حوار: علوم مهمة للقائم بالانتصار للقرآن العظيم

الأخ الشيخ أبو سعد الغامدي جزاكم الله خيرا، وجزى الجميع الاخوة والأخوات،على اطروحاتهم حول الجماعية والفردية في الإنتصار وغير ذلك مما ورد في كلام كل من سبق هذه المداخلة
احببت ان اروح عليكم بلفتة ولطيفة!، فقد ذكرت فيما تقدم أن الباحث المنتصر للقرآن، عليه أن يرجع في حركة دائرية او لولبية في كل مرة يخوض فيها معارك جزئية او كلية مع خصم يستخدم تلك الفلسفات الباردة الكثيفة الضباب، القليلة الماء، عليه أن يرجع إلى كتب مثل طريق الهجرتين، او مفتاح دار السعادة..وماشابه.. فإن هذه المراجع تفتح العقل على اساسات غير مخترقة، وقواعد لها القيومية على الفكر العام لإستمدادها من الوحي القرآني الرباني ،فإن فيه المقومات والمراجعات، كما حصل مع تصحيح الأديان والرد على الأغلاط..,غيره
لننظر الآن إلى طريقة قطب علماني غربي في مجاله المعقد، وكيف يفعل اذا مادخل في برودة الفكر النظري البالغ التعقيد والضبابية والإختلاف!، انه كلود ليفي اشتراوس
انظر ماذا يقول، واعمل مقارنة بين ماقلته، وماقاله، وانظر الى مقومات أفكارنا ومقومات أفكاره، او حنينه إلى.. وحنيننا إلى(انه ليس حنين، ولكن ميل ذاتي في فطرتنا)..
قال في كتاب المداريات الحزينة (ص64)بعد أن ذكر تأثره بماركس وهو شاب وأن القراءة لماركس فتحته على كانت إلى هيجل:"
إذ كشف لي عالما برمته. ولم يخب هذا الحماس منذئذ، فنادرا ماأعكف على تحليل مشكلة في علم الإجتماع أو الاثنولوجيا، دون أن أنشط أفكاري، قبل كل شيء، ببضع صفحات من(18 برومير للويس بونابرت، أو من(نمط الاقتصاد السياسي)....)
عندنا القرآن وعندنا كتب النشاط الفكري العارم ايضا، المواجه كما ذكر الأساتذة للنصارى واليهود والفلاسفة والمتفلسفة، ومن قبل الدهريين، والآن العلمانيين!
إذا أعجبكم الإيحاء والإشارة فلاتعدمونا دعاء فأنتم جميعا أهل القرآن وخاصته، احسبكم كذلك ولأزكيكم على الله.
طبعا لااريد ان اذكركم بان هذا القطب العلماني،قلب المائدة على العقل العلماني(في سياق هدم العلمانية لبعض مقرراتها السابقة)الذي احتقر فعاليات الروح البشري في التاريخ وجعل كل ماصدر عن هذه الروح بالصواب والخطأ بدائي يجب القطيعة معه، فجاء شتراوس وقال لا، انني أرى في الماضي السحيق، فكرا عقلانيا حتى في الأساطير، وقد صدق في ناحية، ولم يوفق في أخرى ،إذ ان في الأساطير حقائق عقلية وكونية أُدمجت في أخلاط الخرافات والمعلومات الخائطة والمعدلة،،،لكن هذا الاشتراوس اكتشف شيء ربما يكون ضئيل جدا وهو بصيص من نور في ظلمات الحضارة المادية الغربية، الا وهو وجود عقل علمي فطري في الإنسان البدائي.. ولو بحث الرجل أكثر لتوصل، إن نزع عنه أوهام الحداثة وماقبلها، إلى أن البدائي لم يكن بدائي وإنما علمه الله الأسماء كلها!، وان روحه كانت على فطرة راقية المستوى فريدة النوع..
واحد يضيع عمره كله ليكتشف نقطة (وضع فيها من جراثيم رفعت عنها شفافيتها الرائقة!!)في بحر علمي رائق من علوم القرآن ومعلوماته الكاملة المتكاملة.. وتلهج بكلماته المهج المفتونة..أقصد بكلمات شتراوس او افكاره الكثيرة الخطايا والأخطاء... والله من وراء القصد
 
مشايخنا الكرام جميعاً، شكرالله لكم ما قدمتم، ونفع بكم وبعلمكم، وحقاً استفدت كثيراً من قراءة حواركم هذا، وأشارككم بالتالي:
أولاً: لاحظت أن الحوار اتجه إلى الانتصار للقرآن ضد شبهات الحداثيين والعلمانيين، ولم يتطرق الموضوع لما يحتاجه المنتصر للقرآن ضد شبهات النصارى أو أهل البدع كالرافضة فهل سيفرد موضوع خاص بذلك؟
ثانياً: أتفق تماماً مع الكرام الأفاضل في أهمية الاطلاع على المناهج الغربية الحديثة، ولكن يقابلنا إفراط وتفريط في هذا الأمر، فتجد من طلاب العلم مَن يرفض مناقشة أفكار العلمانيين والحداثيين تماماً بحجة عدم إلمامه بالمناهج الغربية التي بنوا عليها دراساتهم، وعدم معرفته بالانجليزية، وهذا محل إشكال، إذ يبقى كلام الحداثيين والعلمانيين المتعلق بالقرآن وعلوم الشريعة مما ينبغي أن نحاكمه لمناهجنا العلمية، والحكم على كتاب ما أو كاتب ما بالقرب أو البعد من الصواب في تعامله مع نصوص القرآن الكريم يكون بالنظر في مناهج فهم القرآن المتقررة عند علماء الشرع.
وبالمقابل هناك طرف مفرط في معرفة هذه المناهج بالكلية وهذا جانب آخر من الخلل، والتوسط حسنٌ بحيث نتعلمها لنقد من تذرعوا بها، وقد يجد الباحث في أدوات هذه العلوم ما يبين خلل الحداثيين في فهمها فيكون أبلغ في الرد كما كان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يرد على بعض المناطقة ببيان الخلل في كلامهم على أصلهم هم قبل بيان خلل كلامهم على أصلنا.
ثالثاً: أرى أن السؤال الثالث
السؤال الثالث / ما هي العلوم والفنون والمناهج التي يجب أنْ يَتترَّس بها الراغب في الانتصار للقرآن الكريم ؟
هذا السؤال فيه عموم ومع هذا رأيت المشايخ الكرام توجهت أجوبتهم إلى العلوم المعاصرة، ولم يشيروا إلى ما ينبغي للباحث من التضلع في علوم الشريعة، وما أكثر من تصدى اليوم للانتصار للقرآن الكريم وهو مقل في باب العلم الشرعي! وهذا أكثر خللاً ممن تصدى للانتصار للقرآن الكريم وهو مقل في العلوم والمناهج الغربية المعاصرة، إذ من يجهل ما عند أهل القرآن من علوم ينبغي العناية بها كيف ينتصر للقرآن الكريم!
أخيراً: مشايخنا الكرام انتفعنا بما تفضلتم به كثيراً والحقيقة أن حياة ملتقى الانتصار للقرآن هي في مثل هذه المواضيع المتخصصة، جزاكم الله عنا خيراً وبارك فيكم.
 
أشكر الإخوة الذين أشاروا إلى ضرورة العمل الجماعي للتصدي للطاعنين في القرآن، وسنفرد لاحقاً _ بعون الله _ موضوعاً مستقلاً حول هذا الموضوع، لكي تكون نظرتنا أشمل وأعمق في هذا التوجه.

من الإشارات إلى العلوم المهمة في الانتصار للقرآن ما أضافه الأخ أبو سعد الغامدي :
- الفهم التام للقرآن وعلومه

وأكد الأخ طارق منينة:
الرجوع لكتب ابن القيم وابن الجوزي وابن رجب كزاد مهم للمنتصر للقرآن في طريقه في الرد على المخالفين .
كما أشار في أو لمشاركاته إلى :
- القراءة المعمقة في كتب الحوار مع النصارى والرد عليهم
- وكتب من أسلم من يهود ونصارى
- كتب الرد على الاستشراق
- نقد الفكر الشيعي: أصوله ونشأته وتطوره وتناقضه



والأخ محمود البعداني أضاف في هذا المحور:
ضرورة التضلع من علوم الشريعة المختلفة وعدم التركيز على العلوم المعاصرة .

وأود التعليق على ما ذكره أخي محمود البعداني حول العلوم الشرعية، فأقول: أحسب أن الإخوة لم يشيروا لها لا تجاهلا ولا نسياناً، ولكن من باب معرفة ذلك للقارئ، ولذا لم يشر أحد إلى ضرورة تعلم علوم الآلة كالنحو والأصول والمصطلح، أو علوم الغاية كالعقيدة والحديث والفقه ... مع أن بعض المشاركات السابقة _ كما ذكر طارق منينة _ قد تضمنت الإشارة إلى هذا.
ولكن تنصيصك على هذه النقطة بعينها هو مناسب لمن يقرأ هذا الحوار من باقي القراء فإنه قد لا يفهم مراد من كتب في هذا الحوار، فجزاك الله خيراً .
 
بسم1

فكرة هذا الحوار ممتازة جدا وأشكر الدكتور حاتم القرشي على هذه الخطوة المباركة.
كما أشكر المشاركين على ما تفضلوا به من أفكار وتجارب.
 
الأخ أبا زيد
أشكر لك ثناءك على هذه الفكرة، وهي تضيء بمثلكم .
 
