حول ظهور رواية حفص وانتشارها

إنضم
04/12/2003
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
فلسطين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
الاخوة الكرام ،اود مشاركتكم بهذا السؤال الذي ما زال يراودني منذ حوالي الشهرين ، ومبدؤه هو :
1- انه من المعلوم لكل مؤمن ان الله سبحانه هو مصرف الأمور بعلمه وحكمته ، وان ليس في الأرض من تدبير او حدث يشذ عن مشيئته !
2- ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن بأوجه نقلتبالتواتر،و قيض الله للأمة من يرسخها علما وتعليما ، من القراء العشر ورواتهم !
والسؤال:
اذا كانت الروايات المنقولة بالتواتر هي قراءة محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة ( اي كلها قرآن )
فلماذا يظهر الله سبحانه قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في رواية حفص عن عاصم ، ويطوى وتغيب القراءات الأخرى ؟؟!!!
فرواية عاصم وهي التي بدأت في الكوفة تقرأ في المساجد الثلاثة ، وفي كل اصقاع الأرض وتطبع بفرشها واصلها المصاحف ، وتدرس في مدارس المسلمين حيث وليت وجهك ،ويعلمها بالضرورة حتى اولئك الذين يقرؤون في بلدانهم برواية ورش او قالون (وهم قلة! ) والعكس ليس صحيحا في حالة الذين تعلموا رواية حفص (فقلما تجد من يجيد قراءة غيرها )
ومن يقرأ اليوم برواية حمزة او الكسائي او هشام ...أو....أو .... ؟
اعتقد ان هذا موضوع جدير بالعناية والأهتمام !
وجزى الله الجميع خيرا
 
هذا باطل

إذ أن القراءة التي كانت منتشرة في العالم الإسلامي هي قراءة الدوري، فلماذا لا يكون هذا دليلا على أنها الأصح؟

مع العلم أن قراءة حفص عن عاصم كانت قراءة مهجورة حتى فرضها الاحتلال العثماني بالحديد والنار. فكيف تجعل هذا دليلاً على صحتها؟
 
القراءات المنتشرة في العالم الإسلامي اليوم هي :
رواية حفص عن عاصم .وهي منشرة في الجزيرة والشرق عموما ومصر والشام ..
وقالون عن نافع وتكثر في أفريقيا فهناك دول كاملة تقرأ لقالون .
وورش عن نافع ، وهي كاتي قبلها .
والدوري عن أبي عمر وهي موجود في أفريقيا كذلك .
والسوسي عن ابي عمرو وهي أقلها انتشارا
وكل هذه الروايات قد طبعت مصاحفها في مجمع المدينة عدا الأخير ، وطبع مع مصحف التجويد في الدار الشامية بدمشق ..
وأما الانتشار فقد تغير من وقت فقد كان أهل الشام يقرؤن بحرف ابن عامر ثم قرؤا برواية الدوري ...ثم الآن بحفص ..
وهذا التغير كان بعدة عوامل منها سياسية ومنها وجود العلماء المقرئين و..والله أعلم.
 
جزى الله الأخوان خيرا ....
ولي ملاحظات....
1- ليس الحديث عن الصحة فذلك ما لا نختلف عليه ! لكن الحديث عن الحكمة الثابتة بالضرورة لفعل الله سبحانه .

2-ان كان ظهور رواية حفص قد تأتـى فرضا (بالحديد والنار ) او لظروف سياسية ، فلا تعدوا تلك الأحوال ان تكون من تدابير الله ، ويبفقى السؤال قائما !
3-واما ان اهل افريقيا يقرؤون برواية نافع وابي عمرو ، فان كانت العبرة بالعدد ، فما زال حضور رواية عاصم اكبر ! ف(بعض) اهل افريقيا لا تقارن بمسلمي آسيا ومصر ، واوروبا وامريكا !!
واما ان كان بالمكانة والذكر والعناية ، فليس اكبر من ان يقرأ بالقراءة في المساجد الثلاث ، وبجميع المحطات المسموعة والمرئية . وان يقرأ الاخرون ( اقصد اهل بعض افريقيا) المعتادون على رواية غير حفص ،روايته بالضرورة او الأفضلية !
4- وان رضينا (جدلا) بان الروايات الثلاث لأبي عمرو (الدوري و السوسي) ، و لنافع ( قالون و ورش) ، وعاصم (عن طريق حفص دون شعبة !!) هي شائعة مقروؤة متداولة ، فما زال السؤال قائما حول القراءات الباقية !!؟؟ ولم يغيبها الله ؟

بارك الله في الأخوة وما زال السؤال قائما !!
 
سئل القاضي أبوبكر بن العربي رحمه الله
كيف جاز لله أن يخبر عن يوسف وإخوته باللعب وهم أنبياء ، واللعب مكروه ، حيث قالوأ:( ارسله معنا غدا يرتع ويلعب ) ؟.
فأجاب
ألجواب والتوفيق بالله سبحانه يهبه لمن يشاء : إن قولك : كيف جاز لله أن يخبر عن إخوة يوسف باللعب ؟ كلام جاهل ، لم يتدرب بالعلم ولا تأدب بآداب الدين ، وإنما يقال في نحو هذا من المشكلات إذا وقعت ، مالحكمة في قول الله كذا ؟ ... ثم ذكر جوابا بديعا كعادته رحمه الله .

فكيف لواطلع على ماكتبت أخي الكريم خالد ـ وفقه الله للصواب ـ ( لماذا أظهر الله قرآة حفص ..؟) أستغفر الله .
فمن أول ماقرأت عنوان مشاركتك .تعجبت من صيغة طرحك للسؤال وعرضك له ، والتي لا يعذر فيها الاعجمي فضلا عن العربي ، لأن مضمونها الاعتراض على افعال الله ، فكأنك قلت : لماذا فعل الله ذلك ؟ بل هوعين سؤالك. وقد ترددت في الكتابة أول الامر ، رغبة في عدم الافتيات وإعمالا لحسن الظن ، وأن من سيتفاعل مع طرحك سيستدرك عليك وينبه لزللك ، وليت هذا كان من أحد المشرفين .

الاخ الكريم خالد لا تسئ الظن باخيك فلولم تكتب هنا ، ويقرأ هذا الكلام ، وقد يغتر به بعض القراء ، لما رددت عليك في هذا الموضع ، لكن لما كانت الكلمة أمانة ، والدين النصيحة فليس من عذر ، والمعصوم من عصمه الله
ولولا ظني بأن قصدك سليم ، وأنك من أهل الدين لكان الرد على غير هذا الوجه .

هذا وأشكر لك تفطنك لهذا السؤال وإثارتك له ، والله يجزل لنا ولك الاجر .
واترك لك اقتراح اختيار عنوان آخر مناسب للموضوع وبإمكانك تنسيق ذلك عن طريق المشرف
 
كاتب الرسالة الأصلية : خالدعبدالرحمن
(بعض) اهل افريقيا لا تقارن بمسلمي آسيا ومصر ، واوروبا وامريكا !!

يا عزيزي أوربا فيها جالية كبيرة من المغرب العربي وهم يقرؤون بقراءة قالون وورش عن نافع، وهي أقوى القراءات تواتراً. وكذلك في أميركا. ثم ما نسبة القراء في أوربا وأميركا أمام قراء إفريقيا؟

ثم السؤال نفسه غير صحيح.

فقراءة حفص عن عاصم كانت قراءة نادرة لم تنتشر ولا حتى بالكوفة، وإنما أخذ أهلها قراءة عاصم عن أبي بكر. ثم لما ضنّ بها أبو بكر، اضطروا للأخذ بقراءة حمزة والكسائي رغم كراهيتهم لها، وما التفتوا لرواية حفص هذا.

ثم لو نظرنا في العالم الإسلامي لوجدنا أنه خلال فترة من الزمن سادت قراءتي أبو عمرو و نافع على العالم الإسلامي. ولم يكن لقراءة حفص عن عاصم ذكر. ثم مع قدوم الاحتلال التركي تم فرض رواية حفص بالحديد والنار على العالم الإسلامي. فهل كانت تلك القراءة باطلة ثم أصبحت صحيحة؟

وهل علينا أن نقوم بعمل تصويت على أحسن قراءة والتي تفوز تكون الأصح؟!!!

هذا قول فاسد.

الإمام الليث بن سعد كان من كبار فقهاء السلف، إلا أن تلاميذه لم يكتبوا تفسيره للقرآن أو الحديث ولا فقهه! أما ما كتبه هو فقد عمل حساده من القضاة والولاة على إخفائه كما أخفى كتبه بعض المتعصبين..!

وبعد وفاة الإمام الليث بأعوام جاء الإمام الشافعي الى مصر يعيش فيها ويلتمس فقه الإمام الليث فلم يجد منه ما يريد..!.

قال الشافعي: «ما فاتني أحد فأسفت عليه كالليث بن سعد».

ونظر فيما بقي من آثاره فقال: الليث أفقه من مالك إلا أن قومه أضاعوه وتلاميذه لم يقوموا به».

