[FONT="]الحلقة 11 – تأملات في الآيات (84 – 86)[/FONT]
[FONT="]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT="]
برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الحادية عشر رمضان 1432 - YouTube[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="](فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84) مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85) وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86))[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها المشاهدون الكرام ما زلنا نتحدث في هذه السورة العظيمة سورة النساء وقد وصلنا إلى قول الله عز وجل (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) وهذه الآية جاءت آمرة نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يقاتل أعداءه وأنه مأمور بذلك وموعود بالنصر من الله جل جلاله (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) ثم بيّن له الله سبحانه وتعالى أنه يجب عليه أن يقوم بهذا الأمر ولو لم يكن معه أحد وإنما الواجب عليه أن يحرّض الناس ويحثّهم ويدلّهم على هذا الباب العظيم من أبواب الخير والنصر للدين. نتكلم في هذه الآية وما يليها من آيات بإذن الله عز وجل مع الشيخين الفاضلين الدكتور عبد الرحمن الشهري والدكتور مساعد الطيار فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويهدينا ويلقي الحق على قلوبنا وألسنتنا. تفضل دكتور عبد الرحمن[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] في قوله سبحانه وتعالى (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ) تلاحظون في الآيات التي بدأنا بها قبل عدة حلقات في قوله سبحانه وتعالى (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ (74) النساء) وفي قوله سبحانه وتعالى (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ (74) النساء) أن الحديث كله عن الجهاد والقتال في سبيل الله على وجه الخصوص وهذا فيه أمر لكل واحد على حدة. هنا يأتي الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله سبحانه للنبي صلى الله عليه وسلم (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ) وهذا فيه إشارة إلى المسؤولية الفردية يعني عندما يخاطب الجماعة بالخطاب فإن كل واحد من الجماعة مسؤول مسؤولية فردية عن نفسه حتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائد فإنه مأمور أن يقاتل (لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ) عندما تُحاسَب فإنك لن تُحاسَب إلا على قيامك بنفسك لكن (وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ)[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] نعم، هذا هو الواجب عليك بالنسبة للمؤمنين.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] نعم، أن تحرّضهم وتشجّعهم وتعينهم وتحثّهم على القتال والجهاد في سبيل الله والثبات ولكن أنت قاتل في سبيل الله لا تُكلَّف إلا نفسك.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] إذن هنا واجبان: الواجب الأول أن تقوم أنت بما أوجب الله عليك من القتال والثاني أن تقوم بدعوة الناس أمرهم بالمعروف ودلالتهم على الخير وحثهم على هذا الأمر الذي طلب الله عز وجل منك أن تقوم به بينهم يعني هما شيئان منفصلان. [/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] تكليف خاص به ثم أمر له بحض المؤمنين.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] مثل هذه أنا في نظري آية الأمر بإطعام المساكين (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) الإنسان) هذا أمر، والثاني حضّ الناس على إطعام المساكين (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ {1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ {2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {3} الماعون) لاحظ عدم الحضّ أيضاً مخالفة فضلاً عن كونك تنفق أو لا تنفق هذا أمر آخر.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] ولكن أيضاً كونه لا يحض على إطعام المسكين يدل على أنه لا يفعل ذلك بنفسه أصلاً[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] وهذه هي الإشكالية.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] لأن الذي يفعل ذلك بنفسه في الغالب أنه لا يثبِّط غيره.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] وهنا أمر آخر وهو أنه كما أن الإنسان يقوم بالواجب بنفسه يجب عليه أن يحتسب ويتعبد لله عز وجل في حضّ الناس ترغيبهم حثّهم وعظهم.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] ويدخل في قوله (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ (3) العصر).[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] يدخل في قوله (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر)[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] طبعاً من القضايا أيضاً نلفت نظر السامع إليها أن الحديث ابتدأ في الآيات التي بدأناها عن القتال ثم انتقلت للحديث عن المنافقين ثم رجعت تختم بالحديث عن القتال مرة أخرى، من بعد (من يشفع شفاعة حسنة) سيأتي مقطع جديد، لعلنا سابقاً ذكرنا السبب في كون ذكر آيات النفاق يأتي مع آيات الجهاد وهو أن المنافقين من أولى من يقع عليهم الجهاد وأن يبين عوارهم وأن يفضح أمرهم وأنهم أحق بأن يُجاهَدوا لأنهم كما يسمى الطابور الخامس هم الذين يُضعِفون ويُفسِدون في الدولة مثل ما حصل من عبد الله بن أبيّ لما انسحب في أُحُد بثلث الجيش فهذا لا شك أنه أولى بالجهاد من غيره ولهذا الله سبحانه وتعالى قال (أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ (73) التوبة) جاء الأمر عليهم مرتبة واحدة في الأمر بالجهاد.