مما هو من مهم كلام استاذنا محمد بن زين العابدين رستم الكلام التالي
فاجتمع رأيُ كبرائهم من الشرق والغرب على أنه يجب:" تثوير النص" الذي يمثل دين هذه الأمة قرآنا وسنةً، و" الخروج عليه"وذلك بـ:" قراءته" قراءةً جديدة....بأعين المفكرين الجُدد لا بأعين الفقهاء من أصحاب الأنوف المزكومة بتراب الماضي ورائحة الموتى كما يقول حداثي معروف!!!
فقراءة النص او النصوص على الطريقة العلمانية وتثوير النص على طريقتهم هو اصل حركتهم النفسية التابعة للتأثر العقلي (والاجتماعي!!)بالمذاهب الغربية ولولاها ماكتبو سطرا واحدا، انظر مثلا كتاب نصر ابو زيد "مفهوم النص" وكتابه" النص، السلطة، الحقيقة" فالتثوير العلماني يحذف في عملياته النقدية القاصرة كل حقائق النص فيحاول عرضه-وهو ليس كذلك ولن يكون- نصا فارغا قابلا لكل التأويلات وكل القراءات وخاضعا لكل النصوص الأخرى، هكذا يتصورونه بنفخة كاذبة، ارادوا بها تفكيكا وتثويرا بل قال اركون ايضا في موضع" تنويرا"، ولقد كنت قرأت في كتاب لابن القيم يتكلم عن" تفجير النصوص" ومعناه العظيم الدلالة عند ابن القيم غير موقف العلمانيين منه.
وكذلك" التأويل" فالتأويل بالمعنى الشرعي غير تأويل المتفلسفة غير تأويل العلمانيين، ولكل علماني مذاهبه التأويلية!، وأدواته التهديمية!
كذلك من كلام الاستاذ محمد هنا
وووصلوا أحيانا إلى مراكز اتخاذ القرار الثقافي أو الفكري ـ إلى أن توظّف علوم العصر ومبتكرات الإنسان الغربي في هذه العلوم في فهم ما تسميه:" الظاهرة الدينية " ...لتصفوَ لها " القراءة الحداثية"، وليصحَّ لديها كما تزعم الإجتهاد في قضايا العصر!!! فتَخرُج بقرآن ليس هو القرآنُ المنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وبحديث ليس هو الحديث الذي نطق به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وبفقه ليس هو فقه الصحابة ولا التابعين ولا الأئمة المهديين من سلف وخلَف هذه الأمة... بل إن كلَّ ذلك عندها تراثٌ ينبغي تجاوزه أو إحداث قطيعة معه ، ويجب التمرد عليه ورفضه وهدمه كما يقول أدونيس
وايضا فكلامهم عن" الظاهرة القرآنية" غير كلام بعض علماء العصر الحديث مثل كلام مالك ابن نبي، فقد كتب كتابا تحت هذا الاسم، وإن كنت لااستسيغ كلمة" الظاهرة القرآنية" وان يستعملها عالم مسلم، الا ان مالك بن نبي رحمه الله استعمل ماستعملوه ليفاجئهم بما لم يتوقعوه، والله اعلم.
اما قوله حفظه الله
من مبررات قولنا إن طالب العلم الشرعي لابد له أن يطلع على علوم العصر لكي يسلم له الإنتصار لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، أن الآخر حداثيا كان أم استشراقيا أم غير ذلك يوظف هذه العلوم في قراءة تاريخ وفكر وحضارة الإسلام قراءة مشوهةً يحسبها جديدة، ومحرفةً يظنها حديثة..
فانظر التوظيف الذي قام به مثلا صادق جلال العظم وطيب تيزيني ومحمود اسماعيل ومحمود امين العالم وهادي العلوي قديما للمذاهب التي اهانها اليوم العلمانيون الجدد وقالوا بأنها مذاهب ضعيفة سبب مآسي لانها فسرت الدين بقصور لصالح سياسة استعمارية اضرت بالانسان.(لم نرى اليوم للعلمانيين استعمال كثير لهذه المذاهب بل نرى وصفها -علمانيا حداثيا!)بالدوغماوية والانغلاق..إلخ، ...فقد ابطلها العلماء قبل ان يقول فيها احدثهم ، قولا عارضا ومغرضا وايديولوجيا جديدا!!!)
وانظر كذلك لمذاهب الوجودية-التي استعمل بعضها الدكتور بدوي الذي عاد بعد معاناة الى الاسلام من فرنسا- ومذاهب الوضعية -التي استعمل بعضها ذكي نجيب محمود- قبل كتابه مدحه لحضارة الاسلام
ثم انظر مذاهب الهرمنيوطيقا التي فرح لها وهلل ، المصاب في ناصيته نصر حامد ابو زيد ثم انظر الى الجابري وكونه وتكوينه ومعاصرة النص لنا ولهم!، ومن اين جاء به، وانظر الى حرب المذاهب المكثفة التي ظن اركون انه بها لن تقوم لنصوص القرآن قائمة وجزم شيطانه ورفيقه هاشم صالح في كتابه الانسداد التاريخي انه قد قضي الأمر وان المعركة ستحسم آجلا أو عاجلا مع الوحي الرباني وقد ذكر ذلك في اكثر من موضع او كثير من المواضع في ذلك الكتاب.
ان المعركة مشتعلة جدا ولوشئت لاتيت لكم بعشرات نصوص هاشم صالح في هذا الاشتعال وتحريضه -ونفثه ونفخه ولمزه ووقاحته-وبنزينه وعود ثقابه ولكن اؤجل هذا في موضعه ان شاء الله، لكن كلمات الدكتور محمد هي كلمات مهمة جدا فجزاه الله خيرا، خصوصا انه في وش المدفع كما يقولون-وكذلك الدكتورة خديجة والدكتورة سهاد-(فهم مغاربة على مافهمت) فانتشار تلك المذاهب الفارغة في المغرب العربي شيء مقلق فعلا.
اما كلماته التاليه
ومن المناهج الموظفة في القراءة الجديدة للقرآن والسنة منهاج تحليل الخطاب القائم على المعرفة باللسانيات العلم الوليد حديثا في أوروبا مع دوسوسير وغيره، والذي أفرز عدة مناهج فرعية تقوم على التفكيك ودراسة البنية والجزء...وهكذا تبنى البنيوية جماعة من القارئين الجدد للنص القرآني من بينهم محمد أركون الذي درس في السربون ودرس فيه، وأغدقت عليه فرنسا مالا وفيرا...وكان نظر أركون للقرآن الكريم على أنه نص ديني ذو حمولة طقوسية فيها رموز وعلامات ودلالات وإشارات ينبغي أن تدرس بُناهاأو بنيتها أو بنيويا...أو قل ما شئت من الألفاظ والمصطلحات التي يحذق هؤلاء اختراعها وكأنهم أهل لغة واشتقاق؟؟
وقد يلحق بعضُ علماء المناهج ـ بمناهج تحليل الخطاب الوجودية والسريالية والرمزية والحداثة وما بعد الحداثة وإن كنت أعدها مذاهب في الأدب ـ في سلسلة من المناهج تكثر مسمياتها ولا طائل تحتها اللهم إلا التكثر والتعالم ...بيد أنها تفضي في الغالب إلى القول بلذة النص وأنه أهم من منشئه أو قائله أو مؤلفه...ولذلك قال المتبنون لهذه المناهج بموت صاحب النص وأن النص لا دلالة له نهائية في ذاته، فكل قراءة تفضي إلى قراءة وهكذا إلى ما لانهاية...تأمل معي لو قال قائل هذا في القرآن الكريم أو يحكم بموت ...تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا...ولقد فضح أصحاب هذه النظريات والمناهج في القراءة د/ عبد العزيز حمودة من مصر وهو المطلع الخريت على الفكر الغربي وعلى هذه المناهج في كتبه السيارة المرايا المحدبة والمرايا المقعرة والخروج من التيه، ود/ عبد الرزاق هرماس من المغرب فيما كتبه في عدد من أعداد مجلة كلية الشريعة في جامعة قطر...

فقد نبهني الى الدكتور عبد العزيز حموده وانا لم اتشرف بالقراءة له وان كان اسم المرايا المحدبة مر علي على الاقل في عنوانين احدهما غربي والآخر لجابر عصفور الذي مسه من قريب شيء في الناصية الا انه عاد وكابر كما كان وكلام هاشم صالح في الانسداد التاريخي والحملة على الخطاب الاسلامي هو ككلام عصفور تماما

هناك كلام كتبته الدكتورة سهاد قنبر عالق في ذهني لجودته لكن لم يتيسر لي التعليق عليه، وعلى كل فهذه الحوارات مفيدة لي غاية الافادة فكل حرف فيها هو مواجهة حرفية للباطل العلماني الذي يزحف بكامل ادواته المعرفية والمادية على ارض الواقع ولابد من مواجهة بكامل الطاقة والطاقم!
واخيرا اعجبني هذا الكتاب وخصوصا الصفحات 270-272
الدر النضيد في أدب المفيد والمستفيد، محمد الغزي الشافعي ، ت نشأت المصري
ففيها بعض مااحتاجه حتى مع المذاهب العلمانية
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=86270
 
أشكر للأستاذ طارق منينة تعليقاته المستفيضة واهتباله بالتحشية على كلامي....وهو حفظه الله مفيد في صورة مستفيد...وكذلك دأب العلماء...فجزاه الله خيرا ونفع به....
 
ما تفضل به بعض الإخوة أثناء التعليقات المستفيضة على الكلام الأول من أن علوم الشريعة وقع التجافي عنها فلم تذكر، أقول تعليقا: إن الذي يتصدى للإنتصار لابد أن تكون عنده هذه العلوم من قبيل تحصيل حاصل...لأنه لا يتصور أن ينبري للإنتصار وهو منها خاوي الوفاض.. وفيم يكون الإنتصار إذن...ولم انبرى للإنتصار؟؟ لابد أن يكون وقف من كلام المخالف على ما يدفع أمرا مقررا في علوم الشريعة...فبادر إلى الإنتصار....على أنه من الممكن أن يوجد من ينتصر ولا علم له بعلوم الشريعة وهذا القسم ضربان: ضربٌ معجب بالدين أعني دين الإسلام...فتراه ينوه به من جهة ما قد عرف عنه من العدل والرحمة والمعاني الحافظة لإنسانية الإنسان، ومن هؤلاء بعض الغربيين ممن قرأ عن الإسلام تاريخا وحضارة لا من جهة علوم الشريعة. وضربٌ من أبناء المسلمين ممن تخصص في الطب أو الهندسة أو غير ذلك ولا علم عنده بالشريعة على جهة التخصص والتفرد...فترى الواحد من هؤلاء ينتصر من جهة تخصصه، وقد يُؤيَّد هذا الضربُ...ويقع منه من الردود ومقارعة الخصم ما ليس يقع من سواه...وبالجملة فعلوم الشريعة لا غنى عنها في باب الإنتصار...وإنما لم تقع الإشارة إليها لأن ذلك من باب تحصيل الحاصل...ومدار هذا الحوار على علوم ومعارف العصر التي ينبغي للمنتصر أن يكون منها على ذُكْرٍ.
 
أسأل الله أن أصل لدرجة تلميذ في مدرسة القرآن ويتقبلني الله، واسأل الله ان اكون طالب علم مخلص مقبل على الاستفادة دائما خصوصا من علوم هذا الملتقى ،واصحاب الأقلام فيه، واضافاته الثرية.
وسؤالي هو هل ستستمر هذه الخطوة المهمة من الحوار ، نتمنى الاستمرار حتى نستفيد منكم يادكتور محمد ومن الاخوة هنا والاخوات من اهل العلم واصحاب الدراسات؟
 
أحيي الأستاذ طارق منينة على متابعته وألفت انتباهه وانتباه من له بهذا الحوار عناية إلى أن تتمته ستأتي بعد عيد هذه السنة الهجرية المباركة...وكنت أنتظر من د/ حاتم القرشي أن يعلن عن ذلك...لأنه هو الذي شاورني فيه...فلما لم يكن من ذلك شيء، بادرت إلى الإعلان...وخاصة مع وجود الحاجة إليه والله الموفق للصواب..والهادي إلى أقوم سبيل..
 
أحيي الأستاذ طارق منينة على متابعته وألفت انتباهه وانتباه من له بهذا الحوار عناية إلى أن تتمته ستأتي بعد عيد هذه السنة الهجرية المباركة...وكنت أنتظر من د/ حاتم القرشي أن يعلن عن ذلك...لأنه هو الذي شاورني فيه...فلما لم يكن من ذلك شيء، بادرت إلى الإعلان...وخاصة مع وجود الحاجة إليه والله الموفق للصواب..والهادي إلى أقوم سبيل..
أسأل الله لكم التوفيق والسداد في القول والعمل، وأن ينصر بكم دينه وكتابه ، فقد أفدنا من هذا الحوار كثيراً من العلم والأدب، ونطمع في الاستزادة، ونحن بالأشواقِ لتتمته رعاكم الله وتقبل منكم ، وضاعف لكم الأجر والثواب ، فإن الاحتساب في بيان هذا الباب من العلم نفعه عظيم، ويفتح لطالب العلم آفاقاً واسعةً من العلم .
 
أشكر جميع الإخوة على إفادتهم واهتمامهم بهذا الحوار الأول في ملتقى الانتصار للقرآن .
وكما ذكر الدكتور محمد بن زين العابدين أننا سنكمل الحوار بعد عيد الفطر القادم، لأننا قد رأنا أن رمضان قد لا يناسبه مثل هذه الحوارات التخصصية، فنفوس الناس مقبلة على القرآن وتدبره ..
وقد تأخرت عن كتابة هذه الأسطر بسبب عطل في الإنترنت لدي في المنزل منذ عدة أيام ولم ادخل الملتقى بسبب هذا إلا اليوم.
وحتى نلتقي في شهر شوال بإذن الله، اسأل الله أن يوفقنا وإياكم لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً.

20 رمضان 1432هـ
 
أشكر للدكتور حاتم القرشي التفضل بالإعلان ..وإبداء عذره في عدم المبادرة إلى ذلك قبل أيام...زاده الله حرصا على الخير...والدلالة عليه...ويسر لنا وله ولجميع المتصفحين والمتصفحات لهذا الملتقى سبل الإنتصار لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم...
 
أرجو أن يستمر النقاش بشكل أعمق فقد فتح في هذا الموضوع أفق من المعرفة والمطالبة بتمثلها ما قد يكون سببا للانزلاق في منعرج الفكر بشكله المطلق وعدم القدرة على تفادي إشكالته وملابساته وهذا مفاده من التبدي في قصور بعض المطروح من الرأى في السجال الذي تم سلفا مع الشكر مبذولا لمن أجاد والدعاء بالتوفيق لمن قصر عن الكمال.
كما أنه من المعلوم للجميع أن المعرفة مقلقة والفكر الإنساني بعيد غوره كثير التشعب والإحاطة مستحيلة الحصول ولكن بالدقة في التخصص والتمرس بالممارسة الإيمانية والممارسة التراثية والممارسة الفكرية عسى إشكال من الإشكاليات الكبرى يحل وعسى ما نطمح إليه من علو فكر عبقري يفوح عبقه من القادرين على ذلك.

وكل عام وأنتم بخير.
 
كل عام وأنتم بخير
نعود بعد فترة الاستراحة في شهر رمضان المبارك، لمواصلة الحوار في هذا الموضوع المهم، وقد وصلنا لمحور:
العلوم والفنون والمناهج التي يجب أنْ يَتترَّس بها الراغب في الانتصار للقرآن الكريم
وقد تفضل د. محمد بن زين العابدين رستم بذكر هذه العلوم :
1- الفلسفة
2- اللسانيات
3- الأدب العربي
4- التاريخ القديم والحديث
5- الجغرافيا
كما أشار بقية المعلقين إلى عدة علوم واهتمامات هي حرية بالعناية وهي :
- الفهم التام للقرآن وعلومه
- القراءة المعمقة في كتب الحوار مع النصارى والرد عليهم
- وكتب من أسلم من يهود ونصارى
- كتب الرد على الاستشراق
- نقد الفكر الشيعي: أصوله ونشأته وتطوره وتناقضه

- تعلم اللغات الحية كالإنجليزية والفرنسية ..
-الرجوع لكتب ابن القيم وابن الجوزي وابن رجب كزاد مهم للمنتصر للقرآن في طريقه في الرد على المخالفين .
ونود الآن مواصلة الحديث فيما ذُكر سابقاً بالتفصيل في ضوء الأسئلة التالية :
- ما هي حدود المعرفة المطلوبة في كل ما ذُكر ؟
- وهل الواجب الإحاطة به تماماً من جميع جوانبه ؟
- وما هي الطريقة التي يمكن أن يلسكها من رام هذا الاتجاه ؟

ويمكن أن نتناول في إجابة الأسئلة السابقة أولا :
الفلسفة ...
 
أشكر للأخ الفاضل د/ حاتم القرشي عنايته بمواصلة الحوار في علوم مهمة للمنتصر لكتاب الله، وما تفضل به من مراجعة لما طرح من علوم كما قد فهمت من كلامه يقوم على عنصرين اثنين:
العنصر الأول: حدود المعرفة بالعلم المقترح، وهل الواجب الإحاطة بذاك العلم؟
العنصر الثاني: السبيل الموصلة إلى ذاك العلم..
واقترح الدكتور الفاضل سلمه الله البداءة بالفلسفة، والجواب يكون في حلقتين، هذه أولاهما..، فنقول وبالله نتأيد:
يجب أن يكون واضحا بينا أننا ههنا لا نبغي بالعلم الشرعي بدلا ولا نجد في غيره هناءة ولا سعادة ولا لذة ولا نشاطا ولاخفة، فمهما قيل إن المتخصص في حاجة إلى غيره من العلوم، فإنما ذلك لكي يسلم له ما بين يديه منه، فكل علم يصحح ما لدينا فأهلا وسهلا به...مهما كان غريبا أو ذا أصل أجنبي..
فقناعتنا بسلامة ما في أيدينا من العلم الشرعي تجعلنا نسعى إلى امتلاك كل علم يزيدنا يقينا بهذا المعتقد، ورسوخا فيه وإمعانا في اعتقاده ولقاء الله به.
وإذا كان الإعتقاد بسلامة ما في اليد من العلم الشرعي وصحة أصوله وقواعده راسخا، لا يخاف على المنتصر لكتاب الله من الفتنة ولا الضلال عندما يقبل دارسا مستفيدا من علوم خادمة للإنتصار...محققة لأهدافه وغاياته...وقديما قرأت لغاندي كلمة تجري مجرى ما قد قيل فيه:" الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها"ا..ـ قال:" أحب أن أفتح نوافذ بيتي لكي تهب عليه رياح كل الثقافات بشرط أن لا تقلعني من جذوري".
يتبع
 
إن المنتصر لكتاب الله في هذا العصر يستحب له أن ينظر في الفلسفة دارسا، ولمباحثها قارئا، وذلك لسبب واضح بين، وهو أن أغلب الذين يتكلمون قدحا في الكتاب المبين في هذا العصر يصدرون عن نظريات فلسفية معينة، فلا جرم لمريد الإنتصار والرد والإعتراض ان يكون ذا إلمام بهذه النظريات...والمدخل الطبيعي لذلك...هو دراسة الفلسفة....لكن ما الفلسفة؟ وما المباحث المرغب فيها التي تنفع في الإنتصار؟؟ فأما ما الفلسفة؟؟ فذاك سؤال قيل في الجواب عنه إنه يصعب تحديد مفهوم واحد لها حتى قال براندراسل إنه سؤال محير جدا ـ انظر لماذا الفلسفة ؟ص8 منشورات مجلة الفلسفة 1996م ـ لكن الذي استقر عليه النظر من بين كثير من الدراسات أن الفلسفة محبة الحكمة أو حب المعرفة، ومن أوائل الأمور التي في الحكمة أو المعرفة معرفة الوجود بما في ذلك الإلاهيات والطبيعيات ـ انظر لماذا الفلسفة؟ للطفي العربي ص 15 وتكون الغاية من هذه المعرفة الوصول إلى حقيقة الظواهر قصد فهم الحياة وهل ثمة لها معنى؟ ـ انظر فلسفة الفلسفة ص53 د/ رجب بودبوس ـ
إن هذه المعرفة تحتاج إلى ضروب مختلفة من مناهج التفكير التي تسمى اصطلاحا بالنظريات أو التيارات أو الإتجاهات..وهذه هي المقصودة لطالب الإنتصار المنشود، فيكفيه أن يكون ملما بهذه النظريات حسب مدارسها واتجاهاتها الفكرية، عارفا بأصحاب هذه النظريات أو الفلسفات ، فمتى ما قرأ مثلا عنوان هذا الكتاب:" شرك المال والأزمات ...رؤية قرآنية ماركسية" ـ درى ما الماركسية وأنها مدرسة فلسفية لها نظرياتها ومقولاتها..وزعماؤها الذين ينافحون عن رأسهم كال ماركس..ليخلص بعد إلى الجواب عن السؤال الخطير الذي ورد في عنوان هذا الكتاب المطبوع في مكتبة الإنتشار العربي هل هناك رؤية قرآنية ماركسية؟؟؟ ثم يشرع في مناقشة صاحب هذا الراي بما قد يفتح عليه...
وبعد فيُفهم مما سبق أنْ ليس يطالب المنتصر لكتاب الله أن يكون متخصصا في الفلسفة، مفنيا فيها عمره، منغمسا في آراء أصحابها وزعمائها..بل يكفيه من ذلك قدرٌ يخرجه من حد الجهالة بنظريات وتيارات الفلسفة التي توظف غالبا من قِبل المعاصرين الذين يقرأون القرآن قراءة جديدة أو يفهون الدين وتعاليمه فهما عصريا...وذلك ليمكنه مناقشة الخصوم بلغتهم..والوقوف على ما يوظفونه من هذه النظريات والتيارات....وأهم هذه التيارات والإتجاهات التي تعظم الحاجة إلى الإلمام بها:
الماركسية عند لينين، والبرجماتية عند وليام جيمس، والروحية عند هنري برجسون، والتحليلية عند برتاند راسل، والفينومينولوجيا عند ادموند هوسول، والوجودية عند جان بول سارتر، والبنائية عند كلود ليفي شتراوس وغير ذلك مما قد فصل القول فيه من ألف في الإتجاهات الفلسفية المعاصرة ككتاب سماح رافع الموسوم بـ:" المذاهب الفلسفية المعاصرة" وكتاب:" اتجاهات في الفلسفة المعاصرة للدكتور عزمي سلام.
ولقد اتضح بهذا طريق الوصول إلى الإلمام بالفلسفة للإنتصار المنشود، وهو قراءة جملة من الكتب التي ذكرنا هنا طائفة منها، ولا يغيبن عن المنتصر أن يقرأ بعين ناقدة، لأن غاية الفلسفة كما قد قيل النقد، والله أعلم وأحكم.
 
عوائق علمية - بسببنا - تؤدى إلى تدخلات أعداء الدين !!

عوائق علمية - بسببنا - تؤدى إلى تدخلات أعداء الدين !!

....فاجتمع رأيُ كبرائهم من الشرق والغرب على أنه يجب:" تثوير النص" الذي يمثل دين هذه الأمة قرآنا
وسنةً، و" الخروج عليه"وذلك بـ:" قراءته" قراءةً جديدة....بأعين المفكرين الجُدد لا بأعين الفقهاء
من أصحاب الأنوف المزكومة بتراب الماضي ورائحة الموتى كما يقول حداثي معروف!!!
لقد سعت هذه الطائفة من المفكرين الجدد ـ الذين مُهَّدت لهم سُبل التحكم في الساحة الثقافية في كثير في البلاد العربية والإسلامية، فاكتسحوا الجامعات والمنتديات وووصلوا أحيانا إلى مراكز اتخاذ القرار الثقافي أو الفكري ـ إلى أن توظّف علوم العصر ومبتكرات الإنسان الغربي في هذه العلوم في فهم ما تسميه:" الظاهرة الدينية " ...
للأسف الشديد أيها الإخوة و المشايخ الكرام نحن من نعطى هؤلاء الدخلاء تلك الفرصة !!! نعم نحن !!!!
فالقراءة الجديدة إذا كانت تتم بلا منهجية و على طريقتهم الخالية من أسلوب التوثيق , و إنما تجد طعون فقط
ولا تجد أدلة قوية عليها ... فهى قراءة خاطئة باطلة

أما إذا كانت ثمة علامات إستفهام - لدي أو لدى أى طالب علم -تثار حول بعض الأحاديث - مثلاً - المثيرة للجدل و الإشكال ,
و تلك الإشكالات قد تكون وجيهة و تتطلب منا وقفة ...
فبدلاً من أن ندرس النص دراسة وافية و ننظر للإستشكالات التى قد تكون منطقية و نبحث لها عن
تفسير منطقي, و ذلك بواسطة النقاش العلمي البناء الذى لا يُغضب إلا من يريد أن يُخفى شيئاً ...
بدلاً من ذلك لا نجد إلا سياسة إخراس الألسنة و غلق أبواب الإجتهاد و النقاش فى كل منتديات أهل السنة
تقريباً على الشبكة , و فى محافل أخرى ....

و مثل هذا الفعل - و هو غلق باب النقاش العلمي و الإستشكال فى علم الحديث بالذات -
يشجع الآخر للخوض فيما يراه متناقضاً أو غريباً .
أن تبحث فيه و تناقش فيه أنت و أنت الثقة خير من أن تترك الكلاب أعداء الدين يتخذون من المُشكل منفذاً
للطعن ,,و أنت أخى المتسنن تساعدهم لأنك منعتنى - و أنت السُنِّي الثقة - من أناقش - معك لا معهم -
أمراً لا أرتاح فيه لرؤية العلماء القديمة لنصٍ ما,
و ذلك بالأدلة المنطقية و أدوات اللغة , و العقل و النقل معاً !!
و مادام هذا سيكون بهذا الشكل العلمي ففيما خوفك يا أخى ؟!!!!

ولا يزعم أحد أن كتب مشكل الحديث أو إختلافه القديمة قد قامت بحل كل الإشكالات و الجمع بين كل
الأحاديث التى ظاهرها التعارض جمعاً منطقياً !!

فهذا ابن قتيبة رحمه الله من أشهر من كَتَب فى ذلك , يقول محقق كتابه أنه تكلف الجمع بين بعض الأحاديث
بعضها به علة أو ضعف , و كان يكفيه بيان ذلك بدلاً من الجمع
لهذا و أشباهه أقول أنه ينبغى أولاً الحكم على متون الأحاديث بالصحة أو الضعف وفق منهج العلماء القدامى
الأكثر دقة و بلا تساهل
ثم بعد ذلك يوجد منهج نتبعه قبل الجمع ,
و فى النهاية بعد التأكد من عدم وجود علة أو كون الحديث منسوخاً أو مرجوحاً بغيره
أو به خطأ فى نصه ...إلخ .. يتم العمل على الجمع و ليس قبل ذلك كله .

و من يزعم أن الكتب القديمة ( التى وصلتنا )قد إستوعبت كل المشكل و أفاضت فى بيانه و شرحه فهو خاطئ للغاية ,
و أنا فى حيرة من أحاديث كثيرة ولا أجد لها تفسيراً منطقياً لا فى كتب المشكل ولا الشروح ,
و لا أدرى أين أجد ذلك و أبواب النقاش و الإستشكال مغلقة !!!! و حسبي الله و نعم الوكيل
و إذا أثرت إشكالك فى موقع لأهل السنة يُحذف موضوعك بعد ظن السوء بك
كأنك تتعمد إثارة الشبهات حول الأحاديث الصحيحة !!!
و ليس الدفاع عن السنة عموماً , و عن تلك الأحاديث خصوصاً مبرراً لغلق باب الإجتهاد
و البحث و النقاش , بل هذا جناية كبرى على العلم لمن تأملها
و حسبنا الله و نعم الوكيل

إنتبهوا فليس ديننا كدين النصارى و لسنا كأعداء الدين , فكل هؤلاء يخفون
أمور يخشون إفتضاحها لذا يلجؤون لسياسات تشبه تلك التى أنتقدها ..
فلما نفعل مثل فعلهم وليس فى إسلامنا ما نخجل منه ؟!!
أما الأمور المشتبهة فعلاجها لا يكون بالإسكات و غلق أبواب الإستشكال
فإن لم تكن تعلم فعلى الأقل ساعدنى حتى أصل لمن يعلم حل الإشكال أو أترك فرصة لغيرك ليساعدنى
 
أخي باحث عن الحق
أشكر لك تعليقك، والمسائل التي طرحتها تحتاج نقاش ولا مانع من ذلك ولكن لو تكتبه في الملتقى المفتوح، لأننا نريد أن يكون هذا الموضوع في سياق الحوار الذي شرعنا فيه ولا نريد الخروج عن سياقه فيتشعب الحديث ونلتهي عن المقصود .
وأود أن إشير إشارة سريعة إلى بعض ما ذكرته فأقول:
إن الحوار العلمي الهادف والنقاش حول المسائل المشكلة أو اختلاف نظرك لبعض الأحاديث وبحثك عن التوفيق بينها لا ينازعك فيه أحد، ولكن المهم أن يكون في إطاره الصحيح، فالبعض ينشر شبهة أشكلت عليه في ملتقى عام يقرأه صغار طلاب العلم أو الأغرار وغيرهم مما قد يسبب إشكالا عليهم فتنغرس الشبهة في نفوسهم أيضاً، ولكن لو بحثت في كتب أهلم العلم وجالست أو راسلت المهتمين بهذا المجال من أهل العلم أعتقد أنك ستجد بغيتك، والله يرعاك .
ونعود إلى حوارنا ..
 
الفلسفة
إذن يا د. محمد ليس المقصود التخصص والتبحر في الفلسفة لراغب الانتصار للقرآن الكريم، ولكن يكفيه أن يعرف النظريات والاتجاهات والتيارات باختلافاتها الفكرية، فإن هذا يجعله يلم بهم قبل أن يقوم بالنقد والرد عليهم .
وذكر الدكتور جملة من النظريات كالماركسية والوجودية ...
وعندي سؤال :
أليس من الجوانب المهمة التي لابد أن يطلع عليها راغب الانتصار الأدوات والمصطلحات المستخدمة في النظريات الحديثة كالبنيوية والهرمونيطيقا والميتافيزقا وغيرها ... فهل ينبغي الإلمام بها كلها ؟؟ وكيف يكون له ذلك ؟؟
 
البنيوية منهج فكري ووسيلة للتحليل تستعمل في مجال المعرفة الإنسانية...وأكثر ما توظف في المجال اللغوي..ولقد أزهرت مع فردنان دي سوسير بنظريته عن العلامة ورولان بارت وغيرهما...ويحتاج المنتصر للقرآن لكريم إلى معرفة معناها وظروف ظهورها وزعمائها القائلين بها من غير إفناء العمر والوقت في ذلك لأن كثيرا ممن يتكلم على الأصلين العظيمين في هذا العصر قد يوظفونها منهجا لقراءتهما قراءة جديدة...ويحتاج المنتصر بعدُ إلى معرفة ما للبنيوية وما عليها من كتب ألفها منظروها ومنتقدوها...وأقدرُ من علمتُه من المخلصين انتقدها د/ عبد العزيز حموده المتخصص في الأدب الإنجليزي في كتابه المعروف الذي لا يمكن لمنتصر للأصلين العظيمين أن يستغني عنه:" المرايا المحدبة" قال الدكتور فيه ص287:" إن أزمة البنيوية التي وأدتها في أقل من عقد تقريبا تتمثل في فشلها في تحقيق المعنى، وقد اجتمعت عليها عدة عوامل من داخلها هي جعل بعض أقطابها يتحولون عنها ...المهم أن البنيوية كانت تحمل بذورتفتيتها منذ البداية...تضافرت عوامل كيرة إذن على إفشال البنيوية وإعاقتها عن تحقيق هدفها المبدئي والأساسي، وهو مقاربة النص الأدبي وإنارته من داخله، وهو هدف نبيل ومشروع في حد ذاته، لكن ما حدث أنه لا المقاربة ولا الإنارة تحققتا...".
 
طيب يا د. محمد
لو قال قائل: إن ما تفضلتم به من اطلاع على الفلسفة وفهم للنظريات والتوجهات الفكرية فيها وأدوات التحليل ومراحل ظهورها وتطورها وأبرز القائلين فيها، إن ذلك يستغرق حظاً وافراً من العمر، مما سيؤثر سلبياً على تحصيله باقي العلوم المهمة لأجل الانتصار للقرآن، وربما هذا لا يتوفر لشخص ما لم يُحصِّل ذلك من وقت مبكر في العمر، فهل هذه النظرة لها حظ من النظر ؟ أم فيها مبالغة ؟؟
 
المنتصر لكتاب الله يا دكتور حاتم ـ شخصٌ ندب نفسه إلى هذا المقصد الشريف والعمل النبيل..طالبا الأجر، فحق له أن يبذل ما في وسعه لكي يتحصن بمثل ما يوظفه الخصم المعاصر من علوم...وهذه العلوم والمناهج ليس مما تذهب الأعمار في تحصيله، إذ يكفي في التحصيل كتابٌ أو كتب يدرسها المنتصر دراسة فاهمٍ لمقاصد أصحابها...واقف على مرامي العلم أو المنهج وأهدافه...غير متعمق في التفاصيل الدقيقة التي قد لايعرفها حتى الخصم المناوئ المتربص...والتي لا غَناء بها حتى للمتخصص الذي يغدو ويصبح قارئا لها، نهما فيها...وقد ينفع المنتصرَ ـ من أجل تحصيل ما ليس عنده مما فاته علمه من هذه العلوم والمناهج أيام الطلب في سنين الدراسة والتلقي الأولى ـ أن يدخلَ في دورات علمية ينظمها ملتقى من ملتقيات الهدى والنور كهذا الملتقى الطيب المبارك ـ يستدعى لها بعضُ المشتغلين بعلم الإنتصار تنظيرا وممارسةً فيقرب بعيدَ هذه العلوم على الطالبين، ويبين غامض هذه المناهج على الشادين، في ساعات قليلة أمضاها المفني عمره من المتخصصين في مثل هذه الفنون سنين عديدة قوَّست الظهور، وشيبت الرؤوس...وأدنت من القبور..وقد تكون أغضبت علام الغيوب..
 
كلام جميل، واقتراح مفيد ومن خطط ملتقى الانتصار إقامة الدورات التخصصية ..
قبل إقفال الحوار في هذا العنصر، هل بالإمكان يا دكتور محمد أن تذكر لنا جملة من الكتب المهمة لمن يريد تحصيل ما ذكرته في الفلسفة ؟
علماً أنك سبق أن ذكرت بعض الكتب في مثاني حديثك الأخير، ولكن نود أن نفردها بمشاركة حتى تكون واضحة للقارئ، فلو تذكر لنا أسماء كتب تراها مهمة مع الإشارة لأهمية كل كتاب بإيجاز ..
 
كتب الفلسفة كثيرة متنوعة المشارب، مختلفة الأغراض، وأود التنبيه على أمور قبل الدلالة على بعضها مما قد يقرب مادة الفلسفة إلى المنتصر لكتاب الله جل وعلا:
الأول: لابد أن يلم المنتصر بكتب فلاسفة العصر الحديث ككانت وديكارت وماركس واسبينوزا وهيجل ونيتشه ولوك وسارتر...وسيجد في قلبه من هذه الكتب نفرة...وقد يظلم من قراءتها فؤاده...لأن من رُبي على القراءة الصافية...والمطالعة البريئة...النابعة من مقومات هذه الأمة...تنور في قلبه الحكمة وتُزهر...ويورث إزهارها في قلبه نفرة من كلام مقروء قاله أو كتبه شخص غريب في بيئة معينة في ظرف معين، صادر عن إيديولوجية معينة...خاصة إذا كانت فيه مخالفة لعقيدته وشرائع دينه...بيْد أنه لابد لمن رام الإنتصار المنشود من الصبر على ذلك..ومعالجة النفس حتى يحصل لها نوعُ أنسٍ بالمقروء...
الثاني: الأُنس الحاصل ليس أُنس مخالطة وملابسة ومحبة وتعلق، بل إنه أنس أوليٌّ ...لا يخاف على الحاصل له الإستلاب أوالوقوع في الإعجاب المفضي إلى الإغواء والتبعية، والتفريط في الدين والثوابت.
الثالث: اختياري لهذا الكتب التي ستراها أيها القارئ الكريم ليس ترويجا للباطل الذي قد يكون فيها، ولا نشرا لرأي شاذ قد تشتمل عليه، بل هو اختيار من أجل التمثيل، والإستفادة حسبُ.
ولقد سبق آنفا الدلالة على جملة من هذه الكتب في مناسبة فائتة، ونورد ههنا جملة أخرى منها، فمن ذلك:
مدخل إلى الفلسفة من سقراط إلى كونت للكاتب آلان، والكتاب مترجم، يظهر محتواه من عنوانه.
قراءات في الفلسفة لعلي سامي النشار صاحب نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام الكتاب المعروف الشهير.
تاريخ الفلسفة الغربية لبراتراند راسل والكتاب مترجم.
تيارات الفكر الفلسفي من القرون الوسطى حتى العصر الحديث، لكريسون أندريه، والكتاب مترجم.
تاريخ الفلسفة الحديثة لوليم كلي رايت.
والكتب الثلاثة الأخيرة في الإتجاهات الفلسفية عامة والحديثة منها خاصة، وذاك الذي يجب أن يهتبل المنتصر به.
 
التنبيه الذي أشرت إليه يا د. محمد مما قد يجده مَن ينغمس في قراءة كتب الفلسفة :

سيجد في قلبه من هذه الكتب نفرة...وقد يظلم من قراءتها فؤاده

هو مهم ويستحق إفراده بموضوع مستقل، وقد سبق أن أشار إليه الأخ طارق منينه في إحدى مشاركاته في هذا الحوار وأشار لعلاجه بإيجاز:
ثم يبطي قليلا ليقرأ في كتب الطريق إلى الله مثل طريق الهجرتين أو كتب ابن رجب الحنبلي أو ابن الجوزي حتى لايتحجر قلبه وهو يقرأ منهجيات القلوب المتحجرة، ثم يرجع لكتب في التاريخ او السيرة

وهو تنبيه مهم، لئلا يسلك القارئ هذا الطريق فيشرب مناهج القوم ويتأثر بهم، بل لابد له من وقفات وزاد مصاحب يحفظه من التيارات المنحرفة عن الصراط المستقيم.
 