فاندثار فقه الليث وانتشار فقه مالك لا يعني أن مالك أفقه من الليث، بل العكس هو الصحيح.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:

ففي هذا النقل فائدة في الموضوع :

قال مكي بن أبي طالب: وأصح القراءات سندا نافع وعاصم وأفصحها أبو عمرو والكسائي . فتح الباري 9/32

وقال مكي بن أبي طالب: وكان الناس على رأس المائتين بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب ، وبالكوف على قراءة حمزة وعاصم ، وبالشام على قراءة اين عامر ، وبمكة على قراءة ابن كثير ، وبالمدينة على قراءة نافع ، واستمروا على ذلك فلما كان على رأس الثلاثمائة أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب .
قال : والسبب في الاقتصار على السبعة مع أن في أئمة القراء من هو أجل منهم قدرا ، ومثلهم أكثر من عددهم أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيرا جدا فلما تقاصرت الهمم اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة ، وطول العمر في ملازمة القراءة ، والاتفاق على الأخذ عنه فأفردوا من كل مصر إماما واحدا ولم يتركوا مع ذلك نقل ما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم ...فتح الباري 9/31
===========
 
الحمد لله وكفى ...

أيها الأحبة ، يسرني أن يكون سؤالي مثيرا لنقاش علمي جاد حول كتاب الله العزيز ...

وآمل أن أكون ممن يحاول البحث في علم (مدفون ) كما قال الشيخ أبو احمد جزاه الله خيرا ...

و أما بالنسبة لمقالة أخينا ابن الشجري ، فغفر الله له ، لم يفرق بين كلمة ( كيف جاز لله ) وبين كلمة (ماذا ) أو ( ما الحكمة )... وشتان ما بينهما !!!
و أما ما أتحفنا به الشيخ السديس ،جزاه الله خيرا، فهو كلام بالغ الخطورة ، فكاتبه الأول ليس بجاهل بمغزى كلامه -والله اعلم- !
فعندما نقول ( اصح القراءات سندا ) , ( أفصحها ) ! فإننا نضع سؤالا كبيرا أمام ما نعلمه من أن القراءات كلها صحيحة متواترة بسند متصل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي بكلمة أخرى ( قرآنا) من عند الله !!!

فمن يملك الحكم على فصاحة القرآن ، والمقارنة بين نص الهي و آخر ؟؟!
ثم القول بأقواها سندا ، فلا أعلم أن روايات القراءات تتفاوت من حيث قوة السند ! فان كان الأمر كذلك فبأي حق نقول أن الأضعف سندا هو قرآن ...؟؟

و إذا ما وضعنا القاعدة الأهم ( بأن الله سبحانه تكفل بحفظ القرآن ) ،فأننا نحتاج الى الوقوف أمام مثل هذه النقول مطولا ...
وما قيل عن الاضطرار لقراءة حمزة والكسائي ، وفعل ابن مجاهد - مع ما يحمله اجتهاده من احتمالية الخطأ – ليصب في نفس دائرة التساؤلات التي ذكرنا ...
ومن يدري؟! فربما كان فك هذه المتشابكات هو السبيل للإجابة على السؤال الأول عن الحكمة في ظهور قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم من رواية حفص !
 
كاتب الرسالة الأصلية : خالدعبدالرحمن
ثم القول بأقواها سندا ، فلا أعلم أن روايات القراءات تتفاوت من حيث قوة السند !

لعل الأصح قولاً أيهما الأقوى تواتراً؟

فأقواهن تواتراً هي قراءة نافع ثم يليه قراءة ابن عامر وقراءة ابن كثير

وهناك قراءات فيها خلاف أعني أن بعض الناس ذمها وهي قراءتي حمزة والكسائي
 
الاخ خالد عبد الرحمن...

فإني أحمد الله لي على مثلك..................

وأقول للاخ ابن الشجري الذي "بكّت" اخانا خالد "براي" عالم من المسلمين, وانغمس بالهوامش, علما أن الشيخ خالد لم يخطأ كما بين له, فنقول له: هلا أتيتنا "بتبكيت" القاضي للملائكة على قولهم: {اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}؟؟؟

وأقول للشيخ خالد: إن يعلم الله في سؤالك خير مقصد, يهدك والمؤمنين إلى الرشاد, فلا تخش إلا الله الذي أنزل الكتاب.
 
أولا أؤكد أن القراءات التي بين أيدينا كلها قرآن نؤمن به، ولا يضره جهل الجاهلين وطعن المغرضين لأن الله حافظ كتابه من كيد المبطلين.

أما عن سبب انتشارها مع تطاول الزمان فالفقير إلى الله يميل إلى الرأي الذي يدركه كل من اشتغل بالقراءات وهو أن رواية حفص تعد هي القاعدة في القراءات ومعظم الباقي من القراءات يوجد فيها ما في حفص من قواعد ثم تزيد عليه بوجه ما بل وجوه : كالإمالات والتسهيلات والإدغامات إلخ.
فهي إذن أسهل القراءات لطلبة العلم بل ولتعليم البسطاء من العامة
لأنها الأوفق للرسم العثماني على وجهه الأصل.
بينما غيرها تحتاج إلى جهد أكبر وتلقي وممارسة وأنتم أعلم بتقاصر الهمم مع مرور الزمن

وها أنتم ترون المخطوطات معظمها مكتوب على النحو العربي المباشر ككتب الحديث والفقه وغيرهما
اللهم إلا ما يقال في تسهيل الهمزات أما الباقي فكأنه هو هو اللسان الأول.


أما القول بأنها انتشرت بالحديد والنار فهذا قول لا وزن له عند عالم له نظر ثاقب.
 
لو كنت صادقاً لكانت انتشرت قبل العثمانيين بعصور طويلة.

لكن الحقيقة معروفة.
 
أولا عليك بالدليل أنها فرضت بالحديد والنار، فالعقلاء هنا وفي كل مكان لا يقبلون قولا دون بينته

ثم هل فرضوا شيئا منكرا أم فرضوا قرآنا؟

ثم ما هو هدفهم؟ هل كانوا يخططون لتحريف القرآن بفرض ما ليس قرآنا، هذا إن صح أنك تنكر صحة قرآنية رواية حفص عن عاصم.
 
أحسن راجي رحمة ربه!.

وأضيف أن عامة القراء يقرأون بإحدى رواياتهم بأقرب ما يكون لأصول عاصم, فقالون والدوري وابن كثير وابن عامر, أقرب ما يكونون لعاصم...

والقول بالحديد والنار باطل, فهل تدين السعودية "الوهابية" لفقه العثمانيين وشرعهم؟؟
 
ولو كان الأمر بالحديد والنار لانقلب الناس كلهم لما هو عكس ذلك بمجرد انتهاء الحكم العثماني لكره الكثير من الدول لهم في أواخر عهدهم. مع الاعتراف بصلاح أوائل حكامهم وحسن سريرتهم، فلو كان هذا باطلا لتغير الحال في مصر والعراق والشام والسعودية، وكان بالإمكان فرض قراءة أخرى بالحديد والنار بناء على نجاح هذه الطريقة الفعالة بزعم بعضهم.

ثم إن الذين اعتبروا صحة رواية حفص عن عاصم وأنها مساوية لبقية القراءات كانوا قبل العصر العثماني كابن مجاهد والداني والشاطبي وحتى ابن الجزري لم يؤلف ما ألفه تحت مظلة الحكم العثماني.

فما اختاره العثمانيون - لو صح هذا القول جدلا - فهم لم يفعلوا إلا ما اتفقت عليه الأمة من عصر ابن مجاهد بل ومن قبله إلى عصرهم

بل وحتى أثناء الخلافة العثمانية كانت القراءات العشرة كلها تدرس في شتى أنحاء العالم الإسلامي وفي الحرمين كمشايخ مصر والشيخ التيجي في مكة وغيرهم، بل وإسناد القراءات العشر الكبرى التي هي اليوم في سوريا طريقها الأشهر هو طريق استانبول المعروف والذي ما زال حيا في تركيا وغيرها.

فأنا أعلنها هنا أن هذا الرأي رأي الحديد والنار رأي مهلهل لا وزن له عند من يتأمله بعقله الذي حباه الله إياه .
 
هل أنت متأكد أنك تعقل ما تقول؟

الكلام عن فرض رواية حفص وليس عن مدى صحتها. فالمتأخرين قد تابعوا ابن مجاهد في زعمه صحتها. وليس الموضوع عن هذه النقطة. الكلام هو عن سبب ظهورها، وهو اعتماد الدولة العثمانية لها دون غيرها. وكون دولتهم ذهبت لا يعني بالضرورة أن الناس ستترك تلك الرواية مباشرة. فقد فرض الأمويون في الأندلس مذهب مالك، ثم انحسر حكمهم وبقي مذهب مالك.
 
