حوار حول الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية مع المستشرق الألماني د. ميكلوش موراني

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,306
مستوى التفاعل
124
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]
ABES13.WMF
[/align]
[align=justify]مرت فترة من الزمن في منتصف القرن الميلادي المنصرم نشطت فيها حركة الدراسات الاستشراقية حول القرآن الكريم بصفة خاصة ، وفي الدراسات العربية الإسلامية بصفة عامة. وقد كانت الجهود التي بذلها الاستشراق الألماني تكاد تكون أبرز الجهود في مضمار الدراسات القرآنية ، ولعل السبب في ذلك يعود إلى سبق ألمانيا في المجال العلمي الإنساني قبل الحرب العالمية الأولى ، وسنذكر في آخر اللقاء قائمة بالدراسات الاستشراقية الألمانية التي دارت حول القرآن الكريم استقيناها من دراسة الدكتور محمد حسين الصغير بعنوان (المستشرقون والدراسات القرآنية). ثم يأتي بعد ذلك الاستشراق الفرنسي من حيث الدقة والنوعية ، وبعدها الاستشراق الانجليزي المكثف ، ثم الاستشراق الأمريكي ممثلاً بآرثر جفري الذي كتب عدداً من الدراسات حول القرآن.
والدراسات الاستشراقية تدرس الآن في الجامعات العربية والإسلامية من الناحية التاريخية ، وكأن هذه الدراسات قد انقرضت أو توقفت تماماً ، في حين لا يزال لها أنشطة ودراسات ومجلات ومعاهد تقوم بإعداد الدراسات والبحوث الاستشراقية. وإن كانت قد تضاءلت عن ذي قبل من حيث النوعية والكمية أيضاً. [/align][align=center]***[/align]
[align=justify]ورغبة من شبكة التفسير والدراسات القرآنية في التعرف على واقع الدراسات الاستشراقية في الجامعات الأوربية ، رأى القائمون على الشبكة إجراء حوار يلقي الضوء على هذه الدراسات الاستشراقية المعاصرة في دوائر ومعاهد الاستشراق في أوربا عامة ، وفي ألمانيا بوجهٍ خاصٍ . وذلك في هذا اللقاء العلمي مع المستشرق الألماني الدكتور ميكلوش موراني الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة بون بألمانيا ، والأستاذ بمعهد دراسة اللغات الشرقية ، وعضو ملتقى أهل التفسير الذي يشارك كثيراً فيما يدور فيه من بحوث ومدارسات.
وضيفنا في هذا اللقاء متخصص في تراث علماء المالكية ، وهو رئيس المشاريع العلمية حول تاريخ المذهب المالكي في جامعة بون منذ 1981م ، وقد قام بتحقيق ونشر عدد من المخطوطات العربية ، ومن آخرها تحقيقه لأجزاء من كتاب الجامع لعبدالله بن وهب المصري المتوفى سنة 197هجرية في التفسير وعلوم القرآن.[/align][align=center]******[/align]
[align=justify]ونرجو من الأعضاء الكرام الراغبين في المداخلة بعد قراءة الحوار كاملاً بأسئلة تثري الموضوع الذي أجري الحوار من أجله وهو (الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية) ، أن يتفضلوا بمداخلاتهم وأسئلتهم حول الموضوع ، ملتزمين في ذلك بما تعودناه منهم من حسن الأدب في النقاش ، والرغبة الصادقة في الفائدة العلمية ، وتبادل الخبرات في هذا الملتقى العلمي المتخصص. على أن تكون النقاشات مشفوعة بالأدلة ، والحجج ، دون التعرض للأديان والعقائد والأشخاص بما يخرج الحوار عن مساره العلمي. وسيتولى الدكتور ميكلوش موراني الإجابة عن الأسئلة التي يريدها في هذه الزاوية ، وسيثبت الموضوع في أعلى الملتقى العلمي مدة كافية ، لينتفع به أكثر من يزورهذه الصفحة من ملتقى أهل التفسير.
وشبكة التفسير والدراسات القرآنية تشكرمن شارك في طرح الأسئلة التي عرضت على الدكتور موراني ، ونخص بالشكر الشيخ الدكتور مساعد الطيار ، والمشرفين الفضلاء ، والشيخ نايف الزهراني من أعضاء ملتقى أهل التفسير الذين أثروا هذا اللقاء بأسئلتهم ومقترحاتهم وفقهم الله لكل خير.[/align]

[align=center]****** [/align]

[align=center]للاطلاع على الحوار كاملاً[/align]
[align=center][/align]
 
[align=justify]بداية أشكر الأستاذ عبد الرحمن الشهري على حرصه واهتمامه باستظافة بعض الشخصيات المميزة في الدراسات الاستشراقية، من أمثال الدكتور موراني، وهذا اللقاء يُعد الأول من نوعه حسب علمي، فلا تكاد تجد حواراً مع أحد من المستشرقين بهذه الطريقة المطروحة في هذا الملتقى المبارك، وأتمنى بعد أن يكتمل الحوار مع الدكتور أن ينسق ويطبع على شكل كتاب ليستفيد منه القراء الذين لا يعرفون الشبكة ، وليكون وثيقة علمية يستفيد منها الباحثون في مجال الاستشراق.
وأثني بالشكر للدكتور موراني على تقبله مثل هذا الحوار، وآمل أن لا يضيق ذرعاً بما سيوجه إليه من أسئلة من القراء، وآمل أيضاً أن يتفضل بالإجابة على كل سؤال بحيادية وموضوعية وإنصاف كما رأينا في حواره مع الأستاذ عبد الرحمن الشهري.
وأما عن أسئلتي فهاكموها على التفصيل:
السؤال الأول:
هل لك أن تعطينا بطاقة شخصية مفصلة، عن أصلك ونشأتك، وديانتك، ومراحل تحصيلك العلمي.
السؤال الثاني:
ما سبب توجهك للدراسة في مجال الاستشراق؟
السؤال الثالث:
على ضوء دراستك للعلوم الإسلامية، ومخالطتك لعدد من المستشرقين، هل لك أن تحدثنا عن مشاعرك ومشاعر بقية المستشرقين تجاه الدين الإسلامي، وهل تتفضل بذكر مواقف فيها اندهاش من عظمة هذا الدين.
السؤال الرابع:
من خلال اطلاعكم على الدراسات القرآنية والإسلامية، سواء في القديم أو في الحاضر/ ما هي أهم المآخذ التي رأيتموها على تلك الدراسات؟
السؤال الخامس:
ما الدراسات التي توصي بها، وترى أن الجامعات الإسلامية لم تفي بها، أو لم تأخذ حظها من الدراسة والتحقيق؟
السؤال السادس:
نرى في كتابات بعض المستشرقين بغضاً وحقداً على الدين الإسلامي، وقد تخلوا من الإنصاف والموضوعية، فما تعليقكم؟
السؤال السابع:
من المآخذ التي أخذت على المستشرقين قلة بضاعتهم في علوم اللغة العربية، وكذا أصول ومصطلحات العلوم الإسلامية، مما نتج عنه تخبط وعدم فهم للنصوص ومقاصد الشريعة، وبالتالي انعكست هذه الدراسات بإعطاء صورة مشوهة عن الدين الإسلامي، فما تعليقكم؟
السؤال الثامن:
ما هي أهم المآخذ التي رأيتموها على البحوث والدراسات الإسلامية الأكاديمية في الجامعات الإسلامية؟
السؤال التاسع:
ما هي أهم المآخذ التي رأيتموها على الدراسات الاستشراقية؟
السؤال العاشر:
هل هناك مواقع الكترونية متخصصة في مجال الاستشراق وتنصحون المتخصصين من المسلمين بالدخول والمشاركة فيها، بالحوار والنقاش؟ وكيف لنا أن ننشر أبحاثنا الإسلامية في مثل هذه المواقع؟[/align]
 
أحمد القصير المحترم ,

أقترح اليكم أن تقبل مني الأجوبة في أقسامها وعلى التوالي

لسؤال الأول:
هل لك أن تعطينا بطاقة شخصية مفصلة، عن أصلك ونشأتك، وديانتك، ومراحل تحصيلك العلمي.
هناك سيرة ذاتية في البداية
.........................
السؤال الثاني:
ما سبب توجهك للدراسة في مجال الاستشراق؟
عندما ابتدأت بدرس اللغة العربية لم يكن هناك أي قصد محدد على الاطلاق . كان اهتمامي قد تركز على حضارات الشرق الأوسط ولذلك درست اللغة العبرية والسريانية أيضا كما كنت متأثرا بالنقوش القديمة العربية ( اللحيانية مثلا وغيرها) . وكل ذلك يدخل من باب الاستشراق حتى اليوم .
...................................................

السؤال الثالث:
على ضوء دراستك للعلوم الإسلامية، ومخالطتك لعدد من المستشرقين، هل لك أن تحدثنا عن مشاعرك ومشاعر بقية المستشرقين تجاه الدين الإسلامي، وهل تتفضل بذكر مواقف فيها اندهاش من عظمة هذا الدين

أودّ أن أوضح أمرا ذا بال في هذا الحوار : عند دراسة العلوم الاسلامية عامة لا مجال فيها للمشاعر كما تقول . وكذلك لا مجال فيها
لاندهاش من عظمة الاسلام كدين من الأديان .من أجل توضيح هذا الموقف الحيادي ربما من المستحسن أن أضرب لكم مثلا :
عند دراسة الأحاديث النبوية نحرص على تمييز بين ما هو صحيح وضعيف ومتروك الخ .
وهذا علم كبير وواسع يحتاج الى علوم أخرى مثل علم الجرح والتعديل ويتطلب من المرء أن يتعمق في كتب الطبقات وغير ذلك .
في حنيه أنا دائما أزعم أن كل حديث (صحيح) عندما نتأمل اليه من زاوية أخرى , ليس هو صحيحا حسب معايير الجرح والتعديل غير أنه صحيح اذ هو مكتوب مروي ثابت كوثيقة ينبغي دراسته لأنه تعبير تأريخي لموقف ما وله علاقة بظروف تأريخية ما وهو عبارة عن رأي فيئة أو طبقة اجتماعية داخل المجتمع الاسلامي في عصر ما . فمن هنا : هو ليس بضعيف , بل هو وثيقة .
خلال هذا البحث لا مجال للاندهاش ولا للمشاعر . اذا تغلبت المشاعر على البحث فسد فلن يؤدي الى نتائج تذكر .
 
