حوار: علوم مهمة للقائم بالانتصار للقرآن العظيم

أشكر الأخت بنت اسكندراني على هذا التعليق المفيد والطرح الجميل المهذب ..
وبخصوص ما استشكلته فسأدع الجواب للدكتور محمد، ولكن بين يدي ذلك أوضح أن رأي الدكتور محمد في الهرميونطيقا أو التأويلية _ فيما رأيته منه خلال مؤتمر الجديدة الماضي _ أنها منهج مخالف للهدي النبوي وفهم السلف الصالح، وهو لا يدعو إليها في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة، وأنها مستقاة من الفكر الغربي بما تحويه من مضامين باطلة في المفهوم والمضمون .
ولعل الدكتور محمد يزيد الأمر وضوحاً في الجواب على أختنا الكريمة .
 
أرفع الموضوع بَعْد بُعْد عهد معه، لعل الدكتور محمد يتكرم بانهاء الحوار لتكمل وتعم فائدته ..
 
لايمكن توظيف الهرميونيطيقا مصطلحا بحثيا في فهم القرآن الكريم، لأن هذا المصطلح له حمولة معرفية تخص غيرنا ممن احتاج إلى أن يفهم كتابه المقدس فوظف منهجا تأويليا للتوصل إلى المعاني...ولقد سعى الإتجاه الحداثي المعاصر الذي " يقرأ" القرآن الكريم إلى الترويج لهذا المصطلح في " محاولاته القرائية" ، واستبدل به الذي هو خيرٌ وأصيل في ثقافتنا الإسلامية الأصيلة...ذلك هو مصطلح التفسير أو التأويل كما وردت دلالتهما بينة واضحة في الكتاب والسنة، وفي كلام من تكلم عن القرآن الكريم من سلف هذه الأمة..
وإذا نحن تابعنا موضة استعمال كل مصطلح وافد علينا لفهم كتاب ربنا الكريم واستنباط معاني كلام رسولنا الأمين...انقطع ما بيننا وبين التراث الناشئ لخدمة الأصلين النيرين...واحتجنا إلى كتب الهرميونيطقا بدل كتب التفسير، ونعتنا المتخصص في التفسير بالهرميونيطقي بدل المفسر...وإذا نحن فعلنا ذلك ضحك منا الناس...وضِعنا بين الأمم...وفقدنا هويتنا وسُلبنا طابعنا...
 
المشكلة أظنها أعمق من مجرد كونه مصطلحاً وافداً فمنهجيته إن كانت له منهجية تتعارض تماماً مع أصول التفسير
 
العلوم المهمة للأنتصار للقرآن الكريم هو موضوع لا ينحصر علي علوم تخص فرقة معينة دون أخري، فكثير من الناس تربط القرآن الكريم بمختلف العلوم التي تتعلق مثلا بدراسة الطبيعة كالفيزياء..ألخ، ونقرأ أشياء عجيبة.
لماذا لا يكون هذا الأهتمام بالأنتصار للقرآن الكريم يكون بطرح الأسباب في مثل هذا الموضوع من وجهة مرتبطة بالمعرفة وليس ومن وجهة الايمان والكفر والجوانب التي تكون مرتبطة بالأشخاص لأطلاق الأحكام عليهم بالأدانة الأبدية في جهنم اما التوبة قبل الموت فيفرج عنهم والحمد لله الذي نجاهم. مثلا بدل ما الواحد يقول الله أعلم في نهاية جملة معينة، ينتظر ما يبحث عنه في حين معرفته بما يكون معادل للعبارة. لأن السياق الذي يذكر فيه هذه العبارة هو ما يعادل القول بأني لا أعلم.
عبارة الله أعلم متعلقة اساسا بالجهل عن الشئ واريد ان اعرفه. لهذا تذكر عبارة الله أعلم فكان الغرض منها هو عدم علمي اذا البديل هو ما عندما أقول ان علم الله هو أقصي ما في وسعي من معرفة قامت علي علم، فهو عندي يعني التشبه بالقدر المستطاع بعلم الله. وهذا يتفاوت حسب قدرة الأنسان علي هذا الأمر.
 
الأخ أحمد فارس .. قرأت ما كتبته وأعدت قراءته فلم يتضح لي مقصودك بهذا الكلام تحت عنوان هذا الحوار ..
فليتك توضح لي بارك الله فيك .
 