للاختصار فإن الكتب التي ينصح بها د. محمد للمنتصر لكتاب الله في قراءة الفلسفة هي :
1-
المذاهب الفلسفية المعاصرة لسماح رافع
2-
اتجاهات في الفلسفة المعاصرة للدكتور عزمي سلام
3-
مدخل إلى الفلسفة من سقراط إلى كونت للكاتب آلان
4-
قراءات في الفلسفة لعلي سامي النشار
5-
تاريخ الفلسفة الغربية لبراتراند راسل
6-
تيارات الفكر الفلسفي من القرون الوسطى حتى العصر الحديث، لكريسون أندريه
7-
تاريخ الفلسفة الحديثة لوليم كلي رايت
8-
المرايا المحدبة للدكتور عبد العزيز حموده
7-
مع التنبيه على قراءة كتب فلاسفة العصر الحديث ككانت وديكارت وماركس واسبينوزا وهيجل ونيتشه ولوك وسارتر.
 
من أسباب حصول النفرة من كلام أهل الفلسفة:
1/ كلامهم في الإلهيات وميتافيزيقا بكلام مناقض للعقيدة الإسلامية...ومن أهل الفلسفة من لا يؤمن إلا بعقله...فلذلك يقع لهم من الكلام ما يوجب الرد عليهم.
2/ استعمالهم لمصطلحات وعبارات مستغلقة على الفهم...صعبة على العقل نفسه...لأنهم زعموا يفكرون أو قل يتفلسفون وهو يكتبون...فهم مستغرَقون في الفكر..
3/ قد تكون الترجمة لعمل فلسفي رديئة لغة وأسلوبا ...ليس فيها رُواء الديباجة العربية الفصيحة..ولا بهاء الكلمة القرآنية الذاهبة في طبقات البلاغة مذهبا رفيعا...فيؤتى القارئ العربي المسلم من ثمَّ...وكنت قرأت من دهر في حياة الرافعي لسعيد العريان أن الرافعي الكاتب الإسلامي البليغ الذي ندر مثاله في عصره وبعد عصره ...مع الديانة والنصرة للكتاب والسنة ـ كان إذا أراد أن يكتب قرأ من كلام القدامى الفصيح ما يضعه في جو الفصاحة...ثم كتب بعدُ...وليجرب المنتصر أخذا من هذا أن يقرأ قبل وبعد قراءته لشيء فلسفي القرآن الكريم، او يطالع في البخاري أو غيره ..فإن ذلك إن شاء الله سيمحو ما قد يقع في قلبه من نفرة وظلمة...
 
ما ذكره ابو فهر السلفي ـ وحبذا لو وقفنا على اسمه حقيقة فانتفت عنه جهالة العين ـ موفَّقا فيما أحلتَ عليه يا د/ حاتم ليس فيه ذكرٌ لما نحن بسبيله من تعريف بالفلسفة وتياراتها الحديثة وهي التي تساق منطلقا للحداثيين والعلمانيين في مواقفهم تجاه القرآن الكريم ـ إلا من بعيد...على أنني لا أخفي إعجابي بما تفضل به إذ جمع فأوعى..ولعله يستكمل حديثه عن الكتب المؤلفة في الفلسفة الغربية المعاصرة خاصة قريبا، ولو أنه فعل لكان أحبَّ إليَّ...
 
بارك الله فيكم جميعاً ..

وجزى الله فضيلة الشيخ محمد زين العابدين خير الجزاء،وكلامه صحيح؛فلم أكمل موضوعي ،ولم أصل للفلسفة الحديثة والمعاصرة.

وبارك الله فيك أخي الحبيب الشيخ حاتم على دعوتك الكريمة..

ولعلي لمناسبة المقام أجمل ما يتعلق بما يلزم المتصدي للانتصار للقرآن من العلم بالفسلفة الحديثة والمعاصرة،وأعتذر للشيخ الكريم على التطفل..

بالنسبة للفلسفة الحديثة فأنا أفضل كتابين اثنين لا أعدل بهما غيرهما وأراهم يكفيان المنتصر للقرآن الكريم شريطة أن يقرأ قبلهما قصة الفلسفة الحديثة لزكي نجيب محمود وهما :

(1) تاريخ الفلسفة الحديثة ليوسف كرم،وهو شامل في اختصار وتركيز.(وهو تلخيص لكتاب إميل برهيه).
(2) قسم الفلسفة الحديثة من كتاب تاريخ الفلسفة الغربية لبرتراند راسل،والذي تفضل بالإشارة إليه أستاذنا الدكتور.

بالنسبة للفلسفة المعاصرة فأحسن ما فيها في نظري هو الكتاب الذي أشرف على إخراجه جان فرانسوا دورتيي وسماه : ((فلسفات عصرنا..تياراتها،مذاهبها،أعلامها،وقضاياها))،وهو من منشورات الدار العربية للعلوم وأظنه متوفر على الشبكة.

أما بالنسبة للقضايا الفلسفية من الناحية الموضوعية ففيها كتابان مهمان:

(1) أسس الفلسفة للأستاذ توفيق الطويل.
(2) الفلسفة أنواعها ومشكلاتها لهنتر ميد.

وبالنسبة لقضية التأويل ففيها كتابان مهمان :

(1) ففهم الفهم ..مدخل إلى الهرمنيوطيقا لعادل مصطفى-نشر : دار رؤية.
(2) ظاهرة التأويل الحديثة لخالد السيف نشر : مركز تأصيل.

وبالنسبة للدراسات المفردة للتيارات والمذاهب فلعلي أذكر كتاباً واحداً في كل تيار :

(1) البينيوية : البينيوية وما بعدها من ليفي شتراوس إلى دريدا ،تحرير : جون ستروك،نشر : سلسلة عالم المعرفة.
(2) التفكيكية : التفكيكية دراسة نقدية،لبيير ف.زيما،نشر : المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر.
(3) الوضعية المنطقية : الوضعية المنطقية في فكر زكي نجيب محمود لعبد الله الدعجاني.
(4) المجلد الثامن من موسعة كامبريدج للنقد الأدبي بعنوان : (من الشكلانية إلى ما بعد البينيوية) نشر : المركز القومي للترجمة بمصر.
(5) الماركسية : أصول الفلسفة الماركسية لجورج بوليتزر وهو متوفر على الشبكة.
(6) البراجماتية : البراجماتية ليعقوب فام،نشر : الألف كتاب الثاني.
(7) : الحداثة : القول الفلسفي للحداثة ليورجن هابرماس،وهو متوفر على الشبكة.
(8) مناهج الفكر العربي المعاصر لشاكر السحمودي نشر : مركز تأصيل.
 
شكر الله للشيخ أبي فهر السلفي الذي عرفناه الآن فانتفت عنه جهالة العين والحال، وأصبح عندنا ثقة ثقة، وحجة حجة، وعلامة مطلعا مفيدا بحاثة..ذا سؤدد ونجابة، وفضل وعناية..وقدر وجلالة..ولقد علَّق مفيدا وهكذا يكون التعليق وإلا فلا...واليوم أحببتُ أن أرجع إلى كلمة كان ذكرها د/ حاتم...وزلَّ عنها نظري فلم ألق لها بالا..حتى تنبهت إليها اليومَ...وهي الهرمنوطيقا..وأحسب أنني قرأت عنها في هذا الملتقى المبارك أو في غيره فلقد نسيتُ..وهي كلمة يونانية الأصل مكونة من هرمس وهو رسول الآلهة الذي يتولى نقل تعاليم الآلهة للبشر...وتعني عند أفلاطون تفسير إرادة الآلهة...وتطور مفهومها فصارت تعني جملة من القواعد التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النصرانية...ثم انتقل هذا المصطلح من مجال استعماله اللاهوتي الكنسي إلى مطلق الإستعمال فصار دالا على التأويل أو فهم الفهم...ولقد أحسن وأجاد عادل مصطفى في تقريب الهرمنوطيقا في كتابه فهم الفهم كما اشار إلى ذلك الشيخ الهمام ابو فهر لافض فوه...وكنت حضرتُ من شهور مؤتمرا في الجديدة في المغرب الأقصى...فذُكرت الهرمنوطيقا فوقع فيها الأساتذة والطلبة...وماج الحاضرون بين منتصر ومعترض...بيْد أن الذي أثار حفيظتي...وأطار صوابي...مداخلة بعض المحامين وكان شيخا طاعنا في السن...دل تدخله على فصاحته وعلمه...بيْد أنه قال كأنه ينتصر أو يعتذر أو لست أدري ما كان هدفه...قال الرجل: لا خوف من الهرمنوطيقا ـ وما كاد لسانه يسعفه في نطقها بيْد أنه نطقها وكأنها هي على لسانه؟؟!!! قال: فلقد كنا صغارا...من طلبة العلم نجد صعوبة في دراسة الإساغوجي...الذي اتضح بعد أنه المنطق...قلتُ: ما هكذا تورد الإبل ياسعدُ...إن أمة تفتح ذراعيها لكل مصطلح سائر في الآفاق...مرحبة به...متبنية له...مستخدمة له في فهم كتاب ربها وسنة نبيها...ـ لمهزومةٌ هان عليها دينها وتراثها وحضارتها ومقوماتها...أفكلما ظهر مصطلح جديد مشرقا أو مغربا...وطار أيما مطار...استُنبتتْ منه في أرضنا نبتة دعية هجينة...توظَّف في فهم الأصليْن العظيمين...والسراجيْن النَّيِّريْن...حتى إذا لم نفعل قيل لنا متخلفون رجعيون ماضويون...إن المعركة اليوم بيننا وبينهم معركة مصطلحات...وصراع مفاهيم...فأيُّ الحضارتين عممت مصطلحاتها...غلبت..وسادت..
 
إن أمة تفتح ذراعيها لكل مصطلح سائر في الآفاق...مرحبة به...متبنية له...مستخدمة له في فهم كتاب ربها وسنة نبيها...ـ لمهزومةٌ هان عليها دينها وتراثها وحضارتها ومقوماتها...أفكلما ظهر مصطلح جديد مشرقا أو مغربا...وطار أيما مطار...استُنبتتْ منه في أرضنا نبتة دعية هجينة...توظَّف في فهم الأصليْن العظيمين...والسراجيْن النَّيِّريْن...حتى إذا لم نفعل قيل لنا متخلفون رجعيون ماضويون..

لمثل هذا يهتز القلب من طربٍ..

يا ليت قومي يعلمون..
 
أشكر لأخي أبي فهر سرعة تجاوبه ومشاركته النافعة، وأثني بالشكر للدكتور محمد على كلامه النفيس والمهم لا سيما جملته الأخيرة التي أشار لها أبو فهر .
فالمعركة في المصطلحات والمفاهيم خطيرة وللأسى أن البعض _ ممن حسُنتْ نيته _ يواجهها بقلب منكسر قد أُشرب حب الغرب ومناهجه حتى لم يكد يرفع رأساً بسبب خشوعه وخضوعه لمناهج القوم، وتنكرِه لمناهج سلفنا الصالح ولغتنا المجيدة .. فأفسد ولم يصلح، ناهيك عمن قلب ظهر المجن على كتب أجداده وتنكَّر لأمجاده وتمسح بالغرب، فلا هو أبقى على رصيده، بل أفلس بتوجهه بكله ثَم الغرب ومناهجه . ولله المشتكى وعليه التكلان .
 
بعد الانتهاء من الحديث حول الجوانب المهمة في دراسة الفلسفة والكتب المهمة فيها للراغب في الانتصار للقرآن الكريم، ننتقل إلى العلم الثاني وهو : اللسانيات ..
فيا د. محمد لو تتكرمون بالإشارة إلى مفهوم اللسانيات على وجه الاختصار، وحدود المعرفة المطلوبة فيه، وأهم الكتب فيما ترون .
 
اللسانيات أو علم اللسان كما قد يحلو لبعضهم أن يسميها - هي العلم الذي يعنى بدراسة اللغات الإنسانية دراسة علمية، من حيث خصائصها وتراكيبها ومستويات التشابه والتباين فيما بينها.
ومهمة اللساني في العصر الحديث تتمثل في فهم دور اللغة في المجتمعات البشرية، وفي البناء الحضاري الإنساني.
وأهم الكتب التي قد تقرب مادة اللسانيات لطالب العلوم التي تؤهله لرتبة الإنتصار للقرآن الكريم في هذا العصر:
محاضرات في اللسانيات العامة للعالم اللساني السويسري فرديناند دي سوسور المنشور سنة 1919م.
كتاب مدخل لفهم اللسانيات الموضوع بالفرنسية لروبير ماتان وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية وفيه تعريف باللسانيات الوصفية واللسانيات النظرية، واللسانيات التاريخية إلخ...
المصطلحات المفاتيح في اللسانيات ألفته ماري نوال غاري بريوي، وقد ترجمه عبد القادر فهيم سنة 2007م، وينفع في الوقوف على معاني ما قد يستعمله أهل هذا العلم من مصطلحات وألفاظ.
مبادئ في اللسانيات لأحمد محمد قدور ، والكتاب عبارة عن مدخل إلى اللسانيات تعريفا وتاريخا ومناهج ومصطلحات.
صلة التراث اللغوي العربي باللسانيات د/ مازن الوعر، وهو عبارة عن مقال نشر في مجلة التراث العربي التي تصدر عن اتحاد كتاب العرب بدمشق العدد48 السنة 12/ المحرم 1413هـ، فيه الجواب عن السؤال الشائك: هل عرفت البوادر الأولى للسانيات في التراث العربي الإسلامي؟
وليس مطلوبا ولا معقولا أن يفني الباحث المنتصر للكتاب الكريم عمره في تتبع كل ما يصدر في هذا العلم، بل يكفيه منه قدرٌ يخرجه من حد الجهالة به إلى حد العلم به، إن هو قرأ أو كتب أو ناقش أو انتصر.
همسة في أذن د/ حاتم: أرجو يادكتور مستقبلا نشر ما يدور هنا من حوار على موقعي ومنتداي على الرابط التالي:
http://rostom.alafdal.net
 
أشكر للدكتور محمد هذه الإضاءة على علم اللسانيات وعلى المراجع الهامة فيه، ونتظر إضافات الأعضاء إنْ وجدت، وبعدها نكمل باقي العلوم في هذا الحوار الماتع والمفيد .

وهمسة للهمسة : أنا أحاول تنفيذ طلبكم ولكن الوقت لا يسعفني أحياناً، فأنا أحياناً لا أكتب الموضوع هنا إلا من جهاز الهاتف، فليتك تقوم بنقله ولك الحق الكامل في ذلك .
 
أحبتي في الله كل عام وأنتم بخير .. نكمل هذا الحوار المفيد مع د. محمد بن زين العابدين رستم
ونطلب من الدكتور أن يلقي لنا الضوء على أهمية الأدب العربي في الانتصار للقرآن الكريم ، وما هي الكتب المفيدة في هذا المجال ؟
 
يستحب للمنتصر للقرآن الكريم في هذا العصر أن يكون ذا اطلاع على الأدب العربي بل وعلى الآداب الغربية، وذلك لأن التيار العقلاني المعاصر قد يوظف أربابه بعض الآليات المختصة بالأدب عربيا كان أم غربيا في القول في القرآن الكريم، فمسَّت الحاجة إلى معرفة هذا الفن.
ويجزئ في معرفة الأدب العربي والغربي على حد سواء، الإطلاعُ على قدر لابأس به من المعلومات التي تُخرج المنتصر من حدِّ الجهل إلى حدِّ المعرفة والعلم، وهذا القدرُ يستحب فيه معرفة تاريخ الأدب العربي والغربي، ومعرفة المذاهب والتيارات الموظفة في فهم آثار النوعين، ومعرفة موازين النقد المستعملة فيهما.
فالمطلوب إذن من المنتصر الإلمام بتاريخ الأدب ومذاهبه وموازين النقد فيه، ويمكن الإستعانة في ذلك بجملة من الكتب التي تقرب شارد هذا الفن أعني الأدب، وتجمع خلاصته وتمحض زبدته...وذاك الذي نلمُّ به بعد حين.
 
ومن الكتب النافعة في تاريخ الأدب العربي وهي كثيرة متوعة، ونكتفي ههنا بالإرشاد إلى بعضها:
تاريخ آداب العرب لأديب العربية والإسلام مصطفى صادق الرافعي وهو أول كتاب ألف في هذا المعنى في العصر الحديث كما صرح بذلك مؤلفه، وإن كان سبقه في الطباعة كتاب جرجي زيدان.
تاريخ الأدب العربي للدكتور عمر فروخ.
ومن أجل الإطلاع على تيارات الأدب واتجاهاته ومناهج نقده، يندب قراءة ما يلي:
التيارات المعاصرة في النقد الأدبي لبدوي طبانة.
المذاهب الأدبية الغربية رؤية فكرية فنية للدكتور وليد قصاب.
المذاهب الأدبية والنقدية عند العرب والغربيين للدكتور محمد عياد.
الإتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر للدكتور محمد محمد حسين، وهو كتاب فكر وأدب لاضريب له في بابه.
الإتجاهات الحديثة للنقد الأدبي مع دراسة مقارنة بين النقد الأدبي العربي والغربي لكوثر عبد السلام البحيري.
النقد الأدبي ومدارسه الحديثة لستانلي هايمن ترجمة د/ إحسان عباس.
وبالجملة فالمكتبة العربية المعاصرة تزخر بآلاف الكتب المؤلفة في تاريخ الأدب العربي والغربي واتجاهات الأدبين ومناهج نقد الأعمال الأدبية، وكلُّ كتابٍ منها يُنسيك في الآخر...بيْد أنه لما كان المنتصر لكتاب الله مطالبا بالأخذ من كل بستان زهرة، بحسبه أن يكتفي بما سلف، وإن وقف على كتاب يسدُّ نهمته فيما تقدم، رجوتُ أن يكون موفَّقا مؤديِّاً ما عليه.
 
إضافة جميلة من د. محمد
وأشكر له اهتمامه وحرصه على متابعة الحوار رغم أشغاله الكثيرة ورحلاته العلمية ..
سنواصل الحوار بعد ترك مجال للقراءة والاطلاع من أعضاء الملتقى ..
 
لأول وهلة ظننتُ أنّ هذا الموضوع مجرد ذكر كتبٍ تهمّ القائم بالانتصار للقرآن العظيم, ولذا لم يسترع انتباهي ـ رغم أن القراءة في مجال الانتصار لكتاب الله وسنة نبيّه تشغل حيّزا من اهتماماتي ـ وحين اطّلعتُ اليوم على بعض مافيه؛ شدّني بعضه إلى كلّه, فتبدّد جهلي بأهميّته وحلّ محلّ الجهل تقدير وإعجاب, فهذه عصارة جهود مباركة تكاتفتْ لتقديم الخبرات والمعلومات والتجارب الثمينة والقيّمة لتسليح مَنْ عزم على نزول ساحات المعركة الفكريّة للدفاع عن كتاب الله. وأروع مافي هذا الموضوع أنّه جاء في سياق حيّ ـ في صورة حوار راقٍ ـ يعكس عمق اطّلاع أصحابه في هذا الجانب المهمّ.
فجزاكم الله خيرا ـ أيّها الكرام ـ وبارك في جهودكم وسدد على درب الحق خطاكم.
 
الشكر للأخت بنت اسكندراني على هذه الكلمات المشجعة وهذه النظرة الإيجابية .
وطالما أن لديكم الاهتمام بمجال الانتصار للقرآن الكريم فنحن ننتظر مشاركتكم الفاعلة في ملتقى الانتصار سواء في هذا الموضوع أو غيره من مواضيع ملتقى الانتصار للقرآن .
 
بارك الله فيكم... وأنا حقا شغوفة بالقراءة في ملتقى الانتصار للقرآن الكريم منذ زمن, ولا أعبث بأرشيفٍ من أراشيف الملتقيات بقدر ما أعبث بأرشيفه لأستخرج كنوزه ودرره. فموضوع الدفاع عن كتاب الله وسنة نبيه بشكل عام موضوع يجذبني وأحبّ التعمق في زواياه, وأستغرقُ ليس في تأمّل الحجج والبراهين وإنمّا في كيفية تقارع الحجّة بالحجّة؟ وكيف تُساق البراهين؟
لكن مابجعبتي شحيح لايؤهلني للمشاركة فيه, فماهي إلا أراءٌ متواضعةٌ أو استفهاماتٌ لحوحةٌ أو ضغطةٌ على أيقونة الشكر أنثرها هنا وهناك... لا أكثر ولا أقل.
زادكم الله توفيقا ونفع بكم.
 
نواصل مع الحبيب د. محمد بن زين العابدين الكتب المهمة لمن يريد التصدي للانتصار للقرآن الكريم، وقد وصلنا للفن الرابع :
التاريخ القديم والحديث
فماذا لديك يا دكتور محمد في التاريخ، وما حدود المعرفة الواجب تحقيقها لمن يريد الانتصار للقرآن ؟ وما الكتب التي تساعد على ذلك ؟
 
القائم بالإنتصار لكتاب الله تعالى يحتاج إلى معرفة التاريخ من حيث أن المناوئ الحداثي قد يستدل به على تقرير أمر متعلق بنظرية جديدة في قراءة القرآن الكريم، أو تاريخ كتابته وجمعه أو غير ذلك مما وجدنا هذا الضرب قد رجعوا فيه إلى تاريخنا الإسلامي...فأعادوا قراءته بعيون جديدة ومناهج حديثة، وحمَّلوا وقائع هذا التاريخ ما ليس تحتمل ألبتة...وقطعوا أن ذلك هو الكائن الحاصل..وأنَّ التفسير الذي أبدوه هو الصحيح الصواب ...وماعداه باطل..فاشتدت حاجة المنتصر المحتسب لأن يعرف من التاريخ القديم للإسلام والحديث ما يناقش به أطروحات الإتجاه العلماني التي يوظفها في فهم الكتاب العزيز أو التأريخ له...
يتبع
 
وإذا أنت سألت عن القدر الذي يكفي من هذه المعرفة بالتاريخ بالنسبة إلى القائم بالإنتصار...كان الجواب كما سبق في غيره من العلوم التي أثبتنا أنها متعينة في حق المنتصر...إذ يكفي من التاريخ معرفة قدر لابأس به منه قديما وحديثا..ولا يطلب فيه التخصص وإفناء العمر في دراسة الأحداث والوقائع، فإن ذلك شيء لا ينتهي..بل المطلوب معرفة حقيقة ما جرى أو يجري من الأحداث التي لها اتصال وعلاقة بالكتاب العزيز فهما وتاريخا...مما قد يشوش على ثبوته أو صحته الطرح العلماني أو الحداثي..
ولاشك أن مصادر معرفة تاريخ الإسلام في القديم والحديث متنوعة كثيرة...بيد أن ملاك الأمر كله في هذا قراءة تاريخ الإسلام خاصة من كتب مأمونة موثوق بها...ولست أجد في ذلك أرفع ولا أدق ولا أوثق من دواوين السنة والحديث..فالبداية بها تكون في هذا الباب...وعليها عولت محاولات بعض أهل العصر في إعادة كتابة تاريخ الإسلام...
يتبع
 
والمصادر التاريخية بعدُ كثيرة فمن أوثقها ما ألفه المؤرخ المحدث كتاريخ الطبري على ما فيه من أخبار أعذر فيها الطبري من نفسه إذ أحال على دراسة أسانيدها...وتاريخ ابن كثير، وتاريخ ابن خلدون وإن لم يكن الغالب عليه الحديث بيْد أنه فيلسوف علم الإجتماع البشري وله في مجريات التاريخ نظرات وتعقبات، وما كتبه ابن العربي المعافري في العواصم من القواصم في الفتنة..وتلك من تعلقات الحداثيين اليوم...وعليها تدور بحوثهم...وإن أنت جئت إلى العصر الحديث ألفيت من أهل التاريخ المتخصصين فيه من له يد طولى في إعادة كتابة تاريخ الإسلام بمنهج إسلامي صرف...كمحاولات الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل في غير ما كتاب له كملامح الإنقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز...ودراسة في السيرة وغير ذلك...وكمحاولات الأستاذ الدكتور محمد أمحزون فيماكتبه عن عبد الله بن سبأ بين الحقيقة والخيال..وكتابه عن:" تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الإمام الطبري والمحدثين" وغير ذلك...وما كتبه الدكتور محمد علي الصلابي عن :" الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط"، و" حركة الفتح الإسلامي في الشمال الإفريقي"، و" الصراع بين أهل السنة والرافضة ...نشر الصفحات المطوية من تاريخ الدولة العبيدية الفاطمية" وغير ذلك... وكمحاولات الأستاذ الدكتور شيخ مشايخنا أكرم ضياء العمري في " عصر الخلافة الراشدة...محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق مناهج المحدثين" و" المجتمع المدني في عهد النبوة" وغير ذلك...وبالجملة فإن كل دراسة معاصرة تاريخية جادة لها اتصال بالقرآن الكريم وعلومه وتاريخ جمعه من عالم مأمون ثقة معروف بالكتابة في تاريخ الإسلام في القديم والحديث...فعُضَّ عليها...وبالله التوفيق.
 
عفوا إخوتي الكرام... أعلم أنكم تجاوزتم الحديث عن الفلسفة إلى اللسانيات فالتاريخ لكن اسمحوا لي بإضافة بسيطة علها تفيد من يطلع على الموضوع فيما بعد؛ حتى يتكوّن لديه تصور واضح عن بعض المصطلحات الغريبة التي استغلق عليّ فهمها بصورة واضحة حين مررتُ بها أثناء حديثكم...
واليوم أحببتُ أن أرجع إلى كلمة كان ذكرها د/ حاتم...وزلَّ عنها نظري فلم ألق لها بالا..حتى تنبهت إليها اليومَ...وهي الهرمنوطيقا..وأحسب أنني قرأت عنها في هذا الملتقى المبارك أو في غيره فلقد نسيتُ..وهي كلمة يونانية الأصل مكونة من هرمس وهو رسول الآلهة الذي يتولى نقل تعاليم الآلهة للبشر...وتعني عند أفلاطون تفسير إرادة الآلهة...وتطور مفهومها فصارت تعني جملة من القواعد التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النصرانية...ثم انتقل هذا المصطلح من مجال استعماله اللاهوتي الكنسي إلى مطلق الإستعمال فصار دالا على التأويل أو فهم الفهم...ولقد أحسن وأجاد عادل مصطفى في تقريب الهرمنوطيقا في كتابه فهم الفهم كما اشار إلى ذلك الشيخ الهمام ابو فهر لافض فوه...وكنت حضرتُ من شهور مؤتمرا في الجديدة في المغرب الأقصى...فذُكرت الهرمنوطيقا فوقع فيها الأساتذة والطلبة...وماج الحاضرون بين منتصر ومعترض
ورغم ما تفضلتم به من شرح مبسط في عجالة يقتضيها الموضوع والمقام إلا أنني خرجتُ لا أدري:
هل الهرمينوطيقا في مصطلحها الجديد (فهم الفهم) منهج يفضل أن نحتضنه ونتعلمه ونخوض فيه ليكون أسلوبا حديثا من أساليب تفكيرنا؟؟ أم لا؟؟
ظل السؤال معلقا في ذهني حتى اطّلعتُ على موضوع رائع لأحد الإخوة الأفاضل في ملتقانا وهو الأخ الكريم أحمد الطعان في بحث مميز ومبسط وقصير عنوانه: العلاقة بين العلمانية والغنوصية!
ويتحدث عن علاقة العلمانية بالغنوصيات, وقد أوضح أن الغنوصيات قديمة وحديثة, فالقديمة منها تمثلها: الهرمسية والأفلوطينية والباطنية. والحديثة منها تمثلها: الهرمينوطيقا الغربية في التأويل والتي هي نمط من أنمـاط القراءة والتأويل للنصوص والتراثات الفكرية عموماً, وهي تعتبر العلامات والرموز هي الأساس الذي تتكون منه اللغة، ولا عبرة بأي قواعد أو أنظمة يتعارف عليها الناس للخطاب، فهي إذن تتمرد على النظام الاجتماعي والمعرفي السائد بين الناس والذي يشكل أساس التواصل بين الناس.
وبشرح أبسط (بعبارتي وفهمي): ((أن الهرمينوطيقا هي وصورها المختلفة كالهرمسية بالذات تعتبر: نمط من أنماط التفكير الذي أقل ما يُوصف به هو: أنه كارثي!!, إنه يشبه لعبة مسلية يتعمق فيها صاحبها فيتفنن حتى يخرج النصوص عن ظاهرها ثم يلصقها خبط عشواء بمعان لا تمت بأي صلة إلى النص الأصلي مخضعا ذلك كله لهواه وعقليته وتفكيره وأيضا لمصالحه وأغراضه.
وبمعنى آخر هي نمط للـلانمط, ومنهج للـلامنهج, ومبرر للـلامبرر, وغطاء للعبث بكل شيء)).
ويمكن لمن يحب الاطلاع والاستفادة من البحث مشاهدته على هذا الرابط: العلاقة بين العلمانية والغنوصية لأحمد الطعان.

نعود لنستكمل متابعة حديثكم الهام عن الفن الرابع الذي ينبغي الإلمام به لمن يريد التصدي للانتصار للقرآن الكريم.... (وعذرا على هذا الفاصل)
 
عودة
أعلى