أحمد بزوي الضاوي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم .
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين .
لاحظت من خلال متابعتي لموقعنا أخطاء لغوية كثيرة، تتعدد و تتكرر للأسف الشديد، ومن كثرتها أصبح يساورني الشك في صحتها، مما يجعلني في كثير من الأحيان ألتفت إلى الأستاذة الدكتورة خديجة إيكر ـ حفظها الله ـ، بحكم تخصصها الدقيق، مستنجدا بها للفصل في النازلة. وكنت أجدها تستغرب من تصرفي، بل تحمله محمل الهزل، ولكن أمام إصراري اتضح لها أن الأمر جد، و ليس هزلا، ولا بد من التدخل.
واستحضرت كيف كان إصرار علمائنا على شيوع الفضيلة حين قرروا أن الفضيلة إما أن تكون أو لا تكون، فلا مجال للتبعيض، و للتهاون، و لا للتسامح، لخطورة الموقف. لأن الفساد ينال منا شئنا أم أبينا، و المغررون بصلاحهم قد يكونون أكبر ضحاياه.
واستحضرت كذلك القاعدة النبوية التي هي سنة من سنن الله تعالى في الحياة، المستفادة من حديثه الشريف : من لم يكن في الزيادة فهو في النقصان. فلا مجال للثبات، فكل شيء متغير إما إلى الأحسن أو الأسوء، ليبقى الثابت الوحيد هو الله تعالى.
ومما يستشعرك بخطورة الأمر هو صدور هذه الأخطاء عن طلبة علم في مستوى الماجستير، والدكتوراه. فإذا راجعنا كتاباتهم، خاصة تلكم التي يطلبون فيها إسعافهم بموضوع صالح للبحث، أو حل مشكلة تعترضهم في البحث. فإننا نجدهم يكتبون بأسلوب هو أقرب إلى العامية منه إلى العربية، وفي بعض الأحيان يكونون عاجزين عن الإفصاح عما يريدون، فلا تفهم ماذا يريدون، ولا تستبين ما يطلبون، فكيف يمكن التواصل معهم، والاستجابة لطلبهم ؟.
إن من أصعب المواقف التي تواجه الأستاذ في حياته العملية، هي التدريس لطلبة غير متمكنين من اللغة. فما بالك بالمتخصصين في الدراسات القرآنية والتفسير، كيف يمكنهم ولوج مثل هذه التخصصات وهم لا يملكون زمام اللغة العربية .
إن الحضارة الإسلامية حضارة نص، وهذا النص يتمثل في القرآن و صحيح السنة، و هما نصان لغويان يحملان عقيدة، و تشريعا، و أخلاقا، تمت صياغتها صياغة لغوية عربية، ومن ثم فإن من خواص القرآن أنه عربي اللسان، عالمي الثقافة. مما يجعل فهمه رهين التمكن من اللغة العربية.
إن هذا الأمر جلل، مما يحتم علينا جميعا الانتباه لخطورة الوضع الذي نعيشها جميعا في مختلف جامعاتنا، ومعاهدنا، و كلياتنا، بنسب متفاوتة. كما يوجب اتخاذ إجراءات عملية، وسريعة لمعالجة هذا الوضع المرضي، الذي إن تركناه استفحل أمره ليصبح وباء، وتكون نتيجته فقدان الصلة بيننا و بين مرجعيتنا المتمثلة في القرآن الكريم، وصحيح السنة النبوية الشريفة .
ومن الإجراءات التي يتعين اتخاذها باستعجال ـ في تصوري المتواضع ـ :
1. القيام بعملية تحسيس للأساتذة، و المتخصصين، و الطلبة .
2. حث الجميع على القيام بنقد ذاتي، بحيث نقيم فيه أنفسنا، ونكتشف جوانب الخصاص اللغوي، والاعتراف بها كمدخل لتجاوزها.
3. الاستعانة بأهل الاختصاص في التقييم، و التقويم، واقتراح البرامج التكوينية.
4. حمل الأقسام العلمية طلبة الإجازة، والماجستير، والدكتوراه على الخضوع لدورات تكوينية إجبارية في اللغة العربية، للرفع من مستواهم اللغوي، وتأهيلهم لخوض غمار البحث في الدراسات القرآنية والتفسير.
5. تشجيع الطلبة على تكوين فرق التعلم الذاتي، تحت إشراف أساتذة متخصصين.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .