهم يكتبون بأسلوب هو أقرب إلى العامية منه إلى العربية، وفي بعض الأحيان يكونون عاجزين عن الإفصاح عما يريدون، فلا تفهم ماذا يريدون، ولا تستبين ما يطلبون، فكيف يمكن التواصل معهم، والاستجابة لطلبهم ؟.
إن من أصعب المواقف التي تواجه الأستاذ في حياته العملية، هي التدريس لطلبة غير متمكنين من اللغة. فما بالك بالمتخصصين في الدراسات القرآنية والتفسير، كيف يمكنهم ولوج مثل هذه التخصصات وهم لا يملكون زمام اللغة العربية .
إن الحضارة الإسلامية حضارة نص، وهذا النص يتمثل في القرآن و صحيح السنة، و هما نصان لغويان يحملان عقيدة، و تشريعا، و أخلاقا، تمت صياغتها صياغة لغوية عربية، ومن ثم فإن من خواص القرآن أنه عربي اللسان، عالمي الثقافة. مما يجعل فهمه رهين التمكن من اللغة العربية.
إن هذا الأمر جلل، مما يحتم علينا جميعا الانتباه لخطورة الوضع الذي نعيشها جميعا في مختلف جامعاتنا، ومعاهدنا، و كلياتنا، بنسب متفاوتة. كما يوجب اتخاذ إجراءات عملية، وسريعة لمعالجة هذا الوضع المرضي، الذي إن تركناه استفحل أمره ليصبح وباء، وتكون نتيجته فقدان الصلة بيننا و بين مرجعيتنا المتمثلة في القرآن الكريم، وصحيح السنة النبوية الشريفة .
ومن الإجراءات التي يتعين اتخاذها باستعجال ـ في تصوري المتواضع ـ :
1. القيام بعملية تحسيس للأساتذة، و المتخصصين، و الطلبة .
2. حث الجميع على القيام بنقد ذاتي، بحيث نقيم فيه أنفسنا، ونكتشف جوانب الخصاص اللغوي، والاعتراف بها كمدخل لتجاوزها.
3. الاستعانة بأهل الاختصاص في التقييم، و التقويم، واقتراح البرامج التكوينية.
4. حمل الأقسام العلمية طلبة الإجازة، والماجستير، والدكتوراه على الخضوع لدورات تكوينية إجبارية في اللغة العربية، للرفع من مستواهم اللغوي، وتأهيلهم لخوض غمار البحث في الدراسات القرآنية والتفسير.
5. تشجيع الطلبة على تكوين فرق التعلم الذاتي، تحت إشراف أساتذة متخصصين.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
 
لقد أصبت الحقيقة يا دكتور أحمد، وأثرت الشجون، ووضعت يدك على جرح مؤلم، يؤذي الغيورين على لغة أهل القرآن الكريم.
ولم يقتصر هذا الضعفُ على طلاب الدراسات العليا، بل هو موجود للأسف عند كثير من الأساتذة في العلوم الشرعية، والدراسات القرآنية.
نعم اللحون والأغلاط النحوية والصرفية كثيرة في الحديث والكتابة، فضلاً عن ركاكة الأسلوب، وضعف الذوق البلاغي.
وقد اطّلعت على أنموذج لمباحث رسالة ماجستير في التفسير الموضوعي فوجدت صاحبَها لا يكاد يقيم جملةً واحدة ! فكيف يسمح لمثل هذا أن يكتب رسالة في التفسير الموضوعي؟
ولمعالجة هذه القضية أقترح ما يلي:
1- أن يختبر من يتقدم للإعادة ،أو الدراسات العليا في الدراسات القرآنية في اللغة العربية، ولا سيما النحو.
2- أن تضاف بعض المقررات اللغوية إلى الخطط الدراسية للدراسات العليا في الدراسات القرآنية.
3- أن يعتني جميعُ الأساتذة في العلوم الشرعية، ولا سيما في الدراسات القرآنية بتعليم وتدريب طلابهم على قواعد اللغة العربية مفردات وتراكيب وأساليب؛ لكي تنمو عندهم المَلَكة، وتتعزَّز المعرفة، وتترسَّخ المعلومة من خلال التطبيق العملي في النطق والكتابة.
 