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] لا وأيضاً في الآيات عندما تقدمت في قضية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يُعرِض عن المنافقين عندما قال الله سبحانه وتعالى (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ (81) النساء) ثم جاء في هذه الآية فقال (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ (84) النساء) أن في هذا حثٌّ وتوجيه للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يعرض عن أراجيف المنافقين ولا يلتفت إليها وأن يجاهد في سبيل الله ويثبت ولو لم يكن إلا هو بمفرده (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ (84) النساء) ولذلك في حديث في البخاري وفي مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لأقاتلنهم حتى تنفلت سالفتي) يعني ولو لم أكن إلا أنا وحدي وسار على منهجه أبو بكر ولذلك لما إرتد بعض قبائل العرب كان بعض الصحابة يخالف أبا بكر في الخروج يقول الوقت غير مناسب الآن لأن الدولة في بدايتها فقال: "لو خالفتني يميني لقاتلت بشمالي" إشارة إلى أنني سأثبت حتى لو لم يقف معي أحد.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] وهذا هو معنى الإستقامة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] بالضبط ولذلك أنظر كيف رجعت كل الأمة إلى قول أبي بكر مع إنه كان قول فرد ولكنه كان معه الحق ولذلك قال الجماعة مع الحق ولو كنت وحدك.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] في قوله (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ (84) النساء) هذا مثل ما ذكرتم منذ قليل فيه إشارة إلى ترتيب الأولويات، أول ما يبادر به الانسان أولاً يبادر بنفسه ثم ينتقل إلى غيره. وقضية أخرى أن الأوامر التي أُمِرَ بها النبي صلى الله عليه وسلم أو ما يخص الأوامر الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يلزم أن تكون عامة لغيره بمعنى أن هناك هذا التكليف الآن تكليف خاص بالنبي لا يجوز له صلى الله عليه وسلم أن يحيد عنه وهو ما ذكر مصداقه الدكتور عبد الرحمن قبل قليل من خبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أُمِرَ أن يقاتل الناس قال "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" معنى ذلك أنه صلى الله عليه وسلم قد إستجاب لهذا الأمر وما توفي النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد دانت له العرب وأسس هذه الجماعة التى إنطلقت بعد ذلك بالجهاد.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] في قولك يا دكتور مساعد (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ (84) النساء) قلت يبدأ الإنسان أولاً بنفسه لماذا يبدأ بنفسه ثم بعد ذلك يحرّض المؤمنين؟ أنا أقول يعني للزيادة على ما ذكرت وهو أن الإنسان إذا بدأ بنفسه ثم حرّض كان لتحريضه معنى بخلاف ما إذا حرَّض وهو لم يبدأ ولم يظهر عليه أثر البداية فإن الناس ينتظرون وقد وقع شيء من هذا للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية عندما أمر الناس أن يحلقوا رؤوسهم وكانوا يتهيأون لأن يتموا عمرتهم فكان يقول صلى الله عليه وسلم لهم حُلّوا من إحرامكم إنحروا هديكم فتباطأ الناس فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو مغضب على أم سلمة رضي الله عنها فقال هلك الناس فقالت وما ذاك يا رسول الله؟ فأخبرها الخبر قالت لو أنك حلقت لبادروا، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ودعا بالحلاق فحلق، قال فتسابق الناس حتى كادوا أن يقتتلوا، لاحظ بالفعل أن الداعية أو القائد أو الإمام أو من يريد أن يؤثر في الناس يجب عليه أن يلتفت إلى فعله هو أولاً ثم من بعد ذلك إلى موعظته وتحريضه وحثه للناس ليكون لحثه وتحريضه أثرٌ وقدوة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] وهذا هو القدوة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] هذا هو القدوة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] نعم أن تبدأ بنفسك وتعمل وحتى في التربية وهذا أسلوب تربوي يا دكتور، يعني حتى في التربية الآن عندما تربي أولادك أو طلابك أو من شئت أن تكون قائداً له وقدوة ينبغي أن تظهر عليك آثار ما تأمر به من معروف وما تنهى عنه من منكر يعني واحد يحث الناس عن الصلاة وهو لا يحافظ عليها لا يمكن ذلك، أب ينهى أولاده عن التدخين وهو يدخن أمامهم صباح مساء هؤلاء سيعتبرونها نوع من السخرية وسوف يدخنون، إبدأ بنفسك فانهها عن غيّها كما قال أبو الأسود الدؤلي يقول: [/FONT]
[FONT="]يا أيها الرجل المعلِّم غيــــره هلّا لنفسك كان ذا التعليـــــمُ[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصحّ به وأنت سقيمُ[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]إبدأ بنفسك فانهها عن غيّهــا فإذا إنتهت عنه فأنت حكيــــمُ[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]فهناك يُقبَل ما تقول ويُشتفـى بالقول منك وينفع التعليـــــمُ[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] وهذا أيضاً أنا وجدته فى قول الله عز وجل (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (10) فاطر) فالكلم الطيب يصعد إلى الله لكن ما الذي يرفعه؟ يرفعه كل عمل صالح لأن الكلم الطيب يقدر عليه كل إنسان يستطيع الفاسق والفاجر أن يعظ الناس أفضل موعظة لكن سبحان الله يبقى هذا الكلم جامداً ميتاً لا حراك به حتى يأتي العمل الصالح يؤيده ويبث الروح فيه ولذلك تسمع كلمتين متماثلتين إحداهما تؤثر فيك والأخرى ما كأنك سمعتها، إذا نظرت في السبب وجدت أن وراء هذه عملاً صالحاً وأن وراء هذه عملاً سيئاً.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] قال (عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ (84) النساء) كأن المعنى يعني حرِّض المؤمنين ومن آثار تحريضك أن يكف بأس الذين كفروا وطبعاً قالوا أن هذه نزلت فى بدر الثانية لما خرج أبو سفيان لملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم فلما نادى الرسول صلى الله عليه وسلم بالصحابة للخروج إليهم فرّ طبعاً أبو سفيان بمن معه من الجيش ولم يقع القتال، بعض المفسرين ربط هذه الآية بهذا الحادث ولكن أياً ما كان فهو ظاهر جداً أن تحريض المؤمنين على القتال وحثهم على القتال إذا إجتمعوا وإصطفوا لا شك أنه يكف بأس الذين كفروا. وهنا أيضاً في إشارة إلى أن القوة بالإتحاد حتى وإن كان العدد قليلاً القوة بالإتحاد لا شك أنها تهزم بإذن الله إذا طرح الله سبحانه وتعالى بذلك البركة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] قوله (عَسَىَ) طبعاً (عسى) من الله واجبة فهذا يدل على أن متى قام الإنسان بالواجب في قتال الكفار وحث المؤمنين وهو القائد وحث المؤمنين فإن الله سبحانه وتعالى سينصرهم، ولاحظ ما قال حرّض الناس، حرّض المؤمنين.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري :[/FONT][FONT="]لأنهم هم الذين يستحقون النصر[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري :[/FONT][FONT="] ويستجيبون أيضاً. قال (عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84) النساء) يعنى ما معنى هذه الآية؟ وما سر الختم بها إن كان بدا لكم شيء؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] عندنا فقط لو علقنا على (بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ (84) النساء) وهذا فيه إشارة البأس بمعنى القوة والشدة هذا يدل على أن الكفار لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة فالكافر لا يرقب في المسلم قرابة ولا عهداً ولا ميثاقاً وإذا كانت القوة معهم فإنهم لن ينتظروك ليشاوروك فيما يفعلون بك فهنا نريد أن نقول أن الذين كفروا لا شك أن فيهم بأس وفيهم قوة فنحتاج نحن إلى أن نرجع إلى قول الله تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ (60) الأنفال) لكي ترد هذا البأس وإلا إذا كانوا هم أصحاب بأس ونحن ضعفاء المعادلة واضحة والنتيجة واضحة من هذه المعادلة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] وهذه طبعاً الآية فيها أمور:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]* الأمر الأول فيها تثبيت للمؤمنين وتطمين لهم بأن الله سبحانه وتعالى ناصرهم وهو معهم الله عندما قال (وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً) إشارة إلى أنه فى صف المؤمنين وسوف ينصرهم.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]* والأمر الثاني هو مسألة الروح المعنوية كما تكلمنا عنها في الآيات السابقة في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا {71} وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ {72) النساء) وتحدثنا عن الروح المعنوية لدى الجندي إذا لم يكن الجندي المسلم مرتفع المعنويات في أثناء مواجهة الأعداء وإلا فإنه سينهزم حتى لو زوّدته بأحدث الأسلحة، واليد التي تمسك بالسلاح يد مرتجفة خائفة خاوية ليست مقتنعة أصلاً بالحرب فإنها سوف تنهزم أما كما قال الطغرائي : لا يعمل السيف إلا في يدي بطل، ولذلك لما قيل لعمرو بن معد كرب رضي الله عنه كان فارساً معروفاً كان يضرب الفارس ضربةً فيقسمه نصفين وكان عنده سيف إسمه الصمصام مشهور ذكره في شعره كثيراً، فقالوا له هذا السيف الذي معك من ماذا صنع أو شيء من هذا؟ كأن القوة في السيف، فغضب وقال إنما السيف بضاربه، أي واحد منكم يأخذ هذا السيف ما يصنع به شيئاً لكن السيف بضاربه. فالفكرة هي قضية الروح المعنوية في هذه الآية (وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً) فاطمئنوا أيها المؤمنون.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] وزاد في الطمأنينة أن أضاف وصفاً آخر أشد بأساً مقابل للبأس وأشد تنكيلاً.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] لاحظوا حتى هذه الطمأنينة التي يشعر بها المؤمن الصادق إذا بذل الأسباب، أنت أبذل الأسباب واطمئن. النبي صلى الله عليه وسلم كان يبذل الأسباب ولكنك لو نظرت إلى الأسباب التي كان يبذلها عليه الصلاة والسلام ليست تلك الإستعدادات الضخمة، جيش ثلاثمائة رجل يقابلون ألف وزيادة ثلاث أضعاف! يعني لو نظرت لها من ناحية الإستعداد المادي ليس هناك الإستعداد الكافي لكنه كان يبذل المستطاع ويتوكل على الله. النبي حتى لما خرج للهجرة فى قوله (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا (40) التوبة) طبعاً لما تنظر إلى هذه الثقة وهذه الطمأنينة التي يشعر بها النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه في مثل هذه المواطن مواطن الشدة والقتال لأنهم يحفظون الله في وقت السعة فيثبتون في وقت القتال ووقت الشدة، أما الآن عندما تأتي فتزوّد الجيش فتشتري لهم أحدث الأسلحة ولكن المعنويات خائرة ولا يلتفت إليها الجنود لا يصلّون ولا يحرصون على الصلاة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] والمخدرات تفشو فيهم.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] وتفشوا فيهم الموبقات والآفات التي تضر بهم فإذا جاء وقت الجد.