الأخ أحمد فارس .. قرأت ما كتبته وأعدت قراءته فلم يتضح لي مقصودك بهذا الكلام تحت عنوان هذا الحوار ..
فليتك توضح لي بارك الله فيك .
المقصود في هذا الكلام هو التنبيه علي أن الموضوع ليس حكرا علي أحد دون آخر، وباقي الكلام كان المقصود منه هو طرح مثل هذه الاهتمامات حول المعرفة والعلوم وليس الحكم علي المذاهب والأشخاص بالايمان والكفر. لأني عندما قرأت معظم الآراء في هذا الموضوع وجدتها في الغالب قائمة علي التكفير وليس التفكير. ما الداعي للأنشغال بمثل هذه القضايا بدون تجريح من أحد؟ اما الحجج التي تقدم علي أن هناك دراسات متخصصة في القرآن الكريم تستخدم مناهج غربية، فهذا الأمر لا يسمح به البعض هنا فهذه مشكلتهم وليست بالأمر المعيب والمهين بمثل ما توحي به آرائهم ووجهات نظرهم.
الأشخاص الذين يعترضون علي هذا الأمر يجعلوه أكبر مما هو ظاهر للعيان.
 
المقصود في هذا الكلام هو التنبيه علي أن الموضوع ليس حكرا علي أحد دون آخر
الأخ أحمد هذا الموضوع ليس حكراً على أحد، وإنما له آلية معينة حددناها سابقا، وهو أن ضيف الحوار الأساسي هو واحد وهو معروفة بعلميته الواسعة وتخصصه، ولباقي الأعضاء المشاركة بتعليقاتهم وآرائهم وانتقاداتهم، وهذا الحق مكفول لكل عضو متى ما التزم بأدب الحوار . بارك الله فيك .
 
نعود يا دكتور محمد للفقرة الرابعة والأخيرة التي ذكرتها من العلوم التي يحتاجها القائم بالانتصار للقرآن الكريم وهو :

((الجغرافيا))


فما مقصودك بها ؟
وما حدود المعرفة التي يحتاج إليها ؟
وما هي الكتب المحققة لذلك ؟
 
علم الجغرافيا أو الجغرافية كما كنا نكتبها لما كنا صغارا ندرسها- علم يبحث في الظواهر الطبيعية أو البيئية أو البشرية لموقع من مواقع الأرض التي يعيش فيها البشر، وقد تتعدد الجغرافيا تبعا لذلك فيقال الجغرافيا البشرية أو الإقتصادية أو الحضارية ...والذي يهم المنتصر الذاب عن كتاب الله معرفته من هذا العلم هو هذا النوع الأخير من الجغرافيا - أعني به الجغرافيا الحضارية، وإن كنت أرى أن الإطلاعَ على هذا العلم بأنواعه - التي تدرس البشر وتجمعاته وخصائصها، وطبيعة الأرض التي يسكنها من جيولوجيا ومناخ إلخ - مهمٌّ بالنسبة للمتخصص في الدرس الشرعي عموما والمنتصر للقرآن خصوصا...
فهذا النوع الذي يُعنى بـ" الجغرافيا الحضارية" قائم على دراسة انتشار المعتقدات الدينية قديما في القارات المؤهولة بالسكان...كما أنه يدرس تأثير ذلك على تغير المكان والعادات السلوكية للمجتمعات...
والقائم بالإنتصار لكتاب الله في هذا الزمان تشتد حاجته إلى الإطلاع على هذا العلم لأسباب منها:
1/ دعوة القرآن الكريم العامة التي ترغِّب في طلب العلوم، وهذا منها.
2/ سبْقُ المسلمين الأوائل في هذا العلم، ومساهمتهم في تطويره وإغنائه، في بحوث ودراسات العذري والبيروني والإدريسي وغيرهم، وأغلبهم كان يجمع بين العلم الشرعي وهذا العلم، ويوظف هذا العلم لخدمة دينه ومبادئه.
3/ ربما وقع في كلام من يقرأ القرآن الكريم قراءة جديدة في هذا العصر - وهو واقع لامراء فيه - توظيف للمقرر في بعض نظريات " الجغرافيا الحضارية" من دراسة لأسباب انتشار التدين أو الإسلام على وجه خاص، مما يكون معارِضا لمقرر عندنا في أصول واضحة، وقواعد بينة..
ويكفي المنتصر في هذا الباب أن يلمَّ ببعض كتب الجغرافية التي تدور موضوعاتها حول جغرافية العالم عموما، وجغرافية العالم الإسلامي خصوصا ككتاب جغرافية العالم الإسلامي للدكتور عبد علي الخفاف، فيخرجه ذلك من حد الجهالة إلى حد العلم الذي ينفعه فيما هو بسبيله والله أعلم وأحكم وأعلى وأرفع، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على النبي البشير والرسول الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
كل الشكر للدكتور الفاضل والصديق العزيز محمد زين العابدين رستم على مواصلته هذا الحوار الذي شرعنا فيه بتاريخ
4 / 8 / 1432هـ وإتمامه له رغم انشغالاته ومشاركاته المتعددة في المؤتمرات الدولية، ولقد كتب في جانب هو من الأهمية بمكان حيث فيه رسم لمعالم طريق طالب العلم الذي يسعى للانتصار للقرآن الكريم من هجوم المعاندين والطاعنين .
وفي ختام هذا الحوار اسأل الله ان يبارك في جهدك يا دكتور محمد وأن ينفع بعلمك، وأن يتقبل منك ما كتبت .
وسيبقى الموضوع مفتوحاً لمن لديه أي مشاركة بسؤال أو تعليق أو إضافة .
والله الموفق،،،
السبت 1 / 5 / 1433هـ
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة

شكرا لك استاذنا محمد رستم جزاكم الله خيرا وشكر موصول للاستاذ الفاضل حاتم القرشي بارك الله فيه ولجميع الأساتذه الذين شاركوا بمداخلات قيمة. أتمنى لو أنك وسعت في الجغرافيا فجعلتها الجغرافيا الحضارية و علم الاناسة معا. قد عكفت لأيام أقرأ مناقشات مفكرين أمريكيين لأنثروبولوجي أمريكي ما إستطاع أحدهم أن ينقض إثباته لغريزية التدين، وحاولت ربط هذه المناقشات بمناظرة كبيرة بالمكسيك إجتمع فيها كبار الملاحدة واللأدريين والكلاميين المؤمنين من العالم الانجلوساكسوني حاول فيها أحد الملاحدة المشهورين تفسير الإيمان بنظريات انتروبولوجية و سيكولوجية الطفولة بتفسير يجهل أو يتجاهل فيه تأكيد الدين على الفطرة ليلتقي هنالك الدين بتلك النظريات العلمية. وإن كانت هذه مباحث تتعلق بالايمان بالله فيجب أن لا نتجاهل ما رافق هذا الايمان من إستشعار بفوقية الإله الأكبر وحفظه أو "حراسته" لهم بل حراسته أيضا للآلهة الصغرى (هذا عند الوثنيين) الشيء الذي يفسر لنا، بهذه النظرة، إستعداد البناء النفسي للذات مما يجعلها لا تستغرب فكرة إتصال الله بها عن طريق الموحى إليهم فتستقبلها فرقة بالقبول وأخرى بالرفض وثالثة بالتوقف وتبقى الدعوى نفسها لا تتعارض وهذا الاستعداد النفسي وتاريخ الانسان. هذه مقدمة أرى حاجة الوعي بها لإثبات الإدعاء إثباتا عقليا إلى جانب المعقوليات الأخرى المطروحة في سياق تجويز النبوة وتعارض حكمة أو رحمة الله أو "حراسة الإله العظيم للإنسان" (نقرأ نحن عناية الله بالخلق) مع ترك الناس سدى لنبني بذلك مقدمة أخرى تجمع الأسلوب العقلي الكلاسيكي هذا بالنظرة الانطروبولوجية والاستعداد النفسي إلى جانب تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات لا بالعقل (كما يدعي الأغلبية) لكن بالسمع مع حفظه وتناقله بين الأفراد والجماعات والأجيال، وهذا التميز يبين إستعدادا آخر و هو الاستعداد العملي عند الإنسان الذي لا يستطيع أن يكتسب معرفة جديدة بدون نقل بل ولا يعرف نفسه من يكون بدون نقل. إنها مقدمة في إثبات موافقة الدعوى للإنسان بقيمتها ومعناها قبل مقدمة إثبات الدعوى نفسها بمحتواها.