وهل لقَـرحِ سهَـام اللحنِ من آسـي.؟
اللحنُ اللسانيُّ والأدبي والكتابيُّ جليٌّ غيرُ خفيٍّ , والمصيبةُ التي تضاعفُ البلاء على صاحبه أن يقترن بـ(التَّـهَـوُّر) فيكون حاملُ هذه اللحون سبَّـاقاً إلى أن يُستكتَـبَ ويُستنطَقَ ويُستَشَـارَ ويُستَعار.
ولو كانَ استقباحُ وقوع اللحن بكل أوجهه القبيحة وإزراؤهُ بصاحبه عُرفاً متَّـبَعاً في الأوساط العلميَّـة عُموماً والقرآنيةِ خُصوصاً لأحجم المُتهوِّرون , ولكن طغتِ المُجاملة والمُجاهَلةُ والانبهارُ -غيرُ المُبرَّر- بالألقاب الصناعيَّـة المفخَّمة على الغيرة الحقَّـةِ على العلم فكانَ ما كَـانَ..!​
ومن عجائب الدُّنيا الألْفِ في هذا الباب:
* أن يأمُر أستاذُ الدِّراسات القرآنية العُليا طالبهُ القارئَ بتنوينِ عُمرَ في قوله (وهُو مرويٌّ عن أبي بكرٍ وعُمرَ) بحجَّة تبعية المعطوف للمعطوف عليه إعراباً.!!
* أن يكُون أستاذ الدراسات القرآنية ومناقش الرسائل العلمية ومالئ الشَّاشات والقنوات يستغل موقعَه الوظيفيَّ فيطلبُ من يُشكِّـلُ له نصَّ الخُطبةِ والبرنامج الإذاعي والمُداخلة الهاتفية ويُسمِّعُها لهُ قبل الإلقاء , ثُمَّ لا يوفيه أجرَه.
 
الوضع مؤلم ، والحل في تكاتف جهود محبي هذه اللغة الشريفة ، وعندي مشروع مصغر بدأت به منذ زمن، وسأدخل مرحلة جديدة منه مع بداية العام الهجري بإذن الله، وكم أتمني أن أجد من يؤنسني في الطريق
 
شكر الله للأساتذة الكرام هذه الغيرة على لغة القرآن.... وإني لأرجو الله ألا أكون من هؤلاء.
مثلي لا يقارن بكم ... غير أني أستغرب دائما من صدور أخطاء في أمور بسيطة تعلمناها في المدارس الإبتدائية، فإذا رفعت عيني إلى الأعلى قليلا ،وجدت مؤهلا في صفحة الكاتب لا أجد معه عذرا له.
قد تحصل بعض الأخطاء غير المقصودة، بسبب غفلة وليس بسبب جهل، وقدحصل معي مرة مثل هذا، فقلت فيما كتبت في الملتقى مخاطبة إحدى الأخوات: "لقد أثرتِ في القلب مواجعَ وهموم" والأصل أن أقول: وهموما، لكن غرني امتناع صرف"مواجع"، فاستسهلت عدم تنوين "هموما"، ولم أستفق من غفلتي حتى فاتني أوان التعديل!! هذا فيما بدا لي من الأخطاء، ولعله يبدو أمام أمثالكم ما لم نكن نحتسب!!! فاللُّطف اللُّطف!!
فأرجو من أساتذتنا الكرام أن يتحفونا بما يرونه معالجا لهذه الآفة، فنستفيد جميعا...لكن ليس بحلول نظرية، وإنما ببرامج عملية تطبيقية، لعل الله يُقوِّم اعوجاج ألسنتنا.
ورحم الله أحد أساتذتنا حين كان يقول لنا: "الحفاظ على حدود اللغة لا يقل أهمية وقداسة على الحفاظ على حدود أرض الوطن!!" وذلك في إشارة منه لجرم الفرونكونية وما فعلته في الجزائر، ففرنسا لما احتلت الأرض، بقيت مئات السنين غير مرغوب فيها، حتى أخرجت منها عنوة، لكن بقيت تغذي فينا اللغة الفرنسية، حتى أصبحت تزاحم العربية في كثير من الميادين، بل تسبقها!! والذين تشبعوا بها هم أقرب الناس لعادات الفرنسيين وطريقة عيشهم، واللبيب لا يحتاج لعناء تفكير لِيَخلُص إلى العلاقة التي تربط اللغة بالعادات، بل بالعقائد كذلك!!
 