إذن أثبت صحة مزاعمك أنهم فرضوها بقوة الحديد والنار
 
إلى هذا الحد ينبغى أن يتوقف النقاش

إلى هذا الحد ينبغى أن يتوقف النقاش

إلى هذا الحد ينبغى أن يتوقف النقاش والاقتصار على اصل عظيم وهو الإجماع والتواتر الفعلي القائم اليوم على رواية حفص، والروايات الأخرى المتواترة.
السلام عليكم أيها الإخوة جميعا فى هذا الملتقى.
وأرجوا أن يسسمح لى الإخوة الكرام، أن أقدم صورة أخرى للنقاش ،
تدعوا إلى البحث بطريقة معقولة للمتخصصين القراء،
قال تعالى (يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)
أيها الإخوة أولا ماطرح مفروغ منها عند المتخصصين، وإذا لم تقبلوه فعليكم البدء فى التأصيل لهذا العلم باستقلال منكم ولايمكن ذلك قطعا.
ثانيا :ياإخواني لاينبغى التسرع فى الحكم أو الطرح الدعائي وفى هذا لملتقى المبارك فتفوت الفرصة فى على المحبين له ،
ثالثا مسألة قراءة حفص هى ثابتة قطعا بأصولها وفرشها ،لايصل إليها من أخذته العزة بالإثم،
ومن أشكلت عليه مسألة فليسأل عنها من عنده علم من أهل العلم،لاأن يصبح مفتيا بنفسه .
ومن دون شك أن مسألة القراءة اليوم لابد أن تؤخذ من طريقين مقرئ مقلد وكتاب مقيد كما قرره الجزري، ثم بعد ذلك الحجة فيما استقرعليه الشراح لكتبه بعده .
هذه ملامح تدعونا للتوقف عن البحث فيما لانعلم قبل السؤال.
والبحث عن المسائل ذات الغموض ونحوها،أو الإشكالات الموجودة،أو الشبهات ،وليس منها هذا والله الموفق
 
الحمد لله الذي جمع هذه القلوب والأفهام على أعظم مائدة ( وهي القرآن ) ...
أرى بعد النقاش وتشعبه أننا لم نصل الى جواب شاف لما أثرنا السؤال عنه ... وما هو الا تدبر في تصريف الله للأمور ، وحكمته سبحانه في قضائه ، وليس ضربا من خيال جاهل أو عبث حاقد، متشكك - والله من وراء القصد- ...
ولي هنا ان اطرح رأيا سمعته من شيخي ، ويذكر فيه ان رواية حفص تميزت بالتحقيق ( اقصد تحقيق الكلمات والحروف ) ما يجعلها الأعلى بلاغة ، وفصاحة ، وافصاحا !
ويظهر ذلك جليا أمام الأدغامات والأمالات الكبرى في الروايات الأخرى !!
فهل يكون ذلك سببا كافيا ،نستطيع من خلاله الأجابة عن السؤال ...؟
 
أخي خالد عبد الرحمن وفقه الله
عندما يرغب الإنسان في عقد مقارنة بين شيئين فلابد أن يكون على دراية كافية بكل منهما ، وعلى دراية كافية أيضا بالموضوع الذي يريد إجراء المقارنة فيه ، حتى تكون المقارنة صحيحة ، وعند المقارنة بين رواية حفص عن عاصم وباقي الروايات يتبين ما يلي :
أولاً :
لا نستطيع أن نجزم بأن رواية حفص لا يفوقها أو يساويها في الفصاحة رواية أخرى ، وذلك لأن فصحاء العرب الأقحاح لم يذكروا مزية لرواية حفص على غيرها من جهة الفصاحة ، فالإمام أحمد بن حنبل الشيباني وكان عربيا فصيحا قرأ بقراءة عاصم وبقراءة أبي عمرو وبقراءة نافع ، ومع ذلك قال : عليك بقراءة أبي عمروٍ لغة قريش وفصحاء العرب ، وقال الإمام مكي بن أبي طالب : وربما جعلوا الاختيار على ما اتفق عليه نافع وعاصم ، فقراءة هذين الإمامين أوثق القراءات وأصحها سندا ، وأفصحها في العربية ، ويتلوهما في الفصاحة خاصة : قراءة أبي عمرو والكسائي رحمهم الله » ( الإبانة في معاني القراءات : 48 ) فالخلاصة أنه عند بعض الأئمة أن قراءة أبي عمرو أفصح من قراءة عاصم ، وعند بعضهم أن رواية شعبة عن عاصم وروايتا قالون وورش عن نافع تساوي رواية حفص في الفصاحة
ثانياً :
من جهة الإمالات فحفص لديه إمالة واحدة وهي ( مجراها ) وهناك قراءات ليس فيها إمالة البتة كقراءة ابن كثير وقراءة أبي جعفر ، وقراءات فيها إمالة كلمة واحدة كرواية قالون ليس فيها إمالة إلا في كلمة ( هار ) ويجوز عنده التقليل في ( التوراة ) ويجوز تركه ، فإذا اخترت وجه عدم تقليل التوراة لم يكن لرواية حفص مزية من جهة تساويهما في إمالة كلمة واحدة فقط في كل القرآن ، وأما الإدغامات فمن طريق الشاطبية والدرة كل القراءات عدا رواية السوسي عن أبي عمرو ليس فيها إلا إدغامات صغيرة في كلمات معدودة في القرآن كله وليس لحفص مزية بل لو أحصيت مواضع الإدغام الصغير بدقة قد تجد بعض القراءات أقل إدغاما من حفص .
ثالثاً :
من جهة قرب القراءة من قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان قرشيا حجازيا ، وكتب اللغة واللهجات العربية تنص على أن لغة قريش والحجازيين فيها إبدال الهمزات وصلة ميم الجمع ، وعلى هذا فقراءة أبي جعفر ونافع وابن كثير وأبي عمرو أقرب إلى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم من رواية حفص عن عاصم
رابعاً :
من جهة السهولة لا شك أن القراءات التي فيها إبدال الهمزات أسهل بدليل أن اللهجات العامية العربية كلها تجد فيها إبدال الهمزات فتجدهم يقولون ( ياكل ، ياخذ، الراس ، البير ... ) ولا تجدهم يقولون في العامية ( يأكل ، يأخذ ، الرأس ، البئر ... ) إذن قراءة أبي جعفر ونافع وابن كثير وأبي عمرو أسهل من حفص وأقرب للغة الناس اليوم
كما أنك تجدهم يقولون ( العشا ، صفرا ، السما .. ) ولا تجدهم يقولون ( العشاء ، صفراء ، السماء ... ) إذن قراءة حمزة ورواية هشام أسهل من حفص وأقرب للغة الناس اليوم
خامسا:
رواية الدوري عن أبي عمرو ظلت قراءة معظم العالم الإسلامي لمدة تسعة أو عشرة قرون ، ورواية حفص ظلت الغالبة خمسة قرون ، والله تعالى أعلم بما سيكون ، قد تتغلب عليها رواية أخرى في قرون قادمة ، فذلك من الغيب الذي يعلمه الله ولا يستطيع أحد أن يدعي علم الغيب فيدعي أنها ستظل الرواية السائدة إلى يوم القيامة ، ثم إن الانتشار والانحسار لا يعني أنها أفصح ولا أنها أفضل .
سادساً :
لم تنفرد قراءة عاصم بثناء العلماء عليها ، بل لهم ثناء كثير على غيرها ، وأكثر الأئمة يفضلون غيرها عليها ، وإليك بعض النقولات :
قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس يقول : ( قراءة أهل المدينة سنة ) قيل : ( قـراءة نافـع ؟ ) قال : ( نعم ) . وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ( سألت أبي : أي القراءة أحب إليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة ، قلت : فإن لم يكن ؟ قال : قراءة عاصم.
وعن سفيان بن عيينة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ فقال اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قراءة أبي عمرو أحب القراءات إلي
قال ابن مجاهد وحدثونا عن وهب بن جرير قال قال لي شعبة تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس إسنادا وقال أيضا حدثني محمد بن عيسى بن حيان حدثنا نصر بن علي قال قال لي أبي قال شعبة انظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه فإنه سيصير للناس إسنادا قال نصر قلت لأبي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو وقلت للأصمعي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو قال ابن الجزري وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة في الفرش وقد يخطئون في الأصول ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة فتركوا ذلك لأن شخصا قدم من أهل العراق وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه وأقام سنين كذا بلغني وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة .اهـ

إذن ، الخلاصة أن رواية حفص رواية صحيحة متواترة جليلة ، إلا أن ادعاء أنها أفصح الروايات أو أفضل الروايات لمجرد أنها انتشرت في عصرنا دعوى عارية عن البرهان ، والله أعلم .
 
بارك الله فيك
تتبع رائع،

ولعلك تقصد بقولك:
لغة قريش والحجازيين فيها إبدال الهمزات

التسهيل عموما وليس الإبدال من مد البدل كالتي عند ورش

بل أنه كما ورد أن قريش لا تهمز.

لكنك ذكرت فيمن هم أقرب للغة قريش من يقرأ النبيء بالهمز

وحفص في هذه أولى.

ثم ما رأيك يا شيخ وليد في اعتبار أن رواية حفص أقل أحكاما للتجويد مقارنة بغيرها، وهل ترى رواية أخرى تنافسها في ذلك.
 
أخي الكريم الشيخ راجي رحمة ربه حفظه الله
قصدت بإبدال الهمزات إبدال الهمزة الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها نحو ( ياكل ، مومن ، بيس .. ) ولم أقصد مد البدل ، وكذلك التسهيل كما ذكرتم من لغة قريش لقولهم قريش لا تهمز ، وقولهم الهمز لغة نجدية ، وجزاكم الله خيرا
وأما أحكام تجويد حفص فيساويها أحكام تجويد شعبة .
 
جزا الله ابا خالد السلمي على نقله وتبيانه خيرا... ولكن....

ولكن ما قصده أخونا خالد عبد الرحمن كان (التحقيق) لا البلاغة ولا الفصاحة!.

وكل من يتعلم مبادئ القراءة, يتعلم أن قراءة النبي كانت بالتحقيق, فحفص قليل الإدغام -والإدغام خلاف التحقيق-, وحفص (يحقق) الهمزات, وغيره بين التسهيل والنقل والإبدال...

فما أسهب فيه أخونا السلمي كان في (الفصاحة والبلاغة), ولا يصح أبدا أن يقال في متواتر, "هذا أفصح من هذا", فكله كلام الله, ولكن البحث في "طريقة" النطق و"الإفصاح"!.

فالفروش كلها فصيحة بليغة بالتساوي, ولا يصح التفضيل...
وإنما التفضيل, في طريقة القراءة والترتيل...

فلنا بعد هذا أن نقول: إن أحسنها, أكثرها تحقيقا وتبيانا...

وهذا ما أظن أخانا خالدا يرمي إليه..


وأما رواية ابن عيينة عن رؤياه للنبي وأمره له بقراءة ابن العلاء, فليس في هذا حكما شرعيا ولا قطعا بأمر, بل لعلها تأول على حال الرائي, إن كان -بعدما اختلفت عليه القراءات- يحسن حرف ابن العلاء, فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يبقيه على ما يحسن, فكلها شاف كاف...
 
شيخنا العلامة أبو خالد وفقه الله

جزاك الله خيراً على هذا التعقيب النافع. وأنا أوافقك كل ما ذكرتموه ما عدا جملتين لي عليهما تعليق.

1- قولكم وفقكم الله: "وعند بعضهم أن رواية شعبة عن عاصم وروايتا قالون وورش عن نافع تساوي رواية حفص في الفصاحة "

من هؤلاء؟

2- قولكم: "رواية حفص رواية صحيحة متواترة "

أقول: إثبات تواتر رواية حفص فيه نظر. نعم، قراءة عاصم قد تكون متواترة، لكن رواية حفص عنه لا أعلم دليلا على تواترها ولا أعلم أحداً من المتقدمين نص على ذلك. ويبدو أنه خطأ من أحد المتأخرين، ثم فشى بينهم. والله أعلم.

ولعل قراءة نافع (برواية قالون) هي أكثر القراءات تواتراً، والله أعلم.

الأخ خالدعبدالرحمن
علينا أن نبحث فقط في مسألة صحة وتواتر القراءة. لكن لا يجوز أن يقال هذه القراءة أفضل من هذه، طالما أنه كله من عند الله. وتفضيل القراءات هو الذي أفزع سيدنا عثمان رضي الله عنه ودفعه لجمع المصحف ونسخه إلى الأمصار. ثم بعض القراء كالكسائي من النحويين المشهورين، فلا ريب أن قراءته فصيحة كذلك! وإن ثبتت صحة القراءة فلا ريب أنها فصيحة. وهذا أمر لا يجب أن نختلف فيه.
 
شكرا لطرح هذا الموضوع الهام

شكرا لطرح هذا الموضوع الهام

ليس لدي علم كبير بالمسالة ولكن اشكر جميع الذين كتبو
واشكرهم لاني استفدت من مشاركاتهم
 
أثناء تأملي كلام محمد الأمين خطر لي سؤال أطرحه عليه لأعرف كيف ممكن يجاب على سؤاله.

س: كيف تثبت تواتر رواية قالون التي صرحت بها في كلامك؟
 
هل سؤالك هذا للعلم أم للمجادلة؟
 
شكر الله للأخوة الأفاضل ، اهتمامهم ، ومتابعتهم ، وغيرتهم على دين الله ...

واذا تتبعنا الردود ، وأبرزها رد الشيخ ابو خالد ، كان من الواضح الاجماع على التمييز بين القراءات ... والمفاضلة بينها !!

ففيما ذكر الأحبة ، وفيما لم يذكروا (وهو منثور في كتب العلم) ما يدلل على المفاضلة بين القراءات ، وليس ذلك أمر محدث..ولعل فيما نقل عن اكابر الأمة ، ما يجعل هذا الرأي اصيلا ، ويحتاج الى البحث... فهم من عرف عنهم الفهم بالاضافة الى التمسك بالهدي النبوي ، بل وهم الأقرب عهدا من نشوء علم القراءات ، ومن أصحابها !

فأذا كانت القراءات كلها من عند الله سبحانه ، فمن ذا الذي يملك القدرة على المفاضلة بينها ، واعتبار أحدها سنة ، والأخرى لا !! او من يملك ان يحب هذه ولا يحب تلك - اذا كانت كلها كلام الله -؟

واخونا الذي اظهر هذا الفهم الأصيل و قال (اذا ثبتت سندا ، فلا بد ان تكون فصيحة ) ، لم يتجاوز هذه البدهية ، التي تجاوزها من العلماء الأكابر جلهم حين فاضلوا بين فصاحة هذه و تلك ‍‍‍‍‍‍!!


والسؤال وهو عين ما كنت اريد الوصول اليه منذ البداية كيف يفاضل العلماء بين كلام الله و كلام الله ؟! أبفرش أم أصل ؟؟!
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

أقول ظهر لي تأمل حول سؤال السائل بغض النظر عن أي صيغة لسؤاله كانت الأنسب

فهنا إشارة لابدمن التنبه لها وهي أن الله سبحانه وتعالى يعلمنا درسا في أنه هو الحافظ لكتابه المبين وأنه يختار من يشاء فضلا منه وكرما ليكون حامل راية الأهلية

لأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته
كما في حديث ابن ماجة بإسناد حسن

وكما في الصحيح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه

فأظهر الله لنا أن حفصا الذي ثبت أنه من أركان السند الذي يقرأ به 70% من العالم الإسلامي هو من أهل القرآن ومن أهل الله وخاصته

فكأن الله سبحانه وتعالى بهذه التزكية بناء على ما سبق وما في القرآن العظيم من قوله: بل هو آيات في صدور الذين أوتو العلم

فهذا كله إشارة إلى أن حفصا إمام عظيم وقارئ جليل، لا يضره من طعن فيه ومن تعنت في وصفه من علماء الجرح، لأنه وإن كان لم يتفرغ للحديث الشريف فهذا لم يضره ولن ينقص من قدره.
وأن من اتهمه بالكذب فقد أخطأ خطأ بينا وقوله مردود عليه ولا كرامة كائنا من كان، بل ولو شاهد واقع الأمة اليوم لاستحى من نفسه أن يتسرع في تلك الأوصاف التي رمى بها حفصا رضي الله عنه.

أما الضعف في رواية الحديث واختلاط الألفاظ والأسانيد، فكم ممن رأيناهم لا يغادرون ألفا أو حركة من كتاب الله ويحفظ الطرق والتحريرات الدقيقة ويسرد المئات من الشواهد الشعرية ويحفظ آلالاف الأبيات لمتون القراءات كم من هؤلاء لا يفرق في حديث رسول الله الصحيح من الضعيف ولا يحفظ الأسانيد، بالرغم من كونهم أعمدة في أسانيد القرآن.

أما الكذب فحاشاهم أن يتعمدوه،

هذا وإن شاء الله أفرد لهذا الأمر ما يسر الأفئدة

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
أما حفص فمتفق على أنه مجروح في عدالته

واتفق المتأخرون على أن قراءته غير متواترة
 
كتب محمد الامين "أما حفص فمتفق على أنه مجروح في عدالته

واتفق المتأخرون على أن قراءته غير متواترة"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فمن لهذا, وما هذا بربكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
أرجوا ألاتتعجب أخى أحمد من هذا

أرجوا ألاتتعجب أخى أحمد من هذا

السلام عليكم أخى الكريم/ أبو أحمد وبعد :
من يتناول أهل العلم بهذا الشكل ينبغي ألا تتعجب منه ،ومما يسعدنا أن هذا المذكور سنده نفسه، وسندنا ولله الحمد فحول العلماء ، ومارأيك فى من كان فى صفه إمام الحديث الذهبي ، فى معرفة القراء، وغيره من الكبار،أرجوا أن تعرض عما سبق ودعنا نأخذ فى طريقة ميسرة لحفظ علومنا وفقنا الله وإياك ،ولأهل الملتقى كل المحبة وصادق العرفان.
 
عذراً، أنا قصدت في كلامي : "المتقدمون" (أي السلف الصالح) وليس "المتأخرون"

المتأخرون يقولون متواترة، لكن السلف وهم أعلم بها ما قالوا ذلك.

هذا مع وصف ابن معين لحفص باتقان التجويد، فقد وصفه بالكذب كذلك. وكونه قارئاً متقناً لا يتعارض مع الكذب. وقد شاهدنا في عصرنا الكثير ممن عندهم علم غزير وصوت جميل، لكن عدالتهم مجروحة.
 
بل ليس بكذاب وحاشاه.

وأخطأ ابن معين فماذا كان، وهل كلام ابن معين قرآن منزل.
أليس هناك متعنتون أو معتدلون صدرت منهم أقوال متعنتة
ألا يخطئ البشر

نعم ليس بالمتقن للحديث، أما الكذب فقد تبين بطلان هذا لأن الله والرسول زكى أهل القرآن وإن لم يكن مثل حفص أهل القرآن فمن ياترى؟

وها هو الزمان يشهد بخطأ ابن معين وبعدالة حفص، ومن لا يعجبه ذلك فهو وشأنه

أما ثلاثة أرباع الأمة فقد قبلته فبعدا لمن يتعلل بابن معين ليطعن في أهل القرآن.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم وبعد

اللهم إنا نعوذ بك من العي والحصر ، كما نعوذبك من السلاطة والهذر ، ونعوذ بك من أن نقول مالانعلم كما نعوذ بك من التكلف لمالانحسن

لماذا يهرف البعض بمالا يعرف ألم يعلم أنه الى الله صائر وعن كل ماقال مسؤل ومحاسب ، إن وراء هذه الأسطر من لايعزب عن علمه مثقال ذرة في الارض ولافي السماء ، والبعض يضن أنه إذا لم تطله يد الراد فإن الزمن كفيل بتغييب كل شئ ، ثم لماذا لايعرف كلا منا قدر نفسه فيسكت عن مالايعلم الم يقرأ قول الله تعالى ( قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن والاثم والبغي وأن تشركوابالله مالم يمنزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون ) فلينظر العاقل كيف كان القول على الله بغير علم قرينا للاشراك بالله . إنه الكذب والافتراء والتقول على الله بغير علم يقول تعالى ( ولاتقولوا لماتصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ) .

فمتى سنسكت عن ما لانعلم ونسأل عن مانجهل في أدب وترفق . وننبذ التعالم وحب التصدر فكم أهلك من شداة للعلم ورحم الله القائل : ولاتشارك في الحديث أهله *** وإن عرفت فرعه وأصله
و البعض قد يشارك في كل مايرد ولا أصل ولا فرع

إقرأو السير أيه الاخوة ترو العجب العجاب من علماء تصدر ترجمة الواحد منهم بالامام العلامه ......في سلسلة من الثناء والمدح ثم تجده ابعد الناس عن الفتيا وعن الجدل بل إن بعضهم رحمهم الله يرى أنه لم يبلغ منزلة أن يؤلف أو يكتب مع أنه كان من كبار علماء زمانه ، كان العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله ممن يرى ذلك فهل كان لقصور باعه في العلم كلا إنما كان رغبة منه في السلامه .

ودونكم سيرة العلامة الكبير الشنقيطي صاحب أضواء البيان ـ رحمه الله ـ فقد كان من أعلم من مر على جزيرة العرب في القرون المتأخره . كان آية من آيات الله . آية في التفسير آية في الفقه آية في لغة العرب . وليست هذه شهادتي بل شهادة مفتي ذلك الزمان محمد بن ابراهم رحمه الله وهو من هو . بل قال لماسئل عنه : لقد ملئ علما من رأسه الى أخمص قدميه ويعلم الله ماقرأت سيرته الا رق قلبي ودمعت عيني . وقد شبهه الالباني رحمه الله بشيخ الاسلام في انتزاعه للايات وتفسيرها . ومن سمع أشرطته علم مصداق قولي. بل قال العلامة بكرأبوزيد ـ امده الله بالصحة والعافية إن كان أحد في ذلك الزمان يستحق لقب شيخ الاسلام فهو شيخه الشنقيطي .

أقول ومع هذه الجلالة في العلم فقد كان ازهد الناس في الجدل وقل أن يرد على كل إشكال يورد عليه مع أن له كتابا في الجدل وآخر في تفنيد بعض المشكلات التي قد تضن بين بعض الايات ( دفع ايهام الاضطراب )
وكان رحمه الله ربما امتنع عن الافتاء ورعا وهو يردد قول القائل: ...(احفظو هذا البيت بالله عليكم)

اذاماقتلت الشئ علمـا فقل ـبه *** ولاتقل الشئ الذي انت جاهله
فمن كان يهوى ان يرى متصدرا *** ويكره لا ادري اصيبت مقاتله

رحمه الله رحمة واسعه فقد كان من العلماء الذين ماتو ومعهم علم كثير لم تظهره كتبهم

أيه الاخوة لقد آثرت عدم المشاركة مسبقا في هذه الصفحة لمارأيت فيها من تقول وتجن وتطاول على أئمة طواهم الزمان ولم يعد يجب لهم منا الا الدعاء بالرحمة والغفران ، حتى رأيت تطاولا ظاهرا على إمام جليل وسؤ ادب ينبي عن جهل عريض بمالهم من حق علينا فهزتني لذلك حمية الدين , وغيرة وانتصارا لامام من أئمة المسلمين
على كساد في البضاعه ، ورحم الله امرءا بصر اخيه بعيوبه .

فباختصار شديد
1ـ لم يلتزم الاخوه بأدب الحوار حتى أصبح الحديث جدلا عقيما.
2ـ لم يكن نقاشا علميا يستفيد منه القاري والمشارك بقدر ماكان تقاذفا بالاقوال وتخرصابا لظنون ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
3ـ انزلاق البعض من حيث يشعر أولايشعر في عصبية مقيته . وجاهلية ممقوته . وقومية منتنه.وترديد لعبارات تلقفوها عن قوميين مأفونين .
4ـ تطاول البعض على بعض الائمة كابن العربي ، وابن ابي النجود ، وحفص الاسدي رحمهم الله جميعا .

لاشئ يعدل السلامه . أما أن يتعرض لأمام عرفته الدنيا كلها ثم نسكت ، فلا ولا كرامه

عاصم أبن ابي النجود :
الامام الكبير مقرئ الدنيا أبو بكر الاسدي مولاهم الكوفي . قال عبد الله ابن الامام احمد سألت أبي عن عاصم بن بهدله فقال : رجل صالح خير ( ثقه ) ، وثقه أحمد، والعجلي، ويعقوب بن ابي سفيان، وأبو زرعه، وابن حبان ، وابن سعد ، وأبن معين . قال ابن شاهين : قال ابن معين : ثقة لابأس به من نظراء الاعمش ، وقال البزار : لانعلم أحدا ترك حديثه ، بل خرج له في الصحيحين كمافي التقريب مقرونا والذي عند مسلم هو حديث ابي بن كعب في ليلة القدر.

فمتى اتفق الحفاظ على أنه مجروح في حفظه وضبطه ؟! أما العداله فالقدح فيه من جهتها قدح في الامة كافة فضلا عن كتاب الله تعالى ... ويكفي في الرد على هذه المقالة التأمل في لوازمها .

والرجل رحمه الله مع أنه ليس من أهل الحديث المعنيين بحمله وضبطه ونقله إلا أنه كانت له مكانة عالية في هذا الفن . لكن لاتصل الى مرتبة بعض أقرانه ممن تصدى لهذا العلم اذ علم الحديث علم لايقبل معه غيره ، فكان من هذا الباب أن نزلت مرتبة اسناد مايرويه عن غيره ممن تصدى وتصدرلعلم الحديث .فكان له بعض الاوهام التي لاتقدح في حديثه كله رحمه الله .

وهذا احد المبرزين في زماننا ومن اعلمهم بعلم الرجال واشدهم نقدا المحدث الكبير السعد . يصحح حديثه ولكن على تفصيل :
1ـ فماكان يرويه عن أبي وائل( وشخص آخر نسيته أنا) فهذا من اعلى حديثه
2ـ مارواه عن غيرهما ولم يكن عن أبي صالح فكذلك لكنه دون الاول
3 ـ مارواه عن أبي صالح فهذا ينظر فيه
فالاصل استقامة حديثه رحمه الله .كما قال

أما حفص أحد الرواة عن عاصم
فكذلك القول فيه الا أن القول كان فيه اغلظ من نقاد الحديث رحمهم الله . وغاية ما يكون أن يكون حديثه ضعيفا . وثقه وكيع وقال الامام احمد: صالح ومرة قال مابه بأس وضعف حديثه ابن المديني وكان اشد الناس فيه قولا ابن معين رحمه الله ـ ولايخفى أنه من المتشددين في نقد الرجال ـ وخرج له النسائي ، وعلى كل حال فحديث الرجل عندهم متروك .الا ان الجميع يقرون بإمامته في الاقراء وماتعرضوا لعدالته حاشا وكلا

فكيف يتقول متقول لا يعرف من علم الحديث الااسمه ثم يفتري على علما من اعلام المسلمين .

فالى هنا آمل من اخواني الكرآم ان يتوقف هذا الجد ل ، وأن يراقبوا الله فيما ياتون ويذرون ، وليت الجميع امتثل لطلب الاخ الشنقيطي وفقه الله ، من توقف عن النقاش حول هذه المسألة ، الا عن دليل أو اثارة من علم، وترك التخرصات والظنون والتهم الباطله التي سهل قذفها على ائمة أعلام . ومثل هذه المسأله التي طال الحديث عنها
علم لاينفع وجهل لايضر . والله يخلق مايشاء ويختار / والمعصوم من عصمه الله .

وأود أن اختم القول بأننا جميعا أخوة راد ومردود عليه ، بيننا رحم العلم نبلها ببلالها ، نلتقي هنا لنستفيد ونفيد ، وليس أحد بمنأ عن الخطأ والزلل , فالرجوع الى الحق خيرمن التمادي في الباطل ، والله يغفر لناجميعا ويوفقنا الى اغتنام ساعات أعمارنا في علم نافع أو عمل صالح .

اليس من الخسران أن لياليا *** تمر بلا نفع وتحسب من عمري
 
جزاك الله خيرًا ابن الشجري ، وإني لأثني على قولك ، وأرجو من الإخوة الكرام أن يكون النقاش علميًا هادفًا ، وأن نبتعد معًا عن الجدل العقيم الذي لا ينفع ، بل هو مما يصيب بالحزازات ، ويخرج بالمسلم عن المحبة والألفة ، ولقد طرح الأخ الفاضل مشرف هذا الملتقى عبد الرحمن الشهري تنبيهًا حول أهداف الملتقى ـ كما طرحه وغيرهكذلك ـ ، وقد نصوا على أن يكون المراد من هذا الملتقى الإفادة والنفع ، فكم أرجو أن نلتزم بهذا ، وان لا يفسد النقاش ما بيننا من المحبة والاحترام ، والمسلم أخو المسلم .
 
إنما "استنجدنا" بإخواننا العلماء على مقولة القائل إياه "الامين" إذ ظننا أنه يقول ببينة أو بأثرة علم, حتى إذا أجابوا, تبين أنه مسيء متطاول ليس إلا!.

فجزاكم الله خيرا.
 