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] خاروا[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] ماذا ينفعك أن تأتي لهم بأحدث الدبابات أو أحدث الصواريخ وهم يعانون من الوهن ومن عدم اليقين وعدم الصدق وعدم الثبات؟! ولذلك ينبغي على الجنود وعلى القادة المسلمين أن يعتنوا بهذا الجانب الروحي لدى الجيش المسلم وعلى تثبيت القلوب (فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ (12) الأنفال) وتثبيت الذين آمنوا ليس بالإجبار كما يفعل بعضهم ربما يجلس الآن ويجعلون وراء الكتائب التي تحارب كتيبة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] إسمها الشرطة العسكرية أحياناً والتي ظيفتها أيّ واحد يتراجع تقتله[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] نعم، الأفضل أن يثبت الذين يقاتلون بالإيمان وكما ذكر الله (وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ (84) النساء) وتحريض المؤمنين يكون بتثبيتهم وتذكيرهم بالآخرة كما قال في الآية (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) النساء).[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] الآيات فيها فكرة عظيمة جداً وهي فكرة أن الجهاد من ضمن أهدافه العظيمة الردع، نحن يكون عندنا جيش إفترض أننا لن نتقاتل عدونا أصلاً لكن عندنا جيش مستعد ومتأهب ولا يرضى بأن ينتقص من أرضه شبر ولا أن ينتهك عرض مسلم أو مسلمة من أجل أن يرتدع الأعداء. قد لا نكون في حالة نستطيع فيها قتال الأعداء مثلاً لكن نحن مستعدون متأهبون ولا نرضى بأن ينتقص منا شيء من أجل أن يرتدع الأعداء أنظر ماذا قال؟ قال (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ (84) النساء) بهذا القتال وبهذا التحريض يكف الله بأس الذين كفروا لأنهم إذا علموا أنك دائماً مستعد ومتأهب ولديك جيش وعدة و أنك ما تتهاون في ما يؤخذ أو يستلب فإن الكفار سيرتدعون هذا ما نسميها أن من أعظم أهداف الجهاد الردع. ولذلك جهاد الطلب في أول الإسلام في عهد الصحابة وفي أواخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الجهاد كان من أعظم ثمراته أن الكفار قد بُثّ في قلوبهم الرعب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه. الآن أيّ دولة تريد أن تغزو بلاد الإسلام من دون أدنى تخطيط تستطيع أن تفعل لأن المسلمين فى حال ضعف وخوار وتفكك وشيء كثير جداً من الذل والهوان! فأقول ينبغي على المسلمين أن يعلوا راية الجهاد وأن يقوموا بها ليكفوا بها أعداءهم، بل إني أقول إن أمريكا الآن قد تفتعل حروب في بعض المواطن وتضرب وتحرق وترمي وترجم من أجل أن ترهب الناس ما عندها هدف آخر إلا أن تزرع هيبتها في القلوب سيبقى الناس في هيبة مستمرة لهذه الدولة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] فى قوله (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا (85) النساء) طبعاً لما ننظر أيضاً لقضية النظم من يشفع شفاعةً حسنةً يكن له نصيب من الشفاعة يعني ترجع إليه نفس الشفاعة؟ نقول الجواب لا، يعني من يشفع شفاعةً حسنةً جائزة في الدين يكن له نصيب من أجرها يعني يؤتى أجر شفاعته. وهنا قال الله سبحانه وتعالى (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً) ولهذا ينتبه المسلم في حال الشفاعات أن تكون موصوفة بالحُسن فأطلق الله سبحانه وتعالى هذا القيد وأنت تنظر في هل هذه الشفاعة بالفعل تدخل ضمن الشفاعة الحسنة أو لا؟ مثلاً واحد يتقدم على وظيفة لم يتقدم عليها أحد ولكن عُرقل موضوعه لأي سبب ما وليس هناك ما يوجب التأخير فتشفع شفاعة ليتوظف، هذه تعتبر شفاعة حسنة لأنها لا تضر أحداً. في المقابل (وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ) هذه مقابل للشفاعة الأولى ووصفها بأنها سيئة ومعنى ذلك أن أي ضرر سيلحق بأحد من المسلمين بسبب هذه الشفاعة فإنه سيلحق الشافع فيها شيء من إثمها نتيجتها إثم وهذا الإثم يلحقه. ولهذا نقول نلاحظ الآن هذه القاعدة العامة لو كانت تطبق عندنا في الدوائر الحكومية وفيما بيننا هل يكون هناك مقام لما نسميه فيتامين (و) أو الواسطة؟![/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] التي أضرت بالناس وبالمصالح.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] هي أضرت بمصالح الدولة نفسها. ولهذا أنا أقول أن الإسلام لما كنت أتكلم في اللقاء السابق أن الإسلام لو طبق تطبيقاً تاماً بحذافيره بأوامره ونواهيه لكنا أفضل من الغرب بفرق لأن الإسلام يدعو إلى إحترام الإنسان (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ (70) الإسراء) والإسلام حتى إحترم غير أصحاب الدين الإسلامى ومن أقرب ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر بن الخطاب وقصة المباراة التي كانت في مصر وكان إبن عمرو بن العاص فيها وحصل ما حصل للقبطي فضربه إبن عمرو بن العاص فجاء عمر لما جاء هذا القبطى يشتكي إلى عمر أمر عمرو بن العاص أن يأتي هو وإبنه وأدّب إبنه وجعل القبطي ينتصر له وقال متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم إمهاتهم أحراراً؟ وهو قبطي. فإذا الآن الحرية ليست مرتبطة بكونه مسلم أو ليس بمسلم فهو له حريته ومكفولة في الإسلام ويحافظ عليها بل إن لهم من الحقوق ما ليست من المسلمين وعلى المسلمين من الحقوق ما ليست عليهم بمعنى أنه مجرد أن يدفع شيء من المال يحفظ به شيئاً كثيراً جداً من حقوقه. ولهذا الجزية ليست عاراً ولا صغاراً إلا على من أذله الله ولكن هؤلاء المسالمون الجزية بالنسبة لهم أفضل لأنها تحمي لهم حقوقاً كثيرة جداً ولا يؤمر بالخروج للجهاد ولكن يؤمر بالدفاع عن البلد التي هو فيها إذا غُزيت ولا يؤمر بما يؤمر به المسلمون ولا تؤخذ منه زكاة هناك كثير جداً من اللاءات عندهم وعندهم كثير من الحقوق يمتلكها فهو عايش يعبد بديانته لا يسيئ إليه أحد، هذا هو الإسلام. إذا جاءت تطبيقات مخالفة لهذا فهذا خلل في المسلمين وليس في الإسلام. فأنظر لو طبقنا هذه الآية في أرض الواقع كم سنجني من الخير وكم سنجد أن الدولة تتقدم وتتسارع بدل ما نكون نعطي مصالح أشخاص نكون ننظر من المصلحة العامة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيرى:[/FONT][FONT="] إذاً هذه الآية فيها الحث على أن الإنسان يبادر إلى الشفاعة الحسنة وقد أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (إشفعوا تؤجروا) ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء يعني أنت ليس عليك أن تنجح شفاعتك إنما عليك أن تقوم بها وتؤدي دورك في إعانة أخيك المسلم وقضاء حاجته، كون قضيت الحاجة أو ما قضيت هذه قضية ليست عليك مثل قوله (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ (84) النساء) فانت تدل على الخير وتسعى فى قضاء حاجة إخوانك الذي يبقى حقيقةً هو أن على الشافع أن يتبين هل شفاعته حسنة؟ لأنك أحياناً قد تشفع في أمر يضر بالشرع ويدخلك في الإثم ويضر بمصالح الناس أو بالمصالح الخاصة ليس مصالح الناس كلهم مصالح أناس آخرين فالإنسان ينبغي له أن يتبين. مثال ذلك من يشفع في حد من حدود الله بعد ما وصل إلى السلطان لا يجوز "إذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع" لا يجوز الشفاعة في هذا الأمر بعد أن بلغت السلطان إسقاط حد من حدود الله لا يجوز.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] يبدو لي في قوله سبحانه وتعالى (يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ) فيها مسائل.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]* المسألة الأولى: كما قال الحسن البصري رحمه الله قال (الحسنة ما يجوز في الشرع والسيئة ما لا يجوز في الشرع) فقال الواحدي وغيره وكأن هذا قول جامع. يعني أن الشفاعة الحسنة هي أولاً أن تكون جائزة شرعاً كما تفضلت.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]* المسالة الثانية: هى ربما لا تكون ظاهرة في الآية ولا ينتبه لها وهى حسن الشفاعة يعني ممكن الآن الموضوع جائز شرعاً أن تشفع فيه لكن تذهب فتشفع بأسلوب غير حسن فلا تنفع صاحب الحاجة هذه ليست شفاعة حسنة، ولذلك يقولون أن الجاحظ جاءه رجل يطلب منه شفاعة كتابة لأحدهم أحد أصدقاء الجاحظ فكتب له الجاحظ هذه رسالتي إليك في أمر لا يهمني قضاؤه ولا يقرّبك مني المهم سواء قضيت هذه الحاجة أو لم تقضها فهذا لا يهمني وهذا الرجل صاحب الحاجة غير مهم، فذاك الرجل نظر إلى الموضوع أنه لا داعي ما دامت هذه الشفاعة ليست أمراً ضرورياً ولايهمك ولا صاحب الحاجة يهمك، الشاهد أنه احياناً أسلوبك في الشفاعة غير حسن وكذلك من يشفع شفاعة سيئة قد يكون الموضوع نفسه سيئاً ولا يجوز وقد يكون المقصود به سوء أسلوب الشفاعة. ولذلك الشفاعة يبدو لي أنها تستلزم الأمرين معاً أن يكون الأمر جائزاً في نفسه وأن يكون الأسلوب الذي تستخدمه فى الشفاعة حسن. ولذلك عن تجربة أرى أنه ليس كل أحد يصلح أن يشفع، بعض الناس يريد أن يشفع فيفسد يذهب إلى هذا الرجل ويقول إذهب إلى مثلاً مدرِّس ويزعم الطالب يقول أنه ضربني وأساء إليّ مدرس فيذهب إلى المدرس فيقول أنت لا تصلح للتعليم و أنت لا تصلح لكذا فيفسد من حيث أراد أن يصلح، ولذلك ينبغي أسلوب الشفاعة أن يكون أسلوب حسن وراقي وتأتي له بأسلوب مناسب حتى تثمر هذه الشفاعة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] ويكون أيضاً الشافع شخصاً يناسب ذلك المشفوع عنده، يعني أحياناً قد يكون المشفوع عنده لا يقبل هذا الرجل الشافع أصلاً لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً فكيف تستشفع به؟ فينبغي أن يستشفع بالشخص المناسب لدى المشفوع له.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] وهذا هو معنى الشفاعة لأن الشفاعة فى اللغة، ما هو معنى الشفاعة؟ الشفاعة هى عكس الفرد يعني هذا شفع وهذا وتر، فالشفع هو أنك تأتي بشخص آخر يؤيدك يعني أنت الآن كنت صاحب حاجة وام تُقضَ حاجتك بمفردك فجئت بشفيع شخص أخر يصبح معك زوج فيضم صوته إلى صوتك وطلبه إلى طلبك فتنقضي الحاجة بمثلاً لعلاقته بالمشفوع عنده أو مكانته عنده إلى آخره، هذا هو معنى الشفاعة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] في التفريق بين قوله (يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا) و (يَكُن لَّهُ كِفْلٌ) هل يبدو لكم شيء في الفرق بين النصيب والكفل؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] هى مرتبطة بقضية معنى، النصيب واضح ولكنها مرتبطة بالكفل والكفل قالوا هو ما يوضع على سنام البعير وعادة ما يكون متحركاً هذا الذى يوضع مما يدل على إزعاجه وثقله على البعير.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] يبدو لي أنه شيء إذا ركب الراكب على البعير يضمه شيء مع سنام البعير حتى يمسكه بشكل جيد إما أنه أشبه ما يكون بـ(أرأيتم الحبال التي يحتبي بها الرجل وهو جالس يعني يكاد يكون مثل حزام الأمان يمسك ظهرك مع رجلك حتى تكون مرتاحاً وأنت محتبي) واضحة الفكرة؟ فكذلك هذا الشيء الذي يوضع على سنام البعير مع الراكب فيكفله معه.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] هل هناك فرق بينهما؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] لا شك الظاهر أن هناك فرق بينهما، ولكن هل نستطيع أن نفرق، أنا أذكر قرأت قديماً[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] يعني ورد في قول الله عز وجل (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ (28) الحديد) فجاءت في موطن الخير أيضاً وهنا جاءت في موطن الشر.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] لا لكن هو المقصود معنى الإثقال أو الثقل من أثر هذه الشفاعة السيئة أو مثل ما ذكر الدكتور عبد الرحمن أنها تحوطه وتلزمه هذه الشفاعة السيئة كما يحوط ويلزم هذا الحبل.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] جميل [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] وبعض المفسرين يقول أنها تنوع فى اللفظ فقط يعنى لم يدقق بين الكفل والنصيب وقال هو تنوع فى اللفظ.