بارك الله فيكم يا أبا معاذ فما قلتَ إلا الحقَّ ، والتهاون في مثل هذا يؤدي بنا دوماً إلى المزيد من الضعف ، والمجاملة تقتل فينا الكثير من معاني التميز والقوة التي يطلبها ديننا . وأنا أغتفر بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الإخوة الفضلاء في الملتقى وأ‘زو ذلك إلى عدم خبرتهم بالكتابة على لوحة المفاتيح ، وجهلهم بمواضع الهمزات وغيرها ، فتقع الأخطاء لهذا السبب ، وليس لجهل بالصواب . ولكن الخلل في كثير من الأحيان لا يكفي فيه مثل هذا التبرير .
وأرجو أن يكون في دعوتك الكريمة هذه ما ينبه غافلاً ، ويحفز متساهلاً ، ويدعو للمزيد من المراجعة والتدقيق في المشاركات قبل نشرها واعتمادها ، حتى تكون في أحسن صورة من حيث الاستقامة اللغوية والفنية .
جزاك الله خيراً وجعلك مباركاً حيثما كنت .
 
الوضع مؤلم ، والحل في تكاتف جهود محبي هذه اللغة الشريفة ، وعندي مشروع مصغر بدأت به منذ زمن، وسأدخل مرحلة جديدة منه مع بداية العام الهجري بإذن الله، وكم أتمني أن أجد من يؤنسني في الطريق
أشركنا في مشروعك الصغير يا أبا هاجر لعلنا ننتفع معك به وفقك الله .
 
بارك الله فيكم جميعا على غيرتكم الصادقة على لغة القرآن, وإنا لنرجوا أن يكون لأجيالنا الصاعدة معها مستقبلا وثيقا ومزدهرا لا يماثل حاضرنا المؤسف.
الوضع مؤلم ، والحل في تكاتف جهود محبي هذه اللغة الشريفة ، وعندي مشروع مصغر بدأت به منذ زمن، وسأدخل مرحلة جديدة منه مع بداية العام الهجري بإذن الله، وكم أتمني أن أجد من يؤنسني في الطريق
أخي الكريم ... ليتك تتحفنا ـ مشكورا ـ بما لديك فلقد أثرتَ حماسنا بارك الله فيك.
 
كان الغرض إثارة الحماسة وقد تحقق ولله الحمد ، ولعلي بإذن الله أجد وقتا بعد صلاة الجمعة لأعطيكم التفاصيل.
 
أحبُّ أن أضيف إضافة بسيطة إلى مقترحات الأخوين الفاضلين د.أحمد الضاوي و د.إبراهيم الحميضي .. (حفظهما الله) في معالجة هذه قضية:
*التركيز على العناية باللغة العربية (تحدثا) في مدارسنا في كافة المراحل الدراسية المختلفة, وياليتنا ننتقل من مرحلة: تشجيع الطلاب والطالبات على التحدث بالفصحى في حصص اللغة العربية إلى مرحلة: إلزام الطلاب والطالبات بالتحدث بالفصحى في حصص اللغة العربية في كل المراحل الدراسية ولا يستثنى من ذلك الصفوف الدنيا.
إن الطالب الذي يضطر للتحدث يوميا ـ ومنذ نعومة أظافره ـ بالفصحى مدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات؛ لقادر على أن يكون فصيحا صحيح اللسان حتى قبل التحاقه بمقاعد الدراسة الجامعية. بل ويُتوقع منه أن يتحدث بها في الحصص الدينية وغيرها, كما يُتوقع منه الإبداع في استخدامها؛ والتفنن في التعبير البلاغي بها وهو بعدُ لم يبلغ الثامنة عشر من عمره. وبالتالي لن تبذل فيه الجامعة الكثير من الجهد لأجل تقويم لغته والقضاء على الركاكة في تعبيره وكتاباته.
 
المشروع الذي أعمل فيه، وأسعى حالياً إلى توسيع دائرته يهدف إلى :
تحبيب طلاب العلم في دراسة علوم العربية بأمور منها:
1/تيسير طريقة التدريس، وسرعة الإنجاز وعدم ذكر أي خلاف؛ بحيث ينتهي من المتون المختصرة في عشرة أيام خلال أسبوعين ، وهذا يقلل الفتور ويشعر بالإنجاز.
2/العناية بالتوضيح عن طريق المشجرات ونحوها من وسائل التعليم.
3/ العناية بالجانب العملي فمثلا أعطي درس الآجرومية عادة في ربع ساعة ثم يأخذ التطبيق نصف ساعة، وهذا يجعل الطالب يشعر بفائدة ما درس، كما أنه يكشف له عن الفرق بين النظرية والتطبيق، وقد فاجأني طالب درَّسته الآجرومية بهذه الطريقة بقوله: لقد درستُ الآجرومية قبلك ست مرات، ولم أفهم إلا في هذه المرة، مع أن المعلومات كانت واضحة في المرات السابقة لكن دون فائدة عملية، والفضل لله أولا وآخراً.
أما الخطوة التي أسعى إليها ابتداء بشهر محرم القادم بإذن الله فتتلخص في عمل دورات مكثفة في علوم العربية ، وهاكم ملخصاً لفكرة هذه الدورات:
أولاً: الهدف من الدورة:
1- تحبيب طلاب العلم في علوم العربية.
2- إتقان الطالب لأساسيات اللغة العربية، دون الخوض في أي تفاصيل.
3- إبراز الجانب التطبيقي في علوم العربية.
ثانياً: الوسائل:
1-دراسة ستة متون مختصرة في العلوم الآتية:النحو، الصرف، قواعد الإعراب، البلاغة، العروض، متن اللغة؛ بحيث يدرس كل متن على حدة ،وذلك على النحو الآتي:
أسبوعان في شهر محرم: الآجرومية.
أسبوعان في ...: نظم قواعد الإعراب.
أسبوع بعد اختبارات الفصل الدراسي الأول: مائة المعاني والبيان.
الأسبوعان الأولان من الفصل الدراسي الثاني: تصريف العزي.
أسبوعان أثناء الفصل الثاني: الكافي في علم العروض.
أسبوع بعد نهاية اختبارات الفصل الدراسي الثاني: لامية الشنفرى.
2-حفظ وتسميع المتون المدروسة.
3-عمل كراسة تمارين لكل متن، ويسلمها الطالب محلولة في نهاية دراسته للمتن ، وتصحح للتأكد من مستوى استيعاب الطالب، ويعطى درجة على الكراسة.
4-إعطاء شهادة حضور للمواظبين.
5-إعطاء شهادة تميز لمن يتجاوز اختبارات الدورة بنجاح.
وهناك أفكار أخرى كثيرة مازالت تتكامل لكن ينقصني دائما من يساعدني بالفكر أو بالجهد؛ فمثلا تجهيز التمارين لكل هذه المتون مفيد ومهم لكنه يأخذ وقتا يعجز عنه المرء وحده، فضلا عن متابعة الطلاب بتسميع المتن وتصحيح التمارين...إلخ.
وأخيرا فإن الفئة المستهدفة من الدورة هم طلاب الجامعات، وأتمنى فيما بعد أن تكون هناك دورات لطلاب حلقات التحفيظ ممن في المرحلة المتوسطة والثانوية ، أما الصغار فقد أشارت الأخت ابنة الإسكندراني إلى فكرة رائدة بصددهم، وقد تبناها الدكتور عبد الله الدنان وطبقتها مدارس متعددة –بتفاوت في مستوى الإتقان- ولجهدهم ثمار يانعة ، وليت الأيدي تتكاتف للسعي دائما إلى الأحسن.
وأخيراً... أرحب بكل من يتواصل معي لإنجاح الدورات - وفي الذهن كثيرٌ بعدها- بأي شكل من الإشكال وكل ما أنجزه للدورات من تمارين وغيرها سيكون متاحا لمن أراد، والله أعلم.
 
مشروع جيد ومبارك بإذن الله, وأرجو أن يوفقك الله فترى ثماره رأي العين.
وإني لأرجو أن تقام مثل هذه الدورة الثريّة في مكان مناسب يتيح للنساء أيضا المشاركة فيها؛ للتتسع دائرة الإستفادة, فإن تيسّر ذلك فإني أتشرف في أن أكون من أول المشاركات فيها بإذن الله.
وفقكم الله ورعاكم
 
جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع الضروري والملح والعام فالجميع يعاني منه ،والكلام عن تقوية اللغة العربية في عصر التخصص يعد أمراً صعباً مع انشغال المرء بتخصصه الشرعي وأية جهود في هذا المجال ستكون فردية ولن تصل بالمرء للمستوى المنشود ،وهناك حلم يراودني منذ سنوات وهو أن ينتهي الفصام بين التخصصات الشرعية وتخصص اللغة العربية ويصبحوا تخصصاً واحداً ،ويقوي هذا الحلم عندي الرسائل والدراسات الجامعية لأهل اللغة العربية عن القرآن ،وأطلق لخيالي العنان في تصور ما ستكون عليه الدراسة لو كان كاتبها جمع مع تخصصه باللغة العربية العلوم الشرعية من قراءات وفقه وحديث وتفسير و...
 
الأصل أن الدورة ستبث على الإنترنت صوتاً وصورة ، أسأل الله التيسير.
أما كون الجهود فردية فهذا صحيح وهو الذي بيدنا، وإلا فإن التعليم في رياض الأطفال مع المرحلة الابتدائية ومعها المتوسطة - كحد أقصى- كفيلة لو كانت على الوجه المطلوب أن تحل المشكلة من جذور جذورها.
 
جزاكم الله خيرا...مشروع رائع جدا، والأروع أن يبث على الأنترنت ليتسنى لنا جميعا الإلتحاق بهذه الرياض المباركة.
وفيما يخص مانبهتم عليه من الإهتمام بالجانب التطبيقي فعندي سؤال لفضيلتكم: لماذا يشير أهل العلم دائما إلى الإبتداء بمثل الأجرومية وحفظها مع أن حفظها لن ينفع الطالب المبتدئ شيئا في تطبيقاته اليومية في التعبير والكتابة، أليس كتاب "النحو الواضح" لمصطفى أمين وعلي الجارم أنفع، لما فيه من التمارين التي تجعل الطالب يتقن القاعدة حفظا وتطبيقا،ولِتَدَرُّجِه حسب المستويات المعروفة في مدارسنا الأكاديمية..وقد جربته مع ابني وكثير من التلاميذ ومنهم الأعاجم فنفع معهم كثيرا .
قد تكون ظروف التعليم تختلف في بلداننا عن التي في بلاد الحرمين ـــ حفظها الله وصانها ــ،فعلى الأقل أتكلم عن ظروفنا نحن، فإني أرى أن لا ألزم التلميذ بحفظ متن الأجرومية، مع اكتظاظ المواد في المدرسة الأكاديمية وتعددها، فنوفر جهد الترغيب في الحفظ لكتاب الله، إذا كان بوسعنا أن نجعل التلميذ يتقن القواعذ بكثرة التطبيقات مع ما فيها من المتعة، ومن غير أن يحفظ المتن.
أرجو أن أسمع من فضيلتكم الرأي الصواب في هذه المسألة.
 
أما الراي الصائب فلا أدعي أنه عندي يا أم يوسف فهذه المسائل كلها اجتهادية تختلف فيها النظرات وتتعدد، أنا لم أطلع على كتاب النحو الواضح حتى أحكم عليه ، والآجرومية لا تحتاج في وجهة نظري إلى حفظ متقن بل تحفظ المعانى التي فيها وفيها إعادة مفيدة لبعض المسائل لكن ينبه المعلم على عدم ضرورة حفظها، والذي يعجبني في الآجرومية شخصياً حسنُ ترتيب موضوعاتها بخلاف بعض المناهج الدراسية النظامية التي درّستها في المرحلة الابتدائية فوجدت أنها غير مناسبة للطلاب، علما بأني أرى أن الطلاب في الابتدائي أحوج إلى تقويم اللسان وحفظ الأشعار ، أما القواعد فالأنسب أن يأخذوها في المرحلة المتوسطة.
 
والمتون المذكورة مجرد اجتهاد لا يعني أن غيرها لا يفي بالغرض، ومع التطبيق تصبح الآجرومية وغيرها مفيدة في جانب الكتابة أيضاً.
 
أين الخلل ؟.

أين الخلل ؟.

بسم الله الرحمن الرحيم .
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الإخوة و الأخوات : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكركم على اهتمامكم و مشاركتكم ، جزاكم الله خيرا .

من الأمور الملاحظة في تعليمنا بصفة عامة، والتعليم العالي بصفة خاصة عدم الاهتمام بعلوم التربية "البيداغوجية"، وعلم التدريس "الديداكتيك"، وحتى إذا حاولنا الإفادة منها فإننا نسقط تجارب الغير على واقعنا، دون أن نأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية والحضارية، والبيئة و الزمان، ودون امتلاك عقل ناقد قادر على التميز و الإبداع.
ومن ثم فإن مشاريعنا العلمية والتعليمية والتربوية لا تنجح بالشكل المطلوب، لأنها تكون عبارة عن استنساخ، أو ردود أفعال ـ آفة من آفات أمتنا في العصر الحديث ـ، حيث تكون تصرفاتنا عبارة عن تقليد أو ردود أفعال تلقائية لكل ما يعترضنا في الحياة، و في كثير من الأحيان يتم حل المشكل بمشكل أعوص منه، أو بما هو متاح لدينا من وسائل وإمكانيات، مما يجعل مشاكلنا تتراكم، وتتزايد بمتوالية هندسية، شأن الفوائد الربوية، مما يعرضنا للإفلاس ليس الفردي، و إنما الجماعي، لأننا للأسف الشديد لا نملك الفعل، والثقة في النفس، والأصالة ـ
إن المشكل الذي نواجهه هو في الأساس مشكل تربوي "بيداغوجي" له انعكاسات سلبية على المستوى العلمي لخريجي منظومتنا التربوية، ومن ثم يتعين معالجة المشكل في مجاله وسياقه، ليبدأ البحث عن السبب أو الأسباب التي أوقعتنا في هذا المشكل بحيث أصبح ظاهرة عامة، يعاني منها أغلب الخريجين .
ولاحظوا معي من خلال اقتراحاتنا لمعالجة هذه الآفة، أننا نشير إلى أن المحاور الأساسية للعلوم اللغوية: الصرف، والنحو، والبلاغة، يحصلها أبناؤنا في المستوى الابتدائي ليتموها في المستوى الإعدادي، أي بالنسبة لنا في المغرب فإن هذه المدة تأخذ تسع سنوات من عمرهم.
والنتيجة أنهم عند الالتحاق بسلك الثانوي تنقطع صلتهم بهذه العلوم ـ علوم الآلة ـ ويشرعون في دراسة النصوص وتحليلها، والمفروض أن تكون هذه فرصة مناسبة لتطبيق ما تعلموه سابقا، وبالتالي تتكون لديهم الملكة اللغوية. ولكن ما يحصل هو خلاف ذلك تماما، إذ يبدؤون تعلم اللعب بالكلام، بدعوى الانفتاح على التجارب النقدية واللسانية الحديثة، ليحضر الإنشاء، ويغيب العلم. في الوقت الذي يقر فيه أساتذة النقد الأدبي الحديث، واللسانيات، أنه لا مجال للإبداع فيهما ما لم يكن المرء متمكنا تمكنا تاما من علوم الآلة، وريانا من أدبنا العربي شعرا و نثر.
ومن هنا لا نستغرب إذا فوجئنا بالأمور التالية في المستوى الجامعي، بل في الدراسات العليا :
1. ضعف المستوى اللغوي.
2. ضعف المستوى العلمي.
3. عدم القدرة على الفهم، والتحليل، والتركيب، والنقد.
4. جنوح الطلبة إلى التخصصات الفكرية والنظرية، لتصورهم ـ انطلاقا من تجاربهم السابقة ـ أن ذلك الأمر سهل، و يسمح لهم بالظهور والبروز. في الوقت الذي يتعين التفريق فيه بين النظري والتنظير، بين الإنشاء والفكر.
فالفكر هو القدرة على التنظير، والتوليد، والإبداع، والأصالة. والمفكر هو الذي ينتج الأفكار، والنظريات، والمفاهيم، والمصطلحات، وهو صاحب أنموذج معرفي، وله مشاريع أو مشروع علمي أو منخرط فيه .
ولا يمكن أن نحقق مستوى المفكر إلا بعد معاشرة النصوص قراءة و فهما، وتحليلا، ونقدا، لسنوات ذوات العدد. ثم بعد ذلك يمكن أن يخرج منا مفكرون معدودون على أصابع اليد. لا كما نشهد اليوم، فكل من عجز عن الحصول على شهادة علمية، فإنه يضيف إلى اسمه صفة مفكر، أو باحث، أو داعية، أو خبير؟. إنه مجتمع الرداءة، الغاية فيه تبرر الوسيلة، وتنعدم فيه شروط المنافسة العادلة والشريفة، التي تكافئ العمل و الجهد، لتحضر اعتبارات أخرى لا صلة لها بالكفاءة، مما يورث لدى الناشئة انطباعات سيئة عن الحياة بصفة عامة، حيث يريدون تحقيق أهدافهم بأقل مجهود، وبأقل تكلفة.
5. عدم القدرة على الانخراط في البحوث والدراسات اللغوية المتصلة بالعلوم الشرعية.
6. الفصل النكد بين العلوم اللغوية والعلوم الشرعية .
7. الفصل بين النظرية و التطبيق.
8. هناك خلل فينا معشر الأساتذة حيث استسلمنا للواقع، وسايرناه، بدعوى أن الأمر يتجاوزنا، وأننا لا نستطيع فعل شيء لتجاوز الحالة الراهنة. وذلك نوع من تعزية النفس، وإعفائها من المسؤولية، والتملص من القيام بالواجب.