العضو ابن الشجري

أنا الآن ذاهب للحج لذلك لن أستطيع المشاركة في هذا الموضوع

عموماً فلم يتفرد إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين -رحمه الله- بجرح عدالة حفص. وشاركه عدد من النقاد مثل الإمام النسائي وعبد الرحمن بن يوسُف والإمام أبو حاتم الرازي وأمير المؤمنين البخاري


أما الإمام عاصم بن أبي النجود فلا خلاف في صدقه وفضله، ولم يختلف فيه. وكان رجلاً صالحاً. لكن السبب في عدم انتشار قراءته كثيراً عند المتقدمين (مع اطلاعهم عليها) شرحه ابن مجاهد بقوله: «وإلى قراءة عاصم صار بعض أهل الكوفة وليست بالغالبة عليهم. لأن أضبط من أخذ عن عاصم: أبو بكر بن عياش –فيما يقال– لأنه تعلمها منه تعلماً خمساً خمساً. وكان أهل الكوفة لا يأتمّون في قراءة عاصم بأَحَدٍ ممن يثبتونه في القراءة عليه إلا بأبي بكر بن عياش. وكان أبو بكر لا يكاد يُمَكِّن من نفسه من أرادها منه، فقلَّتْ بالكوفة من أجل ذلك، وعَزَّ من يحسنها، وصار الغالب على أهل الكوفة إلى اليوم قراءة حمزة بن حبيب الزيات».
 
بسم الله الرحمن الرحيم

غفر الله لأخواني فقد شغلونا ببحثهم في عدالة الامام حفص رحمه الله ، وله مكانه في موضوع نقاشنا ، وأظننا وصلنا فيه للحق والحمد لله ..

وأحب أن أعود الى سؤالي في آخر رسالة لي (في نهاية الصفحة الثانية ) ، وهو المبني على ما اتفق عليه الجميع من المفاضلة بين القراءات !!


والسؤال مرة أخرى -وهو عين ما اردت الوصول اليه منذ البداية -:كيف يفاضل العلماء بين كلام الله وكلام الله ؟!أبفرش أم بأصل ؟؟
 
ظهر لي اليوم سببا آخر لانتشار رواية حفص وفي الحقيقة هو يؤيد ما ذهبت إليه من قبل

تعالوا وتأملوا: من خاتمة المحققين في آخر 600 سنة

الجواب: ابن الجزري رحمه الله تعالى المتوفى 833 والمولود عام 751 هـ

ماذا كان من منظوماته غير الدرة والطيبة مما كان له أوسع انتشار

الجواب: المقدمة الجزرية التي قل أن تجد متقنا للقراءة إلا ويحفظها

سؤال: تغطي أحكام من من القراء يا ترى

الجواب: الواضح للعيان أنها رواية حفص عن عاصم

ياترى ما السبب؟

كنت قد طرحت فكرة أن رواية حفص عن عاصم تعد من أسهل القراءات وأقلها في تفصيلات أحكام التجويد حتى لتظهر للمتأمل أنها هي الأساس المتين وما سواها يبنى فوقها، فهي كالقاعدة المباشرة، والتي يسهل إعطاؤها لأي مبتدئ يطلب أقل أحكام تصلح لقراءة متقنة وصحيحة.



وطبعا هذا يرد على القول الفارغ من الدليل والذي يدندن حوله من لا علم له في هذا الشأن أن رواية حفص فرضها العثمانيون بقوة النار والحديد.

وفي انتظار إفادات الإخوة الأفاضل
 
الجزرية بصفة عامة منظومة في الأحكام التجويدية المتفق عليها بين القراء وليست خاصة بحفص

الجزرية بصفة عامة منظومة في الأحكام التجويدية المتفق عليها بين القراء وليست خاصة بحفص

الجزرية بصفة عامة منظومة في الأحكام التجويدية المتفق عليها بين القراء وليست خاصة بحفص ولا بغيره




أخي الكريم راجي رحمة ربه

قولكم _ وفقكم الله _ :

كاتب الرسالة الأصلية : راجي رحمة ربه
المقدمة الجزرية التي قل أن تجد متقنا للقراءة إلا ويحفظها

سؤال: تغطي أحكام من من القراء يا ترى

الجواب: الواضح للعيان أنها رواية حفص عن عاصم


وفي انتظار إفادات الإخوة الأفاضل

قولكم هذا ليس بصحيح ، بل الواضح للعيان أن المقدمة الجزرية معظم أبياتها مشتملة على أحكام تجويدية متفق عليها بين القراء ، وقد تحاشى الإمام ابن الجزري في معظم المنظومة التعرض لمسائل الخلاف بين القراء ، ما عدا أبياتا قليلة ذكر فيها أحكاما عمل بها أكثر القراء مع وجود خلاف ، لكن لا يمكن بحال أن نقول إن المقدمة الجزرية مختصة بحفص ، وتوضيح ذلك كما يلي :
1) المقدمة وباب مخارج الحروف و باب صفات الحروف ، كلها أحكام متفق عليها بين القراء لا فرق فيها بين حفص وغيره
2) باب التجويد كله أيضا أحكام متفق عليها ، وأما ما جاء في البيت الأخير :
" ورققن مستفلا من أحرف *** وحاذرن تفخيم لفظ الألف "
فيستثنى منه أن هناك بعض الحروف المستفلة تفخم كبعض اللامات وهي لام لفظ الجلالة المفتوح أو المضموم ما قبله واللامات التي يغلظها الأزرق وبعض الراءات ، وكذلك تفخيم الألف المسبوقة بمفخم .
فنلاحظ أن ابن الجزري ذكر القاعدة العامة وأهمل الاستثناءات بغض النظر عن كون الاستثناءات لهذا القارئ أو ذاك .
4) باب استعمال الحروف اقتصر في الراءات على ذكر المواضع المتفق فيها بين القراء على ترقيق الراءات وأهمل ذكر أحكام الراء المختلف فيها بين الأزرق وغيره فلم يأمر فيها بتفخيم ولا بترقيق .
كما أنه أمر بإدغام لام بل في راء ران ولم يذكر استثناء حفص لهذا الموضع إذا سكت ، وهذا يدل على أنه لم يقصد بيان أحكام خاصة بحفص .
كما أنه أمر بإدغام المتماثلين الصغير والمتجانسين الصغير إجمالا ولم يفصل المواضع المدغمة المختلف فيها ، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لعدد مواضع إدغامه لأنها محصورة ، ولكنه لم يفعل لأن غرضه عدم ذكر الخلافيات
5) باب الضاد والظاء كلها أحكام متفق عليها بين القراء لا فرق فيها بين حفص وغيره
6) في فصل أحكام النون الساكنة والتنوين ذكر أنهما يدغمان بغنة في الياء ، وهذا عند جميع القراء عدا خلف عن حمزة والضرير عن الدوري عن الكسائي ، وأنهما يدغمان بغنة في الواو ، وهذا عند جميع القراء عدا خلف عن حمزة ، وأنهما يدغمان بلا غنة في الراء واللام رغم أنه تجوز الغنة فيهما لحفص ، ولجميع القراء عدا شعبة وحمزة والكسائي وخلف والأزرق ، ولكنه أهمل ذكر الخلاف في هذه المسائل واقتصر على القواعد العامة ولم يشر إلى الاستثناءات سواء لحفص أو لغيره .
7) في فصل المد وأقسامه ذكر أن المد المتصل واجب والمنفصل جائز ولم يبين مقدار كل منهما ، والشراح المتقدمون للجزرية كزكريا الأنصاري وخالد الأزهري وهما قد قرآ الجزرية على تلاميذ المؤلف مباشرة لم يخصا حفصا وإنما بينا هنا مقادير المدود لكل القراء ، ويلاحظ أنه لم يتعرض لمد البدل فلم يقل إنه يمد أو يقصر ، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لذكر مقادير المدود عنده وبين أنه لا يمد البدل
8) أحكام الوقف والابتدا والمقطوع والموصول والتاءات وهمزة الوصل التي ذكرها كلها أحكام متفق عليها بين القراء لا فرق فيها بين حفص وغيره ، ويلاحظ أن المؤلف تحاشى ذكر المسائل الخلافية في هذه الأبواب فلم يذكر مثلا كيفية الوقف على المرسوم بالتاء هل يوقف على حسب الرسم أم يوقف بالهاء
9) هناك أبواب لم يذكرها المؤلف بالمرة لأجل اختلاف القراء فيها كهاء الكناية والإدغام الكبير والإمالات وصلة الميم وأحكام اجتماع الهمزات وإبدالها والوقف عليها وغير ذلك .

الخلاصة أن الجزرية بصفة عامة منظومة في الأحكام التجويدية المتفق عليها بين القراء
 
شكر الله لكما أيها الشيخين الكريمين وأخص الشيخ أبا خالد السلمي على فوائده ، وأدبه وصبره في العلم والإجابة على الأسئلة.
 
الشيخ وليد المنيسي
جزاك الله خيرا على هذه الإضافات القيمة
وعبارتي كانت غير دقيقة قطعا


سؤال: تغطي أحكام من من القراء يا ترى
الجواب: الواضح للعيان أنها رواية حفص عن عاصم

ولو قلت أنها أنسب ما تكون لعاصم (رواية حفص أو شعبة) مثلا لكانت أقرب للصواب


والذي يتأمل الاستثناءات التي جمعتها، وفقك الله يجد أن معظم القراء سوى عاصم كان لهم نصيب لا بأس به

وأمثلة ذلك:
فيستثنى منه أن هناك بعض الحروف المستفلة تفخم كبعض اللامات وهي لام لفظ الجلالة المفتوح أو المضموم ما قبله واللامات التي يغلظها الأزرق وبعض الراءات ، وكذلك تفخيم الألف المسبوقة بمفخم .

وأهمل ذكر أحكام الراء المختلف فيها بين الأزرق وغيره فلم يأمر فيها بتفخيم ولا بترقيق .