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] وهو من مقاصد العرب في كلامها لئلا يستثقل قي السمع. (وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85)) مقيت هل هذا إسم من أسماء الله وما معناه؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] طبعاً معنى مقيت مقتدر (وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا) يعني مقتدراً[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] هذا قول.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] نعم هذا معنى من معانيه.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] أو حفيظاً وهذا أيضاً قول آخر.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] وقول أخر شهيداً وقول ثالث رازقاً أو رابع رازقاً مما ورد عن الضحاك الرزاق وقيل المقيت الواصب فهذا الإختلاف هل يمكن الجمع بينه أو يعتبر من إختلاف التنوع؟.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] في الحقيقة في أسماء الله عندنا أول جانب الجانب اللغوي في المعنى اللغوي ثم الجانب الثاني صلاحية هذا المعنى في السياق الذي وردت فيه والشيء الثالث صلاحية هذا المعني لله سبحانه وتعالى، يعني عندنا ثلاث مراحل[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]1. مرحلة النظر اللغوي.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]2. مرحلة النظر السياقي.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]3. الحال.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] يعني إن قلت وكان الله علي كل شئ مقيتاً وكان الله علي كل شئ قديراً فهو صحيح وتؤيده آيات أخرى إن الله على كل شئ قدير وكان الله على كل شئ قديراً وإن قلت وكان الله على كل شيء شاهداً وحفيظاً فكذلك السياق يقبله.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] السياق بالنسبة لهذه أظنه أكثر من (مقتدراً) والله أعلم لماذا؟ لأنه يقول (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا) الآن يتكلم عن الأجر وحسابه وكفل منها، ماذا يناسب هذا؟ الحسيب الحفيظ الشهيد والله أعلم.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] جميل، وهي فى اللغة كلها صحيحة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] قال الله عز وجل (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (86) النساء) أنا سأقف عند قوله (حُييتم) هنا أبهم الفعل ما قال إذا حياكم إخوانكم أو حياكم المؤمنون مما يدل علي أن التحية هنا مما صدرت؟ هي صدرت من مؤمن أو كافر من بر أو فاجر حُييتم أيّ تحية قال (فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) بدأ بالأحسن لماذا؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] لأن هذا توجيه القرآن فى كل المواضع حتى في قوله سبحانه وتعالى (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (53) الإسراء) توجيه عام فكيف إذا كان في التحية؟ فمن باب أولى، (فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) جوابي لسؤالك لماذا قال أحسن لأن هذا ينبغي للمؤمن أنه يتطلب الكمال في أخلاقه أليس كذلك؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] بلى.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] وهذا من تمام خلق المؤمن أن يكون دائماً يتعامل مع الناس بأحسن التعاملات يعني خذ عندك الآن على سبيل المثال بعض الكفار الآن نصارى أو يهود أو غيرهم يعرفون تحيتنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعضهم، فيأتي شخص نصراني يقول لك يا محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما هو المشروع لك في هذه الحالة ماذا تقول له؟ هل تقول وعليكم؟، هذا نصراني أم تقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] أنا أقول حالان[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]1. إن علمت أنه قالها وهو صادق في قولها وقالها باللفظ الصحيح يريد بها هذا المعنى فأنا أرد عليه كما أمر الله (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا).[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]2. أما إذا كان حاله كحال اليهود الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يحرّفون وينقصون من أجل أن ينتقصوا من قدر النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون السام عليك يا محمد فهنا يقال وعليك كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم (إذا حياكم اليهود أو سلموا عليكم فقولوا وعليكم أو وعليك) إنما تقال هذه عند من كان حاله كحال أولئك الذين يمكرون ويلوون ألسنتهم بالألفاظ حتى يروجوا بضاعتهم وينفثوا سمومهم. أما إن كان إنساناً سالم الصدر خليّاً من هذا كله يقولها من أجل أن يرضيك وهو ضعيف عندك فأنت رد عليه مثلها وأحسن منها.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] يعني هذه واضحة (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ) ولم يحدد المُحيِّ هل هو مسلم أو غير مسلم فدل على أنها عامة يدخلوا فيها، ولعل هذا من مفاتيح قلوب هؤلاء الذين يلقون التحية وهم ليسوا مسلمين. أما المسلم طبعاً فمن باب أولى لا نقاش فيه طبعاً أنه إذا حييت بتحيةٍ من أخيك المسلم فينبغي أن ترد بأحسن منها ولذلك للأسف الآن بعضنا تدخل على بعضهم وتقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيرد عليك ببرود شديد وعليكم السلام[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] هو مثلها يأخذ.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] أو بعضهم يقول أهلاً وسهلاً.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] أيضاً مرد، لا مقارنة بين هذه وهذه.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] هو لم يستجب لأمر الله في أنه حيَّا أو رد حتى بمثلها.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] في قضية (حُييتم) أنا أقول أنها ليست خاصة بالسلام طبعاً السلام هو تحية أهل الإسلام لكن إفترض أنه قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرددت عليه أنت وقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقال لك صباح الفل والورد مثلاً هذه أيضاً تحية فينبغي لك أنك ما تقول أنا حييته وأنتهيت، أيضاً تستمر في أن تحييه بأحسن تقول له مثلاً صباح الفل والورد والياسمين أهلاً بك وسهلاً حللت أهلاً ووطئت سهلاً يعني تأتي بعبارات التي هي أحسن, فكلمة (حُييتم) ما قال إذا سُلِّم عليكم فسلموا وردوا بأحسن منها.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] التحية أوسع وأبلغ.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] التحية أوسع ولذلك لو أن كافراً من الكفار ما قال السلام عليكم قال لك صباح الخير قل له صباح الخير يعني هي تحية.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] هذه الآن الأوامر تدخل في باب المكارم في السنن بمعنى أنه لو أن إنساناً مسلماً قال لك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قلت له وعليكم فأنت قد أجبت لكن لم تبلغ الكمال، وهذا أيضاً في المقابل يعني الشخص المقابل يجب أن يكون عنده نوع من العذر، هو صحيح أحياناً أنه قد يظهر من السياق نوع من التنقص لكن أحياناً تكون مشغولاً يعني مشغول شغلاً شديداً أو ذاهلاً أو أو إلى آخره فأنت تقول وعليكم وتكمل شغلك.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] لكن صدِّق يا دكتور مساعد الآن هذه الأشياء الذوقية البسيطة هذه مراعاتها من أهم الأشياء التي ينبغي أن يراعيها المسلم لأنها تؤثر في نفوس الناس، والله بعض الناس ربما يقع في نفسه لأنك مررت ولا سلّمت مثلاً من عنده و أنت ما كنت منتبه ولا كنت تعلم بأنه منتبه لك أو أنه ينتظر منك شيئاً.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] يحمل في نفسه.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد: [/FONT][FONT="]لا نختلف معك.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] فلا شك أنا معك ولكن الأولى بالمسلم وأنا أقولها لي ولإخواني الذين يشاهدوننا الآن أنه ينبغي مراعاة هذه التفاصيل في مراعاة النفسيات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وأهلاً وسهلاً والترحيب وإبتسامة في وجه أخيك المسلم هذا يبعث في نفسه من الإنشراح ومن المحبة أضعاف أضعاف ما تتصوره. طبعاً لو أنت جئت بعد ذلك وقلت معذرة أنا رديت عليك لأني كنت مستعجلاً أو كنت مشغولاً هذه خلاص تأتي بعد ذلك تحاول تصلح ما فسد – ترقعها كما يقولون، ولكن ما أجمل أن تراعيها دائماً يكون لك خلق دائم وتكون منتبهاً.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] لكن أنا أريد باب الإعذار وإن كنت أنا أتفق معكم.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] باب الإعذار واسع.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] هو لاشك لكن أقصد ماذا يعني مثلاً أضرب لك مثالاً أحد الناس يتصل على شيخ ليستفتيه فتوى تجده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم يا شيخ عساكم طيبين عسى الله أن يبارك في أعماركم، والشيخ ليس متفرغاً، أنا هذا قصدي قضية الموازنة في مثل هذه الأمور، وأن لا نتخذ أن ضعف الرد يدل على سوء في الطوية وإنما المقصود أن نقول هذا دخل في باب مكارم الأخلاق أول قضية بأحسن منها، إن لم ترد بالأحسن على الأقل ترد بمثلها لكن الأقل الذي لم يُذكر إن رد بأقل منها هذا هو أقل ما يكون.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] ترك الفضيلة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] ترك الفضيلة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] معذرة لي تعليق بسيط إستطراد، نحن عندنا في عاداتنا وتقاليدنا الآن في السلام والتحية قد أحياناً بعضنا يتذمر من التكلف في ذلك يعني مثلاً أنت جالس يا شيخ محمد في مجلس والمجلس هذا جلسة أرضية مثلاً أربعين أو خمسين شخص جالسين فيدخل شخص – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – ثم يبدأ يسلم عليكم واحداً واحداً ويصافحكم واحداً واحداً وإذا جاء عند الشخ مساعد جلس ولازم يقبل رأسه وهذا يمتنع، متى يخلّص؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] صارت قصة!.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] صارت قصة! تأخذ لك ربع ساعة عشر دقائق حتى يخلص، وينتهي يبدأ واحد ثاني وهكذا، ولذلك ألاحظ وأنتم تلاحظون في المجالس نقع في حرج، يعني مثلاً نأتي في مجلس فيقولون لو تتكلم يا شيخ محمد أعطينا كلمة يبدأ بسم الله الرحمن الرحيم فيأتي واحد – السلام عليكم – يقطع الحديث ويبدأ يسلم، أنا أقول وأحياناً يسألونك بعض الناس ما رأيكم يا شيخ وما هو الحكم في مثل هذا الوضع؟ فقلت والله يا إخواني هذه عادات وتقاليد أحياناً التحية والسلام والمصافحة طبعاً كلها تبعث على السرور لكن تعالوا واحد دخل الآن قلنا له لو سمحت إجلس حيث إنتهى بك المجلس فغضب وقال هؤلاء لا يحبون أن أسلم عليهم وأنا لي فترة طويلة لم أسلم عليهم إلى آخره، فأنا في تصوري أن مراعاة عادات الناس وتقاليدهم مهمة جداً في هذا لكن أنا أتمنى أنا عن نفسي أننا نكون بسطاء في مثل هذا الجانب نحن والله متعبين في هذا الجانب السلام والتقبيل وتقبيل الرأس وأيضاً كثرة السؤال كيف حالكم؟ وما أخباركم؟ وطيبين يكررها يمكن ثلاثة وعشرون مرة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] أبو عبد الله أنت أشرت إلى قضية أشار إليها بعض المشايخ وهي الفرق بين السلام والمصافحة نحن نجعلهما شيئاً واحداً وهذا خطأ فالسلام هو المشروع دخلت مجلساً تسلم تقول السلام عليكم، أما قضية المصافحة فإنها مشروعة عند الملاقاة قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا إلتقى المسلمان فتصافحا تحاتت خطاياهما كما يتحاتّ ورق الشجر) قال شيخنا الشيخ إبن عثيمين (إنما تشرع المصافحة عند اللقيا واللقيا هي أن تلتقي مع أخيك في طريق أو في شارع أو في مكان أما أنك ترد على مجلس فتمر عليهم تصافحهم واحداً واحداً قال هذا لا نعرفه وما سمعناه وما رأيناه إلا في هذا الزمن المتأخر وبعض الناس يرى أنه قُربة حتى أني مرة قلت للناس يا إخواني هذا غير مشروع فقالوا كيف السلام غير مشروع أين أنت؟ تتكلم في ماذا؟ يعني أعلينا تلعب؟! فقلت لهم السلام مشروع ومأمور به لكن المصافحة تشرع عند اللقيا، المهم جلست وقتاً وأنا أفصل بين السلام والمصافحة، المصافحة شيء آخر ولذلك لاحظ معي كان الناس فيما مضى وهذا ما أشرت إليه يادكتور عبد الرحمن يدخل الإنسان فيقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم يجلس ولا زالت موجودة عند قبائل العرب يقولون السلام كلام.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] أو النظر سلام.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] نعم أو النظر مثلاً سلام ثم يجلسون لماذا؟ لأنهم يعلمون أنه هناك مشقة بالغة خصوصاً عندما يكون المجلس أرضياً تقوم أحياناً أربعين مرة فإذا كنت أول من جاء في المجلس.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] لهذا هو الأفضل هو أن تكون المصافحة بعد النهوض.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] يعني إذا أرادوا، لكن المشروع أن تقول السلام.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] أحياناً تريد أن تسلم على شخص بعينه فبدلاً من أن تمر على الجميع تذهب إليه بعد إنتهاء المجلس وتسلم عليه.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] ولذلك يقولون يُشرع السلام على الحاضرين وأن يخص العالم أو الكبير بالتحية يقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – سلمت قال مسّاك الله بالخير يا فضيلة الشيخ أو أحسن الله إليك أو كذا تخصه بالتحية تقديراً له وإجلالاً ثم يجلس لأننا لو ما عملنا هذا:[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]1. أصابتنا المشقة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]2. إنقطع المجلس لأنه كلما أردت أن تتحدث جاء ما يقطع.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]طيب في قوله (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) النساء) أنا أقول أن هذا جاء بعد الأمر بالتحية ليبين أن هذه الدقائق لها قدر عند الله عز وجل وأنها من الأجر العظيم ويؤكد هذا الحديث الوارد (لما جاء رجل فدخل فقال السلام عليكم قال النبي صلى الله عليه وسلم وعليكم السلام عشرٌ ثم جاء الآخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال السلام عليكم ورحمة الله عشرون ثم جاء الثالث وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ثلاثون) يعني ثلاثون حسنة مما يؤكد أن هذه محصاة عند الله سبحانه وتعالى ومحسوبة فإياكم أيها المؤمنون أن تتهاونوا بها.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] وهذا أيضاً نرجع مرة أخرى إلى قضية (وترجون من الله ما لا يرجون) أن كل أعمالنا مرتبطة بالأجر الأخروي فمثل هذه الدقائق كما ذكرتم قبل قليل تجد الله سبحانه وتعالى رتّب عليها الأجر وجعلها كما قال (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) طبعاً إذاً نرجع إلى قضية (كان) التي قلنا ترددت كثيراً في أيّ سورة؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] النساء.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] وفي القرآن أيضاً.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] نعم لكن في هذه السورة سبحان الله نلاحظ أنها بكثرة بهذه الصيغة (إن الله كان) (وكان الله).[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] وأيضاً لاحظوا نحن ولله الحمد نختم بها هذه الفائدة لأن الوقت أصبح قصيراً أنك تقول لو سلمت على الشخص الواحد السلام عليكم وهو يقول وعليكم السلام وإذا سلّمت على الجماعة تقول السلام عليكم وهم أيضاً يقولون وعليكم السلام ولذلك كان يقول النخعي: إذا سلمت على الواحد فسلم عليه بلفظ الجماعة فإن معه الملائكة.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] الله أكبر!.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. مساعد:[/FONT][FONT="] لا تقل السلام عليك.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الشهري:[/FONT][FONT="] لاتقل السلام عليك أو سلام عليك وإنما قل السلام عليكم، أنظروا إلى مراعاة الإسلام لهذه التفاصيل في السلام وفي رد السلام وفي التحية ومراعاة ذوقيات النفوس والمشاعر والأحاسيس التي بين المسلمين ثم يأتي من يقول اليوم أن الإسلام لا يراعي فن الإتيكيت أو فن العلاقات العامة في حين أنه إعتنى بها أشد العناية ولكن نحن قد فرّطنا فيها، لعلنا نختم.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]د. الخضيري:[/FONT][FONT="] الحقيقة الآيات ثرية وفيها أشياء كثيرة جداً وفي الخواطر أشياء أيضاً كثيرة لكن كما يقال يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ونحن نتكئ على فهم إخواننا المشاهدين في أنهم لا يتوقفون عند ما وصلنا إليه بل يزيدون ويتأملون ويتدبرون. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم وإخواننا المشاهدين من المتدبرين وبهذا نختم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]