ومن ثم بدأت تجد من يدرس بلغة عامية أو هي أقرب إلى العامية، لكنها ليست اللغة العربية الفصحى التي نعرفها، أما المضمون ، وطريقة التدريس فلا تسأل.
إننا تخلينا عن مسؤولياتنا كنخبة علمية قيادية في المجتمع، دورها الأساس الرفع من المستوى العلمي والثقافي لأمتنا، وانخرطنا في متاع الحياة الدنيا، فنافسنا الناس فيما لم ينتدبنا الله له، فلا الدنيا حصلنا، ولا العلم حصنا.
وأصبحنا في الغالب الأعم نتعامل بمنطق التجار، نحسب الربح والخسارة المادية، وضاع منا الاحتساب. فطمعنا في ما في أيدي الناس، جعلنا نهون عند الله، فنالنا الهوان في دنيانا:
( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ).
ونحن لو قلبنا الأمر يمنة و يسرة، لوجدنا مثل هذا المشكل المثار، الذي أعتبره مصيبة، يصبح عند بعض ضعاف النفوس مغنما، راكبا موجة : " مصائب قوم عند قوم فوائد "، لنصبح أمام تجارة بائرة، تتهدد مستقبلنا. فمن إعطاء دروس خصوصية، إلى المتاجرة بالمذكرات، وفرضها على الطلبة، وابتكار أساليب شيطانية للمزيد من الربح، إلى الدورات التكوينية المؤدى عنها. مما أصبح هما مؤرقا للعائلات، يستنزف دخلها المحدود.
كيف يمكن أن يبارك الله تعالى لأمة في حياتها و بعضها يأكل البعض، يقتات على مشاكل إخوانه، ويغتني بمصائبهم، جهارا نهارا، و بدون حياء؟.
9. عدم تحمل الأساتذة الجامعيين لمسؤولياتهم العلمية والتربوية، وذلك بالوقوف على جوانب القصور العلمي واللغوي في الملتحقين بالدراسة الجامعية، و البحث عن الأسباب، والعمل على اقتراح الخطط، والبرامج، ومتابعة الطلبة، وعقد لقاءات دورية معهم، لخلق روح المبادرة لديهم، وتحفيزهم على المزيد من العمل، وبذل الجهد، في التحصيل العلمي، ورفع همتهم، وتحسيهم بقيمتهم في الوجود، وبيان أهمية العلم وقيمته في الحياة، وعظم أجر المتعلم عند الله تعالى، وأن العلم صدقة جارية، يستمر ثوابه بعد وفاة الإنسان، فضلا عن العائد المادي والمعنوي في الحياة الدنيا. مما يجعلهم يقبلون على طلب العلم برغبة داخلية، وبعزم وعزيمة، ويجدون متعتهم فيه "لذة المعرفة"، ليصبح طلب العلم استجابة لرغبة داخلية، والقيام به تلبية لحاجة دفينة في شغاف القلب " العلم نهمة في القلب".
إننا في الواقع انشغلنا بأمور جانبية، وتركنا المهمة النبيلة المناطة بنا و هي تكوين الأجيال، والاستثمار في الرأسمال البشري.
10. ومن باب المصارحة، إن فاقد الشيء لا يعطيه، فإن ما نلوم على طلبتنا هو متحقق فينا كأساتذة بشكل أو آخر، مما يحملنا على الوقوف مع أنفسنا وقفة نقدية، نستجلي فيها عوامل القوة فنعمل على ترسيخها وتنميتها، و نكتشف جوانب الضعف فينا فنعمل على تجاوزها، وعدم العودة إليها. علما أنه كلما ازددنا علما كلما ازددنا معرفة بمقدار جهلنا، مصداقا لقوله تعالى : (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) . (وفوق كل ذي علم عليم)، مما يعني أن مسيرة العلم لا تتوقف إلى أن نلقى الله تعالى .
إنني ألاحظ أن بعض الزملاء بمجرد مناقشتهم لأطروحة الدكتوراه ينقطع عهدهم بالمكتبة والبحث، لتبدأ معلوماتهم في التآكل، فيتخلفون عن الركب العلمي علميا ومنهجيا، وتجدهم يكررون ما يدرسونه منذ ولوجهم الجامعة، فلا يعيدون النظر في دروسهم ومحاضراتهم، ولا يجددون معلوماتهم، ولا يطورون مناهجهم، و لا يبدعون في طرق التدريس، ولا ينخرطون في الدورات التكوينية، ولا يسلكون سبيل التكوين المستمر، و التعلم الذاتي، مما يورث دروسهم ومحاضراتهم الرتابة، وانعدام الفائدة علميا ومنهجيا. كيف يمكن للثابت في العالم المتغير أن ينتج المبدعين؟، إن الأستاذ مثله مثل الماء إذا لم يتجدد فإنه يأسن.
11. يتعين أن نتخذ موقفا وسطا، بحيث لا يكون هناك تفريط ولا إفراط، فلا تيئيس من إمكانية الإصلاح، والنجاح، وتنمية الذات، ولا تبخيس للمشكل ولا استهانة به. فالأمر مناط بالإرادة لا بالقدرة:
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه، وأن يرحم ضعفنا و تقصيرنا،
وأن يرزقنا بمدد من عنده، نحقق به ما يحبه و يرضاه .
إنه نعم المولى، ونعم النصير .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
 
أجدتم وأفدتم، وشخصتم الداء، ووصفتم الدواء، وهل يستطيعون استئصال فساد لحق بالحقل العلمي لسنين عديدة؟
تصحيح النية، والإخلاص في المقصد، قد يكفلان تقويم اعوجاج هذا المسار.
 
أشكرك أخي الكريم/ د. أحمد الضاوي؛ على هذا التحليل الدقيق, وهذه النظرة الثاقبة ذات العمق المتوغل في ثنايا هذه الظاهرة,
حقا مقال رائع يستحق التأمل والدراسة ... فسلمت يداك وسلم فكرك ومنطقك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور مصطفى محمد صالح
حفظه الله
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أشكركم على تواصلكم و تقديركم
جزاكم الله خيرا
وإضافة إلى ما ذكرتم ، فإن من أسباب انحطاطنا تحنيط ديننا، حيث غابت أهدافه و مقاصده، و حضرت
ـ عند أغلب الناس ـ الطقوس، ليعزل الدين عن الحياة، ويتم تحنيطه.
وذلك هو السر في أننا لا نجد الأثر المطلوب للدين في حياتنا الشخصية و العامة.
فالنية تحدد الهدف، وتعين الوجهة، وتحفز الإنسان على التفكير الاستراتيجي.
أما الإخلاص فإنه المدخل الأساس للجودة، لما يورثه من تفان في العمل،
وحرص على إتقانه ابتغاء مرضاة الله .
إن حقيقة الإخلاص الإحسان، وثمرته الوازع الديني .
وتفضلوا أخي الكريم بقبول فائق التحيات و التقدير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
الأخت الفاضلة الأستاذة بنت إسكندراني
حفظها الله
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أشكركم على تواصلكم و تقديركم
جزاكم الله خيرا .
 
عودة
أعلى