أما قولك حفظك الله:
كما أنه أمر بإدغام لام بل في راء ران ولم يذكر استثناء حفص لهذا الموضع إذا سكت ، وهذا يدل على أنه لم يقصد بيان أحكام خاصة بحفص .

فهذا الاستثناء لا يسلم لك، لأن هذا لا يذكر في هذا الباب بل بابه هو السكت، والقاعدة على أصلها عند حفص.


أما قولك:
كما أنه أمر بإدغام المتماثلين الصغير والمتجانسين الصغير إجمالا ولم يفصل المواضع المدغمة المختلف فيها ، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لعدد مواضع إدغامه لأنها محصورة ، ولكنه لم يفعل لأن غرضه عدم ذكر الخلافيات

أقول وهذه على قاعدتها عند حفص، دون زيادة أو نقصان

في فصل أحكام النون الساكنة والتنوين ذكر أنهما يدغمان بغنة في الياء ، وهذا عند جميع القراء عدا
خلف عن حمزة والضرير عن الدوري عن الكسائي ،

وأنهما يدغمان بغنة في الواو ، وهذا عند جميع القراء عدا خلف عن حمزة ،

وأنهما يدغمان بلا غنة في الراء واللام رغم أنه تجوز الغنة فيهما لحفص ، ولجميع القراء عدا شعبة وحمزة والكسائي وخلف والأزرق ،

وهذا مما يسلم لك فيه وإن كانت القاعدة على أصلها عند حفص والغنة في اللام والرا زيادة وليست خروجا أو استثناء من القاعدة


فصل المد وأقسامه ذكر أن المد المتصل واجب والمنفصل جائز ولم يبين مقدار كل منهما ،
ويلاحظ أنه لم يتعرض لمد البدل فلم يقل إنه يمد أو يقصر ، ولو كان غرضه بيان أحكام حفص لذكر مقادير المدود عنده وبين أنه لا يمد البدل

أقول وهذا الباب لاستثناء فيه لحفص، بل ومد البدل لايخص بالذكر عند حفص لالتحاقه بالطبيعي

هناك أبواب لم يذكرها المؤلف بالمرة لأجل اختلاف القراء فيها كهاء الكناية والإدغام الكبير والإمالات وصلة الميم وأحكام اجتماع الهمزات وإبدالها والوقف عليها وغير ذلك .

والتعليق الأخير لعل لحفص منه أقل نصيب وهو يؤيد ما كنت أميل له سابقا بقولي:


أن رواية حفص عن عاصم تعد من أسهل القراءات وأقلها في تفصيلات أحكام التجويد حتى لتظهر للمتأمل أنها هي الأساس المتين وما سواها يبنى فوقها، فهي كالقاعدة المباشرة، والتي يسهل إعطاؤها لأي مبتدئ يطلب أقل أحكام تصلح لقراءة متقنة وصحيحة

وهنا إضافة لا علاقة لها بهذا المقال خصوصا لكن بالموضوع الأساس كنت سمعتها في قديما وهي أن بعض الناس عزا انتشار قراءة حفص للشيخ منلا علي القاري شارح الجزرية فقد كان خطاطا بارعا وكان يكتب المصحف الشريف بكثرة وكان يخطه برواية حفص عن عاصم
والله أعلم.



وفي الختام لا يسعني إلا التقدم بالشكر للبحاثة القارئ الشيخ وليد المنيسي وفقه الله فقد أثرى البحث بالتتبعات التي سطرها أعلاه والتي تدل على تمكنه من القراءات العشر الكبرى وما يقوله هو فإنما عن علم
أما أنا العبد الفقير فـــ
" أقول فيها بجهد رأيي فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له وإن كان خطأ فمني والله ورسوله منه بريء"

المستدرك ج: 2 ص: 196

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
شكر الله للشيخين الكريمين عبد الرحمن الشهري وراجي رحمة ربه ، وجزاهما خيرا على حسن ظنهما بالعبد الفقير ، ورقيق عباراتهما ، ويعلم الله أني متطفل على موائد علمهم وكرمهم ، وجزى الله جميع من شارك في هذا المبحث اللطيف خيراً .

أخي الكريم راجي رحمة ربه _ بلغك الله ما ترجوه _
لو أن قائلا قال لك : إن المقدمة الجزرية موافقة لقواعد تجويد رواية شعبة عن عاصم أو رواية ابن ذكوان عن ابن عامر أو روايتي إسحاق وإدريس عن خلف العاشر أو غيرها من الروايات ، فبماذا ستجيبه ؟
جوابك عنه هو عين جوابنا عن قولكم _ حفظكم الله _ الجزرية على وفق رواية حفص .
لأن الروايات التي مثلت بها ليس فيها قاعدة تجويدية تخالف قواعد الجزرية .



فائدة :
مشايخنا الأفاضل :
من الجدير بالذكر في هذا المقام أني لاحظت أن الإمام حفصًا _ عليه سحائب الرحمات وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً _ كانت له طريقة لطيفة في اختياراته ، وهي أنه عندما يختار قاعدة ليسير عليها في قراءته يتعمد أن يخالفها في موضع أو مواضع قليلة لينبه على القراءات المخالفة له :
فمثلاً :
- قاعدته أن هاء الكناية إذا سبقت بساكن لا توصل ، لكنه وصلها في موضع الفرقان ( فيه مهانا ) ، ليبين جواز صلة هاء الكناية
- قاعدته أن هاء الكناية إذا وقعت بين متحركين توصل ، لكنه لم يصلها في موضع الزمر ( يرضه لكم)
- قاعدته أن ذوات الياء لا تمال ، لكنه أمال ( مجراها ) ليبين جواز إمالة ذوات الياء
- قاعدته عدم تسهيل الهمزات عند اجتماع الهمزتين ، لكنه سهل الهمزة الثانية في ( أاعجمي ) ليبين جواز التسهيل
- قاعدته ترك السكت لكنه سكت السكتات الأربع

حتى في فرش الحروف :
- قاعدته كسر ميم ( مت ) في كل المواضع ( ياليتني مت ..، إإذا متنا ..) لكنه ضمها في موضعي آل عمران ( ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم ) ، ( ولئن متم أو قتلتم ) ، بينما بقية القراء إما أن يضموا الميم في جميع القرآن أو يكسروها في جميع القرآن .
- قاعدته في باب ( عتيا وصليا وجثيا ..) كسر فاء الكلمة لكنه خالف قاعدته فضم فاء الكلمة في ( بكيا ) بينما باقي القراء إما أن يكسروا الجميع أو يضموا الجميع .

وهذه الملاحظة تحتاج إلى تتبع ومقارنة أسلوبه في الاختيارات بأسلوب بقية القراءات ، ومقارنة الاستثناءات عنده بالاستثناءات عند بقية القراء .
وهنا قد يقول قائل إن رواية شعبة _ مثلاً _ أسهل من رواية حفص لأن قواعدهما التجويدية واحدة لكن رواية شعبة أكثر اطرادا للقواعد ، والمواضع التي فيها خروج عن القواعد المطردة في رواية شعبة أقل منها في رواية حفص .
هذا مع تأكيدنا على أن حفصا رحمه الله وغيره من القراء ما كانوا يقرؤون بشيء لم يقرئهم به مشايخهم بالسند المتصل إلى رسول الله عن جبريل عن رب العالمين سبحانه ، وإنما كانوا يتخيرون من بين الأوجه الكثيرة التي قرؤوا بها فيختارون القراءة بهذا الوجه في موضع ، وبالوجه الآخر في موضع آخر ، وكلها كاف شاف .

رحم الله حفصا وجميع أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته ، ونسأل الله تعالى أن يلحقنا أجمعين بهم ، ويرزقنا حسن اتباعهم .
 
في كلام الأخ خالد السلمي وفقه الله نظر ظاهر

فقولنا: "رواية حفص"
هذا وحده دليل على أنه لا اختيار له البتة، لأنه راو

بخلاف قولك قارئ كعاصم وحمزة والكسائي

فالقراء لهم اختيارات وهي بمثابة من وصل لمرتبة الاجتهاد المطلق من الفقهاء

أما الرواة فلا اختيار لهم بل هم نقلة لإقراء شيخهم لهم وحسب.

ولذا لما صار لأحدهم اختيارات خرج من كونه راو إلى كونه قارئ كخلف العاشر.

وكذا يقال في غيره من الرواة حين صار لهم اجتهادات
 
أما الحكمة فيما سبق عند حفص من خلاف للقاعدة فهو محمول على أن القراءة عند الرواة لا مجال فيها للاجتهاد بل هو ناقل لما علمه شيخه ولم يصله غير هذا.

وفي هذا يقول الإمام الشاطبي:

وَمَا لِقِيَاسٍ فِي الْقِرَاءة مَدْخَلٌ ‏***فَدُونَكَ مَا فِيهِ الرِّضاَ مُتَكَفِّلاَ

وكلامي السابق في اجتهاد القراء محمول على الاختيارات مما وصل إليه بالسند المتصل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا أنهم يقرؤون من قبل أنفسهم، فهذه متفق على منعها بل هي محرمة بلا شك.
 
بل النظر في كلامكم وفقكم الله

بل النظر في كلامكم وفقكم الله

أخي الكريم راجي رحمة ربه وفقه الله
قصدي باختيار الراوي أنه يختار من الأوجه التي أقرأه بها شيخه ، فقالون مثلا قرأ على نافع ختمات كثيرة بأوجه عديدة اختار بعضها فأقرأ به تلاميذه لأنها كلها كاف شاف ، ومن الجائز أن يكون ترك بعضها فلم يقرأ به ، أو أن يكون أقرأ به تلاميذ ممن لم تصلنا طرقهم .
وحتى يتضح الأمر أسألك هذين السؤالين :
هل القارئ أقرأ تلميذه بوجه واحد فقط أم أقرأه بعدة أوجه ؟ وإذا أقرأه بعدة أوجه فهل الراوي ملزم أن يقرئ تلاميذه بها كلها أم الراوي مخير في أن يقرئ تلاميذه بما شاء منها ؟

لو قلت أقرأه بوجه واحد فبماذا تفسر أن أبا عمرو أقرأ تلميذه اليزيدي ، ثم قرأ على اليزيدي نفسه كلٌ من الدوري والسوسي ، وبين الدوري والسوسي خلافات كثيرة جدا .
وكذلك قرأ سليم على حمزة ثم قرأ خلف وخلاد على سليم وبين خلف وخلاد خلافات كثيرة .
إذن جواب السؤال : يتعين أن يكون القارئ كحمزة وأبي عمرو وبقية القراء العشرة كان يقرئ التلميذ الواحد كاليزيدي أو سليم بأوجه عديدة ( وسواء أكان تلميذ القارئ هو الراوي أو هو الواسطة بينه وبين الراوي )

ثم نأتي إلى السؤال الثاني لو كان الراوي ملزما أن يقرئ تلاميذه بها كلها فمعنى هذا أن سليما أقرأ كلا من خلف وخلاد بجميع الأوجه التي تحملها من حمزة ، واليزيدي أقرأ كلا من الدوري والسوسي بجميع الأوجه التي تحملها من أبي عمرو ، إذن اقتصار الدوري على بعض الأوجه والسوسي على بعضها معناه أنه كان لهما مجال في الاختيار ، أما لو كان اليزيدي مخيرا أن يقرئ تلاميذه بما شاء من الأوجه التي تحملها من أبي عمرو ، فمعناه أن حفصا كذلك كان مخيرا أن يقرأ بما شاء من الأوجه التي تحملها من عاصم ، وهكذا في كل راو ، وهو المطلوب إثباته .


أما قول الإمام الشاطبي:

وَمَا لِقِيَاسٍ فِي الْقِرَاءة مَدْخَلٌ ‏***فَدُونَكَ مَا فِيهِ الرِّضاَ مُتَكَفِّلاَ

فهذا لا علاقة له من قريب أو بعيد بموضوع الاختيارات لسببين :
1) لأن الاختيار هو اختيار من بين ما سمعه من شيخه فحسب ، وليس معنى الاختيار أن يقيس بعقله ويخترع قراءات لم يقرئه بها شيوخه .
2) لأن البيت ليس خاصا بالراوي ، وإنما المعني به في المقام الأول القراء السبعة أنهم لم يقرؤوا بمقتضى أقيسة عقلية وإنما يختارون من بين ما قرؤوه على شيوخهم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما ينطبق على القراء ينطبق على الرواة فهم لا يقرؤون بمقتضى أقيسة عقلية وإنما يختار الراوي من بين الأوجه التي أقرأه بها شيخه .

فقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز لأحد أن يختار بعقله وجها جائزا في اللغة العربية ويقرأ به بدون أن يكون قد تلقاه بالسند المتصل الصحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم


أخي الكريم الشيخ راجي رحمة ربه _ حفظك الله _ :
من البدهي ومن المعلوم بالضرورة أنه لا يمكن أن يكون قصدي أو قصدك أن القارئ أو الراوي يختار بعقله شيئا يقرأ به دون أن يكون تحمله بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإقحام هذه المسألة هنا من عدم تحرير محل النزاع ، وزيادة في التأكيد على أني لم أقصد من قريب أو بعيد ما توهمته _ غفر الله لك _ أنقل لك كلام الإمام ابن الجزري حيث قال رحمه الله : و بقي قسم مردود أيضا و هو ما وافق العربية و الرسم و لم ينقل البتة فهذا رده أحق و منعه أشد ومرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر ، و قد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقري النحوي و كان بعد الثلاثمائه ، قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان و قد: نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة و غيرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل ، قلت : و قد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء و القراء و أجمعوا على منعه و أوقف للضرب فتاب و رجع و كتب عليه بذلك محضر كما ذكره الحافظ أبوبكر الخطيب في تاريخ بغداد و أشرنا إليه في الطبقات و من ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق و هو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه و لا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب و زيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة و عن ابن المنكدر و عروة بن الزبير و عمر بن عبد العزيز و عامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا : القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه، و لذلك كان كثير من أئمة القراءة كنافع و أبي عمرو يقول : لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا و حرف كذا كذا (المقنع 10-11 ، الإتقان 2/167 ) ،و قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه ( جامع البيان ) بعد ذكره إسكان ( بارئكم) و( يأمركم ) لأبي عمرو و حكاية إنكار سيبويه له فقال - أعني الداني – : و الإسكان أصح في النقل و أكثر في الأداء وهو الذي أختاره وآخذ به، ثم لما ذكر نصوص رواته قال : و أئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة و الأقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر و الأصح في النقل ، و الرواية إذا ثبتت لم يردها قياس عربية و لا فشو لغة لأن القراءة سنة يلزم قبولها و المصير إليها (النشر 1 /21 ) اهـ





توضيح :
بخصوص قراءة عاصم فقد ورد في طبقات القراء أنه كان يقرئ شعبة بما تحمله من زر بن حبيش وكان يقرئ حفصا بما تحمله من أبي عبد الرحمن السلمي ، وأبو عبد الرحمن السلمي قرأ على خمسة من الصحابة وهم عثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود ، وهؤلاء الخمسة أقرؤوا أبا عبد الرحمن بأوجه مختلفة بلا شك ، إذن لا بد انه وقع اختيار أبي عبد الرحمن على بعضها فأقرأ به عاصمًا ثم وقع اختيار عاصم على بعضها فأقرأ به حفصا ثم وقع اختيار حفص على بعضها فأقرأ به تلاميذه ثم وقع اختيار عمرو بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص ووقع اختيار عبيد بن الصباح على بعض ما أقرأه حفص فلهذا طريق عمرو عن حفص فيه اختلافات عن طريق عبيد عن حفص ، وهكذا لم يزل تلاميذ تلاميذ تلاميذ حفص يختارون فتتعدد الطرق ، لكنهم لا يختارون بعقولهم وإنما من بين ما تحملوه بالسند .
حتى إنك أنت إذا قرأت على شيخك لحفص بقصر المنفصل وتوسطه يمكنك أن تختار القراءة والإقراء بالقصر فقط إذا شئت ، فهذا هو المقصود بالاختيار .

إذن عاصم كان له شيخان وله تلميذان فاختص كل تلميذ بما تحمله عن شيخ بعينه ، لكن بقية القراء ليسوا كذلك ، فنافع مثلا قرأ على سبعين من التابعين ولم يقل لقالون إنه أقرأه بما تحمله عن واحد بعينه منهم ، وأما ورش فإنه كان قد قرأ على شيوخ له مصريين في مصر قبل أن يرحل إلى نافع فلما رحل إلى نافع قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه المصريين فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين فأقره على قراءته .

معذرة للإطالة ، لكن أرجو أن يكون فيها شيء من الفائدة ، وغفر الله لي ولأخي راجي رحمة ربه ، ولإخواننا في الملتقى أجمعين .
 
قولكم وفقكم الله:

معذرة للإطالة ، لكن أرجو أن يكون فيها شيء من الفائدة

بالعكس، كلما أطلت النفس كلما ازددنا شوقا لقراءة الرد.

وكلامكم بارك الله فيكم صحيح لا غبار عليه،

كل ما في الأمر- وإن لم أحسن توجيه الكلام بدقة- أني أردت التنبيه أن مجال الاختيار عند الراوي أضيق بكثير مقارنة بالقارئ لالتزامه بقراءة شيخه.

ويناسب هذا المقام التذكير بقول حفص:

لم أخالف شيخي عاصم إلا في حرف "الله الذي خلقكم من ضعف"

ومعلوم أن مخالفته هنا ليس الإعراض عن نقل قراءة شيخه بالكلية، بل أنه رواها وروى معها الوجه الآخر
وهما الضم والفتح وكلاهما صحا عن حفص.

ومع نقل كل الأوجه الكثيرة عن حفص كما سبق في المقال:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1264

وتعدد الطرق له التي بلغت 52 طريقا جمعها في النشر ولخصت في 21 وجها وقع تعدد الأوجه في فرش أحرفها في 23 كلمة قرآنية وخمسة أحكام أصولية

فهو مجرد استبعاد ألا ينقل الأوجه الأخرى عن شيخه في الكلمات التي سردها الأخ أبو خالد خاصة أنها تتعلق بمخالفة في الأصول لا الفرش.

والخلاصة أن عبارتي:
"مجال الاختيار عند الراوي أضيق بكثير مقارنة بالقارئ"

أعتقدها الحق الذي لا محيد عنه، أما باقي التفصيل فتعبير الشيخ وليد فيه أمتن وأحكم.
 
شيخنا الكريم راجي رحمة ربه حفظكم الله تعالى ونفع بعلمكم ، عبارتكم الأخيرة "مجال الاختيار عند الراوي أضيق بكثير مقارنة بالقارئ"عبارة صحيحة ، وأنا أوافقكم عليها تمام الموافقة ، وبها يأتلف كلامي وكلامكم ، وقد استفدنا من حواركم الماتع النافع .
 
عودة
أعلى