@أحمد القصير

السؤال الرابع:
من خلال اطلاعكم على الدراسات القرآنية والإسلامية، سواء في القديم أو في الحاضر/ ما هي أهم المآخذ التي رأيتموها على تلك الدراسات

أخشى , للأسف , انني لا أفهم سؤالكم وما تقصدون يه .
أي دراسات قديمة أو معاصرة وعلى يد من ؟
للأسف , هل تقصد دراسات المستشرقين قديما وحديثا ؟
 
شكرا لشبكة التفسير.... والدكتور موراني على هذا اللقاء الممتع .........
وسؤالي للدكتور

1-ما هو تأثير ما يعرف باسم " الحرب على الإرهاب " على الدراسات والبحوث الإستشراقية في وقتنا الراهن ( من ناحية الكم والنوع ) ؟؟



2-وهل برأيك أن العالم الغربي الآن ( بعد الحادي عشر من سبتمبر ) يتجه نحو التعرف على الإسلام؟؟؟ أكثر من ذي قبل ؟؟

وبالتالي فإن العصر الذهبي للمستشرقين ودراساتهم يعود من جديد والحاجة إليهم أكثر من ذي قبل ؟؟؟؟


وشكرا
 
@سلسبيل
وفقك الله
سئل عمر بن عبد العزيز عن الفتنة واختلاف الصحابة ....
فأجاب : تلك دماء كفّ الله يدي عنها
ولا أغمس لساني فيها

هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى أود أن أناشدكم جميعا انني في أبحاثي الاسلامية (الاستشرقاية) لا أتدخل في هذه الأمور المذكورة في السؤال
أنا مستشرق (كما يقال) ولست سياسيا .
لكي تفهم يا سلسبيل ما أقول وما أودّ أن تفهم أنت وغيرك من الأعضاء المحترمين والضيوف الكرام في هذا الملتقى
اليك , واليكم جميعا ما وجدته في آخر نسخة قديمة من المدونة لسحنون بالقيروان :

( سمعت الكتاب وكتبته بيدي وسوف تبلى يدي ويبقى الكتاب ) ... تحية من أواخر القرن الثالث الهجري !
يبقى الكتاب ! هذا هو ما يهمني .....

أما ما تسأل عنه فلست بصاحبه .

ولك الخير والعافية
 
الأخ سلسبيل المحترم :
كانت روايتي بالأمس بالمعنى . فلكي أكون أدق فاليك قول عمر بن عبد العزيز مرة أخرى .
سئل عمر بن عبد العزيز عن علي وعثمان والجمل وصفّين وما كان بينهم فقال :
تلك دماء كفّ الله يدي عنها وأنا أكره أن أغمس لساني فيها .
وبرواية أخرى :
ذكرو اختلاف أصحاب محمد* عند عمر بن عبد العزيز فقال :
أمر أخرج الله أيديكم منه ما تعملون ألسنتكم فيه .

(كتاب الطبقات لابن سعد , في ترجمة عمر بن عبد العزيز )

وهذا هو تعليقي كلما يوجه الناس اليّ اسئلة مثل سؤالكم حول (كما تقول ) " الحرب على الإرهاب "


* كذا في المطبوع بدون تصلية .
 
أحمد القصير

السؤال السادس:
نرى في كتابات بعض المستشرقين بغضاً وحقداً على الدين الإسلامي، وقد تخلوا من الإنصاف والموضوعية، فما تعليقكم؟
السؤال السابع:
من المآخذ التي أخذت على المستشرقين قلة بضاعتهم في علوم اللغة العربية، وكذا أصول ومصطلحات العلوم الإسلامية، مما نتج عنه تخبط وعدم فهم للنصوص ومقاصد الشريعة، وبالتالي انعكست هذه الدراسات بإعطاء صورة مشوهة عن الدين الإسلامي، فما تعليقكم

السؤالان يتعلق بعضهما ببعض :

فاسمح لي أن أبدأ بسؤال : أين ترى بغضا وحقدا على الدين الاسلامي في كتب المستشرقين ؟ أرجوك أن تتفضل بذكر كتاب , فقرة فيه ومؤلفه في آن واحد بغير تعميم .

عندما تقرأ القائمة للدراسات المستشرقين الألمان في ملحق هذا الحوار ترى أن السؤال السابع في غير موضوعه .
حتى الى يومنا هذا هناك مستشرقون ألمان يتعمقون بالعلوم اللغوية وفي فقه اللغة .
هناك , على سبيل المثال , مشروع كبير ومهم لا يشك فيه أحد وهو تكوين قاموس عربي _ ألماني _ انجليزي معا ابتداء من حرف الكاف نظرا الى أن القاموس الذي ألفه Lane تحت العنوان :
مدّ القاموس
an arabic-english Lexicon derived from the best and most copious eastern sorces. London 1863-1874 and 1877-1893
ينتهي في 5 مجلدات كبيرة عند حرف ق . أما الباقي فهو ملحق ملخص أضيف اليه بعد وفاة المؤلف .
ولذلك رأت جمعية المستشرقين الألمان أن يكمل هذا القاموس ابتداء بحرف ك وفقا للمتطلبات الحديثة .
ويقوم بتأليف هذا العمل الهائل المستشرق الألماني Ullmann . هل تعرفون هذا القاموس ؟ لجميع المعاني لمفرد واحد شواهد من الشعر والنثر بذكر الكتب اسما ومؤلفا وصفحة وسطر !

أنا شخصيا لا أعرف أحدا يقوم بـ(تشويه) الاسلام قصدا وهو على المستوى الأكاديمي , الا أنني أعرف كثيرا لا ينظرون الى الاسلام من زوايا الدينية بل من الموقف العلماني . ربما هذا هو السبب لعدم فهم بعض النتائج العلمية لدى المسلمين , كما أشرت الى ذلك في بداية الحوار .
 
أشكر الإخوة الكرام على تفاعلهم مع هذا اللقاء الممتع مع الدكتور ميكلوش الذي أشكره كثيرًا على تقبلِّه لطلب شبكة التفسير بعقد هذا اللقاء النوعي معه ، كما أشكره على رحابة صدره ، وتفضُّلِه بالإجابة على أسئلة الأعضاء .
ولقد اقترح أخي الكريم أحمد القصيِّر الذي يمتع هذا الملتقى بمشاركاته الرائعة بفكرة جميلة جدًّا ، وأتمنى أن يقبلها الدكتور موراني ، وهي أن يُطبع هذا اللقاء باسم شبكة التفسير ، وإذا وافق الدكتور مشكورًا ، فأتمنى أن نضمَّ لها أسئلة الإخوة المشاركين ، وأن نضعها مع اللقاء الرسمي في كُتيِّب واحد .
وأسأل الله لي ولكم التوفيق للخير والسداد .
 
السلام على من اتبع الهدى

السلام على من اتبع الهدى

بداية أرحب بالدكتور مورانى ...

اسئلتى كالتالى ...

- من واقع دراستك الاكاديمية للاسلام ... هل تجد أن الاسلام قد أحدث ثورة على الجاهليه أم هو امتداد لها ...

بمعنى أدق هل لك أن توضح لنا مدى ارتباط الاسلام بالعادات الجاهليه .. و هل أحدث الاسلام ثورة عليها ... و ما هو ردك على من يدعي بأن الاسلام هو دعوة اقليمية محددة بشبه الجزيرة العربية و أنة امتداد تجديدى لقوانين و عادات تلك المنطقة فى وقت سابق لتلك الدعوة ؟

- ما مدى ارتباط الاستشراق بالتنصير فى الوقت الراهن ؟ ... أقول هذا لأنة حسب معلوماتى فإن الاستشراق قد بدأ بقانون كنسى حدد مهمة المؤسسه الاستشراقية فى التمهيد و الإعداد لإرتداد العرب إلى المسيحية و كذلك فإنة مثلا قرار إنشاء كرسى اللغة العربية بجامعة كمبردج عام 1636 م قد نص على أن الكرسى أنشىء " بهدف توسيع حدود الكنيسة و نشر المسيحية بين المسلمين الذين يعيشون فى الظلمات " ... نقلا عن د.عبد الراضى عبد المحسن فى كتابه " الغارة على القرآن الكريم " عن كتاب the ecumenical concils للكاتب francis dvornilk صفحة 65-66 , hawthorn books , new york .
و هل ترى معى أن ذلك هو سبب قله الكتب الخاصة بالمستشرقين التى تناولت الاسلام بحيادية أو هل ترى معى على الأقل أن ذلك كان سببا فى تشويه صورة المستشرقين عموما عند غير المتخصصين من المسلمين ؟

- من خلال دراستك الاكاديمية للاسلام ... ما هو التعريف الذى سوف توردة للسائل عن شخصيه محمد صلى الله علية و سلم ؟ ... و ما هو رأيك فى كتاب جورج بوش الجد عن محمد صلى الله علية و سلم الذى هو بعنوان " محمد مؤسس الدين الاسلامى و مؤسس إمبراطوريه المسلمين " ؟ ..

- ما هو رأيكم فى القرآن ؟ ... و هل ترى أن منظومة الأخلاق الاسلامية الموصوفة فى القرآن بصفة عامة هى الحل لما فى العالم من شرور الآن ؟ ... أم أن لابحاثك الخاصة رأي آخر ؟

- من وجهة نظرك .. ماذا قدمت البحوث الاستشراقية للشرق ... أم هى علاقة فى اتجاه واحد تفيد الغرب و لا تفيد الشرق ... ؟ .. و إن كانت تلك العلاقة متبادله فهل من الممكن أن تذكر لى الجوانب الايجابيه التى اضافتها تلك البحوث للشرق عموما أو للمسلمين أو لبلاد المسلمين .. ؟
أقول هذا لأننى أرى أن معظم الدراسات الاستشراقيه السابقة كانت لها آثار فكرية و اجتماعية و اقتصاديه و سياسية سلبية .. بالنسبه لى أو للفكر الاسلامى عموما طبعا ! ..

لا زال فى جعبتى بعض الاسئله بإذن الله .. و لكن سأكتفى بذلك أملا فى عودة مرة أخرى بعد اجابتكم بإذن الله ...

و شكرا لسعة صدرك ...

و السلام على من اتبع الهدى ....
 
فكرة الشيخ القصير فكرة رائدة,
أؤيدها كذلك,
وأتمنى من الدكتور موراني الموافقة عليها,
ولا أظنه إلا فاعلاً إن شاء الله.
 
الدكتور مساعد الطيار المحترم حفظه الله ,

اسمح لي أن أتقدم اليك والى كل من له صلة بتكوين هذا الملتقي القيم بشكري الجزيل على اهتمامكم
بالوضع الاستشراقي المعاصر . وهنا ليس لي الا أن أذكر أنّ كل ما أعبّر عنه فهو رأيي الشخصي وليست له (شمولية) , كما يقال اليوم , على الاطلاق .
انني أرحب أيضا بالفكرة المطروحة لنشر هذا اللقاء في كتيب فيما بعد غير أنني أقترح الى جميع المشاركين أن يركزوا أسئلتهم على ما هو الأهم وعلى ما جاء في الحوار العلمي أصلا لكي لا يكون هناك توسيع في القضايا . غير أنني مستعد للاجابة على جميع ما يطرح هنا من الأسئلة ( ما عدا السياسة) .
فكما ترون فيصلني عدة أسئلة فلا ينبغي أن أجيب عليها فورا , وذلك احتراما للسائل .

فعند إغلاق هذا الحوار , الذي استفدت منه خلال يوم واحد كثيرا , سنرى صيغة ما لنشره فيما بعد .

تفضلوا جميعا بقبول احترامي وتقديري
 
الدتور موراني حفظه الله وفقه
أشكر لكم هذا التجاوب ، وأتمنى من الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى ، وأرجو أن يتمَّ ما نتمناه من هذا اللقاء العلمي الهادف ، وأتمنى أن يلاحظ الإخوة المشاركون في طرح الأسئلة ملحوظة الدكتور موراني ، وأن يركزوا الأسئلة في المجال العلمي الاستشراقي الذي هو من اختصاصه لتكون الإفادة أكبر وأكثر .
 
الدكتور موراني : اشكرك على التجاوب السريع مع اسئلة الأخوة واستفساراتهم , وقد قمت بتنفيذ طلبك وهو حذف المشاركات المتعلقة بالمشكلة الخاصة بجهازك , والذي اراه مواصلة طرح الاسئلة من الجميع , إلا أنه لا يلزم أن يكون ردك عليها متسلسلاً , فلا بأس من تقديم جواب سؤال على آخر إن كان حاضراً, والتريث في إجابة ما ترى التريث فيه مع الوعد بالجواب عليه لتتم مناقشة الموضوع من جميع جوانبه , شاكرأً ومقدراً لك جهدك وعنائك .
 
التنصير والاستشراق

التنصير والاستشراق

أودّ أن ألمس بعض النواحي لهذه القضية التي تتكرر في أذهان كثير من الناس عندما
يجرى الحديث حول الاستشراق في التأريخ وفي الحاضر .
نشأت الدراسات الأولى حول الاسلام واللغة العربية في القرن 12 م اذ تم ترجمة القرآن الى اللغة اللاتنية عام 1143 م على يد الراهب Petrus Veneralbilis . أما الراهب الآخر الذي طلب بالقاء محاضرات في الجامعات حول اللغة العربية والاسلام فهو نشأ على جزيرة مالورقة : Raymundus Lullus : طالب بشدة الحوار مع العرب وسافر لهذه الأغراض الى شمال افريقية لكي يقنع العرب من طريق الحوار بعدم صلاحية دينهم ! نعم, تم تأسيس المعاهد للدراسات العربية والاسلامية في الجامعات المعروفة في القرون الوسطى وتحت سيطرة الكنيسة لهذه الأغراض : لاقناء الطرف المسلم بعدم صلاحية ايمانه ولتنصيره .
لم تخرج هذه الحركة الدينية في رحاب تلك المعاهد من اطار المناظرات والمجادلات الدينية والعقائدية ضد الاسلام بل بذلت أيضا جهدها لاقناء الأوروبيين بعداوة الاسلام على النصرانية ( قل : الكنيسة الكاثولوكية وقتذاك) .

أما الاستشراق الحديث , اعتبارا من القرن 18 م تقريبا والاستشراق المعاصر من منتصف القرن 19 م فلا علاقة لهما بما سبق ذكره لا تأريخيا ولا(روحيا ـ كما يقال) . لم ينشأ الاستشراق ولم تؤسس المعاهد للدراسات الاسلامية وللغة العربية من أجل تنصير , بل أسست تلك المعاهد , التي ما زالت موجودة الى يومنا هذا , كما أسست غيرها لدراسة الحضارات واللغات للشعوب الشرقية...حتى الى اليابان .
اذا , فهذا الاستشراق الحديث يبحث في تلك الحضارات والأديان كما تبحث المعاهد الأخرى في تأريخ أوروبا واللغات الأوروبية الأخرى وآدابها , بل كما تدرس العقائد النصرانية دراسة نقدية بعيدا عن القيود الدينية التي تفرضها الكنيسة على جامعاتها هي . تغيرت ظروف الأبحاث بعد الفصل بين الدين والدولة في جميع مجالات التعليم .
يفتخر الاستشراق الألماني , وبالحق كما أرى , بمستشرقين كبار من منتصف القرن 19 م تقريبا ,
فلا يجد المرء بينهم مبشّرا واحدا أو خادما واحدا للدولة وضع أبحاثه وعلمه تحت تصرف الدولة لأغراض سياسية بحتة .
 
أعتذر من الدكتور لذهاب ترحيبي مع ما حُذِف ، وقد ألفيته في محفوظات جهازي :

أشكر Dr. Miklos. Muranyi على موافقته على الإجابة عن أسئلة رواد ملتقى أهل التفسير حول الاستشراق المعاصر.
سيكون اللقاء مفيدًا ، إن شاء الله .
أرجو لك التوفيق لكل خير يا دكتور .
 
الأستاذ موراني وفقه الله
في مناهج البحث العلمي الغربية, وعلى الخصوص الاستشراقية, يكثر الحديث عن "الموضوعية" و"الحياد" في التعامل مع العلوم عموماً, والعلوم الإنسانية على وجه الخصوص, وسؤالي هو:

- ماذا تعني لك "الموضوعية" في البحث العلمي؟

- وعلى ضوء ذلك التعريف-: هل يمكن تحقيقها في البحوث العلمية ؟

- وما مدى اتصاف البحوث الاستشراقية - قديمها وحديثها - بهذه الصفة؟

- وما المعايير المُتَّبعة في المعاهد الاستشراقية للتأكد من تحقق هذا الشرط في دراساتها الأكاديمية؟

مع شكري وتحياتي,
وتمنياتي لك بكل خير.
 
الجمع بين الأسئلة

الجمع بين الأسئلة

أشكر للجميع على اهتمامهم ومشاركاتهم في هذا الحوار .
قد يكون من المستحسن أن أجمع بين بعض الأسئلة المطروحة في الأيام السابقة وذلك بسبب
التشابه بعضها بالبعض حينا وبين أهدافها حينا آخر .
كما أبرزت في مطلع هذا الحوار ليس في الاستشراق المعاصر والحديث أغراض لتشويه الدين الاسلامي
أو زرع بذور الشكوك في قلوب المسلمين . الهدف الرئيس في البحث هو اتّباع المبدأ الأساسية في جميع نواحي الدراسات , وهو الموضوعية في البحث . ليس هذا المبدأ وليدة العقود الماضية بل هو المنطلق عند دراسة جميع الأديان والحضارات شرقية كانت أو غربية .
نقطة الخلاف بين الاستشراق الغربي والمفهوم الذاتي لدى المسلمين ترجع أساسا الى مسألة الفصل بين
الدين ومتطلباته من ناحية وبين العلم ومتطلباته من ناحية أخرى . ما كان في الدين فرضا لا مجال للشك فيه يصبح في العلم موضوع البحث ومن هنا لا يخضع للمعايير الدينية .
عندما يقترب الباحث من القرآن باعتباره وحيا وكتابا منزلا يأتي بنتائج لا تخرج من نطاق المتطلبات الدينية بل تتفق مع ما فرضت التعاليم الدينية على الباحث .
عند القراءة في الكتب التي ألفت حول نبي الاسلام يتبين للجميع مسلما كان أو غير مسلم أنّ الاستشراق يعتبر محمدا شخصية تاريخية ونبيا معا . فالسبب لذلك لا يعود الى (ايمان) الباحث بالنبوة بل الى اقتناعه الثابت أن محمدا قد رأى نفسه رسولا وعبرت عن ذلك عدة آيات في القرآن كما عبرت عن اخلاصه وعن أبعاد ايمانه الذي لا يشك فيه أحد . فالوثيقة التأرخية التي تؤدّي بالباحث الى هذه المعرفة هي القرآن نفسه . أو بعبارات أخرى : لقد وصلت الى نفس الحقيقة والى نفس المعرفة التي يؤمن به المسلم بعدم اعتبار مصدري ( أي القرآن) وحيا بالضرورة أو كتابا منزلا .
لقد كتب الاستشراق كتبا ومقالات ودراسات حول عصر النبوة والتاريخ الاسلامي في مختلف فتراته غير أنني لا أذكر كتابا رفض مؤلفه فيه النبوة . من هذه الكتب الأساسية ما أصدره المستشرق الانجليزي W.Montgomery WATT في مجلدين : محمد في مكة ومحمد في المدينة . ولخصهما في كتيب عام 1961 تحت العنوان : محمد النبي والسياسي Muhammad Prophet and Statesman .
فالباحث يعترف اذا بهذه الشخصية نبيا وسياسيا ويرى في سيرته تطورا هائلا مرسوما في كتب السيرة وفي الفرآن معا . بل يرى أيضا أن هناك تطورا ملموسا حتى في اللغة من الآيات المكية الأولى الى ما بلغ هذا الدين ذروته في الآية:

( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )
وكذلك في خطبة حجة الوداع .
اذا يتخذ الباحث مبدأ (الموضوعية) أساسا لبحثه فيجب أن يعترف بالعظمة التأريخية وأبعادها بكل سهولة تاركا مسألة الايمان والشعور الدينية الى الجانب .

(سيتبع)
 
جزى الله المشرف العام على هذه البادرة المتميزة و أسأل الله أن يبارك في القائمين على هذا الموقع وأن يسدد خطاهم.

وحقيقة أني قرأت الحوار مرات ومرات وما تلاها من أسئلة وردود وقد لفتت انتباهي جملة من الأمور كان أولها تعريف الدكتور للإستشراق وتقسيمه إلى معاصر وتقليدي مع محاولة إبعاد النقاش عن علاقة الإستشراق عموما بسياسة الدول الغربية سواء كان ذلك في الماضي أو الحاضر.والدكتور المحترم أشار إلى نشأة علم الإستشراق في القرون الوسطى على حد قوله" نعم, تم تأسيس المعاهد للدراسات العربية والاسلامية في الجامعات المعروفة في القرون الوسطى وتحت سيطرة الكنيسة لهذه الأغراض : لاقناع الطرف المسلم بعدم صلاحية ايمانه ولتنصيره "وذكر في الحوار نفسه"نعم تطورت مسيرة الاستشراق كما تطورت العلوم الإنسانية الأخرى. كان هذا التطور مرتبطاً بالاتجاهات العامة في تلك العصور حيناً ، وبالسياسةِ في تلك العصور حيناً آخر" وورد أيضا في حديث الدكتور عن الإستشراق المعاصر "في نظري وحسب تجاربي وما أرى حولي في السنوات الأخيرة ، هُناك تراجعٌ مَلموسٌ وعام في جَميع المَجالات الاستشراقية القَديمة (الكلاسيكية). وذلك لأنَّ الاتجاهات الحديثة في الاستشراق نشأت على حساب الدراسات الأصيلة, فيكادُ المرءُ لا يَجدُ معهداً يُركِّزُ على العلوم الإسلاميةِ ، كما كان يُركِّزُ عليها الاستشراقُ في بداية القرنِ العشرين حتى السبعينات الميلادية ، اللهمَّ إلاَّ القليل النّادرُ من المعاهد الاستشراقية. وترجع الأسبابُ لذلك التغَيُّرِ (المؤسفِ) في جانب الدراسات الإسلامية إلى انتقال اهتمامات الجيل الحديث إلى دراسة القضايا المعاصرة إِسلاميةً كانت أو عربيةً"
ثم تقولون يا دكتور"أما الاستشراق الحديث , اعتبارا من القرن 18 م تقريبا والاستشراق المعاصر من منتصف القرن 19 م فلا علاقة لهما بما سبق ذكره لا تأريخيا ولا(روحيا ـ كما يقال) . لم ينشأ الاستشراق ولم تؤسس المعاهد للدراسات الاسلامية وللغة العربية من أجل تنصير , بل أسست تلك المعاهد , التي ما زالت موجودة الى يومنا هذا , كما أسست غيرها لدراسة الحضارات واللغات للشعوب الشرقية...حتى الى اليابان "

وحقيقة ليس لدي الآن معلومات كافية عن علاقة الإستشراق والحركة الإمبريالية خلال هذه الفترة لكن المعاهد الإستشراقية اليوم تحاول من خلال دراستها الطويلة للإسلام أن تلعب دورا أساسيا وتهئ أرضية مناسبة لاستنساخ دين جديد باسم الأورو إسلام و افتتاح قسم جديد بجامعة منستر لتكوين أساتذة لتعليم هذا الدين الجديد في المدارس الألمانية كان بمثابة حجر الأساس في هذا الإتجاه.


فكأني بالدكتور المحترم يريدنا أن نناقش الإستشراق كدراسة مثل بقية الدراسات الأكاديمية التي تدرس في الغرب وهذا بعيد عن الواقع.!!!!
 
اجابة على *أورو اسلام*

اجابة على *أورو اسلام*

أمين نور الشريف وفقه الله ,

لقد قرأت مشاركتكم الممتعة بمنتهى انتباه اذ اقتبستم أشياء من حديثي ووضعتموها جنبا الى جنب .
لمجرد توضيح سريع لهذه الأمور التي تشغل كثيرا من الناس : (الاستشراق) في القرون الوسطي لا صلة له
بالاستشراق المعاصر والحديث أي بهذا العلم من العلوم الانسانية الذي أصبح موادا في التعليم على المستوى الأكاديمي . ومن هنا فلا علاقة للاستشراق منذ Noeldeke ومنذ Goldziher ,وغيرهما من كانوا قبلهما أو كانوا معاصرين لهما, بالتنصير ولم يخضعوا لسياسة الدولة التي تم فيها الفصل بين الدين والسياسة وبين العلم والدين .
أكرر ذلك ملخصا لتوضيح الأمر لعلّي لم أعبّر عنه بهذه الصراحة وهذا الايجاز .

أما قولكم :

لكن المعاهد الإستشراقية اليوم تحاول من خلال دراستها الطويلة للإسلام أن تلعب دورا أساسيا وتهئ أرضية مناسبة لاستنساخ دين جديد باسم الأورو إسلام و افتتاح قسم جديد بجامعة منستر لتكوين أساتذة لتعليم هذا الدين الجديد في المدارس الألمانية كان بمثابة حجر الأساس في هذا الإتجاه.....

لي رأيي الخاص في هذا الكلام : * الأورو إسلام * , وكان خيرا أن طرحتم هذا الجانب في هذا الحوار مشكورا .

انّ العبارة (الأورو إسلام ) Euroislam مرفوضة عندي وعند غيري الكثيرين لعدة أسباب لا أريد أن أشرحها لأنها لا تهم بهذا الصدد .
لقد قلتم الحقيقة غير أنكم تركتم نصفها أو لبّها , فبئس ما قلت اذا ! ليس لنا أن نحرك الأشياء عن مواضعها :

هذه العبارة ( الأورو إسلام ) لم يخترعها الاستشراق بل هي تأتي من المسلمين المقيمين في المجتمعات
الغربية وهم يعتبرون أنفسهم الطبقة المثقفة بينهم .
وهم هنا في ألمانيا وخارجها غير أنني لا أود أن أذكر أسماء أو شخصا بعينه وهم من أبناء البلاد العربية من جانب وأيضا من أبناء أوروبا الذين دخلوا في الاسلام , ولهم كامل الحرية أن يؤمنوا بما يشاؤون وأن يكون لهم دين يجدون فيه هدى لأنفسهم .
فالاستشراق لا صلة له بهذه التطورات . أما (الكرسي) في مدينة مونستر Münster فتأسس لهدف واحد : لدراسة العلوم الاسلامية للذين سيصبحون معلمين للدين الاسلامي في المدارس وهم كما فهمت الى الآن مسلمون أصلا .
أما الاستشراق الأكاديمي الأصيل فلا يهيء أرضية لدين جديد في أوروبا كما تقول .

لكي تكون مطمئنا : الإستشراق اليوم كدراسة في التعليم العالي وفي الأبحاث لا يختلف من بقية الدراسات الأكاديمية التي تدرس في الغرب .

لكي أضيف شيئا في النهاية : لم أجد أحدا من هؤلاء الذين يرحبون *بأورواسلام* ولا أحدا من روادهم لكي يشرح لي تحديدا معنى هذه العبارة :
هل معناه أن لا يؤدي المسلم ما شرع الله عليه في الدين ؟ فان كان كذلك : كيف يتم التعديلات المسماة لوصول الى هذا الهدف (المنشود) :* أورواسلام * ؟
وهلم جرا! لم ألتق بأحد من هؤلاء الناس والدعاة ب(أورواسلام) كان شرح وفسّر لي كل ما تتهم به الاستشراق بأنه على وشك لخلق أرضية لهذه الحركة .

بتحياتي المخلصة
 
[align=justify]تحية للدكتور موراني، وبعد:
سألتُك فقلتُ لك: نرى في كتابات بعض المستشرقين بغضاً وحقداً على الدين الإسلامي، وقد تخلوا من الإنصاف والموضوعية، فما تعليقكم؟
فأجبتني وقلتَ: «فاسمح لي أن أبدأ بسؤال : أين ترى بغضا وحقدا على الدين الاسلامي في كتب المستشرقين ؟ أرجوك أن تتفضل بذكر كتاب , فقرة فيه ومؤلفه في آن واحد بغير تعميم».
وهذا جواب ما طلبتم:
أقول: ما ذكرته من أن الاستشراق الحديث يختلف كل الاختلاف عن الاستشراق في القديم، حيث يتصف الاستشراق الحديث بالموضوعية والإنصاف، أقول هذه الدعوى يخالفك فيها مستشرقون آخرون هم محسوبين على الاستشراق الحديث، حيث يرون أن الصورة المشوهة للإسلام والعرب ما زالت مستمرة في الدراسات الاستشراقية الحديثة، ويؤكد هذه الحقيقة «د. ادوارد سعيد» في كتابه «الاستشراق»، حيث ذكر أن الدراسة الموضوعية المتأنية لكتابات المستشرقين في العصر الحديث تؤكد هذه الحقيقة، وهي أن موقف المستشرقين لم يتغير في جوهره عن موقف أسلافهم، وبخاصة موقفهم من الرسول صلى الله عليه وسلم ومن القرآن الكريم.
ولتأكيد هذه الحقيقة أقدم لك بعض الأمثلة:
1- المستشرق «ماكدونالد» في مجلة «المنصرين» (1933م) يصف الإسلام بأنه هرطقة آريوسية من الدرجة الثانية.
2- كتاب «تاريخ الإسلام» لجامعة كامبردج، وهو كتاب ضخم اشترك في تأليفه عدد كبير من المستشرقين المعاصرين، صدر في جزئين سنة (1970م) وفي هذا الكتاب يُردد ما زعمه جمع من المستشرقين منذ نشوء الاستشراق حتى اليوم، وهو أن الإسلام مزيج ثقافي مستعار من عدة ثقافات أخرى يهودية ونصرانية، يونانية وفارسية، بالإضافة إلى ثقافة بيئته الأصلية وهي البيئة العربية الجاهلية.
3- المستشرق «مونتجمري وات» في كتابه «محمد النبي ورجل الدولة» (1964م): حيث يزعم أن القرآن ليس وحياً، وإنما هو من إنتاج الخيال المبدع كما يسميه، وأن القرآن يعتمد كثيراً على الأخذ من اليهودية والنصرانية.[/align]
 
دكتور موراني ،
تحية طيبة لشخصك الكريم .. و بعد ،

ما رأي سيادتك في نظرية John Wansbrough بخصوص تاريخ الإسلام في القرنين الأول و الثاني بعد الهجرة و التي تقول أن الإسلام كدين ، و كذلك القرآن كنص ، لم يصل إلى صورته النهائية إلا في أواخر القرن الثاني و أنه لا دليل على أن الذين قاموا بالفتوحات في الشام و العراق و مصر كانوا مسلمين ؟

و ما هي قيمة هذه النظرية في الدوائر الاستشراقية ؟ و ما هو وزنها العلمي و عدد معتنقيها أو مؤيديها (بالتقريب) ؟

و ما هو رأي سيادتك و رأي الدوائر الاستشراقية على العموم في البحث الذي قام به Yehuda Nevo من الجامعة العبرية بالقدس حول مخطوطات القرآن بصحراء النجف اليمينية و الذي يرى أنه يؤيد ما ذهب إليه Wansbrough ؟
 
اسئلة عن بعض أعيان الاستشراق ...

اسئلة عن بعض أعيان الاستشراق ...

.

أنا أسألك عن أحد المستشرقين الذي له حظوة عند كثير ممن كتب في الاستشراق والإشادة لبعض ما كتبه ...

ذلكم هو : ( جوزيف شاخت ) ، وما رأيك في بعض أرآئه وبخاصة في السنة ، مثل الأسانيد التي تكون عائلية كأحاديث عمرو بن شعيب

وكذلك أحاديث بهز بن حكيم ، ونحوها حيث أن (شاخت) يرى أنها مختلقة سندا ومتنا .

وما رأيك بكتابه : ( أصول الفقه المحمدي ) وكتابه الآخر المدخل إلى الفقه الإسلامي .

وهل كان شاخت فعلا يهوديا ؟

وما رايك في كتاب (الاستشراق والاتجاهات الفكرية في التاريخ الإسلامي وتطبيق ذلك على ما كتبه (برنارد لويس ) .

أرجو أن تكون إجاباتك واضحة .

كما أني أعتقد أن دراسة الاستشراق بدون النظرإلى الظروف المحيطة به ، والمصاحبة له ، خطأ محض . والكلام في هذا يطول وتجد هذا في

كتابات بعض هؤلاء الاستشراقيين .

تحياتي للإخوة الكرام .
 
(الاستشراق) لأدوارد سعيد

(الاستشراق) لأدوارد سعيد

لم يكن مؤلف هذا كتاب مستشرقا ولم يدرس المواد الاستشراقية , بل (كما يقال) كان (مفكرا عربيا) ومتخصصا في الأدب الانجليزي . وحكمه وموقفه من الاستشراق الحديث يتركزان على بعض أعمال الاستشراقية باللغة الانجليزية بغير لفط النظر الى الاستشراق الألماني أو الفرنسي وحتى الاسباني حتى ولو بجملة قصيرة .
غير أنه قال كلمة حق ولم يرد بها الا الحق عندما زعم أنّ موقف المستشرقين لم يتغير في جوهره عن موقف أسلافهم , يعني بذلك في الدرجة الأولى موقف المستشرقين من النبي ومن القرآن . الاّ أنه أخطأ عندما زعم أن منهجية الأبحاث لم تتغير . انه كان عاجزا من أن يرى أن المنهجية والاقتراب من العلوم الاسلامية قد تغيّر كما تغيرت الأوضاع بظهور المصادر الجديدة التي لم يتناولها الأسلاف بسبب عدم وجودها في بداية القرن 20 م مثلا .
أما الموقف المبدئي من القرآن فهو لم يتغير : الاستشراق لا ينظر الى القرآن انه وحي وكتاب منزل بل يعتبره ( كما سبق لي أن قلت) نصا تأريخيا ومصدرا لنبوة محمد . وهذه النظرة متواترة في الدراسات الدينية حول تأريخ النصرانية واليهودية أيضا . اذ لا يعتبر الباحث الانجيل (مثلا) كتابا مقدسا في الأبحاث الموضوعية اذ ان اعتبره مقدسا أو حتى وحيا فارق ميدان الموضوعية في البحث . وكيف يعتبره وحيا عندما يجد في بداية كل كتاب فيه اسم مؤلفه الذين نشؤوا ما بين 60 الي110 عام بعد نشاط عيسى ! النظرة التأريخية شيء ونظرية الكنيسة وتعاليمها شيء آخر تماما . وهكذا الامر في الدراسات حول القرآن أيضا الذي يعتبر نصا تأريخيا . أنا شخصيا أنصح وأصرّ على النصيحة لطلابي ألا ينسوا أن هذا الكتاب الذي جعلوها موضوعا لدراساتهم ليس نصا فحسب بل هو أيضا وحي لمن يؤمن به ولذلك ليس لي أن أتجاوز حدودا رسمتها الأخلاق كما فرضها عليّ الاحترام تجاه ايمان الآخر به .
عندما ننظر الى الحضارة الاسلامية بعد الانتشار السريع والمذهل للاسلام ديانة جديدة من الحجاز الى بلاد الشام والعرق ومصر خلال ما يقل عن 30 سنة من التأريخ فلا بد أن نعترف بالحقيقة أن لقاء الحضارات والمجتمعات المختلفة بعضها ببعض لم يتم بغير تأثير متبادل , فمن هنا للاسلام وجوه حتى الى يومنا هذا , أم لا يرى المرء المتأمل آثارا فارسيا وهنديا وغيرها في الحضارة العربية ؟
لقد قلتم :
الإسلام مزيج ثقافي مستعار من عدة ثقافات أخرى يهودية ونصرانية، يونانية وفارسية , كما جاء ذلك على لسان الاستشراق .
ربما كانت العبارة ( مستعار) في غير موضعها . قد يكون من المستحسن أن يقال أنّ الأديان التوحيدية تكمن فيها جميعا عناصر متشابهة وأصول تجمع بين هذه الأديان , وهي فكرة التوحيد . لا أحد يزعم حسب علمي أنّ الاسلام لا ذاتية أصلية له كما لا أحد يزعم أنّ جميع العناصر والأفكار الاخلاقية (مستعارة) من غيره .
ومن يزعم أن الاسلام دينا وحضارة قد نشأ في فراغ بغير علاقة بما حوله من البيئة فتجاهل الوقائع التأريخة المسلّم بها في حضارة البشرية .
 
اختراعات Nevo

اختراعات Nevo

نشر المستشرق الانجليزي Wansbrough كتابين في عامي 1977 و 1978 :
Quranic studies
The Sectarian Milieu

لا شك أنهما كانا يتمتعان بشهرة كبيرة بعد نشرهما وكانا موضوع الحوار والنقاش النقدي الحاد
كما يتبين ذلك من خلال عديد من الدراسات النقدية فيهما . أنا شخصيا رفضت الفكرة الأساسية لهذين الكتابين وخاصة ما جاء في (الدراسات القرآنية) حيث يزعم مؤلفه ( وأقول ذلك بمنتهى ايجاز في هذا المجال) , أنه ليس هناك مصادر ثابتة تدعم وجود النص القرآني ما قبل عام 200 هـ . كما أن هناك فراغا تأريخيا في مجال السيرة النبوية حتى عام 150 هـ تقريبا ( وذلك بالنظر الى تأليف السيرة لابن اسحاق ) .
بنيت آراء Wansbrough على عدم فهمه لروايات القدماء وعلى عدم ثقته العلمية بالأسانيد في بداية القرن الثاني . ووصل الأمر في ذلك الى أن بعض طلابه وأتباعه لم يتبنوا ما قمت بتقديمه من الدلائل الثابتة والمقنعة لنشأة كتب التفسير كمؤلفات مستقلة ما قبل هذا (التأريخ السحري ـ كما سميته أنا) يعني عام 200 ! وذلك بمناسبة تخريج كتب التفسير لابن وهب باسانيد ابن وهب التي تعود بنا الي بداية القرن الثاني باعتباره جامعا لهذا التفسير من شيوخه . لقد جرى الحديث حول ذلك في هذا الملتقى .

أما Nevo فلم يفهم فكرة Wansbrough فهما صحيحا . نظريته باطلة من أولها الى آخرها .
الفكرة الرئيسية لديه أن عدم وجود ذكر محمد في الكتابات القديمة ما قبل عام 71 هـ , كما هو الحال في النقوش في صحراء النقب (Negev ) دليل على وجود فكرة التوحيد فحسب ولا يثبت وجود الاسلام في ذلك الوقت .....لا أريد أتدخل في هذه التفاصيل الباطلة اذ هناك عدد من المستشرقين قد رفضوا هذا المظنون الخاطيء منهم من يحسن اللغات القيمة السائدة في تلك الفتلرة في المناطق شمال الحجاز والتي لم يعرفهاNevo .
لقد أتيحت الفرصة لي أن أتحدث اليه وأناقش معه شخصيا هذه الآراء الخاطئة وعدم صلاحية الأخذ بآراء
Wansbrough لديه, وذلك قبل ما ألقى محاضرته في جامعة القدس التي انتهت بخروج المشاركين القائلين :
هذا كارثة عظيمة !
توفي Nevo عام 1992 ونشرت دراسته عام 1994 على 32 صفحة في المجلة الاستشراقية بالقدس .
وهناك دراسات نقدية على ما جاء به على يد بعض المستشرقين في الولايات المتحدة وانجلترا وهي تبين عدم صلاحية هذه النظرية التي بنيت على نتائج عدة من الحفريات في شمال الحجاز وفي النقب بتجاهل عديدا من الكتابات التي نشرت قبل العقود من نواحي المدينة المنورة ومن المناطق الأخرى القريبة منها .
في النهاية أود أن أذكر أن Nevo لم يدرس المواد الاستشراقية ولم يتعمق في فراءة كتب القدماء في التأريخ , بل كان صاحب الحفريات .
هناك عدد كبير من المخطوطات وألواح متبقية من مصاحف من القرن الأول الهجري ( مثلا باليمن) وغيرها مكتوبة على البردي وكلها دلائل قاطعة على عدم صلاحية الفكرة الرئيسية لدى هذين الرجلين .
 
قد نحسن الظن

قد نحسن الظن

[align=justify]قد نحسن الظن بالاستشراق الحديث، وقد تتغير بعض القناعات تجاه الاستشراق عموماً، لكن عندما نتذكر الأسلاف وماضيهم، نتذكر سوء النوايا، والكذب المتعمد في دراساتهم، والتي تكشر بأنيابها عن حقد دفين، بعيداً عن الموضوعية والبحث عن الحقيقة، والتي نقدر لكل من يبحث عنها جهده وقناعاته التي توصل إليها.
إن تلك الحقبة المظلمة جعلتنا نشكك دائماً في نوايا الاستشراق الحديث، وهذا ما يؤمن به كثير من المثقفين المعاصرين؛ حيث يرون أن الاستشراق في القديم كان يُركز بوضوح على مواطن الشبه في الدين الإسلامي، لينفذ منها للتشكيك والطعن في صحة هذا الدين.
ولما رأى الاستشراق الحديث أن هذه المحاولات قد باءت بالفشل، فلم تلقَ آذاناً صاغية من قبل كثير من المسلمين، بل قوبلت بالاكتراث وعدم المبالاة بها ، واستطاع كشف زيفها البسطاء من المسلمين فضلاً عن المختصين منهم.
لما رأى المستشرقون هذه الحقيقة لجئوا إلى أسلوب آخر لكسب الثقة، وتغيير قناعات كثير من المسلمين، ذلك الأسلوب هو محاولة الظهور بزي الإنصاف والموضوعية ليستطيعوا كسب عدد أكبر من المتعلمين والمتخصصين من المسلمين، وبالتالي يسهل النفوذ إلى عقول هؤلاء لبث الشبه والشكوك وتغيير القناعات تجاه دينهم.
هذا ما يؤمن به كثير من المثقفين المعاصرين، وأعتقد أن قناعاتهم هذه لم تخرج من فراغ، وحسبك وصية النبي صلى الله عليه وسلم لهم: «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين».
قد تطالبني بإثبات هذه الحقيقة؛ فأطالبك بإثبات نفي هذه الحقيقة، ونحن نملك من الأدلة ماضٍ يؤكد هذه الحقيقة، ولن نحسن الظن إلا بعد أن تمضي عشرات القرون لتثبت حسن النوايا، وقد لا نحسن الظن وإن مضت. [/align]
 
اجابة خاصة على أحمد القصير

اجابة خاصة على أحمد القصير

نعم , هذا ردّ خاص على مشاركتكم الأخيرة لسبب واحد : وهو اننا من الآن على وشك الخروج
من المباديء العلمية المرغوب فيها في هذا الملتقى عموما وليس في هذا اللقاء فحسب .
عندما تقصد بسوء النوايا والكذب المتعمد ( كذا) في دراسات المستشرقين التي فيها حقد دفين كما تقولون , فلا أراني الاّ واتنم تريدون أن الاشارة الى القرون الوسطى عندما سيطرت الدولة العثمانية علي نصف أوروبا .
لا أسمي ذلك باستشراق بل بمجادلة حادة ضد كل ما لم يكن وقتذاك نصرانيا . وهذا كان موجودا بلا شك في ظروف تأريخية معينة . أم تقصدون بـ(ـالحقبة المظلمة) الاستشراق الأكاديمي الجامعي مثلا في القرنين 19 م و20 م ؟ والكذب المتعمد لديهم لأي سبب ؟ لكي يبث الباحث الشكوك في قلوب المسلمين تجاه دينهم ؟ قل لي صراحة : لماذا أراد , كما تزعم , المستشرق في الماضي أن يثير شكوكا لدى المسلمين ؟ لكي يتنصروا ؟ في حينه يجب أن لا تنسى أن كبار المستشرقين كان أصلهم في اليهودية تربية وتعليما غير أنهم لم يكونوا متديّنين (حسب معايير الفئات الدينية لديهم) .
أما رأيكم في المستشرقين في الحاضر :
فهنا أتكلم عن نفسي فقط : ما هي الدوافع لي لكي اكسب الثقة من المسلمين أو لكسب عدد أكبر من التعلمين والمثقفين من طريق دراساتي ومن طريق ابداء آرائي في العلم ؟ هل تظن أن العلم والبحث عبارة عن المجاملة؟ كلا ! بل هو الطريق الى معرفة الآخر أكثر وأكثر ولا من أجل اقناعه بما أرى بعيدا عن المعايير الدينية التي أحترمها مهما كانت . اذا : ماذا أكسب ؟
ربما تتفضلون بالابتعاد عن ملاحظات التعميم في أمور العلم والبحث والحكم فيه .
 
أحسنت دكتور موراني
فهل من الممكن الإلتفات إلى تساؤلاتي السابقة؟
فستساعدك تلك الإجابات في كشف كثير من الالتباس فيما بعدها من تساؤلات.
مع تحياتي.
 
د. موراني:
لقد عهدت فيك حُلُماً وأناة، فماذا دهاك؟
إن كنتُ قلتُ الحقيقة، فلماذا تستثيرك الحقيقة؟
وإن كنتُ جانبتُ الصواب، فهلا أبنت لنا الحقيقة، والتي لم يُجرى هذا الحوار إلا من أجلها؟
لا زلتُ أفضل البقاء ومزيدٍ من النقاش، ولكن إن رغبت في ذلك.
 
أحمد القصير , مرحبا بك دائما .

لقد أدخلت في هذا الحوار عبارات ومصطلحات ليست في موضعها في تبادل الآراء المثمر
مثل (سوء النوايا والكذب المتعمد في دراسات المستشرقين التي فيها حقد دفين ) وغيرها .
ليست هناك دراسات علمية يتعمد فيها صاحبها على الكذب أوالكذيب , ربما كان فيه تقصير في ادراك القضايا الني تناولها .
أما ( حقد دفين) , فحقد على من ؟ على المسلم بسبب عقيدته التي تختلف عن عقيدة صاحب الدراسة الحاقد..... ان كانت لديه عقيدة ما على الاطلاق .
وكان امتداد هذه النظرية التى لا أساس لها الافتراض أن الاستشراق الحديث ينوي (كسب) المثقفين العرب .
لقد أجبت على هذه الاستطالة بلا دلائل كما رأيته ملائما : برفضها , لكي نعود بالحديث الى ما كنا عليه .
وفقك الله
 
جزى الله خيرا الشيخ أحمد القصير وردا على الدكتور موراني


إذا كان الإستشراق الحديث كما تزعمون!فأين بقي الفهم السليم لهذه الحضارة العظيمة؟أين بقي الإنصاف؟لماذا لم تأخذالمجتمعات الغربية من الدراسات الإستشراقية إلا الشبهات والرزايا والبلايا بل بقيت طيلة هذه القرون تجهل حقيقة الإسلام؟ودعنا من المجتمعات يا دكتور أين هو أثر الدراسات الإستشراقية المنصفة على حد قولكم على فئة المثقفين والأكادميين الألمان!!!
بل إن الحقيقة أن ما نشاهده منذ زمن هو شبه وهجمات على الإسلام.ولما قلت أن الإستشراق هو الأرضية لاستنساخ دين جديد فذلك لم يأت من فراغ
كيف تفسرون يا دكتور استعانة وزارة الداخلية الألمانية بالمستشرقين لفهم الساحة الإسلامية العالمية؟كل الساسة يعتمدون في تحليلاتهم وآرائهم المتعلقة بالقضايا الإسلامية على المستشرقين لا على المنهزمين أو المنتسبين إلى الإسلام؟فمثلا لما حدثت ضجةإعلامية كبيرة حول الحجاب ألم يبث بعض المستشرقين شبهات بأن الحجاب هو خاص بأمهات المؤمنين وأن النصوص القرآنية لا تشير بصراحة إلى أن الحجاب ملزم لكل مسلمة؟فأين بقي آنذاك صوت الإستشراق الكلاسيكي الذي يعتمد على الإنصاف والحقائق العلمية؟
 
أمين نور شريف , حفظك الله ,

ما نشاهده منذ زمن هو شبه وهجمات على الإسلام :
سؤالي : أين ؟ من كتب هكذا على المستوى الأكاديمي ؟

أنا لا أعرف مستشرقا استعانت به وزارة الداخلية , بل أعرف عددا اسما
وهم العرب يلعبون دورهم مترجما في المحاكم ويترجمون وثائق .

لم تصلنا في الكلية أي اسفسار من جانب الدولة منذ أعمالي بالكلية أكثر من 30 سنة .

أما مسألة الحجاب فهي مختلف عليها حتى بين المسلمين في ألمانيا وفي كتابات بعض المثقفين العرب .
 
اجابة اضافية على أمين نور شريف ,
لقد عطّلت قبل قليل من اكمال اجابتي عليكم :

بعد الأحداث من 11 سبتمبر كثر الكلام حول الاسلام والمسلمين بصورة عامة وخرج أصحاب الحوار والمجادلات الحادة التي أجريت بين حين وآخر من ميدان الموضوعية والانصاف لقلة معرفتهم في أمور الدين والدنيا .
نظمت في كليتنا سلسلة من المحاضرات القاها بعض المستشرقين ورجال السياسة والاعلام
وممثلو الهيئات والمنظمات الاسلامية في البلاد الذين لا يجدون سبيلا أن يتفقوا بينهم على كلمة واحدة منذ
انشاء هذه المنظمات والروابط الهيئات .
لقد أبرز الجانب الاستشراقي في هذه الندوة أن المستشرقين لم يقوموا باعطاء صورة واضحة عن الاسلام كديانة وعن التعاليم التي يتبعها المسلمون في البلاد , بل بدلا من ذلك انسحب الاستشراق من الساحة العامة الى برج العاج في الكليات والمعاهد .
وهذا هو الوضع فعلا وهذا الوضع مستمر منذ عقود طويلة .
ربما توضح لك هذه الملحوظة شيئا مما سألت عنه .
ولكي أكون منصفا : لقد سئلت عدة مرات من جانب فئات مختلقة عامة وخاصة عما اذا كنت على استعداد لالقاء محاضرات حول كون الاسلام وتأريخه ومزاياه وذلك بعد الأحداث من 11 سبتمبر خاصة .
فرفضت جميع هذه الاقتراحات , لكى لا يجعلني أحد قريبا من السياسية في مجرى هذه الأحداث .
 
الاستاذ موراني : اشكرك على التجاوب السريع مع ما يطرحه الأخوة وارجو أن لا تضيق ذرعاً بما يطرح , ففي هذا الللقاء فرصة نادرة لطرح مكنونات النفوس تجاه هذا الموضوع الحساس مع من يعنيه الأمر . ومداخلتي كالتالي :
عندما نشأة المدرسة العقلية على يد جمال الدين الأفغاني كان لأفكارها صدى كبيراً عند المستشرقين فهذا جب الانجليزي يثني عليها لانها برأيه : ترمي إلى تأويل العقائد الإسلامية وتنقيحها ثم ذكر : أن الأب بانيرث المبشر يرى ان تقابل هذه الحركة الإصلاحية من المسيحية الغربية بالتشجيع " مجلة المجتمع عدد 364
وقال عن محمد عبده : إن عظمة اسمه قد ساهمت في نشر أخبار لم تكن تنتشر من قبل ثم إنه قد أقام جسراً من فوق الهوة السحيقة بين التعليم التقليدي والتعليم العقلي المستورد من اوربا الأمر الذي مهد للطالب المسلم أن يدرس في الجامعات الأوربية دون خشية من مخالفة معتقده . الاتجاهات الحديثة في الاسلام لجب ص 70
الا تلاحظ في الكلام المتقدم ربطاً بين الاستشراق والتبشير, وشاهداً للشعور السائد عند المسلمين تجاه الاستشراق واهدافه, بالإضافة إلى الدعاية للجانب العقلي , والحرص على جعله المقدم في معتقد المسلمين , وربما لا يخفاك خطورة هذا على المسلمين, والعقل كما تعلم لا ينكره الاسلام وإنما جعله في موضعه المناسب .
 
أحمد البريدي المحترم ,

أشكر لك على ما ذكرتم بدقة احالة فيه على المصادر .
في الحقيقة الأمر ليس لي علم بمكانة الأفغاني ومحمد عبد ومنزلتهما بين المسلمين اليوم
كما لا أستطيع أن أقدّر أهمية , أو عدم أهمية , تفسير المنار خاصة , مجلة المنار بصورة عامة لأنني لم أتابع
هذه الجوانب في أعمالي ولم أهتم بما يقول المسلم المعاصر في هذين الرجلين .
كل ما أعلم أن كلا الرجلين من أبرز الشخصيات في النهضة العربية في في أواخر القرن 19 م وبداية القرن 20 م وهنا أذكر أيضا رشيد رضا .
في طبيعة الحال رحبت الدوائر الأوروبية بهذه الحركة بما فيها المستشرقين الذين اهتموا في ذلك الوقت بهذه الحركة الفكرية مثل هـ . جب الانجليزي .
لقد ذكرتم , كما قال جب :
ان تقابل هذه الحركة الإصلاحية من المسيحية الغربية بالتشجيع ....

ثم :
أقام جسراً ( أي محمد عبده ) من فوق الهوة السحيقة بين التعليم التقليدي والتعليم العقلي المستورد من اوربا الأمر الذي مهد للطالب المسلم أن يدرس في الجامعات الأوربية دون خشية من مخالفة معتقده

لا أرى في هذين القولين اشارة مباشرة أو غير مباشرة الى نية التبشير , بل أرى فيهما عدم نية التبشير: .......... المسلم أن يدرس في الجامعات الأوربية دون خشية من مخالفة معتقده

بكل احترامي لكم وغيركم : انني لا ألاحظ في الكلام المتقدم ربطاً بين الاستشراق والتبشير , بل ألاحظ فيه الموقف الايجابي لدى الأوروبيين من حركة النهضة ما دار فيها من الحوار بين المثقفين (الاسلاميين) والمثقفين ( الغربيين) العرب في مصر على وجه الخصوص بمن فيهم مثل خالد محمد خالد ومحمد الغزالي , علي عبد الرازق .

أما الاستشراق أو المستشرق بعينه فلا أعتقد أنه قام بتبشير المسلمين . فمن قام بحاولة هذا الأمر (المرفوض في نظري) فهم مستشرقون تابعون حينذاك للمدارس الكنيسية الخاصة بهم كما ذكرت ذلك بمناسبة أخرى قبل مدة في هذا الملتقى كما أذكر .
وختاما : قضيت الى الآن 35 سنة في كليتنا وتعرفت على المدراء القدماء الذين تولوا أمور المعهد الاستشراقي منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية وكانوا متقاعدين عند انضمامي الى المعهد . لم يبشّر واحد منهم أحدا من الطلاب العرب الذين تعلموا في معهدنا قديما وحديثا . أما اليوم فيزدادون عددا كل عام .... (دون خشية من مخالفة معتقدهم ) .
 
ما موقف المستشرقين من الحقائق القرآنية؟

ما موقف المستشرقين من الحقائق القرآنية؟

[align=justify]
ذكرتم في حديثكم السابق بعضاً من خصائص الاستشراق الحديث، ومنها: الموضوعية والإنصاف.
فدعنا نتحدث عن بعض الحقائق القرآنية وموقف الاستشراق منها.
ولعلي أخص واحدة من تلك الحقائق، وهي إعجاز القرآن الكريم، وسأختار الإعجاز العلمي لتميزه وسهولة فهمه:
أقول: لعلكم اطلعتم على شيء من الإعجاز العلمي في القرآن، ولعلكم وقفتم على بعض الحقائق العلمية التي أثبتها العلم الحديث، والتي أشار إليها القرآن الكريم بالدقة والتفصيل مما لا يدع مجالاً للشك بإلهية هذا القرآن، وأن بشراً في عصر النبوة لا يمكن أن يتوصل لمثل هذه الحقائق إلا عن طريق الوحي.
أمام هذه الحقائق الشاهدة على إلهية القرآن كيف يقف المستشرقون عموماً؟ وكيف تفسرونها أنتم في نظركم الخاص؟[/align]
 
سؤال الشيخ احمد القصير مهم جدًا و أود أن أضيف إليه سؤالاً آخر : ما هي القيمة العلمية حاليًا في الدوائر الاستشلراقية لدراسات نولدكة اللغوية في القرآن و التي وصف فيها بعض الظواهر اللغوية القرآنية مثل الالتفات بأنها عيوب لغوية ؟

هذا السؤال مهم جدًا لأن هذه الدراسات و أمثالها يستعملها العاملون في مجال التنصير بغزارة للطعن في لغة القرآن .
 
ما قول المستشرق ضيف المنتدى الدكتور موراني في مقولة ان العقل المسلم لم يتحدث عن الاخلاق ؟ و كل ما كتبوه عن الاخلاق منقول اما من الحضارة الفارسية او من افكار الفلسفة اليونانية ؟ و الاستشهاد بعدم وجود كلمة ضمير في الكتابات الاسلامية على غياب مفهوم واضح للاخلاق عند المسلمين
 
تنبيه بخصوص موضوع الحوار الأصلي (الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية)

تنبيه بخصوص موضوع الحوار الأصلي (الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية)

[align=justify]لستُ أدري هل لكلامي هذا مناسبةٌ أم لا ، لكنني أَودُّ أولاً أن أشكرَ جَميعَ مَنْ شارك في هذا الحوار وما يزالُ ، وأشكرُ الدكتور موراني على أجوبتهِ المتلاحقة.
و حرصاً على ثمرة هذا اللقاءِ ، وعلى استمرارِ هذا الجوِّ الهاديء المؤدَّبِ الوقورِ الذي يُميزُكم ويُميزُ ملتقاكم وفقكم الله جَميعاً - أُحِبُّ التأكيدَ على أمورٍ :
أولاً : موضوع الحوار مُحدَّدٌ ، وهو (الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية). وليس عن الاستشراق عموماً ، وبالتالي فإن الأسئلة التي تخرج عن هذا رُبَّما لا يُجابُ عليها. لأهمية التركيز على الموضوع.
ثانياً : الدكتور ميكلوش موراني - كما هو ظاهر من ترجمته - قد تخصصَ في مؤلفات ومخطوطات الفقه المالكي في فترة زمنية معينة ، وبحوثه ودراسات الأكاديمية تدل على ذلك. وبالتالي فإن مطالبته بالإجابة عن كل ما يَخُصُّ الاستشراقَ ، وتَخصصاتِ المستشرقين على اختلاف جنسياتهم وأهدافهم لا ثَمرةَ له ولا مبرر ، وهو لا يَملك الإجابةَ عن كل هذه الأسئلة ، وهناك دراسات متخصصة ، ورسائل علمية ناقشت هذه القضايا وهي تباع في الأسواق.
ثالثاً : قد يَفهمُ البعضُ من هذا اللقاء فَهماً خاطئاً ، أو لم يكن مقصوداً لنا ، والذي قصدناه من حوار الدكتور موراني ، هو الوقوفَ على الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية بِحَسب ما يعرفه الدكتور موراني ، وبحسب خِبْرَتهِ في العمل الاستشراقي لمدةٍ تزيد على أربعين عاماً. ولا شكَّ أَنَّ اللقاءَ قد أَلقى الضوءَ على كثيرٍ من هذه الجوانب. وننتظر منكم من الأسئلةِ ما يُجلِّي هذه الجوانب ، دون الدخول في مسائل لا علاقةَ لها بِموضوعنا ، وربما يَجِدُ الدكتور موراني حَرَجاً في التعرضِ لها والإجابة عليها.
رابعاً : الدكتور موراني في أجوبته يعبر عن رأيه الخاص ، وهو يؤكد ذلك ، ولا يمثلُ أَيَّ جهةٍ رسْميَّةٍ ، ولا يُمثلُ بقيةَ المستشرقين على اختلاف اتجاهاتهم . وليس الاستشراق من الأمور الغامضة التي تخفى على الدارسين من أمثالكم ، غير أَنَّ هناك مفاهيمَ خاطئةً عن الاستشراق رأى أَنَّها لم تُفْهَم على وجهها فحاول تصحيحها من وجهةِ نَظرهِ ، وبالتالي فإن أجوبتَه لا يُمكنُ تعميمها على كل المستشرقين ومعاهدهم ومؤلفاتهم فهي من الكثرة بحيث لا يمكن لواحدٍ أن يُحيطَ بها ، وبنوايا مَنْ كَتَبَها.
والإنصافُ يقتضينا ذكرَ مَحاسنِ المستشرقينِ والتنبيهَ على أخطائهم ، كما يُنبَّه على خطأِ المسلم في كتابته وتصنيفه. وقد كان العلماءُ المسلمون الذين عاصروا المستشرقين في القرن الماضي أكثرَ وعياً مِنْ كَثيرٍ مِنّا الآن . حيث لَمَسوا عن قُربٍ حرصَ بعضِ العلماءِ المستشرقين على نَشرِ التراث الإسلامي نشراً أَميناً يدلُّ على عُلوِّ الهمَّةِ ، وصدقِ الرغبةِ في خدمة العلم لذاتِ العلم لا لأهدافٍ أخرى. ويحضرني من ذلك ثلاثة أمثلة :
الأول : ما صنعه المستشرق الألماني فلوجل في معجمه (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) الذي أقام الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي كتابه (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) عليه . حيث أثنى عليه عبدالباقي في مقدمته فقال :(وإذا كان خير ما ألف ، وأكثره استيعاباً في هذا الفن ، دون منازع ولا معارض ، هو كتاب (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) لمؤلفه المستشرق فلوجل الألماني ، الذي طبع أول مرة عام 1842م فقد اعتضدت به وجعلته أساساً لمعجمي). وهذا دلالة على إنصاف الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي الذي قام بجهود عظيمة في خدمة القرآن والسنة ربما عجزت عن قريب منها مؤسسات ومعاهد.
الثاني : المستشرق الدكتور ف. كرنكو الذي حقَّقَ كتاب (المعاني الكبير) لابن قتيبة الدينوري(ت276هـ) رحمه الله ، ثم بعثه لدائرة المعارف العثمانية في حيدر أباد الدكن لطباعته . فقام بمراجعته الشيخ عبدالرحمن بن يحيى العتمي المعلمي اليماني رحمه الله المتوفى سنة 1386هـ . وكتب في مقدمته :(جُلُّ الفضل في إحياء هذا الكتاب الجليلِ لجناب المستشرق الكبير الدكتور كرنكو ، وذلك أنَّ الباحثين لم يجدوا لهذا الكتاب أثراً في مكاتب العالم إلا أنهم عثروا على جزء منه في خزانة أيا صوفيا باستانبول رقم 4050 وجزء آخر بمكتب الهند بلندن في القسم العربي رقم 1155 فظفر الدكتور كرنكو عند بعض أصدقائه بنسخةٍ مأخوذةٍ بالتصوير الشمسي عن جزء أيا صوفيا فبادر إلى انتساخها بخط يده ، ثم دعته هِمُّته العاليةُ ورغبتهُ الصادقة في إحياء العلم ونشره ، إلى تكميل الموجود من الكتاب فنسخ الجزء الثاني من جزء مكتب الهند فحصلتْ له نسخةٌ تحتوي على الجزئين... ولما رأى الدكتور ما في الأصل من كثرة الخطأ والتصحيف شَمَّر عن ساعد الجدِّ ، وبذل غايةَ الجهد في تصحيح نسختهِ ، وضَحَّى مقابلَ ذلك بمدةٍ ثَمينةٍ من وقتهِ ، صرفها في تقليب المعاجم ، وتتبعِ المظانِّ من الكتبِ المطبوعة والخطية التي لم تطبع بعدُ ، كما ترى دليل ذلك في تعليقاته القيمة ، وبالغ في الاعتناء بتخريج أبيات الكتاب ، ولا يَخفى على من زاول مثل ذلك ما فيه من المشقة الشديدة ، ثم أكمل ذلك بترتيب الفهارس المتعددة كما يأتي. ثم بعث حضرة الدكتور كرنكو بنسخته المصححة إلى إدارتنا العلمية (دائرة المعارف العثمانية) للطبع ، وذكر ما قاساه من سُقْمِ الأصل وأَنَّه مع ما عاناه وبذله من المجهود العظيم في تصحيح النسخة لا يثق بأنه لم يبق في النسخة شيءٌ من الغلط ، فأحيلت النسخة إلى كاتب هذه الكلمة – المعلمي – فتصفحتُ الكتابَ ،واستدركت بعض ما بقي بحسب ما بلغه علمي ، على ما تيسر واتسع له الوقت المقرر)
إلى أن قال :(أكثرُ التعليقات من إفادات حضرة الدكتور كرنكو وبعض التعليقات بقلم كاتب هذه الكلمة وتمتاز في المطبوعة بعلامة في أواخرها وهي حرف (ي) ... علينا وعلى جَميع العالم الأدبي تقديم الشكر الجزيل لحضرة المستشرق الجليل البحاثة الدكتور كرنكو فإن له الفضل في إحياء هذا الأثر الثمين مع ما بذله من المجهود البالغ في تصحيحه والتعليق عليه وترتيب فهارسه ، مؤملين أن لا يزال يقدم للعلم وأهله أمثال هذه التحف السنية).
انظر: كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة (ت276هـ) مقدمة المعلمي.
وأدب المعلمي ، وتقديره لجهد المستشرق كرنكو ظاهرٌ لا يخفى في كلامه رحمه الله ، هذا مع أَنَّ المعلمي من أبرز من كتب الردود العلمية على الطاعنين في السنة وأهل العلم من المنتسبين للعلم من المسلمين ، كما في كتابيه في الرد على أبي رية ، والكوثري ، ومع ذلك لم يغمط المستشرقَ فضلَهُ وجُهدَه بل وكرر ذلك وأعاده.
الثالث : ومثالٌ آخر ما صنعهُ المستشرقُ الألمانيُّ رودولف جاير في تحقيقه لديوان الأعشى . الذي اعتمد عليه الدكتور الجليل محمد محمد حسين رحمه الله ونشره عام 1370 هـ وقال منوهاً بالطبعة الأولى للديوان :(وقد نشر المستشرق الألماني رودولف جاير هذا الديوان للمرة الأولى سنة 1928 ، نشره عن ست نسخ ، هي كل ما أمكن جمعه من النسخ المخطوطة للديوان ، واستعان بعدد ضخم من الكتب العربية بلغ في مجموعه خمسمائة وتسعة وستين مؤلفاً ، استخرج منها جميعاً كل ما روي للأعشى من شعر ، وأثبت في الملحقات رواية كل بيت من أبيات الديوان جاء ذكره في واحد من هذه الكتب ، مع قراءات النسخ المختلفة.
والواقع أنَّ مجهود الناشر للديوان يُعتَبَرُ مثالاً للدقةِ ، وللأمانةِ العلميَّةِ ،وللجَلَدِ على العمل الطويل الذي اتصل في خدمة هذا الكتابِ أربعينَ عاماً ، وقد اعتمدتُ على هذا المَجهودِ القيّم في طبعتي هذه ، فبدأتُ من حيثُ انتهى جاير ، ولذلك كان من حقِّ هذا المستشرق عليَّ أَنْ أعتَبِرَ عملي في الديوان إِتْماماً لِمَجهوده المضني ، وثَمرةً لِعَمَله المتصلِ الدءوب). ثم قال في ختام مقدمته :(وأخيراً فقد رأيتُ إِتماماً للفائدةِ أن أضعَ بين يدي القارئ ترجمةً عربيةً لمقدمة جاير الألمانية ، فهي – على ما فيها من نَفْعٍ – دَرْسٌ خُلُقيٌّ رفيعٌ في إنكارِ الذات ، والتفاني في خدمة العلمِ ، وحَمْلِ أمانته حتى الموت)!
وكلام الدكتور محمد محمد حسين ظاهر لا يحتاج إلى تعليقٍ ، ومن يعرف كتابات الدكتورمحمد محمد حسين في نقده للمذاهب الأدبية المعاصرة التي شوهت الأدبَ ، وحَمَلَ رايتها كثيرٌ من المنتسبين للإسلام ، وحِدُّتُه في ذلك ، ثُمَّ قرأَ ما كتبه أعلاهُ يعلمُ مقدارَ الإنصافِ الذي تَحلَّى به ذلك القَلَمُ عليهِ رحمةُ الله وغَفَرَ له.