لا أدري كيف أربط الكلام عن الجغرافيا عامة بكلام سمعته من الأستاذ المرحوم محمد أسد (ليوبولد لويس) عندما قال أنه كان يفهم الإيمان و يستشعره في حالات يمر بها في حياته لكن تذوقه عندما سافر إلى الجزيرة العربية وتجول في الصحراء وهذا كلام قد يستفيد منه المفكر تفكيرا سطحيا شبهة ولكن الواقع كذلك فإن البيئة تؤثر في إيمان الفرد لا من وجه فهم الايمان والاقتناع به لكن من وجه استشعاره وتذوقه. في بيئة مدنية تصطدم فيها يوميا بالبنايات والحديد والأفراد المبرمجين على تأدية واجبات يومية متشابهة لا تستشعر الايمان إلا إذا مرت بك حالة من جنس {وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} و لا تتذوقه إلا إذا إنعزلت بتدبر وذكر.

وهناك شبهة يطلق لها السطحيون العنان تطرقت إلى مسامعي أكثر من مرة لها علاقة بالجغرافيا عندما يقول لك قائل كيف تطالب أو تتوقع مني الايمان بدين صحراوي؟ أنا شخصيا أرىى في صحراوية منشأ هذا الدين قرينه في صالح إثباته لا قرينة ضده لأنه لو نشأ في مركز حضاري تابع لدولة عظمى لفسروا إنتشاره بالتقليدية لأن الضعيف يقلد القوي تلقائيا كما هو الواقع اليوم في العالم يقلدون الغرب في أبسط الشؤون الثقافية والفنية والادبية والمعيشية.

أشكركم ..
 
الجغرافيا الحضارية و علم الاناسة معا. قد عكفت لأيام أقرأ مناقشات مفكرين أمريكيين لأنثروبولوجي أمريكي ما إستطاع أحدهم أن ينقض إثباته لغريزية التدين، وحاولت ربط هذه المناقشات بمناظرة كبيرة بالمكسيك إجتمع فيها كبار الملاحدة واللأدريين والكلاميين المؤمنين من العالم الانجلوساكسوني حاول فيها أحد الملاحدة المشهورين تفسير الإيمان بنظريات انتروبولوجية و سيكولوجية الطفولة بتفسير يجهل أو يتجاهل فيه تأكيد الدين على الفطرة ليلتقي هنالك الدين بتلك النظريات العلمية. وإن كانت هذه مباحث تتعلق بالايمان بالله فيجب أن لا نتجاهل ما رافق هذا الايمان من إستشعار بفوقية الإله الأكبر وحفظه أو "حراسته" لهم بل حراسته أيضا للآلهة الصغرى (هذا عند الوثنيين) الشيء الذي يفسر لنا، بهذه النظرة، إستعداد البناء النفسي للذات مما يجعلها لا تستغرب فكرة إتصال الله بها عن طريق الموحى إليهم فتستقبلها فرقة بالقبول وأخرى بالرفض وثالثة بالتوقف وتبقى الدعوى نفسها لا تتعارض وهذا الاستعداد النفسي وتاريخ الانسان. هذه مقدمة أرى حاجة الوعي بها لإثبات الإدعاء إثباتا عقليا إلى جانب المعقوليات الأخرى المطروحة في سياق تجويز النبوة وتعارض حكمة أو رحمة الله أو "حراسة الإله العظيم للإنسان" (نقرأ نحن عناية الله بالخلق) مع ترك الناس سدى لنبني بذلك مقدمة أخرى تجمع الأسلوب العقلي الكلاسيكي هذا بالنظرة الانطروبولوجية والاستعداد النفسي إلى جانب تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات لا بالعقل (كما يدعي الأغلبية) لكن بالسمع مع حفظه وتناقله بين الأفراد والجماعات والأجيال، وهذا التميز يبين إستعدادا آخر و هو الاستعداد العملي عند الإنسان الذي لا يستطيع أن يكتسب معرفة جديدة بدون نقل بل ولا يعرف نفسه من يكون بدون نقل. إنها مقدمة في إثبات موافقة الدعوى للإنسان بقيمتها ومعناها قبل مقدمة إثبات الدعوى نفسها بمحتواها.
ذكرتني هذه الجملة من استاذنا شايب زاوشثتي بآخر اطروحات ميدانية لانتربولوجي غربي هو ليفي ستراوش فقد جاءت اطروحته عن ان الاسطورة ويعتبر الدين منها، لان صور التدين رآها متجذرة في التاريخ ، هذا التجذر العميق انما هو امر غير منكر وهو من طبيعة الانسان وميوله النفسية والعاطفية والعقلية
اذن لقد اثبت ليفي ، على الاقل وجود الفطرة وتعلق التدين من بدء البشرية وحتى اليوم بها، وهكذا هدم ستراوش كل النظريات السابقة عن انه يجب التخلص من الدين وان مرحلة العلم تجاوزته وغير ذلك مما اقتنع به الماركسيون العرب والعلمانيون امثال العظم وفؤاد ذكريا وطيب تيزيني ومحمود امين العالم وغيرهم
هناك كتاب في عرض هذا الامر ومن الداخل العلماني مهم جدا وهو لتركي الربيعو الذي اقتنع بالفكرة الجديدة وان كانت فكرة ساقطة من وجوه كثيرة الا ان هذا الملمح او الاكتشاف الميداني اثناء دراسة قبائل البرازيل من قبل ليفي ستراوش يدل على ان الامر ليس على الثبات العلماني الذي ينغلق عليه اصحاب النظريات العتيقة التي حاربوا بها الامة لعقود من الزمان
فجزاكم الله خيرا على هذه اللفتة مع الاخذ في الاعتبار باغلاط الاناسيين في مجالاتهم العلمانية بالطبع والاحادية والضعيفة التصور وان كان فيها بعض الحق الملفوف بكثير من لفائف الباطل
المشكلة البارزة امامي في هذا الامر هو ان بعض العلمانيين العرب اتخذ من هذا الاكتشاف الذي ذكره اكثر من واحد وتبنته اكثر من مدرسة غربية اتخذ منه دعوة مابعد حداثية في تعاملها مع الاسلام لكنه بعد ان من علينا بذلك هاجم كل ماهو اسلامي مما له ارتباط بالواقع وادارة الدولة وحياة الناس!
 
أبشر القراء الكرام، أننا بصدد جمع كل ما دار في هذا الحوار النافع وترتيبه وتعليق المتخصصين عليه ثم نشره هنا في صفحات الملتقى، ليكون الانتفاع به أتم .
وسنجتهد في طباعته في صورة ورقية متى ما اكتملت فكرة مشروع "العلوم الأساسية في الانتصار للقرآن الكريم" . والله الموفق ،،،

فجر الخميس 26 ربيع الأول 1434هـ
 
يرفع.. بطرح سؤال جديد (لعلى بهذا أحيي هذا الموضوع المهم).
هل نحن فعلا بحاجة إلى هذه العلوم المذكورة؟ سأجيب على السؤال بإقتراح علم جديد: العلوم التجريبية. لم؟
- للرد على تجاوزات المهتمين بـ(ما يسمى) الإعجاز العلمي.
- للرد على القائلين بتعارض الآيات الكونية مع المعطيات العلمية الحديثة (!!).

وهكذا دواليك..

أليس من الأفضل خطة (إعادة تأسيس الأسس) بدل خطة (التفاعل مع المستجدّات)؟
مثلا: القرآن ليس بكتاب فيزياء (انتهى) وليس بنص أدبي (انتهى) وليس بمقالة فلسفية (انتهى) .. الخـ.

الخطورة في خطة التفاعل هي دفع المهتمين بإظهار القرآن في مستنقع الدفاع فلا يجدون مع مرور الوقت فرصة للهجوم المضاد خاصة - وأقتبس الآن كلام للدكتور طه عبد الرحمان: "استخدام كل النظريات النقدية والفلسفية المستحدثة: لم يتحرّج القارئ الحداثي في الاستعانة بكل النظريات النقدية التي تسارع ظهورها في الساحة الادبية والفكرية في النصف الثاني من القرن الماضي، غير مكترث بمآلات هذه النظريات ولا بتجاوز بعضها لبعض ولا بأفول بعضها.". (مثل: الجدليات والبنيويات والتأويليات والحفريات والتفكيكيات والاتجاهات الجديدة في النقد الأدبي وتحليل الخطاب).

المهم .. أظن:

هناك أفضل والأفضل. إعادة تأسيس الأسس أفضل لكن الأفضل هو الجمع بين الخطتين لكن هذا يحتاج إلى عمل جماعي من طبيعة الحال لأن هذا العصر، عصر إنفجار المعلومة، عصر التخصص ولم يعد فيه مكان للموسوعيين على ما أظن. ولكن قبل كل هذا: التثقيف الإسلامي والتربية الدينية أولا وقبل كل شيء.
 
عودة
أعلى