وقد سقت هذه النقول على طولها ، لأنتهز هذه الفرصة وهذا اللقاء ، لنستفيد من أدب الإنصاف هذا ، فإنَّهُ درسٌ ثَمينٌ يُحرَصُ عليه ، وقَلَّ من تنبه له في الحوارات والمنتديات العلمية ، مع مسيس الحاجة إليه ، وقد اشتدت حاجتنا إليه في هذه الأزمنة التي كثر فيها الجدلُ ، واحتدم فيها النقاشُ حول كثيرٍ من القضايا العلمية وغيرها ، فطغى علوُّ الصوتِ ، ونَبْرَةُ الخطاب ، على الرغبةِ الصادقةِ في العلم ، والوصول إلى الحق والفائدة.
ونحنُ في شبكة التفسير وملتقى التفسير لسنا مُولعينَ بإثارةِ العواصفِ ، ونبش الدفائن ؛ لأنَّ الحديث عن التجاربِ والخبرات العلميةِ حديثٌ موضوعيٌّ ، لا يُؤتي ثِمارَه في عواصفِ الضجيج والحِدَّةِ ، ولكنَّه يصلُ إلى غايته في جَوٍّ من الهدوءِ العاقل ، حينَ يتحدثُ الكاتبُ عن مسائل العلم في جوٍّ مُشبعٍ بالعطفِ والتقدير ، مع مراعاة الحَيدةِ التامَّةِ ؛ لأَنَّ التعصب للخطأِ طفولةٌ فكريةٌ لا مَجالَ للرجوع إليها بعد وضوحِ الحقِّ ، وبيان الدليل ، والرغبة الصادقة في المعرفة. والكلمةُ الأخيرة في كثيرٍ من القضايا لم تُقَلْ بَعدُ ، ما دامت هناك أوجهٌ للنظر تلوحُ للدارسين بعد الخفاءِ ، ولكنَّ الحلقات المتصلة من المناقشة والحوار العلمي فيما بيننا تُسهمُ في تحقيق الغاية المبتغاة ، وحوارُنا هذا من تلك الحلقات إن شاء الله.

أقول هذا وأنا في غاية الحرجِ منكم ؛ لتقدمي بينَ يديكم وأنتم أولى بإرشادي ، وأسألُ الله أَنَّ يرزقنا جَميعاً الإخلاصَ في القول والعمل ، وأن يرزقنا العلم النافع ، وأن يغفر لنا الزلل والخطأ إنه غفور رحيم.[/align]
 
فيما يتعلق باعجاز القرآن واثبات الهية القرآن والحقائق التي فيه , فلا ينتطلق الاستشراق
من المصطلحات مثل (الهية ) و(حقائق) , هذا من ناحية . ليس هناك دين ولا نبي بدون معجزات , ويري الاسلام في القرآن المعجزة الكبرى وهو موقف يعترف به كل ذي عقل من غير أن يؤمن بالـ(ـحقائق)
من ناحية أخرى يجب أن أعترف بانني لم أشتغل كثيرا في مسألة اعجاز القرآن غير أن هناك مستشرقين متخصصين في علوم القرآن لهم نصيب في هذا العلم , مثل المستشرقة الألمانية Neuwirth في الحاضر ( كانت مديرة للمعهد الاستشراقي الألماني في بيروت سابقا ) .
أنا شخصيا أرى في هذه النظرية أهمية كبيرة للبحث العلمي في تأريخ النبوة وفي الفهوم الذاتي لنبي الاسلام كما جاء في الآيات المعنية خاصة في مخاطبة المشركين والكفار وأهل الكتاب حيث تذكر عدة آيات كلام الذين لا يؤمنون والردّ عليهم . هذه الآيات هي أثبت الوثائق للنبوة . وهنا أود أن اكرر أنّ النبوة لا يشك أحد فيها اذ هذا هو المنطلق الأساسي للفهم الصحيح القرآن بغير أن أناقش مسألة الهية الكتاب لأنّ ذلك يدخل من باب العقيدة والايمان الشخصي وهذا الأخير ليس أساسا للبحث . من المسلم به أنّ كثيرا من القدماء قد اختلفوا في فهم اعجاز القرآن وفي تفسيره . فاذا اختلف القدماء في فهمه وعرضه ومن حقنا أن تختلف فيه أيضا عرضا وفهما .
لقد كتب طالب في معهدنا عام 1994 رسالة الماجستير حول نظرية الاعجاز منطلقا من كتاب حجج النبوة للجاحظ ( رسائل الجاحظ , ج 3 بتحقيق عبد السلام هارون) . وذكر في مقدمة الدراسة :
انه من المسلّم به أن المسلمين يرون في القرآن معجزة , وهذا الواقع يجب علينا أن تحترمه .
 
فيما يتعلق بدراسات نولدكه حول لغة القرآن ( القرآن والعربية) , فهي دراسات لغوية وأيضا مقارنة باللغات السامية الأخرى فهي تعتبر حتى اليوم من الأعمال المعتمد عليها في االدراسات الحديثة . لا يقول نولدمه انّ في الفرآن (عيوب لغوية) , بل يقول أن فيه عدة ظواهر لغوية متناقضة لغويا واستعمال مفردات استعمالا متناقضة لغويا ليس لها مثيل عند الشعراء وفي لغتهم. ويتأسف على أنّ كتاب القراءات للطبري بقي في حكم المفقود .
 
د. موراني
تحية طيبة وبعد:
على ضوء تعاملكم مع المخطوطات في المكتبات الألمانية، هل لكم أن تحدثونا عن:
1- كيفية فهرسة المخطوطات العربية في تلك المكتبات.
2- وعن إمكانية الاستفادة منها من قبل العرب المسلمين.
3- وهل استوعبت الفهارس جميع المخطوطات؟ أم أن هناك مخطوطات ترونها من الأهمية بمكان ولم تدرج ضمن الفهارس، أو أدرجت ولكن بغير اسم مؤلفيها، أو بتغيير العنوان.
4- وهل لكم أن تحدثونا عن أهم المكتبات في ألمانيا والتي ترون أنها تحتوي على عدد أكبر من المخطوطات الإسلامية.
5- وهل لهذه المكتبات مواقع على الشبكة يمكن الاستفادة منها في مجال المخطوطات؟
 
المخطوطات العربية في ألمانيا

المخطوطات العربية في ألمانيا

من أهم أعمال المستشرقين الألمان جمع المخطوطات العربية وتنسيق الفهارس لها منذ القرن 19 م الى اليوم . لكي أذكر أهم المكتبات التي يجد الباحث فيها تحفا من التراث هي :
مكتبة برلين الدولية
مكتبة مونيخ في ولاية بواريا
مكتبة الجامعة في لايبزيج
مكتبة جوتا .
لجميع المكتبات فهارس خاصة للمخطوطات العربية مطبوعا وعلى صيغة فهارس داخلية غير مطبوعة في المكتبة .
يمكن زيارة هذه المكتبات المذكورة في أوقات العمل الرسمية وكل من يرغب في قراءة المخطوطات يجب عليه فحسب أن يطلب المخطوط كما جاء ذكره في الفهارس وأن يكون عنده أوراق رسمية مثل جواز السفر الخ . ليس هناك تمييز بين الباحث هذا وذاك , عربيا مسلما كان أو غيره . من خدمات هذه المكتبات تقديم المصورات من المخطوط المرغوب فيه على ميكروفيلم أو على أوراق مصورة وذلك بالتزام القاريء ارسال نسخة من المخطوط المحقق عند نشره الى المكتبة وعدم تقديم المخطوط المصور الى طرف آخر بغير اذن المكتبة .
لا يمكن زيارة هذه المكتبات من طريق الشبكة لأغراض القراءة في المخطوطات أو الفهارس . لجميع هذه المكتبات صفحة في الشبكة فمن يريد الاتصال باحداها فليبحث عنها في الشبكة غير أنه قد يكون من المستحسن أن أجمع أنا في هذا الر ابط العناوين المعنية لكل مكتبة ان دعت الحاجة الى ذلك .
كان المستشرق آلوارد Ahlwardt المتوفى عام 1909 قد قام بتأليف الفهارس الدقيقة والشاملة للمخطوطات في مكتبة برلين , وهذا العمل هو المرجع الأول والرئيس عند دراسة التراث الذي تم جمعه في برلين عبر قرون . لقد مهّد آلوارد بفهرسه الطريق لكتابة تاريخ العربي الاسلامي اذ سلك مسلكا جديدا في أعماله وهو أنه أضاف الى وصف كل مخطوط وصفا دقيقا لمحتواه بذكر جميع الأبواب الى جانب تأريخ النسخ وتعريف على كل من المؤلف والناسخ والراوي وغير ذلك من المعلومات الهامة للمخطوط .
هناك عدد غير معروف لي من المخطوطات لم يتم تنسيق الفهارس لها في المكتبات المذكورة . ولذلك تمّ انشاء مشروع خاص في جمعية المستسرقين الألمان (بالمعونة المالية من جانب الدولة ) لاصدار (الفهارس للمخطوطات الشرقية الموجودة في ألمانيا). وهذا العمل يشمل على جميع المخطوطات في الدولة . وقد تم اصدار فهارس للمخطوطات العربية في هذه السلسلة من المنشورات غير أن هذا العمل لم ينته الى الآن بل هو مستمر ومتواصل بغير توقف .
 
أشكركم على ما تفضلتم به من جواب، ولي سؤال آخر على قولكم: (تمّ انشاء مشروع خاص في جمعية المستسرقين الألمان (بالمعونة المالية من جانب الدولة ) لاصدار (الفهارس للمخطوطات الشرقية الموجودة في ألمانيا). وهذا العمل يشمل على جميع المخطوطات في الدولة . وقد تم اصدار فهارس للمخطوطات العربية في هذه السلسلة من المنشورات غير أن هذا العمل لم ينته الى الآن بل هو مستمر ومتواصل بغير توقف).
أقول: متى بدء العمل بهذا المشروع تقريباً؟ وهل هو شامل لجميع المخطوطات في المكتبات الألمانية؟ وهل تتوقع أن يأتي على المخطوطات التي لم تشملها الفهرسة في الفهارس القديمة؟
وهلا تفضلتم بكتابة اسماء المكتبات بالحروف الإنجليزية، مع ذكر عناوينها في ألمانيا.
 
اجابة على سؤالكم :
لا أعلم متى بدأ هذا المشروع بالضبط لأن هذه الفهارس ليست في مكتبتي الخاصة , فلذلك سأراجع هذا الأمر فيما بعد . على العموم : هذه الفهارس الجديدة تشمل على ما لم يكن مفهرسا من قبل .

سأبحث في الشبكة عن عناوين هذه المكتبات لكي أضعها هنا في الملتقى بالحروف اللاتينية . المراسلة مع هذه الجهات تتم طبعا بللغات الأوروبية نظرا الى أن الموظفين لا يعرفون اللغة العربية الا من هو قريب من المخطوطات العربية .
هذا , وأنا في خدمة جميع المشاركين في هذا الملتقى لتسهيل السبل لهم لحصول على ما يرغبون فيه من المخطوطات . وحسب قواعد هذه المكتبات لا يمكنني أن أظلب مخطوطا لطرف آخر باسمي .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى