حلقات برنامج بينات للعام 1432 هـ - فيديو ونص

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ترتيب حلقات برنامج بينات 1432

الحلقة السَّابعة : الآية (80-81

الحلقة الثامنة: الآية (82

الحلقة التاسعة الآية (82-83

الحلقة العاشرة: الآية (83-84

الحلقة الحادية عشر: الآية(84-86

الحلقة الثانية عشر: الآية (87-88)


والله أعلم
 
أختي أم عبد الباري حفظك الله ورعاك، هذه التقسيمات ليست أيضاً هي التي نقحت على أساسها الحلقات فإليك ما عندي بحسب الحلقات المرفوعة على قناة الملتقى وكذلك التي رفعتها أختي الفاضلة أم الحارث في هذه المشاركة:
الحلقة السادسة: من الآية 78 إلى الآية 79
الحلقة السابعة: من الآية 80 إلى الآية 81 - تم تفريغها وتنقيحها وهي مطابقة لترقيم الحلقة في روابط الفيديو
الحلقة الثامنة: من الآية 82 إلى الآية 83 (الحلقة المفرغة التي وصلتني ليس هي الحلقة الثامنة الموجودة في قناة الملتقى فيديو)
الحلقة التاسعة: من الآية 83 إلى الآية 84 (بحسب ما وصلني من حلقات مفرغة) - تم تفريغها وتنقيحها
الحلقة العاشرة: من الآية 87 إلى الآية 88 (بحسب ما وصلني من حلقات مفرغة) - تم تفريغها وتنقيحها
الحلقة الحادية عشر: من الآية 89 إلى الآية 91 (بحسب ما وصلني من حلقات مفرغة) - تم تفريغها وتنقيحها

بينما ما دونته عندي خلال عرض الحلقات في شهر رمضان
الحلقة 11 والتي عرضت بتاريخ 13 رمضان تناولت الآيات 84 و85 من السورة وقدّمها الدكتور محمد الخضيري حفظه الله.
ويفترض أن تكون الحلقة التي قبلها وهي الحلقة العاشرة بتسلسل العرض هي التي تناولت الآيات 82 و83 (أفلا يتدبرون القرآن) وهذه هي الحلقات المفقودة والتي أظنها سببت المشكلة مع ترقيم الحلقات.
لا أدري ماذا نفعل ولكن أتمنى أن تستمروا بالتفريغ بحسب العناوين الموجودة في الحلقات في قناة ملتقى أهل التفسير وعند إرسالها أرساوا لي الرابط وعندما نحصل على الحلقات الناقصة أعيد تسمية الحلقات بعنوانها الصحيح وكذلك نعدل عناوين روابط الحلقة المرئية إن شاء الله.
لذا سأتوقف عن رفع أي من الحلقات المفرغة الآن إلى أن تتضح الأمور ونحصل على الناقص من الحلقات بإذن الله تعالى فاصبروا معي قليلاً حتى نعيد تسلسل الحلقات ونرفعها لكم بالترتيب إن شاء الله تعالى.
 
حفظك الله أم الباري وشكر لك أن صح هذا التقسيم منك فيكون إذن تفريغي للحلقة العاشرة هي الحلقة 12 والحلقة الحادية عشر التي فرغتها هي 13 ــــ لعل أختي الكريمة سمر تجري تحديث آخر بأرقام الآيات وتنظيم الحلقات بالترتيب مع الأخوات المفرغات,,بارك الله بالجهود ونفع بها..
 
جزاك الله خيراً،،كان إرسالنا للرد بوقت واحد ورأيت مشاركتك بارك الله فيك وآثابك..
 
أختي الفاضلة أم الحارث أرجو التأكد من تسلسل الحلقات فعلى ما يبدو بين الحلقة السابعة والحلقة الثامنة هناك حلقة مفقودة وهي الحلقة التي تتحدث عن الآية (أفلا يتدبرون القرآن) فهل بالإمكان التأكد منها بارك الله بك؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
البرنامج لم يبث لثلاث أيام في رمضان أيام الثامن والتاسع والثاني عشر.
وقد رتبت الحلقات بناء علي تسلسلها وليس كما بثت.
هناك خظأ حدث مني وهو أن الحلقة العاشرة
{تأملات في سورة النساء من الايات 84 -86} - 13 رمضان 1432 - 13 08 2011
لم أرفعها ولذلك حدث خطأ في التسلسل وقد تم تداركه بفضل الله.
تم إعادة ترتيب الحلقات ووضع أرقام الايات في الحلقة وكذلك تاريخ البث ليسهل التفريغ.
جاري رفع باقي الحلقات وسيتم وضعهم قريبا.
بارك الله فيكم
 
شكر الله لك أختي الفاضلة أم الحارث على هذا التوضيح ولعلي أطلب من جميع الأخوات المشاركات معنا أن يتابعن الحلقات من الرابط التالي حتى لا يحصل أي التباس في الأمر:
http://www.youtube.com/playlist?list=PL714BA71E02C652FC&feature=viewall
وسأعيد حصر الحلقات التي وصلتني والآيات التي تحدثت عنها وأرى أين الحلقات الناقصة تحديداً ثم أضعها في جدول جديد ونستكمل على أساسها.
بارك الله بالجميع وعذراً على هذا الخلل ولعل قناة المجد على عادتها تعيد بث البرنامج بعد رمضان فنتابع الحلقة متسلسلة بإذن الله وإن وجدنا أن هناك بعض الحلقات لم ترفع يمكننا طلبها من القناة عن طريق مشرفنا الفاضل د. عبد الرحمن وقد أخبرته بالأمر وهو على استعداد لتزويدنا بأية حلقة ناقصة إن شاء الله.
 
أرجو من الأخت الفاضلة أم الحارث أو أحد المشرفين الأفاضل حذف المشاركة (تفريغ الحلقة العاشرة من برنامج بينات) الموجودة في هذه المشاركة لأنه تبين عند تنقيحها وجود عدد من الأخطاء وستم رفعها ثانية بتسلسل الحلقات بعد أن أنتهي من الحلقات التي تسبقها إن شاء الله وأعتذر للأخت مشاعل على حذف الحلقة التي رفعتها مباشرة.
 
بحسب الرابط على اليوتيوب هذه عناوين الحلقات والايات التي تحدثت عنها كما ظهرت في بداية الحلقة:

الحلقة الأولى - الآيات 71 إلى 73 - تم تفريغها ورفعها
الحلقة الثانية - الآيات 73 - 74 - تم تفيغها ورفعها
الحلقة الثالثة - الآيات 75 - 76 - تم تفريغها ورفعها
الحلقة الرابعة - الآيات 75 - 76 - تم تفريغها ورفعها
الحلقة الخامسة - الآيات 77 - 78 - تم تفريغها ورفعها
الحلقة السادسة - الآيات 78 - 79 -
الحلقة السابعة - الآيات 80 - 81 - تم تفريغها وتنقيحها
الحلقة الثامنة - الآيات 83 - 84 - (من هنا يبدأ الخلل في عناوين الحلقات فهذه الحلقة يجب أن يسبقها حلقة أو حلقتين تتحدث عن الآية 82 والحلقة التي وصلني تفريغها من الأخت الفاضلة أم عبد الباري بعنوان الحلقة الثامنة تتحدث عن الآيات (82 إلى 83)
الحلقة التاسعة - الآيات (83 - 84) - تم تفريغها وتنقيحها - هذه الحلقة أذيعت بتاريخ 11 رمضان وقمت بتفريغها مباشرة خلال عرضها على قناة المجد وهي مطابقة للرابط الموجود.
الحلقة العاشرة - الآيات (84 - 85) - لم يتم تفريغها لأن الحلقة التي وصلني تفريغها من الأخت مشاعل بعنوان الحلقة العاشرة هي للآيات 87 إلى 88 - فأرجو من الأخوات تفريغ هذه الحلقة برابطها الموجود على قناة اليوتيوب وهو:
http://www.youtube.com/watch?v=Bg42DXdQIdQ&feature=related

الحلقة 11 - الآيات (87 - 88) - هذه تم تفريغها على أنها الحلقة العاشرة
الحلقة 12 - الآيات (89 - 91) - هذه تم تفريغها على أنها الحلقة الحادية عشر

ومن موقع الطريق إلى الله هذا الرابط لحلقة تتحدث عن الآيات (83 - 84) غير التي تم تفريغها ولعل المشايخ الكرام تحدثوا عن هاتين الآيتين في أكثر من حلقة لذا أرجو من الأخوات الكريمات تفريغ هذه الحلقة من هذا الرابط بارك الله بكن ثم أعيد ترتيبها بعد أن تصلني مع باقي الحلقات:
http://ia600701.us.archive.org/31/items/Majd_10ramadan/bainat10.mp3

من موقع الطريق إلى الله هذه الحلقة تتحدث عن الآيات (84 -85) على هذا الرابط
http://ia700704.us.archive.org/12/items/Majd_13ramadan/bainat13.mp3
وهذه الحلقة هي عندي بحسب تسلسل الحلقات التي عرضت وقد كنت بدأت تفريغ جزء منها مباشرة خلال العرض الأول للحلقة أنها الحلقة رقم 11 وعُرضت يوم 13 رمضان وهي ليست ضمن الحلقات المرفوعة على اليوتيوب فأرجو من الأخوات تفريغها إذا أمكن وأنا أعيد ترتيبها مع باقي الحلقات إن شاء الله تعالى.


هذا ما تمكنت من جمعه بعد متابعة الروابط على الموقعين يبقى هناك حلقة أو حلقتين كما أظن مفقودتين وتتحدثان عن الآية 82 و83 (أفلا يتدبرون القرآن) لأني أذكر أنه تم الحديث عن هذه الاية في حلقتين فأرجو من د. عبد الرحمن الشهري إذا أمكن أن يحصل لنا على تسجيل هذه الحلقات حتى نقوم بتفريغها ورفعها مع باقي الحلقات بإذن الله تعالى.
إن شاء الله أستكمل التأكد من باقي الروابط والآيات التي تتحدث عنها كل حلقة قريباً ومن كانت ترغب من الأخوات مساعدتي في ذلك أكون شاكرة لها ومقدرة وداعية لها بكل خير.
 

الحلقة الثامنة: الآية (82

الحلقة التاسعة الآية (82-83


أختي الكريمة أم عبد الباري أين أجد رابط هاتين الحلقتين بارك الله فيك؟ لقد بحثت عنهما في موقع الطريق إلى الله فلم أجدهما، هاتان هما الحلقتان المفقودتان على ما يبدو لي والله أعلم.
شاكرة ومقدرة تعاونك
 
أختي الكريمة أم عبد الباري أين أجد رابط هاتين الحلقتين بارك الله فيك؟ لقد بحثت عنهما في موقع الطريق إلى الله فلم أجدهما، هاتان هما الحلقتان المفقودتان على ما يبدو لي والله أعلم.
شاكرة ومقدرة تعاونك

أختي الفاضلة سمر
هل يمكن مراجعه هذا الرابط وتخبرينبي هل هذه الحلقة المفقوده
http://almajdtv.tv/default.aspx?No=2869&type=2

وكذلك مراجعة هذا الرابط
http://almajdtv.tv/default.aspx?No=291&type=1
 
جزى الله الأخوات جميعاً خير الجزاء
وأمّا الحلقة الثامنة فهي تتحدَّت عن آية التدبُّر (82) وقد أرسلت تفريغ الحلقة لكم بارك الله فيكم،
أمّا بالنسبة لرفع الحلقة فلم أتمكن من رفعها على مركز التّحميل
وأما الحلقة التاسعة فهي تتمة تفسير آية التدبر 82 ويليه تفسير للآية 83 (الجزء الأول)
وإليكم رابط الحلقة التاسعة - نفع الباري بالأخوات الإسلام والمسلمين-

http://www.way2allah.com/khotab-item-47230.htm
 
شكر الله لك أختي الفاضلة أم الحارث وأم عبد الباري على المتابعة.
الرابط الأول الذي أشرت إليه أختي أم الحارث هو رابط الحلقة الثامنة التي قامت بتفريغها الأخت أم عبد الباري حفظها الله تعالى وهي ليست موجودة في الحلقات على اليوتيوب فيمكنك إضافتها على أنها الحلقة الثامنة.
والرابط الثاني الذي أرسلته الأخت الفاضلة أم عبد الباري هو للحلقة التاسعة ويبدو من سياق الحديث أنها مباشرة بعد الحلقة الثامنة وهي غير الحلقة التاسعة التي قمت بتفريغها إذن هذا الرابط
http://www.way2allah.com/khotab-item-47230.htm
هو للحلقة التاسعة من البرنامج (الآيات 83- 84) وهذه لم يتم تفريغها بعد لأنها لم تكن موجودة على اليوتيوب

أما الحلقة التاسعة الموجودة على قناة الملتقى فيجب أن يعاد تسميتها (وهذه قد قمت بتفريغها وهي أيضاً تتحدث عن الآيات 83 - 84 لكنها مختلفة عن الحلقة التي أشرت إليها سابقاً بعنوان الحلقة التاسعة) وهي باقي الحلقات لأن عناوينها قد اختلفت الآن. لذا أنصح بعدم إضافة أية حلقة قبل أن نعيد تسمية الحلقات الموجودة عندنا بما يتناسب مع الآيات وتسلسلها.

من خلال الاطلاع على الحلقات من موقع قناة المجد أرى أن يعاد رفع الحلقات بناء على ترقيم القناة لهم لأنها تبدو متسلسلة وقد رفعوها بناء على يوم عرضها ويظهر الأيام التي لم تعرض فيها حلقة جديدة ويبدو لي أن هذا الترقيم والحلقات هي الأصح ومتسلسلة بشكل صحيح والله أعلم.
 
شكر الله لك أخي الفاضل حمد ولكن هذه الفائدة ليست من عندي وإنما من د. محمد الخضيري على ما أذكر وما أنا إلا بناقلة لكلام العلماء الأفاضل.
بارك الله بك
 
أختي الفاضلة أم الحارث شكر الله لك رفع الحلقات الناقصة من البرنامج لكن لدي سؤال الحلقة الثامنة التي تمر رفعها منذ يومين مدتها فقط 26.57 دقيقة فهل هذه هي النسخة الوحيدة المتوفرة؟ الحلقات كلها حوال 40 دقيقة تقريباً لكن هذه أقصر بكثير من باقي الحلقات
 
أختي الفاضلة أم الحارث شكر الله لك رفع الحلقات الناقصة من البرنامج لكن لدي سؤال الحلقة الثامنة التي تمر رفعها منذ يومين مدتها فقط 26.57 دقيقة فهل هذه هي النسخة الوحيدة المتوفرة؟ الحلقات كلها حوال 40 دقيقة تقريباً لكن هذه أقصر بكثير من باقي الحلقات
للاسف نعم هذه هي النسخة الوحيدة المتاحة
أرجو منكم الانتظار لانني أعيد ترتيب الحلقات الترتيب الصحيح ورفع باقي الحقات وسيتم الانتهاء منهم غدا ان شاء الله وبعدها سأضع كل الحلقات بالتريتب الصحيح
بارك الله فيكم
 
بارك الله جهودكم أخواتي الكريمات سمر وأم عبد الباري و أم الحارث ومشاعل وجميع الأخوات المشاركات في التفريغ ..
ارغب المشاركة معكن في هذا العمل .. فأرجو منك أختي سمر تزويدي بعنوان حلقة حبذا مع رابطها حتى اقوم بتفريغها وحتى لا أفرغ حلقة قد فرغتها الأخوات من قبل ..
شاكرة لكن حسن تعاونكن ..
 
مرحباً بك أختي الكريمة راجية الفردوس وشكر الله لك هذه المسارعة والمسابقة في الخيرات.
ما زالت الأخت الفاضلة أم الحارث تعمل على رفع الروابط لأنه كان فيها الخلل لذا إن كنت تريدين البدء فأنصح بأن تبدأي في الحلقات الأخيرة كالحلقة 26 أو 25 أو 24 أو 23 وروابطها هي:
الحلقة 23:
http://www.youtube.com/watch?v=lw6OC_1Ixkk
الحلقة 24
http://www.youtube.com/watch?v=ufTLp4MmKBM
الحلقة 25
http://www.youtube.com/watch?v=uO_BnJ9H1XY
الحلقة 26
http://www.youtube.com/watch?v=XhCa7S7Wmg8

نفع الله بك وجزاك خيراً ليتك أختي تحددين أي حلقة ترغبين بتفريغها لأضيف اسمك إلى جدول التفريغ بإذن الله تعالى مع شكري وتقديري وامتناني لك ولجميع الأخوات الفاضلات معنا في هذا المشروع المبارك
 
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة راجية الفردوس على مشاركتك معنا في هذا المشروع الطيب وتقبل عملك خالصاً لوجهه الكريم.
تحديث جدول التفريغ:


الحلقة الأولى - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة الثانية - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الثالثة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الرابعة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الخامسة - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة السادسة - الأخت راجية الهدى -
الحلقة السابعة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة الثامنة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة التاسعة - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ -
الحلقة العاشرة - مشاعل - تم التفريغ والرفع -
الحلقة 11 - مشاعل - تم التفريغ -
الحلقة 12 - أم عبد الباري -
الحلقة 13 - أم عبد الباري -
الحلقة 14 - أم عبد الباري -
الحلقة 15 - أم عبد الباري -
الحلقة 16 - أم عبد الباري -
الحلقة 17 - أم عبد الباري -
الحلقة 18 - أم عبد الباري -
الحلقة 19 - أم عبد الباري -
الحلقة 20 - أم عبد الباري -
الحلقة 21 -
الحلقة 22 -
الحلقة 23 -
الحلقة 24 -
الحلقة 25 - راجية الفردوس -
الحلقة 26 - راجية الفردوس -
الحلقة 27 -
الحلقة 28 -
الحلقة 29 -
الحلقة 30 -
 
تحديث جدول التفريغ:

الحلقة الأولى - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة الثانية - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الثالثة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الرابعة - سمر الأرناؤوط- تم التفريغ والرفع
الحلقة الخامسة - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ والرفع
الحلقة السادسة - الأخت راجية الهدى -
الحلقة السابعة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة الثامنة - الأخت أم عبد الباري - تم التفريغ -
الحلقة التاسعة - سمر الأرناؤوط - تم التفريغ -
الحلقة العاشرة - مشاعل - تم التفريغ والرفع -
الحلقة 11 - مشاعل - تم التفريغ -
الحلقة 12 - أم عبد الباري -
الحلقة 13 - أم عبد الباري -
الحلقة 14 - أم عبد الباري -
الحلقة 15 - أم عبد الباري -
الحلقة 16 - أم عبد الباري -
الحلقة 17 - أم عبد الباري -
الحلقة 18 - أم عبد الباري -
الحلقة 19 - أم عبد الباري -
الحلقة 20 - أم عبد الباري -
الحلقة 21 -
الحلقة 22 -
الحلقة 23 -
الحلقة 24 - محبة الإسلام -
الحلقة 25 - راجية الفردوس -
الحلقة 26 - راجية الفردوس -
الحلقة 27 -
الحلقة 28 -
الحلقة 29 -
الحلقة 30 -
 
نداء للأخت راجية الهدى حفظها الله أن تتواصل معي بخصوص الحلقة السادسة التي أخذت تفريغها إت حال بينها وبين التفريغ حائل فأرجو أن تبلغني لأضع الحلقة للتفريغ من جديد فقد صار لدي عدد من الحلقات المفرغة والمنقحة أحتاج لرفعها لكني أنتظر الحلقة السادسة حتى لا يختل تسلسل الحلقات المرفوعة. بارك الله بالجميع ونفع بكن
وصل تفريغ حلقتين من الأخت أم عبد الباري (لم أضع رقم الحلقات إلى أن نصحح ترقيم الحلقات في الجدول)
الآيات (92 - 93)
الآيات (93 - 94)
 
عملكم الرائع نموذج للعمل الجماعي التعاوني المنظم ، أسأل الله أن يبارك لكنّ في الوقت والعمل ، وأن يحسن إليكن كما أحسنتم إلينا بتفريغ هذه الحلقات ، ونسأل الله أن يتقبل منكنَّ .
 
بعد الاطلاع على الحلقات ومقارنة التفريغ بالروابط المرئية من موقع قناة الملتقى هذا تحديث للجدول وفيه عرض للحلقات وروابطها المرئية
[FONT=&quot]الحلقة 1- تأملات في الآيات (71 – 73) - تم تفريغها ورفعها
[/FONT]

[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الاولي رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]الحلقة الثانية – تأملات في الآيات (73 – 74) [/FONT][FONT=&quot]- تم تفريغها ورفعها[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامح بينات الشيخ الشهري الحلقة الثانية رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]

[FONT=&quot]الحلقة الثالثة – تأملات في الآيات (75 – 76) [/FONT][FONT=&quot]- تم تفريغها ورفعها[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الثالثة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]

[FONT=&quot]الحلقة الرابعة – تأملات في الآيات (75 – 76) [/FONT][FONT=&quot]- تم تفريغها ورفعها[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الرايعة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]

[FONT=&quot]الحلقة الخامسة – تأملات في الآيات (77 – 78) [/FONT][FONT=&quot]- تم تفريغها ورفعها[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الخامسة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]

[FONT=&quot]الحلقة السادسة – تأملات في الآيات (78 – 79) (لم يصلني تفريغها بعد من الأخت راجية الهدى)
[/FONT]

[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة السادسة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]


[FONT=&quot]الحلقة السَّابعة: تَأَمُّلات في الآية (80-81) - تم تفريغها [/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة السابعة رمضان 1432‬‎ - YouTube


[FONT=&quot]الحلقة الثامنة - تأمُّلات في الآيات (82-83) - تم تفريغها[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الثامنة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]


[FONT=&quot]الحلقة التاسعة – تأملات في الآيات (83 – 84) (لم يتم تفريغها بعد)
[/FONT]

[FONT=&quot]رابط الحلقة [/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة التاسعة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]


[FONT=&quot]الحلقة العاشرة – تأملات في الآيات (83 – 84) - تم تفريغها
[/FONT]

[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة العاشرة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]


[FONT=&quot]الحلقة 11 – تأملات في الآيات (84 – 86) - (لم يتم تفريغها بعد)
[/FONT]

[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الحادية عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]

[FONT=&quot]الحلقة 12- تأملات في الآيات (87 – 88) - تم تفريغها
[/FONT]

[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات اشيخ الشهري الحلقة الثانية عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]الحلقة 13 - تأملات في الآيات (89 – 91) - تم تفريغها
[/FONT]

[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الثالثة عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]


[FONT=&quot]الحلقة الرابعة عشر: تأمُّلات في الآيات (92-93) - تم تفريغها[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الرابعة عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube

[FONT=&quot]الحلقة الخامسة عشر: تأملات في الآيات (93-94) - تم تفريغها[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الخامسة عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube
 
شكر الله لكم مشرفنا الفاضل هذا المرور وهذا التشجيع وتقبل دعاءكم وتقبل منكم جميعاً هذا البرنامج. وعذراً على التأخر في رفع الحلقات المفرغة وذلك حرصاً على التأكد من اكتمال الحلقات وروابطها حيث كان هناك بعض الخلل تم إصلاحه والحمد لله.
 
يبدو أنه حصل لبس في اسم الأخت التي أخذت تفريغ الحلقة السادسة فقد كنت أظنها الأخت الفاضلة راجية الهدى لكنها تواصلت معي لإبلاغي أنها ليست من أخذ الحلقة فأعتذر منها أشد الاعتذار على إلحاحي عليها بالحلقة وهي لا تعلم عن هذا شيئاً.
المشكلة أني لا أجد اسم الأخت التي أخذت الحلقة للتفريغ لذا أرجو ممن وعدت بتفريغ الحلقة السادسة أن تتواصل معي على الخاص وإن كان لديها ظروف خاصة حالت دون اتمام التفريغ فأرجو إبلاغي لأعيد توزيع الحلقة أو أقوم بتفريغها إن لم يتقدم أحد لذلك.
أكرر اعتذاري للأخت راجية الهدى وربما هذه أحد سلبيات التسجيل بأسماء مستعارة لأن كثير منها يتشابه فلدينا راجية الهدى وطالبة الهدى وراجية الرحمن وغيرها. وربما تكون الأخت طالبة الهدى هي المعنية بالأمر لكني لن أجزم هذه المرة خشية الوقوع في لبس آخر لذا أرجو أن تتواصل معي الأخت التي تعهدت بتفريغ الحلقة السادسة بارك الله بالجميع
 
جزاك الله خيراً أختي الفاضلة أم لحارث على رفع كل الحلقات وإن شاء الله نستكمل تفريغها في أقرب وقت ونرفعها لتنشر وتعم الفائدة. جزى الله مشايخنا الفضلاء خيرا على هذه الحلقات القيمة الثرية وزادهم علماً وتقبل منهم
 
هذا ما تم تفريغه وتنقيحه إلى الآن ونستكمل معكم الحلقات:

[FONT=&quot]الحلقة السادسة – تأملات في الآيات (78 – 79)[/FONT]
[FONT=&quot](أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79))[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة السادسة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون في برنامجكم بينات. كنا وقفنا في اللقاء الماضي في سورة النساء عند قوله تعالى (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) وكنا نتحدث مع الإخوة عن هذه الآيات العظيمة وما فيها من المعاني والدلالات وتوقفنا عند قوله تعالى (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) وقلنا أن هذه الآية يمكن أن تناظر بقول الله تعالى (إن فإنه ملاقيكم) في إشارة أن الإنسان بطبيعته وفطرته مفطور على عدم حب الموت والفرار من الموت والحرص على الحياة ولكن المؤمن الذي ازداد يقينه بما عند الله سبحانه وتعالى كما في الآية قبلها (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) فإنه لا يخاف من الموت لكنه يحب لقاء الله كما أن الله سبحانه وتعالى يحب لقاء عبده المؤمن. فالله هنا يقول لهؤلاء الذين يريدون تأخير فرضية الجهاد كما يقول الله سبحانه وتعالى عنهم هنا في قوله ([/FONT][FONT=&quot]وق[/FONT][FONT=&quot]الُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) فالله سبحانه وتعالى يريد أن يقول للمسلم ويقول للمؤمن ويقول للناس أجمعين أن الأجل الذي كتبه الله لك لن يتأخر ولن يتقدم، لن يعجّل بموتك دخولك في معارك ولذلك خالد بن الوليد رضي الله عنه من أشهر الصحابة الذين اشتغلوا بالمعارك والحروب في الجاهلية وفي الإسلام ومات على فراشه! وقال في مرض موته والله ما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء. ولذلك العرب في الجاهلية وفي الإسلام كانوا يتفاخرون أنهم لا يفرّون من القتال وأنه لا تقطر الدماء إلا على أقدامهم ولا تقطر على أعقابهم لما قالوا[/FONT]
[FONT=&quot]ولسنا على الأعقابِ تدمى كُلومنا ولكن على أقدامِنا تقطُر الدِما[/FONT]
[FONT=&quot]ويقول[/FONT]
[FONT=&quot]تأخّرتُ أستبقي الحياة فلم أجد لنفسي حياةً مثل أن أتقدّما[/FONT]
[FONT=&quot]فالله سبحانه وتعالى يريد أن يرسِّخ في نفس المؤمن هذا المعنى وأنه ينبغي على المسلم أن يبادر إلى الجهاد. ولذلك في الآيات عندما قال الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ) وقلنا أن النفير فيه هذا المعنى وهو المبادرة والاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى. فيقول هنا (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) أنه مهما تحصّن الإنسان بالقصور أو بالحُجّاب أو بالحَرَس فإن هذا لا يمنعه من الموت. ولذلك فالمحصّلة التي ينبغي أن يستنبطها المسلم من هذا أنه ينبغي على الإنسان أن يبادر إلى الجهاد ويبادر إلى عمل الخير ويبادر إلى ما أمره الله سبحانه وتعالى به طلباً لما عند الله سبحانه وتعالى في الآخرة ولا يفتّ في عَضُدِه خوفٌ من نقص أَجَل أو فوات رزق فإن الله سبحانه وتعالى لن يظلمه فتيلاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قوله (وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ) هذه المقالة من المقالات التي تقاطر عليها الكفار في كل زمان وهو أنهم يختبرون الدعوة وصحّتها بما يأتيهم من الرزق وما يأتيهم من الخَصْب وما يكون لهم من رَغَد العيش وإذا جاءهم أمر آخر نسبوه إلى هذا الشيء الذي هم يستريبون فيه أو لم تطمئن قلوبهم به. فهم يتطيّرون ويجعلون الطيَرة أنه إن جاءهم حسنة قالوا هذه من عند الله وهذا من غير إنصاف المفروض يقولون لو جاءهم مطر فقالوا الحمد لله هذا أكيد هذا النبي حقّ المفروض أن هذه القضية لها صلة [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني توحيد الموضوع إما كله من عند الله أو كله من عندك[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ومع ذلك لم ينصِفوا، إن جاءهم رزق وخير قالوا هذه من عند الله وإن جاءتهم سيئة قالوا هذا بسبب هذه الدعوة المشؤومة وبسبب هذا النبي الذي جاءنا بشيء لم نعرفه لم نعهده من آبائنا فيتطيرون بالأنبياء ويتطيرون بالدعوة ويتطيرون بالتوحيد وهذا يدل على أنهم غير موضوعيين. المفترض الحقّ يُعرف أنه حق من ذاته ما هو من الأشياء المحيطة به، إنسان جاءك بخير ولكن في ذلك اليوم نزلت صاعقة، تقول هذا فلان ما عنده خير لو كان عنده خير ما نزلت الصاعقة، ما دخل هذا بهذا؟! ما صلة هذا الأمر بهذا الأمر؟! ما يجوز للإنسان أن يُخضِع الحق ومعرفته ويخضع الباطل ومعرفته لمثل هذه الأمور ولذلك قال الله عز وجل ردّاً عليهم (قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ) كل هذه تأتي بقَدَر الله إن خيراً أو شراً فكله من عند الله جل جلاله. وأظن هذه جاءت في قصة أصحاب القرية لما قال الله عز وجل (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (19) يس) لأنهم تطيروا بهؤلاء الرسل الثلاثة الذين جاؤهم فقالوا كل الشر الذي جاءنا إنما كان بسببكم، وموسى قيل له مثل ذلك (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ (47) النمل) وفي شعيب أيضاً لما تطيروا. المقصود أنه ينبغي أن نرد هذا كله لقدر الله عز وجل وأن المؤمن يعلم أن ما يصيبه من خير أو شر فهو بقدر الله عز وجل وحده. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سنة الابتلاء التي جعلها الله سبحانه وتعالى سنة الحياة هي التي تمحص الصفوف فالله سبحانه وتعالى عندما يرسل الأنبياء أو الدعاة أو من يبلّغ دعوة الله سبحانه وتعالى للأمم ثم لا يرون من هؤلاء إلا الخير والرغد فإذا ابتلوا ومحّصوا ينكص على عقبيه والمؤمن صادق يعلم أن هذا من عند الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) الحج) [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فبعضهم يظن أن الدين ليس فيه إلا المكاسب الدنيوية الرغد وهذا كل واحد يطلبه لكن عندما يبتلى ويمحص كما قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)) هنا يبتلى الصادق من الكاذب فيمحص الله سبحانه وتعالى الناس، فمن الناس من يظهر حقيقته في مثل هذه المواطن ومنهم من يظهر في صفوف القتال كما هنا، (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ (246) البقرة) كما في قصة بني إسرائيل وهنا قال (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ) الابتلاء هو الذي يمحِّص الصفوف وهنا الآيات التي معنا في سورة النساء تتحدث عن المنافقين وسوف تأتي معنا آيات كثيرة عن المنافقين كان لهم ظهور واضح بعدما كتب الله القتال والجهاد على النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه ظهر النفاق بشكل أظهر من الظروف التي سبقته.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] عندنا في هذه الآية ما يمكن أيضاً أن نعلِّق عليه في موضوع الوجوه والنظائر، الحسنة هنا والسيئة كما هو واضح المراج بالحسنة الخصب والرزق والسعة ورغد العيش والسيئة ضد ذلك من نقص الأموال والثمرات والحسنة والسيئة تأتي بمعنى ما يفعله العبد من طاعة أو يقترفه من معصية يسمى أيضاً حسنة وسيئة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا (160) الأنعام)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أو (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ (114) هود) هنا الآن الحسنة ليست كما فمهما بعض القدرية فقالوا أن الحسنة والسيئة من عند الله فجعلوا الحسنة والسيئة مرادهم بها أن ما أقوم به سواء كان حسنة أو سيئة فهو من الله، أنا مجبور عليه، كله من عند الله لأنه قال (قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ) هذا لا شك فهم خاطئ لأنه جعل الحسنة والسيئة غير المراد بها في هذا الموطن وهذا للجهل بالمعنى والجهل بالوجوه والنظائر وسببه الاعتقاد الخاطئ، بعض الناس عندما تقول له أن الاعتقاد السابق أو الفهم السابق أو الثقافة السابقة لك تؤثر على خطئك بالفهم تجعلك تفهم خطأ يستغرب ويقول كيف؟ نقول أي قارئ للقرآن يأتي وفي ذهنه أفكار سابقة لولا وجود هذه الأفكار السابقة ما نحى بهذه الآية هذا المنحى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وفي آيات أخرى في قوله (وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ (36) الروم) فسّر السيئة هنا بالمصيبة في موضع آخر المقصود أصابهم شر أصابتهم مصيبة قالوا هذه من عندك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]أضف إلى ذلك – ليؤكد هذا المعنى الذي ذكرت يا أبا عبد الملك- في الردّ على هؤلاء أنه لما ذكر المصيبة أو السيئة قال (أصابتهم) ولما جاء في الحسنة التي هي بمعنى العمل الطيب قال (من جاء بالحسنة) هو جاء بالحسنة، هنا أصابتهم مصيبة أصابيتهم حسنة أصابتهم سيئة نزل عليهم من عند الله هذا قدر من الله ماضٍ ما للعبد فيه اختيار ولا عمل أما ذاك فالعبد يجيء به ويكسبه بنفسه [/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذه قاعدة القرآن في نسب العمل للعبد (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى (14) الأعلى) (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) الشمس) زكّى نفسه أو دسّى نفسه[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هنا تلاحظون أنه نسب الحسنة والسيئة في السياق أيضاً إلى الله قال (كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ) وفي موضع آخر[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) سيأتي الفرق بينها وبين [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الفرق في اللغة، السيئة هنا ليست بمعنى الذنب الذي يقترفه العبد وإنما المصيبة التي تصيبه من السوء الذي يسوؤه. (فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) تعقيب لهذا المعنى وما معنى الفقه هنا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] الظاهر والله أعلم أنه عبّر بالفقه هنا للدلالة على أن هذا فوق العلم لأنه يحتاج إلى نظر وتأمل. عندما نقول فقُه المسألة بمعنى ليس مجرد العلم بها إنما وصل إلى حد كبير من العلم والإحاطة بها إحاطة شمولية فهؤلاء نظروا إلى مبادئ الأمور فحكموا بهذا النظر القاصر ولم ينظروا إلى الأمر بعمومه شموله ولو نظروا إلى الأمر بعمومه وشموله لاختلف الحكم عندهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كأنك تريد أن تقول إن هذه المسألة تحتاج إلى نظر دقيق وفهم عميق وليست مجرد عقل للمعنى عام. كلمة العقل تأتي في القرآن للشيء الذي يعقله كل من يبصره أو يتأمله أدنى تأمل لكن الفقه يأتي للأشياء التي تحتاج إلى نظر وتأمل وتدقيق وتبصر في أحوال الأمم الماضية وفي سنن الله عز وجل في عباده وفي كونه وقدره وهذا مهم جداً. في قوله (فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) هذا تعجيب منهم، استفهام فيه التعجيب والإنكار عليهم. يقول جلال الدين السيوطي قال: "ونفي المقاربة أبلغُ من نفي الفعل نفسه" فقوله (فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) أبلغ من قوله "فما لهؤلاء القوم لا يفقهون حديثا"، لا يكادون يفقهون حديثاً يعني إما يفقهونه فقهاً قليلاً أو يفقهونه حسبما ..[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني لا يفهمون ولا يحاولون أن يفهموا[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا ألاحظه في كل هؤلاء الأدعياء الذين يعارضون الدين ويعارضون القرآن والسُنة من علمانيين وليبراليين ونصارى ويهود يحاول أن يتنقل بين النصوص ويختار ما يشاء ولا يفهم الشريعة على وجهها أبداً مع وضوحها وجلائها ونورها. انظروا مثلاً قضية الاختلاط قضية الآن الغرب يشتكي منها وقد حدثني أحد المتخصصين قال زرنا إحدى أكبر ولايات أميركا لا أدري هي لوس أنجلس أو غيرها، وقال جلسنا مع إدارة التعليم فقلنا لهم ما هي المشكلة التي استعصت عليكم ولم تجدوا لها حلّاً؟ قالوا المشكلة التي استعصت علينا فلم نجد لها حلاً على أننا بذلنا فيها قصارى جهدنا قضية حمل الصغيرات. البنات الصغيرة في الثاني متوسط تجدها حامل في الثالث متوسط تجدها حامل في الأول ثانوي تجدها حامل ثلث البنات في الثانوي يحملن من غير أزواج! الآن الغرب يريد أن يرجع إلى التعليم من غير اختلاط لأنه ثبت علمياً أنه أفضل. أصحابنا الذين ينادون بالاختلاط في بلاد المسلمين ينادون على ماذا؟ هل مشكلتنا في تخلف التعليم أنه لا يوجد اختلاط؟! هل هذه حقيقة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لا طبعاً[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هل عدم تقدمنا صناعياً وتكنولوجياً واقتصادياً وسياسياً هو أن نظامنا مبني على عدم الاختلاط؟! يا جماعة فكروا بعقولكم دعونا نسلّم أن الاختلاط أمر مباح كم هو في سلم الأولويات؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في الأخير [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا إن جعلنا له رقماً، الآن يجعل أول واحد ويبدأ به قبل كل شيء! المباني المدرسية هزيلة، التعليم رديء، المناهج فيها خلل، أمور كثيرة جداً نراها في كل قضية من قضايانا وكل هذه منسية!، ما بقي من قضايانا إلا كيف نخلط الطلاب بالطالبات! هذه قضية صار يعيش لها مع الأسف ما أقول أناس تقول أين عقولهم؟ لكن قال الله (فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) الدراسات، دراسات ليست إسلامية وإنما غريبة تقول إن الاختلاط من أعظم الأسباب التي تجعل الطالب والطالبة مشتت الذهن طوال فترة الدراسة لا يبدع لا هذا ولا هذا يحسن لا هذا ولا هذا وكل هذه الدراسات لا تُذكر ولا تُنشر ولا يستفاد منها؟ لماذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مبنية على الهوى![/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] مصطلح الفقه قديماً كان يُطلق الفقيه على العالم بالشريعة عموماً وكان يطلق الفقيه على الحافظ للقرآن المعلِّم للقرآن يطلقون عليهم مصطلح الققهاء ثم بدأت الأمور تتخصص شيئاً فشيئاً حتى صار الفقهاء لمن يعلم بالأحكام الشرعية فقط والقرّاء لمن يُقرئ القرآن فقط وهذا في تغيّر المصطلحات بتغير الأجيال. لكن في القرآن واضح جداً أن الفقه يدل على العلم الدقيق بالمسألة وخصوصاً كما قلنا قبل قليل يكون في نوع من النظر لشمولية المسألة واستشراف المستقبل مثل لما قال (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) يعني أهل الفقه[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بل فئة خاصة منهم أيضاً، ليس كل أهل الفقه من أهل الاستنباط وإنما هم أخص منهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ) هذه قاعدة عظيمة جداً من قواعد الدين وهي الإيمان بالقدر وهو أن تعلم أن كل ما أصابك فهو من الله هذه القاعدة إذا قرّت في قلب المؤمن إرتاح لأقدار الله كلها، هو يرى الدنيا بين يديه وعنده سيارة وعنده مراكب وعنده خدم وحشم وغداً قد يكون في سجن أو في مرض أو في فقر فتجده في الحالين راضي يقول قد كتب لي أن آكل من هذا وأرغد في العيش ثم أشقى كله من عند الله. أما الآخر الذي ما يؤمن بهذا الإيمان تجده يتلوى ويتحسر ويموت كمداً كيف أنا كنت يوماً من أثرياء الناس ومن أفذاذ العالم واليوم أنا في هذه الحالة المشينة؟! فتراه يزداد قهراً، لماذا؟ وقد ينتحر لعدم الإيمان بالقدر. ولذلك نحن نقول إن الإيمان بالقدر نعمة من الله علينا والله لا نستطيع أن نشكر الله سبحانه وتعالى عليها. ونلاحظ هذا في عوامّ الناس أكثر من خواصّهم. والله أنا أتعجب مما يؤتاه عامة الناس من عامة أهل الإيمان بساطة لكن إيمان بالقدر عميق جداً، تجده لا يكاد يمشي وفقير ولده ميت وفلان مريض وآخر تجده مسجوناً ولا تجد على لسانه إلا حمد الله وشكره وآخر تجده من الخاصة من المثقفين من أصحاب وحملة الشهادات وأ.د. (أستاذ. دكتور) لكن من حين ما تضرب عجلة سيارته تراه غضب وتغيّر وتلوّن سبحان الله! إذن الإيمان لا يكتسب بمجرد الشهادة، هي حياة مع الله سبحانه وتعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] سبق أن نبهنا على هذه الفكرة قضية الإيمان قضية يسيرة وسهلة وسلسة وتتعمق كما ذكرت عند العاميّ في مثل هذه القضايا تظهر بارزة مثل قضايا القدر، لكن الآخر تجد لأنه تعلم العلم ونظر في العلوم صار عنده نوع من الزهو بما عنده من العلم والعقل ولكن إذا جاءت هذه القضايا وضح جداً جداً الإنفصال بين ما يتعلمه وبين هذا التطبيق. والحقيقة القضية تحتاج إلى نظر وإلى رعاية أنه كيف نستطيع أن نجعل هذه القضايا مسلَّمة سلسة نريد الطبيب المتخصص في الطب لكن الأصول الشرعية قوية عنده، المهندس تخصص في الهندسة والأصول الشرعية قوية عنده حينما يريد أن يبني بناءاً يبنيه وهو ينظر إلى قضايا كثيرة جداً من أهمها قضية الشريعة، يعني أين المكان الذي يناسب الناس؟ هل هذا يضر عامة الناس أو لا يضرّهم؟ هل البناء بهذا الشكل يفيد الناس أكثر أو البناء بهذا الشكل يفيد الناس أكثر هذا كله تدعو إليه الشريعة (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) هذا من الإتقان. أما أن يكون عندنا مهندس ليس له هم إلا كم يكسب أين الجاه من هو صاحب هذا البنيان ماذا تريد أن أفعل؟ هذا ليس مهندساً حقاً! نحن الآن نرزح تحت وطأة هؤلاء الذين ينظرون إلى الدنيا ولا ينظرون إلى أمر الله سبحانه وتعالى. ولذلك ليس هناك تعارض أبداً نحن عندنا في شريعة الإسلام ليس هناك تعارض أبداً بين الدين والعلم لكن الدين معيار والدين حامي لك ولغيرك كما أنك أيضاً مهندس أنت لكن إذا ذهبت لسوق الخضار هل ترضى أن تُغَشّ وتوضع لك بضاعة رديئة؟! ما ترضى فكيف ترضى أنت أيضاً أن تغش أو أنت طبيب أو حتى العالم الشرعي إذا أستفتي أحياناً الفتاوى من بعض أهل العلم تكون فتاوى كأنها مفصلة ثوب مفصلة على فلان ابن فلان ماذا يريد يُفتى على قدر ما يريد هذا لا شك أنه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ليس فيه نصيحة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ليس فيه نصيحة بل هو في الحقيقة ظلمٌ لمن أفتى وأيضاً لمن إستفتى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل، في قوله تعالى هنا (فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)) إشارة إلى أهمية الفقه في الدين في كشف الشبهات وضرورة العناية به فإن الله سبحانه وتعالى عندما أشار إلى كلمة يفقهون كما تحدثتم يا دكتور مساعد ويا دكتور محمد فإنه عبّر بالفقه هاهنا والفقه هنا ليس مجرد العلم فقط وإنما الفهم الدقيق لهذا الأمر وهو مسألة القضاء والقدر وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي كتب علينا كل الأعمال قضاءً وقدراً وأنه لا بد للمؤمن أن يرضى بذلك كما تحدثنا عن القضاء والقدر ولا شك أن الإيمان بالقضاء والقدر يريح النفوس بشكل لا يتصور. الأمر الثاني -وأنا سأذكر لكم قصة في هذه المسألة- الثاني هي قضية في قوله سبحانه وتعالى هنا (فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78)) جاء الحديث عن الفقه هنا في آيات القتال وآيات الجهاد والتباطؤ عنه، إشارة لماذا دمجت آيات العلم بين آيات الجهاد؟ هذه مسألة الحقيقة تستحق أنها تتأمل لأن العلم ضرب من الجهاد الذي يعكف على كتابه وعلى علمه وعلى القرآن وعلى السنة ويبحث فيها ويقضي عمره في تعلمها حتى يعلم الناس ويكشف الشبهات هذا على ثغرة من أهم ثغرات الأمة. قضية القضاء والقدر التي تحدثتم عنها تجد بعض الناس الآن من عامة الناس كما ذكرتم تجد أنه لا يفتر من ذكر الله سبحانه وتعالى وحمد الله وقليل النقد، أعرف واحداً دكتور ومثقف لكنه كثير النقد لا يرضيه شيء يذهب إلى المستشفيات وتقدّم له أعلى الخدمات فتجده ينتقد هذا الجهاز وينتقد الدواء الفلاني وينتقد الخدمة ويقول في أمريكا وفي ألمانيا يفعلون كذا وهنا يفعلون كذا وأنتم هنا تفعلون كذا إلى آخره فلا تكاد تسمع الحمد والشكر على لسانه! وشخص أخر أعرفه عاميّ ربما إنه لا يحسن القراءة والكتابة لكنه شكور تقدّم له أبسط الخدمات فتجد أنه يلهج ويحمد الله سبحانه وتعالى ويشكر حتى الطبيب نفسه يستغرب ويقول لو كل المرضى من هذه النوعية، نحن نسعى لتقديم خدمات أفضل لكنك لا تستطيع أن تتحكم في كل الجوانب تجد تقصير هنا وتقصير من هذا ومن الجهاز ومن المستشفى ومن الأجهزة ومن الميزانية، الكمال صعب! وبالرغم من ذلك تجده يقول لك جزاك الله خيراً ولم تقصروا وبيّض الله وجهكم وإلى آخره، فأنا بنفسي أستحضر الصورتين هذا بلغ من العلم ولا تجده يشكر إلا نادراً وهذا عامي بسيط ولكنه حمَّاد شكَّار لمن أحسن إليه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذا ما وقر في القلب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً يحمد الله على قضائه وقدره ويشكر الله ويحمد الله ويسبِّح ويشكر. لو جئت عند نفسية هذا ونفسية هذا لوجدت في نفس هذا العامي من الطمأنينة والراحة والهدوء والسكينة ما لا يتصور وفي نفس هذا من الاضطراب وكثرة الهموم والغموم والخوف والوجل من هذا ومن هذا أيضاً ما ينغِّص عليه حياته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك أنا أقول يا إخواني الحقيقة العلم عِلْمان علم بالأصول الكلية وإستيقان بها ثم علم بالفروع الدقيقة، بعض الناس يقلبهما فيعلم الفروع الدقيقة وينسى الأصول الكلية ولذلك تجده مقلوباً لأنه قلب الأمور. هؤلاء العامّة بالفعل علموا الأصول وعملوا بها الآخر يعلم الدقائق أو دقائق الدقائق ولكن الأصول غائبة غير موجودة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في غمرة الإنشغال بالتفاصيل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنا أمثله بشخص نزل في مدينة على دبابة أو على سيارة فهو يعرف تفاصيل الشوارع لكن إسم المدينة لا يعرفها أو أين موقع المدينة في الكرة الأرضية لا يعرفها بينما الذي في الطائرة فوق في السماء لا يرى الشوارع لكن يعرف أن هذه مدينة تبعد عن مكة بكذا وفي الدولة الفلانية ويعرف هذه الأصول.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نظرة كلية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم نظرة كلية، فأنا أقول يا إخواني قد يكون من أسباب وقوع أمثال هؤلاء في مثل هذه الطوام في أخلاقياتهم في أدبياتهم في إيمانهم هو أنهم يمعنون في معرفة الدقائق دون أن يتوثقوا من الأصول ودون أن يرَبّوا عليها تربية صادقة وقوية فتجد عالم بالعقيدة ويعرف خلاف أهل السنة مع الأشاعرة ومع المعتزلة ومع المرجئة ومع القدرية ولكن إذا جاء إلى قضية من قضايا التوكل أو القدر تجده أجزع الناس وأقل الناس توكلاً وتفويضاً من أين هذا؟! لأنه تعلّم هذه الدقائق ولكن ما تربى على الأصول.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] يقول سبحانه وتعالى (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ (79)) أعود على قوله (قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ (78)) لكن هنا من وجه آخر (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ) من نعمة (فَمِنَ اللّهِ) تفضلاً منه (وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ) قضاءٍ سيء وقدرٍ سيء (فَمِن نَّفْسِكَ) أي بسبب ذنوبك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ليس هناك تعارض يعني هنا يقول (قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ (78)) وهنا يقول (وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ (79)).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الأولى (قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ (78)) خلقاً وتقديراً والثانية سبباً، من سببها؟ هذه فضل من الله عز وجل تفضّل بها عليك والثانية من ذنوبك فما يأتيك من نقص فمن ذنوبك ولذلك قال (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30) الشورى) يعني لو آخذنا بالذنوب لرأينا كثيراً من النعم قد زالت عنا لكن الله عز وجل يتفضل سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا لما قال (فَمِن نَّفْسِكَ) قال بعدها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (79))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذه في الحقيقة لما تأملتها هل الخطاب في الأول موجّه للنبي صلى الله عليه وسلم (ما أصابك)؟ أو هو عام ثم إنتقل من الخطاب العام إلى الخطاب الخاص؟ لأنه قال هنا (ما أصابك) إن قلنا ما أصابك يا محمد فيكون خاصاً (وأرسلناك) وإن قلنا ما أصابك أيها الإنسان فيكون خطاباً عاماً ثم إنتقل إلى الخطاب الخاص.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والنبي صلى الله عليه وسلم يدخل في هذا الخطاب العام (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ) يدخل فيها الجميع (وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولكن الله برحمته قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فإن قلنا أنه خاص فغيره من باب أولى أليس كذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لا شك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني إن قلت (وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) الخطاب فيها للنبي صلى الله عليه وسلم فغيره من باب أولى ون قلت إنها عامة فإنه يدخل فيها عليه الصلاة والسلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ولكن أحياناً وهذه أحب أن نلتفت إليها قارئ التفسير أحياناً بعض العلماء يستوحش -لا أدري كيف أعبر عنها-[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني أنه لا يستحق هذا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] يستوحش من بعض العبارات والله سبحانه وتعالى هو الذي أطلقها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عبّر بها، مثل (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] أو مثل (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ (2) الفتح) أو في سورة الشرح (وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الشرح) أو (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ (75) الإسراء) الخطاب النبي صلى الله عليه وسلم ففي الآيات واضح أن الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك الحقيقة أنا أقول إن هذه الآيات كما ذكرها ابن قتيبة والحسن البصري وغيرهم من العلماء أن هذه الآيات التي جاءت في حق الأنبياء وهي بهذه الصورة التي قد يستوحش منها بعض الناس هي في الحقيقة تعطينا قمة الواقعية في الأنبياء وأنهم بشر (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93) الإسراء) الجانب البشري هذا هم فيه كالبشر وهم فيه قدوة. فالذنوب التي ذكرها الله سبحانه وتعالى لهم بيّن أنه قد غفرها لهم ولهذا كما يقول الحسن إنما ذكر الله سبحانه وتعالى ذنوب الأنبياء لتقتدوا بهم في التوبة هو الآن لا يعيِّرهم بها سبحانه وتعالى وإنما ذكرها لكم لتعلموا أن هؤلاء وهم أكرم خلقه ومع ذلك وقعوا في بعض هذه الذنوب والله سبحانه وتعالى قد تاب عليهم وغفر لهم. فإذاً أنتم تقتدون بهم في التوبة، فإذاً هذا من قدر الله العام على عباده سواء الخُلَّص مثل هؤلاء الأنبياء أو غيرهم من الناس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) يظهر لي أن هذه بمثابة التعقيب يعني يا محمد لا يضيرك ما تكلم به هؤلاء عندما يقولون (وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ) فهذه أشياء يشغبون بها عليك لكن أنت رسول تبلّغ رسالة ربك وتؤدّي ما عليك من آمن منهم آمن ومن كفر كفر حسابه على الله عز وجل أنت رسول تبلِّغ ولذلك قال (وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا) سيشهد الله عز وجل وكفى به شهيداً على كل ما حصل وسيُحصي أعمالهم ومقالتهم وفرارهم عن الإيمان وأيضاً بلاغك إياهم وهدايتك إياهم الصراط المستقيم وليس هناك شيء أكثر من ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا تخفيف على النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجد مشقة من التكذيب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] واقعية الرسول صلى الله عليه وسلم وبشريته وإحساساته هذه مثل إحساسات أي إنسان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً (93) الإسراء)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] في قوله سبحانه وتعالى (وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) في هذه الآية لما إنتفى عموم الرسالة للناس كلهم بالآيات الأخر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا (28) سبأ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] فتكون (الناس) هنا هي من قبيل العام الذي أريد به الخصوص لكن الصواب أن الناس هنا عام لكن يقع السؤال لماذا قلنا بالعموم هنا؟ أول شيء لأن اللفظ يدل عليه والشيء الثاني لأن الأحوال التي احتج بها النص تدل عليه الثالث أن قرائن الآيات الأخرى تدل عليه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا (28) سبأ) إذاً حينما نريد أن نناقش لفظة قد يكون عندنا أكثر من نظر لمعرفة ما المراد بها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وكلمة الناس هنا أيضاً تشمل الإنس والجن لأنهم كلهم يدخلون في إسم الناس من (ناسَ، ينوس إذا تحرّك) فيدخل فيها الجن أيضاً لأن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أقول رسالته النبي صلى الله عليه وسلم للثقلين الإنس والجن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] في صحيح البخاري قال ابن مسعود (أنه كان ناس من الجن) وابن مسعود ممن تُحكى عنه اللغة فاستدرك ابن التين إعترض على قول ابن مسعود.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تسمية الجن ناساً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد: [/FONT][FONT=&quot]الناس غير الجن، فقال ابن حجر رحمه الله وهو يعلق على هذا الأثر قال "ويا ليت شعري على من يعترض؟!" كيف يعترض على ابن مسعود وهو ممن تُحكى عنه اللغة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ (6) الجن)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذا إطلاق رجال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني أقصد أن هناك تعبيرات التي يُظن أحياناً أنها لا تطلق إلا على البشر تطلق على الجن أيضاً مثل الرجال رجال من الإنس ورجال من الجن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ويدل عليها أيضاً قوله سبحانه وتعالى (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (6) الناس) إذا جعلنا من الجنة والناس تفسيراً بيانياً بيان للناس وهو أحد وجهي التفسير (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) الناس الذين هم من الجنة ومن الناس الذي هو المصطلح الأشهر على بني آدم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لو أراد "البشر" لقال وأرسلناك للبشر أو لبني آدم لو أرداهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ألا يمكن أن نستنبط من هذه الآية فيما بقي من ثلاث دقائق أو أقل ألا يمكن أن نستنبط من هذه الآية (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا) إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في دعوته لهؤلاء المشركين كان في أمسّ الحاجة إلى التثبيت وأن هذه الآية من التثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم أنه بالرغم من هؤلاء المعترضين الذين يخرجون لك بين الحين والآخر إما يعترضون على فرضية القتال أو يعترضون على وقته أو على أشياء من هذه التفاصيل فإن هذا لا يقدح في رسالتك وأنت رسول ولو لم يشهد لك أحدٌ منهم فكفى بنا شاهدين، أليس هذا أيضاً من أدلة تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ وحاجته إلى التثبيت في مثل هذه المواطن؟.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذا يدخل ولذا قال (وكفى بالله شهيداً).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لعلنا نكتفي بهذا، عندك شيء يا دكتور تريد أن تختم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم أختم فقط في قضية (وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) يعني إعلم أيها العبد أن كل بلاء يصيبك فهو بسبب ذنوبك وعليه متى نزلت بك مصيبة فأول ما تبدأ به تفقّد نفسك، إرجع إلى سجل أعمالك، وافزع إلى التوبة لأنها أعظم سبيل لحصول المحبوب وتوقّي المكروه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر! فتح الله عليك نكتفي بهذا القدر أيها الإخوة في هذا اللقاء ولعلنا أيها الإخوة المشاهدون نتوقف عند هذه الآية ونبدأ بإذن الله في الحلقة القادمة من الآية القادمة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة السَّابعة: تَأَمُّلات في الآية (80-81) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال الله تعالى ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [/FONT][FONT=&quot](80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (81))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة السابعة رمضان 1432‬‎ - YouTube
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرّحمن الرَّحيم، الحمدلله والصَّلاة والسَّلام على رسُول الله وعلى آله وصَحبه وسلَّمَ تسليماً كثيراً، أيَّها الأخوة الــمُشاهدون الكِرام مرحباً بكم في برنامجكم (بيِّـنات) ولا زَالَ حَديثُنا مُتَّصلاً مع المشايخ الفُضَلاء حول سورة النِّساء، وقد وَصَلنا في اللِّقاء الماضي عند قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot](ما أصَابَكِ من حَسنةٍ فَمِنَ الله وما أصَابَكَ من سيئةً فَمِن نفسِك وأرسلناك للنّاس رسُولاً وكفى بالله شهيداً)[/FONT][FONT=&quot] ولعلَّ نبدأ اليوم بالآية التِّي بعد هذه الآية وهي قول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot](مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا[/FONT][FONT=&quot]) فَلَّعلنا نبدأ من هذه الآية العَظِيمة في كونه سبحانه وتعالى يُشير إلى أنَّ طاعة النَّبي صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله سبحانه وتعالى، وهذا لعلَّه يَكونُ مَدخلاً للحَدِيث- أيُّها الإِخوة- حول من يُشكِّك اليوم - وهُم للأَسَف يَكثُرُون ولا يَنُقُصُون- من يُشَكِّك في السُنَّة النَّبوية، ويَرى أنَّه بإِمكانك اليوم أن تَتخلَّى عن السُنَّة النَّبويّة وتَكتفِي بالقُرآن الكريم، بل وللأَسف الشَّديد أنَّهُم اِختطَفُوا اسماً جليلاً وهو (الانتساب للقرآن الكريم) فأصبحوا يُسَّمُون أنفسهم (القُرآنيُّون) وهذا الوَصف مُتجَرِّد لو سمعه إنسان عامِّي لاعتبَرهُ وصف مَدح أن تقول لِشخص هذا (شخصٌ قُرآني) تقصِد به هذا المعنى الخَاصّ، فيقولُون هؤلاء القُرآنيُّون، يقولون نحنُ نكتفي بالقرآن الكريم وبِـما ذُكِر في القرآن الكريم وأمَّا السُّنة النَّبوية فلسنا في حَاجَة إلى الرُّجُوع إليها. والله سبحانه وتعالى يقول هنا [/FONT][FONT=&quot](مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا[/FONT][FONT=&quot]) فهذه الآية ونَظَائِرُها كثيرة في القُرآن الكريم تُشير وتربِط بين طاعةِ الله وطاعةِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلّم وأنَّه لا بُدَّ أن تأخُذها كُلَّها لأنَّ الدِّين لا يَتجزأ، أن تأتي فتقُول: أمّا ما جاء في السُّنة النَّبوية فأنا أرفُضُه، وأمّا ما جاءَ في القرآن الكريم فأنا آخذُه. ماذا نفعل في مثل هذه الآية [/FONT][FONT=&quot](مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ[/FONT][FONT=&quot]) وهي تدُلُّ على أنَّ طاعة النَّبي صلى الله عليه وسلَّم والاستجابة لأمر النَّبي صلى الله عليه وسلّم من طاعةِ الله. [/FONT][FONT=&quot](وما آتاكُم الرَّسُول فخُذُوه وما نهاكُم عنه فانتَهُوا)[/FONT][FONT=&quot] ولعلَّكُم تذكُرُون قول ابن مسعود رضي الله عنه عندما سَمِعَت إحدى النِّساء اللاَّتي تُنمِّص حَواجبها، سمعت أنَّ ابن مسعود يلعنها ويلعن أمثالها (النَّامصة والمتنمِّصة) فلمَّا ذهبت إلى ابن مسعود رضي الله عنه [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالت: بَلَغَني أنَّك تَلعن من تفعل كذا وكذا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال: وماليَ لا ألعَنُ من لَعنَ الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقالت: وأين ذلك؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال: في القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقالت: لقد قرأتُ القرآن من الجِلدَةِ إلى الجِلدة فَمَا وَجدتُ ما تقول.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال: لَئِن كُنتِ قرأتيه لقد وجدتيه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقالت: كيف ذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال: يقول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot](وما آتاكُم الرَّسول فَخُذُوه وما نهاكُم عنه فانتهُوا) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] وهذا مـِمَّا آتانا رسُول الله صلى الله عليه وسلّم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] والنَّبي صلى الله عليه وسلّم يقول (لعَنَ الله النَّامصة والــمُتنمِّصَة) فاعتبَر لَعنَ النَّبي صلى الله عليه وسلّم لهذه الفِئَة لَعناً مِنَ الله سُبحانه وتعالى، مع أنَّ القُرآن الكريم ليس فيه لَعن هذه الفِئة لكن فيه الأمر بطاعة النَّبي صلى الله عليه وسلّم وأَخذ ما أمرَنا به. فما تعليقكم يا دكتور مساعد على هذه النّقطة؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطّيار:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة هذا موضوع بالفعل – كما ذكرتُم- موضوع مُهِمّ جِدّاً خاصَّة في هذا الوقت الذِّي كَثُر فيه الطَّعن على الإِسلام، وعلى مَصَادره العُليا سواء الكتاب والسُّنة، لكن في قضيِّة السُّنة بالفِعل لَــمَّا تأتي إلى من يتَّجِه بِدعوى أنَّ القرآن مُتواتِر والسُّنة غير متواترة، والسُّنة مَنقولة عن طريق البَشر إلى آخره، تجد – سبحان الله– أنَّ هؤلاء حُجَّتُهُم داحضة، وبذُورُ فَسادها موجودة فيها مثل الآية التِّي ذكَرت: كيف نُطيع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف نأخذ عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلّم، وقد أُمِرنا بالأَخذ به؟ التَّفاصيل التِّي لا يُمكن أن تُعلَم إلاّ من سُنّة النَّبي صلى الله عليه وسلّم، ما هو السَّبيل إليها؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لكن هُناك دَعَوات قامت ولا تَزال في التَّشكيك أو الطَّعن في كتابة السُّنّة النَّبوية، أيّ: اتخذُوها مَطعناً في كتابة السُّنة النَّبوية، وهؤلاء مع الأسف يأخذُون بعض الأخبار التِّي قد تكون خِلاف العَادّة، فيَجعلها مَطعناً في صَحيح البُّخاري – رحمه الله تعالى- مثلاً: كان إذا أراد أن يكتُب حديثاً فعل كذا وكذا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشّهري:[/FONT][FONT=&quot] من الاحتياط، إشارة إلى احتياطه في الكتابة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار: [/FONT][FONT=&quot]نعم من احتياطه، كأن يُصلِّي ركعتين إذا أراد أن يكتُب حديثاً. فيبدأ يُشكِّك في مثل هذه الأخبار لِيَصل بها إلى التَّشكيك في صحيح البُّخاري، وهؤلاء مع الأسف غير عَادِلين في النَّظر العِلمي والمنطقي والمنهجي. ولَو دَرسُوا كتابة السُّنة النَّبوية دراسة شُمُولية، فأَنا على يَقين -إذا كان مُتَّجرِّداً ليس عنده رأي مُسبَق ويبحث عن الحقّ- أن يُذعِنَ لهذه السُّنّة ويُذعن لكَتَبة هذه السُّنّة النَّبوية. لأنَّ هؤلاء كانُوا دَقيقين وكانُوا يكتُبُون بِعناية فَائقة جِدَّاً، وما يَكاد أحدٌ منهم أن يُغيِّرَ حَرفاً وإلاَّ ما الذِّي يَدعُو البُّخاري إذا رَوى حَديثاً وقطَّعَهُ أن يُغيِّر في ألفاظِه إلاّ أنّه هكذا رَواهُ عن شَيخه في هذا الموطن، ورواهُ عن الشّيخ الآخر في موطنٍ آخر. ولو كانت المسألة عنده أنَّه يُريد أن يُنمِّق أو يُوافق ويوائم بينها لجَعلَها حَديثاً واحداً، فانظُر كيف يَتعاملون مَع مَا هُو في الحَقيقة مَصدَر قُـوَّة ودِلالة صِحة في المنهج العِلمي المنطقي في كتابة السُّنة ولكنَّهم لا يَنظُرون إلى هذا ويأتُون إلى أشياء تُعتبر أَفراد في هَذه القضيِّة بل أحياناً لا عَلاقة لها بمنهج الكتابة ويَطعنُون بها من خلالها، فنحن لا شكّ أننَّا بحاجة اليوم إلى أن نُركِّز ونؤكِّد على قضيّة تَوافق الكِتاب والسُّنة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ملحظ آخر- بِودِّي أن يُنتَبَه له- وقد يَغفل عنه بعض من يَكتُب في هذا الموضوع وهُم من يَكتُبون في مقاصد القُرآن، أو في التَّفسير الموضوعي. الذِّين يكتُبون في مَقاصد القرآن وفي التَّفسير الموضوعي قد يتَّجِه إلى القرآن بُكلِّيَتِه ويَبتدئ في الاستنباط والتَّدبُر فيه ولا يَنتبه إلى المصدر الآخر (السُّنة) فلا بُّد من التَّوازن في هَذا، فإبراز ما في القرآن من مَقاصد، من موضوعات هذا من حيث هُو محمود ومَطلُوب، لكن مسألة: وهُو قضيِّة التَّوازن في عَرض أيضاً المصدر الآخر، المصدر الثاني (السُّنة) وتَأكيد وتعزيز ما نَصِل إليه من مَقاصد القرآن، ومن موضوعات القرآن بأنَّه مَوجود في السُّنة، ولا يَكُون هناك نوع من إمَّا تناقض الذِّي سيأتي من عندنا نحنُ، وإمَّا نقص أيضاً في المعلومة وسيأتي من عندنا نحنُ وإلاّ فالقُرآن والسُّنة لا شَكّ أنَّ فيهما الكَمَال. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أقُول تَأكيداً على ما ذَكَرَه الدُّكتور مساعد في ضَبط هذه السُّنة:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أوَّلاً[/FONT][FONT=&quot]: الحقيقة أنَّك تَـجِد أنَّ هؤلاء الذِّين يُحاولون التَّشكيك بِأَيّ صورة من صُوَر التَّشكيك. ومَداخِلُهُم بالمناسبة كثيرة وأتمنى أن تُفرَد بالبَحث، أيّ ما هي مداخل الــمُشَّككين على السُّنة؟ ترى مَداخل كثيرة جِدَّاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بدأت من قضيِّة خبر الآحاد، ومُحاولة إضعاف والتَّقليل من شأنه أنّه لا يُقبَل إلاّ في الفُروع ولكنّه لا يُقبَل كَمَصدَر في الأُصُول، ثُمّ استَّمرت هَذِه الشِّنشِنَة إلى أن اُبتُلينا في هذا الزَّمان بِـمَن ذَكرت يا أبا عبدالله وهُم هَؤلاء الذِّين يَدَّعُون أنَّهُم قُرآنيُّون وليسُوا والله كذلك لو صَحَّت هذه التَّسمية ليسوا كَذلك، لأنَّ القرآن فِيه الدَّلالة على وجُوب اتِّباع السُّنة، فأين هُم من هذه الآيات؟ وعندنا أشياء أُخرى مثل ما ذكَر الدُّكتور مساعد وهُو كيف سنعمل بهذه الشَّريعة إذا كان معنا القرآن وحده؟ إبدأ بالصَّلاة – دَعك من الشَّهادتين- كيف ستصلِّي؟ كيف ستصُوم؟ كيف سَتَحُجّ؟ كيف ستُزكّي؟ هذه أركان الإسلام الأربعة، والله ما تَستطيع أن تعملها من خلال القرآن، صحيح أنّك ستَجِد آيات يمين وشمال تدُلّ على معاني في الصَّلاة، لكن صفة الصّلاة وهيأتها التِّي أجمع عليها المسلمون ليست موجودة في القُرآن، فأين هُم من هذا؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]القَضيِّة حقيقةً لَيست في وجُود مُبرِّرات تُشَكِّك في السُّنة إنَّـما وَهَنٌ في الإيمان، يُبرِّر لهم البَحث عن نقاط ضَعف، يَظنُّونها نقاط ضَعف وهي في الحقيقة في كُلّ مرّة تكشف سَوءة من سَوءاتهم، فقضيّة الضَّبط التِّي ذكَرها الدُّكتور مساعد وهُو محاولتهم التَّشكيك في السُّنة من جهة أنّها ليست مضبوطة وأنَّ فيها اختلافات في الألفاظ إلى آخره، كان ممن قال هذا جُورج سيهرت قال: ما رأيت اختلافاً مثل الاختلاف الموجود مثلاً في القرآن، وأنّه لا يُوجد كتاب مُقدَّس موجود بين أيدي النّاس مثل هذا الكتاب في كثرة اضطرابه واختلافه، وكذَب والله. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يُشير إلى تَعدُّد القِراءَات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، يُشير إلى تعدُّد القراءات، والقِراءات تُعتبر لون من ألوان إعجاز هذا الكتاب العظيم، طبعاً وقالوا مثل هذا طبعاً في السُّنة، إذا كان هذا في القرآن المضبُوطة ألفاظُه ففي السُّنة أيضاً من بابِ أولى، نحنُ عندنا في السُّنة يا أخي شيء مَهُول من الضَّبط لــمَّا تَــنظُر إلى الأَسانيد وليس إلى المتُون، اقرأ في صحيح مُسلم أنا أدعو جميع الإخوة الذِّين يُشاهدونا يفتَحُون صَحيح مُسلم (النُّسخة الأصلية) ويَنظُرُون كيف يحكي مسلم أسانيده يقول (حدَّثنا فلان عن فلان قال: حدَّثنا فلان وحدَّثنا فلان عن فلان عن فلان وحدَّثنا فلان عن فلان عن فلان، أمَّا الأوَّلان فقَالا: أخبرنا وأمَّا الثالث: فقَال حدَّثنا) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني مَايَـــز بين الصِّيَغ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مَايز بين صِيَغ التحديث في الرُّواة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] في حديثٍ واحد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في حديثٍ واحد ما يَستجيز لنفسه (مسلم) أنَّهُ يجعلهُم جميعاً كأنَّ القِصَّة واحدة إئتي بها كما هي، دَعنا من هذه الإشكالية. يقول/ أمّا فُلان وفُلان وفُلان وفُلان الأربعة الأَوَّلُون فقالوا (أخبرنا) - الذِّي هو شيخ هؤلاء جميعاً- وأمَّا فلان فقال حدَّثنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا اعتراف في الضَّبط.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يا أخي شيء مَهُول من الضَّبط، ثُمَّ هنا سؤال: عندَ من تجد هذا الضَّبط حتّى تقول لي والله أنتم درجة ثانية في الضَّبط؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لا يُوجد [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يا أخي في التَّوراة يُقال أنّه أقصى راوي يَروي التَّوراة قريب إلى مُوسى بينه وبين مُوسى ستمائة سنة، فهذا أقرب واحد تُروَى عنه التَّوراة بينَه وبين موسى ستمائة سنة، تعال للإنجيل وجدوا للإنجيل أربع وعشرون ألف نُسخة في العالــم مخطوطة ليس بينهُم اثنتين مُتشابهتين. بينما نحنُ اُنظُر إلى هذه الكُتُب، والله يا أخي أنا قرأت الإِجازات القديمة التِّي للعلماء، وهُم يُجيزُون هذه الكُتُب الــمُسندة كصحيح البُّخاري ومسلم، فمَاذا يقولون في لفظ الإجازة يقول (حَضَرَ سَــمَاع هذا الكتاب فلان وفلان وفلان وفلان وفلان وفلان وفلان بلا فَوت – حضَرَ السَّماع من أوّله إلى آخره- وحَضَرَ بِفَوتٍ يَسير فُلان وفُلان وفُلان وفُلان - علماً بأنَّ هؤلاء لا أَثَر لهم على رواية الكتاب، لأنَّ الكتاب مضبُوط، ومُتقَن، ومَنسوخ والنَّاس تتداوله لكن هذا سَماعه على شيخ من المشايخ الذِّين رَووه بالإِسناد عن مُؤلِّفه- وحضَر فلان وفلان وفلان بأَفواتٍ يَسيرة، وحَضَر فلان وفلان وفلان بأَفواتٍ كثيرة، وأمّا فُلان وفُلان وفلان فكانا يحضُران ويَنامان أو ينعُسان). يا أخي إلى هذه الدَّرجة من الضَّبط!.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا طبعاً كانوا يُوكِّلون أحداً في ذلك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، مَن هؤلاء الذِّين ينعسُون، ومَن هؤلاء الذِّين يخرُجُون، ومَن هؤلاء الذِّين لا يَضبِطُون، إذاً أَليست هذه مُبَرِّرات كافية للدَّلالة على أنَّ هذه السُّنة قد حُفِظَت حِفظاً لَم يُحفَظ سيرة أو سُنَّة أحد مِن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لا شَكّ أنَّ هذه دلالة وَاضحة جِدّاً على تمام الضَّبط.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وممّا يُؤكِّد ذلك لـــمَّا تأتي إلى نفس السِّيرة – دَعكَ الآن من رِوايتها-[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نفس السِّيرة قد ضَبطَها لنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حتَّى عَدُّوا شَعَرَات الشَّيب في لِحــية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ليس فقط السُّنن، والأركان، والفَرائِض، والأعمال، والواجبات التي كان يقُوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ولكن حتَّى في الصِّفات والهيئات التِّي لا يَتعلَّق بها تشريع يعني كونها عشرين أو خمسة عشر خِلاف بين الصَّحابة في أَعدادها، لا يُؤثِّر على شَريعة ولا عمل من الطَّاعات ومَع ذلك عُدَّت. ليقول لك أنَّ هذا العَدّ يَدُلُّك على أنَّ ما فوقه قد ضُبِط، ممّا يتعلَّق بعمل أو تشريع أو شيء مُتَّصِل بكتاب الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نعود إلى الآيات، وهي قولُهُ تعالى ([/FONT][FONT=&quot]مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ[/FONT][FONT=&quot] وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا[/FONT][FONT=&quot]) طبعاً لا يزال الحديث مُتَّصِلاً عَن المنافقين الذِّين كَانُوا في صَفِّ المؤمنين مع النَّبي صلى الله عليه وسلّم، فيُؤَكِّد الله سبحانه وتعالى على أنَّ طاعة الرَّسُول صلّى الله عليه وسلَّم من طاعة الله سبحانه وتعالى وأنّها واجبة، فيُعزِّي النَّبي صلى الله عليه وسلَّم بأنَّه مَا أرسلناك إلاَّ رسُولاً كما قال في الآية التِّي قَبلها (وأرسلناكَ للنَّاسِ رسُولاً) وقد بيَّن في آياتٍ أخرى وظيفة الرَّسُول عندما قال (ما على الرَّسُول إلاَّ البلاغ) ممّا يُعزِّي النَّبي صلى الله عليه وسلّم ويُخفِّف العِبء عنه، بأنَّك غِير مَسؤول عَن الاستجابة، وهَذه الحَقيقة ترفع الحَرج كثيراً عن النَّبي صلى الله عليه وسلّم وعن الدَّاعية بأنَّك لَست مَسؤولاً عن الاستجابة أبداً، ولستَ مُطالباً بالإِلحاح حَتَّى يَستجيبُوا وإنَّـما أَنت مُطالِب بالبيَان وتُبلِّغ البَلاغ الــمُبين وتتَّبِع الأَسَاليب المذكورة (اُدعُ إلى سبيل ربِّك بالحِكمة والــمَوعظة الحَسَنة) وقوله تعالى (وقُل لِعبَادي يقولوا التي هي أحسن) استخدام أفضل الأساليب، ثُمّ لستَ مَسؤولاً عن النَّتائج عَلى الإطلاق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولِذلِك ليس من مقاييس نجَاح الدَّاعية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] كثرة الاستجابة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، من يستجيب له، ولذلك يأتي النَّبي يوم القيامة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] وليس معه أحد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وليس معه أحد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا نبيّ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم. والنَّبي ومعه الرَّجُل ومعه الرَّجُلان، فلا يُقال أنَّ الدَّاعية الفُلاني نَجَج بدليل كَثرة الأَتباع، هذا ليس بصحيح. هذا أَثـر يخلُقُه الله في قُلُوب من شاء من عباده، وينزِعُه أيضاً من قلوب من شاء من عباده.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] سُبحان الله! مع أنَّ هذا لو نظرت إلى المقاييس حتّى في التَّخطيط أنّه يُعتَبر من أبرز المقاييس على النَّجاح (الكثرة) عندما يُقال والله فُلان ذهب إلى المكان الفُلاني ودَعَا إلى الله وأَسلَم أَلف، وأسلَم عشرة وأسلَم مائة، هذا يُعتَبر هو المقياس الأوّل في نَجاحه، هذا عندنا نحنُ. الله سبحانه وتعالى يقول لا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنت مُعفَى من هذه الأرقام [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] أنت مُعفَى، لا يُنظَر إلى عَدد الــمُستَجِيبين لَك، ولكن يُنظَر هل أنت بلَّغت بطريقة صحيحة أو لا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا في الحقيقة في غاية الكَرَم من الله سبحانه وتعالى، هُوَ لا يُطالِبَك بهذا وإلاّ كان هذا شَقَّ على الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام، وكان كما قلت عندما يقول: ويأتي النَّبي وليس معه أحد. هل معناه أنَّ هذا النَّبي فَشِل في دعوته؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا، حاشاه، حاشاه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لم يقدَح ذلك في نُبُّوتِه، ويأتي النَّبي - لم تُسلب منه صفة النُّبوة- كونه لا يأتي معه أحد. وكذلك نحن في ديننا فَعَدد المستجيبين ليس داخِلاً في مقاييس تقييم الدَّاعية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله تعالى ([/FONT][FONT=&quot]فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا[/FONT][FONT=&quot]) هذا نَفِي، أَنا خَطَر في بالي ما نُفِي عن النَّبي صلى الله عليه وسلّم، أي الأفعال التِّي نُفيَت عن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشّهري:[/FONT][FONT=&quot] كقوله ([/FONT][FONT=&quot]لَستَ عَليهم بِمُصيطِر[/FONT][FONT=&quot]) ([/FONT][FONT=&quot]فَما أرسلناكَ عليهم حفيظاً[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وأمثالها. هذه لو جُمِعت يستفيد منها الدَّاعية لِيعرف ما الـــمَطلُوب منه، وهذه طَبيعة الإنسان، طبيعة البشر، حَريص جِدَّاً على الكَثرة، حريص جِدّاً على أن يستجيب النَّاس، تَجِده يبلُغ من شدّة حرصه، مثل ما حَصَل من النَّبي صلى الله عليه وسلّم كان يتمنّى أن لو قَذَفَ الإيمان في قَلب من يدعُوه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كأبي طالب مثلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، والله سبحانه وتعالى من رحمته بعباده جَعَل هذا الجُزء من العَمَل الذِّي هُو إيصَال أو إدخال الإيمان في قلب العبد هو من أفعاله سُبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](إنَّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم. فإذاً أَنتَ عَمَلُكَ بالفعل هو: مُجرَّد البَلاغ. لو نحنُ أَخَذنا هذه الصُّورة بعناية، فَأنا أقول إنَّ هَذه تُعطِينا الحقيقة نَوع من الرَّاحة في أنَّك لا تنظُر كَم استجابَ لَك، ولا مَن اِستمع إليك، وإنَّـما تنظُر ماذا فعلت أنت هل بلَّغت أو لم تُبلّغ؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أدِّيت الرِّسالة على وجهها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، إذاً هذه هي مُهمّة الدَّاعية وأنا أُلاحظ وأسمع أحياناً من بعض الدُّعاة لَو جَاءَ إلى مَسجد وَما وجد فيه إلا عَدد قليل تجِد أنّه لا ينشَط لإلقاء محاضرته، بل إنِّي سمعت أنَّ بعضهم لــمَّا دَخَل في مَسجد وكان فيه عَدد قليل رفَض أن يُلقِي مُحاضَرته، وهذا لا شَكّ أنَّه خَلل الحقيقة واضِح جِدّاً جِدّاً في النِّية. ولهذا نقول: بَل أجزِم بِهذا على إِخواني من العُلماء والدُّعاة أن ينتَبِهُوا إلى هَذِه المسألة في أنَّ قضية من يَحضُر لكَ؟ كم يَحضِر لك؟ هَذه ليست مَطلَباً، ولَيست هَدَفاً، وإنَّما الهدف هل بلَّغت أو لم تُبَلِّغ وإلاَّ مَن كَتَب من عُلمائنا الــمُتقدِّمين – رحمهم الله تعالى- كُتُبِهُم هل كان في تَصَوُّرِهِ أنّ فِئَام كثيرة من النَّاس سَيقرأون كتابه هذا ويكون مصدراً ومَرجَعاً؟ لا يَلزَم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الآن النَّووي رحمه الله تعالى كَتَبَ كتابه: رياض الصَّالحين، واُنظُر كَم من النَّفع والبرَكة التِّي جُعِلَت في هذا الكتاب. فإذاً المسألة هُنا مُرتبطة بالنِّية وهي أَهمُّ شيء فقد تُلقِي كَلمةً أمَامَ جَمعٍ قَليل، ولكن يكونُ نفعُها الــمُتعدِّي أكثر من كَلمة تُلقيها أمام أُلُوف، وهِي رَاجِعَة إلى النِّية وإلى أنَّ هَذا الأَمر كُلُّه بيد الله قد ينشُر عِلمَك مِن هؤلاء الذِّين يستمعونك وهم قليل، أكثر ممّا يَنشُرُهُ من يَستمع إليك من هذا العَدَد الكَبير. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ثُمَّ أيضاً - يَا إخواني- ما ننظُر إلى صُوَر وأُمُور مبادئها بل ننظُر إلى عواقبها، إبراهيم عليه السَّلام ذَكَر الله في القُرآن أنَّه ما آمن معه إلاّ قليل، لكن دعوتُه باقية إلى اليوم فَكُلّ مَن آمن واِهتدى وصَار على الــمِلَّة الحَنيفية فلإبراهيم مِنّةٌ عليه مع أنَّ الله ذَكَر نَصَّاً في القُرآن (وما آمنَ معه إلاّ قليل)، نُوح عليه الصَّلاة والسَّلام مثل ذلك بقي تسعمائة وخمسين سنة، وما آمن معه إلى قليل، فهل ضرّ هَذَين العَظِيمين؟!.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أنا سأذكُر شَاهِدَين:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]الدُّكتور/ مصطفى مُسلم أذكُر حدَّثنا ونحنُ في الدِّراسات العُليا – في هذا المعنى- أنَّ شيخاً من الشَّام ذَهَب للدِّراسة - أظُّن في الأزهر- وبَعد ما رجَع إلى قومه صارَ إماماً للنَّاس يُصلِّي بهم، ثُمَّ كان عنده علم ويُريد أن يُبلِّغ هذا العلم [/FONT]
[FONT=&quot]فقال لهم: يا جماعة، نُريد أن نُقيمَ دَرساً فلو حضرتُم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال: ما كان يحضُر أحد. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال: إلا عَامِلاً واحِداً كَان يأتي من العَمَل ويجلس عند الشِّيخ في المساء حتَّى إنَّ الشِّيخ وهُو يُدَرِّسُه كان العَامِل من شدَّة التَّعب- ينام- فيُوقِظُهُ الشِّيخ كي يستمع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فَعَلِم الله صدق هذا الرَّجُل فيما يُبَلِّغه من دِينِ الله عزَّ وجل، فبعَثَ اللهُ له طُلاَّباً حتّى اِمتلأَ مسجدُهُ بالطُّلاب وصَار من أكثر عُلماءَ الشَّام طُلاَّباً في بلاد الشَّام. انظُر بحسن النِّية – كما ذكرَت- فقد كان يُدَّرس واحداً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]شيخنا الشِّيخ / ابن عُثيمين – يَذكُر لي بعض طُلاَّبه- أنَّ الشِّيخ كان أحياناً يحضُر في أيّام الأمطار ولا يحضُر من الطُّلاب أَحد - أوّل ما بَدأ نجم الشِّيخ يظهر- وكان يَنتظرُهُم حتى أحياناً كان يأتي اثنان أو ثلاثة فيُلقي الدَّرس، بقيّة الطُّلاب لم يَحضُروا إلاّ لِعُذُر ليس كَسَلاً، ومع ذلك كان الشِّيخ حَريصاً على درسه، وواظَبَ عليه مُواظبة شَديدة، حتَّى جعل الله عزَّ وجل من دَرسه شَيئاً مذكُوراً، كتُبُ الشِّيخ كُلَّها الآن من درُوسه، ودرُوسه بَلَغَت الآفاق، وتُسجَّل الآن، وتُبَثّ في القنوات الفضائية، اُنظُر هذه من برَكة كَون الإنسان يُخلِص، ويَصدُق، ولا يَنظُر إلى قَضيِّة العَدد.[/FONT]
· [FONT=&quot]أنا أذكُر مَوقف مع الشِّيخ/ جَعفر شِيخ إدريس وكُنَّا في أمريكا، فَجَاءَني بعض الطُّلاب الـــمُبتَعَثين في أَمريكا وقالوا نُـريد الشِّيخ يَحضُر إلينا حتّى يُلقِي لنا درساً. فأنا قُمت للشِّيخ وقُلت للشِّيخ: هؤلاء مجموعة من الطُّلاب يُريدون كَذا. فالشِّيخ قال: لا مانع. (مُباشرة) الأَخ لـــمَّا رأى موافقة الشِّيخ وكان لا يتوَقَّعها فقال لي: يا أخي قُل للشِّيخ ترى نحن خمسة! لا يتصوَّر أنَّ القاعة مليئة ومُكتظَّة بالنَّاس! فَرجَعَت أنا واستدركت فقلت: يا شيخ ترى هم خمسة! [/FONT][FONT=&quot]قال الشِّيخ: في أَحَد يستمع؟ [/FONT][FONT=&quot]والله – يا إخواني- هذه العبارة هَزَّتني – أنا سمعتها من الشِّيخ من خمس وعشرين سنة .[/FONT][FONT=&quot]قال لي: في أحد يَستمع معكم، فإنَّ هذا يكفيني، أنا لا أنظُر للعدد. [/FONT][FONT=&quot]فَكَانت درساً الحقيقة في هذا المعنى الذِّي أشار إليه الدُّكتور مساعد.[/FONT]
[FONT=&quot]في قوله تعالى [/FONT][FONT=&quot](مَن يُطِع الرَّسُول فقد أطَاع الله) [/FONT][FONT=&quot]هَذا تَشريفٌ لِرَسُول الله ليس بعده تشريف وهُو أن يُجعَل لرسُول الله صلى الله عليه وسلَّم مِنَ الــمَقَام والحَقّ في الطَّاعة مثل ما لله، وهَذا من كرَمِ الله كما أَفَدت يا أبا عبدالله. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يقول الشِّيخ السِّعدي: الحُقُوق ثلاثة[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]حقٌّ خاصّ بالله:[/FONT][FONT=&quot] لا يَشرَكُهُ أحد وهُو حقّ ([/FONT][FONT=&quot]العبُودِّية والرُّبوبية[/FONT][FONT=&quot]) وغير ذلك.[/FONT]
· [FONT=&quot]وحقٌّ مُشتَرك بَينَ الله وبين الرَّسول صلى الله عليه وسلّم[/FONT][FONT=&quot]: وهُو حَقّ الطَّاعة.[/FONT]
· [FONT=&quot]وحَقُّ خَاصٌّ برسول الله صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT=&quot]: وهو النُّصرَة. تَقوم لِتَنصُر رسول الله صلى الله عليه وسلّم وتذُبّ عنه، وتُدافِع عنه، وتُؤويه، وتَحميه، هذا حَقٌّ خَاصٌّ به عَليه الصَّلاة والسَّلام، فالله عزَّوجل غنيٌّ عن أَحدٍ يقوم ليُدافِع عنه أو كذا من هذا القَبِيل. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مع أنَّه ورد في القرآن الكريم هذا (تنصرون الله ورسوله)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم ، لكن المقصود بها ليس لحاجة الله عز وجل للنُّصرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] قوله [/FONT][FONT=&quot](وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ) [/FONT][FONT=&quot]طَبعاً يقولون هنا أَضمَرَ القِائلين، والسِّياق واضح أنَّهُم أهلُ النِّفاق يعني أمرُنا أو شأنُنا طاعة، كأنّهم يقُولُون أمرُنا أو شأنُنا معَكَ طاعة كأنّهم يُذعِنُون بالطَّاعة للنَّبي صلى الله عليه وسلَّم هذا وهُم أمامَهُ [/FONT][FONT=&quot](وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ) [/FONT][FONT=&quot]أيّ أمام النَّبي صلى الله عليه وسلّم بِدلالة قوله ([/FONT][FONT=&quot]فَإِذَا بَرَزُواْ) [/FONT][FONT=&quot]أيّ خرجُوا[/FONT][FONT=&quot] (مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ) [/FONT][FONT=&quot]البُرُوز[/FONT][FONT=&quot]مادَّة بَرَزَ تدُلُّ عَلى الظُّهور، الشَّيْ البَارِز أيّ الظَّاهِر، كأنَّهُم قد ظَهرُوا عنكَ وخَلُوا بأنفسهم، فإذا ظَهَروا عنكَ وخَلُوا بأنفسهم غيَّروا أقوالهم، وهذا هو عينُ النِّفاق، فأمام النَّبي صلى الله عليه وسلّم يَدينُون له بالطَّاعة، ويُظهِرون له الولاء والمحبّة، وإذا خَلَوا فيما بينهُم بيَّت طائفةٌ منهم غير الذِّي تقول، طبعاً التَّبيت في قوله ([/FONT][FONT=&quot]بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ[/FONT][FONT=&quot]) مَأخُوذة من البَيتُوتة وهي التِّي تكون باللَّيل فيُستدَلُّ بها على أنّه ما يكونُ بالليل، كأنّ هؤلاء يُدَبِّرون باللَّيل في خَفَاء، لأنَّ اللَّيل-وخاصَّة طبعاً قَبل الكَهرباء وغيره- اللَّيل كان مـِمـَّا يستُر نوعاً ما، بَعض النَّاس لــمَّا تقول له اللَّيل وهو أمام هذه الأنوار وكُلّ الأَماكن مُضَاءة فكأنّها قريبة من النّهار، ولهذا الــمُتنبي لــمَّا قال:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]أزُورُهُمْ وَسَوَادُ اللّيْلِ يَشفَعُ لي وَأنثَني وَبَيَاضُ الصُّبحِ يُغري بي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وهناك بيت آخر لِكَافُور.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وَكَمْ لظَلامِ اللّيْلِ عِندَكَ من يَدٍ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تُخَبِّرُ أنّ المَانَوِيّةَ تَكْذِبُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، فهو اتَّخذَ اللَّيل لأنَّه يَستُر، وهُم اتَّخذُوا اللَّيل لِكَي يَستروا أعمالهم، وانتفاعاتهم التِّي يقُومُون بها ولذا قال [/FONT][FONT=&quot](بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غير الذِّي تقول)[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (بيَّتَ) الحقيقة الدَّلالة على ما ذَكَرت يا أبا عبد الــمَلِك بأنَّ هذا كان في اللَّيل، والدَّلالة على أنَّهم قَد عَزَمُوا عليه وصَمَّمُوا، ما يَبيت الوَاحد على شَيء إلاّ وهو قد عَزَم عليه ووطَّن نفسه له، وإلاَّ لو ما وطَّن نفسه لهذا الأمر ما بَاتَ عليه، كأنَّه شيء قد عُتِّق. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] حتَّى دِلالة العبارة [/FONT][FONT=&quot]( يُبيِّتُون)[/FONT][FONT=&quot] .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، فهُم قد عَزَمُوا على عدم الطَّاعة، وأَضمروا في أنفسهم إضماراً جَازِماً أن لا طاعة لرسول الله، ولذلك قال ([/FONT][FONT=&quot]بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ) [/FONT][FONT=&quot]لاحِظ يَكتُب هذا الذِّي تآمروا عليه، ويكتُب هذا الذِّي عَزمُوا عليه، عزَمُوا عليه فأضمَرُوه في نفُوسهم، يعني لو ماتُوا وهُم في الصَّباح ما أظهروا أنّهم لم يُطيعُوك لكُتُبِوا من العَاصِين لأنّهم بيَّتُوا ففيها معنى العزم والتَّصميم في مقصُودها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطّيار:[/FONT][FONT=&quot] في معنى الحقيقة ذكرها المفسِّرون قالوا إنّه لغة طَيّ (بيَّتَ) بمعنى (بدَّلَ) وهذا المعنى لطيف ومُتَناسب مع السِّياق لأنّه قال (ويقولون طاعة فإذا خرجُوا من عندك بدَّل) وهذا المعنى لطيف، ولكنَّ الأشهر من معاني التَّبيت (ما يكون ليلاً) ولذا بعض المفسِّرين قال: (قدَّرُوا وبدَّلُوا ليلاً) فيجمع بين القولين: معنى التَّبديل- ومعنى التَّخطيط ليلاً)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قضيّة هنا في هذه الآية تُشير إلى أَمرٍ قَد شَاع في هذا الزَّمان وهي نظرية المؤامرة، تقول: أنت أَسير لِنظرية المؤامرة. الحقيقة هذه الآية وأمثالها تُؤكَّد أنَّ هناك بالفعل ما يدعو الإنسان إلى أن يأخُذ الحذَر، وأنَّ أعداءَ الإنسان يتآمرون عليه. وأنَّ هذا الأَمر الــمُهِمّ فيه هو ألاَّ يُبالغ الإنسان ويحمل كُلّ شيء على المؤامرة، والله انطفأ المصباح قال الـــمَاسُونية العالمية! ما قِصّة هذه القضية؟! التَّخويف من هؤلاء حتّى كأنّ بيدهم مَقاليد الأُمور. لا، لَيس بهذه المبالغة، وليس بذلك التَّهوين لأنَّه في القرآن إشارات كثيرة جِدَّاً، ودَلالات على أنَّ أعداء الإسلام يُخطِّطُون، ويجتمعون، ويتآمرون، ويَـحيكُون المؤمرات. الآن نُلاحِظ مثلاً يا أبا عبدالله في صَحافة العالم العربي والإعلامي كيف تُسَاق الأُمَّة سَوقاً إلى اتِّجاهات مُحدَّدة فتقَع جريـمة لا أَحد يُعلِّق عليها، وتقع قضيّة أخرى تافهة جِدَّاً الجميع يكتُب فيها وفي يومٍ واحد! هذا يَدُّلُك على ماذا؟ هل وقعت اتِّفاقاً؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يُبيِّتُون[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يُبيِّتُون. أنا أذكُر أحد المشايخ لــمَّا أنكر قضيّة الاختلاط، وما يتَّصِل بها خرج في أسبوع واحد (ثلاثين مقال) للإنكار على هذا الشِّيخ!!.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] في أَمرٍ مشروع.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وفي أَمرِ مشروع، وما تكلَّم إلاَّ بالحقّ، ولا قال إلاَّ غَايَة الأَدب. والله نشهَد بذلِك والله على ما نقول شهيد. وأنَّ الرَّجُل لا يُمكن أن يَجِد أحد مَطعن لا في طريقته، ولا في محتوى كلامه، ولا في المناسبة التِّي قالها فيها. ومع ذلك (ثلاثون مقالاً)!. وتأتي قضايا أخرى أكبر من هَذا بكثير ولا مقالة واحدة! ومثل هذا الآن نراه ونُشاهده: قضايا الهيئات يُخطئ واحد من رجال الهيئة، وإذا بك تَجِد في الصَّباح هذا يُعلِّق كما يُقال عندنا (واحد يُرَقِّد والثَّاني يشُوت) هذا يُعلِّق ثُمَّ الثَّاني يتَّخِذ من تعليقه أساساً ثُمَّ الثالث يُؤكِّد والرَّابع، حتَّى يشعر المجتمع أنَّ هذا الذِّي وقع من أكبر الجرائم (هذا إن وقع) بعد يومين تُصدُر الهيئة بياناً بأنَّ هذا كُلَّه لا أساس له من الصِّحة (ويستمر التَّعليق) تصوَّر حتّى يُصبِح كلامهم مصدراً لأعداء الإسلام.[/FONT]
[FONT=&quot]يقول لي الشِّيخ صالح الحِصَيِّن – أظُنّ في القضيّة التِّي حدَثت في المدينة لأحد رجال الهيئة- وكُتِب أنَّ رجُل الهيئة صَنع كذا وكذا، الأمير نايف نَفَى هذا الأمر تماماً، أحد الكُتَّاب الأمريكان يعتمد على القصَّة من خِلال كُتَّاب الصُّحُف الموجودين، يعني كأنَّهم صاروا تُكأَة لهؤلاء الكُتَّاب الغربيين في إثبات بعض القضايا، مـِمّا يُؤكِّد أنَّ هؤلاء القوم يُبيِّتُون وأنَّهم يتآمرون وأنَّ هذا الأمر ليس عفوياً، وأنَّها ليست قضايا شَائعة وكُلّ واحد يتحدَّث عنها، وإنَّـما هي انتقائية واضحة في اختيار الموضوعات. والقضايا التِّي يتحدَّثون عنها، وإغفال الشَّيء الذِّي لا يُمكن أن يتحدَّثُوا عنه.[/FONT]
[FONT=&quot]د.الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في قضيّة مهمّة في هذا الجانب – ما بودِّي أن نستطرد فيها كثيراً- بعض النّاس لــمّا تأتي إلى قضيّة المسلم والكافر الذِّي يُسمُّونه الآن (الآخر) مع الأسف وهي من الأشياء التِّي بدأت تتغيَّر أيضاً حتّى في الــمُصطلَحات، بل نقول (الكافر الغربيّ) لنفترض أنَّ هذا الكافر الغربيّ ما خطَّط، ومعه مجموعة من الكُفّار، ليس له إلى هذا سبيل، ومُسالــِم، تبقى قضيّة مُعيِّنة وهي مُهمّة جِدَّاً: وهي أنّه مهما كان هذا الكافر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يخرُج عن ثقافته الخاصَّة، فما يقوم به هو ما يخرُج من ثقافته الخاصَّة من مجتمعه، فقد عَاش في مجتمع لا يَرى عَيباً في كَذَا ولا يَرى أنَّ هذا حراماً، ولا يرى أنَّ هذا كذلك، فإذا خَالَط المسلمين أو خالَطَهُ المسلمُون فقضيِّة التأثُّر قضيِّة لا يُمكن أن يُنكرَها إنسان فهذه مسألة مُهمّ جِدَّاً أن ننتبه لها. بمعنى أننّا حتى لو نَفينا قضية وُجُود مُؤامرة في قضيِّة ما فأيضاً مهما كان هذا الكافر بثقافته، بِتُراثه لا يُمكن أن ألتقي أنا وإيّاه فأحدُنا سيتأثَّر بالآخر، والمشكلة الآن أننَّا نحنُ الأضعف وكما هي القاعدة التي ذكرها ابن خلدون أنَّ الأضعف يقتدي بالأقوى، أيّ الغالِب هو الذِّي يُسيطر في جميع أُمُوره على المغلوب. اُنظر الآن – على سبيل المثال- إلى أكلات الدُّول الغربية في بلادنا، وهل يوجد العكس؟ وكيف تُسوَّق هذه الأكلات، هي صح أكلة عند بعض النّاس، ولكن وراءها – كما هي الدِّراسات في اليابان وفي روسيا- ثقافة طويلة تُؤثِّر بعد ذلك في الذِّين يَستعملونها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] أنا كنت أريد أن أُعلِّق على هذه النُّقطة وهي قضيّة: ما هو التَّوجيه الرَّباني هنا للنَّبي صلى الله عليه وسلّم؟ فيقول: إنّ بين المسلمين يا مُحمَّد من يستمعُ إليك في المجلس ويُظهِر الطَّاعة، ولكنّه إذا خَلا كما قال الله في سورة البقرة [/FONT][FONT=&quot]( وإذا خَلَوا إلى شياطينهم قالوا إنّا معكم إنّما نحنُ مستهزؤون)[/FONT][FONT=&quot] فيقولون هنا [/FONT][FONT=&quot](فإذا بَرزُوا من عندك بيَّت طائفةٌ منهم غير الذِّي تقول)[/FONT][FONT=&quot] أيّ يُغيِّرون أقوالهم، هل وجَّهَهُ اللهُ سبحانه وتعالى بقتلهم؟ وجَّهَهُ بَطَردِهِم؟ بِلَعنهم؟ بإِظهار سَبِّهم[/FONT][FONT=&quot]؟ [/FONT][FONT=&quot]مع أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يعرفُ أعيانهم، أليس كذلك؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بلى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري: [/FONT][FONT=&quot]كان يعرف أسماء المنافقين، وبالرَّغم من ذلك لــم يَصنع من ذلك شيئاً من هذا وإنَّما قال الله [/FONT][FONT=&quot](فأعرض عنهم وتوكّل على الله)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا يَهمُّوك[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] والله هذه الحقيقة توجيه يَستَحِقّ التوقَّف، فالله سبحانه وتعالى لــم يأمُر النّبي صلى الله عليه وسلّم بقتل المنافقين والنَّبي صلى الله عليه وسلّم عندما قال له بعض الصَّحابة الــمُتحمسِّين: يا رسول الله مُرني أضرب عُنقَه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال: لا، حتّى لا يتحدَّث النَّاس أنَّ مُحمَّداً يقتُل أصحابه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فهُم في نظَر النّاس الـــمُراقبين من الخارج جُزء من المسلمين، في حين أنّهم في واقعهم ليسوا كذلك- منافقين- فالحقيقة هذه تستحق تعليق، تستحق توقُّف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح، ولهذا هذه قاعدة وهي مرتبطة مُتعلِّقة بالقاعدة الكُبرى- فيما يتعلّق بالقَدَر- وهي قضيّة الابتلاء يعني بعض المسلمين لــمَّا ينظُر إلى مثل هؤلاء ووجُودهم في المجتمع كأنّه يقول: ما الحكمة من وجود هؤلاء؟ لماذا لا يُفنِيهم الله سبحانه وتعالى، ويُبيدُهُم، هؤلاء أفسدوا، هؤلاء فَعلوا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهم في عهد النَّبي صلى الله عليه وسلّم أيضاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] وهم في عهد النَّبي صلى الله عليه وسلّم، فالله سبحانه وتعالى يقول (آلم[/FONT][FONT=&quot] أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذا جُزء من الفتنة، فإذاً هو ضِمن الابتلاء العامّ للمؤمنين، التَّمحيص العامّ للمُؤمنين، فوجُود مثل هذه الفِئة التِّي أَشبه ما تكون بالسَّرطان في الجسم، هذه في الحقيقة هي جُزءُ من الابتلاء العامّ، ولهذا نحن نغفل عن هذا الابتلاء العامّ، ونَغفَل عن كون الدُّنيا دار ابتلاء وتمحيص، ومُدافعة، ومغالبة نَغفل عن هذا فنقع في أخطاء في التَّعامُل مع ذواتِنا أحياناً، وفي التَّعامل مع هذه الطَّائفة، أو في التَّعامل فيما بينُنا نحن كمؤمنين، قد يقع ما يقع أحياناً من إِحَن أو غيرها التِّي بَقيَت للشَّيطان، فنـتـناسى هَذه المنظومة العامَّة من الابتلاء الذِّي ابتلى به سبحانه وتعالى المجتمع المسلم منذ عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لكن بالفعل الملحظ الــمُهمّ جِدَّاً هُو: كيف تعامَل النَّبي صلى الله عليه وسلّم مع هذه الفئة، وهُو كان في مركز القُوَّة، وكان هو صلى الله عليه وسلّم قادر على أن يأمُرَ بأن يُقتَل فُلان فيُقتَل مباشرة، مثل ما أَمَر- كما قُلنا في لقاءٍ سابق- بقتل كعب بن الأشرف ذهبت له سرية وقتلته – وهذا الآن عبد الله بن أُبِّي سَلُول أكبر المنافقين، ورأس المنافقين ويكاد يتّفق كثير من الصَّحابة أنّه من المنافقين ومع ذلك الرَّسول صلى الله عليه وسلّم لم يفعل له شيئاً. والحقيقة يحتاج إلى تأمُّل وإلى نظر، طبعاً بعض من يُخالِفك في الرأي اليوم يقول الآن نحن ضُعفاء إذا لم نتكلَّم بقسوة، إذا لم نتعامَل معهم بنفس ألفاظهم، إذا لم نُبيِّن عَوارَهُم، ونفضحُهُم فضيحة تامّة فإنّهم سَيَلبِسُون على النّاس، نقول: لا شَكّ أنَّ هذا راجِع إلى المصلحة. قال الله [/FONT][FONT=&quot](يا أيُّها النَّبي جاهِد الكُفّار والــمُنافقين واغلُظ عَليهم)[/FONT][FONT=&quot] فيُوجَد الأَمر بالغِلظة، ويُوجَد الأمر العامّ الذِّي كان يتعامل به النَّبي صلى الله عليه وسلّم وهو الأَمر الوَسط: الرِّفق في كُلّ هذه الأُمُور. لكن حينما تتعامل مع هذه الفئة بالذَّات لا تجعل لهؤلاء عليك مَدخلاً حتّى في ألفاظِك. اُقسُ عَليهم، ولكن انتبه لبعض الأَلفاظ ليس هناك أيّ داعي أن تُخرِجها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أنا قَرأت لبعض الذِّين يُنافِحُون عن الدِّين، ويَكتُبُون عن هؤلاء أحياناً يستخدم عبارات – في نظري أنا- أنّه كانَ الأَولى به ألاّ يستخدمها فقد ضَرَبَ ضرباً مُوجِعاً، ولكن بدون هذه الألفاظ، ولو خَلَت من هذه الألفاظ لكانت أكثر إيجاعاً. بل أنا لا أَشُكّ أنَّ من تُكُلِّمَ عنه يَفرح بهذه الألفاظ، لأنّه يقول: اُنظُروا إلى أخلاقهم، إذا حكَمنا أمثال هؤلاء ماذا سيفعلون بنا؟!.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] حتّى قالها أحدُهم- قالها صراحةً- دعُوا فُلاناً يكتُب لأنّه يُعطينا الحُجّة أَمام الملأ على أنَّ هذه طريقة القوم في الرَّد، والخِطاب، والكلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] الوقت تـَرى انتهى في هذا المجلس فما رأيكُم لو نُرجئ الحديث عن هذه الآيات للمجلس القادم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إن شاء الله، جزاك الله خيراً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] أيُّها الإخوة المشاهدون الكِرام، انتهى وقت هذا المجلس، نَلقَاكُم - إن شاء الله - في المجلس القادم، وصلى الله وسلّم على نبيِّنا محمد، والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة الثامنة - تأمُّلات في الآيات (82-83)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الثامنة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا (83))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرَّحمن الرحيم. الحمد لله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً، مرحباً بكم أيُّها الإخوة المشاهدون الكِرام في برنامجكم بيّنات في هذه المجالس القُرآنية، ولا يزال حديثنا مُتَّصِلاً مع المشايخ الفُضلاء حول آيات سورة النِّساء وقد وقفنا في اللِّقاء الماضي حول الآيات التِّي تتحدَّث عن فئةٍ من المنافقين كَانُوا يُظهِرون الطَّاعة للنَّبي صلى الله عليه وسلّم وهم في مجلسه، فإذا خرجُوا من عنده بدَّلُوا وغيَّروا فقال الله عنهم ([/FONT][FONT=&quot]وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ووقَفَ بنا الحديث وكان الدُّكتور مــُحمَّد يتحدَّث عن قوله تعالى ([/FONT][FONT=&quot]فأعرض عنهم وتوَكّل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على الله[/FONT][FONT=&quot]) وكُنَّا يا دكتور محمّد بدأَنا في ذلك المجلس الحَديث حول التَّـوجيه الربَّاني للنَّبي صلى الله عليه وسلم في التَّعامل مع المنافقين أنّه وجَّهَهُ في هذه الآية فقال ([/FONT][FONT=&quot]فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً[/FONT][FONT=&quot]) كُنت تُريد أن تُعلِّق على هذه النُّقطة، وتَربطها بالتَّوجيهات الأُخرى التِّي أمر الله فيها بقتال المنافقين وإلى آخره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، لـمَّا قال الله عزَّوجل (فأعرض عنهم) هذا توجيه للنَّبي صلى الله عليه وسلّم، ولنا نحنُ أيضاً من بَعده عليه الصَّلاة والسَّلام حِيال هذه الطَّائفة التِّي تُظهِرُ شَيئاً وتُبطِنُ شيئاً آخر، فهُم يَـحيكُون المؤمرات، ويتآمُرون في لَيلهم، ويُخطِّطُون لِبَاطلهم، نحنُ لا ينبغي لنا أن نُكَبِّر من هذا الأمر أكثر من اللاَّزِم، لأنَّ المجال الــمُتاح لنا لكي نُقابِل ونُواجِه هو الظَّاهر، فإذا رَأينا شيئاً في الظَّاهر أبطلناه، وأمّا هذا البَاطِن فالله يتولاّه. ولذلك قال:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]والله يكتُب ما يُبيِّتُون).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، قال [/FONT][FONT=&quot](فأعرض عنهم)[/FONT][FONT=&quot] أيّ لا تَشغلك هذه الخُطَط والأشياء، لا تحمِلك على أَن تخاف وتَـرهَب، لأنَّ معك الله سيَكفِيك الله عزَّ وجل ما لا تَستطيع أنت أن تقُومَ به، أو تَدفَعَهُ، توكَّل على الله، إِمضِ لِمَا أمَرَكَ الله. إيَّاكَ أن تتوَّقَف لِتنظُر في هَذه الخُطط، فتُغيِّر أنت أو تنتظِـر أو تتوقَّف في مَشَاريعك، وهَذا يحصُل عند بعض النَّاس - وهَذا هُو موطن الفَائِدة في هذه القضيِّة- تَجِدهُ ماضٍ في مشروعٍ ما، فيَسمَع أنَّ هناك خُطَّة من أعدائِهِ من المنافقين داخِل الصَّف الإسلامي ضِدَّ هذا المشروع فتجده يتوقّف، نقول له: لا، لا تتوقّف. الله يَكتُب ما يُبيّتون، أنت أعرِض عنهم، وتَـوكَّل على الله، اِمضِ، لا تُغيِّر شيئاً، لأنَّ الله سيُبطِل ما يـَفعلُونه، ويَرُدّ كَيدَهم في نُحورِهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهذه قضيِّة يا إخواني- والله في غاية الخُطُورة، نحنُ نتوَّقف قبل أن يُقال لنا: توقَّف، نحنُ نُجهِز عَلى مَشاريعنا بِحُجَّة أن هُناك خُطط، ومؤمرات ضِدَّنا. عِلماً بأننَّا لم نرى شيئاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فيُقال لهُم: أعرِض عنهم، لا يَهُمُّونك، صَحيح أنَّك تـَحذَر، أمَّا بالنِّسبة لِمَا يظهر من باطِلهم، فافضحهم، وبَيِّن ما عِندَهم من البَلاء، ومن التَّخطيط، ومن كَذا، صِفهُم للنَّاس وصفاً جيِّداً لا ينبغي لنا أن نُسمِّيَ الأسماء، فُلان وفُلان وفُلان إلاَّ في حالات مُحدَّدة ومُعيَّنة، أمَّا الأصل فهُو أن نُظهِر صِفات الـــمُنافقين، أن نَكشِفَهُم، نقول منهم مَن يفعل كذا، منهم من يقول كذا، كَمَا قال القرآن، ونُوضِّح ذلِك للنَّاس ونستمر في إيضاحه، كما فعل القُرآن تماماً نَزَل في المنافقين أكثر من (خمسمائة آية) كما يقول ابن القيم رحمه الله، هذا نُبَيِّنُه، لكن لا تتعثَّر مَشاريعُنا بسبب مُخطَّطاتهم لا نتوقَّف من أجل ما يُبيِّتُون، نتوكَّل على الله، وسيَرُدُّ الله كَيدهم في نحُورهم ، قال الله ([/FONT][FONT=&quot]وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] تأتي بعد هذه الآية في قوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً[/FONT][FONT=&quot]) آية عظيمة في سورة النِّساء وهي قوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا[/FONT][FONT=&quot]) فقوله سبحانه وتعالى هنا ([/FONT][FONT=&quot]أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ[/FONT][FONT=&quot]) ما مُنَاسبَة هذا الأمر بتدبّــر القرآن يا دكتور مساعد في أثناء الحَديث عن المنافقين، وعن تَدبيرهم للخُطَط، وعن إعراضهم عن النَّبي صلى الله عليه وسلّم وإلى آخره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، طبعاً جاءت الآية في سِيَاق المنافقين، وَوُجَّه الخِطاب لهُم أوّلاً فقال أفلا يتدبَّر هؤلاء الـــمُنافقون الذِّين يُبيِّتُون خِلاف ما يُظهِرون أمَامك، أفلا يتدبَّرُون القُرآن، وهَذا فيه دِلالة على أنَّ عندهم من الشَّك في الرِّسالةَ ما عندهم، وأنَّهم لو تدَّبَرُوا القُرآن لَظَهَر لهُم أنَّه من عِندالله سبحانه وتعالى، وهذه فئة أو صِنف من المنافقين الذِّين يَحصُل منهم مثل هذا الأَمر فقال ([/FONT][FONT=&quot]أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا[/FONT][FONT=&quot]) فَلمَّا لــــم يكُن فيه هذا الاختلاف الكثير دلَّ على أنَّه من عندالله، وإذا دَلَّ على أنَّه من عندالله فكان الواجِب عليهم أن يُوقِنُوا به، وأن يتَّبِعُوا هذا النَّبي صلى الله عليه وسلَّم, فإذاً هَذه حَالة من الأحوال التِّي عاشَهَا هؤلاء الــمُنافقون، وهذه الحالة لا تَزال إلى اليوم عند صِنفٍ من النَّاس لا تزال موجودة، ولكن لعلَّنا – إن شاء الله- بعد قليل نتحدَّث عن قضِّية [/FONT][FONT=&quot](وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا[/FONT][FONT=&quot]) كَيف نَعرِض الحُجَج القُرآنية الكُبرى، نحن الآن نقول مثلاً الآية العُظمى الحُجّة البالغة هو (القرآن الكريم)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لكن إذا أَردنا أن نُثبِت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه الحُجَّة البَالغة عندنا طرائق في الإثبات، هذه الطَّريقة قلَّما يُنتَبَه إليها[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]وهِيَ النَّفي الــمُجمَل [/FONT][FONT=&quot](وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فَنستخدِم النَّفي الــمُجمَل، لإثبات صِحة القرآن، وهذا يَغفل عنه بعضُ النَّاس وهُم يُجادِلُون في هذا الكتاب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني كيف النّفي الــمُجمَل؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني مثلاً النَّفي الــمُجمَل أنا بدلاً من أن أقول القرآن يدُلّ على كذا، ويَدُلّ على كذا، نقول له : أَثبت لي أنَّ في القرآن ما يُخالِف العلم الصَّحيح الــمُعتَبــَر؟ (لا يُوجد) أَثبت لي أنَّ القرآن يُخالِف العقل الصَّحيح الــمُعتَبَر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أثبِت لي أنَّ في القرآن تناقُضاً واضطراباً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هو يجب أن ننتبه إلى أنَّه قَد يأتِيك إنسان ويقول:نعم فيه اضطراب، وفيه تناقض، فيه كذا وكذا لكنَّه لا يَثبُت أمام البرهان، أيضاً لــمَّا يأتي ويقول والله العلم يُثبِت كذا وأنتم تقولون في كتابكم كذا، هَذا لا يقف أمام البُرهان، أضرب مثالاً – لِكي يُنتَبَه-: أحد النَّصارى – طبعاً النَّصارى لهم في الإِعجاز العلمي عنده في الكتاب الــمُقدَّس بُحُوث حتَّى سابقة لكلام المسلمين- فأحد النَّصارى وهو يعترض على من يَطرح فكرة الإِعجاز العِلمي عند المسلمين يقول إنَّ في كتابنا يَقصد في الأَناجيل لا يذكُر كِتابُنا إلاَّ سماءً واحدة.وأنتُم في كتابكم تذكُرُون سبع سموات، والعِلم اليَوم لا يُثبِت إلاَّ سَماءً واحدة، فمَن الذِّي كِتَابُه هُوَ الـــمُتناَسِب مع العلم كتابُنا أو كتابُكُم؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طبعاً هَذه حُجَّة بَاردة بَاهتة، لكن كيف تَستطيع أن تَرُدَّ عليها؟ إذاً الــمَسألة هُنا في قَضِّية مُهمَّة جِدَّاً يغفل عنها كثير ممّن يُعالِج هَذه القَضايا: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نَقول له جميل العِلم عندك الآن أَثبتَ أنَّ هُناك سَماءً واحدة، لكن هل يَستطيع أن يَنفِي؟ لا يَستطيع أن ينفي. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] عَدمُ العلمِ بالشَّيء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ليس عِلماً بالعَدم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، والدَّليل على ذلك أنَّ مفهوم العِلم عندَك أنت عند الغرب الذِّي أنت الآن تنسِب إليهم إثبات هَذه القضِيَّة، العالِــم الغَربيّ مثلاً: عالِم فَلَك لــمَّا تَأتي إليه تقول له الآن ما ثَبَت عندكم إلاَّ وجُود سماء واحدة وهذه السَّماء بِغَضِّ النَّظَر عن مُرادِه بالسَّماء أيَّاً كان هل هي الفضاء أو غيره لكن المقصود لا يَثبُت عنده إلا سماء واحدة، هل الآن العلم قادِر على أن يُعطينا ما هو بمثابة القَانون الرِّياضي (1+1=2) أنّه لا يُوجد سماء ثانية؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا يُمكن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لا، ما يستطيع[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot]مُعطَى العلم عنده يقول أنا لا أستطيع لماذا؟ يقول: لأنَّ العلم عندي قائِم على التَّطوَّر، وأيضاً على إمكانية النَّقط، يعني أنَّ القضيِّة العِلمية هِي حَقيقة علمية نسبية عندي، إلى الآن هَذِه حقيقة علمية لكنّها نسبية تحتمل النَّقط في بعض أُمُورها، قابلة لماذا؟ للتَطَوُّر، فنحن إذاً بحاجة إلى هذه القَواعِد الكُليِّة ونحنُ نُريد أن نُثبِت صحة ما في القُرآن، هاتُوا لي قَضيِّة علمية ثَابتة في العِلم أَشبَه ما تكون بالقَانون والقُرآن يُخالِفُها، لا يُمكن أن يُوجد هذا الأُسلُوب من الأساليب القويِّة جِدَّاً جِدَّاً في تَقديم هذا الكتاب وفي رَدّ كثير من المطاعِن التِّي تأتي للقُرآن.أُحِبّ أن نتأَمَّل هَذا وهُناك طبعاً قضايا مُرتبطة به، لكن هذه كفكرة عَامَّة، ولاحظ كيف سبحانه وتعالى أرشد إلى هذا فقال ([/FONT][FONT=&quot]وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا[/FONT][FONT=&quot]) فَجَعَل النَّفي دِلالة على الكَمَال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله تعالى ([/FONT][FONT=&quot]أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ[/FONT][FONT=&quot]) الحَقيقة إذا رأينا أنَّ هذه الآية نزَلت في سياق الحَديث مع الــمُنافقين، هذه تَجعلنا نُعيد النَّظر في معنى التَّدَبُر، وأنَّ التَّدَبُر ليسَ كَمَا شَاعَ بين النَّاس من أنَّه هو فَقط: النَّظَر الدَّقيق للمَعاني العميقة والدَّقيقة التي لا يلتفت إليها إلاَّ الأَفذاذ من النَّاس، صحيح أنَّ ذاكَ داخِل لكن ليسَ مُقتصِراً عليه لأنَّ الخِطَاب الآن مع الــمُنافقين، والمنافقون مَعروف أنَّهم لا يُـمكن أن يَصِلُوا إلى هذه المرحلة وهُم مُتَلَبِسُونَ بِنفَاقِهِم، وكذلك عِندما قال الله عزَّوجل في سورة ص [/FONT][FONT=&quot](كتابٌ أنزلناهُ إليكَ مُباركٌ لِيدَّبَروا آياتِه)[/FONT][FONT=&quot] إذا قُلنا أنَّ الخِطاب هُنا مع المشركين.أو في سورة المؤمنون [/FONT][FONT=&quot](أَفَلَم يدَّبَرُوا القول)[/FONT][FONT=&quot] إذاً ما هُو هَذا التَّدبُر نقول التَّدبُر: مَراحِل، ومَراتِب، ودرَجَات، وأنواع.فَقَضَايَا القُرآن الكُليِّة، وقَضَايَاهُ العَامَّة، وحُجَجُه، وبَراهينُه التِّي تــَجُرّ الإِنسان أو تَدعُوه إلى الإيمان، وتُزيلُ عنه اللَّبس وتُدخِلُهُ في دَائرة أهل الإيمان مَن نَظَر للقُرآن أَدنى نَظرة فيها تأمُّل، وفيها صِدق وتَجَرُّد سَيصِل إليها من خلال آيات القُرآن، ولَو لــم يكُن إِنساناً عالِماً، ولا بَليغاً ولا عَارفاً بأَسَاليب العرب الدَّقيقة إلى آخره.([/FONT][FONT=&quot]أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ[/FONT][FONT=&quot]) فالله يدعو هؤلاء المنافقين يقول: تدَّبَروا هذا القرآن اُنظُروا إلى آياته، اُنظُروا إلى حُجَجِه وبَراهينه، اُنظُروا إلى شَرائعه وأحكامِه، ماذا ستَجِدُون؟ إنَّها ستَهديكُم إلى أنَّ هذا القُرآن قد نَزَل من عندالله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] القِصَّة التِّي ذكَّرتها للشِّيخ ابن منيع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot]نعم، القصَّة التِّي ذكرناها قبل حلقتين أو ثلاث، وهي قِصَّة هذا الرَّجُل الذِّي كان مُتأثِّر بالعِلمانيين واللِّبراليين -وذكَّرَني الشِّيخ بها جزاهُ الله خيراً- كان في حِوَار مع الشِّيخ فَلمَّا طالَ النِّقاش.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال الشِّيخ: لا جَدوَى أَنا أطلُب مِنك طَلَباً واحداً، ولَكَ مُكافأة عندي، هذا شِيك بِعشرة آلاف لَك هَدِّية إن قرأتَ القُرآن من أوِّله إلى آخره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وبالفِعل في خِلال أُسبوع قرأ هذا الرَّجُل القُرآن مِن أوَّله إلى آخره ثُمَّ التقَيَا [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فجاءَ الرَّجُل: وقال جزاكَ الله عنِّي خيراً، أنا ما عرفت القُرآن إلاَّ الآن، ومعي يا شِيخ شيك بِعشرين ألفاً هَدِيَّة لك على أنَّك دَللتني على القُرآن .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لاحِظ الآن المعنى، ما الذِّي أُريد أن أَخلُص إليه يا دكتور عبدالرَّحمن؟ هو أنَّ التدَّبُر ليسَ هُو فَقَط الفَهم الدَّقيق العَميق الخَاصّ بالعُلماء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وبهذا نقول يجب علينا جميعاً أيُّها المسلمون أَن نَفتَحَ قُلوبنا للقُرآن، وأن ننظُر إليه نظرةً حَقيقية واقعية، ونُحاوِل أن نستنبط الهداية منه، فالقُرآن بِـما هُو عليه يستطيع أيّ إنسان أن يهتدِيَ به، أبداً لا يُـمكن أن يكُون الهِداية عبرَ وسيلةٍ أخرى، لا يُمكن أن نَصِل إليها إلاَّ بِه، أبداً لا يُـمكن هَذا، القُرآن بِذاته دَالٌّ على الهُدَى، ومُوصِلٌ إليه، لِكُلِّ فِئَات النَّاس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إن قَال قائِل: والعُلماء مَا دَورهُم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قلنا العُلماء لهُم مساحات عظيمة وشاسِعَة جِدَّا من التَّدَبُر لا يبلُغها العامَّة، لكن الاهتداء، والوُصُول إلى الحَقَائق الكَونية الكُليِّة الكُبرى، والعَقائد العَظيمة، والأُصُول الإِجمالية هَذِه يَصِل إليها كُلُّ إِنسان من هذا البَيان، لأنَّه كتاب مُبين، كتاب بيِّن، كتاب واضِح قال الله [/FONT][FONT=&quot](ولقد يسَّرنا القرآن للذِّكر فهل من مُدَّكِر)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] وهَذا صَحيح لأنَّه الآن الحَديث عن التَّدَبُر الحَمدُلله في السَّنَوات الأخيرة، كَثُر.وسَبَق أن ذكَرتَ ضَابط مُهِمّ جِدَّاً – بعض النَّاس أيضاً يَتوسَّع في قضيِّة التَّدبُر حتَّى يأتي بِغَرائب، وأحياناً بأباطِيل ولِذَا أَنا أَقُول مع كَلام الدُّكتور محمّد أنَّه لابُدَّ أن نَضع قاعدة (أننَّا لا نتدَّبَر إلاَّ ما نفهم) فالفَهم لابُدَّ منه، ولكن ليس معنى ذلك: أنَّ الفَهم أن تَذهب، وتقرأ في كُتُب التَّفاسير، وتُحَرِّر المعاني، وتكون عالماً بالتَّفسير [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وأنتَ لستَ مُؤهلاً لذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، لكن المقصود أنَّك تَفهَم هذا الخِطاب، لو نأتي إلى أحدهم ونقول له[/FONT][FONT=&quot] (قُل هو الله أحد. الله الصَّمد. لم يَلِد ولم يُولَد. ولم يكُن لهُ كُفُوَاً أحد) [/FONT][FONT=&quot]كيف سَيتدَّبَر قولَه: [/FONT][FONT=&quot](ولم يكُن لهُ كُفُوَاً أَحَد) [/FONT][FONT=&quot]وهُوَ لا يعرف ما معنى (الكُفُو) فإذاً أهمّ قَضيِّة فقَط هي فَهم المعنى، إذا فُهِمَ الــمَعنى، فلا شَكَّ أنَّ أَنواع التَّدَبُر تَبدأ تنفَتِح شيئاً فَشَيئاً للمَتدَبِّر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني خُذ على سبيل المثال مثلاً: أحياناً زوَايا تنظُر أَنت إلى القُرآن الكريم من خِلالَها زَوايا مُعتَادة – نـَحنُ المسلمين- لأننَّا مُسَلِّمين بِصدق هَذا القُرآن وصِحَّتِه، ثُمَّ يأتي شَخص مثلاً نَصراني، فيُؤمَر بِتَدبُّر القُرآن، فجَاءَ أحد النَّصارى يتدَّبَر القُرآن على هَذا النَّحو. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فيقُول: فَلَفَتَ نَظَري، أوَّل ما لَفَت نَظَري أنَّه لا يُوجَد فيه حَدِيث، وليس فيه سورة باسم عائشة مع أنَّني أعرف أنَّ عائشة هي أحبّ زوجات النَّبي صلى الله عليه وسلّم إليه، وفُوجِئت بأنَّ هناك سورة باسم (مـــَريـــَم) وهَذا الذِّي لــم أكُن أتوقَّعه على الإِطلاق، فوجَدت فيه سُورة خاصَّة (بــِمَريــم)، ووجدت فيه سورة خاصَّة بأُسرة مريم (آل عِمران) وقال ووجدت فيه مَساحات واسعة جِدَّاً عن عيسى، وآيات كثيرة ووجدت فيه التَّفاصيل عن عيسى ليست موجودة عندنا في كتاب.قَال فاستغربت وذَهبَت إلى أَحد عُلماءَ المسلمين وسألتَه هذا السُّؤال .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال: هذا صحيح، نعم لَدينا سُورة عن (مـَـريــم) ولدينا سورة عن ( آل عمران) وغيره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال: لماذا إذاً لا يُوجَد سورة عن عائشة ؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال : هذا ليس كتاب عَائلة النَّبي صلى الله عليه وسلّم.هذا كتابٌ من الله سبحانه وتعالى، فَمَا عظَّمَه الله في القُرآن الكَريم نحنُ نُعظِّمُه، ومَا لَــم يَذكُرُه الله سبحانه وتعالى لا نَذكُرُه. فكان هذا سَبب لهدايته إلى الإسلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] اُنظُر تَدَبُّر إجمالي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] بالضَّبط، أَحسنت، فهذه زاوية - أنا من وجهة نظري- مِن الزَّاويا التِّي نحن لا ننظُرها، فهذه ليست من الأشياء الــمُهمِّة بالنِّسبة لي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] لَــم أُفكِّر فيها ليست مُشكلة عندي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot]ولذلك عِندَما يُخاطِب الله المنافقين هنا فيقول [/FONT][FONT=&quot](أفلا يتدَبَّرون القُرآن)[/FONT][FONT=&quot] يَبدو أنَّ المقصُود أنَّهُم لو أنَّهم تدَّبَروا القرآن الكريم الذِّي يَطعَنُون فيه والذِّي يُخَالِفُون من جَاءَ به عليه الصَّلاة والسَّلام لَوَجَدُوا من الأدِّلة، ومن البَراهين ما يجعلُهُم يتغيَّر مُعتَقَدُهُم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا بلا شَكّ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا فيه إشارة أيضاً إلى أنَّ من وسائل دَفع الشُّبُهات، والنِّفاق، وما يَجده الإنسان في نفسه من التَّكذيب أحياناً هو العَودَة إلى القرآن الكريم.ولِذلك اُنظر حتّى القِصَّة البسيطة التِّي ذكَرتَها عن الشِّيخ عبدالله بن منيع هذا الرَّجُل لــم يكُن في حاجَّة إلاَّ مَن يُجبِرُه - ولـَو بِطريقة أَدَبِــية- عَلى قِراءة القُرآن فقط، ثُـــمَّ يُخلَّى بينَه وبين قَلبِه.ولذلك الله سُبحانه وتعالى يقول [/FONT][FONT=&quot](أن تقُومُوا لله مثنى وفُرادى)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (ثُمَّ تتفكَروا)[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](ثُمَّ تتفكَروا)[/FONT][FONT=&quot] الإِنسان عندما يَكون في مَــجمَع من النَّاس ثُمَّ يَقَع في زَلَّــة مثلاً يُطَالَب بِأن يَرجِع عنها قد يكون فِيها مَشَّقَة، يجد في ذلك مَشَقَة أنَّه يُكَذِّب نفسه، أو يَرجِع، أو يَضعَف أمامَ الجُمهُور. لكن عِندما يَخلُو بنفسه فإنَّه لَيس عليه ضَغط مِن أَحد.وإنَّـما يرجِع إلى عَقله وإلى رُشده، ويتأَمَّل، وينظُر ولذلك هذا الرَّجُل لَــمَّا خَلا بالقُرآن ووجدَ الآيات الواضحة رجع وقال: أنت تُريد أن تُعطيني عشرة آلاف أنا سأُعطيك عشرين ألف.الــمَسألة ليست مادِّية.. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مَعذرةً يا أبو عبدالملك، مُشكلة هذا الرَّجل ما هي؟ أنَّه كان يقرأ عن القرآن من أعداء القرآن، فهُم يأخذُون الــمُتشابه، والــمُشكِل، والآيات، والأَحكام، التِّي يُمكن أن يتَّخذها هؤلاء ذَريعة للطَّعن في الإسلام، عِلماً بأنَّه لا مَطعَن من خلالها لكن من ينظُر إليها مُجرَّدَةً عمَّا قَبلَها وما بعدها وما يَحُفّ بها وعَن سِيَاقها العامّ في الإسلام ستكون بالنَّسبة له مشكلة، أمَّا من نظَر إليها نظرة داخل هذا الدِّين وعَرَفَها في سِياقها، وَوضَعَها في مَوضعها الصَّحيح والله ما تكون عنده أيّ مشكلة في هذا الأمر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشّهري:[/FONT][FONT=&quot] حدَّثني أحدُهُم يوماً :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال: يا شيخ عبدالرَّحمن الله سبحانه وتعالى يقول [/FONT][FONT=&quot](يا أيُّها الذِّين آمنوا لا تقرَبُوا الصَّلاة وأنتُم سُكارى حتَّى تعلمُوا ما تقولون)[/FONT][FONT=&quot] هَذه الآية تدُلّ على جَواز شُرب الخَمر، أليسَ هذا صحيح؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قلت: هذا صحيح، فعلاً هذه الآية تدُلّ على أنَّه يجُوز لك أنّك تَشرب الخَمر في أوقات بَعيدَة عن الصَّلاة، في الوقت الذِّي يصحو فيه قبله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال: أليست هَذِه إذاً تَدُلّ هذه على جواز شُرب الخمر؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قلت:إلاَّ تَدُلّ، في وقتها وفي سِيَاقها صحيح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال: إذاً أنا استدللت بهذه الآية عندَ أحدهم فاتَّهمني بأنِّي مُنافق، وأنِّي كذا، وأنِّي كذا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قلت له: ولكن غَاب عنك مسألة، هذه الآية ليست هي الآية الحاسمة في الموضوع، هُناك آيات أخرى نــَزلت بعدها قال الله سبحانه وتعالى فيها [/FONT][FONT=&quot]( يا أيُّها الذِّين آمنوا إنَّما الخمرُ والميسرُ والأنصابُ والأزلامُ رِجسٌ من عمل الشَّيطان فاجتنبِوه لعلّكُم تُفلِحُون.إنِّما يُريدُ الشَّيطان أن يُوقَعَ بينكُم العداوةَ والبغضاءَ في الخَمر والمَيسِر). [/FONT][FONT=&quot]فهذه الآية التِّي أنت اِستدللت بـها كانت قبل هذه الآية، وعندما نزَلَت لــم تمنع النَّاس من شُرب الخمر تماماً، وإنَّـما قلَّلت أَوقات الشُّرب فقط، فاستدلالك أنت، فهمُكَ صحيح، ولكن طريقتك خَطأ، لأنَّ هُناك شيء في القرآن الكريم اسمه (النَّسخ) وهذه آية كانت في مَرحلة مُعيِّنة من تاريخ الإسلام ثُمَّ نُسِخَت بهذه الآية أنت الآن القرآن الكريم بين يَديك كامِلاً لا تستطيع أن تقول والله أنا سآخُذ هذه الآية وأَترُك هذه الآية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال: هَذِه أوَّل مرَّة أسمع بشيء اسمها نِسخ في القُرآن الكريم . وأُعجِب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقال: لـــَو كان قال لي هذا الشَّخص عندما قلت هذه الآيات قال لي هذا الكلام كان اقتَنَعت، ولكن أخَذ يتَّهمني بأنِّي مُنافق وأنَّني آخُذ آيات، وأترُك آيات ولم يذكر لي هذا .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فدَليل على أنَّ بعض النَّاس يحتاج فقط أنَّك تُبيِّن له، أنَّه يأخُذ القُرآن من أوِّله إلى آخره، وأنَّه يَعرف كِيف يَتعامل معاه، وهذا أعتقد أنَّــه دور العُلمَاء، ودَور طَلبة العلم أنَّه يُقرِّب المعاني للنَّاس، وتَرى كثيرٌ من النَّاس - يا إخواني- الآن في غيبُوبة كَامِلة عن القُرآن لا يَقرأُه، ولا يَتدَّبَرُه، ورُبّـَما يَعيش سنة، سنتين، ثلاث رُبَّما أكثر من ذلك، وهو لا يَحفظ إلاَّ (قُل هو الله أحد) و(إنَّا أعطيناك الكَوثر) و(العَصر) معنى أنَّه لو تأمَّلها - لَدَّلتُه- كما قال الشَّافعي عن سورة العَصر: لو لــَم يَنزل على النَّاس إلاّ هذه الآيات لَكَفَتهُم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لكنَّه للأسف يكتفي بها يُصلِّي بها، ويقوم بها، ولكنَّه لا يَدخُل في العُمق، فأنت في حاجّة الحقيقة إلى أنَّك تُقرِّبه بشكل أو بِآخر إلى هَؤلاء.حتّى يعُود النَّاس إلى دينهم، وإلى كتاب ربِّهم، ويفهموا دينهم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطّيار:[/FONT][FONT=&quot] فقط لعلِّي -إن سمحتم- أذكُر أَمرين مُتعلِّقين بـِمَا ذَكَرت، أوَّل أَمـر ذكَرتَه لــمَّا تكلَّمت عن النَّصراني الذِّي لم يجد سُورة عَائشة –كَمَا كان يتصَوَّر ويَفتَرض- فقط أريد أن أُفِيد الباحثين خُصُوصاً طُلاَّب الدِّراسات العُليَا بل وأعضاء هيئة التَّدريس وغيرهُم أيضاً إلى كتاب ( النــَّــبَأ العـَــظــِيـــم) وهو كتاب عظيم بالفعل . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لمحمد عبدالله دراز[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، هذا الكتاب كتاب نَفيس للغَايَة، وفيه مِن الحُجج العَقلِية، والبُرهانية على صِدق هَذا الكِتَاب، وصِدق النَّبي صلى الله عليه وسلّم الشَّيء العَظيم جِدَّاً ، وهو الحقيقة جَاءَ بجوانب عَقلِية مُهِمَّة للغاية وأَنا أدعو الحَقيقة إلى أن تُجمَع مثل هذه الدِّلالات، ومثل ما ذَكَرت من هذه الدِّلالات، تُجمَع وتُختَصَر في كتاب يكُون مُيَسَّر وسَهَل يَكون مع الــمُبتَعَثين، وهُم ذاهِبُون إلى بلاد الكُفُر لِكَي يكُون زاداً لهُم من جِهة، وأيضاً دَعوة من جِهَةٍ أخرى، أنَّه لا شَكّ يتعرَّضُون هُناك لكثير من الشُّبهات وغَيرها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]القضيِّة الثَّانية:نحنُ نتكلَّم الآن ونقول: إنَّ هذا القُرآن يَهدي، ولكن لا يَعني ذَلك أنَّ كُلّ من قَرأَهُ اِهتدَى به، لأنَّ هناك أحياناً مَوانِع تكُون عندَ الشَّخص.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كِــبر مثلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] كِبر أو يكون قد دَخَل إلى هذا القرآن، وهو مَلِيء بالشُّبُهات، ومَليء بأشياء- ليسَ صَافيَ القَلب- بِـمعنى أننّا أحياناً نقول هذا لا نجعله قضيِّة لازمة، وإنَّـما نقول: هُو لا شَكّ هِدايةٌ في ذاتِه لكن قد يكُون من بعض النَّاس - لا نريد أن نذكُر أسماء- ممّن ارتَبَطُوا بالقُرآن وقَرأُوا ونَقَدُوا – مع الأَسَف- القُرآن نقداً صريحاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أعوذ بالله. أعوذُ بالله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطّيار:[/FONT][FONT=&quot] نقدُوه نقداً صَريحاً، هؤلاء تعاملُوا مع القرآن ولكن هل خرجُوا بهداية؟ أبداً ، خَرجُوا بِضَلالات، وضَلالات، وأَضَلُّوا غيرهُم من النَّاس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لكنَّهم قـَرأُوا بغير هذه النَّية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، لكن لو جَاءَ الإنسان إليه مُتَجرِّداً وهو يُريد أن يَنظُر-ويكون حِياديِّاً- هل بالفعل هذا القُرآن فيه هِدَاية، نقول: قَلَّما يقرأُهُ الإنسان وهو بهذه النَّفسية، ولا يَخرُج بنتيجة إيجابيِّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] العجيب أنَّ هذا المعنى أشارَت إليه سورة البقرة في أوَّلِها - في مُقدِّمَة القرآن- قال ( هُدىً للمُتَّقين) طَبعاً التَّقوى: مَكانُها القلب.هذا أوَّلاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لــمَّا ذَكَر أَضدَاد الــمُتَّقين ذكر صِنفين: (الكُفَّار- والمنافقين.)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بَدأ في كُلِّ واحدٍ من الصِّنفين بــِأَمر القَلب:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال في الكُفَّار( إنَّ الذِّين كفروا سواءٌ عليهم أَأنذرتهُم أو لم تُنذِرهم لا يُؤمنون. خَتَمَ اللهُ على قُلُوبهم) ( هذا أوَّلاً)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]جاءَ الصِّنف الثَّاني قال (ومن النَّاس من يقولُ آمنَّا بالله وباليوم الآخر وما هُم بمؤمنين. يُخادِعون الله والذِّين آمنُوا وما يَخدَعُون إلاَّ أنفُسَهُم وما يشعُرون. في قُلُوبهم مَرَض)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بمعنى: دَخَل إلى عالِم القُرآن وعنده داخل شيء، ولذلك لا يهتدي، ولا يستفيد، أنت يا أخي إذا أردت أن تستفيد وتَتَّعِظ بالقُرآن لابُدّ أن تدخُل بقَلبٍ صَادِق [/FONT][FONT=&quot](إنَّ في ذَلِك لَذِكرى لمن كان لَه قَلب)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أنا أسأل النَّاس وأقول: هل هناك أحد ليس له قلب؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالوا: لا يوجد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إذاً ما معنى ( لمن كانَ له قلب)؟ أيّ قَلب حَيّ، قَلب مُتَجَرِّد، قلب طَاهِر، قَلب جاء إلى عالــَم القرآن وهو يقول أَين الهداية، ليس عنده مُقرَّرات سَابقة يُريد حمل نُصُوص القرآن إليها كما يَفعل كثير من الــمُنافقين، واللِّبراليين، وغيرهِم يَدخلُون إلى عالَم القرآن وآيات القرآن يُريدون الاستدلال بآياته على تَدعيم شُبهاتهم، وغير ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولعلَّ هذا عندما ذكرت يا دكتور مساعد قبل قليل النَّفي الــمُجمَل [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في قوله سبحانه وتعالى (وَلـــَو كَانَ من عندِ غير الله لَوَجَدُوا فيه اختلافاً كثيراً)[/FONT][FONT=&quot] هذا لعلَّه أنسَب في الحَديث مع الــمُنافقين، من التَّنبيه على إِعجاز القُرآن الكريم في تفاصيل مَا جَاءَ به، وإِنَّـما هَؤلاء الــمُشكِّكين الذِّي يُثيرون الشُّبهات، كانَ من الأَنسب لهم في التَّحدي هُنا أن يُقال لهم:هل تستطيعون أن تَجِدُوا فيه اختلافاً؟ فالله سبحانه وتعالى يقول: ها أنتُم هؤلاء الــمُنافقون الذِّين تطعَنُون في هذا النَّبي وفيما جاءَ بِه أتحدَّاكُم، تَجِدون في هذا القرآن الكريم اختلافاً، كما تَـحدَّى المشركين والكُفَّار-تحدِّياً ظاهراً- في قوله ( [/FONT][FONT=&quot]قل لَئِن اجتمعت الإنس والجِنُّ على أَن يأتُوا بِمثلِ هذا القُرآن لا يأتُونَ بِمثله ولــَو كانَ بعضُهُم لِبعضٍ ظهيراً)[/FONT][FONT=&quot] وهذه الكَلمة كما قال الرَّافعي: كلمة لا يقولها البَشر العَاقِل قال: حتَّى لا يقولها من البَشَر رَجُل عاقِل، لأنَّهُ إذا ضَمِن النَّاس الذِّين في زمانِه، والذِّين قَبل زمانه، أن يَأتُوا بمثل هذا القرآن فَمِن أين له أن يضمَن الأجيال القَادِمَة؟ قال هذا لا يستطيع أن يقوله عاقِل، لكنّه لا يقول هذه الكلمة إلاَّ من مَلَكَ التَّاريخ، ومُطَّلِع سبحانه وتعالى ولذلك قال الله : [/FONT][FONT=&quot](فإن لـــَم تفعلُوا ولَــن تفعَلُوا) [/FONT][FONT=&quot]قال هَذه أيضاً لا يَستطيعه أن يقُولها البشر ومُحمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام لا يُـمكن أن يقولها لأنَّه رجُل عَاقل يعرف، فدَّلّ هذا على أنّـــَه ليس من عنده وإنَّــما من عندالله، من عند من أحاطَ بالمستقبل كُلِّه ويَعرفه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] العَجيب يا أبا عبدالله أنَّ هذه القضيِّة بالذَّات، وهِي من زَوايا التَّدَبُر التِّي قَد لا ننتبِه لها أنَّ اِمرأَة غَربية لــمَّا أُعطِيَت لها نُسخة من القُرآن، كَان من أوائِل ما قرَأَت [/FONT][FONT=&quot](ذلك الكِتَاب لا ريبَ فيه) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]تقول: وقَف شَعري من هـَولِ هَذه الكَلمة كُلّ الكُتُب التِّي قرأتها، واطَّلَعت عليها لا يوجد أحد كَتَب في مُقدِّمة الكتاب، إن جميع ما في كتابي لا يُمكن أن يَطرأ عليه الشَّك، ما هذه الثِّقة الهائلة ؟ هذا الـــمَخزُون الضَّخم الذِّي لا يُـمكِن أن يتصوَّره أحد، يقول لك [/FONT][FONT=&quot](ذلك الكتاب لا ريبَ فيه)[/FONT][FONT=&quot] تقول وَقف شعري عندما قرأت هذه الآية.أنا طُول عمري في ثَقافاتي، وقراءَاتي، واطِّلاعاتي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهي صادقة فعلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مَا وجَدت أحد يحتَرِم نفسُه، يمكن يتَلَّفظ بعبارة قريبة من هَذه العبارة، تجده في النِّهاية يقول:والله هَذا جُهدُ البَشَر، فما وجدتم من خَطأ فَمِن نفسي والشَّيطان، وما وجدتم من صواب فمن الله، وأنا منه بريء. إلى آخره من العبارات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لا، وحتَّى في الكُتُب الغَربيِّة أكثر، تَجد أنَّه يُفرد صفحتين للإشارة إلى الفريق الطَّويل العَريض الذِّي سَاعده في الكتاب، ويعتذر فوق ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أمَّا في القُرآن من أوَّل لحظة التَّحدي الصَّارِخ، والثِّقة التَّامَّة، فكانت هذه الآية سبب إسلامها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] اُنظُر هذه زاوية من زوايا التَّدبُرّ لا نُفكِّر نحن فيها، ولا نتوقَّعها، ولا تَطرأ لِوَاحِد منَّا على بَال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]في قضيِّة في التَّدبُر يا إخواني: هل يَعنى أنِّي إذا تدَبَّرت أنِّي أطلع في برنامج تلفزيوني وأتكلَّم، وإلاَّ أُؤلِّف كتاب في تدبُّراتــــي العَظيمة التِّي اهتديَت أنا إليها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لذلك لــم يُسبَق أن ظَهَرَت.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا، أقصَد لا يتوَّقَع وَاحد من النَّاس الآن أنّه عندما نقول تدَّبروا القرآن، فتدَّبَرُ القرآن أمرٌ مَيسُور.كُلّ ما في الأمر أنَّك حين ما تُقبِل على هذا الكتاب ستجِد أنَّه أسهَل، وأَيسَر، وأوضَح مـِمَّا كُنت تتصوَّر، هَل هَذا رُخصَة للوَاحِد من عُمُوم النَّاس أنَّه يكتُب، ويُؤلِّف في القرآن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لا [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot]أو يُــفتِي، لا، اِهتدي أنت، القُرآن سَيهدِيك، لكن كونك تؤلِّف، أو تُفتي، أو تُفسِّر القُرآن لِعُمُوم النَّاس، هذا يحتاج إلى عِلم ويحتاج إلى أَن تكونَ إنساناً قد كَانت مَعكَ الأَهلية لِئَن تقوم بهذا الدَّور.حتى لا يُقال بأنَّ الدِّين كلام مُبَاح كُلّ واحد يَستطِيع أن يتكلَّم فيه ولو لم يكُن مُتَخصِّصاً.لا يا أَخِي أنت تستطيع أن تَـهتدِي به، لكن كَونَك تَعرِض هَذِه الهِداية، وأَن تقُول على الله عزَّوجل، وأن تُوقِّع عن الله .هذا يحتاج إلى أهله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لابُدّ أن يـَتوثَّق، وأن يَستشير أهل العلم، وأن يَكُون مُنضبِطاً مع أُصول التَّفسير، وفَهم كلام العرب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ويَفهم كلام العرب. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّـــيار:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا في تَدَبُّرات بعض العامَّة أحياناً- لا نقول لــم يُسبَق إليه- لكن لا تجده مَسطوراً حتَّى في كتُبُ العُلماء، أذكُر أحد الزُّملاء، وهُـو مُتَخَصِّص في الأَدب الإنجليزي ليس مُتَشَرِّعاً، فَمرَّة سألني سؤال: قال الآن الله سبحانه وتعالى لــمَّا قالت له الملائكة: (قالوا أتجعَلُ فيها من يُفسِدُ فيها ويسفِكُ الدِّماء ونحنُ نُسبِّحُ بحمدك ونُقدِّس لك) قال من يُفسد فيها يمكن الدِّلالة العَقلية تَدُلّ على وقُوع الإِفساد.لَكِن سَفكِ الدِّماء، من أين عرفوا الدَّم وأنَّه سَيقع سَفكٌ له.لابُدّ أن يكون هناك صُورة سَابقة وقَعَ فيها سفكُ دماء فقاسُوا عليها.أو أنّه يكُون عندهُم خَبَـر من الوَحِي أنّه سيقع سفك الدِّماء وليس هناك إلاَّ أحد الطَّريقين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقلت: والله أنا هذه الآية أوَّل مرَّة أتوقَّف عندها بهذه الطريقة، لاحِظ بالفعل كيف عَرفت الملائكة هذا التَّفصيل الدَّقيق في سَفكِ الدِّماء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مع أنَّ العُلماء ترى ذكرُوا هذه القَضيِّة، وقُالوا إنـــَّما سَأَل الملائكةُ ربَّهُم سبحانُه وتَعالى، أو تَـوقَّفُوا عند هذا الأَمر، لأَجلِ ما سَبَق، وهُو أنَّ الجَانّ كَانُوا في الأَرض فأفسَدوا فيها، وسَفَكُوا الدِّماء، فالملائكة قَاسَت ما سيحصُل من بني آدم على ما حَصَل من الجِنّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا مَنطقِيّ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم. [/FONT][FONT=&quot](والجَانَّ خلقناهُ من قبلُ من نارِ السَّمُوم) [/FONT][FONT=&quot]أيّ بِخلق الجِنّ السَّابق . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطـــيَّار:[/FONT][FONT=&quot] أنَّك تَعلم أَنت الآن أنَّه ما قَبلَ آدم عليه الصَّلاة والسَّلام وخَلقِه يُعتَبِر من الغيب، وليس عندنا إلاَّ بعض الرِّوايات، ليسَ هُناك ما يُثبِت ثُبُوتاً يقينيّاً وجُود خَلق قبل آدم عليه الصَّلاة والسَّلام، وإن كُنَّا لا نَنفِي لكن نقول أنّه ليس عندنا دِلالة يقينية من الــمَعصُوم، لكن في مثل هذه الإِشَارات التِّي يُمكن أن يُستَدلّ بها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لكن واضِح أنَّ الــمَلائكة فعلاً لَديهم مَا يَقيسُون عليه -وهَذا كما تَفَضَّلت- لا يَعني أنَّه لــَم يكُن هُناك مخلوقات، وأنَّه لم يكُن هناك حياة فهذه أشياء غيبية.ولا يتعلَّق به عَمَل أصلاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وأيضاً من دِلالات هذه الآية في قوله [/FONT][FONT=&quot](ولو كَانَ من عندِ غير الله لَوَجَدُوا فيه اختلافاً كَثيراً) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إِشَارة: إلى أنّ كُلّ ما يُؤلِّفُه البشَر عُرضَة للنَّقص، والتَّقصير، وأنَّك مَهما نقَّحت كتابك، ورَاجَعتَهُ، وعَرَضتَه عَلى لِجان التَّحكيم، والــمُحكِّمين، وإلىى آخره، فإنَّه يَبقى مَحلاًّ للنَّقص، لكنَّك تُحاوِل أن تُقَلِّل هَذا النَّقص بِقَدر ما تَستطِيع ، لكنَّك لا تَنفيه بحال من الأحوال، بل حتَّى صَحيح البُّخاري على جَلالته، وفضله [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] وكثرة قِراءة النَّاس له.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وكثرة قراءة النَّاس له، لا يُمكن أنّه يكون معصوم من ملاحظة، أو فِكرة في ترتيبه، أو إعادة تنظيمه لِسَبب أو لآخر، فالكتاب الذِّي تفَرَّد بالكَمال هو هذا الكتاب: القُــرآن الكريم فقط. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يُقــال أنَّ الــمُــزَنِــي - رحــمه الله- وهُـو من تلاميذ الشَّافعي- لــمَّا اِختصر (الأُمّ) قُرِأَ عَليه سَبعُون مرَّة، سَبعين مرَّة وهُو يُقرَأ عَليه، وفي كُلّ مرَّة يُعَدِّل، ويُغيِّر، ويَـزيد، ويَنقُص، ويُعِيد الـــتَّرتيب، فَلمَّا أَتَمَّ السَّبعين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال : اكتِفُوا أَبى الله العِصمةَ إلا لكتابه.لا مجال لِئَن نصِل إلى نُقطة نقول فيها انتهينا. إذاً الزِّيادة في هذا الأمر والإمعان فيه لا ينتهي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] ولِهذا الذِّين يبحثُون عن الكَمَال في التَّأليف لا يُؤلِّفُون، ولكن الذِّي يُقِرُّ بنقصِه يصِل إلى حدّ نُـــوع من الإِشباع، أنَّــه هذا جَاهِز لئن يَــخرُج، فَيخرُج ثُمَّ يُعدِّل ما شاءَ الله أن يُعدِّل بعد ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهناك عبارة مشهورة لا تَخفَى عَليكم والأُخوة الــمُشاهدين:عبارة القَاضِي عبدالــرَّحيم الــبَــيـسَاني التِّي يقول فِيها: أنَّني نظَرت فَوجَدت أنَّه لا يُؤلِّف أحدٌ كتاباً في يومه إلاَّ ويقول في غَدِهِ لو قدَّمت هَذا لَكَان أفضل، ولو أخَّرتُ هذا لكان أفضل، ولو أَضَفت كذا وهذا دليلٌ على استيلاء النَّقص على جُملة البَشَر فهذا طبيعة كُتُب البشر التَّقديم والتَّأخير، ربَّــما أنت الآن تصِل بالكتاب إلى درجة لا ترى أجمل منها، ثُمَّ بعد خمس سنوات ترى إعادة ترتيب الكتاب من أوِّله إلى آخره. ونَقضِهِ تماماً .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله [/FONT][FONT=&quot]( أفَلا يتدَّبَرون القُرآن)[/FONT][FONT=&quot] ألا تــَرون يا إخواني أنَّها دالَّة على وجُوب التَّدبُر لأنَّ الله ذكَر هذا في مَعرِض الذَّم لهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] مَعرض الذَّم لهم في نِفاقهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فيقال:أنَّه تَدَبُّر القرآن في الجُملة هو أمــرٌ واجب.أمَّـا في تَفاصِيل المعاني والدَّقائق فهَذا بحسَبِ حَالِ الــمُتدَّبِر، إن كان من العُلماء فقد يجب عليه، وإن كان مَن دُونهم فهو ليس واجِباً عليه، لكن في قضايا العقائد، وأصُول الدِّين، والأخلاق، وغيرها يَفهمُها كُلّ من يقرأ القرآن من خلال آيات القرآن، ونحن نُلاحظ ونرى أنَّ عامَّة النَّاس الذِّين لـــَم يَدخلُوا كُتَّاباً، ولم يَخُطُّوا بِقَلم، ولــَم يَقرأُوا كتاباً أنَّهم يسمَعُون الأئمة في رمضان مثلاً أو فــِي الصَّلوات فيَبكُون، وتَدمَع عيُونُهم، وتَوجَل قُلُوبهم، ويَبقى الوَاحِد مِنهُم أحياناً أيَّاماً وهو يُفكِّر في الآية ممّا يَدُلّ على أنَّه بالفِعل يحصُل الاهتداء بِهذا القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لا شَكّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إذاً ما الذِّي يـَمنعني ويمنعُك أن تتدبَّر القُرآن، ما دام هذا قد حصل لِعَامِيّ، ما جلس يوم من الأيَّام على مَقعد دِراسِي وحَصَلَت له هذه الخَشية، وحصَل منه هذا الخوف، أليسَ حَقِيقَاً بـــِي وبِك، وبِكُلّ هَؤلاء طَبقة الــمُثَقَّفِين الذِّين نراهُم الآن يقرأون الجرائد، والمجلاّت، والصُّحُف، ومَـواقِع الانترنت. حَرِيٌّ بهم إذا قرأوا أن يستحضِرُوا أنَّ من الواجِب عليهم أن يتدَبَّرُوا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، والمطلُوب من العُلماء أكبر، من المطلُوب للعامّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، والمطلُوب منك أنت أيُّها الإنسان أنَّك تهتدي فقط إلى دين الله عزّوجل، وتُحِبَّ الله وتعرف الله وتعرف دينهم لكن هذه التَّفاصيل موكولة للعلماء دعها لهم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل، لَقِيت أحد الــمُسلِمِين الـــمُحبِيِّن للشِّعر والأَدَب، وإذا بِهِ لا يُصلِّي، كلَّمَا جاءَ موعدُ الصَّلاة اعتَزَلَنا.لَكِن مَا زال حَديثنا في الشِّعر حتّى صار بيني وبينه أُلفَة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ثُمَّ قُلت له: يا فُلان، كيف قِراءَتَك للقُرآن؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال:والله ضعيفة، وأستحي أنِّي أقرأ أمامك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومَا زلت به حتَّى سمعت منه سورة من سور القرآن الكريم وكانت قراءَتُهُ ضعيفة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فلمَّا سمعت تلاوته، فأَثنيت على تلاوته ثَناء عَاطِر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقلت: تلاوتك تلاوة رائعة جِدّاً جِدّاً.وأنا أريد أنِّي أسمع منك سُورة طويلة وهذه السُّورة سورة قصيرة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فلمَّا قَرأ، قرأ سُورة طَويلة سورة (هُــــود)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نَظَراً ولا غَيباً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نَظَراً، كَان معَه جِهَاز الجوَّال يَقرأ منه، فأثنَيَت على قِراءته، وعَلى تِلاوَته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقلت: سبحان الله- اُنظُر إلى هذا المعنى، اُنظُر إلى هذا المعنى في سورة هُـــود، فالرَّجُل تحمَّس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كأنَّك كَسَرت الحَاجِز.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقال:جـــَزاكَ الله خير، والله أنا لـــَم أَكُن أتَوقَّع فعلاً أن يُعجَب أَحَد بِقراءتي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ثُمَّ أَخَذنا نتناقش في موضوع سُورة هُــود، وما فيها من قَصَص الأَنبياء، وكَيفَ وَردت هذه القَصص على هذا النَّسَق، ولماذا أَطَالَ الله في قِصَّة نُوح في سُورة هُود وبالرَّغم مِن ذلِك سمَّى السُّورة (سورة هود) لماذا لــــم يُسمِّيها سورة نُوح مع أنَّ فيها تفاصيل عن نُوح أكثر من هود.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، صحيح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فكان هذا الحوار فُرصَة رائعة جِدَّاً له للعَودة . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فــَأَرسَل لي رسالة بعد ذلك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقــال:أنا الحقيقة بعد ما فَارقتك، رجَعَت فعلاً إلى القرآن قرأته من أوَّله. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا إله إلا الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot]نعم، لأنِّي كُنت أتوقَّع أنَّ قراءتي ضَعيفة، ولا أَحد يستحسنها لكن لــمَّا رأيت أنَّك استحسَنتَهَا وأنت مُتخَصِّص في القُرآن، شَعَرت بِضَرورة أنِّي أَرجع أقرأَه من جَديد.وكَثَرَت الأسئلة. وبَدأ يسأل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فعَلِمت- يا إخواني- أنَّا أحياناً قد نَحُول نحنُ بين النَّاس وبين القُرآن إمَّا بأساليبنا الخاطئة، وإمَّا بُسُخريتنا من النَّاس ، أو بِتَرفَعُّنا عليهم .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وإمّـَا بتشديدنا علينا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]نقول له: لا تتلُو القُرآن إلاَّ على النَّحو التَّالي وهذا غِير سَلِيم، نقول هذا شيءٌ جميل ينبغي لنا أن نصعَد إليه لكن ما نحُول بين النَّاس وبين تلاوتهم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري: [/FONT][FONT=&quot]والعجيب أنَّ هذا الرَّجُل ليس من طبَقَة عادِّية، بل طبَقَة مُثَقَّفَة جِدّاً، وطبقَة لها تَواصُل كَبيـــر جِدَّاً مع الآخرين ومع الغَرب وإلى آخره. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]في قوله تعالى (أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) نحنُ الحقيقة ربَّـما ننشغِل أحياناً كما تفضَّلت يا دكتُور محمّد وأبو عبدالــمَلِك، في أننَّا نَتحدَّث عن دَقَائِـق التدَّبُر وهل يتدَبَّر فُلان، ولا يتدَبَّر فلان إلى آخره، ونغفَل عن هذا المعنى العَامّ الذِّي يشمل رُبَّما شريحة تِسعة وتسعين في المائة من النَّاس، وهي التَّدَبُر البسيط الذِّي يقُودَك إلى أنَّك تَرجِع إلى أُصُول دينك، وأصول ما جَاء به القُرآن بأساليب واضحة وظاهرة، دَعكَ من الخِلافات التِّي وقع فيها خِلاف بين الشَّافعية والحَنفية في مسألة دقيقة من فُروع الفِقه ولكن نتحدَّث نحن عن كُليَّات الدِّين [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهي من أوضح ما تكون [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot]نعم، بــَقِي معنا دقيقة نختِم يا شيخ.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سأختم بها، ألا تَرون أن نَدعُو النَّاس إلى أن تُعقَد مَجالس للقُرآن في البُيُوت، في المساجِد، في المكاتِب، في أيِّ مكان، نقرأ آيات من كتابِ الله، ونحاوُل أن نُخرِج الهِدايات الظَّاهرة منها والله ستكُون من أَعظم أسباب هِدَايات الخَلق ورجُوعُهُم إلى الله عزَّوجل. [/FONT]
[FONT=&quot]المشايخ:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، هذا صحيح .[/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أتمنى – يا إخواني – والله من كُلِّ قلبي أن نعود إلى تلك المجالس. وأنا مرَّة صَنعتها في مَسجدي مرَّة واحدة في إحدى الرَّمَضَانات. جلست مع جماعة المسجد بعد صلاة الفجر.[/FONT]
[FONT=&quot]قلت لهم: لا حِفظ، ولا تَـجويد، سنقرأ الآيات ونُـحاول أن نتكلَّم عنها، والذِّي عنده سؤال يَسأل، والذّي عنده إضافة يُضيف، أنا أسمع، فقرأنا سُورة البقرة في رمضان[/FONT]
[FONT=&quot]قال لي أحدهم: والله إن سورة البقرة ما تلذَّذت بها في عُمُري، ولا عَرَفَت مِقدارها إلاّ من خِلال هذه الجَلسَة، وأنا لم أتكلَّم في تفسيرها، إنّــما وَقَفات، إشراقات، مع بعض الآيات.[/FONT]
[FONT=&quot]فهذه يا إخواني - دعوة لي ولكم جميعاً -إلى أن نبدأ جَلسَات مع القُرآن الكريم ونُحيي هذا التَّدبُر. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يَمُنَّ عليّ وعليكم بأَن نكون من أهل القرآن الدَّاعِيين إليه، العامِلــِين به، الصَّابرين على كُلِّ أذىً يَنالُنا فيه وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمّد. والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة التاسعة – تأملات في الآيات (83 – 84)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة [/FONT]
[FONT=&quot]http://www.youtube.com/watch?v=Fqz130jyCm0[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84)) [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أحبتي الكرام ما زلنا نتحدث في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رياض هذه السورة العظيمة سورة النساء وقد وصلنا في الحلقة الماضية إلى قول[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله عز وجل (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82)) وبيّنا حقيقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التدبر وبيّنا أهميته ووجوبه وذكرنا أن التدبر مراتب ومراحل منه ما يصلح[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لعموم الناس ومنه ما لا يكون إلا للخاصة مثل العلماء وطلاب العلم والمتمكنين في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]علوم الآلة ونحوها. وتحدثنا عن هذه الآية واليوم نكمل ما تبقى من حديث حولها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثم ننتقل إلى الآية التي بعدها وهي قول الله عز وجل (وَإِذَا جَاءهُمْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) هل من حديث حول تدبر هذه الآية يادكتور مساعد؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]أشار الدكتور عبد الرحمن إلى قضية أنا أعيدها تأكيداً عليها في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النظم في قوله (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) لو نظرنا الآن إلى هذا النظم ما الذي أداه من المعنى؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وفيما لو كان النظم غير ذلك مثل أفلا يتدبرون القرآن ولو تدبروا لما وجدوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيه إختلافاً كثيراً، ما الفرق بين هذا النظم وذاك النظم؟ النظم في قول الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سبحانه وتعالى دل على دلالتين الدلالة الأولى النفي، نفي الإختلاف عن كلام الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سبحانه وتعالى، الدلالة الثانية وقوع الإختلاف في كلام البشر. ولكن لو كان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في الأولى مثل ما قلنا أفلا يتدبرون القرآن ولو تدبروا لما وجدوا فيه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إختلافاً كثيراً فإنه لا ينفي الإختلاف عن غيره فمثل هذه الدقائق معتبرة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جداً في القرآن. وكثيرٌ منا يقرأ لا ينتبه إلى هذا وكما ما قلنا قضية الإيجاز[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والإطناب المتقابلان الإيجاز في محله والإطناب في محله ما تأتي الصياغة هذه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نفكر فيها لماذا جاءت (وَلَوْ كَانَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) هذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الإطناب في العبارة أفاد هذا المعنى فإذن صار فيه هذه الفائدة وتلك ولا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يتعدى العبارة التي لو قلنا طبعاً من باب الإفتراض ولكن نفرّق بين العبارات[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أبا عبد الله هذا السياق أو هذه الصيغة للآية جاءت في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سورة محمد (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَقْفَالُهَا) يعني هل يمكن شيء من المقارنة بين الآيتين؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني يؤخذ من هذه الآية التي في سورة النساء والآية التي في سورة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]محمد وجوب التدبر في القرآن الكريم والرد على من يقصُر تفسير القرآن الكريم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقط. هناك من يقول ذلك ما نقله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النحاس وقال أن هناك من قال أنه لا يؤخذ من تفسير القرآن الكريم إلا ما ثبت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عن النبي صلى الله عليه وسلم فقط وأما ما حُفِظ عن غيره فلا عبرة به، هذا غير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صحيح. فإنه يؤخذ تفسير القرآن الكريم من كلام الصحابة والتابعين وعلماء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التفسير الراسخين إلى اليوم لأن هذه الآية تدل على ذلك عندما تؤمر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالتدبر فأنت هذا فيه مشروعية الفهم الذي فهمته إذا كان منسجماً مع أصول فهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القرآن الكريم أليس كذلك؟ هذه نقطة، أيضاً فيها منع بأن يفسر القرآن الكريم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بغير لسان العرب الذي نزل به ولذلك كل الفهوم التي تظهر الآن ويأتي بها بعض من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا يفهم لسان العرب ولا يتقنه فإنها مردودة لأن الله يخاطب في هذه الآية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الذين نزل عليهم القرآن الكريم وهم العرب الأقحاح فيأمرهم بالتدبر ففيه إشارة إلى أن ما يصلون إليه من التدبر على وفق سنتهم في الكلام فإنه فهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صحيح[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولكن لو قال قائل يجب أن يجرّد هذا النص من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التاريخية فأنا أفهمه حسب ما يناسب حاجاتي وزماني ومكاني بغض النظر عن الفهم الذي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهمه ابن عباس أو ابن مسعود أو ابن جرير الطبري أو القرطبي أو غيرهم أنتم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لماذا تحاولون محاصرتنا في جعل هذا النص نص ذو معنى محدد لا يتيحون لنا الفرصة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في أن نختلق له معاني تناسبنا وقد تكون هذه المعاني مضادة لما جاء عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأولين؟ الأولين فسروا بحسب بيئتهم هم كان عندهم حمار وجمل وكان عندهم بيت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طيني وكان عندهم سقف من السَعَف أما نحن فعندنا بيوت إسمنتية وطائرات وقطارات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكمبيوتر وآيباد يعني يجب أن يكون لنا فهم مختلف تماماً عن الفهم الذي كان عليهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ما ردك يا دكتور؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذا لا شك أنه كلام باطل وهو فتح لباب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تحريف معاني القرآن الكريم له أول وليس له آخر. وهو يتعارض مع حتى أصول[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الفهم للكلام. يعني الآن لو أخذت كلام أي مؤلف أنت مثلاً يا أبا عبد الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كتبت كتاباً في غريب القرآن "سميته السراج في بيان غريب القرآن" هل لي أن أفهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا الكتاب كما أشتهي أنا بعيداً عن مقصودك أنت؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا أنا شخصياً ما أرضى[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أنت ما ترضى لو جئت وقلت محمد الخضيري قال كلاماً فيه ومعناه كذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكذا معنىً لم يخطر لك على بال وهو معنى باطل في رأيك أنت[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والله أنا أول من يعترض عليك بل ومن يمد يده إليك[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سوف تعترض وتقول هذا المعنى لم يخطر لي على بال. هذا كمثال بسيط[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حتى لو جئت إلى مؤلف في الرياضات أو في الكمياء أو في الفيزياء وأتيت ففهمت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كلامه وحملته على محامل لم يقصدها هو ولا تحملها اللغة التي تكلم بها بحجة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أن من حقي أنا أن أقرأ النص كما أشاء! هؤلاء يقولون النص إذا خرج من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المؤلف أصبح ملكاً للقارئ المتلقي وهذا الذي تكلم به أصبح مثله مثل أي قارئ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يصبح قارئ من القراء بهذا النص. هذا كلام فارغ ولا عبرة به لا يصح هذا لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في كلام البشر ولا في كلام الله سبحانه وتعالى. وإنما العبرة التي نحتكم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إليها جميعاً هي سنة اللسان الذي تكلم به الله سبحانه وتعالى وهي هذه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأصول التي يفهم بها العرب كلامهم بحيث لو فهمت أنا كلام هذا العربي على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]غير النحو الذي يقصده هو وبيئته التي يتكلمون بها قال لي أخطأت نحن العرب لا نتكلم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بهذا ونحن العرب لا نقول هذا ولا نفهم بهذه الطريقة. فأنت ملزم من باب أصول[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهم الكلام ومن باب القانون ومن باب المنطق ومن باب العقل أنك تلتزم بقواعد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهم الكلام التي تكلم بها هذا الشخص أو ذاك الشخص هذا منطقياً. ولذلك الآن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عندما تأتي وتقول والله هؤلاء الذين نزل فيهم القرآن كانوا يركبون الحمير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويركبون الجِمال ونحن نركب الآن البوينج والتراي ستار مثلاً ما علاقة هذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالموضوع؟! هذا لا علاقة له بالموضوع وهذا حديث خارج الموضوع. نحن الآن نقول أن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العرب الذين نزل عليهم القرآن لديهم قوانين صارمة وواضحة ومعروفة في فهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الكلام فأنا ملزم حتى أفهم هذا الكلام فهماً صحيحاً أفهم القرآن وأفهم حتى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شعر الجاهلية أن ألتزم بقوانينهم هم في الفهم ولا آتي فأستحدث أنا معاني[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جديدة فهي مردودة عليّ فهذه على كل حال من أبجديات فهم الكلام ولذلك الذين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يأتون اليوم ويريدون أن نتعامل مع القرآن الكريم كأنه نص مفتوح يحمل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]دلالات مفتوحة أنت يا محمد تفهم من الكلام وأنت يا مساعد تفهم من الكلام[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأنا من حقي أن أفهم من الكلام ما يختلف معكما ضد فهميكما. ولذلك يقولون الآن النص[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الواحد تعطيه عشرة أشخاص فيأتون بأحد عشر فهماً أو عشرة فهوم هذا لا ينسجم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أبداً مع أصول اللغة ولا أصول الفهم ولكنها سفسطة يراد أن تسوق لنا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وإلا هذا الكلام لو طبقته على النظريات الغربية نفسها البنوية أو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التكتيكية لكانت في نفسها باطلة[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بل لو أنك قرأت كلام[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بعضهم بهذه الصورة لما رضي، يعني لو قلت أنت يا فلان الذي كتبت هذا الكتاب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أو قلت هذه الفكرة أو النظرية أو تدعو إليها أنا سأقرأ كلامك من وجهة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نظري الخاصة ثم فسّرته بضد ما يريده لقال لك لا أنا لا أسمح لك أنا كتابي واضح[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جداً في الدلالة على مقصودي، طيب ولماذا كلام الله عز وجل لا يكون واضح في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الدلالة على مقصوده الذي أنزل من أجله؟[/FONT][FONT=&quot]! [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]ولهذا بالفعل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذا أردت وهذه أحد أساليب وطرق الردّ أن ترد على أصحاب مثل هذه الأفكار فإقرأ قراءتهم بطريقتهم وأحصل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنت على نتائج، تفكيك، وأنا أذكر –ذكره الله بالخير- الأخ أبو عبد المعز ذكر قديماً في الملتقى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نفس الفكرة - معنى كلامه يقول ليس أشد على أصحاب هذه القضايا المعاصرة من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قراءة قراءتهم بطريقتهم، ثم يا أخي أنت لماذا تغضب مني إذا توصلت بقراءتي أنك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كافر؟!، أنا وصلت إلى أن من يقول هذا الكلام بناءً على قراءتي أنه إنسان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كافر تافه لماذا أنت تغضب؟ وأنت تدعو إلى هذه القراءة بهذا النمط؟! بالفعل ليس[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لها أصول أو معيار يمكن أن يحتكم إليه[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هي معيارها أنها ليس لها معيار يعني تجعل النص أمامك مثل الماء سائل لا تعرف أوله ولا آخره[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ولكنه أيضاً عدم المعيار هو في الحقيقة معيار في النهاية لأنه لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يوجد معيار مطلقاً من باب الإدعاء أنه ليس هناك معيار نقيس عليه[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الخضيري[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]من باب الخلافة اللفظية قلت لا يريد معيار أو قلت لا يوجد معيار[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهو المعيار. في قوله (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) ألا ترون أن هذه النظرية التى يدعو إليها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بعض الناس ويكتب فيها بعض الكتّاب في الصحافة وغيرها أنها هي فتح للإختلاف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الكثير في القرآن؟ لأنه يصبح الآن أنت تقول الآية تدل على تحريم كذا وأنا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أقول الآية تدل على وجوب ذلك لشيء الذي حرمته هذا صار إختلاف فمادام أدى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى الإختلاف الكثير إذاً فهو باطل لأن القرآن لا يمكن أن يؤدي إلى هذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الإختلاف، طيب كيف لا يؤدي إلى هذا الإختلاف؟ لا يؤدي إليه عندما يكون له[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]معاني وفيه قواعد منضبطة نستطيع من خلالها فهم تلك المعاني[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً سيقول قائل كيف تقولون أن الله سبحانه وتعالى يقول (وَلَوْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأنا من خلال إطلاعي البسيط وجدت أن القرآن الكريم فيه إخلاف كثير، كيف؟! [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قال القراءات فأنت تقرأ برواية حفص وأنت تقرأ برواية شعبة فهذا يقول (وانظر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى العظام كيف ننشِرها) والثاني يقول (وانظر إلى العظام كيف ننشزها) أليس[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا إختلافاً؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بلى ولكنه إختلاف لا يضرّ بالمعنى ويزيده[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إذاً يكون المقصود بالإختلاف هنا (لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كَثِيرًا) إختلاف التناقض والتضاد. أما الإختلاف الذي بين القراءات أو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إختلاف الأحرف وهو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا ليس مقصوداً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هنا وهو إختلاف وفيه سعة المعنى وليس فيه تعارض وليس فيه تناقض[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك لا يوجد بين قراءتين تناقض إطلاقاً لأن كلها من عند الله عز[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وجل وهذا الحقيقة عجيب والله. في الآية التى سالتك عنها د. عبد الرحمن في قوله في سورة محمد (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحقيقة الصلة بين التدبر والقلب أنا أسميهما القافان يعني اقول إنتبهوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]للقافين (ق) القرآن و(ق) القلب القرآن أعظم كلام ولا ينزل إلا على أعظم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جارحة وهي القلب أعظم شيء في جسم الإنسان هو القلب المَلَك نزل على القلب[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) الشعراء)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إذاً يا إخواني أداة التدبر العظمى ومكانه هو القلب متى ما إنفتح[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قلبك للقرآن بدأت ميدان التدبر، دخلت عالم التدبر متى كنت تنظر بعينيك أو تحرك بلسانك أو تسمع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بأذنك ولم يجاوز حنجرتك فاعلم أنك ما وصلت إلى عالم التدبر، ولذلك ذم النبي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه وسلم الخوارج لماذا؟ قال (تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وقراءتكم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عند قراءتهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم) بعض الناس يقول يعني هذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تعبير عن كونهم غير مؤمنين نقول لا، لا يجاوز حناجرهم أنهم لا يقرأون من القرآن إلا الألفاظ أما معانيه فهي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لم تصل إلى قلوبهم ولذلك ذمّ الله اليهود فقال (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ (78) البقرة)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إلا تلاوة[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أمانيّ جاءت بمعنيين[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT]
[FONT=&quot]o [/FONT][FONT=&quot]من الأمنية وهي أن يتمنى الإنسان – نحن شعب الله المختار – نحن أبناء الله وأحباؤه – التي يسمعونها من أحبارهم وكبارهم[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]o [/FONT][FONT=&quot]المعنى الثاني (إلا أماني) إلا تلاوة كما أشرت أبا عبد الله يعني لا يتلون[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا الكتاب إلا أو لا يعرفون من الكتاب إلا مجرد التلاوة[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]وبهذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نقول هذا تهديد لكل قارئ ولكل مسلم يكتفي من القرآن بمجرد التلاوة. إياك أن تكون [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]متشبهاً بهؤلاء اليهود فيحصل لك مثل ما حصل لهم وتُذَمّ كما ذُمّوا (وَمِنْهُمْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) البقرة) يجب على الإنسان إذا قرأ القرآن أن يقرأه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بقلب ويقرأه بقصد ويتلقف معانيه تلقفاً ويجاوز حنجرته لا بد من مجاوزة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحنجرة وإلا وقعت فيما وقع فيه الخوارج، واليوم يا إخواني هذا الغلو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والتطرف الذي حصل من بعض شباب المسلمين وهم أناس أصحاب مقاصد طيبة ورائعة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وجميلة وعبادتهم ما شاء الله يُضرب بها المثل وتفانيهم وتضحيتهم للدين من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أين أوتوا يا أبا عبد الله؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]من سوء فهمهم وعدم تدبرهم للمعاني[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] من عدم تدبرهم للقرآن وهذه قضية خطيرة يعني البلاء الذي حصل في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أول هذه الأمة يتكرر في آخر هذه الأمة أو في زماننا نحن فلا ندري هل نحن في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الآخر أو لا لكن تكرر في هذا الزمان من نفس المشكلة من نفس المكان وهو أنه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا يجاوز حناجرهم تجلس مع الأخ وتقول له مثلاً ما معنى الجهاد في القرآن؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يقول الجهاد كله بالسيف مثلاً، تقول (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جِهَادِهِ (78) الحج) تقول له ما معنى هذه الآية؟ يقرأ في تفاسير السلف (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) الفرقان) (به) الضمير هنا يعود[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على ماذا؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] القرآن[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم القرآن، ما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو جهاد القرآن؟ يجب عليك أن تعرف ما الفرق بين الجهاد والقتال وأين نزلت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]آيات الجهاد ومتى نزلت وكيف وضعت في القرآن وإشتقاقاتها ما هي السباقات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]واللحاقات والسياقات؟ مهم هذا جداً حتى نصل إلى مراد الله حقاً[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لو نظرت إلى حال الأمة الإسلامية منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى اليوم لوجدت أن الوقت الذي تعود فيه الأمة إلى كتاب الله تعليماً [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وفهماً وتدريساً وتدبراً دائماً يتزامن مع عودتها وإنتصاراتها في ميدان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الجهاد وفي العلم. ولذلك يذكر أحد المؤرخين لمرحلة الحروب الصليبة يقول لما دخل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النصارى إلى بلاد الشام كان عدد دور القرآن الكريم يعدّ على الأصابع في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الشام قال فلما عادت الأمة وبدأ علماء الأمة يعيدون الأمة إلى القرآن وإلى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهمه - كما تلاحظون الآن ولله الحمد حتى عندنا اليوم عندما بدأت تكثر دور القرآن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وبدأ الناس تعتني بالقرآن على مستوى الصغار والنساء والرجال- قال فلما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إنتصر صلاح الدين في معركة حطين كانت عدد دور القرآن الكريم في دمشق وحدها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تتجاوز خمسمائة دار[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا إله إلا الله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot]![/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لتعليم القرآن الكريم وكتاب المنجد دور القرآن في دمشق يتحدث عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا، فهناك علاقة طردية وتناسبية بين عودة الناس للقرآن وفهمهم له فهماً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صحيحاً وبين الحضارة وبين الإنتصارات. ومن ذلك يقول أحمد شوقي رحمه الله فيال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تائية يتكلم فيها عن الشعوب الإسلامية ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يقول[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT]
[FONT=&quot]شعوبك في شرق البلاد وغربها كاصحاب كهف في عميق سبات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]بأيمانهـم نوران ذِكرٌ وسنّـة [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فمـا بالهم في حالِكِ الظلمـات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]يعني[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شيء غريب أن يكون بيننا القرآن الكريم وتجد الشعوب الإسلامية في تخلف يعني[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كما تفضلت أصبحت تقرأ القرآن الكريم قراءة دون فهم دون عمل ودون تطبيق[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والقرآن إنما أنزل لكي يعمل به بالدرجة الأولى كي يعمل به ولذلك كان[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتعلمون عشر آيات فيتعلمون ما فيها من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العمل ومن العلم ومن الإيمان ولذلك كيف كان حال الصحابة رضوان الله عليهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وازنها بحالتنا تجد الفرق الشاسع[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنا أقول يا إخواني[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحقيقة نحن نشهد هذه الأيام أو منذ تقريباً ثلاثين سنة في بلادنا بشكل خاص[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد يكون في كثير من بلاد المسلمين صحوة قرآنية ولكن هذه الصحوة حقيقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وصلت إلى حد تجويد الألفاظ والحفظ وحلقات ودور ودورات مكثفة في حفظ القرآن وهذا خير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عظيم جداً ولكن الوقوف عنده خطأ كبير، ولذلك أنا أقول ينبغي الآن أن نصل إلى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مرحلة لا نقول فيها جمعيات تحفيظ القرآن[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تعليم القرآن[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الخضيري[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]إما أن نقول تعليم أو جمعيات القرآن جمعية القرآن الكريم مثلاً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جمعية القرآن الكريم بغض النظر عن هو تحفيظ أو غير تحفيظ لكن الإختصار على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كلمة تحفيظ كأنها هي الغاية والهدف الأسمى من إنشاء الجمعية أصلاً أنا أقول[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا هدف يجب أن نتجاوزه. صحيح أنه في يوم من الأيام مثل ما قال أبو عبد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله كنا لا نكاد نجد حافظاً في الرياض. أنا أذكر مرت بنا فترة لا نعرف أحداً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يقرأ القرآن حفظاً في صلاة التراويح إلا من أندر الأشياء يعدون يمكن على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أصابع اليد والبقية يقرأون القرآن نظراً. الآن الحمد لله إنقلبت هذه القضية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حتى إنك لا تكاد تجد أحداً يقرأ في مدينة الرياض وفي غيرها من مدن هذه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]البلاد بفضل الله عز وجل إلا وهو يقرأه حفظاً وبأعذب الأصوات وتجويد متقن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأداء رائع جداً ولكن هل نقف عند هذا الحد؟ يجب أن نتجاوز بقية العقبة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كالأداء الأهم في القضية كلها وهو أن يدخل الناس إلى عالم القرآن فيجعلوه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هدايتهم ونورهم[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه مسئولية كبيرة تربوية وإن كانت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قديمة قضية أنه يكون هناك أحياناً إختلال في التوازن، حتى الحسن البصري[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رحمه الله وهو في جيل التابعين كان يقول وهي كلمة مشهورة عنه إنما أنزل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القرآن لنعمل به فاتخذنا تلاوته عملاً يعني كأنه يشير أنه مذ زمن كان بعض[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الناس الذين يبالغون في قضية التلاوة والعناية بمخارج الحروف ربما أو شيء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من هذا على حساب العمل، طبعاً نحن لا نهوّن من شأن تعليم التلاوة والتجويد بالعكس[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] كل شيء بمقدار[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني التوازن مطلوب جداً ومهم جداً خاصةً أن تربية الناس بالقرآن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الكريم وتعليمهم أصول القرآن وفهمه والعمل به عندما يكون الإنسان يستحضر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذه لفتة مهمة وهي أنك الآن عندما تريد أن تستحضر توجيهات القرآن الكريم في كل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عمل تأتيه أو تتركه فتأتيه وتقول لأن الله قال كذا وتنتهي عنه لأن الله نهى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عنه (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فَانتَهُوا (7) الحشر) تستحضر التوجيهات طيب كيف تستحضرها وأنت لا تتلو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القرآن الكريم بشكل مستمر؟! سيتفلّت منك حتى لا تكاد تستحضر منه الأشياء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأصلية حتى تجد الآن بعض الناس أحياناً يجد مشقة كبيرة جداً في استحضار كثير من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الآيات[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يقول أحد المشايخ الذين وفقهم الله للدعوة إلى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القرآن ودعوة الناس بالقرآن يقول إنه إتصلت به إمرأة ما شاء الله من علية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القوم فشكت إليه ما تجد من الضيق والنكد والحال البئيسة وحتى أظنه هو ذكر أنها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كانت تفكر الإنتحار من شدة ما هي فيه من الضيق قال فسألتها سؤالاً محدداً يا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فلانة كيفك مع القرآن؟ فقالت والله لا شيء إلا ما أصلي به أو أتلوه عرضاً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هكذا أو أسمعه عرضاً، قال فقلت لها من هنا أوتيتِ إرجعي إلى القرآن، قالت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني ماذا أقرأ منه؟ قال لها إقرأي سورة الفجر يقول فأغلقت السماعة وبعد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أسبوع إتصلت هي بنفس هذا الشيخ وحدثته قالت والله يا شيخ إني ما شبعت من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه السورة لأول مرة كأني أقرأها أو أعرف أن في سورة إسمها سورة الفجر، وهل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يوجد في القرآن سور مثل سورة الفجر؟ يعني بهذه العظمة وبهذا الجمال وبهذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التأثير الهائل الذي أثر عليّ؟ أنا يا شيخ الآن إستغنيت عن كل شيء أطفأت[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الموسيقى والأفلام والقنوات والأشياء التي حولي لأجل سورة الفجر، قال لها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كل القرآن على هذه الشاكلة. ولذلك نقول يا إخواني أعيدوا الناس إلى رياض[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القرآن ستجدون أنها من أعظم أسباب الهداية وأعظم أسباب الإستقامة وأعظم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أسباب الوعظ أيضاً حتى نذكّر الواعظين يا أبا عبد الملك نقول لهم إتقوا الله عِظوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الناس بالقرآن يا أخي كان الناس في أول الزمان يوعّظون بالقرآن ما كان النبي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه وسلم عنده شيء يعظ به الناس إلا القرآن. لما جاءه عتبة ابن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ربيعة أبو الوليد فيقول له يا محمد إن قومك قد إستاءوا بما جئتهم به فقد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فرّقت بينهم وشتمت آلهتم وإنهم قالوا لي إن شئت ملّكناك وإن شئت زوجناك بأجمل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نساء العرب وإن شئت المال جمعنا لك المال حتى تكون أكثرنا مالاً؛ لما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إنتهى قال: أفرَغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم، قال: تسمع مني، قال: نعم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أو نعم عين أو كما قال فبدأ يقرأ عليه من سورة فصلت (حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) فصلت) فأخذت هذه الآيات بمجامع قلب هذا الرجل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فلما وصل إلى قوله (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) فصلت) قال أسألك بالله وبالرحم يا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]محمد، إتق الله في قومك (أو كلمة نحوها) أنشدك الله والرحم ثم رجع إلى قومه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهو يقول سمعت منه كلاماً ما سمعته قط! ما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلا بها، الهداية التي حصلت لأول الأمة لا بد أن تحصل أيضاً لآخر هذه الأمة[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قد يقول قائل يرد على هذا ويقول نحن الآن لا نفهم القرآن الكريم على السليقة كما كان يفهمه عتبة لكن نقول حتى ولو ستفهم[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سيكون فيه من الهداية والتأثير ما يؤثر فيك يا من لا تعرف من لغة العرب ما لا يعرفه عتبة[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]ولعلنا نختم ما يتعلق بقضية التدبر إلى مسألة الآن بعض طلاب العلم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وبعض من له علاقة بالتحفيظ الآن يجتهد في أن يخلط فهم القرآن مع التحفيظ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأنا أقول أن هذا يحتاج إلى أن نتّئد ولا نستعجل وأنه يجب أن نعلم أن القضية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مراحل فالحفظ هدف معين وله مرحلة معينة فإذا خلطنا مع هذا الهدف هدفاً آخر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فإن أحدهما سيُضعف الأخر والدليل على ذلك أننا نجد العجم يحفظون القرآن وهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لا يعلمون معانيه ولم يضرّهم هذا فإذاً ليست المشكلة عندنا كون حلقات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التحفيظ الآن ليس فيها تدبر ولا فهم لأن هذه مرحلة أخرى فلا نخلط هذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بهذا وإنما نجعلها مراتب مثل ما ذكرت قبل قليل أن مشكلة حلقات التحفيظ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ومشكلة جمعيات تحفيظ القرآن أنها قُيّدت بقضية التحفيظ هذه ولكن نقول إذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إنتهى الطالب من حفظ القرآن وإتقانه وضبطه ينقل إلى مرحلة أخرى مرحلة ماذا؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مرحلة فهم القرآن وتدبر القرآن[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هل ترى هذا يا أبا عبد الملك؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]والله أرى أن هذا عندي أرى أنه أسلم[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والله يا أبا عبد الملك يمكن أنا أختلف معك في النظر لماذا؟ لأنه في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حديث أبو عبد الرحمن السلمي قال كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيها من العلم والعمل قالوا وتعلمنا العلم والعمل والقرآن جميعاً. أنا الآن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يا أبا عبد الملك يتخرج الطلاب من حلقات التحفيظ يحفظون القرآن لكن لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعرفون منه شيئاً، والطالب يتخرج من حلقة إنتهى، فأنا أقول كثير من الطلاب لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يحفظون يعني لا يصلون إلى ختم القرآن يعني تقريباً تسعين بالمئة من الطلاب لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يختمون القرآن وإنما يصلون إلى خمسة أجزاء عشرة أجزاء إلى آخره، ما الذي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يمنع أننا خلال هذه الفترة نُكسِبه التدبر كملكة وكقضية جوهرية لا بد أن تُخلط[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]له مع الحفظ من أجل إنه إذا خرج من عندنا وترك الحلقة التي كان ينتمي إليها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وإذا به خرج بالمكسب الأعظم وهو أن القرآن الآن يمكن أن أقرأه وأن أهتدي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]به. ولكن لو قلت لا إصبر خمس سنوات تقرأ القرآن في كل يوم من دون أن يكون[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هناك قضية تدبر ثم إنتهى والرجل أخذ الشهادة ومشى ولم يدخل معنا في موضوع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التدبر والبقية وهم 90% أصلاً لم يختموا أصلاً ولم يأخذوا شهادة من عندنا خرجوا من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحلقات ولم يحصل لهم هذا، أنا أقول نتوسط يا أبو عبد الملك ما نقول أننا نلغي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه الحلقات ونجعلها حلقات تدبر أو نلغي حلقات التدبر ونجعلها تحفيظ[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نوازن[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نوازن فنقول ما الذي يمنع أن المدرس وهو يُسمِّع للطلاب أو يدعوهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى تلاوة الآيات يا تلميذ أو يا طالب إذا قرأت هذه الآيات إقرأ تفسيرها من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التفسير الميسر مثلاً بحيث وهو يحفظ يستحضر ماذا تتحدث عنه هذه الآيات لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ينشغل بحيث يكون التدبر هو المقصود الذي يتوقف عنده الطالب ولا يتجاوزه إلى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حفظ بقية كتاب الله عز وجل[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]هذا نوع من التنظيم مقبول[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والمشكلة ما هي؟ ممكن نقول مثلاً خمسة أيام الأسبوع حفظ واليوم مثلاً اليوم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السادس مثل يوم الخميس تجعل حلقة تدبرية التنظيم هذا نقبله أنا أتكلم عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قضية الخلط؛ لأن قضية الخلط أن يكون الأستاذ محفظاً ومعلماً معاً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الذي يدعو إليه بعضهم ستقع في الإشكالية التي نذكرها أما إذا نُظِّمت فلا شك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنه أفضل فلا يعني ذلك أنه بعد أن ينتهي لكن لو إنتهى من حفظ القرآن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وإنتقل إلى مرحلة التدبر بما نريده نحن وصار في مجال أوسع وأرحب فهو ضَبَط[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحفظ إنتهى منه تبدأ بعد ذلك حلقات تدبرية لا شك أن هذا أجود ولكن لا يعني[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ذلك أن لا يأخذ إطلاقاً ولكن إذا نُظِّم فالحمد لله[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الآن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من أسباب ضعف الحفظ يا أبا عبد الملك أن الطالب يحفظ نصاً لا يفهم معناه ولذلك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يشق عليه حفظه وشق عليه ضبطه بعد حفظه. وأنا قلت لكثير من الأساتذه لو أنك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بيّنت له المعنى أو قلت له إقرأ هذا المعنى، دعك من الأطفال الصغار فهم لا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يستطيعون، صدقني لن ينسى هذه الآيات ولو نسي لبقي معناها في قلبه ولسهل عليه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تذكرها[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]على العموم هذه كلها ترجع إلى فيما لو كان هناك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تجارب تُدرَس فهذا جداً رائع فإننا نطرح بعض الأراء والمسألة فيما يبدو لي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]واسعة والخلاف فيها مقبول ويمكن أن يثمر عند قوم ما لا يثمر عند آخرين لكن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نحن ندعوا إلى هذا وذاك[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الشيخ سليمان حصيِّن له تجربة لعلك إطلعت عليها[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]نعم[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ممكن تذكرها[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]والله هو عنده تجربة في التدبر وليست في الحفظ[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وفي الحفظ أيضاً أنا حدثني الشيخ نفسه أنا إلتقيت به فقال لي نحن نأتي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في الساعة السابعة إلى المعهد هو يدرّس مجموعة من الطالبات بطريقة التعليم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عن بعد يقرأ الطالبات الآيات قراءة أولية ثم يبدأ الشيخ في إدارة الحوار[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حول الآيات طبعاً في كل يوم يحفظون ثُمُناً لاحظ معي يا أبا عبد الملك فقسّم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الطالبات هم ثلاثين أو عشرين طالبة قسمهم مجموعات كل خمس طالبات يتحدثون[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حول مقطع من الآيات، الآيات هذه تتحدث عن كذا ونستفيد منها كذا والشيخ يعلّق.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لهم في هذا ساعة واحدة في الثُمُن ساعة واحدة إنتهى الشيخ وإنتهى التدبر يبدأ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحفظ عندهم لهم ساعة بعد هذا ليحفظوا كل مجموعة هؤلاء الخمس طالبات[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يحفظون هذه الآيات يقول يصلون في الحفظ إلى حدود 80% أو 85% من الضبط، في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المساء يؤكّدون يعني يراجعون فيضبطون، في الغد أول ما يبدأون الدرس يراجعون[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ما حفظوه بالأمس ولكن يراجعونه وقد فهموه ويبدأ الدرس الجديد درس اليوم مقسم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]على خمس مجموعات كل مجموعة تتحدث عن الآيات التي عندها بطريقة تدبرية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بمعنى لا يرجعون إلى التفسير حتى لا يكلفهم الشيخ شططاً الشيخ هو الذي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يراجع التفسير فيقول ماذا تقولون في هذه الآيات؟ كذا كذا ماذا تستفيدون[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]منها؟ نستفيد كذا وكذا وتدون هذه الأشياء فيقول الشيخ هذا صحيح أو هذا لا يصح[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إنتهوا منها بدأ الحفظ، وبهذا خرّج الشيخ الدفعة الأولى من الخاتمات لكتاب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله عز وجل قد حفظن وتدبرن[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسهولة وببساطة[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ببساطة ما فيها مراجع كثيرة ولا فيها تعب ولا إعياء كل ما فيها أن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يُعمِلن عقولهن ويفتحن قلوبهن لمعاني الآيات والعجيب أنه ظهر أثره في قوة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الضبط[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ممتاز ولكن جئني بمثل الشيخ في هذه الحلقات[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هي فكرة جميلة وأيضاً في كتاب إسمه "المنهج النبوي في تعليم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التلاوة" يعني خلاصته هو ما ذكره الشيخ أن قضية أنت لا تضمن إستمرار فئة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كبيرة ربما النسبة أكثر من 95% لا تضمن إستمرارها فسوف يفوتها أن يُربَط[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالقرآن على الأقل أن يتعلم الطالب لو كان المحفوظ قليلاً أن يتعلم كيف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يتعامل مع القرآن في فهمه فإنه لا يخلو من فائدة يبين له حديث نبوي في فهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]آية يبين له فهم الصحابة كيف كانوا يفهمون طريقة الجمع بين آية وآية معرفةهذا ناسخ وهذا منسوخ فهذا يرسخ في نفسه منهجية القرآن الكريم لأن كثير من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الناس الآن ربما هو كبير في السن وقارئ ومثقف لكنه لا يعرف كيف يتعامل مع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القرآن الكريم[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أمّي[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أمّي فإذا أخذ آية مثلاً وهي منسوخة بإجماع المفسرين ويعمل بها ويرى أنه قد أحسن صنعاً[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مثل ما ذكرت في قصة صاحبك الذي قرأ الآية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قلت له هذه الآية صحيح أنها تتلى لكنها منسوخة الحكم، كيف منسوخة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الحكم؟ كان الأولى به أن يكون درسه في مثل هذا أو بُيّن له طريقة التعامل مع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القرآن، القرآن ليس كغيره من النصوص تأخذ منه كيفما شئت لا بد أن تتعامل معه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بمنهجية وهذا من أصول فهمه تماماً كأي كتاب لا بد أن تتعامل معه كما ينبغي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أن يُفهَم في أي علم من العلوم وليست المسألة متروكة الحبل على الغارب تفهمه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كما شئت. فهذه هي الفكرة قضية أن ترسخ في الناس أو في الطلاب في بداية طلبهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وفهمهم وقراءتهم للقرآن منهجهم في التعامل. أيضاً فيها فكرة جميلة وهي دعوة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى ما دعت إليه الآية حتى لا نطيل فيها (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الْقُرْآنَ) أن هذا أمر إلهي الجميع مأمور بالتدبر والتدبر درجات كما تقدّم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فكونك تدرِّب الصغير على أن يفهم هذه فيها فائدة أنك تعطيه معلومة وهيأن [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من حقك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يا بني أنك تُعمِل تدبرك وفهمك في هذا القرآن لأنه لم يأتي إلا لكي نفهمه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ونعمل به ولا يبقى في ذهنه دائماً أحاديث النهي عن الكلام في القرآن. فمثلاً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بعضهم عندما يقال له لماذا لا تفهم هذه الآية؟ فيقول والله أنا لم أقرأ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التفسير فيقال له لماذا لا تعمل ذهنك لماذا لا تفهم أنت؟ قال والله أنا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أريد أن أفهم القرآن الكريم برأي، لماذا؟ قال لأني أذكر أني قرأت لأبي بكرٍ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رضي الله عنه عندما سئل عن آية من كتاب الله قال: أي سماء تظلني وأي أرض[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تقلني إن أنا تكلمت في كتاب الله برأي[/FONT][FONT=&quot] - [/FONT][FONT=&quot]فأنا لا أتكلم، فقلت له ما رأيك في أن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أبا بكر هو نفسه الذي رفض أن يجيب في هذه الآية عندما سئل عن قوله تعالى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ (176) النساء)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فقيل له ما الكلالة يا أبا بكر؟ لأنه قد أعياهم معناها والنبي صلى الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عليه وسلم مات ولم يبين فيها بياناً شافياً كما قال العلماء، فقال أبو بكر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رضي الله عنه أقول فيها برأيي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الشيطان ثم أجاب. هو لم يمتنع هناك إمتنع وهنا لم يمتنع من وجهة نظري أنا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إمتنع عن الإجابة في قوله (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) عبس) لأنه لا يتعلق[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بها عمل ومعروف من سياق الآية أنها شيء يؤكل لكن هل هي تلك النبتة أو تلك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه مسألة لا يترتب عليها عمل ولكن عندما سئل عن مسألة يترتب عليها تقسيم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تَرِكة لا بد فيها من علم ومن قول وإجتهاد فاجتهد. فلا بد أن نفرق بين مثل هذا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الموطن وهذا الموطن وأن نشجع الطالب[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]هي المسالة في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]التوسط إذا أخذت الأمور بالتوسط. قوله (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ(83)) طبعاً وإذا جاءهم الضمير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ما زال متصل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بالمنافقين أو بغيرهم من أفراد المجتمع المسلم[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]مساعد:[/FONT][FONT=&quot] يعني بناءً على أن السياق كله عن المنافقين قال (وَإِذَا جَاءهُمْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ(83)) أمر من الأمن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أو الخوف كأنهم في حال الأمن أو في حال الخوف أذاعوا به. وهذا جاء على سبيل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الإعتراض عليهم وبيان الخلل عندهم بأن هذا الأمر واضح منه الأمور التي يجب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ألا تُذاع وألا تشيع بين الناس. وذكروا مثالاً في التفسير أنه إذا جاء خبر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]سرية من السرايا فإنهم يخبرون بما حدث لهذه السرية سواء كونها كسبت مغنماً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أو أن تكون خسرت قبل أن يصل الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم ويكون الرسول صلى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله عليه وسلم من عنده يخرج الخبر فيحصل بذلك بلبلة وتشويش بين الناس[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بِهِ(83)) وكأنه الآن مطلوب من المجتمع المسلم في مثل هذه الأمور ألا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ينتبه إلى هذه الشائعات وأنما يوحِّد أمره وأن يوجهه إلى ما وجّهه الله إليه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذا نشاهده نحن اليوم نحن لو تأملنا اليوم في حالنا نجد أن عندنا كثير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من المشكلات التى تقع من هذه الشائعات بسبب عدم صدورها عن ذوي الرأي عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أولي الأمر ولو رجعت إلى أولي الأمر ثم توبع هؤلاء على ما قالوا لزال كثير[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من الشائعات[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بالمناسبة نريد أن نبين من هم أولو الأمر؟ هل هم أولو الأمر يعني الولاة فقط؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]لا طبعاً قال الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مِنكُمْ(59))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] من هم أولي الأمر؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]أولو الأمر عند السلف قالوا هم العلماء وقول آخر هم أمراء السرايا وبعضهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قال الأمراء مطلقاً والمراد يالأمير هنا الأمير الذي له السلطة التنفيذية وليس[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كل من سمي أميراً يعتبر من أولي الأمر طبعاً يجب أن ننتبه إلى هذه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المصطلحات التي درجت عند المتأخرين في تسمية بعض عوام الناس بالأمراء وإن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لم يكن مباشراً لعمل وإنما المراد أن يكون مباشراً للعمل فالمدير يعتبر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أميراً والوزير يعتبر أميراً والمتنفذّ على شيء من أمور الدولة يعتبر أميراً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثم أمير هؤلاء الكل يعتبر السلطان أو الملك أو الرئيس[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً وتسمية العلماء بأولي الأمر أولى من غيرهم[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]سنأتي إليها، وهذه هي المهمة جداً أنه الآن لكي يفهم بعض الناس[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يقول كيف وهذه ذكرها إسحاق ابن راهويه وغيره في أنه ليس في تفسير السلف في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا الموطن إختلاف لماذا؟ لأنه كان غالب أمراء السرايا كانوا علماء لكننالنفترض الآن الأمراء الموجودون بعدهم ليسوا من أهل العلم فالسؤال هل يستطيع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأمير الذي ليس عنده علم أن يبت في قضايا الشرع وفي العلاقات الدولية دون[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أن يرجع إلى الشرع؟ الجواب لا، ولهذا الأمير إذا لم يكن عالماً فإنه محكوم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالشرع والذي يعرف الشرع هم من؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] العلماء[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]مساعد[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]العلماء صار أولي الأمر على الحقيقة هم العلماء وليسوا الأمراء كما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يفهم بعض الناس إنما الصواب أن أولو الأمر هم العلماء الذين يعرفون مراد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله سبحانه وتعالى في هذه القضايا[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه الآية تؤكد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذا المعنى كما سنبين إن شاء الله مشاهدي الكرام في حلقة قادمة حيث بقي في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الآية كثير من الحديث إنتظرونا إن شاء الله نسأل الله سبحانه وتعالى أن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته والسلام عليكم ورحمة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله وبركاته[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة العاشرة – تأملات في الآيات (83 – 84)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة العاشرة رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84))[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ما زال الحديث بنا مستمراً في أفياء هذه السورة العظيمة، سورة النساء وقد وصلنا إلى قول الله عز وجل (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) هذه الآية العظيمة تضمنت آداباً كريمة تهم كل مؤمن ومؤمنة وعلينا إن شاء الله أن نستبين ما فيها في هذه الحلقة مع المشايخ الكرام د. عبد الرحمن الشهري ود. مساعد الطيار ونسأل الله بمنّه وكرمه أن يلقي الحق على قلوبنا وألستنا وأن يهدينا صراطه المستقيم وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] كنا وقفنا في اللقاء السابق على مفهوم "أولي الأمر منكم"، القضية قلنا أن السلف رحمهم الله تعالى لما فسروا الآية بعضهم قالوا "أمراء السرايا" وبعضهم قالوا "العلماء"، والمحصلة النهائية في هذا الأمر أننا ننظر في كل ما يتعلق بحياة المسلم سواء حياته الخاصة أو حياته العامة الملك والوزير الرئيس والمرؤوس كلنا محكومون بهذه الشريعة فإذا جاء أمر من الأمور للدولة فإنها في النهاية مرتبطة بقضية الشرع هل يبيحها الشرع أو لا يبيحها والذين يعرف الشرع يبيحها أو لا يبيحها هم العلماء فأولي الأمر في الحقيقة العلماء لأنه يؤول الأمر إليهم في النهاية والحاكم إنما هو منفذ لشرع الله تعالى ولا يجوز أن ينفذ الحاكم ما يخالف شرع الله وإلا يبيّن له العلماء خطأه وخلله في الحكم. فإذن أولو الأمر منكم الصحيح أن المراد بها هم العلماء الذين يبينون شرع الله. ولما كان في عهد الصحابة رضي الله عنهم أمراء السرايا من العلماء قالوا أمراء السرايا فهذه قضية مهم أن ننتبه لها لأن بعض الناس اليوم يتخذ أولي الأمر ويجعلها في الملك أو السلطان أو الرئيس ووزراءه وأمراءه على المناطق فيجعل هؤلاء هم أولو الأمر وهذا تقصير في فهم المراد بأولي الأمر[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويؤكد هذا معنى هذه الآية (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) لو ردوه إلى العلماء الذين يستطيعون استنباطه لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وقصة عمر واضحة لما أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق نساءه فجاء عمر وهو مضطرب فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن فلم يؤذن له ثم استأذن فلم يؤذن له ثم استأذن فأُذن له فدخل فقال للنبي صلى الله عليه وسلم أطلقت نساءك؟ قال لا، فخرج مباشرة للناس وقال لم يطلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه وعدّ نفسه رضي الله عنه من أولي الأمر الذين استنبطوا ولم يتكلوا على الشائعات ولم يردد مثل ما ردد الناس بل ذهب إلى المصدر وصاحب الشأن وهو رسول صلى الله عليه وسلم فعلم منه الحقيقة وهو الذي أشاع الحقيقة التي ينبغي أن تشاع وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطلق نساءه[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية فيها فائدة عظيمة جداً في حسن سياسة الأمور وتدبيرها فيما يتعلق بالمجتمع المسلم بصفة عامة سواء في فهم القرآن أو في تدبير الأمور أمور السلم والحرب فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو المصدر الأول في زمانه عليه الصلاة والسلام، المصدر للجانب العلمي في فهم القرآن وفي الفتوى وهو كان القائد كان يتصرف بوصفه نبياً وقائداً وبوصفه قاضياً عليه الصلاة والسلام فهي مجتمعة فيه عليه الصلاة والسلام فهنا في هذه الآية قال (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ) لو اكتفينا بهذا لكان امكانية الرد إليه متعذرة بعد وفاته فقال الله (وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ) فعُلِم أن المقصود بأولي الأمر هنا من يقومون مقام النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فالذين يقومون مقامه في منصب القضاء لهم جزء من ولاية الأمر والذين يقومون مقامه في قيادة الجيوش لهم جانب والذين يقومون مقامه في سياسة الأمور لهم جانب من ولاية الأمر والذين يقومون مقامه في بيان الأحكام الشرعية وهم العلماء لهم جانب فالتعبير بأولي الأمر هنا أشمل من التعبير بقضية الأمراء أو العلماء أو الحكام فأولي الأمر تشمل هؤلاء جميعاً، (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ) أولي الأمر كلٌ بحسبه، إفرض إذا جاءت قضية علمية أولو الأمر فيها هم العلماء بدون شك لكن إذا جاءت قضية مرتبطة بالقتال فما شأن العلماء في هذا الجانب؟ الشأن في هذا الجانب للقيادة العسكرية فأنا أرى أن الفهم الذي فهمه الذين قالوا أمراء السرايا فهمٌ صحيح بحسب المسألة والذين قالوا هم العلماء فهمٌ صحيح بحسب المسألة فولاية الأمر هنا تشمل هذا وهذا فليس هناك اختلاف أن نقول هم الحكام أو هم العلماء وإنما حسب المسألة التي يدور النقاش حولها هل هي من صلاحيات هؤلاء أم من صلاحيات هؤلاء كلهم يدخلون في ولاية الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لكن الإشكالية اليوم أن البعض يجعل ولي الأمر هو الحاكم أو السلطان نقول هذا ليس صواباً لأن العلماء هم الذين يتمثل فيهم معرفة الشرع ونحن بحاجة لمعرفة مراد الله في كل قضية من القضايا وهذا شأن العلماء. لو أردنا أن نجعل نسبة فالنسبة الأعم والأغلب هي في ولاية الأمر هي للعلماء[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هناك مسألة مهمة في الموضوع لا أدري هي مسألة إدارية أو مسألة سياسية وهي مسألة توحيد المصدر الآية هنا تعيب على من يشوش على المجتمع كلما سمع خبراً روّجه (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ) يذمّهم بذلك لأنهم يثيرون البلبلة. على سبيل المثال أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق نساءه هذه المسألة تداولها الناس في المجتمع هذا يقول طلّق وهذا يقول ما طلّق وبعضهم يزيد على المسألة تخرج شبراً وتصل ذراعاً! عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يقطع الشك تأكد من المصدر تحقق من المصدر فلما بلغه صحح المعلومة. الآن في زماننا هذا في أثناء المعارك الكبار والحروب أصبحت سياسة عن الدول أنها تعين متحدث رسمي باسم وزارة الدفاع مثلاً يتحدث هذا المتحدث باسم الدولة ويخرج في أوقات محددة ويقول كلاماً محدداً مسؤولاً يصرح يقول قتل هذا اليوم عشرون وجُرِح اثنا عشر، هذا الذي تعتمد عليه الأخبار وتعتمد عليه التحليلات. هناك إشاعات كثيرة ينقلها المراسل من الميدان فيخرج المتحدث الرسمي فينفي هذا ويؤكد هذا، هذه مسألة سياسية إدارية القصد منها توحيد مصدر الأخبار التي تنقل. هذه الآية فيها مشروعية هذا الأمر أنه لا ينبغي أن يتحدث باسم الدولة ولا باسم الجيش المسلم إلا شخص مسؤول عنده الصلاحيات والذي يملك المعلومة الصحيحة وعنده من السياسة ما يجعله يصرّح بأمر ويخفي أمراً وهذا من السياسة والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يخرج في غزوة ورّى بها هذه سياسة منه عليه الصلاة والسلام، حسن تدبير. هذا تصرف يبدو لي الآن حتى الجهات الحكومية الآن لديها متحدث باسم وزارة الزراعة متحدث باسم وزارة كذا، هذه جيدة وفي الآية ما يدل على مشروعيتها لأن فيها كفّ التشويش وتوحيد المصدر وفيها إضفاء للثقة على الخبر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في هذه الآية أيضاً أدب عظيم جداً لنا جميعاً ولكل مسلم ومسلمة في أن لا يستعجل في نشر أي خبر حتى وإن كان يثق بأن هذا الخبر صحيح مائة بالمائة لأنه قد يكون صحيحاً لكن لا يليق أن يقال لأنه يرعب الناس أو يشوش على خظة حكيمة يراد تطبيقها في المجتمع المسلم. نلاحظ الآن بعد أن تيسرت وسائل بثّ الأخبار في هذه الأيام صار كل من يملك معلومة بثها ثم الآن لدينا البريد الالكتروني ولدي مجموعة من الناس ألف أو أكثر أو أقل وعلمت بشيء مباشرة دونته في دقيقتين ثم أرسلته للكل وكل واحد من هؤلاء يتبرع بإرسال الخبر أيضاً لمثل هذا العدد أو أكثر ثم في يومين وإذا بلغ الآفاق! هذا الخبر هل هو صحيح؟ قد يكون صحيحاً، إذا كان صحيحاً هل يليق نشره؟ قد يكون ما تنشره ولو كان بيغرة وبحسن نية مما يسيء إلينا, واحد يقول مثلاً هل علمت أننا وجدنا داراً للدعارة في المكان الفلاني ووجدنا فيه أناس يفعلون كذا وكذا الخبر صحيح والنية سليمة والغيرة موجودة لمكافحة هذا الأمر لكن هل إشاعة هذا الخبر في المجتمع المسلم له آثار سلبية عليه أم لا، إنتبه! أنت تقول وجدنا داراً وترى بعضهم يقول والله كنت أفكر في هذا الموضوع! هناك من فعلها فأنا أريد أن افعلها! إنتبه ويقال في المثل "ما كل ما يُعلَم يقال" وهذا الأدب التي تريد الآية إيصاله إلينا. وهذا في المستوى العام والمستوى الخاص، هل كل خبر تقرأه في الجريدة أو الانترنت وموثق بالمائة مائة أنه صحيح تقوله لبناتك أو لزوجتك؟ لا، لأن بعض الأخبار ترعبهم. أذكر بعض الأخبار ونحن صغار كنا نجلس مجالس الكبار وهم لا يراعون هذه الأمور تماماً غائبون عن هذا الأدب والله كنا ما ننام الليل منها يقولون سيحصل كذا وكذا الطفل الصغير لا يفهم الشيء في سياقه فينبغي أن ينتبه هذا الخبر يقال لمن وفي أي مجلس؟ عندما تكون مع جماعة العلماء تقول شيئاً لا تقوله عندما تكون مع طلاب العلم وعندما تكون مع لطلاب العلم تقول شيئاً لا تقوله وأنت مع العامة لا تقوله. يقول ابو هريرة رضي الله عنه وأرضاه حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين من العلم أما أحدهما فبثثته في الناس وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم، لماذا؟ لأنه لا يناسب أن ينشر لأنه سيسبب فتنة "ما أنت بمحدِّث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" كما يقول ابن مسعود. كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع. وهذه خطيرة. وهذا أدب لنا جميعاً أن الإنسان حتى لو سمع خبراً موثقاً أو رأى شيئاً حقيقياً أن لا يبثه حتى يعرضه على أولي الأمر منهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وخاصة الآن أصبحت الوسائل التقنية وأصبح الآن الجوال والاشتراك في التويتر والفايسبوك والشبكة تكتب الخبر في أقل من دقيقة وتبثه على الآلآف دون أن تراعي هل هذا مناسب أو غير مناسب وهل فيه فائدة أو ليس فيه فائدة وأصبحنا نقرأ أخباراً تافهة لا قيمة لها حتى لو كانت صحيحة لا قيمة لها مثلاً مشاجرة جماعية عند محطة بنزين في منطقة كذا، ما الفائدة منها؟! هذه مسألة قد تكون صحيحة لكن ليس لها قيمة وينشرونها في الآفاق ويقولون سبق صحفي والسبق الصحفي يتعارض مع الأدب الذي تذكره هذه الآية. هذه الآية تقول (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) ودائماً المسؤولين في الوزارات والحكومات في الدول يقولون نحن ندعو إلى التريث وندعو الصحف لتوخي الحذر في النشر لأن هذه مسائل تخص المجتمع إما أن تشيع فيهم الرذيلة وإما تشيع فيهم الخوف والقلق وهذه تؤيد أن أولي الأمر هنا كلٌ بحسبه، قد تكون مسألة صحية مثاً إنتشار مرض انفلونزا الخنازير هذه مسألة صحية وفيها جانب سياسي وفيها جانب إداري فإذا أعيدت إلى أولي الأمر هم يقررون إذا كان مناسباً أن يعلن هذا الأمر أو يعلن بطريقة معينة حتى لا يثير الرعب في نفوس الناس.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) هذه درجة أخص من أولي الأمر[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فئة منهم يستطيعون استنباطه واستخراجه من مكمنه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] مما يدل على أن هذا الأمر فيه من الخفايا ما يحتاج إلى من يستخرجه بتدقيق حتى يستخرج هذا الأمر المُشكِل ويستطيع أن يعيد الأمور إلى توازنها[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لأن الاستنباط هو استخراج الخفيّ أما الشيء الظاهر فلا يقال استنبطه[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يقال استنبط الماء من البئر يعني من قعر البئر. الآن لما صارت وكالات الأنباء والعالم يتنافسون في الخبر الجديد الحقيقة الآن فقدنا هذه الآية تماماً بل إن هذه الآية أصبحت في عداد الشيء المغفل والخفي على كثير من الناس. حادثة مرّت بي امرأة تقول لي ابنتي بدأ يصيبها الخوف آتي الصباح وهي ما نامت، فقلت ما السبب؟ قالت ما أدري، قلت عندكم تلفاز؟ قالت نعم، قلت قبل كانت لا تنام؟ قال لا، منذ أن أدخلنا التلفاز صارت عندها هذه المشكلة صارت تخاف، قلت هي تنظر نشرات الأخبار؟ قالت نعم ما تنام حتى تنظر نشرات الأخبار. ماذا في نشرة الأخبار؟! قتل انفجار جريح هذا الكلام يؤثر في نفس هذه المسكينة وهي تعيش في صقع من الأرض تحس أن العالم حولها ينفجر بينما الحدث هذا وقع في مدينة في الصين أو في الهند أو في غيرها ما سمعه إلا الذين حوله! سمعت به هذه الببت وتأثرت وخافت وما نامت. وهذا يؤكد لنا أنه ينبغي لنا أن نقول للناس إذا لم تستطع أن تصد هؤلاء عن الكلام فأنت تملك أذنيك وعينيك أغلق هذا الجهاز أنا أرى أنه ما ينبغي أت يسمع البنات والأطفال الصغار الكثير من الأخبار لأنه يؤثر على نفسياتهم ويسبب لهم كثيراً من التشويش والقلق.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لما كان التدبر عام قال (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) عمّمه أما الاستنباط فأخص (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) جعله مما يعمله الخاصة لأن الخاصة أولو الأمر فجعله أقل منهم الاستنباط يحتاج إلى إعمال ذهن وعقل وأما التدبر الذي طلبه الله تعالى من المنافقين ما يحتاج الكثير من إعمال الذهن وإنما يكفي فيه أن ينظر نظراً عاماً فيصل إلى النتيجة لما قال (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) فتح المجال للتدبر ولما جاء عند قضية تحتاج إلى استنباط قال (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) قضية الاستنباط هي قضية فيها إعمال ذهن شديد وكدّ للذهن لمعرفة القول الصواب ومعرفة مآل هذه الآية ومآل هذا الأمر ولا يمكن أن يدرك مآلآت هذه الأمور بهذه الصورة إلا بعض العلماء وليس كل العلماء ولهذا الله سبحانه وتعالى في آية آل عمران (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ (7)) بناء على أن المراد بالتأويل التفسير فجعل الراسخين في العلم ممن يعلم التأويل وليس مجرد العلماء وإنما قال الراسخون في العلم وقد مدح الله الراسخين في العلم في أكثر من آية مما يدل على أن هذه الأمور تحتاج إلى من يكون راسخاً في العلم وليس مجرد عالم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عندما نقول استنباط والتدبر فنحن نقصد منها استنباط المعاني من القرآن وتدبر القرآن لكن الآية لا تقصد فقط القرآن وإنما تقصد الاستنباط من القضايا التي تستحق أن تذاع أو لا تذاع (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ) يتحدث عن بعض الضعفاء أو السفهاء أو المنافقين الذين يشيعون ما كان ينبغي لهم ألا يشيعوه ويذيعوا من الأمور في وقت الحرب ما كان ينبغي لهم ألا يذيعوه فالله تعالى يقول لو تريثوا وأعادوا الأمر إلى المسؤول سواء كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو موجود أو إلى أولي الأمر في زمانهم (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) لعلم ما ينبغي أن يذاع أو ما ينبغي أن يكتم من هذه الأخبار أو غيرها الذين يستنبطونه من أولي الأمر المسؤولين سواء قلنا أنهم العلماء أو الحكام أو القادة ولهذا قال تعالى (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ) الحديث ما زال عن القتال والمعركة وهذا الوقت بالذات من الأوقات التي ينبغي فيها التحرز غاية التحرز في قضية الأخبار. وقت السِلم الأخبار ليست مؤثرة بشكل كبير لكن عندما يأتي وقت الحرب تتشوف النفوس إلى أدنى خبر[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويؤثر فيها أكثر أثر[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فهنا نقول لا هذه مسائل هذه مسائل حساسة وهذه أوقات حرجة وحساسة والمنافقون كانوا يستغلون هذه المناسبات فيبثون في الصف الإسلامي الإشاعات ويخذّلون على النبي صلى الله عليه وسلم لذلك عبد لله بن أبي كان في هذه المناسبات بطلاً يأتي ويخذّل وينشر الأراجيف يمارس دور البطولة بمعناها السلبي. قضية الاستنباط هذا المقصود بها هنا لكن يقاس عليها الاستنباط من القرآن الكريم ربما[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم. في قضية ما يفعله المنافقون في أيام الشدة والمحن والآيات تتحدث عن هذا بعدها قال (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) مما يدل على ما ذكره د. عبد الرحمن أنه في وقت الشدة يجب أن نحذر من كل خبر ونزن الأمور بميزان قوي. المنافقون في وقت الشدة يبدأون عملهم في إشاعة الأخبار وإثارة الفتن ومحاولة تسيير بعض الأمور الموجودة في أجنداتهم وهذا ما نلاحظه الآن في هذه الأيام نحن نتحدث في وقت شديد على الناس تجد أن هناك من يثير بعض القضايا من أجل أن يشغل الناس ومن أجل أن يصل إلى ما يريد في وقت الفتنة والعجيب أن هذا يتكرر في أيام حرب الخليج ظهرت هذه الأمور والآن تظهر هذه الأمور لأنه أنسب وقت لها وهم يعرفون أنه في حال السلم الناس لا يلتفتون إليهم والناس كلهم سيجمعون ضدهم، في وقت الفتنة الناس مشغولين فيشتت الانتباه من أجل هذا يحاولون وضع الأوراق وتمشية هذه الأمور علينا[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] وهذه حقيقة فائدة من الآية ينبغي أن ينتبه إليها وهي أن ضعاف النفوس والمنافقين يبرز دورهم في مثل هذه الأوقات العصيبة. أهم شيء عندنا في قضية توحيد المصدر وتوحيد المصدر يدل على توحيد الجماعة فلو كان هناك أكثر من متحدث رسمي ما يمكن! يكون هناك نوع من التشتيت والاضطراب والواقع أن هؤلاء المنافقين يستغلون هذه الأوقات لبثّ رؤاهم وأفكارهم وإراداتهم والأعجب من هذا حينما يكون هؤلاء المنافقين كما حصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يستنجدون لقضاياهم بالكفار فهذا زيادة في البللبة والاضعاف والأمة الآن محتاجة إلى التوحد وأن تتكاتف مع قائدها وتسير مسيرتها وهؤلاء ينقضون هذه العرى عروة عروة فلماذا تأتون بالشيء الذي يقع فيه خلاف في المجتمع ويشق المجتمع شقا عظيماً لا يفكرون بالمجتمع وانما يفكرون في رغباتهم وشهواتهم أن ينفذوها بغض النظر عن هذا المجتمع اجتمع أو لم يجتمع صلح أو لم يصلح هذه القضية لا تعنيهم كثيراً أهم شيء عندهم أن هذه القضية يريد أن ينفذها بالقوة شاء المجتمع أو أبى لا ينظر إلى هذا، موافق لشرع الله أو غير موافق لا ينظر لهذا، موافق لمصلحة الأمة أو غير موافق لا ينظر لهذا. ولهذا نقول المفترض في هذه الأمور ينبغي للعلماء يجب أن يكون عندهم وقفة قوية ويبينوا شرع الله في مثل هذه القضايا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] انظروا الآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت وسائل الاتصال شبه منعدمة، ما هي وسيلة الاتصال؟ حمام زاجل؟! أظن حتى الحمام الزاجل ما كان موجوداً! وبالرغم من ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحساسية في الأخبار ففي فتح مكة حاول النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع كل وسيلة يمكن أن تنقل الخبر إلى قريش، لما حاول حاطب بن ابي بلتعة أرسل كتاباً مع امرأة وهذه المرأة أخفت هذا الكتاب وضعته في عقيصتها (في شعرها) فالنبي صلى الله عليه وسلم جاءه الوحي أن فلاناً بعث برسالة مع فلانة وأدركها علي بن أبي طالب والزبير في مكا معين، ماذا يمكن أن تفعل الآن كي تخفي الخبر؟ أو كي تعمل عملك بصمت أو تخطط سياستك بهدوء؟ أنت تحتاج إلى جهد شاق جداً جداً حتى تستطيع أن تسيطر على الأمر. من اللطائف سألت أحد القضاة الأميركان عندهم في أميركا ما يسمى هيئة المحلفين يأتي مجموعة من جيران المتهم أو غيرهم فيحضرون الجلسات ويكونون أشبه بمن يقضي في المسألة يراقبون يعطون نسبة معينة من القضاء، وهم يحاولون أن يعزل الرجل المحلّف عن القضية يعني يحضر الجلسات لكن إذا خرج من قاعة المحكمة لا يتعرض لأي ضغوط لا من هذا الطرف ولا من هذا الطرف، بعض القضايا تصل لوسائل الاعلام وتمارس وسائل الإعلام ضغوطات لكي تؤثر على القضية فمن الأشياء التي يخاف منها قضية التأثير على هؤلاء المحلفين أنهم يسمعون تقريراً قد يغير رأيهم لهذا وهذا يقولون نحن في العادة نأخذ هؤلاء المحلفين نعزلهم نجعلهم في فندق ندفع الإيجار ولكن نسحب منهم الجرائد والاتصال، فقلت ماذا تصنعون في وقت الاتصالات الحديثة؟ والبلاك بيري والآي فون؟ قال هذه تمثل بالنسبة لنا مشكلة وتحدي. فأنا أقول هذه الآية لما يقول تعالى (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) فيها إشارة إلى خطورة تسريب الأخبار في مثل هذه الأوقات الحرجة وأنه ينبغي على المسلمين أن يكونوا يداً واحدة متكاتفة يراعون لأن بعضهم للأسف يملك وسيلة نشر المعلومة ولكنه يفتقر إلى حس المسؤولية، يفتقر إلى أن يشعر بشعور المجتمع المسلم والجماعة، فمباشرة حرصاً منه على السبق الصحفي أو سمّه ما شئت يعلن بل حتى أحياناً يكون هو ممن في مفاصل القرار ولكن عندي سكرتير عندي كاتب أو مراسل لا بد أن يعلم بالخبر بشكل أو بآخر لأني ربما عندما أكتب الخبر سيكتبه لي السكرتير أو سيذهب به فلان وربما أحد هذه الحلقات التي تحيط بالقائد يخون الأمانة فيسرب الخبر ويفشيه فيقع بسبب ذلك كوارث على الأمة الاسلامية بسبب هذا أو ذاك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ألا ترون أن الآية فيه إرشاد أنه ينبغي أن تكون المعلومة والخبر مملوكة بيد الصلحاء ممن يخافون الله عز وجل وأن تكون وسائل الأخبار في يد هؤلاء الأمناء. الآن جزء من الضياع والتشويش الذي نعيشه هو أن الأخبار بأيدي أناس ليسوا منا صحيح أنهم من بني جلدتنا لكن قلوبهم قلوب الذئاب ومع الأسف تقع أخطاء وفساد عظيم جداً لا يلتفت إليه ويقع خطأ مثل الذرّة من بعض أهل الصلاح أو الخير فيكبر ويحجم ويوضع له من الهالة حتى تكون الضغينة عند عموم الناس على هؤلاء الصلحاء. سبحان الله! أقول هذا تقصير من أهل الصلاح وليست الفرص تُمنح وإنما تنتزع، أهل الصلاح يجب أن يكون عندهم وسائل أمينة وقوية ومؤثرة وشائعة لإيصال المعلومات الصحيحة والتعليق عليها والتأثير من خلالها وحجب ما ينبغي حجبه عن المجتمع منها ويتقون الله عز وجل في ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] قوله (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) في قوله فضل الله ورحمته، فضل الله هذا التفضل منه سبحانه وتعالى على هذه الأمة بأن يسر لها في مثل هذه الشائعات أن لا تنتشر وأن لا تؤثر ورحمته إشارة إلى شيء من التقصير في مثل هذه الأمور فلولا أنه رحمكم لعاقبكم لما فعلتم من انتشار مثل هذه الأمور ولم تردوها إلى الله والرسول وأولي الأمر منكم. ولذا قال (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) مما يدل على أن إشاعة مثل هذه الأمور إنما هي بتسويل من الشيطان لأوليائه فتنتشر هذه الشائعات فيقبلها الناس (إلا قليلا) إلا قليلاً منكم ينجون من هذه الأمور كما هي العادة الغالبة في مثل هذه الأمور.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويمكن أن يقال ولولا فضل الله عليكم بأن علّمكم وأدّبكم وأنزل عليكم هذه الآيات التي تبصركم بما ينبغي عليكم عندما يحدث مثل هذا ورحمته في أنه لم يبقكم على غير بينة أو لم يجعل هذا الأمر غير منصوص عليه أو مبين في كتابه لاتبتعم الشيطان الا قليلا قال بعضهم في تفسير (إلا قليلا) يعني كلكم يعني لاتبعتم الشيطان جميعاً أو إلا قليلاً يعني الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه يثبتهم الله سبحانه وتعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية تكلمنا عنها وأفضنا فيها هي نبراس وهداية للمجتمع المسلم. وأحب أن أقول لمن يستمع إلينا نحن لا ينقصنا ولله الحمد المنّة في الاسلام أي شيء المنهج واضح والدين واضح والأوامر واضحة والنواهي واضحة لكن الذي ينقصنا هو التطبيق إما أن نكون نجهل بالحكم ولا نصل إليه فنحتاج من يعلّمنا أو نعلم بالحكم ولا نعمل به فنحن لا نخرج عن هاتين الحالتين فالجاهل يتعلم والعالِم يطبِّق فمشكلة الجاهل إذا لم يتعلم ل يصل إلى هذا والعالِم إذا لم يطبق لن يصل إلى هذه النتيجة الحسنة. نشاهد أن من يذهب إلى الغرب الكافر ينبهر باحترامهم للإنسان وإنسانية الانسان وإن كانت هذه الإنسانية بعض الأحيان تخرج إذا كانت القضية مع مسلم! لكن في الغالب إذا تسير هكذا لا يعتبرونك بدينك فهم يحترمونك كإنسان وتأخذ حقوقك واضحة لك، ولكن إذا جاء للدول الإسلامية انعكس الأمر وجد الفوضى عدم احترام الانسان أكل المال بالباطل إهدار للمال العام إهدار لكرامة الانسان، سجن للناس بغير حق، وهذا لا يعني أنه لا يوجد في الغرب مثله ولكن هنا أظهر وأكثر وأشهر، هل المشكلة الآن في الاسلام من حيث هو إسلام؟ الجواب لا، المشكلة في تطبيق المسلمين لشرع الله ونحن نعلم أمثلة كثيرة جداً لما طُبّق الإسلام كيف استطاع المسلمون أن يهدوا الناس بخلقهم مثلما ذكرنا في الفليبين وفي أندونيسيا. لكن أيضاً في معارك المسلمين الأولى مع النصارى أبو عبيدة لما أخذ من أهل حمص الجزية فلما جاءه خبر أن الروم سيغزونهم وأنه لن يستطيع أن يدافع عنهم أعطاهم مالهم وتخلى عنهم قال نحن لا نستطيع أن ندافع عنكم فخذوا أموالكم، هذا الأمر جعلوا النصارى الذين كانوا في تلك المنطقة يذعنون للاسلام ويقولون أنتم أرحم بنا من قومنا. وكذلك أحد قواد عمر بن عبد العزيز لما دخل على قرية من القرى (سمرقند) دون أن يخطرهم فاشتكوا إلى عمر بن عبد العزيز فاستعى أميره وحكّم القاضي فلما سمع القاضي خصومه أمرهم أن يخرجوا من المدينة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري: سبحان الله! هذا ما يُعرف في التاريخ كله![/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد: فهناك عندنا قيم وتطبيقات كثيرة جداً لكن نحن تخلينا عن تطبيق هذه الأخلاقيات وهذه القيم فوقعنا في شر أعمالنا وإلا ليس لأن الغرب هو الذي وصل لهذه وأبدع منا وأفضل منا، لا، كانت هي موجودة لكن نحن تخلينا عنها ونحن عندنا قضية ليست موجودة عند الغرب وهي (وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ (104) النساء) نحن نقدم هذا وبين أعيننا طلب رضى الله سبحانه وتعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ليست القضية مكاسب أرضية أو فتوحات. في الآية معنى أود أن أستشيركم فيه: الآية قالت إن الخبر يسنبطه أولي الأمر، إذا كان لا يوجد هؤلاء في هذه المنشأة الاخبارية أو هذه الصحيفة أو القناة أو الموقع لا يوجد أولو أمر حقيقة يتكأ عليهم في استنباط ما ينبغي أن يذاع وما ينبغي أن يُسرّ أليس اللائق بالمؤمن أن لا يعتمد مثل هذه الوسيلة حتى لا يصيبه شيء من الضير هو في نفسه وفي تصوراته وفي حكمه على الواقع أو اتخاذه القرار في أي قضية. أود أن أقول أنه نجد الآن مواقع فيها ما هب ودب فيها أخبار كثيرة شيء منها حسن وشيء صادق وشيء كاذب وشيء ينبغي أن يشاع وشيء ينبغي أن لا يشاع وكثير من الناس يدخلون إليها وهم ليسوا من أهل الخبرة ولا من أهل الحكمة ولا من أهل العلم ومعذ ذلك يقرأون فيها ويأخذون منها أحكاماً ويتحدثون به، ألا ترون أن في هذه الآية إرشاداً لكل مؤمن إذا كنت لست من أهل العلم ولا من أهل الخبرة ولا من أولي الأمر لا تقرأ إلا في مصدر أمين، أنا أعرف مثلاً أن هذه الجريدة توجهاتها ليبرالية وأنها تعادي طوائف من المؤمنين وتكيد لهم كيداً عظيماً لماذا أشترك فيها؟ ولماذا أجعلها أحد مصادري اليومية في معرفة الأخبار والوقائع؟! إبحث عن مصدر آخر والحمد لله المصادر موجودة فأنا أكف عن نفسي الشر وخصوصاً أن القلب مثل الزجاجة أي شيء يؤثر فيه فمعناه هذا الخبر الكاذب وإن كنت تعلم أنه كاذب سيؤثر في قلبك فلماذا تتيح لهذا الخبر أن يصنع هذا الأثر في قلبك ويغيّر حتى مزاجك؟! وأنت تعلم أن هؤلاء الذين يقولونه كاذبون أو أصحاب مؤامرات وتخطيط لأهداف معينة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أؤيدك تماماً في أن هذه الآية فيها فوائد كثيرة تتعلق بمسألة نشر الأخبار وتسريب الأخبار وقضية توحيد مصادر الاخبار بالنسبة للمجتمع المسلم وأن ينبغي الاحتياط فيها غاية الاحتياط. واليوم انفتحت مسألة الاخبار كما قلنا وكررنا بشكل يصعب السيطرة عليه ولذلك ينبغي أن يكون المسلم رقيب نفسه يسيطر على نفسه لأنه هو نفسه يمكن أن يكون مصدراً للأخبار بمفرده الآن، كان الواحد إذا أراد أن ينشر خبراً في السنوات الماضية يحتاج أن يكون له معرفة بشكل أو بآخر بجريدة من الجرائد أو أي وسيلة من الوسائل التي يصعب عليك أن تتعامل معها بشكل فردي لكن اليوم أصبح كل شخص يمكن أن يكون هو وكالة أخبار بنفسه وفي نفس الوقت كل واحد يستقبل بمفرده. أنت تجلس في مجلس واحد وكل واحد منا يستقبل الاخبار من مصادر مختلفة بشكل منفرد على جهازه الخاص فهذه مسألة في غاية الخطورة أن تصبح أنت مصدر الأخبار من أي مكان شئت وأن تستقبل الأخبار من أي مكان شئت، فهذا أصبح السيطرة عليه صعبة لا يمكن إلا أن تكون نابعة من ضمير المؤمن ودينه وهذا تدعو إليه الآية.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ألا ترون أن هذه القضية من أعظم القضايا أو المداخل للشيطان علينا في تفريقنا وتمزيق وحدتنا ولذلك قال (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) إذن يا إخواني لنحذر من قضية إثارة الشائعات ونشر الأخبار لأنها من أعظم الوسائل التي يدخل بها الشيطان لتفريقنا وتمزيق وحدتنا وإثارة الفتن بيننا فنحذر من ذلك أشد الحذر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظ في قوله (أَذَاعُواْ بِهِ) في استخدام هذه اللفظة في قوله (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ) واستخدام فعل الإذاعة هنا يشير إلى أنهم كانوا يحرصون على نشر الخبر على أوسع نطاق ولذلك تسمى الاذاعة إذاعة من هذا الباب لأنها تذيع الخبر وتنشره على أوسع نطاق.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لكن جاء هنا في مقام الذم. في قوله (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ) ذكر فضله مقابل اتباع الشيطان، لو تأملنا القضية سنجد أنه لولا أن الله سبحانه وتعالى يسّر لنا ما يسّر من فضله ورحمته لكان الشيطان اجتالنا اجتيالاً وهذا لا شك أنها تنبيه للمسلم أن يحذر من الشيطان ولو تأملت في القرآن الكريم وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم كم من الآيات وكم من الأحاديث التي تنهى عن اتباع الشيطان تحذر من اتباع الشيطان كثيرة جداً جداً وانظر كم نتهاون نحن في هذا الأمر. أكثر أذكار الرسول صلى الله عليه وسلم أو كثير منها هي مرتبطة بالوقاية من الشيطان.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لعلنا نقتصر على هذا المقدار في الكلام حول هذه الآية العظيمة وننتقل في الحلقة القادمة إن شاء الله للآية التي تليها، نستودعكم الله على أمل اللقاء بكم في حلقة أخرى نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ علينا بالفقه في الدين وأن يعلمنا التأويل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 11 – تأملات في الآيات (84 – 86)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الحادية عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84) مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85) وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86))[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها المشاهدون الكرام ما زلنا نتحدث في هذه السورة العظيمة سورة النساء وقد وصلنا إلى قول الله عز وجل (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) وهذه الآية جاءت آمرة نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يقاتل أعداءه وأنه مأمور بذلك وموعود بالنصر من الله جل جلاله (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) ثم بيّن له الله سبحانه وتعالى أنه يجب عليه أن يقوم بهذا الأمر ولو لم يكن معه أحد وإنما الواجب عليه أن يحرّض الناس ويحثّهم ويدلّهم على هذا الباب العظيم من أبواب الخير والنصر للدين. نتكلم في هذه الآية وما يليها من آيات بإذن الله عز وجل مع الشيخين الفاضلين الدكتور عبد الرحمن الشهري والدكتور مساعد الطيار فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويهدينا ويلقي الحق على قلوبنا وألسنتنا. تفضل دكتور عبد الرحمن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله سبحانه وتعالى (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ) تلاحظون في الآيات التي بدأنا بها قبل عدة حلقات في قوله سبحانه وتعالى (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ (74) النساء) وفي قوله سبحانه وتعالى (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ (74) النساء) أن الحديث كله عن الجهاد والقتال في سبيل الله على وجه الخصوص وهذا فيه أمر لكل واحد على حدة. هنا يأتي الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله سبحانه للنبي صلى الله عليه وسلم (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ) وهذا فيه إشارة إلى المسؤولية الفردية يعني عندما يخاطب الجماعة بالخطاب فإن كل واحد من الجماعة مسؤول مسؤولية فردية عن نفسه حتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائد فإنه مأمور أن يقاتل (لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ) عندما تُحاسَب فإنك لن تُحاسَب إلا على قيامك بنفسك لكن (وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، هذا هو الواجب عليك بالنسبة للمؤمنين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، أن تحرّضهم وتشجّعهم وتعينهم وتحثّهم على القتال والجهاد في سبيل الله والثبات ولكن أنت قاتل في سبيل الله لا تُكلَّف إلا نفسك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إذن هنا واجبان: الواجب الأول أن تقوم أنت بما أوجب الله عليك من القتال والثاني أن تقوم بدعوة الناس أمرهم بالمعروف ودلالتهم على الخير وحثهم على هذا الأمر الذي طلب الله عز وجل منك أن تقوم به بينهم يعني هما شيئان منفصلان. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] تكليف خاص به ثم أمر له بحض المؤمنين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مثل هذه أنا في نظري آية الأمر بإطعام المساكين (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) الإنسان) هذا أمر، والثاني حضّ الناس على إطعام المساكين (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ {1} فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ {2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {3} الماعون) لاحظ عدم الحضّ أيضاً مخالفة فضلاً عن كونك تنفق أو لا تنفق هذا أمر آخر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولكن أيضاً كونه لا يحض على إطعام المسكين يدل على أنه لا يفعل ذلك بنفسه أصلاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه هي الإشكالية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لأن الذي يفعل ذلك بنفسه في الغالب أنه لا يثبِّط غيره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهنا أمر آخر وهو أنه كما أن الإنسان يقوم بالواجب بنفسه يجب عليه أن يحتسب ويتعبد لله عز وجل في حضّ الناس ترغيبهم حثّهم وعظهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ويدخل في قوله (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ (3) العصر).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يدخل في قوله (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً من القضايا أيضاً نلفت نظر السامع إليها أن الحديث ابتدأ في الآيات التي بدأناها عن القتال ثم انتقلت للحديث عن المنافقين ثم رجعت تختم بالحديث عن القتال مرة أخرى، من بعد (من يشفع شفاعة حسنة) سيأتي مقطع جديد، لعلنا سابقاً ذكرنا السبب في كون ذكر آيات النفاق يأتي مع آيات الجهاد وهو أن المنافقين من أولى من يقع عليهم الجهاد وأن يبين عوارهم وأن يفضح أمرهم وأنهم أحق بأن يُجاهَدوا لأنهم كما يسمى الطابور الخامس هم الذين يُضعِفون ويُفسِدون في الدولة مثل ما حصل من عبد الله بن أبيّ لما انسحب في أُحُد بثلث الجيش فهذا لا شك أنه أولى بالجهاد من غيره ولهذا الله سبحانه وتعالى قال (أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ (73) التوبة) جاء الأمر عليهم مرتبة واحدة في الأمر بالجهاد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لا وأيضاً في الآيات عندما تقدمت في قضية أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يُعرِض عن المنافقين عندما قال الله سبحانه وتعالى (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ (81) النساء) ثم جاء في هذه الآية فقال (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ (84) النساء) أن في هذا حثٌّ وتوجيه للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يعرض عن أراجيف المنافقين ولا يلتفت إليها وأن يجاهد في سبيل الله ويثبت ولو لم يكن إلا هو بمفرده (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ (84) النساء) ولذلك في حديث في البخاري وفي مسند أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لأقاتلنهم حتى تنفلت سالفتي) يعني ولو لم أكن إلا أنا وحدي وسار على منهجه أبو بكر ولذلك لما إرتد بعض قبائل العرب كان بعض الصحابة يخالف أبا بكر في الخروج يقول الوقت غير مناسب الآن لأن الدولة في بدايتها فقال: "لو خالفتني يميني لقاتلت بشمالي" إشارة إلى أنني سأثبت حتى لو لم يقف معي أحد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو معنى الإستقامة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بالضبط ولذلك أنظر كيف رجعت كل الأمة إلى قول أبي بكر مع إنه كان قول فرد ولكنه كان معه الحق ولذلك قال الجماعة مع الحق ولو كنت وحدك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ (84) النساء) هذا مثل ما ذكرتم منذ قليل فيه إشارة إلى ترتيب الأولويات، أول ما يبادر به الانسان أولاً يبادر بنفسه ثم ينتقل إلى غيره. وقضية أخرى أن الأوامر التي أُمِرَ بها النبي صلى الله عليه وسلم أو ما يخص الأوامر الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يلزم أن تكون عامة لغيره بمعنى أن هناك هذا التكليف الآن تكليف خاص بالنبي لا يجوز له صلى الله عليه وسلم أن يحيد عنه وهو ما ذكر مصداقه الدكتور عبد الرحمن قبل قليل من خبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أُمِرَ أن يقاتل الناس قال "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" معنى ذلك أنه صلى الله عليه وسلم قد إستجاب لهذا الأمر وما توفي النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد دانت له العرب وأسس هذه الجماعة التى إنطلقت بعد ذلك بالجهاد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قولك يا دكتور مساعد (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ (84) النساء) قلت يبدأ الإنسان أولاً بنفسه لماذا يبدأ بنفسه ثم بعد ذلك يحرّض المؤمنين؟ أنا أقول يعني للزيادة على ما ذكرت وهو أن الإنسان إذا بدأ بنفسه ثم حرّض كان لتحريضه معنى بخلاف ما إذا حرَّض وهو لم يبدأ ولم يظهر عليه أثر البداية فإن الناس ينتظرون وقد وقع شيء من هذا للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية عندما أمر الناس أن يحلقوا رؤوسهم وكانوا يتهيأون لأن يتموا عمرتهم فكان يقول صلى الله عليه وسلم لهم حُلّوا من إحرامكم إنحروا هديكم فتباطأ الناس فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو مغضب على أم سلمة رضي الله عنها فقال هلك الناس فقالت وما ذاك يا رسول الله؟ فأخبرها الخبر قالت لو أنك حلقت لبادروا، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ودعا بالحلاق فحلق، قال فتسابق الناس حتى كادوا أن يقتتلوا، لاحظ بالفعل أن الداعية أو القائد أو الإمام أو من يريد أن يؤثر في الناس يجب عليه أن يلتفت إلى فعله هو أولاً ثم من بعد ذلك إلى موعظته وتحريضه وحثه للناس ليكون لحثه وتحريضه أثرٌ وقدوة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو القدوة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا هو القدوة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم أن تبدأ بنفسك وتعمل وحتى في التربية وهذا أسلوب تربوي يا دكتور، يعني حتى في التربية الآن عندما تربي أولادك أو طلابك أو من شئت أن تكون قائداً له وقدوة ينبغي أن تظهر عليك آثار ما تأمر به من معروف وما تنهى عنه من منكر يعني واحد يحث الناس عن الصلاة وهو لا يحافظ عليها لا يمكن ذلك، أب ينهى أولاده عن التدخين وهو يدخن أمامهم صباح مساء هؤلاء سيعتبرونها نوع من السخرية وسوف يدخنون، إبدأ بنفسك فانهها عن غيّها كما قال أبو الأسود الدؤلي يقول: [/FONT]
[FONT=&quot]يا أيها الرجل المعلِّم غيــــره هلّا لنفسك كان ذا التعليـــــمُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصحّ به وأنت سقيمُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إبدأ بنفسك فانهها عن غيّهــا فإذا إنتهت عنه فأنت حكيــــمُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فهناك يُقبَل ما تقول ويُشتفـى بالقول منك وينفع التعليـــــمُ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا أيضاً أنا وجدته فى قول الله عز وجل (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (10) فاطر) فالكلم الطيب يصعد إلى الله لكن ما الذي يرفعه؟ يرفعه كل عمل صالح لأن الكلم الطيب يقدر عليه كل إنسان يستطيع الفاسق والفاجر أن يعظ الناس أفضل موعظة لكن سبحان الله يبقى هذا الكلم جامداً ميتاً لا حراك به حتى يأتي العمل الصالح يؤيده ويبث الروح فيه ولذلك تسمع كلمتين متماثلتين إحداهما تؤثر فيك والأخرى ما كأنك سمعتها، إذا نظرت في السبب وجدت أن وراء هذه عملاً صالحاً وأن وراء هذه عملاً سيئاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] قال (عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ (84) النساء) كأن المعنى يعني حرِّض المؤمنين ومن آثار تحريضك أن يكف بأس الذين كفروا وطبعاً قالوا أن هذه نزلت فى بدر الثانية لما خرج أبو سفيان لملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم فلما نادى الرسول صلى الله عليه وسلم بالصحابة للخروج إليهم فرّ طبعاً أبو سفيان بمن معه من الجيش ولم يقع القتال، بعض المفسرين ربط هذه الآية بهذا الحادث ولكن أياً ما كان فهو ظاهر جداً أن تحريض المؤمنين على القتال وحثهم على القتال إذا إجتمعوا وإصطفوا لا شك أنه يكف بأس الذين كفروا. وهنا أيضاً في إشارة إلى أن القوة بالإتحاد حتى وإن كان العدد قليلاً القوة بالإتحاد لا شك أنها تهزم بإذن الله إذا طرح الله سبحانه وتعالى بذلك البركة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قوله (عَسَىَ) طبعاً (عسى) من الله واجبة فهذا يدل على أن متى قام الإنسان بالواجب في قتال الكفار وحث المؤمنين وهو القائد وحث المؤمنين فإن الله سبحانه وتعالى سينصرهم، ولاحظ ما قال حرّض الناس، حرّض المؤمنين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري :[/FONT][FONT=&quot]لأنهم هم الذين يستحقون النصر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري :[/FONT][FONT=&quot] ويستجيبون أيضاً. قال (عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً (84) النساء) يعنى ما معنى هذه الآية؟ وما سر الختم بها إن كان بدا لكم شيء؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] عندنا فقط لو علقنا على (بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ (84) النساء) وهذا فيه إشارة البأس بمعنى القوة والشدة هذا يدل على أن الكفار لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمة فالكافر لا يرقب في المسلم قرابة ولا عهداً ولا ميثاقاً وإذا كانت القوة معهم فإنهم لن ينتظروك ليشاوروك فيما يفعلون بك فهنا نريد أن نقول أن الذين كفروا لا شك أن فيهم بأس وفيهم قوة فنحتاج نحن إلى أن نرجع إلى قول الله تعالى (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ (60) الأنفال) لكي ترد هذا البأس وإلا إذا كانوا هم أصحاب بأس ونحن ضعفاء المعادلة واضحة والنتيجة واضحة من هذه المعادلة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه طبعاً الآية فيها أمور:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* الأمر الأول فيها تثبيت للمؤمنين وتطمين لهم بأن الله سبحانه وتعالى ناصرهم وهو معهم الله عندما قال (وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً) إشارة إلى أنه فى صف المؤمنين وسوف ينصرهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* والأمر الثاني هو مسألة الروح المعنوية كما تكلمنا عنها في الآيات السابقة في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا {71} وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ {72) النساء) وتحدثنا عن الروح المعنوية لدى الجندي إذا لم يكن الجندي المسلم مرتفع المعنويات في أثناء مواجهة الأعداء وإلا فإنه سينهزم حتى لو زوّدته بأحدث الأسلحة، واليد التي تمسك بالسلاح يد مرتجفة خائفة خاوية ليست مقتنعة أصلاً بالحرب فإنها سوف تنهزم أما كما قال الطغرائي : لا يعمل السيف إلا في يدي بطل، ولذلك لما قيل لعمرو بن معد كرب رضي الله عنه كان فارساً معروفاً كان يضرب الفارس ضربةً فيقسمه نصفين وكان عنده سيف إسمه الصمصام مشهور ذكره في شعره كثيراً، فقالوا له هذا السيف الذي معك من ماذا صنع أو شيء من هذا؟ كأن القوة في السيف، فغضب وقال إنما السيف بضاربه، أي واحد منكم يأخذ هذا السيف ما يصنع به شيئاً لكن السيف بضاربه. فالفكرة هي قضية الروح المعنوية في هذه الآية (وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً) فاطمئنوا أيها المؤمنون.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] وزاد في الطمأنينة أن أضاف وصفاً آخر أشد بأساً مقابل للبأس وأشد تنكيلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظوا حتى هذه الطمأنينة التي يشعر بها المؤمن الصادق إذا بذل الأسباب، أنت أبذل الأسباب واطمئن. النبي صلى الله عليه وسلم كان يبذل الأسباب ولكنك لو نظرت إلى الأسباب التي كان يبذلها عليه الصلاة والسلام ليست تلك الإستعدادات الضخمة، جيش ثلاثمائة رجل يقابلون ألف وزيادة ثلاث أضعاف! يعني لو نظرت لها من ناحية الإستعداد المادي ليس هناك الإستعداد الكافي لكنه كان يبذل المستطاع ويتوكل على الله. النبي حتى لما خرج للهجرة فى قوله (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا (40) التوبة) طبعاً لما تنظر إلى هذه الثقة وهذه الطمأنينة التي يشعر بها النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه في مثل هذه المواطن مواطن الشدة والقتال لأنهم يحفظون الله في وقت السعة فيثبتون في وقت القتال ووقت الشدة، أما الآن عندما تأتي فتزوّد الجيش فتشتري لهم أحدث الأسلحة ولكن المعنويات خائرة ولا يلتفت إليها الجنود لا يصلّون ولا يحرصون على الصلاة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والمخدرات تفشو فيهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وتفشوا فيهم الموبقات والآفات التي تضر بهم فإذا جاء وقت الجد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] خاروا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ماذا ينفعك أن تأتي لهم بأحدث الدبابات أو أحدث الصواريخ وهم يعانون من الوهن ومن عدم اليقين وعدم الصدق وعدم الثبات؟! ولذلك ينبغي على الجنود وعلى القادة المسلمين أن يعتنوا بهذا الجانب الروحي لدى الجيش المسلم وعلى تثبيت القلوب (فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ (12) الأنفال) وتثبيت الذين آمنوا ليس بالإجبار كما يفعل بعضهم ربما يجلس الآن ويجعلون وراء الكتائب التي تحارب كتيبة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إسمها الشرطة العسكرية أحياناً والتي ظيفتها أيّ واحد يتراجع تقتله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، الأفضل أن يثبت الذين يقاتلون بالإيمان وكما ذكر الله (وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ (84) النساء) وتحريض المؤمنين يكون بتثبيتهم وتذكيرهم بالآخرة كما قال في الآية (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) النساء).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الآيات فيها فكرة عظيمة جداً وهي فكرة أن الجهاد من ضمن أهدافه العظيمة الردع، نحن يكون عندنا جيش إفترض أننا لن نتقاتل عدونا أصلاً لكن عندنا جيش مستعد ومتأهب ولا يرضى بأن ينتقص من أرضه شبر ولا أن ينتهك عرض مسلم أو مسلمة من أجل أن يرتدع الأعداء. قد لا نكون في حالة نستطيع فيها قتال الأعداء مثلاً لكن نحن مستعدون متأهبون ولا نرضى بأن ينتقص منا شيء من أجل أن يرتدع الأعداء أنظر ماذا قال؟ قال (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ (84) النساء) بهذا القتال وبهذا التحريض يكف الله بأس الذين كفروا لأنهم إذا علموا أنك دائماً مستعد ومتأهب ولديك جيش وعدة و أنك ما تتهاون في ما يؤخذ أو يستلب فإن الكفار سيرتدعون هذا ما نسميها أن من أعظم أهداف الجهاد الردع. ولذلك جهاد الطلب في أول الإسلام في عهد الصحابة وفي أواخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الجهاد كان من أعظم ثمراته أن الكفار قد بُثّ في قلوبهم الرعب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه. الآن أيّ دولة تريد أن تغزو بلاد الإسلام من دون أدنى تخطيط تستطيع أن تفعل لأن المسلمين فى حال ضعف وخوار وتفكك وشيء كثير جداً من الذل والهوان! فأقول ينبغي على المسلمين أن يعلوا راية الجهاد وأن يقوموا بها ليكفوا بها أعداءهم، بل إني أقول إن أمريكا الآن قد تفتعل حروب في بعض المواطن وتضرب وتحرق وترمي وترجم من أجل أن ترهب الناس ما عندها هدف آخر إلا أن تزرع هيبتها في القلوب سيبقى الناس في هيبة مستمرة لهذه الدولة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] فى قوله (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا (85) النساء) طبعاً لما ننظر أيضاً لقضية النظم من يشفع شفاعةً حسنةً يكن له نصيب من الشفاعة يعني ترجع إليه نفس الشفاعة؟ نقول الجواب لا، يعني من يشفع شفاعةً حسنةً جائزة في الدين يكن له نصيب من أجرها يعني يؤتى أجر شفاعته. وهنا قال الله سبحانه وتعالى (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً) ولهذا ينتبه المسلم في حال الشفاعات أن تكون موصوفة بالحُسن فأطلق الله سبحانه وتعالى هذا القيد وأنت تنظر في هل هذه الشفاعة بالفعل تدخل ضمن الشفاعة الحسنة أو لا؟ مثلاً واحد يتقدم على وظيفة لم يتقدم عليها أحد ولكن عُرقل موضوعه لأي سبب ما وليس هناك ما يوجب التأخير فتشفع شفاعة ليتوظف، هذه تعتبر شفاعة حسنة لأنها لا تضر أحداً. في المقابل (وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ) هذه مقابل للشفاعة الأولى ووصفها بأنها سيئة ومعنى ذلك أن أي ضرر سيلحق بأحد من المسلمين بسبب هذه الشفاعة فإنه سيلحق الشافع فيها شيء من إثمها نتيجتها إثم وهذا الإثم يلحقه. ولهذا نقول نلاحظ الآن هذه القاعدة العامة لو كانت تطبق عندنا في الدوائر الحكومية وفيما بيننا هل يكون هناك مقام لما نسميه فيتامين (و) أو الواسطة؟![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] التي أضرت بالناس وبالمصالح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هي أضرت بمصالح الدولة نفسها. ولهذا أنا أقول أن الإسلام لما كنت أتكلم في اللقاء السابق أن الإسلام لو طبق تطبيقاً تاماً بحذافيره بأوامره ونواهيه لكنا أفضل من الغرب بفرق لأن الإسلام يدعو إلى إحترام الإنسان (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ (70) الإسراء) والإسلام حتى إحترم غير أصحاب الدين الإسلامى ومن أقرب ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر بن الخطاب وقصة المباراة التي كانت في مصر وكان إبن عمرو بن العاص فيها وحصل ما حصل للقبطي فضربه إبن عمرو بن العاص فجاء عمر لما جاء هذا القبطى يشتكي إلى عمر أمر عمرو بن العاص أن يأتي هو وإبنه وأدّب إبنه وجعل القبطي ينتصر له وقال متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم إمهاتهم أحراراً؟ وهو قبطي. فإذا الآن الحرية ليست مرتبطة بكونه مسلم أو ليس بمسلم فهو له حريته ومكفولة في الإسلام ويحافظ عليها بل إن لهم من الحقوق ما ليست من المسلمين وعلى المسلمين من الحقوق ما ليست عليهم بمعنى أنه مجرد أن يدفع شيء من المال يحفظ به شيئاً كثيراً جداً من حقوقه. ولهذا الجزية ليست عاراً ولا صغاراً إلا على من أذله الله ولكن هؤلاء المسالمون الجزية بالنسبة لهم أفضل لأنها تحمي لهم حقوقاً كثيرة جداً ولا يؤمر بالخروج للجهاد ولكن يؤمر بالدفاع عن البلد التي هو فيها إذا غُزيت ولا يؤمر بما يؤمر به المسلمون ولا تؤخذ منه زكاة هناك كثير جداً من اللاءات عندهم وعندهم كثير من الحقوق يمتلكها فهو عايش يعبد بديانته لا يسيئ إليه أحد، هذا هو الإسلام. إذا جاءت تطبيقات مخالفة لهذا فهذا خلل في المسلمين وليس في الإسلام. فأنظر لو طبقنا هذه الآية في أرض الواقع كم سنجني من الخير وكم سنجد أن الدولة تتقدم وتتسارع بدل ما نكون نعطي مصالح أشخاص نكون ننظر من المصلحة العامة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيرى:[/FONT][FONT=&quot] إذاً هذه الآية فيها الحث على أن الإنسان يبادر إلى الشفاعة الحسنة وقد أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (إشفعوا تؤجروا) ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء يعني أنت ليس عليك أن تنجح شفاعتك إنما عليك أن تقوم بها وتؤدي دورك في إعانة أخيك المسلم وقضاء حاجته، كون قضيت الحاجة أو ما قضيت هذه قضية ليست عليك مثل قوله (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ (84) النساء) فانت تدل على الخير وتسعى فى قضاء حاجة إخوانك الذي يبقى حقيقةً هو أن على الشافع أن يتبين هل شفاعته حسنة؟ لأنك أحياناً قد تشفع في أمر يضر بالشرع ويدخلك في الإثم ويضر بمصالح الناس أو بالمصالح الخاصة ليس مصالح الناس كلهم مصالح أناس آخرين فالإنسان ينبغي له أن يتبين. مثال ذلك من يشفع في حد من حدود الله بعد ما وصل إلى السلطان لا يجوز "إذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع" لا يجوز الشفاعة في هذا الأمر بعد أن بلغت السلطان إسقاط حد من حدود الله لا يجوز.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يبدو لي في قوله سبحانه وتعالى (يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ) فيها مسائل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* المسألة الأولى: كما قال الحسن البصري رحمه الله قال (الحسنة ما يجوز في الشرع والسيئة ما لا يجوز في الشرع) فقال الواحدي وغيره وكأن هذا قول جامع. يعني أن الشفاعة الحسنة هي أولاً أن تكون جائزة شرعاً كما تفضلت.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* المسالة الثانية: هى ربما لا تكون ظاهرة في الآية ولا ينتبه لها وهى حسن الشفاعة يعني ممكن الآن الموضوع جائز شرعاً أن تشفع فيه لكن تذهب فتشفع بأسلوب غير حسن فلا تنفع صاحب الحاجة هذه ليست شفاعة حسنة، ولذلك يقولون أن الجاحظ جاءه رجل يطلب منه شفاعة كتابة لأحدهم أحد أصدقاء الجاحظ فكتب له الجاحظ هذه رسالتي إليك في أمر لا يهمني قضاؤه ولا يقرّبك مني المهم سواء قضيت هذه الحاجة أو لم تقضها فهذا لا يهمني وهذا الرجل صاحب الحاجة غير مهم، فذاك الرجل نظر إلى الموضوع أنه لا داعي ما دامت هذه الشفاعة ليست أمراً ضرورياً ولايهمك ولا صاحب الحاجة يهمك، الشاهد أنه احياناً أسلوبك في الشفاعة غير حسن وكذلك من يشفع شفاعة سيئة قد يكون الموضوع نفسه سيئاً ولا يجوز وقد يكون المقصود به سوء أسلوب الشفاعة. ولذلك الشفاعة يبدو لي أنها تستلزم الأمرين معاً أن يكون الأمر جائزاً في نفسه وأن يكون الأسلوب الذي تستخدمه فى الشفاعة حسن. ولذلك عن تجربة أرى أنه ليس كل أحد يصلح أن يشفع، بعض الناس يريد أن يشفع فيفسد يذهب إلى هذا الرجل ويقول إذهب إلى مثلاً مدرِّس ويزعم الطالب يقول أنه ضربني وأساء إليّ مدرس فيذهب إلى المدرس فيقول أنت لا تصلح للتعليم و أنت لا تصلح لكذا فيفسد من حيث أراد أن يصلح، ولذلك ينبغي أسلوب الشفاعة أن يكون أسلوب حسن وراقي وتأتي له بأسلوب مناسب حتى تثمر هذه الشفاعة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويكون أيضاً الشافع شخصاً يناسب ذلك المشفوع عنده، يعني أحياناً قد يكون المشفوع عنده لا يقبل هذا الرجل الشافع أصلاً لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً فكيف تستشفع به؟ فينبغي أن يستشفع بالشخص المناسب لدى المشفوع له.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو معنى الشفاعة لأن الشفاعة فى اللغة، ما هو معنى الشفاعة؟ الشفاعة هى عكس الفرد يعني هذا شفع وهذا وتر، فالشفع هو أنك تأتي بشخص آخر يؤيدك يعني أنت الآن كنت صاحب حاجة وام تُقضَ حاجتك بمفردك فجئت بشفيع شخص أخر يصبح معك زوج فيضم صوته إلى صوتك وطلبه إلى طلبك فتنقضي الحاجة بمثلاً لعلاقته بالمشفوع عنده أو مكانته عنده إلى آخره، هذا هو معنى الشفاعة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في التفريق بين قوله (يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا) و (يَكُن لَّهُ كِفْلٌ) هل يبدو لكم شيء في الفرق بين النصيب والكفل؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هى مرتبطة بقضية معنى، النصيب واضح ولكنها مرتبطة بالكفل والكفل قالوا هو ما يوضع على سنام البعير وعادة ما يكون متحركاً هذا الذى يوضع مما يدل على إزعاجه وثقله على البعير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يبدو لي أنه شيء إذا ركب الراكب على البعير يضمه شيء مع سنام البعير حتى يمسكه بشكل جيد إما أنه أشبه ما يكون بـ(أرأيتم الحبال التي يحتبي بها الرجل وهو جالس يعني يكاد يكون مثل حزام الأمان يمسك ظهرك مع رجلك حتى تكون مرتاحاً وأنت محتبي) واضحة الفكرة؟ فكذلك هذا الشيء الذي يوضع على سنام البعير مع الراكب فيكفله معه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هل هناك فرق بينهما؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لا شك الظاهر أن هناك فرق بينهما، ولكن هل نستطيع أن نفرق، أنا أذكر قرأت قديماً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني ورد في قول الله عز وجل (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ (28) الحديد) فجاءت في موطن الخير أيضاً وهنا جاءت في موطن الشر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لا لكن هو المقصود معنى الإثقال أو الثقل من أثر هذه الشفاعة السيئة أو مثل ما ذكر الدكتور عبد الرحمن أنها تحوطه وتلزمه هذه الشفاعة السيئة كما يحوط ويلزم هذا الحبل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] جميل [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وبعض المفسرين يقول أنها تنوع فى اللفظ فقط يعنى لم يدقق بين الكفل والنصيب وقال هو تنوع فى اللفظ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهو من مقاصد العرب في كلامها لئلا يستثقل قي السمع. (وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85)) مقيت هل هذا إسم من أسماء الله وما معناه؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً معنى مقيت مقتدر (وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا) يعني مقتدراً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا قول.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم هذا معنى من معانيه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] أو حفيظاً وهذا أيضاً قول آخر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وقول أخر شهيداً وقول ثالث رازقاً أو رابع رازقاً مما ورد عن الضحاك الرزاق وقيل المقيت الواصب فهذا الإختلاف هل يمكن الجمع بينه أو يعتبر من إختلاف التنوع؟.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] في الحقيقة في أسماء الله عندنا أول جانب الجانب اللغوي في المعنى اللغوي ثم الجانب الثاني صلاحية هذا المعنى في السياق الذي وردت فيه والشيء الثالث صلاحية هذا المعني لله سبحانه وتعالى، يعني عندنا ثلاث مراحل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1. مرحلة النظر اللغوي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. مرحلة النظر السياقي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3. الحال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني إن قلت وكان الله علي كل شئ مقيتاً وكان الله علي كل شئ قديراً فهو صحيح وتؤيده آيات أخرى إن الله على كل شئ قدير وكان الله على كل شئ قديراً وإن قلت وكان الله على كل شيء شاهداً وحفيظاً فكذلك السياق يقبله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] السياق بالنسبة لهذه أظنه أكثر من (مقتدراً) والله أعلم لماذا؟ لأنه يقول (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا) الآن يتكلم عن الأجر وحسابه وكفل منها، ماذا يناسب هذا؟ الحسيب الحفيظ الشهيد والله أعلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل، وهي فى اللغة كلها صحيحة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قال الله عز وجل (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (86) النساء) أنا سأقف عند قوله (حُييتم) هنا أبهم الفعل ما قال إذا حياكم إخوانكم أو حياكم المؤمنون مما يدل علي أن التحية هنا مما صدرت؟ هي صدرت من مؤمن أو كافر من بر أو فاجر حُييتم أيّ تحية قال (فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) بدأ بالأحسن لماذا؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لأن هذا توجيه القرآن فى كل المواضع حتى في قوله سبحانه وتعالى (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (53) الإسراء) توجيه عام فكيف إذا كان في التحية؟ فمن باب أولى، (فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) جوابي لسؤالك لماذا قال أحسن لأن هذا ينبغي للمؤمن أنه يتطلب الكمال في أخلاقه أليس كذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا من تمام خلق المؤمن أن يكون دائماً يتعامل مع الناس بأحسن التعاملات يعني خذ عندك الآن على سبيل المثال بعض الكفار الآن نصارى أو يهود أو غيرهم يعرفون تحيتنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعضهم، فيأتي شخص نصراني يقول لك يا محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما هو المشروع لك في هذه الحالة ماذا تقول له؟ هل تقول وعليكم؟، هذا نصراني أم تقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنا أقول حالان[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1. إن علمت أنه قالها وهو صادق في قولها وقالها باللفظ الصحيح يريد بها هذا المعنى فأنا أرد عليه كما أمر الله (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. أما إذا كان حاله كحال اليهود الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يحرّفون وينقصون من أجل أن ينتقصوا من قدر النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون السام عليك يا محمد فهنا يقال وعليك كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم (إذا حياكم اليهود أو سلموا عليكم فقولوا وعليكم أو وعليك) إنما تقال هذه عند من كان حاله كحال أولئك الذين يمكرون ويلوون ألسنتهم بالألفاظ حتى يروجوا بضاعتهم وينفثوا سمومهم. أما إن كان إنساناً سالم الصدر خليّاً من هذا كله يقولها من أجل أن يرضيك وهو ضعيف عندك فأنت رد عليه مثلها وأحسن منها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني هذه واضحة (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ) ولم يحدد المُحيِّ هل هو مسلم أو غير مسلم فدل على أنها عامة يدخلوا فيها، ولعل هذا من مفاتيح قلوب هؤلاء الذين يلقون التحية وهم ليسوا مسلمين. أما المسلم طبعاً فمن باب أولى لا نقاش فيه طبعاً أنه إذا حييت بتحيةٍ من أخيك المسلم فينبغي أن ترد بأحسن منها ولذلك للأسف الآن بعضنا تدخل على بعضهم وتقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيرد عليك ببرود شديد وعليكم السلام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هو مثلها يأخذ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أو بعضهم يقول أهلاً وسهلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً مرد، لا مقارنة بين هذه وهذه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هو لم يستجب لأمر الله في أنه حيَّا أو رد حتى بمثلها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قضية (حُييتم) أنا أقول أنها ليست خاصة بالسلام طبعاً السلام هو تحية أهل الإسلام لكن إفترض أنه قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرددت عليه أنت وقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقال لك صباح الفل والورد مثلاً هذه أيضاً تحية فينبغي لك أنك ما تقول أنا حييته وأنتهيت، أيضاً تستمر في أن تحييه بأحسن تقول له مثلاً صباح الفل والورد والياسمين أهلاً بك وسهلاً حللت أهلاً ووطئت سهلاً يعني تأتي بعبارات التي هي أحسن, فكلمة (حُييتم) ما قال إذا سُلِّم عليكم فسلموا وردوا بأحسن منها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] التحية أوسع وأبلغ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] التحية أوسع ولذلك لو أن كافراً من الكفار ما قال السلام عليكم قال لك صباح الخير قل له صباح الخير يعني هي تحية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآن الأوامر تدخل في باب المكارم في السنن بمعنى أنه لو أن إنساناً مسلماً قال لك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قلت له وعليكم فأنت قد أجبت لكن لم تبلغ الكمال، وهذا أيضاً في المقابل يعني الشخص المقابل يجب أن يكون عنده نوع من العذر، هو صحيح أحياناً أنه قد يظهر من السياق نوع من التنقص لكن أحياناً تكون مشغولاً يعني مشغول شغلاً شديداً أو ذاهلاً أو أو إلى آخره فأنت تقول وعليكم وتكمل شغلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لكن صدِّق يا دكتور مساعد الآن هذه الأشياء الذوقية البسيطة هذه مراعاتها من أهم الأشياء التي ينبغي أن يراعيها المسلم لأنها تؤثر في نفوس الناس، والله بعض الناس ربما يقع في نفسه لأنك مررت ولا سلّمت مثلاً من عنده و أنت ما كنت منتبه ولا كنت تعلم بأنه منتبه لك أو أنه ينتظر منك شيئاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يحمل في نفسه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد: [/FONT][FONT=&quot]لا نختلف معك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فلا شك أنا معك ولكن الأولى بالمسلم وأنا أقولها لي ولإخواني الذين يشاهدوننا الآن أنه ينبغي مراعاة هذه التفاصيل في مراعاة النفسيات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وأهلاً وسهلاً والترحيب وإبتسامة في وجه أخيك المسلم هذا يبعث في نفسه من الإنشراح ومن المحبة أضعاف أضعاف ما تتصوره. طبعاً لو أنت جئت بعد ذلك وقلت معذرة أنا رديت عليك لأني كنت مستعجلاً أو كنت مشغولاً هذه خلاص تأتي بعد ذلك تحاول تصلح ما فسد – ترقعها كما يقولون، ولكن ما أجمل أن تراعيها دائماً يكون لك خلق دائم وتكون منتبهاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لكن أنا أريد باب الإعذار وإن كنت أنا أتفق معكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] باب الإعذار واسع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هو لاشك لكن أقصد ماذا يعني مثلاً أضرب لك مثالاً أحد الناس يتصل على شيخ ليستفتيه فتوى تجده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم يا شيخ عساكم طيبين عسى الله أن يبارك في أعماركم، والشيخ ليس متفرغاً، أنا هذا قصدي قضية الموازنة في مثل هذه الأمور، وأن لا نتخذ أن ضعف الرد يدل على سوء في الطوية وإنما المقصود أن نقول هذا دخل في باب مكارم الأخلاق أول قضية بأحسن منها، إن لم ترد بالأحسن على الأقل ترد بمثلها لكن الأقل الذي لم يُذكر إن رد بأقل منها هذا هو أقل ما يكون.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ترك الفضيلة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ترك الفضيلة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] معذرة لي تعليق بسيط إستطراد، نحن عندنا في عاداتنا وتقاليدنا الآن في السلام والتحية قد أحياناً بعضنا يتذمر من التكلف في ذلك يعني مثلاً أنت جالس يا شيخ محمد في مجلس والمجلس هذا جلسة أرضية مثلاً أربعين أو خمسين شخص جالسين فيدخل شخص – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – ثم يبدأ يسلم عليكم واحداً واحداً ويصافحكم واحداً واحداً وإذا جاء عند الشخ مساعد جلس ولازم يقبل رأسه وهذا يمتنع، متى يخلّص؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صارت قصة!.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] صارت قصة! تأخذ لك ربع ساعة عشر دقائق حتى يخلص، وينتهي يبدأ واحد ثاني وهكذا، ولذلك ألاحظ وأنتم تلاحظون في المجالس نقع في حرج، يعني مثلاً نأتي في مجلس فيقولون لو تتكلم يا شيخ محمد أعطينا كلمة يبدأ بسم الله الرحمن الرحيم فيأتي واحد – السلام عليكم – يقطع الحديث ويبدأ يسلم، أنا أقول وأحياناً يسألونك بعض الناس ما رأيكم يا شيخ وما هو الحكم في مثل هذا الوضع؟ فقلت والله يا إخواني هذه عادات وتقاليد أحياناً التحية والسلام والمصافحة طبعاً كلها تبعث على السرور لكن تعالوا واحد دخل الآن قلنا له لو سمحت إجلس حيث إنتهى بك المجلس فغضب وقال هؤلاء لا يحبون أن أسلم عليهم وأنا لي فترة طويلة لم أسلم عليهم إلى آخره، فأنا في تصوري أن مراعاة عادات الناس وتقاليدهم مهمة جداً في هذا لكن أنا أتمنى أنا عن نفسي أننا نكون بسطاء في مثل هذا الجانب نحن والله متعبين في هذا الجانب السلام والتقبيل وتقبيل الرأس وأيضاً كثرة السؤال كيف حالكم؟ وما أخباركم؟ وطيبين يكررها يمكن ثلاثة وعشرون مرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أبو عبد الله أنت أشرت إلى قضية أشار إليها بعض المشايخ وهي الفرق بين السلام والمصافحة نحن نجعلهما شيئاً واحداً وهذا خطأ فالسلام هو المشروع دخلت مجلساً تسلم تقول السلام عليكم، أما قضية المصافحة فإنها مشروعة عند الملاقاة قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا إلتقى المسلمان فتصافحا تحاتت خطاياهما كما يتحاتّ ورق الشجر) قال شيخنا الشيخ إبن عثيمين (إنما تشرع المصافحة عند اللقيا واللقيا هي أن تلتقي مع أخيك في طريق أو في شارع أو في مكان أما أنك ترد على مجلس فتمر عليهم تصافحهم واحداً واحداً قال هذا لا نعرفه وما سمعناه وما رأيناه إلا في هذا الزمن المتأخر وبعض الناس يرى أنه قُربة حتى أني مرة قلت للناس يا إخواني هذا غير مشروع فقالوا كيف السلام غير مشروع أين أنت؟ تتكلم في ماذا؟ يعني أعلينا تلعب؟! فقلت لهم السلام مشروع ومأمور به لكن المصافحة تشرع عند اللقيا، المهم جلست وقتاً وأنا أفصل بين السلام والمصافحة، المصافحة شيء آخر ولذلك لاحظ معي كان الناس فيما مضى وهذا ما أشرت إليه يادكتور عبد الرحمن يدخل الإنسان فيقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم يجلس ولا زالت موجودة عند قبائل العرب يقولون السلام كلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أو النظر سلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم أو النظر مثلاً سلام ثم يجلسون لماذا؟ لأنهم يعلمون أنه هناك مشقة بالغة خصوصاً عندما يكون المجلس أرضياً تقوم أحياناً أربعين مرة فإذا كنت أول من جاء في المجلس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لهذا هو الأفضل هو أن تكون المصافحة بعد النهوض.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني إذا أرادوا، لكن المشروع أن تقول السلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] أحياناً تريد أن تسلم على شخص بعينه فبدلاً من أن تمر على الجميع تذهب إليه بعد إنتهاء المجلس وتسلم عليه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك يقولون يُشرع السلام على الحاضرين وأن يخص العالم أو الكبير بالتحية يقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – سلمت قال مسّاك الله بالخير يا فضيلة الشيخ أو أحسن الله إليك أو كذا تخصه بالتحية تقديراً له وإجلالاً ثم يجلس لأننا لو ما عملنا هذا:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1. أصابتنا المشقة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2. إنقطع المجلس لأنه كلما أردت أن تتحدث جاء ما يقطع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طيب في قوله (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) النساء) أنا أقول أن هذا جاء بعد الأمر بالتحية ليبين أن هذه الدقائق لها قدر عند الله عز وجل وأنها من الأجر العظيم ويؤكد هذا الحديث الوارد (لما جاء رجل فدخل فقال السلام عليكم قال النبي صلى الله عليه وسلم وعليكم السلام عشرٌ ثم جاء الآخر فقال السلام عليكم ورحمة الله فقال السلام عليكم ورحمة الله عشرون ثم جاء الثالث وقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ثلاثون) يعني ثلاثون حسنة مما يؤكد أن هذه محصاة عند الله سبحانه وتعالى ومحسوبة فإياكم أيها المؤمنون أن تتهاونوا بها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] وهذا أيضاً نرجع مرة أخرى إلى قضية (وترجون من الله ما لا يرجون) أن كل أعمالنا مرتبطة بالأجر الأخروي فمثل هذه الدقائق كما ذكرتم قبل قليل تجد الله سبحانه وتعالى رتّب عليها الأجر وجعلها كما قال (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) طبعاً إذاً نرجع إلى قضية (كان) التي قلنا ترددت كثيراً في أيّ سورة؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] النساء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وفي القرآن أيضاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] نعم لكن في هذه السورة سبحان الله نلاحظ أنها بكثرة بهذه الصيغة (إن الله كان) (وكان الله).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً لاحظوا نحن ولله الحمد نختم بها هذه الفائدة لأن الوقت أصبح قصيراً أنك تقول لو سلمت على الشخص الواحد السلام عليكم وهو يقول وعليكم السلام وإذا سلّمت على الجماعة تقول السلام عليكم وهم أيضاً يقولون وعليكم السلام ولذلك كان يقول النخعي: إذا سلمت على الواحد فسلم عليه بلفظ الجماعة فإن معه الملائكة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر!.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لا تقل السلام عليك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لاتقل السلام عليك أو سلام عليك وإنما قل السلام عليكم، أنظروا إلى مراعاة الإسلام لهذه التفاصيل في السلام وفي رد السلام وفي التحية ومراعاة ذوقيات النفوس والمشاعر والأحاسيس التي بين المسلمين ثم يأتي من يقول اليوم أن الإسلام لا يراعي فن الإتيكيت أو فن العلاقات العامة في حين أنه إعتنى بها أشد العناية ولكن نحن قد فرّطنا فيها، لعلنا نختم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة الآيات ثرية وفيها أشياء كثيرة جداً وفي الخواطر أشياء أيضاً كثيرة لكن كما يقال يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ونحن نتكئ على فهم إخواننا المشاهدين في أنهم لا يتوقفون عند ما وصلنا إليه بل يزيدون ويتأملون ويتدبرون. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم وإخواننا المشاهدين من المتدبرين وبهذا نختم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 12- تأملات في الآيات (87 – 88)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات اشيخ الشهري الحلقة الثانية عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا (87) فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الأخوة المشاهدون الكرام في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً وسهلاً بكم في برنامجكم بينات ومع الشيخين الفاضلين الدكتور محمد الخضيري والدكتور مساعد الطيار حياكم الله جميعاً. وكنا توقفنا في اللقاء الماضي عند قول الله تعالى (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا (86)) وتحدثنا عن هذه الآية أظنه بما يكفي إن شاء الله وحديثنا اليوم ولعل ننتقل إن شاء الله للآية التي تليها وهي قول الله (اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا) ولعلنا نبدأ معك دكتور مساعد حول هذه الآية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم. بسم الله الرحمن الرحيم، قول الله (الله لا إله إلا هو) هذه جملة مستقلة وهي كما واضحه هي جملة التوحيد، ولو ربطنها بما قبلها وهو قوله (وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ) تجد أن ليس بينهما ترابط فلذا تكون هذه الجملة مستأنفه نتكلم عن الارتباط طبعاً الإعرابي ليس المعنى اللغوي فهذه جملة مستأنفة وكأنها تحمل مع تمجيد الله وتعظيمه بذكر ألوهيته نوع من التحذير والتهديد. والسياق يدل على ذلك لأنه قال بعدها (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ) وكأن السياق إذن يشير إلى أن فيها نوع من التهديد. وإذا نظرنا إلى ما قبلها وإلى ما بعدها رأينا مقام التهديد فكان الكلام عن المنافقين ثم ذكر ما يتعلق بالشفاعة الحسنة والسيئة، ثم بعد ذلك رجع إلى المنافقين (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ) فإذن جملة ما ذكر مما فيه مخالفة جاءت هذه الآية في وسطه من باب التحذير والتهديد وبيان عظمة الله سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما تلاحظون هذه الجملة تأتي أيضاً بعد الأوامر والنواهي كنوع من أنواع تعبيد الناس لله عز وجل وحثهم على إفراده بالعبودية فمثلاً في آية الكرسي الآية التي قبلها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ 254)) (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (255)) وفي سورة آل عمران قال (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17)) (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18))، فأقول يمكن إضافة إلى ما ذكره دكتور مساعد هذه الكلمة تأتي بعد الأوامر والنواهي كتعظيم لها بأن الإنسان يتعبد الله عز وجل بها ويفرد الله عز وجل بالعبودية ويستجيب للأوامر سواء كانت من قبيل الواجبات أو من قبيل المستحبات تعظيماً لله. ويرى أنها في منزلة عالية لإتصالها بالله سبحانه وتعالى لأنك قد تنظر إليها بذاتها فتقول هذا شيء بسيط وشيء يسير، لكن إذا رأيت إلى تعلقها بالله عظُمَت، مثل ما قيل أو قال بعض آهل السلف (لا تنظر إلى صِغَر الذنب ولكن أنظر إلى عِظَم من عصيت) لأن تقسيم العلماء للذنوب إلى صغائر وكبائر هو بإعتبار ذاتها، لكن بإعتبار تعلقها بالله يعني كل معصية تتصل بالله عز وجل ينبغي أن تكون كبيرة وعظيمة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً تلاحظون يا إخوان في هذه الآية إشارة إلى أمرين الأمر الأول هو التوحيد كما تفضلتم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الله لا إله إلا هو، ثم تقف، وأيضاً الإشارة إلى التذكير باليوم الآخر، ولا سيما إذا جاء التذكير به في معرض التهديد (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ)، ومعلوم أن التذكير في القرآن الكريم باليوم الآخر يأتي كثيراً سواء بعد الحديث عن التوحيد أو بعد الحديث عن المعاصي، فمثلاً على سبيل المثال في قوله سبحانه وتعالى (ويل للمطففين) وهو يتحدث عن خلق من أخلاق التعاملات التجارية مع الناس وهو الغش في المكيال والميزان، فيقول (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) المطففين)، فهددهم باليوم الآخر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وفي هذا إشارة إلى الحساب وإلى دقته، فكأنه هنا يقول (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ) إشارة إلى أنه سوف يحاسبكم ويجازيكم، وفي هذا خطاب للمؤمنين بأنه سوف يجازيهم على إيمانهم وعلى إحسانهم إحساناً، وفيه تهديد للمنافقين وللكافرين بأنه أيضاً سوف يحاسبهم حساباً على نفاقهم وعلى كفرهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تلاحظ أنه دائماً يقرن بين الإيمان واليوم الآخر من بين سائر الأعمال، حتى في السنة النبوية (من كان يومن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)، (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره)، (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)، يعني هذه المزاوجة أنا في نظري أنه الذي يدفع الإنسان إلى القيام بالأعمال أحد أمرين:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1ـ إما تعظيمه لله عز وجل ومعرفته بالله حقاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2ـ أو خوفه من الحساب والجزاء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهما مقامان: المقام الأعلى هو أن تمتل الأمر لأن الله أمر به، لعلمك بالله وهيبتك من الله، وحبك لله تمتثل للأمر، ولا تنظر إلى قضية الجزاء هل ستجازى عليه أو لا، يعني هذا تابع وليس أصلاً، لكن هذا قد يكون غائباً عند بعض الناس، إذن فيأتي الآخر وهو الخوف من الجزاء، ترى أنا أخاف من النار، أخاف ألا أنال حظي من الجنة، ولذلك أنا أقول لا يمكن أن تستقيم الحياة دون المزاوجة أو الجمع بين الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] اللام في قوله (لَيَجْمَعَنَّكُمْ) هذه طبعاً موطئة للقسم، وجواب القسم كأن يقال (والله ليجمعنكم) وأكدها كما هو ملاحظ باللام وبنون التوكيد المشددة، وقدّم (إلى يوم القيامة) أيضاً وهذا فيه نوع من انواع الاهتمام به (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ)، ونفي الريب هنا كما هو ملاحظ قد يقول قائل قد وقع الريب فيه فكيف قال لا ريب فيه؟!!. هنا نظر كما ذكرت أبو عبد الله قبل قليل من المتحدث هنا؟ المتكلم في القرآن هو الله سبحانه وتعالى العالِم وهو إذا ألقى خبره يلقيه يقيناً، وقوع الريب من بعض العباد لا يدل على وجود الريب في ذاته، وهذه الثقة في إلقاء الخبر وسبق وأن نبهنا عليها سابقاً يجب أن ينتبه لها قارئ القرآن، بعني هذه العظمة من الله سبحانه وتعالى أن يلقي الخبر إلقاءً دالاً على حقيقته وصدقه ووقوعه، وأن من خالف فقد خرج عن الخط وليس ضمن الصراط المستقيم، بمعنى أنه لا نقول أو يأتي قائل يقول كيف يقول كتابكم (إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ) وقد وقع فيه الريب؟! يعني كأنه أمر لا يستحق أن يقع فيه الريب، هذا معنى هذا الخبر، فإذن هو ثابت يقيناً، ولا يؤثر عليه وقوع بعض الناس في هذا الريب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم. وثبوته طبعاً نعلم أنه ثبت بالشرع، وثبت أيضاً بالعقل، وثبوته بالعقل واضح لأنه لا يمكن أن يستقيم أو يحصل هذا الاختلاف الكبير بين الناس في إيمانهم وكفرهم وظلمهم وعنادهم وأخلاقهم واستجابتهم للرسول وعدم استجابتهم لها ثم يموتون ولا يقضى بينهم، ولذلك قال في سورة النحل (وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ (38))، فرد عليهم بالآية (بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (38) لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ (39))، يعني سيبعثكم ليبين لكم ما كنتم تختلفون فيه. لأنه الآن قد يظلم إنساناً إنساناً ثم يموتان ولم يُنتصف للمظلوم، وأهل الحق قد يموتون ولم يروا أنهم قد اشتفوا من أهل الباطل، وأهل الباطل قد يذهبون من هذا الدنيا ولم يُعرف أنهم على باطل، فسيأتي يوم يبعث فيه الجميع فيُعرف المحق من المبطل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] حتى العجيب أنه من يقول بتناسخ الأرواح لا يرى البعث، يعني عقله أداه أن يقول أن النفس الشريرة أو الإنسان الشرير تنتقل روحه إلى نفس شريرة، إلى كلب أو إلى خنزير، والمعنى أن تنتقل إلى أمر محتقر عندهم، وهذا طبعاً هذه دلالة عقلية يسيرة ليست هي المقصودة، وإنما المقصود من ذلك على وقوع البعث، واضحه جداً وأنه لا يمكن هذا الكون المنتظم المتناسق أن يقع فيه مثل هذا الظلم ولا يكون هناك مجازاة. ولاحظ لما قال (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ) كأنه نزّل أهل الريب منزلة المعدوم كأنهم ممن لا يستحق أن يؤبه بهم، ولهذا قال بعدها (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا) بمعنى لا أحد أصدق من الله حديثا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سألتني امرأة قالت في قول الله تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا) قالت وفي نفس السورة (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122) النساء)، ما الفرق بين حديثاً وقيلاً؟ قلت: والله ما أدري فهل عندكم جواب؟.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والله ما يحضرني فيها قول ولكن كأن (قيلا) أعمّ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]نعم القول أعم من الحديث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]عجيب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] القول أعم من الحديث فالحديث قد يكون كفاحاً ومباشرة، والقول قد يروى عنه وينقل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً الحديث يكون مرة بعد مرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لأن الحديث مأخوذ من معناه من الحداثة كأنه حديث للتو يتحدث به.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فيه معنى التجدد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والقول أعمّ منه وكأنه يكون محكياً أو منقولاً أو شيء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في بداية سورة الأنبياء (مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)) فوصفه بأنه محدث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني حديث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لكن أيضاً تستحق التأمل في التفريق بينها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وقطعا سيكون بينها فرق بين القول والحديث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والله ودنا وإن شاء الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الاستفهام في قوله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا)، وكذلك قيلا أيضاً، هذا استفهام إنكاري[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] المقصود به النفي أنه لا أحد أصدق من الله حديثاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا المعنى كثير في القرآن (ومن أوفى بعهده من الله)، (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طيب لو جمعت هذه (ومن) يعنى هذا الأسلوب (ومن أصدق)، والله جميل، هي جاءت كلها على وزن (أفعل).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً)، (ومن أوفى بعهده من الله)، (ومن أظلم ممن منع مساجد الله)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لكن هذه الآية وردت في غير حق الله، ممكن تُجمع لكن يُجمع ما ورد في حق الله على وزن (ومن أفعل).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وما تحمله من دلالات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم وما تحمله من دلالات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في الآية التي بعدها يعود الحديث عن المنافقين في قوله سبحانه وتعالى (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ)، لأن المسلمين اختلفوا في شأن المنافقين، فأناس منهم من المسلمين يدعون إلى قتالهم ومنابذتهم، وأناس يدعون إلى تركهم، فالله سبحانه وتعالى هنا يعاتب ـ إن صح التعبيرـ المؤمنين، لماذا تنقسمون إلى فئتين في مثل هذا الشأن الواضح الذي لا يستحق أن أو لا يحتمل الاختلاف!! (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ) يعني لماذا غنقسمتم بشأن المنافقين إلى فئتين وفرقتين، (وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ) أي الله سبحانه وتعالى أبطل سعيهم وخذلهم بنفاقهم، وإظهارهم خلاف ما يبطنون للمسلمين، (أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) لأن الذين كانوا يرون عدم قتالهم كانوا يتلمسون هدايتهم فالله يقول (أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) وكأن المقصود بهذا والله أعلم المنافقين الذين كتب الله عليهم أنهم لا يؤمنون.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا الغالب على المنافق أنه يكون اطلع على الإيمان وتركه قصداً وأعرض عنه بعناد، ولذلك لا يُهدى، الغالب أن المنافق لا يُهدى. بالمناسبة هذه الآية أبا عبد الله أنت ذكرت المعنى الإجمالي لها، لكن يمكن فقط للتفصيل، طبعاً اختلف في سبب نزولها، فقيل: إنها نزلت في شأن الذين انخذلوا في يوم أحد، فاختلف الصحابة فيهم كما ذكرت، هل يقاتلون ويقتلون، لأنهم يعني ارتكبوا خيانة عظمى، الناس مقبلون على عدوهم ثم تنخذل بثلث الجيش؟! هذا قول.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أنا افكر هل هي تنخذل أو تنخزل؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كلاهما.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كلاهما دلالاته واحدة أو قريبة من بعضها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] جيد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الثانية وهي التي يدل عليها السياق وهذه يدل عليها الحديث الصحيح. الثانية يدل عليها السياق وهي أن أُناساً ممن أظهروا الإسلام بمكة كانوا يخرجون من مكة فيقولون وهم لم يكونوا صادقي الإيمان، وإنما كان إيمانهم من أجل أن يكسبوا الطرفيين، أهل مكة والنبي صلى الله عليه وسلم فيقولون الصحابة لن يتعرضوا لنا في أسفارنا لأنهم يعلمون إننا من أهل الإسلام ـ طيب إذا كنتم من أهل الإسلام لماذا لا تهاجرون؟! ـ ولذلك جاء ذكر الهجرة فقال (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا) كأن الله يقول متى وجدتم هؤلاء فإياكم أن يقع عندكم شك لأن هؤلاء ليسوا من أهل الإسلام، لأنهم في الحقيقة منافقون، وهم يستحقون أن يقتلوا لأنهم لم يقوموا بما أمرهم الله به بوجوب الهجرة، والقيام بها، ولذلك جاء بعد آيات قول الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ (97) النساء) يعني هذا النوع الذين لم يهاجروا نوعان:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1ـ نوع منافق وهذا حكمهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2ـ ونوع غير منافق وذاك حكمهم وكلاهما قد توعد. لكن هذا قيل للمؤمنين إذا لقيتموهم فعاملوهم معاملة الكفار لأنهم لم يدللوا على إيمانهم بالهجرة، وهم عليها قادرون، وإنما أظهروا شيئاً من الإسلام لكم من أجل أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم، ولذلك قال (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا) ثم استثنى فقال (إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ) يعني من كان في قوم بينكم وبينهم عهد فاحترموا العهد الذي بينكم وبين قومهم، لأجل العهد, مثل قريش بعد صلح الحديبية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لما قال (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ) يبدو والله أعلم أن في التعريف بـ (أل) هنا لنوع من المنافقين معهود، يعني (أل العهديه)، فإذا كانت أل العهديه فهي تتوافق مع ما ذكرته من أنهم صنف من المنافقين كانوا من أهل مكة أو من غيرها أيضاً ممن أُمروا بالهجرة ولم يهاجروا ويتعللون طبعاً بعلل، وقد ظهر نفاقهم، يعني أحوال النفاق ظاهرة فيهم ـ وإلا كيف يكشفهم المؤمنون والله يطالبهم بماذا؟ بأن يأخذوهم بنفاقهم ـ لأنه قال (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ) فمعنى ذلك أنهم انكشف أمرهم للمؤمنين، وإلا فحال الرسول صلى الله عليه وسلم مع المنافقين في المدينة غير حاله مع المنافقين الذين في هذه الآية، ولهذا كم أساء له عبد الله بن أبيّ بن سلول ومع ذلك لم يرفع عليه السيف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هناك فرق كبير هذا كان في المدينة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أعرف هذا ليفهم، لأنه شيخ محمد الآن لما تقول أنت هذا الكلام، وسيأتيك واحد يقول إذا كان هذا أمر الله سبحانه وتعالى في المنافقين فلماذا لم ينفذه الرسول صلى الله عليه وسلم هناك في المدينة؟، الجواب هو ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم لما قال "اتريدون أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه" فهناك عِلّة مانعة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني كأنه يرى أنهم يستحقون ذلك، ولكن لأن الناس ربما لم يفهموها على هذا الوجه، وسيقولون أن محمداً يقتل أصحابه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ثم أيضاً أمر آخر وهو أنهم كانوا في المدينة فلهم أحكام الإسلام، يعني ما كان يبدو منهم من أعمال ما يستدعي أن يقاتلون، أو تنفذ فيهم الأحكام، أما الذين كانوا بمكة أو غيرها ممن يحاولون اللعب على الطرفين وهذا ترى يحدث حتى الآن في كل المجتمعات ـ أن فيه إنسان مصلحجي يعني بالتعبير العامي ـ يعني يحاول أن تكون لهُ يد عند هؤلاء ويد عند هؤلاء، وتلقاه مع هؤلاء يصلي، ومع هؤلاء يخلي يعني ماعنده مشكلة، يشتغل مع هؤلاء بما يناسبهم ومع هؤلاء بما يناسبهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كما قال الله عنهم (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ (14) البقرة)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مشكلتهم أنهم ليس عندهم مبدأ أصلاً فإنما فهو إنما يتمظهر بالإيمان، فهو ماذا يعمل؟ هو الآن لن ينظم لأهل الإيمان ليأخذ أحكامهم، بقي مع أهل الكفر، طيب أهل الإيمان الآن هل كل من رأيناه ممن أمرنا بقتاله نقاتله؟! أو نتوقف فيه ونستبين حاله؟ قال الله لا، من لم يكن تحت ظل هذه الدولة الإسلامية فالأصل أنه يقاتل، فإن قلتم أن هناك أناساً سبق وسمعناهم ينطقون بالشهادتين يقال هؤلاء الناس لا بد أن ينحازوا إلى المؤمنين وإلا فإنه ليس عليكم حرج في قتالهم بل الأولى أن تقاتلوهم حتى يتميز أهل الإيمان من أهل النفاق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم. لكن العلة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم قتل أصحابه هي علة تبين سبب عدم قتال النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء المنافقين، وهذا إذا نحن إذا أخذناه إلى هذا القيد فإن هؤلاء المنافقين الذين أنخذلوا أو انخزلوا مثل عبد الله بن أبيّ ومن كان معه يدخلون في معنى الآية، ولهذا بعض من أدخلهم بناءً على ما رواه بخاري عن زيد بن ثابت وأنه نزلت فيهم تأول قوله (حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) أنه ليس المراد بها الهجرة من مكان إلى مكان، وإنما أردوا بالهجرة بمعناها اللغوي، أي يعملوا الطاعات، وهذا لا شك أنه يدل على وقوع إشكالية في كلام زيد رحمه الله تعالى، ولهذا نحن نقول للسامع حينما يأتي مثل هذه الأسباب المتعددة، أنت ذكرت الآن سبب عن مجاهد وسبب عن زيد بن ثابت، بعض العلماء مثل الطاهر بن عاشور والطبري بعضهم ذهب إلى العموم أن كل هذه الصور تدخل، لكن حينما ندخل هذه الصور فيجب أن يكون عندنا نوع من التفريق، أن في بعضها ما ينطبق عليه انطباقاً تاماً مثل ما رويته قبل قليل عن مجاهد بأن قوم من مكة، ولكن في الصورة التي ذكرها زيد بن ثابت طرف آخر من المنافقين ينطبق عليهم جزء من معنى الآية ولا ينطبق عليهم (يهاجروا) هذه إلا إذا قلنا ليس المراد بالهجرة الانتقال من مكان إلى مكان أو أن تكون قيداً كاشفاً فتكون مجرد إخبار أنه يدخل فيها هؤلاء المنافقون وكذلك يدخل فيها غيرهم ممن لم يهاجروا، ولهذا ذهب بعضهم إلى العموم أن المقصود من هذا أن الآية تحتمل هذه المحامل لكنها على مراتب وأقواها لا شك ما ذهب إليه مجاهد لأنه ينطبق مع سياق الآية تماماً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ) يعني أوقعهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أو ردهم إلى الحالة الأسوأ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم. بسبب الذي كسبوه من أعمالهم وأيضاً دواخلهم والعياذ بالله وما أضمروه في قلوبهم من النيات السيئة وغيرها، وهذا يدل على عدل الله جل وعلا وأن الله عو وجل لا يظلم أحداً شيئاً، فهذا الذي ترونه من نفاقهم، وإركاسهم إنما هو بسبب منهم ولا تظنوا شيئاً آخر غير ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يدل على عدله سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فيه من اللطائف التي وردت في الآيات لما تكلم عن المؤمنون قال (أَتُرِيدُونَ) عبّر بالإرادة، ولما تكلم عن الكفار قال (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ) ــ أو هذه ما جئنا إليها الآن ـ خلاص ندعها إلى أن نأتي إليها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وفي قوله (وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ) فيها أيضاً معنى آخر وهو أن القرآن يقرن الأشياء بأسبابها حتى تُعلم، وممكن أن يقال (وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ) ويقف، وليس من حقك أيها العبد أن تسأل لكن هذا سيبقي في نفس المؤمن تساؤلاً، فالله عز وجل يقرنها بأسبابها حتى تعلم ويعرف الناس من أين جاء هذا الاركاس، وهذه فائدة للمربي عندما يعاقب أو عندما يتخذ موقفاً ممن يربيه سواء كان أباً أو زوجاً أو معلماً أو إمام مسجد أو غير ذلك أن يبين السبب حتى يُعرف فيما بعد وتقرن الأحكام بعللها فلا تبقى هكذا الأحكام مطلقة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً في الآيات فائدة وهي في قوله سبحانه وتعالى (أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ) وهذا كأن فيه سؤال للإستنكار، يعني أنكم لا يمكن أن يتحقق لكم ذلك (أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ) وفي حين نحن نريد أن نهدي الناس أليس كذلك!! وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأُمر من بعده أن يدعوا الناس إلى الهداية، ثم قال (وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) لأنه مهما بذلت من وسائل الهداية لمن أراد الله إضلاله فإنك لن تجد لهُ سبيلاً إلى الهداية. هذه الآية ليست دليلاً على ترك الدعوة، وأيضاً هي في حق النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه الذين قد أظهر الله لهم حال هؤلاء المنافقين، فالله سبحانه وتعالى يقول (أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ) أي من قدّر الله عليه الضلال، فلا يمكن أن يهتدي، لكن في حق من بعدهم لا شك أننا نحن نطلب هداية الناس ونحن لا نعلم أبداً من هو الذي سيهتدي منهم ومن الذي لا يهتدي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] المطلوب منا هداية الدلالة والإرشاد، أما هداية التوفيق والإلهام فهي حق لله عز وجل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك الآن أنا أتصور أنه ليس من المقبول أن يقال لا تدعو فلان ولا فلان ولا بني فلان لأن الله قد كتب عليهم الضلال، لأن هذا في علم الغيب، لولا أن الله أطلع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على حال قوم من المنافقين لن يهتدوا، كما قال الله في قوم نوح (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ (36) هود) فعند ذلك نابذهم ودعا عليهم، وإلا قبل ذلك كان مستمراً في الدعوة، وكذلك المؤمن مطالب بأن يستمر بالدعوة للكافر والبوذي والمنافق الذي ظهرت عليه علامات يبذل لهُ الدعوة ولا يتوقف، وليس في هذا الآية دلالة على أنه ينبغي التوقف عن هداية المنافق أو من يظن أنه من المنافقين أو غيره بحجة أن الله قد كتب عليه الضلال، فهذا أمر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ايضاً لاحظ انه لما قال (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)، إذن هنا كان حرص من المؤمنين من الفئتيين على هداية هؤلاء المنافقين، كأنه قيل إنهم منافقون قال ولو كانوا منافقين قال ندعوهم لكن هذا الصنف من المنافقين قد كتب الله عليه الضلال ولهذا قال (أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ) يعني بعد أن ظهرت بوادر نفاقه لكم، بمعنى أن الآن ليست المسألة، البواطن حكمها إلى الله عز وجل ولكن ظهر في الظاهر ما يدل على نفاقهم، ولهذا هذا أمر حساس جداً، يعني هذا في القضية حساس جداً ولهذا العمل بالقرائن بعض الناس قد يتهاون في تنزيل الأحكام على الناس، صحيح أننا نحن نعرف منهج أهل السنة والجماعة في هذا لكن أيضاً لا يكون إلى حد التساهل والتسيب في عدم تنزيل الأحكام على الناس، فإذا ظهر من إنسان هذه البوادر وكما سيأتي بهذه الآيات إشارة إلى هذا أن الإنسان يمتحن يختبر أن الإمام يبتليه، وأن الإمام يؤدبه، ولكن أن استمر في حاله فحقه سيأتي بعد قليل ماذا يصنع معه ولذلك هي الآن مجال اضطراب في قضية التعامل مع هؤلاء الذي هو هذا الصنف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في مسألة هنا في قوله (أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) أنا أقولها حقيقة لنفسي ولكما ولمن يشاهدنا يعني أن الهداية والإضلال بيد الله عز وجل ويجب على الإنسان إلا يأمن على نفسه يعني الفتنة أو الضلال هذا أمر بيد الله تفرد به جل جلاله، فعلى الإنسان أن يبقى خائفاً ، ولذلك كانت أم سلمة تستغرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يكثر أن يقسم ويقول لا ومقلب القلوب، فتقول له لماذا تقسم بهذا؟ فيقول لها النبي صلى الله عليه وسلم (أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)، يعني ما أحد يأمن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ويدعو ويقول في دعائه (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على طاعتك)، ويقول: (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك) و (يا مصرّف القلوب صرف قلبي على طاعتك)، هذا يؤكد لنا يا إخوة أن المسألة خطيرة جداً، لا تأمن نفسك فيما أنت عليه أنت مصلي ولدت على الإسلام من أبوين مسلمين، بقيت في ديار المسلمين كل هذه كما يقال عوامل مساعدة لكن حقيقة الهداية والإضلال عند الله سبحانه وتعالى فعلى الإنسان إلا يأمن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا من عظمة هذا الدين، أنه لا يترك فرصة للمؤمن أن يغتر فإنه ينبغي أن تبقى خائفاً حتى أخر نفس، فلا يغتر أحد بأنه مستقيم، وهذه قضية ينبغي أن ننبه عليها فعلاً، أن بعض الذين هداهم الله سبحانه وتعالى إلى الحق يتعالى على الآخرين، فحتى وهو يدعوهم إلى الدين أو يدعوهم على الاستقامة في حق الله يدعوهم وهو يستعلي عليهم، لأنه يرى أنه هو مهتدي وهم ضالون، في حين أن الله سبحانه وتعالى يقول هو محض امتنان وفضل من الله عليك أن هداك ولذلك قال (وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ (43) الأعراف) فهذا الذي ينبغي أن يكون عليه المؤمن دائماً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] جاءت هذه الآيات يا أبا عبد الله في الآيات التي ستأتي معنا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ (94))، يعني انتبهوا أن لا يصيبكم الغرور والعجب بأن هذا الإيمان كسب منكم هو فضل من الله ومتى شاء الله سلبه، وقد يسلب الإنسان في لحظة لا يتوقعها![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أو بسبب سخريته من الناس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أو بسبب سخريته أو تعليه على الله سبحانه وتعالى، ومن ذا الذي يتألّى عليّ؟ وهذه خطيرة بلا شك كون الإنسان لا يثق بنفسه ويستمر وهو كما قال الشيخ خائف وجل هذا الكسب العظيم أو الفضل الكريم من الله سبحانه وتعالى دائماً أنا خائفاً أن يزول عني أو يذهب مني.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في جانب الهداية والاستقامة والأعمال القلبية يبقى الإنسان خائفاً على هذا المكسب أنه ينتقص أو يذهب منه لأي سبب من الأسباب فيبقى متعلقاً بالله الذي هداه. انظر إلى القرآن الكريم كيف لنفاسته يتفلت من الإنسان إذا لم يحافظ عليه ويتعاهده، وهذا شأن الشيء النفيس الثمين، أنه يحتاج منك إلى تعهد وإلى دعاء وإلى استمرار وإلا سوف تفقده.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] كنت أريد أن أقول في قضية باب الخوف والرجاء أهل الإيمان والعلم من أصحاب السلوك ذكروا أن العبد يكون في مرتبة الخوف طول عمره فإذا جاء وقت الاحتضار يغلِّب جانب الرجاء، من باب حسن الظن بالله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنا أقول في موضوع الهداية لاحظوا لخطوره هذا الأمر وعظم مكانه جعله الله عز وجل في سورة الفاتحة، فأنت لو ما دعوت يا أبا عبد الله في سجودك وفي قيامك في الليل وعند فطرك إذا كنت صائماً أنت تسأل الله هذا في اليوم والليلة لا يقل عن 17 مرة تقول (إهدنا الصراط المستقيم) من فسر إهدنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ثبتنا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (ثبتنا) أراد به هذا المعنى، لكن نحن نقول هي أعم إهدنا دلنا وأرشدنا وثبتنا وأعنّا وأقمنا على هذا الصراط يا رب، نحن بحاجة إليه لا نقول في كل يوم ولا في كل ساعة بل وفي كل نفس وفي كل طرفة عين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نحن بحاجة لهديات متنوعة ومتجددة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وليست فقط الهداية في الدين فقط وإنما حتى فيما اختلف فيه، ولذلك جاء في الدعاء "اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ننتقل إلى الآية التي تليها (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء)، تلاحظون أنه هذا يتكرر كثيراً حتى مواضع كثيرة مثل قوله سبحانه (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم بعد إيمانكم كفارا حسدا من عن أنفسهم) وهنا أيضاً تحدث عن المنافقين فقال (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) إشارة إلى أن المؤمن محسود على إيمانه، محسود من المنافق ومحسود من الكافر ومحسود من المشرك، ربما لما يراه الكافر على المؤمن من الطمأنينة ومن الحياة الطيبة وربما لغير ذلك، لكن الله كشف لنا عن دخائل نفوس هؤلاء جميعاً، فلذلك من يظن أن من يظن أنه قد تغيرت الأمور لتغير الحياة وتغير الحضارة وأنهم الآن لا يحسدونا، هذا غير صحيح بل أن الله سبحانه وتعالى أكد على هذا في أكثر من موضع أن الكفار يتمنون أن نعود وأن نكون كفاراً مثلهم ــ وقد قرأت في أحد كتب المستشرقين والمنصّرين قوله إن النصرانية شرف لهؤلاء، يقصد بها هؤلاء المسلمين وهم في دول افريقيا يعني يسعون لتنصيرهم فيقول نحن لا نسعى لنقلهم إلى النصرانية لأنها شرف، لكن نحن نريد أن نخرجهم من دينهم فتركهم في منطقة رمادية كما يقولون ــ هم يتمنون أن نفقد هذا الإيمان بشكل أو بآخر (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) لأن لا يريد أن يبقي في العذاب لوحده وإنما يريد أن يجعل الآخرين أيضاً شركاء له في هذا. ما تعليقكم على هذه النقطة؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] جداً رائعة، وهي أنه بالفعل الله كشف لنا عن شيء لا يمكن لنا أن نطلع عليه ولا نكتشفه، فنقول أن القرآن كفانا المؤونة في هذا الباب، وقد أُكّد هذا المعنى بأكثر من آية (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا (109) البقرة) يبين لنا ما هو السبب (مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم)، ثم يؤكد لهم أن هذا الحسد من عند أنفسهم من دواخلهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] (مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) يعني حسد مركب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طيب ما موقفنا؟ قال تعالى (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ) يعني هذا الشيء هم مغلوبون عليه فهم يعنوا يحاولون لكن أنتم لا تلتفتوا إليه، عليكم بإقامة دينكم وأمركم بالمعروف وجهاد أعداء الله، ولا تشتغلوا فيما يحصل في قلوب هؤلاء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً نحن نلاحظ الآن أنه يكثر عندنا ونحن نتكلم عن قضية أن هذا الكتاب يكشف سرائر المجتمعات الآن تعيش، أنت الآن تتأمل هذا المجتمع الذي يعيشه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وهم كان حولهم اليهود والمنافقين وغيرهم والله عز وجل يكشف دخائل هذه النفوس ــ وأنا أذكر احد اللقاءات السابقة السابقة قديماً كان الدكتور عبد الرحمن أشار لهذه الفكرة وهي فكرة مهمة، وكأنما قلنا أن يعمل لها بحث وهي معرفة سرائر وكشف سرائر الأقوام من الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وللجماعة المسلمة، لكن لاحظ نحن ذكرناها في غزوة أحد بقوله (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا) من الذي يستطيع أن يعرف هذه الدخائل؟ لا أحد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ابن مسعود قالها: قال ما كنت ظننت أن بأصحاب رسول الله من كان يريد الدنيا حتى قال الله عز وجل (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ (152) آل عمران) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا ملحظ دقيق في الآيات وهي كثيرة جداً، يعني كشف هذه السرائر للمسلمين كثيرة جداً، والمسلمون لا شك يعملون بما يعلمون بالظاهر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] خاصة مع المنافقين بالذات وحتى لا يجرنا الحديث أحضرت كتاب معي لعل المشاهدين يستفيدوا منه وهو كتاب "المنافقون بالقرآن الكريم" للدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحميدي أستاذ كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، وهذا الكتاب أنصح الأخوة المشاهدين بالإطلاع عليه، وهو رسالة دكتوراه فيما يبدو لي وهي قديمة طبعاً، كتاب المنافقون بالقرآن الكريم تناول حديث القرآن الكريم عن المنافقين، وكيف تحدث الله عنهم وهذا الكتاب ضخم مما يدل على كثرة الآيات التي وردت في المنافقين وكيف يتعامل معهم المسلم، كيف يفهم نفسياتهم، وما دمنا نتحدث عن قضية كشف السرائر، يعني لاحظ في قوله تعالى (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) التوبة) هذه من الأشياء التي حتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو معهم لا يعلمها، لكن الله كشف دخائل النفوس فأصبحوا يترقبون فضائح يخافون قد يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة، يعني هذه الحقيقة فكرة جميلة ولا تجدها ولا يمكن أبداً أن يكون هذا القرآن إلا من عند الله، وهذا من أدلة كون هذا القرآن من عند الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نستطيع أن نوظف هذه الفكرة في جعله دليلاً أن هذا الكتاب من عند الله، هي أيضاً من الأفكار التي تدخل في هذا البحث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح لأنها أشياء حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرفها، وأيضاً هي من الأدلة وهم يذكرونها دائماً في أن أدلة مصدر القرآن الكريم أنه من الله عز وجل وليس النبي صلى الله عليه وسلم وأنه هناك عتاب كثير للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كثير في القرآن لو كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي تكلم به ما عاتب نفسه (عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ (43) التوبة)، (عَبَسَ وتَولَّى (1) عبس)، وأمثال هذه الآيات التي جاءت بمثل هذه إشارة إلى عتاب النبي صلى الله عليه وسلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لعلي أرجع إلى فائدة كنت أذعتها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] باقي معنا دقيقة واحدة لعلنا نختم بها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لعلها تكفي إن شاء الله، في خلاف التعبير بين المؤمنين والمنافقين فيقال (أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ)، وفي المنافقين (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ)، طبعاً الإرادة ينشأ عنها الفعل فكأنه يشير إلى حرص المؤمنين، وأنهم قد قاربوا أن يفعلوا هذا الفعل من أجل هداية هؤلاء المنافقون، ولكن الله سبحانه وتعالى قد كتب لهم الضلال، أما المنافقين فلعلمهم أنهم لا يستطيعون أن يضلوا المؤمنين فبقي أمرهم على التمني (ودوا)، بقي أمرهم على التمني فلم ينتقل إلى الإرادة لأنهم لا يستطيعونها، فلاحظ هذا التعبير، أيضاً فيه إشارة إلى أن المنافقين وهو يقول (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ) أن المنافقين عندهم اليقين الجازم أن هؤلاء الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم لن يتركوا الإيمان فلم يبق في نفوسهم إلا التمني.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] و(لو) تدل على التمني تعلق النفس بشيء مستحيل الوقوع. هل لديك تعليق أوشيء أم نختم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا. جيـــــد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] حصرتنا بدقيقة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيها الأخوة المشاهدون إنتهى وقت هذا اللقاء من برنامجكم بينات نلقاكم في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 13 - تأملات في الآيات (89 – 91)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الثالثة عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT]

[FONT=&quot](وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (91))[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، مرحباً بكم أيها المشاهدون الكرام في برنامجكم بينات ولا يزال حديثنا متصلاً مع المشايخ الفضلاء حول سورة النساء وقد وصلنا فيها إلى قول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot](وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) والحديث في هذه الآيات عن المنافقين وقد كنا قد تحدثنا في الحلقات الماضية عن طرف من أخبار المنافقين والآيات التي وردت فيهم وسوف نكمل بإذن الله تعالى في هذا المجلس المبارك الحديث عن هذه الآيات وما تدل عيه وبعض الفوائد والاستنباطات التي يمكن أن نتوقف عندها إن شاء الله تعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]يقول الله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot](وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) وتحدثنا دكتور مساعد في اللقاء الماضي والدكتور محمد أيضاً حول هذه الصفة النفسية أو هذه الحالة النفسية التي يصفها الله لنا من المنافقين ومن الكفار وأنهم يتمنون للمؤمنين أن تزول عنهم هذه النعمة وهي نعمة الإيمان. فالمؤمن محسود على هذه النعمة وعلى هذه الهداية، فالله سبحانه وتعالى يقول (فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)، وكنتم ذكرتم دكتور محمد أن المقصود بهؤلاء أولئك المنافقين الذين أظهروا الإسلام وبقوا في مكة بين أظهر المشركين ولم يهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الهجرة في ذلك الوقت واجبة أنه ينبغي على من أسلم أن يلتحق بصف المؤمنين حتى يكون هناك تباين وظهور لهم. فهنا في قوله (فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) فيها حديث عن الولاية، ولاية ومن ينبغي أن تصرف لهُ الولاية، يعني ليس كل أحد يتولاه المؤمن ويتخذه ولياً وينصره، ولو كان يُظهر ذلك إلا إذا ثبت لهُ أنهُ صادق الإيمان، وهنا في هذه الآيات كان صدق الإيمان يظهر بالانحياز إلى صف المؤمنين أليس كذلك؟! وأن كانت في الآيات التي جاءت هناك ضعفاء وهناك عجزة كانوا يظهرون الإيمان لكن لا يستطيعون أن يهاجروا فهؤلاء قد عذرهم الله أما هؤلاء لا عذر لهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إذا تكرمت دكتور أبو عبد الله لما قال ([/FONT][FONT=&quot]وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) قد يسأل سائل إذا كانوا بالفعل يشعرون بنعمة الإيمان لهؤلاء فلماذا لم يطلبوها؟! لماذا لم يطلبوها فهي أكثر اختصاراً في لطريق مع معرفتهم اليقينية بأن هؤلاء لن يرتدوا عن دينهم، لما نرجع للآية التي قبلها نجد أن الله سبحانه وتعالى قال (وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ) بمعنى أنك تتصور هذه النفسية يعني هذا الشخص بنفسيته التي لا تستطيع حتى أن تفكر التفكير السليم وأن تحاول أن تعالج المشكلة معالجة صحيحة، فبدل أن يعالج المشكلة بأن يؤمن هو تجد أنهُ يكفر ويريد غيره أن يكفر ولا شك أن هذا نوع من الارتكاس بالفعل لأن الله سبحانه وتعالى يصف لنا هذه الحالة السيئة التي ارتد إليها هذا المنافق. وكما طبعاً سبق أن ذكرنا أنها واضحة جداً أنها في أعيان من المنافقين وهم معروفون بخصوصهم لهؤلاء المؤمنين لأن الله سبحانه وتعالى يقول (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ) يعنى هم أعيان معينة فكيف نقول إن تولوا فخذوهم واقتلوهم نحن لا نعرف أعيانهم؟! فكأن فيه إشارة معينة إلى أن أعيانهم معروفة وقد فيهم هذا النوع من النفاق والعياذ بالله الذي لم يستطيعوا معه أن يهتدوا إلى السبيل ولا أن يطلبوه ولا أن يتحولوا على ما هم عليه من النفاق.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في الحقيقة ذكرنا لقضية المنافقين يشيع بين الناس أن النفاق لا يكون إلا عندما تكون الدولة الإسلامية وهذا الحقيقة ليس على إطلاقه يمكن أن يكون النفاق من نوعيات من البشر دائماً تحب أن تربط علاقات مع جهات مختلفة من أجل أن تحقق أعلى قدر من المصالح، وأقل قدر من المفاسد، يكون لها وجه عند هؤلاء وعند هؤلاء، حتى لو كان المجتمع كافراً. ولذلك لو تستعرض التاريخ ستجد هناك أُناساً يعيشون في بلاد كافرة ومع ذلك قد يتظاهرون بالإسلام وهم كفار حقيقيون بسبب أن عندهم هذه الخصلة، قد يكون النفاق ناشئاً عن خوف، عن خوف بسبب مثلاً هيمنة الدولة الإسلامية أو غير ذلك، لكن قد يكون النفاق ناشئاً عن نفعية كما هو حال هؤلاء الذين يعيشون بين ظهراني الكفار ومع ذلك أظهروا الإسلام للمسلمين من أجل أن يأمنوا عندما يسافروا إلى الشام أو اليمن ويأمنوا سرايا النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يبثها فيقولوا نحن ممن أسلم، فيقال أين دليل إسلامكم؟ أين الهجرة التي أمركم الله عز وجل بها وحثكم عليها؟ فهذه واحدة في أنهُ لا بد لنا من أن نعرف أنهُ ليس النفاق لازماً لكن نقول بالفعل يظهر النفاق في مثل هذه الظروف.[/FONT]
[FONT=&quot]الملاحظة الثانية التي ذكرها أبي عبد الله قبل قليل ذكر أبو عبد الله قبل قليل قضية الولاية، وشروطها، وأن الولاية للمؤمنين مشروطة بأمور يفعلها ذلك المتولّى أو الذي يجب أو تجب ولايته، وهذه الشروط قد ذكرت في سورة الأنفال بشكل واضح جداً، أنظر ماذا قال الله عز وجل قال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ)، لاحظ بدأ بالهجرة بعد الإيمان (وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ[/FONT][FONT=&quot]) يعني إخوانهم من الأنصار، هؤلاء المهاجرون وهؤلاء الأنصار، يعني هناك مقدمات، هناك دلائل وبذل، قال (أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) والصنف الذي بعده قال (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ) هذا يؤكد لك المعنى الذي معنا بهذه السورة [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تفسير القرآن بالقرآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ويوضحه تمام الإيضاح، قال (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) طلبوا منكم النصر، من أجل الدين وليس من أجل القبيلة أو الدنيا أو غير ذلك (فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ).[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نفس المعنى هنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نفس المعنى هنا سبحان اللهّ لو كان طلبوا منكم النصر وكان الذين يستنصرونكم عليهم بينكم وبينهم ميثاق فلا تنصروهم لأن الولاية لهم ضعيفة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أقل من الميثاق.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أقل أي نعم أقل من الميثاق الذي معهم، [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً قال وأنا أريد أن أؤكد على هذا المعنى أنهم بالفعل أعيان أنهُ قال (فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء) كيف لا نتخذ منهم أولياء ونحن لا نعرفهم؟ إذن هم إذا عرفوا فلا يتخذ منهم أولياء.[/FONT]
[FONT=&quot]وأيضاً الجانب ما ذكرته عن الولاية، يعني حتى الآن مع الأسف الكلام عن الولاء و البراء لما تقرأ في الساحة الآن تجد إضعاف لهذا الجانب حتى من بعض طلاب العلم لما يكتبون عن هذا الجانب بحيث أنك وأنت تقرأ تجد بعض من يكتب يفتح كل باب للعذر، ويغلق كل باب يمكن أن تقام به حجة، وهذه الحقيقة أنها مشكلة وهي تدل على أنها راجعة للضعف والخور الذي نعيشه في الدول الإسلامية، وإلا مثل هذه المعاني نحن الآن لما ننظر لأعمال بعض الناس وهي واضحة جداً وظاهرة أنه يوالي الكفار ويعادي أهل المؤمنين، بل يستنصر الكفار على دولته، ماذا تسمية!! من يستنصر الكافر على دولته فماذا تسمية!! يعني لأي حد وإلى أي مدى ستبلغهُ أنت بالإعذار.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] خلاص ما عاد فيه مجال.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني إلى أن يقف السيف على رقبتك؟! هذه مشكلة حقيقة. ولهذا أنا أقول أنهُ مثل هذا الأمر صحيح أن المسألة فيها خطورة ويجب أن تدرس الأمر دراسة عادلة متوازنة وأن لا يسلب الولاء والبراء موضوع الولاء و البراء سلباً أيضاً وأن لا يتشدد فيه زيادة عما أراده الله تعالى، وأولها أنبه على أننا نحن الآن أمام آيات يتضح منها توزيع الولاء والبراء وأن الولاء و البراء ليس نمطاً واحداً أو شكلاً واحداً، أو مقاساً واحداً، بل هناك أنواع متعددة للولاء والبراء، واضحة جداً في هذه الآيات. ومن أهم الأشياء الفاصلة في هذا الموضوع أن يفرق بين المعاملة بالحسنى وبين قضية الولاء، فبعض الناس لا يفرق يتوقع أن المعاملة بالحسنى نوع من الولاء فتجده أنه إذا تعامل مع الكافر تعامل معه بشدة وشيء من العنف أو بعدم الابتسامة لهُ أو إلى أخره يظن أنهُ نوع من ماذا من البراء لهُ، ويخشى أنهُ لو فعل أن يكون من الولاء، وهذا ليس صحيحاً (وصاحبهما في الدنيا معروفاً) ضابط واضح جداً في أن قضية المعروف مطلوبة من المسلم، قضية البراء من الكافر مطلوبة من المسلم، عدم ولاء الكافر هذا هو المطلوب من المسلم، وهي راجعة كلها إلى القلب. لكن أن تظهر بعض الأعمال من بعض المسلمين يظهر فيها محبة الكفار، محبة ما عليه الكفار، الولاء للكفار، ثم أنا أيضاً أتهاون في تنزيل الحكم الشرعي عليه، إيضاً نقول أنه نوع من حالة الضعف عندنا، وهو راجع للضعف العام الذي في الأمة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إذن عندنا يا أبا عبد الملك إذن شيئان: عمل القلب لا يعذر الإنسان فيه ليس فيه عذر، الحب والبغض يجب أن يكون على هذه القيمة العظيمة وهي قيمة الإيمان بالله، ولا تعذر في أنك تحب لأجل الإيمان أو تبغض لأجل الإيمان. يعني تقدر على ذلك ولا يستطيع أحد أن يكرهك على غير ذلك. أما قضية الولاء و البراء الظاهر فهذا لهُ مراتب، ومراحل، وأيضاً ما ذكره شيخ مساعد في قضية المعاملة بالحسنى قال الله في القرآن (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة) يعني البر والإقساط قد دلنا الله عليه وقال ما ينهاكم الله عن أن تقوموا بهذين في حق من لم يؤذكم، هل هذا يدل على الحب؟! لا يدل على الحب، أنت تبغضه لله عز وجل، لكفره وما هو عليه من عدم طاعته لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، لكن أن تعامله معاملة حسنة أو لا هذا يخضع للظروف التي هو فيها فإن كان حاقداً على المؤمنين يتربص بهم الدوائر لا يجوز لنا أن نبره ولا أن نحسن إليه، وإن كان بخلاف ذلك جاز لنا أن نبره ونحسن إليه، وهذا أيضاً يختلف إذا كان منهم والداً أو إنساناً يرجى إسلامه أو لا يرجى إلى آخره.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا نقول الحقيقة أن الزمن هذا فيه زمن اختلاط في هذا الموضوع، أصل الموضوع من أصله شائك، وزاده أيضاً واقع المسلمين الضعيف زاده بأنه صار أكثر في هذا الأمر أو غلا فيه أن يكون شائكاً، لذلك لو تأملتها إذا كانت الأمة الإسلامية قوية يقل فيها هذا الجانب كثيراً، يقل هذا الجانب، لكن الوضع الذي نعيشهُ الآن أبداً، كمثال لما يأتي لاعب كافر ويلعب مع فريق من أحد فرق المسلمين ونحن نعلم ما يحصل من المشجعين وما يقع عندهم من مخالفات واضحة جداً جداً حتى يحصل عندهم يوماً بعد يوم تفضيل هذا اللاعب الكافر على اللاعب المسلم الذي هو بفريق مضاد لهُ بطرائق حقيقة غير مقبولة، نحن لا نقول لك يعني لا نطالبك بأكثر ما طالبك الله سبحانه وتعالى به (تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)، أما أنك تفضل هذا على أخوانك المسلمين حتى في مجالات في مثل هذه المجالات فلا شك أن بهذا يقع فيه خلل، ولا شك أننا نحن بحاجة لترتيب أنفسنا وإعداد أنفسنا من جديد كي يتعلم هؤلاء وهم يشجعون كيف يستطيعون أن يشجعوا كما قلنا لأن للإسلام معيار كيف يستطيع أن يشجع ولا يخالف أوامر الله سبحانه وتعالى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] المشكلة الآن ربما في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزلت هذه الآيات كان الاختلاط بين المسلمين وغير المسلمين يعني ليس كثيراً يعني أنهم في نكاح بعضهم من بعض.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فيه تمايز.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فيه تمايز لكن اليوم مع اتساع رقعه المسلمين واختلاطهم بغيرهم في خاصة البيئات غير الإسلامية وبشكل كبير جداً يحتاج هؤلاء المسلمين أكثر من غيرهم إلى التفقه في معاني الولاء والبراء، وما يحلّ وما يحرُم في التعامل مع غير المسلم ولذلك تجد بعض المسلمين يختلط بالكفار بشكل كبير جداً لدرجة أنه يتزوج النصراني المسلمة، ويتزوج البوذي ويتزوج الرافضي ويتزوج المسلمة وهم يعني يتعايشون مع بعضهم البعض ويرون أن هذا ليس فيه شيء، وقد رأيت هذا بنفسي، ورأيت حالات فعلاً مستغربة لمن لديه أدنى معرفة بالقرآن الكريم، وبالسنة وبالإسلام، فلما تسألهم عن ذلك يقولون هل هذا محرم؟! ويستغربون من هذا الحكم، فالحاجة ماسة فعلاً إلى بيان مثل هذه القضايا لمن يحتاجونها من الذين يختلطون بالكفار أكثر من حاجتنا نحنُ، يعني ربما أنت عندما تناقش هذه المسألة بين المسلمين يرون أنه لا مبرر لها، هل يتزوج النصراني أو البوذي أو غير المسلم يتزوج من المسلمة، بل حتى نكاح المسلم للكتابية يعني إباحة نكاح الكتابية سواء كانت نصرانية أو يهودية يعنى ليس على إطلاقه بل هو في أضيق الحدود، لأنه حتى مهمها حاولت أن تكون قوياً فأنك تتأثر ولا بد.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وسيضعف أمام القانون إيضاً الذي سينصر الكافر عليك بالمناسبة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بالضبط ولذلك القضية حساسة كما تفضلت دكتور مساعد فعلاً وحصل فيها خلط كثير، وحصل فيها لبس، وهي من القضايا الفقهية الدقيقة المهمة التي ينبغي على المسلم يعني أن يتفقه فيها وأيضاً الذي يختلط بغير المسلمين ينبغي عليه أن يكون أعلم من غيره حتى يعرف ما يحل وما يحرم في هذا الجانب.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ) هذه طبعاً أمر للمسلمين، أن يعاملوا هؤلاء معاملة سائر المخالفين للإسلام.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بالحزم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم بالحزم، قال (وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا) يعنى لا تستعينوا بهم ولا تحاولوا أن تستفيدوا من خدماتهم، لأنهم بهذه الطريقة يجدون سبيلاً عليكم، نحنُ قدمنا لكم خدمات، وقمنا بعض الواجبات وفي النهاية تنكرتم لنا! (وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا) وأن يعني ظهر منهم ما ظهر، لأن هذا فيه تمييع لأصل قضيتنا أصل التدين، أصل الإيمان بالله عز وجل، كأنك تحرص على إيجاد فئة ضبابية، بينما الحاصل أو الحقيقة أنه يجب أن يكون الدين فرقاناً، أنت تدينت لله عز وجل بهذا الدين فيجب أن تحمل مقتضيات هذا الدين إلا في نطاق ضيق يحتاجهُ أهل الإيمان، أو يكلون إليك الأمر مثل ما حصل لمؤمن آل فرعون (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ 28) غافر) هو يكتم إيمانه لكن هناك أسباب مبررات تدعوه إلى كتمان إيمانه وهو لا زال مع المؤمنين يعني يذهب إليهم ويتعلم منهم ويقارب بأمر الله عز وجل وباقي في هذا المكان من أجل أن يقدم خدمات للمسلمين في مكان لا يستطيع المسلمون الوصول إليه أما ذاك راكع مع الكفار وجالس بينهم ويريد منا أن نكف عنه وأن لا نعامله معامله قومه فهذا!!!.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني تفريق دقيق راعاه الله سبحانه وتعالى وذكر لذلك انظر إلى هذا المؤمن من آل فرعون لأنهُ كان صادقاً في موقفه كيف أظهره الله ودفاعه عن المسلمين وعن المؤمنين في ذلك المجلس.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وأعلن في النهاية.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هنا في الآية الحقيقة تحذير لولاة الأمر في أن يتنبهوا إلى من يتخذونه عندهم من أهل المشورة والحل والعقد ويدخلون في قضية الأولياء، ويلاحظ أنه في هذه الآية الآن جاء النهي عن إتخاذ الأولياء مرتين: في الأولى قال (فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) ثم قال (وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا)، ولهذا ولي الأمر يعني مُطالب بأن ينتبه لبطانته وأن يعرف من هم الذين معه ومن هم الذين ينتصرون على مبادئه للكفار أو يغيرون مبادئ دولته، أحياناً طبعاً بعض الناس يقولون هذا استغفال للحاكم! نقول لا، لأن الحاكم في مثل هذا الموطن الحاكم عنده تصريف أمور كثيرة جداً جداً، فيتخذ هؤلاء البطانة السيئة الذين هم من هذا الصنف يتخذون ثقة الحاكم بهم من جهة وأيضاً كونه منشغل بأمور أخرى يتخذونها من جهة أخرى مسرباً يدخلون منه لتنفيذ أجنداتهم وأن يفعلوا ويفعلوا والحاكم قد وثق بهم لأمر ما نحن الآن لن نتكلم عن ماهي الأسباب الموجبة للثقة بهم لكن قد يقع مثل هذا، فإذن كأنهُ يجب على الحاكم أن يراجع مرة بعد مرة. ونعود مرة أخرى لأهمية (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) أن ولي الأمر مطالب بالرجوع إلى العلماء والسماع من العلماء الذين هم علماء الشريعة، الذين يفصلون لهُ في الأحكام الكبرى، وأن علماء الشريعة هم صمام الأمان، وهم الذين يثقون بهم الناس، كما نلاحظ في كل بلدان المسلمين، إذا وجد العلماء الربانيون الذين يدعون إلى الله سبحانه وتعالى بحق وجدارة فأننا نجد أن الأمة تتبعهم، ولا يمكن أن يصنع الحاكم عالماً، هذه بأمر الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى إذا اختار من عبادة مثل ما يختار أنبياء يختار من عباده علماء يلقي في قلوب العباد محبتهم واتباعهم، وإلا نحن نذكر على سبيل المثال من الذي جعل هذه الفئام من الناس لا ترتاح إلا لفتوى فلان دون غيره؟![/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مع انهُ قد لا يكون موظفاً رسمياً، ولا يعني مفتياً عاماً ولا شيئاً من ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ولذلك يقول ابن حزم (العلم مرتبة لا تنتزع) يعني كونك توليني على ولاية ثم تفصلني منها أنت فصلتني عن الولاية، أما العلم لا يمكن أن تفصلني عنها. وهذه الحقيقة قضية مهمة جداً جداً يحسن بولاة الأمر أن ينتبهوا لها لأن هذا داخل ضمن قراءة التاريخ التي تجعلنا نعرف ونستبين ونتبصر بي من هم الذين ينفعون الأمة ومن هم الذين هم ضرر على الأمة وإن كانوا يقولون (إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) البقرة)، نحن نريد الخير للدولة، نحن نريد أن المرأة تعمل لكي تنتج الدولة، نحنُ نريد المرأة أن تفعل كذا كي يكون اقتصاد الدولة كذا، وهذا هو الحقيقة نوع قد يكون نوعاً من الإفساد، لكن من الذي يستطيع أن يبرز عن النوع من الإفساد؟ لا شك أنه بجانب منهُ يبرزه العلماء بشرع الله وماذا يريده الله بهذا، وجانب تبرزه الدراسات العلمية التي إذا جاءتنا مشكلة المفترض أن نهرع إلى هؤلاء من العلماء وإلى الدراسات العلمية التي تبرز لنا وتكشف لنا هذه المشكلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والعجيب وأنتم تشيرون إلى هذا المعنى المتكرر بأكثر من موضع في القرآن الكريم وهو أن الله سبحانه وتعالى ينهى المسلمين والمؤمنين أن يتخذوا هؤلاء أولياء أو بطانة (لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ (118) آل عمران) إلى آخره، وتأمل في التاريخ الإسلامي من بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم لوجدت عجباً ومخالفة لهذه الآية، ففي أكثر عهد الدولة العباسية على سبيل المثال، كان الوزراء معظمهم من هؤلاء، يعني تذكر الفرس خاصة والمجوس كانوا يتولون الوزارة لبني العباس، حتى استقر هذا وأصبح تقليداً أن يكون الخليفة من بني العباس ورئيس الوزراء من المجوس، تذكرون البرامكة وماذا صنعوا وكيف بطش بهم هارون الرشيد ثم أيضاً بعد ذلك في أيام الدولة العباسية لما رجع ابن العلقمي في آخر إيام الدولة العباسية وكان وزيراً وكان يبطن العداء الشديد للمسلمين وتآمر مع الفرس والمجوس حتى أسقطوا دولة بني العباس، ثم أيضاً الأندلس أيضاً تذكرون أحد الخلفاء أو الملوك الأندلس الصغير عندما اتخذ لهُ وزيراً يهودياً فكان هذا الوزير بالغ في النكاية بالمسلمين والحيلولة بينهم وبين حاجاتهم حتى ثار عليه الناس وقتلوه، في قصة ذكرناها يوماً في هذا البرنامج، عندما قال الشاعر فيها:[/FONT]
[FONT=&quot]لقد زل صاحبكم زلةً تقر بها أعين الشامتين[/FONT]
[FONT=&quot]تخير كاتبهُ كافراً ولو شاء كان من المؤمنين [/FONT]
[FONT=&quot]فعز اليهود به وانتخوا وتاهوا وكانوا من الأرذلين[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني لا يمكن للإنسان سبحان الله أن يترك أصوله وعقائده، فلا بد أن يضر بأهل الإيمان [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا بعض حكماء الحكام الذين تزوجوا من غير [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] المسلمين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا، من غير العرب، إذا أرد أن يبقي الولاية في العرب ينهى أن يأخذ غير أبناء العربية الحكم، يضع قانوناً لهُ.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لأجل هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لأجل هذا، لأنهُ مهما كان الخؤولة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تخربهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وانظر في التاريخ ستجد هذا، [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم وأنا أقول هذا في التاريخ عبرة، لا يمكن لنا ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] سليم الأول بداية انحساره، تذكون بداية انحسار الدولة العثمانية أن سليم الأول كان مطيعاً لزوجة من زوجاته ما أذكر هي مجرية المهم إنها من الدول الأوربية فما زالت به حتى ولّى ابنها وعزل ابنه يسمى جلبي أو شلبي وكان يغازي في أو كان في الشمال، فأقصاه على الإمرة وصار إبن هذه هو الأمير، يعني صار هو السلطان، ثم بدأ الانحسار من ذلك الوقت، يعني كلهم يتكلمون عن التاريخ العثماني أنه من هنا بدأ، وهذا لا شك يشير إلى حصافة من يذهب إلى هذا الرأي.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل، ننتقل إلى الآية التي بعدها في قوله والاستثناء هنا فقال (وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ (90)) فذكر هنا صنفين الصنف الأول: الذين يتصلون بقوم بيننا وبينهم بعهد، فمثلاً بيننا وبين قريش عهد، أو بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش عهد، وهذا الرجل أو ذاك أو أولئك القوم بينهم وبين قريش عهد وصلة، فهؤلاء نهينا أن نقاتلهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إكراماً للعهد والميثاق.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الذي بيننا وبين قريش، ثانياً قوم ليس بينهم وبين قريش عهد قوم مستقلين ولكنهم أظهروا لنا أنهم لا يرغبون في قتالنا، ويرغبون أن يبقوا على الحياد، يعني كما يقولون اليوم دول عدم الانحياز، فهؤلاء أيضاً نهينا أن نقاتلهم، وهم الذين قصد الله وقال الله (أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ).[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] حصرت بمعنى ضاقت.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله! انظر التقسيم هذا والله تتعجب الآن فئات موجودة بيننا وقريبة من المسلمين والله سبحانه وتعالى يعطي الوصف الدقيق لكل فئة، والحكم المناسب لها، بالعدل، فالفئة الثانية (إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ) كأنها مستثناة من قوله (فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ) إلا هذا الصنف من هذا الصنف، يعني هم الآن هؤلاء الذين تكلم الله عنهم هؤلاء خذوهم واقتلوهم وهم منافقون إذا كانوا بين قوم بينكم وبينهم ولاء فالولاء مقدّم يعني معاهده مقدمة على قتل هذا الصنف الذين هم فيما بينهم فاحتموا بهذه المعاهدة، يعني احتموا عن القتل بهذه المعاهدة وبالفعل الصنف الثاني أيضاً نرجع لقضية النفسيات كيف يبين الله سبحانه وتعالى قال (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)، مادة حصر هذه وازنها بما يحصل بداخل نفوسهم والتردد الذي يحصل هم الآن كما قال الله سبحانه وتعالى (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ) يعني لو جاؤوا معكم وقالوا آمنا سيضطرون لقتال قومهم، ولو كانوا مع قومهم سيضطرون لماذا لقتال النبي، هذا الصنف من الناس قال الله تعالى عنهم (وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أتركوهم يعني أتركوهم ما تركوكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وهذا من باب تحييد هذا الصنف.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم وهذا الصنف والله أعلم يحب الإيمان لكنهُ ما يزال يخاف متردد وهذا الصنف سبحان الله موجود متردد، هل محمد عليه الصلاة والسلام على حق؟ أخشى إن آمنت به وقاتل قومي أن أقتل، كيف أقاتل ابن عمي هو يتكلم الآن مع نفسه لكني أرى نجم النبي محمد صلى الله عليه وسلم يظهر وصار عنده قوة، إن بقيت مع قومي قد يقاتلون محمداً فيقتلونني، فهو يكره الموت، فينعزل، فيأتيه الرسول صلى الله عليه وسلم ويسأله فيقول أنا لا أستطيع أن أقاتل مع قومي وأيضاً لن أستطيع الدخول في دينه، وهذه مرحلة كما نعلم في سورة التوبة انتهت المرحلة هذه، لكن سبحان الله كيف يعالج القرآن في هذه المرحلة هذا النوع وهذه النفسية من نفسيات البشر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الآن أبا عبد الملك لو نظرت إلى البرازيل، يقولون البرازيليين سبحان الله هذا الشعب محب للمسلمين، ويكره اليهود كراهة شديدة، بل حتى تقدموا بطلب قريب للانضمام إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، علماً بأن نسبة المسلمين لا تتجاوز 2 أو 3 في المئة من الشعب.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مع أن عددهم ضخم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عددهم كبير فوق مئة وستين مليون أو شيء من هذا القبيل، الحـــاصل أن مثل هؤلاء هل من الحكمة أن يرفع السيف فيهم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أبداً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في ظل مثل هذه الظروف التي يعيشها الناس؟ تقول لا مثل هؤلاء يجب تحيدهم ودعوتهم إلى الله عز وجل عبر وسائل أخرى لأنهم مقبلون عليك وهم كارهون لعدوك أيضاً، ولا يرغبون أي أحد يقاتل في بلاد المسلمين ويكرهون أمريكا لكونها أغتصبت وفعلت وقامت في هذا الدور المشين في بلاد المسلمين يكرهونها كراهية شديدة وهذا معروف في تاريخ البرازيل. أنا أقول كذلك وردت آحاديث أبا عبد الملك تدل على شيء من هذا في قوله (أتركوا التُرْك ما تركوكم)، وورد آحاديث في الأفارقة في الحبشة بأنهم لا يقاتلون، نظراً لما كان لهم من يد سالفة، أمثال هؤلاء الذين ليس بينكم وبينهم إحن، ولا مشاكل، إحرصوا على ألا تقيموا السيف فيهم، فإن هذا سيصنع منهم أعداء، بل إحرصوا على ملاينتهم واستدرار عطفهم وجذبهم إلى الإيمان بوسائل أخرى أكثر أقتناعاً، والله أعلم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] جميل[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً لاحظ أن الله يمتن على المسلمين ويقول اتركوا هؤلاء فلو شاء الله سبحانه وتعالى لقاتلوكم مع قومهم، ولكانوا شوكة أيضاً في حلوقكم، فكونهم الآن أبدوا هذا الحياد فلا تقاتلوهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] المرحلة كانت تحتاج مثل هذا التحييد، ونأخذ الآن فائدة مهمة جداً ونرجع لقضية الولاء والبراء، أن الكفار أقسام ليسوا صنفاً واحداً في التعامل، ولعلنا سبق وأن ذكرنا قضية أبو عبيدة عمر بن العاص مع أهل حمص لما رد إليهم الجزية، لأنهُ كان لا يستطيع أن يدافع عنهم، معنى ذلك إذن الآن المسلم وهذا يجب أن توصل الرسالة أن المسلم حريص على هداية الخلق بما عنده من الحق، ولكن المشكلة تقع حينما يأتي بعض شياطين الجن أو الإنس فيثورون ضد هذه الدعوى وإلا لو ترك المسلمون يدعون دون أن يكون هناك أي محاربة لهم، فانظر كم تحتاج أنت لكي تغير قارة أوروبا أو قارة أمريكا أو غيرها؟ التخوف الموجود الآن عند الأوربيين وهم يعني في دراساتهم يتوقعون أن في خلال 2050 أن تكون أوروبا كلها مسلمة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بشكل طبيعي.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بشكل طبيعي، دون أدنى شيء[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] من الولادات فقط [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك أنا أقول دائماً لا يستغرب موقف بعض الحكومات الأوربية من شعائر الإسلام يعني مثلاً سويسرا تمنع بناء المآذن، فرنسا تمنع الحجاب، تمنع غطاء الرأس، ما نقول تمنع الحجاب بل أي مظهر من مظاهر الحجاب، فأنا أقدر مثل هذا التخوف منهم، لأنهم هم يلاحظون أن الإسلام بدأ يغزو أوروبا، لدرجة أن بعض البلاد الأوربية الآن أصبحت شبه مسلمة بعض المناطق، بل حتى في بعض المناطق في بريطانيا وفي فرنسا في بعض الضواحي كأنك في بلد مسلم، مساجد طبعاً فهم يعني أن صح التعبير عقلاؤهم ومفكروهم يرون أن مستقبل النصرانية، ومستقبل الثقافة الفرنسية والأوربية في خطر، كما أن المسلمين أيضاً في بلادهم الإسلامية يحاربون التغريب ويحاربون أي مظهر من مظاهرة هم أيضاً يرون أن محاربة أي مظهر من مظاهر الشرق أو مظاهر الإسلام أيضاً يهددهم، فهم يتصرفون هذه التصرفات من هذا التخوف، نحن نأتي الآن ونقول أين الديمقراطية؟ أين ما تنادون به من حرية؟! هذه تختفي هذه المبادئ عندما يرون هذه المهددات من إقبال المسلمين وانتشار المسلمين، حتى بعض المدن، بعض المدن في بريطانيا لا تجد فيها أثراً للغة الإنجليزية، يعني أصبحت مكتوبة بالأوردو، بعض المناطق لأن كل سكانها من الباكستانيين المسلمين، فأصبحوا لا يرون حاجة إلى أن تكتب لوحات الشوارع أو لوحات المحلات التجارية باللغة الإنجليزية.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عجيب والله![/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فالدولة تتفاوض معهم يعني يقولون لهم اكتبوا باللغة الإنجليزية حتى ولو تحت الأرودو، في بلاد انجلترا، ومثلها في فرنسا، ومثلها في ألمانيا، بل وتذهب لألمانيا بعض المناطق لا تجد غير المسلمين يبيعون ويشترون ويعملون.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وفي أمريكا أيضاً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم، فلا يستغرب أنا صغت تفسير الحجاب أنهم يستنكرون.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]هذا تفسير.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم، تفسير، أنهم يحاربون الحجاب، ويحاربون أي مظهر من مظاهره لأنهم مدفعين بهاجس خوف شديد من أن تصبح فعلاً قارة إسلامية بشكل طبيعي.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] جميل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعود إلى قوله تعالى هنا (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) لأنهُ قد يكون من بين هؤلاء من يغدر، يعنى مثلاً هو يقول سأبقى على الحياد، فإذا بدأت المعركة أو بدأ يحرض أو يشارك بأي شكل من الأشكال فالله قال لا، نعم أتركوهم على الحياد لكن بشروط فإن اعتزلوكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً).[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا بالشروط أن يكون فعلاً محايداً بشكل كامل، أما أن يشارك بأي شكل من الأشكال فلا بد أن يدخل من ضمن الذين يحاربون ويقاتلون.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم، ولذلك ذكر هذا الصنف الذي ضد هؤلاء في الآية التي بعدها، قال (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ) يعني هم ناس مصلحين، يحاولون يعني أن يلعبوا على الطرفين، قال (كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا) كلما ردوا إلى الفتنة أن قلنا معنى الفتنة الشرك أو الفتنة بمعنى القتال (أركسوا فيها) بمعنى أنهم يحرضون، ويريدون أن تكون الغلبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسعون لذلك وأن كانوا يتظاهرون بالحياد، فيقال هؤلاء لا ترقبوا فيهم إلا ولا ذمة عاملوهم معاملة الكفار الذين يجب جهادهم وقتالهم. قال (فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ) أي حيث وجدتموهم، (وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا) يعني حجة واضحة في قتلهم وجهادهم ومساواتهم بسائر الكفار من حيث وجوب الجهاد.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] جميل، إذن هذا الصنف خلاف الصنف الذي قبله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هم يشتركون في قضية التردد.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لكن الأولون آثروا السلامة والانعزال.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا والله أعلم جاء الفعل فإن اعتزلوكم.[/FONT][FONT=&quot] ولكن هذا الصنف هو يتمنى السلامة لكنهُ إيضاً يريد أن يحرض عليكم قال (فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ).[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يريدون أن يأمنوكم بدليل أنهم يظهرون لكم ما يؤمنكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً يأمنوا قومهم فيظهرون لهم أيضاً ما يؤمنهم معناها أنهم فعلاً منافقين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم منافقين، الأولين لا كأنهم اعتزلوا قومهم واعتزلوكم، فقالوا لقومهم نحن لا نريد أن نقاتل، وقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم نحن لن نقاتل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني نحنُ في حرج من الطائفتين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] من الطائفتين، فإذن هم أظهروا حيادهم ظاهر واضح جداً، أما الصنف هذا لا، صنف يلعب على الحبليين، يريدون أن يأمنوكم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يلعب على الحبليين وعنده دخلية فاسدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] (وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ) ولهذا قال (كلما)[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا).[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إذن هم أقرب إلى ماذا؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إلى الكفار.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم إلى الكفار منهم إلى المسلمين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظوا في الآيات التي سبقت في قوله سبحانه وتعالى في الآية رقم98 عندما تحدث عن المنافقين فقال (فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء) ثم قال (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ) حيثُ وجدتموهم، وقال في الآية الأخيرة (فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ)، فما الفرق؟ فما الفرق بين وجدتموهم وثقفتموهم؟، تلاحظ أن (وجدتموهم) بمعنى أدركتموهم أو وصلتم إليهم بيسر، أو بشيء من المؤنة، أما (ثقفتموهم) ففيها معنى الأخذ بشدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] من المثاقفة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] من المثاقفة، لأن الثقاف في اللغة هو الآلة التي يعدّل بها الرمح، وهو يحتاج إلى شدة في معالجته، لأن الثقاف ما هو الثقاف؟ الثقاف جهاز يعني يقوم به لتقريبه فيما يبدو لي والله أعلم من وصف العرب لهُ أنهُ أشبه ما يكون بالآلة التي يفك بها علبة البيبسي أو القارورة هذه، تعرفها؟ التي يفك بها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] آه، نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طيب يمكن ما شرب بيبسي في حياته!.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بس هي مشهورة يمكن، الفكرة فيها هي عندما يجد العرب عوداً أو رمحاً يصلح أن يكون رمحاً لكن فيه أعوجاج.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فيعدل بهذه الآلة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فماذا يصنعون؟، لا يريدون أن يفرطوا به لنفاسته ولا يصلح أن يستخدم وهو معكوف، فماذا يصنعون؟ يجعلونهُ تحت الرمل، ثم يضعون الرمل فوقه، ثم يوقدون النار فوق الرمل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ليلين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] حتى تدركه الحرارة ويلين، ثم يستخرج ويقوّم بالثقاف هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] آه سبحان الله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] حتى يعتدل، ولهذا تذكرون في معلقة عمرو ابن كلثوم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني كأنه مثل الزرادية تقريباً.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني حاجة زي كده يعني، عمرو ابن كلثوم يقول أنتم ما تعرفون في قصيدته المعلقة يقول:[/FONT]
[FONT=&quot] أبا هند فلا تعجل علينا وأمهلنا نخبرك اليقينا[/FONT]
[FONT=&quot]فيقول نحن يا عمر بن هند لسنا كغيرنا من القبائل، حتى قناتنا ماهي كقناة غيرنا تعدّل بالثقاف فتعدل، لا حتى قناتنا ما تتعدل بالثقاف، فيقول: [/FONT]
[FONT=&quot]إذا عض الثقاف بها اشمأزت ويقول: [/FONT]
[FONT=&quot]وأن قناتنا ياعمرو أعيت على الأعداء قبلك أن تلينا [/FONT]
[FONT=&quot]إذا عضّ الثقاف بها اشمأزت [/FONT][FONT=&quot]وألقته عشوزنة زبونا[/FONT]
[FONT=&quot]إننا ليس كغيرنا الشاهد.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فالشاهد هنا أنهُ في قوله (ثقفتموهم) معناها قال فخذوهم واقتلوهم حيثُ ثقفتموهم، يعني أنكم لا بد أن تبذلوا في أخذ هؤلاء هذا الصنف من الناس جهداً زائداً على الجهد الذي [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم، حتى في البحث عنهم وتحريهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم وتحريهم، وهذا الذي يظهر لي والله أعلم في الفرق بين دلالة (وجدتموهم) و(ثقفتموهم).[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والله أشفيتني يا أبا عبد الله في هذا لأني كنت أتحير في هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا معنى الثقافة. لأن الثقافة معناها التقويم، فكأنك عندما تزداد من العلم تقوم شخصيتك، وكانت قبل هذا العلم معوجة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] جميل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إذا صح هذا التفريق فأيضاً الآيات[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أن صح للتشكيك أو للبيان؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] للبحث، للمزيد من البحث.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إن صح هذا التفريق وقد صحّ هذا التفريق، في الآية الأولى (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) كما قلنا معروفين بأعيانهم، فحسن مجيء (وجدتموهم).[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لكن لما كانوا هؤلاء يلعبون على الحبلين لا يظهر أمرهم قال (ثقفتموهم)، يعني كأنهُ أيضاً فيه زيادة معنى أنه التأكد من وقوعهم في هذا الأمر.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] جميل، جميل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أي نعم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كأن الوقت أدركنا في هذا المجلس القرآني لعلنا نكمل إن شاء الله في المجلس القادم، نراكم أيها الأخوة المشاهدون إن شاء الله في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة الرابعة عشر: تأمُّلات في الآيات (92-93)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الرابعة عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا[/FONT](92)[FONT=&quot] وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [/FONT](93)[FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د.الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيُّها الإخوة المشاهدون، أُرَحِّبُ بكم أنا وأَخوَيَّ الفَاضليين الدُّكتور: عبدالرَّحمن، والدُّكتور: محمّد. ونُكمِلُ ما وَقفنا عليه عند قوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]وما كَانَ لِمُؤمن أن يَقتُلُ مُؤمناً إلاَّ خَطأً[/FONT][FONT=&quot]) الآية، سَنَقِفُ عند هذه الآية، ونأخُذُ مَا فيها من مَعانٍ واستنباطات، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يُجرِيَ الحَقَّ على أَلسنتنا، وأن يُعيينا في جميعِ شُؤونِنَا. ولعلَّنا نبتدأ إذا كان الدُّكتور عبدالرَّحمن عندَهُ تعليق على الآية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، كُنَّا توقَّفنا في اللِّقاء الماضي عند قوله سبحانه وتعالى في الآيات التِّي قَبلها ([/FONT][FONT=&quot]فَخذُوهم واقتلُوهم حيثُ ثَقفتموهم وأُولئِكُم جَعلنا لكم عليهم سُلطاناً مُبِيناً[/FONT][FONT=&quot]) وهُو يتحدَّث عن طَائفة من المنافقين، أو الذِّين أظهروا الإِسلام، وهم لَيسوا بِـمسلمين وانـحازُوا إلى الكُفَّار، ولـــم يُهاجِرُوا إلى النَّبي صلى الله عليه وسلّم، ولَــم يُهاجِروا إلى الـــمُسلمين. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال الله سبحانه وتعالى ( [/FONT][FONT=&quot]فَخذُوهم واقتلُوهم حيثُ ثقفتموهم وأُولئِكُم جعلنا لكم عليهم سُلطاناً مُبيناً[/FONT][FONT=&quot]) الحَديث هنا عندما جَاءَ عن فئة من المنافقين، اِختلَطُوا بالكُفَّار الذِّين لـَـم يُعلِنُوا إِسلامهم، وِلــَم يُظهروه، فجَاءَ الحديث في هذه الآيات التِّي معنا اليوم عن قضيِّة قتلِ المؤمن لأنَّه قَد يقول قائل: أنَّ الله سبحانه وتعالى قد أباح للمُسلمين أن يقتلُوا من يُظهِر إسلامه وهُو مُنافِق، ولكنَّه يَـبقى بين أظهُر المشركين، وبين الكُفَّار، فكأنَّه قد يَفهم أحد أنَّ الله سبحانه وتعالى يُهوِّن من شأن دمِ المسلم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما شاء الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وأنَّك لو قَتلته فليس في ذلك حَـرَج وإن كانَ مُؤمناً، فقالَ الله سبحانه وتعالى: لا، هُنا الله سُبحانه وتعالى قَد أَمَرَ بقتلِ هؤلاء المنافقين الذِّين لــَم يَنحازُوا، ولم يَتمَيَّزُوا عن الكافرين، ورَضُوا بأَن يَبقَوا معهم، مع قُدرتـِهِم على الهجرة، ولكن لا يَعني هذا التَّهاون في دمِ المسلم المؤمن أبداً، ولَكن هَؤلاء لِعَظيمِ جُرمِهِم، ولِبَقائهم بين أَظهُرِ المشركين، وعَدم هجرتهم إلى النَّبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه يستَّحِقُون القَتل، ثُمَّ انتقل إلى قضيِّة قـَتل المؤمن فقال ([/FONT][FONT=&quot]ومـَا كانَ لمؤمن أن يقتُلَ مؤمناً إلاَّ خَطأً).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot]كأنَّـها احتراز، في غاية الرَّوعة هذا الاحتراز.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري. د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم احتراز. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني أَنت بِالفِعل لَو تصوَّرت الحَدَث الذِّي يكُون الآن في الوَقت، وفيه اِختلاط -كما ذكَر الدُّكتور عبدالرَّحمن- بين المنافقين والكُفَّار، وقد يكون أَحد المؤمنين أيضاً مُختَلِط. فيَقعُ قتلُهُ خطأً ظنَّاً أنَّه مِن هذه الفئات التِّي سبقَ ذكرها، فكأنَّه جَاء لِبَيان ما لو وَقَعَت مثل هذه وقد ذُكِر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم ([/FONT][FONT=&quot]وما كان لمؤمنٍ أن يَقتُلَ مؤمناً إلى خَطأً)[/FONT][FONT=&quot] الله سبحانه وتعالى من تَعظيمِهِ لِحُرمة دم الــمُسلِم يقول أنَّه:ما كانَ لمؤمن يُؤمِنُ بالله واليوم الآخر أن يقتُلَ أخاهُ المسلم أبداً إلاَّ على وَجهِ الخطأ، الذِّي لا يَكاد يَسلَم منه أحد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما كان: بمعنى ما صَحّ، ولا استقام [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا ينبغي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولا ينبغي أَبَداً، وكأنَّهُ لا يُعقل أن يَقتُلَ المؤمن مُؤمناً إلاَّ على وجهٍ واحد وهُو: وقوعه في القتل على وَجهٍ يُعذَر به الإنسان وهُو الخطأ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]في ظِلّ هذه الآية – معذرةً يا دكتور عبدالرَّحمن- لاحِظ الآن فيه تَهاون في أمر الدِّماء في هذا العصر، وخُصُوصاً أنَّ هذا بَدأ يُلصَق بالمسلمين، ويُلصَق أيضاً بِـمن قَد يَنتَمُون إلى الجهاد في سبيل الله ، من حيث أنَّهم أحياناً يُريدون رجُلاً من أعداء الإسلام، ولكنَّه يَمشي في سُوق، أو يـَمشي في شارِع من شوارع المسلمين أو في مكان لا يُـمكن أن يتميَّز فيه هذا العدُوّ عن بقيِّة من حَولَه من المسلمين، فَتَجِد الرَّجُل يقول: لأجل أن نقتُله لِيذهَب ثلاثة أو أربعة أو عشرة من المسلمين، فتُعلَن مثلاً نتيجة الهُجُوم أو العملية بأنَّه استطعنا أن نقتُلَ فُلاناً من الجِهَة الفُلانية، أو من الدَّولة الفُلانية من أعداءِ الإسلام، لكنَّ معه عشرة من أبناء المسلمين، بأيِّ ذنب؟ وهذا الرَّجُل يعلم أنّه لا يُمكن أن يحتَرس من قتل المسلمين. فهذا واللهِ خطيرٌ جِداً والتَّهاون في أَمرِ الدِّماء من أعظم الأُمُور التِّي يجب على الإنسان أن يحذَر منها ولذلك قال النَّبي صلى الله عليه وسلّم ([/FONT][FONT=&quot]لا يَزَال الرَّجُلُ في فُسحةٍ من دينه ما لــم يُصِب دَمَاً حراماً)[/FONT][FONT=&quot] اُنظُر في فُسحة من دِينه ما لم يُصِب دماً حراماً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يُصبِح في ضِيق وفي حَرَج.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، في ضِيق وحَرَج، وقَرَن الله عزَّوجل أمرَ الدِّماء بالشِّرك قال : [/FONT][FONT=&quot](والذِّين لا يَدعُونَ مع الله إلهاً آخر ولا يقتُلُون النَّفس التِّي حرَّمَ الله إلاَّ بالحقّ ولا يزنُون ومن يفعل ذلِك يَلقَ أَثاماً[/FONT][FONT=&quot]) يعني أمرُها عظيم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم لا شَكَّ في ذلك، فهذه مناسبة هذه الآية هنا لِــمَا قبلها، وهي كفَّارة القَتل الخطأ، فهُو الآن قال: أنَّ قتلَ المؤمن إمَّا أن يكُونَ خَطأً، وإمَّا أن يَكونَ عَمداً فأمَّا إن كَانَ خَطأً فهذا الذِّي لا يُقبَل غيرُه. بـِمعنى: ما كان لمؤمن أن يقتُل مؤمناً أبداً إلاَّ على وَجه الخَطأ، أمَّا أنَّ مؤمن يقتُل مؤمن مُتعمِّد فهَذا سوف يأتي الحديث عنه في الآيات التِّي بعدها لكن الحال الأوَّل وهو الحال الأغلب الذِّي يقع في المسلمين أنّه يقع أنّ يقتُل مؤمنٌ مؤمناً خَطأً، فهذا ذكر الله له كَفَّارة وفصَّلها هُنا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1- فقال سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فإذاً هذه الحالة الأولى: أنَّك تقتُل مؤمن في وضع عادي، ليسَ فيه معاهدات، أن يقتل مُؤمنٌ مؤمناً خَطأً قال: فكفَّارتُه أَمران:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]الأمر الأوَّل[/FONT][FONT=&quot]: عِتقُ رقبة. قال ([/FONT][FONT=&quot]فتحرير رقَبةٍ مُؤمنة[/FONT][FONT=&quot]) وهنا قيَّدَها -كما تُلاحِظُون- أنَّه قيَّدَ الرقبة الــمُعتَقَة بأن تكون مُؤمنة.[/FONT]
· [FONT=&quot]الأمر الثَّاني[/FONT][FONT=&quot]: أن يَدفَع الدِّيَة، قال ([/FONT][FONT=&quot]ودِيَةٌ مسُلَّمةً إلى أهله[/FONT][FONT=&quot]) أيّ إلى أهل المقتول. إلاَّ أن يعفُوا، ولاحِظُوا هنا قال ([/FONT][FONT=&quot]إلاَّ أن يصَّدقوا[/FONT][FONT=&quot]) ولم يقُل إلاَّ أن يَعفُوا للإشارة إلى أنَّ العفُو عن أخذِ الدِّية هو نوعٌ من الصَّدَقة، وفي هذا حثٌ على العَفُو. فهذا الحالة الأولى. الحالة الثَّانية..[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إذا أَذِنت أبا عبدالله، قد يسأل سَائِل ويقول ما هو القَتل الخطأ؟ فيُقال إنَّ القتل الخطأ هُوَ ألاَّ يقصِدَ الإنسان القتل، مثل كان يُريد أن يَصيدَ طَيراً فوقَعَت الرَّصاصة في رأسِ رَجُل وهو لم يعلم ولم يشعُر فهذا قتلٌ خَطأ، لأنَّه لــم يَقصِد القتل أصلاً ، مثل إنسان يكون يقود سيارته فيَمُرّ أَمَامَ السيَّارة رجُل أو طِفِل فَمَا يشعُر إلاَّ وقد دهَسَه هذا يُسمَّى قتل خطأ، حتَّى أنَّه لم يقصِدهُ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني له صُوَر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، لهُ صُوَر طبعاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الثَّانية[/FONT][FONT=&quot]: أن يقصِدَ الإِساءَةَ إليه دُونُ القتل، بـِمَا لا يَقتُل غَالباً مِثل أن يصفِعَهُ هو الآن قَصَد، لكن القَصد إلى أنَّه يُؤذِيَهُ فقط أن يَضرِبَهُ أو كذا بما لا يقتُلُ غالباً، فهو مثلاً: صَفَعَه فسَقَطَ فَمَات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] فوكَزَهُ مُوسى فَقَضَى عليه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، [/FONT][FONT=&quot]فهذا يُسمَّى (قتلٌ خَطأ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]النَّوع الثاني[/FONT][FONT=&quot]: أمّا القتل العَمد فهُو أن يقصِد إلى القتل، يعني أصلاً قاصِد أن يقتُل بما يقتُل غالباً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهناك [/FONT][FONT=&quot]نوعٌ ثالث [/FONT][FONT=&quot]يُقال له شِبه العمد. وهو أن يقصِد إلى المقتول، لكن ..[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] بأداة قاتِلة، يضربه في مكان غير قاتِل مثلاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري ود. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] هذه صُورة من صُوره [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] إذاً هذه صُوَر القَتل الخطأ، وله صُور كثيرة -كما تفضَّلْت- ولكن الضَّابِط فيها كُلَّها أنّه لا يقصد القتل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم ، في قوله ( فتحرير رقبة) دلَّ على التَّعقيب. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وعلى سرعة الإنفاذ .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]فتحريرُ رقبة[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً ([/FONT][FONT=&quot] فتحرير رقبة[/FONT][FONT=&quot]) المقصود بها : عِتقُ العَبيدِ أو الإماء أو قد يقول قائل: في هذا العصر لا يُوجد عَبيد ولا إماء فكان يَنزل إلى المرتبة الثانية. التي هي؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] التِّي هي: [/FONT][FONT=&quot]فَدية مُسلّمة إلى أهله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطّيار:[/FONT][FONT=&quot] لا، ستأتي [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] التِّي في آخر الآية ([/FONT][FONT=&quot]فصيام شهرين متتابعين توبةً من الله[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذاً هذه الحالة الأولى، الحالة الثَّانية قال: ([/FONT][FONT=&quot]فإن كانَ من قَومٍ عدُوٍّ لكُم وهُو مُؤمِن[/FONT][FONT=&quot]) فيكُون المقتُول من قَوم أعداء للمُسلمين.لكنَّه هو رجُل مسلم. قال: [/FONT][FONT=&quot](فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هُنا ما يجب إلا الكفَّارة، لأنَّ الدِّيَة ما تَليق أن تُعطَى لأَعداءِ الله لِيَتَقوُّوا بها على المسلمين [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot]أحسنت[/FONT][FONT=&quot]، لأنّهم أعداء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فتكفي بذلك الكفَّارة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]الكفَّارة التِّي هي حقّ النَّفس[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جميل، والحالة الثَّانية[/FONT][FONT=&quot](وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]يعني غير مُسلِمين، ولكن بينكُم وبينهم عَهد وميثاق، [/FONT][FONT=&quot]قال(فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فقدَّم هنا ذكر الدِّية على تحرير رقبة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطَّيار :[/FONT][FONT=&quot] لأنَّها هي الأحبّ..[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا مَعنى، الأَحبّ إلى أهل القتيل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار :[/FONT][FONT=&quot] نعم، أَحبّ إلى أهل القَتِيل، لأنَّ تحرير رقبة لا يَعنِيهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخِضِيري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً لقضيِّة الوفاء(العهد والميثاق)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لأنَّه قد يتردَّد يقول أَدفعها لغير مسلمين؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يُقال له انتبه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يقال لا، ([/FONT][FONT=&quot]بينكُم وبينهم ميثاق[/FONT][FONT=&quot]) حقُّهُم محفوظ.اِدفع الدِّية أوَّلاً. ([/FONT][FONT=&quot]وتحرير رقبةٍ[/FONT][FONT=&quot]) بعد ذلك. ثُمَّ لاحِظُوا أنّه لم يقُل ([/FONT][FONT=&quot]وتحرير رقبةٍ مؤمنة[/FONT][FONT=&quot]) أيضاً قيَّدها هنا بأنّها رقبة مؤمنة. إذاً هذا هو [/FONT][FONT=&quot]الخيار الأوَّل[/FONT][FONT=&quot]: هو تحرير رقبة، وتسليمُ دِية.مع التَّفصيل فيها إذا كان من قومٍ عدُوٍّ لكُم، أو من قوم غير مسلمين ولكن بينكُم وبينهم ميثاق. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعاً وهذا الذِّي من قومِ بينكُم وبينهم ميثاق يختَلِف حالهم، إن كان المقتول مُسلِماً فلأَهلِهِ الدِّيَة كامَلة، لأنَّه مسلم، وإن كان غَيرَ مسلم ففيه الخِلاف المشهور بين أهل العلم، هل يُعطَوا نصفَ الدِّيَة أو ثُلُثُها مشهور هذا بين الفقهاء ومعروف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] الشَّطر الثاني من الآية: قال ([/FONT][FONT=&quot]فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ) [/FONT][FONT=&quot]لاحِظُوا أنَّ :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الخِيَار الأوَّل[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]هو قضيِّة الدِّيَة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وتحرير الرَّقبة (الكفَّارة)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الخِيار الثاني[/FONT][FONT=&quot]: هو قضيِّة الصِّيام ([/FONT][FONT=&quot]فَمَن لَّمْ يَجِدْ) [/FONT][FONT=&quot]بِـمعنى أنَّك لا تنتقل إلى هذه إلاَّ عند فُقدانِ الأُولى، وهي أنَّك لا تَجِد رقبة تُعتقها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أو لا تَجِد مَالاً تُعتِق بها رقبة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري :[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولا تَجِد مالاً تعتق بها رقبة، ولا تَجِد مال تدفَعُه دِيَةً [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] الدِّية مُنفصِلة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا، الدِّية أمرها مُنفصِل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لأنَّها على العَاقِلة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] لأنَّها ثِنتان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] المقصُود في هذه (في الكفَّارة) فالكفَّارة عتق الرَّقبة. فإن لــم يَستطع عتق الرَّقبة، فالكفَّارة التِّي هي حقٌّ لله عزَّوجل:صيامُ شهرين مُتتابعين توبةً من الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] إذاً الدِّية على كُلِّ حَال لازِمة . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم الدِّية لابُدَّ منها، طبعاً الدِّية في الخَطأ تكُونُ على العَاقِلة، وهذا من عدل الإسلام. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] ما معنى العَاقِلة؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما هي العَاقِلة؟ هُم عَصَبَةُ القَاتِل لَيسُوا آبائه ولا أبنائه.يعني عصَبَتُهُ الذِّين هُم أبناء عمُومَتِهِ وإخوانُه وأبنائهم هؤلاء يُسَمَّون ( عصَبَة) فهؤلاء تُقسَم عليهم الدِّية، على الغَنيّ - فيما سَبَق- (دينار) وعلى الفقير (نصفُ دينار) وتُقسَّم أيضاً على ثلاثةِ أَحوال أو ثلاثةِ أعوام.حتَّى تُخَفَّف عَليهم، ولــمَاذا وجَبَت على العَاقلة؟ لأنَّ القَتل الخطأ أصلاً لم يُرِدهُ الشَّخص، ولم يَقصِد إليه. ثُمَّ إنَّ فيها حكمة وهي أن تَرعَى كُلُّ عشيرةٍ، وكُلّ أُسرةٍ أَبنائها [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] حتَّى لا يَقعُوا في مثل هذا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] حتَّى لا يَقعُوا في مثل هذا، لأنَّ هناك مسؤولية جماعية.قال العُلماء: وإذا لم تستطِع العَاقِلة أن تُؤدِّيها لِفقرها، وجَبَت على بيت المال أو وجَبَت على القاتل نفسه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] عندنا أيضاً من لطائف الآية، أنَّه نَاسبَ أنّه لــمَّا قتَل مُؤمناً أو قتلَ غير مُؤمن على حَسب التَّقسيمات الواردة أن يُحرِّرَ رقبةً مقابل إماتته لرقبة يُحيي رقبة من رِقّ العُبُودية إلى سَعة الحُرِّية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني كان العقاب من جنس القتل والإحياء، قال ([/FONT][FONT=&quot]فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ[/FONT][FONT=&quot]) هُنا اشترط أن يكونَ الصيام شهرين مُتتابعين. فإن فصَل بينهُما فاصِل يا شيخ محمّد؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إن كانَ هذا الفَاصِل عُذرٌ شَرعِيّ، فهَذا الفَاصِل لا يُؤثِّر مثل عيد الفِطر مثلاً أو عيد الأضحى، لا يَجوز صيامُه، فإذا صَام مثلاً من بداية ذِي الحِجَّة. كفَّارةً ثُمَّ قطَعَهُ العيد فهُنا يُفطِر للعِيد ولأيَّام التَّشريق الثَّلاثة التِّي بعدها لأنّه لا يجوز صيامها ثُمَّ يَتِمُّ الصِيَام ويُكمِلُ هذا العُذر. لا يُؤثِّر. ومثلهُ أيضاً لو كانت القاتلة امرأة فجاءتها الدورة الشهرية، أو كانَ القاتِلُ رَجُلاً فَسَافَر.فمَا يكونُ رُخصَةً له في ترك الواجب من حقٍّ له.يكونُ رُخصَةً له في ترك الواجب مِن هذه الكفَّارة أيضاً. أمَّا إذا قَطَعَهُ لغيرِ العُذر الشَّرعي. فإنّه يجب عليه..[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] أن يستأنِف. يبدأ من جديد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قال شيخنا الشِّيخ ابن عثيمين: قال لو صَامَ تسعةً وخمسين يوماً، ثُمَّ في اليوم الستَّين أفطَر - لغير عُذر- وجَبَ عليه أن يُعيدَ السِّتين مرَّةً أُخرى. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] هذه أصعبُ الأَحوال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، اُنظُر مُتتابعين، لأنَّ الله اِشتَرَطَ فيها التَّتابُع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، إن تكرَّمت أبو عبدالله ، أيضاً في قوله ([/FONT][FONT=&quot]فتحريرُ رقبة[/FONT][FONT=&quot]) نُلاحِظ أنَّ تحرير الرَّقبة جاءَ معنى الجميع ، وهذا يدعو إلى سؤال قبل: كيف كانت العُبُودية قبل الإسلام؟ العُبُودية قبل الإسلام كانت لها أسباب مُتعدِّدة :[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]بعض الآباء والأُمَّهَات يبيعُون أبناءهم بسبب الفقر، وهذا قد يقع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT][FONT=&quot] أو أنَّ بَعض اللُّصُوص يَسرقُون بعض الصِّبية أو الفتيات فَيـَـبيعُونَهُم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT][FONT=&quot] أو يكون هُناكَ حربٌ بين قَومٍ وقوم فيَهَبُونِهُم صِبيَانِهم، لاتِّقاء الحرب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*[/FONT][FONT=&quot] أو من يكون أسير حرب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فَجَاءَ الإسلام وأبطَل كُلّ أسباب الرِّق، وأبقى فقط سَبباً واحِداً وهو الحرب. فإذا الحرب هو ما بَقِيَ من أسباب الرِّق. وإذا تأمَّلت هذا السَّبب – الذّي هو سبب الرِّق- وهُوَ الحرب. الذِّي جَاءَ يُقاتِلُكَ، هو جَاء لِيَقتُلَك. فإذا أنتَ أسَرتَه، فلَك حقّ أن تقتُلُه ولكنَّك منَنتَ عليه بالحياة، ولكن ليست الحياة الكاملة بل الحياة النَّاقصة، جرَّاء ما اقترَف. ثُمَّ بعد ذلك فَتَحَ الله سبحانه وتعالى لهذا الذِّي دخَل في هذه الحياة النَّاقصة. فَتَحَ له باب العِتق في أعمالٍ كثيرة جِدَّا في الإسلام. ومنها هذا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] كفارات يمين، وكفارات القتل العمد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كفارة الظِّهار .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] يعني مجموعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot]حتّى من أساءَ إلى رقيقِه إسَاءَةً بالِغة دونَ أن يُعتِقَهُ، لــمَّا قال إنِّي صَفَعت رقيقي.قال أعتِقهُ.لاحِظ حتَّى مُجرَّد الصَّفعة وغيرها تكونُ سبباً لِعتقِهِ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] أحياناً يُنظَر إلى العُبُودِّية في الإسلام ([/FONT][FONT=&quot]قضيِّة العُبُودية[/FONT][FONT=&quot]) على أنّه دين تسَلُّط، ودين عَنَت، واستعباد للإنسان، في حين أنَّهُم يُغفِلُون جَوانِب الحُرِيَّة صَحيح أنَّه قد جَعَل الإِسلامُ باباً واحداً يُسَترَقُّ به العبد وهو بابُ السَّبي في الحَرب، ولكنَّه قَد فتَحَ أبواباً كثيرة للحُريِّة، لو نَظَرت إلى الأبواب التِّي فتحها للحُريِّة مُقابِل الباب الذِّي فَتَحَه للعُبُودية، لَوَجَدت أنَّه لا يبقى أحد على هذه العُبُوديِّة من كثرة أبوابِ الحُرِّية. ولذلك نحنُ في زماننا هَذا لـــم يَبقَى فيه أحد يَرزَح تحت العُبُودية إلاَّ في مناطِق لا تَكاد تُذكَر في بعض الدُّوَل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تَصَوَّر أنّها جُعِلت مَصرف من مصارِف الزَّكاة قال ([/FONT][FONT=&quot]وفي الرِّقاب[/FONT][FONT=&quot]). يعني: أيُّها المسلِمُون اِصرِفُوا زكاة أموالكم في عِتق الرِّقاب من العبودية، وهذا يَدُلّ تشَّوُف الإسلام العظيم إلى حُرِّية هؤلاء النَّاس، وأنَّ العُبُودِّية شَيءٌ طارئ على حياتهم .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot]جميل، ولِهذا نحن ذكرنا أنَّه قد يقول قائل: إذا كانَ الإسلام يتشَوَّف، فلماذا يَسُّن؟ فقُلنا: قبل قليل إنَّه لم يَسُنُّهُ إلاَّ من باب مقابلة الإساءَة بالإساءَة، وهذا إنَّما جاءَ ليُقاتِل، ورَضِيَ من خَلفَهُ بِفعلِه، فإذا فُتِحَت دار من دُور الكُفَّار فإنَّ للإِمام أن يستَرِقَّهُم، وأن يبيعهم أو يُوزِّعَهُم على حَسَب الغنائم، على حسب ما هو معروف – فيه خلاف بين الفُقهاء في المسألة- لكن المقصود أنَّ هذا من التَّشريع الإلهي الذِّي كَتَبَهُ الله سُبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولاحِظُوا أيضاً أنَّ العبد يُعفَى من كثيرٍ من التَّكاليف إلاَّ بإذنِ سَيِّده أليس كذلك؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بلى. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني كثير من التَّكاليف يُشتَرط فيها إذن سيِّده، وبعضُها يُشتَرط فيه الحُريِّة أيضاً، العِبَادة يُشتَرط فيه الحُريَّة ما دَام أنَّك لا تملِك فأنت معفو.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] وبعضُ الموسرين يكُون عنده عبيد كُثُر، ولا يكون عندَه كثير عمل فيبقى هؤلاء العبيد في رَاحَة ودَعَة، حتَّى إنَّه قد قيل: لو ألزَمُوهُم بالحُرِّية لأبَوا.لأنَّه هو [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قد كُفِيَ المؤونة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] قد كُفِيَ المؤونة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وقد حدَّثني بعض الإخوة الـمُوريتانيين بأنَّ الرِّق فيهم إلى وقتٍ قريب وقد يكُون موجُوداً إلى الآن كما يَذكُر بعضُهُم- يقولون إنَّ أرِّقائنا لا يرغبُون أبداً في أن نُعتِقَهُم، لأننَّا نَكفِيهم المؤونة – مؤونة المعيشة والرِّزق- ويعيشُون بيننا مثل إخواننا، ونُعامِلهُم مُعامَلةَ الأَقارِب- تَصوَّر- فهذا يدُلُّك على أنَّ الإسلام أيضاً يُعلِي من شأن هذا الرَّقيق، وخُصُوصاً إذا كانَ مُسلِماً ويَضَع له من الحُقُوق ما لا يَجِدُهُ لو كان في حَالِهِ الأُولى. في قوله ( [/FONT][FONT=&quot]فتحريرُ رقبة[/FONT][FONT=&quot] ) عبَّر بالرَّقبة وأراد بها؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] سائرَ البدن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لماذا ذكَر الرَّقبة، يا دكتور عبدالرَّحمن؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]لأنَّها أشرف ما يكون من العبد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* ولأنَّ الأسير يُغَلُّ برقبته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* وأيضاً لأنّه في العادة إذا قُتِل الإنسان يُقطَع رقبته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني ذَكَر البعض وأراد الكُلّ. قوله [/FONT][FONT=&quot](فَتَحريرُ رقبةٍ مُؤمنة[/FONT][FONT=&quot]) بعض العُلماء قال مُؤمنة خرجَ منها الإيمان باختيار، ولهذا يَشتَرطُون أن يكونَ الــمُعتَقُ كَبيراً قد عَقَدَ الإيمان. وهذا رجَّحَهُ بعضهُم أظُن حتَّى ابن جرير الطَّبري - رحمه الله- قال شَيئاً من هذا القَبيل، لكنَّ جماهير أهل العلم يَرَون كُلّ من يَصدُق عليه اسم الإيمان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يَصِّحُ عِتقُهُ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، قالوا: وخُصُوصاً إذا تَوَلَّدَ الصَّغير من أبوين مؤمِنين فَحُكمُهُ حُكمُ المؤمنين، فإذا أُعتِق أجزَأه. قوله ([/FONT][FONT=&quot]فتحرير رقبة مؤمنة ودِيَةٌ مُسلَّمَةٌ ) [/FONT][FONT=&quot]اختار مُسَلَّمَة ولم يقُل مُعطاة، يَظهر إن فيه معنى السَّلامة، والتَّسليم بالعَفو. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] يعني طيِّبةً بها نفس من سَلَّمها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وليس فيها شيء من التَّعب والــمُطَالَبَات ([/FONT][FONT=&quot]مُسَلَّمَة[/FONT][FONT=&quot]) يعني ريِّحهُم يا أخي. كما قال في آية البقرة ([/FONT][FONT=&quot]يا أيُّها الذِّين كُتِبَ عليكم القِصَاص في القتلى الحُرُّ بالحُرِّ، والعبدُ بالعبدِ، والأُنثى بالأنثى فمن عُفِيَ له من أخيه شيءٌ فاتِّبَاعٌبالمعروف وأداءٌ إليه بإحسان[/FONT][FONT=&quot]) وأداءٌ إليه بإحسان هذا كأنَّه معنى قوله ([/FONT][FONT=&quot]مُسلَّمَةٌ إلى أهله[/FONT][FONT=&quot]) إلى أهله كأنَّه يُوصِلُها إليهم، ولا يُضطَّرُهُم إلى أن يَأتُوا فيُطَالِبُوا، وينزِعُوها نزعاً قال ([/FONT][FONT=&quot] إلى أَهله[/FONT][FONT=&quot]) قال ( [/FONT][FONT=&quot]إلاَّ أن يَصَّدَقُوا[/FONT][FONT=&quot]) – مثل ما أشار الدُّكتور قبل قليل- عبَّر عن العَفُو بالتَّصدُّق، لِشَحذِ الهِمَم إلى أن تعفُوا بلا شيء، ليكُونَ الأَجرُ وافياً لهم عندالله سبحانه وتعالى. وفي قوله ([/FONT][FONT=&quot]فتحريرُ رقبةٍ[/FONT][FONT=&quot]) يقول بعض العلماء، وذكرها السُّيُوطِي في الإتقان – لعلَّك مرِّيت بها يا دكتور مساعد في قواعد يحتاج إليها الـــمُفسِّر- قال : سبيلُ المصادرِ المرفوعة أن تكونَ واجِبة، يعني إذا جاءَ المصدر مَرفوعاً فعادةُ القرآن أنَّ المراد به الوُجُوب. ([/FONT][FONT=&quot]فتحرير[/FONT][FONT=&quot]) وإذا جاءَت منصُوبةً فهذا دليلٌ على النَّدب حثٌّ عليها ([/FONT][FONT=&quot]فضَربَ الرِّقاب[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وقوله ( [/FONT][FONT=&quot]فنَظِرةٌ إلى مَيسرة[/FONT][FONT=&quot] ) فيها الرَّفع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] معنى اللُّزُوم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أَحسنت، قال [/FONT][FONT=&quot](وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ) [/FONT][FONT=&quot]ألا تَرون يا إخواني أنَّ القُرآن يُعظِّم المواثيق التِّي تكون بين الــمُسلمين وبين الكُفَّار.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] جِدَّاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في الوقت الذِّي نَجِد الآن من أَبناء المسلمين مع كُلِّ أسَف وهم أُناسٌ صَادِقُون، صَالِحُون. لكن لا يَرَون لهذه العُهُود أيّ قيمة. بِحُجَّة أنَّ الكُفَّار منهم من يَنقُض هَذه العُهُود ولا يأخُذ بها، لكن الحقيقة يجِب أن يتَّسِم المسلمون في كُلِّ الأَحوال بأن يكُونُوا أوفياء، ولو أنَّ بعض الكُفَّار قد خَان، أو غَدَر، أو فَعَل بهذه العُهُود ما يفعل من عدم الوفاء، وغير ذلِك يحرص المؤمن على أن يكون وفيِّاً.وهذه من أعظم الأسباب التِّي تدعُو غير المسلم إلى الإسلام، وأشَارَ الدّكتور مساعد قبل حلقتين أو ثلاث إلى بعض القَصص العظيمة التِّي جَرَت لأَهلِ الإسلام في وَفَائهم بعُهُودِهِم مع الله عندما يُقاتِلُون أعداء الله. لــمَّا دَخَلُوا بعض الدِّيار من دون أن يدعُوا أهلها إلى الإسلام، ولا أن يطلُبُوا منهم الجِزية بل داهمُوا عليهم، فاكتشَفَ الكُفَّار أنَّ هذا غير صحيح في دين الإسلام، فشَكُوا إلى عمر بن عبدالعزيز فأنصَفَهُم، وخرج المسلمون من ديارهم، وأظُنّ هذا كان في سمرقند.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، في مدينة سمرقند، سبحان الله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قال ([/FONT][FONT=&quot]فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ) [/FONT][FONT=&quot]يأتِي السُّؤال هنا[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]من لم يستطِع الصِّيام، هل يجب عليه أن يُطعِم ستِّينَ مسكيناً؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] كما في كفَّارة الظِّهار[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كما في كفَّارة الظِّهار[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] الأَصل إذا لم يستَطِع يَسقُط عنه لأنَّه لم يُذكَر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا الظَّاهِر أنّه لا شيء عليه، خُصُوصاً أنَّ السَّبب مُختلِف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً الشَّارع لم يُفصِّل – وهو في محلّ تفصيل الآن-[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الذِّي يظهر أنَّه لا شيء عليه، إذا لم يستطِع الصِّيام سَقَط الواجب عليه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولاحظوا أيضاً ختمِ الآية بقوله ( [/FONT][FONT=&quot]وكانَ الله عليماً حكيماً[/FONT][FONT=&quot]) فهذا الخِتام يدُلُّ على حكمة الله سبحانه وتعالى في تشريع هذه الكفَّارة، وأنّها عقُوبة مناسبة لهذا الجُرم الذِّي ارتكبَهُ هذا الرَّجُل وهو ([/FONT][FONT=&quot]القتل الخطأ[/FONT][FONT=&quot]) فلاحِظ مع أنَّ الله سبحانه وتعالى يقول ( [/FONT][FONT=&quot]رُفِعَ عن أُمَّتي الخَطأ والنِّسيان[/FONT][FONT=&quot]) إلاَّ أنَّه هنا لـــم يُرفَع وإنَّـما عُوقِب بهذه الكفَّارة، وهذه العُقُوبة التِّي رُبـَّما البَعض يَرى أنَّها عُقُوبة شديدة، صيام شَهرين مُتتابعين حتَّى البَديل، فلاحِظُوا أنَّه قال العُقُوبة الأُولى ([/FONT][FONT=&quot]عتق رقبة ودِيَّة[/FONT][FONT=&quot]) فجعلها عقوبتين ماليِّتين ([/FONT][FONT=&quot]عتق الرقبة[/FONT][FONT=&quot]) عقوبة مالية ([/FONT][FONT=&quot]ودفع الدِّيَة[/FONT][FONT=&quot]) عقوبة ماليِّة، ثُمَّ البديل عنها ([/FONT][FONT=&quot]صيام[/FONT][FONT=&quot]). فقدَّمَ العُقُوبة التِّي فيها نَفع الـــمُتعدِّي: أنَّ فيها تَحرير الرَّقبة- كما قُلتِم في قضيِّة تشوُّف الإسلام للحُريِّة- وفيها دفع دِيَّة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] الأطراف المستفيدة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، الدِّية سيستفيد منها أولياء المقتول أبنائه، زوجته، أليس كذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بلى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] فهذا دليل على أنَّ الإسلام ينظُر إلى للمصالح الــمُتعدِّيَة في مثل هذه القضِيَّة نظرةً أولِّية ويُعطِيها أولوية، فمن لم يجد فَأَحَاله إلى مسألة مُقتصرة عليه وهي صيام شهرين مُتتابِعين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا أيضاً مَلحَظ جيِّد في أنَّ الإسلام أيضاً رَاعَى في قضيِّة الكفَّارات النَّفع الــمُتَّعدِّي، لأنَّه صار عندنا في تحرير الرَّقبة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]يستفيد أوَّلاً[/FONT][FONT=&quot]: الــمُحرَّر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]*ويستفيد ثانياً[/FONT][FONT=&quot]: الذِّي يُدفَع له المال. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]والفِديَة التِّي هي ([/FONT][FONT=&quot]الدِّيَة[/FONT][FONT=&quot]) هذه قضيِّة ثالثة يستفيد منها أهل المقتول، لكن في تحرير الرَّقبة صارَ فيه نفع لأكثر من واحد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يستفيد منها الشَّخص الــمُحَرَّر، وسيُّدُه إذا كان لا يملكُه، ولكن طبعاً هناك احتمال أن يكون هو القاتِل نفسُهُ عنده عبيد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] فهذا يكون أيضاً ما زال نفع مُتعدِّي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] صَدَقت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله ( [/FONT][FONT=&quot]عليماً حكيماً[/FONT][FONT=&quot]) ما اُختِير اِسم حكيم هُنا وعليم أيضاً إلاَّ لِصِلتهما بالآية صِلةً وثيقة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] جِدًّاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري :[/FONT][FONT=&quot] لاحِظُوا أوَّل الآية قال ([/FONT][FONT=&quot]ومن قتلَ مُؤمناً خطأً فتحريرُ رقبةٍ مُؤمنة[/FONT][FONT=&quot]) جَعَل بديل النَّفس التِّي قُتِلَت رقبةً تُحرَّر، لاحِظ يعني ما قال (ومن قتلَ مؤمناً خطأً فعليه أن يَحُجّ أو يَصُوم أو يُزكِّي أو كَذَا) حتّى يُزكِّي بالمال, أو يتصدَّق بالمال. لا، تحرير رقبة، لماذا؟ كما أنَّك أعدَمت نفساً أحيي نفساً، لأنَّ تخليصها من الرِّق مثلُ إحيائِها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه مُهمَّة جِدَّاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يدُلَّك على أنَّه عندما قال ([/FONT][FONT=&quot]حَكيماً[/FONT][FONT=&quot]) أنَّ هُناك حِكَماً عَظيمة بالغة فيما شَرَعَه الله عزَّوجَل من هذه الكَفَّارات، وهذه الأحكام ، وهذه الشَّرائع. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطَّيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا التَّقسيم أيضاً في الكفَّارات لأنَّه قد يقُول قائِل: لماذا لـــم تكُن المسألة واحدة- هي قتل في النِّهاية- فلماذا لا تكُون النتيجة واحدة، الآن هو قَسَّم في الكفَّارات، وكُلُّ القتل هو في النِّهاية يُجمع على أنَّه خطأ. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] اُنظُر - سبحان الله العظيم – حتَّى التَّشريع في القرآن الكريم، ويكتُبُون الآن تحتَهُ كُتُب تحت ما يُسمَّى (بالإعجاز التَّشريعي) يعني لاحِظ الآن قانون العُقُوبات لو تقرأ الآن في قانُون العُقُوبات الوضعي لَوَجَدت عقُوبَات عجيبة، كثيرٌ من العُقُوبات لا تَجِد بينَهُ وبين الذَّنب الذِّي عُوقِبَ عليه مُنَاسبَة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أكثرها سِجن، وغرامات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم أغلبها سجن، وغرامات مالية، لكن عندما تأتي إلى العُقُوبات في القُرآن الكريم وفي التَّشريع الإسلامي تجد أنَّ هناك تناسُب بين العُقُوبة وبين الذَّنب، وأنَّهَ أصلَح عقُوبة لهذا الذَّنب هُو هذا الذِّي شَرَعَه الله في كتابه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] خُذ مثلاً يا أبا عبدالله: الزِّنا، الزَّاني إن كان مُحصناً فإنَّه يُرجَم، قَد يسأل سائل يقول لماذا الرَّجم؟ لأنَّ الزِّنا لا يقتصر على الفرج، الزِّنا يكون كل الجسد يشارك في هذا الأمر الذِّي حرَّمه الله سبحانه وتعالى فنَاسَب أن يكون التَّطهير كُلِّي.لاحِظ السَّرقة تكون باليد العُضُو الذِّي يُمارِس هي اليَّد فقط، وليس لليد ولا للرِّجل ولا لغيرها مُشاركة في هذا الأمر، فاقتُصِر على اليد-سبحان الله- اليَدّ التِّي تأخُذ، وإنَّما يُؤخَذ منها مقدار، ولا تُقطَع من الكتف. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني يُعطِّلها عن السَّرقة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يُعطِّلها عن السَّرقة وتكون عبرة لمن ينظُر إليها حتّىى لا تتحرَّك نفسُهُ وتندفِع إلى السَّرقة، حتّى في الزَّاني الغير مُحصَن يُجلَد لاحِظ، لماذا يُجلَد؟ لأنَّ الجَلد أيضاً يَعُمّ البدن، لكنَّه جَلدٌ دون قتل، لأنَّ القَتل بالرَّجم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لأنَّ ذاك كان مُحصناً ولديه الحلال ويذهب. وقِس على ذلك بقيِّة العُقُوبات، اُنظُر هنا كيف أنَّ عقوبة القتل الخطأ أنَّك تُحيي نفس، أنت لا تستطيع أن تُحيي نفس من الموت، ولكنَّك تَستطيع أنَّك تُعتِق رقبة من الرِّق، فالله سبحانه وتعالى كأنَّه يقول: إنَّ الرِّق أَشبه ما يكون بالموت، وإنَّ العِتق أَشبه ما يكُون بالحياة، وهذا معنىً رائع جِدَّاً فعلاً من معاني تشَّوُف الإسلام للحُريِّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ألا تَرَون يا إخواني أنَّه يُمكن يُؤخَذ من هذا أنَّ الإنسان إذا عصَى الله بشيء يُشرَع لهُ أن تكون مثلاً صَدقتُه يكون كفّارةً لذلك الذِّي عصَى الله مناسبة. مثل ما قيل إنَّ عمر مرَّةً شَغَلَهُ بُستَانُه عن صلاة العصر فتصدَّق بالبُستان الذِّي شَغَلَها ما ذَهب وتَصدَّق بمالٍ آخر، فأذكُر أنَّ أحد مشايخنا قال: ومن ذلك مثلاً أنَّه إذا نظَر الإنسان إلى امرأةً أجنبيِّة، فينبغي أن يُؤدِّبَ الإنسان نفسَه بشيء يكُونُ مُتَّصِلاً بالنَّظر، مثلاً يقول: سأختم القرآن كامِلاً نَظَراً، لتكون كأنَّها طَهَارةٌ لذلك العضو الذِّي حَصَلت منه تلك الـــمُخالفة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] هذه لفتة جيِّدة. الآن سينتَقل إلى الحديث عن صنف آخر أو نوع آخر من القتل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إذا أذنت يا أبا عبدالملك. بالنِّسبة في قول الله ( عليماً حكيماً) أظنّ أنت أو الشيخ عبدالرَّحمن أشار إلى العلم والحكمة وردت في هذه السُّورة كثيراً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، صحيح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنا أقُول هنا، طبعاً (العلم والحكمة) لــماذا؟ العلم لأنَّ الله يعلم ما يُصلِحكُم أيُّها العِبَاد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ( [/FONT][FONT=&quot]ألا يَعلمُ مَن خَلَق[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ولا يُمكن أن يكُونَ هناكَ شيءٌ أعظَم، ولا أعلَم، ولا أدَقّ.مِن هذا الذِّي يُوحِيِهِ اللهُ إليكُم ويَشرَعُهُ لكم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ومسألة أخرى[/FONT][FONT=&quot]: وهي أنَّ علِمَ الله مقرونةٌ بالحكمة، وحكمتُهُ مقرونةٌ بالعِلم، لأننَّا نَجِد في البشَر من يكونُ حكيماً غَيرَ عالِم، ونجِد من يكونُ عالِماً غيرَ حَكيم، أمَّا الله جَلَّ جلالُه فإنَّ عِلمَهُ مَقرونٌ بالحكمة، وحكمَتُهُ مقرونةٌ بالعلم، أو كمالُ العِلمِ مع كمالِ الحكمة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وأيضاً في الخَتم بقوله (عليماً حكيماً) هَذا يَتدَّرَج من الأَعلى إلى الأَقَلّ، لأنَّ كُلَّ حَكيمٍ عَلِيم يَعني فيه قَدرٌ من العِلم، وليسَ كُلُّ عليمٍ حَكيماً. نقول: فُلان عليم، ولكن ليس بحكيم.ونقول: فُلان: حكيم ولكن يكون عنده قدرٌ من العِلم. فإذاً المشتَرك بينهُما هو (العِلم) لكن الحكيم يزدادُ بوصف الحكمة، ولا تكون هذه موجودة في العَليم، فالجَمعُ بينهُما للدَّلالة على تمام علمه، وتمام حكمته سبحانه وتعالى في هذا الموطن؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أَضِف إلى ذلك أنَّ الحكمة في اللُّغة مُشتَّقةٌ من أمرين: من الحُكمِ والحِكمة، فَلمَّا يُقَال عليم ثُمَّ يُقَال بعده حكيم، لأنَّه يَضَعُ الأشياء مَواضِعَها ويحكُمُ بها، يعني يَقضي بها، ويأمُر، ويُشَرِّع، وليس يقتَرِح أو يُوصِي- نُوصِي بكذا- لا، بل يحكُم بها. وحكُمُه نافِذ - سبحانه وتعالى-[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] (لا مُعقِّب لِحكمُه) هذا كُلّه في الآية التِّي سبقت -آية القتل الخطأ- [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] ننتقل الآن إلى آية القتل العَمد. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لاحِظ أوَّل شيء أنَّه قدَّم آية القَتل الخطأ لأسباب: أنَّه لا ينبغي أن يقع في المجتمع الإسلامي هذا الجُرم أبداً إلاَّ على وجه الخَطأ.لا يُتصَوَّر ([/FONT][FONT=&quot]وما كان لمؤمنٍ أن يقتُلَ مُؤمناً إلاَّ خَطأً[/FONT][FONT=&quot]) ولاحِظ كيف أنَّه وصفه بالإيمان، أمَّا من يَدَّعِيه فإنَّه يقع منه ذلِك كثيراً ، لكن الذِّي رَسَخَ في قلبه الإيمان، وكان صَادِق الإيمان فإنَّه لا يقع منه ذلك إلاَّ على سبيل الخَطأ. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ممَّا يَدُلّ – أيُّها الإخوة- على أنَّ الإيمان من أعظَمِ موانِع الوقُوع في مثل هذه الجريمة، وأنَّه يَتَّقِي الله سبحانه وتعالى المؤمن، ويَكُفّ يدَه عن دمِ أخيه المسلم، وأنَّ من استهانَ بدماء إخوانِه المسلمين فإنَّ إيمانه ليس بكامل. أليس كذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه واحدة ، ثُمَّ انتقل الآن إلى القتل العَمد فقال ([/FONT][FONT=&quot]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا) [/FONT][FONT=&quot]هَل قال فكفَّارته؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا يُوجد كفَّارة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لا يُوجد كفّارة، وإنَّما انتقل مباشرة ًإلى الجزاء الأُخرُوي، ولم يذكُر جزاءً دُنيُويِّاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لأنَّه لا يَقوَى شيءٌ على تكفير هذا الذَّنب، الذِّي وقع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لذلك وقع الخلاف بين المفسرِّين في ذلك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] خلاف شديد جِدَّاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] هل هناك توبة للقتل العمد أم لا؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] وابن عبَّاس كان لا يَرى له توبة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً ورَدَ عنهُ الأمران: لكن منهم من حَمَلَه عَلى أنَّ هذا مذهبٌ له، ومنهم من حَمَله على أنَّ ذلك كانَ فَتوىً مُناسبةً للزَّمان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] حسب السَّائل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] حسب المستفتي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، حسب السَّائل، والزَّمن الذِّي كانَ فيه، لــمَّا تساهَل النَّاس في القتل، فبدأ يُشدِّد، ويُغَلِّظ فيه، حتّى ينفي عنه التَّوبة، وإلاَّ قد وردَت التَّوبة بنَصٍّ من كتاب الله عزَّوجل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] (إنَّ الله لا يغفِر أن يُشرَك به)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويغفر ما دُونَ ذَلِك لمن يشاء، وقوله أيضاً: ([/FONT][FONT=&quot]وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً. إِلَّا مَن تَابَ[/FONT][FONT=&quot]) فذكَر أنَّ هناك توبة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] ولكن ابن عبّاس احتَّج بأنّ سورة النِّساء مَدَنية، وتِلك مكيِّة .لـــمَّا سأَلَهُ سعيد بن جُبير عَن نفس السُّؤال، هل للقَاتِل توبة؟ وذكَر لَهُ آية الفُرقَان، فأحَالَهُ ابن عبّاس على آية النِّساء على أنَّها آخِر الآيتين نُزُولاً.(و[/FONT][FONT=&quot]هَذا من أَثر الــمَكِّي والــمَدَنِي في تَطبِيق الحُكُم[/FONT][FONT=&quot]) ليسَ في المعنى، المعنى واضِح، ولكن الحكُم هل للقاتِل توبة، أو ليس للقاتِل توبة؟ ولهذا بعضُهُم جَعلَها على سبيل آياتِ الوَعيد، أنَّ حُكمَهُ إلى الله سبحانه وتعالى، يحُكُم ظاهِراً عليه في ذلِك، وأمَّا الحُكم الأُخرُويّ فإلى الله سبحانه وتعالى إن شاءَ أخذه بغير ذنب، وإن شاء غفر له. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لأنَّه تَبَادَر إلى ذِهني قول الله تعالى ( [/FONT][FONT=&quot]إنَّ الله لا يَغفِرُ أن يُشرَك به ويغفرُ ما دُونَ ذلك )[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا من أدِّلتهم في ذلك -طبعاً فيه خلاف- وهذه من الأدلة في قَبُول توبة القاتل عَمداً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا الذِّي عليه جماهير أهل العِلم سَلَفاً وخَلَفاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا يُمكِن أن يُستَدَلّ أيضاً بحديث الذِّي قتل تسعةً وتسعين؟.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً من الأدلة .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] هو صحيح في هذا الباب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لكن ما تخريج الآية[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]لأنَّ الآية أشكَلَت على كثير من أهل العلم[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]طبعاً قيلَ فيها تخريجات كثيرة[/FONT][FONT=&quot] – [/FONT][FONT=&quot]أنا في نظري والله أعلم[/FONT][FONT=&quot]- (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا[/FONT][FONT=&quot]. يعني جمع هذه الأشياء كُلَّها الذِّي يظهر لي في الجواب أن يُقال: هذه عقوبته إذا لم يكُن هناك مانِعاً، عقوبة من يقتل أصلاً أنَّهُ ( [/FONT][FONT=&quot]غضِبَ الله عليه ولَعَنَه[/FONT][FONT=&quot]) فإذا قامَ مانعٌ يمنع من تحُقُّق هذه العُقُوبة فإنَّ المانِع يُنظَر إليه.إن كان الإيمان فالإيمان يمنَع من خُلُود الإنسان في العذاب، ومثلُها في آية الرِّبا أيضاً قال ([/FONT][FONT=&quot]الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون) [/FONT][FONT=&quot]أليس كذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار ود. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] بلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](هُمْ فِيهَا خَالِدُون)[/FONT][FONT=&quot] يُقال في المرابي، ما الجواب؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أنَّ هَذه عُقُوبة الــمُرابي إذا لم يَقُم مانِعاً، فإذا قامَ مانِعٌ وهو الإيمان أو التَّوحيد الذِّي يمتنع معه الخلُود فإنَّ هذا المانِع يَعمَلُ عَمَله. والله أعلم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] لعلَّنا نقِف عند هذه الفائدة، وإن شاء الله نُكمِل ما تبقَّى من فوائد فيما يتعلَّق بهذه الآية، أستميحُ الأَخوين عُذراً ، وأَستميحكُم أيُّها الإخوة المشاهدون لِيَكُون لقاؤُنا إن شاء الله في الحلقة القادمة ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يُوفِّقنا لِــمَا يُحِب ويَرضى. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة الخامسة عشر: تأملات في الآيات (93-94)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]
‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الخامسة عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا [/FONT][FONT=&quot](93) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمدُلله ربِّ العَالمين، وأُصلِّي وأُسلِّمُ على أشرف الأنبياء والــمُرسلين نَبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه والتَّابعين، أُحيِّيكُم أيُّها الإِخوة الــمُشاهِدُون، وأنتَقِلُ للحديث مرَّةً أُخرى إلى الأَخوين الفاضليين الدكتور محمّد، والدَّكتور عبدالرَّحمن وكُنَّا وقفنا عند قوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]مِنَ الفَوائد المُرتبطة بهذه الآية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قولُهُ سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]جاءَت كُلُّ الضَّمائـــِر مُفردَة، مع أنّه في مثل هَذا الموطن- السَّبيل الغَالِب- أن يأتِيَ أوَّلاً بالإِفراد في قوله ([/FONT][FONT=&quot]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا)[/FONT][FONT=&quot] ثُــمَّ[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُ[/FONT][FONT=&quot]هُم[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] على الــمَعنى، وقد سَبَق لنا في اللِّقاءات السَّابقة في قوله سبحانه وتعالى وهِيَ في آيتين مُتوالِيَتَين قال ([/FONT][FONT=&quot]تلكَ حدودُ الله ومن يُطِع الله ورسولَهُ يُدخِلهُ جنَّاتٍ تَجري من تحتها الأَنهار [/FONT][FONT=&quot]خالد[/FONT][FONT=&quot]ين فيها[/FONT][FONT=&quot] وذلك الفوزُ العظيم) [/FONT][FONT=&quot]فلمَّا جَاءَ في الجَزَاء قال[/FONT][FONT=&quot] (خالدين فيها) [/FONT][FONT=&quot]ولــمَّا جاء في الــمُقابل قال[/FONT][FONT=&quot] ( ومن يَعصِ الله ورسُولَه ويَتعدَّ حدُودَه يُدخِله ناراً [/FONT][FONT=&quot]خالد[/FONT][FONT=&quot]اً فيها[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]ولــَم يَقُول (خالدين فيها) وهذه الآية أيضاً (في معصية) فَأُفرِدَت، فكأنَّها دلالة على أنَّ الذَّنب هذا يَخُصُّ من قام به.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ومثلُها قولُ الله عزَّوجل[/FONT][FONT=&quot] (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة 112 .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا كَمَا يقول طبعاً عُلماء البلاغة أنَّ ([/FONT][FONT=&quot]مَن[/FONT][FONT=&quot]) هذه لفظُها لفظُ المفرد، ومَعناها معنى الجَمع، فالعَادة أن يُبتَدَأ بالإِفراد ويُـختَم بالجَمع فإذا لــَم يفعل ذلك ([/FONT][FONT=&quot]فَلِنُكتَة[/FONT][FONT=&quot]). في مثل قوله (ومن يعصِ الله) وفي مثل ما هو عندنا اليوم في قوله سبحانه وتعالى (ومن يقتُل مُؤمِناً متعمِّداً) فكأنَّهُ إشارة إلى أنَّ هذا العَذَاب يختَّصُ به وحده دون غيره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] تقصِد يا دكتُور ([/FONT][FONT=&quot]بالنُّكتة[/FONT][FONT=&quot]) يعني لِفائدة بلاغية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] بعض الذِّين يستمعُون يا شيخ محمّد، عندما يقول الشِّيخ مساعد ([/FONT][FONT=&quot]فَلِنكتُةٍ[/FONT][FONT=&quot]) يظُّن أنَّ المقصُود بالنُّكتة ([/FONT][FONT=&quot]الطُّرفة[/FONT][FONT=&quot]) والنُّكتة المقصود بها: الفَائدة الدَّقيقة ( البلاغي) (واللَّطيفة).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وقد يكون فيها إشارة يا أبا عبدالــمَلِك إلى معنى: وهو أنَّ القتل في أهل الإيمان إنَّما يجري من أفرادهم. أو القتل في صُفُوفِ المسلمين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا ينبغي أن يكُونَ سِمَةً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولِذَلِك نحنُ الآن نعيش عَصراً غريباً، يأتِي أحياناً حَاكِم يدَّعِي الإسلام ثُمَّ يقتُلُ شَعبَه، ويجعل ذلك سِـمَةً -والعياذُ بالله- وفتنة للذِّين كفروا، كيف مُسلِمُون يَقتلُون مسلمين عَمداً؟ هكذا نرى في الصُّوَر، وفي الشَّاشات رَجُلاً يَقتُلُ إِنساناً أَعزَل دونَ أن يكونَ معه شيءٌ من السِّلاح، فأقول -والله أعلم- قد تكون هذه الإشارة إلى أنَّ هذا لو جَرى، جَرى من أفراد، ولم يَجري من مُسلمين على مسلمين أن يَتعمَّدُوا قَتلَهُم، ويَسفِكُوا دماءَهم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أيضاً من اللَّطائف التِّي يُمكن أن نُشير إليها في آيتي القَتل هنا وكفَّارة القتل، أنَّه قال في الآية التِّي ذَكَر فيها القتل الخَطأ قال ([/FONT][FONT=&quot]وما كان [/FONT][FONT=&quot]لِمُؤمنٍ[/FONT][FONT=&quot] أن يقتُلَ [/FONT][FONT=&quot]مُؤمناً[/FONT][FONT=&quot] إلاَّ خَطأً ) [/FONT][FONT=&quot]فوَصَف القَاتِل بأنَّهُ ([/FONT][FONT=&quot]مُؤمِن[/FONT][FONT=&quot]) ووصَف المقتول بأنَّه ([/FONT][FONT=&quot]مُؤمن[/FONT][FONT=&quot]) فذكرَ التَّفاصيل من الكفَّارة، والدِّيَة[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]والبَديل. ثُمَّ لــمَّا جاءَ عند القتل العَمد [/FONT][FONT=&quot]لـــَم يذكُر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صفة القاتِل، وإنَّـما ذَكَر صِفَة المقتُول فقال[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا[/FONT][FONT=&quot] مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [/FONT][FONT=&quot]فلم يذكُر صفةَ القاتِل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] للدَّلالة على أنَّ هذه الصِّفة لا يُمكِن أن تجتمع مع الإيمان. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] مع الإيمان ، ومع القتل العَمد، أنت مُؤمن تدَّعي الإيمان وتقتل عمداً؟!. كأنَّه قد استبَعَدَ صفة الإيمان عنه لِعِظَم الجُرم، وأنَّ هذا الـــمُتَجَرِّئ على دمِ أخيه المؤمن لا يَستحِقّ أن يُوصَف بأنَّه مُؤمن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] والذِّي يُعَزِّز هذه الفائدة أنَّه لـــم يقُل( [/FONT][FONT=&quot]ومن قَتَلَهُ[/FONT][FONT=&quot]) لأنَّه قال ([/FONT][FONT=&quot]وما كان لمؤمنٍ أن يقتُلَ مؤمناً إلاَّ خطأً) [/FONT][FONT=&quot]ولم يقُل[/FONT][FONT=&quot] (ومن قتَلَه مُتعمِّداً ) [/FONT][FONT=&quot]بل قال(ومن يقتُل مؤمناً مُتعمِّداً)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَعَادَها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] هذا عزَّز هذه الفائدة التِّي يذكُرونها فهو أغفَلَ القَاتِل فلم يذكُرُهُ بوصفه.ذكَرَهُ بالفِعل مَن كان فيه مَعنى الإيمان، فإنَّه يَتنافى أن يكون فيه معنى القتل العَمد. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يا إخواني -سبحان الله العظيم[/FONT][FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]التَّدقِيق في دِلالات أَساليب القُرآن الكريم، واستخدامِه للكَلمات، واستخدامِه للصِّفات، واستخدَامه لِحُروف العطف، وللأَفعال، وصيغَة الفِعل، والتَّقديم والتَّأخير، يتبيَّن لَه أَسرار مِن كلام الله سبحانه وتعالى. هي التِّي أَلجَمت العَرب عندمَا نزل على النَّبي صلى الله عليه وسلَّم هذا القُرآن، وجَعلتهُم يَتحيَّرُون مِن بَلاغةِ هذا الكَلام. وكثيرٌ منهم كان يقول لا يُمكن أن يأتِي بهذا بَشَر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً مَا ذكَرتَ في الحُروف في قـَتل الخَطأ قال ([/FONT][FONT=&quot]فتحريرُ رقبة[/FONT][FONT=&quot]) وهُنا قال ( [/FONT][FONT=&quot]فجزاؤُه)[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وذكَر عقُوبته في الآخرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] مُباشرةً، وأُغفِلَت عقوبته في الدُّنيا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لأنَّه كَمَا ذكَرَ الدّكتُور محمّد قال: لا يوجد شيء يُمكن أن يكونَ كفَّارةً للقتل العَمد في الدُّنيا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] لأنَّه لا يُمكن أن يُحييَ الذِّي أمَاتَه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهَذِهِ السَّيئة لا يمحُوها شَيءٌ من الأعمال. إلاَّ أن يتُوبَ الإنسان توبةً نَصُوحة لله عزَّوجل. لَكنّ مِـمَّا يُؤكِّد ما ذكرت يا أبا عبدالله في قضيِّة خطُورة هذا القتل: في حَجَّة الوداع اختارَ النَّبي صلى الله عليه وسلَّم تلكَ الحَجَّة لِكَي يُعلِنَ فيها مبادئ عُليَا للأُمَّة الــمُسلِمة، وكان من أعظَم الكَلمات التِّي ردَّدَها وكرَّرها على مَسامِع المؤمنين في تِلكَ الحَجَّة هي (قَضيِّة القتل) ماذا قال؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال مثلاً في حجَّة الوداع ([/FONT][FONT=&quot]إنَّ دماءكُم وأَموالكم وأعراضَكُم حرامٌ عليكم كَحُرمَة يومِكُم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا[/FONT][FONT=&quot] ) هذا في يوم عَرَفَة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لـــمَّا جاءَ يوم النَّحر اِجتمع النَّاس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: أيُّها النَّاس، أيُّ يومٍ هَذا؟ فسَكَت النَّاس- أرَمَّ القَوم- [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot]: الله ورسوله أعلم- ما يَدرُون ما الذِّي سَيحصُل- سيُغيِّر النَّبي صلى الله عليه وسلَّم اسم هذا اليوم؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: أليسَ يومَ النَّحر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot]: بلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: أيُّ شَهرٍ هذا – قالوا إذاً التَّغيير لن يكون لليَوم، وإنَّـما سيكون للشَّهر-[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال[/FONT][FONT=&quot]: أليسَ شَهر ذِي الحِجَّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot]: بلى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: أيُّ بَلَدٍ هَذا ؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot]: الله ورسوله وأعلم – لأنَّه شيءٌ مَعلُوم تسأل عن شيء لا يخفى على أحَد لا مُؤمِن ولا كافِر، ولا بَرّ ولا فَاجِر، إذاً السُّؤال لَهُ حِكمة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: أليسَت البَلدَة ؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot]: بلى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]النُّفوس هُنا قد تشَّوَفَت كُلُّها إلى سـَمَاع ما سَيترتَّب على هذا السُّؤال. فأعلن هذه الجُملة ([/FONT][FONT=&quot]إنَّ دِمَاءكُم وأموالكم وأعراضكُم حرامٌ عليكم كَحُرمَة [/FONT][FONT=&quot]يومِكُم هذا، [/FONT][FONT=&quot]في [/FONT][FONT=&quot]شَهركم هذا[/FONT][FONT=&quot]، في [/FONT][FONT=&quot]بلدكم هذا[/FONT][FONT=&quot]) يالله ما أَعظمَها من مَوعظة، وما أجمَلها من طريقة في لَفتِ انتباه النَّاس حتى لا يَفُوت هذا الكَلام على أيِّ سَامِع. أنا ما أظُنّ أن أحداً قد حَضَر تلك الخُطبة، فغَفَل أو تَشَاغَل لأنَّ الأُسلُوب النَّبوي كان أُسلُوباً جَذَّاباً في غَايَة الرَّوعة والجَاذبِيَة، ولَفت الانتباه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] في الحديث الذِّي في حَجَّة الوداع قَول النَّبي صلى الله عليه وسلَّم ( [/FONT][FONT=&quot]لا تَرجِعُوا بعدي كُفَّاراً يضرِبُ بعضُكُم رِقَاب بعض[/FONT][FONT=&quot]) فجَعلَ قتلَ بعضهم لِبعض كأنُّهُ كُفر، ممَّا يُشير إلى هَذا المعنى الذِّي في الآية في قوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]ومَن يقتُل مُؤمناً مُتعمِّداً فجزاؤُهُ جهنَّم)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً نُلاحِظ في الجَزَاءات قال ( [/FONT][FONT=&quot]فَجَزاؤُه جهنَّم خَالِداً فيها[/FONT][FONT=&quot]) هذا أوّل جزاء. ثــــُمَّ قال ([/FONT][FONT=&quot]وغضَبَ الله عليه[/FONT][FONT=&quot]) ثُمَّ قال ([/FONT][FONT=&quot]ولَـــعنَه[/FONT][FONT=&quot]) ثُمَّ قال ( [/FONT][FONT=&quot]وأَعَدَّ لَهُ عذاباً عظيماً[/FONT][FONT=&quot]) طبعاً هذا دليل على فَظاعَة هذا الجُرم. الآن جَعَل جهنَّم جَزاء، والغَضَب جَزاء، واللَّعنة جَزاء، والعَذاب العَظيم الــمُعَدّ أيضاً جَزاء. وقوله ([/FONT][FONT=&quot]وأَعدَّ لهُ عذاباً عظيماً[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قد يقول قائل ما الفَرق بينه وبين عذاب جهنَّم؟ - مِمَّا يَدُلّ على أنَّ ([/FONT][FONT=&quot]وأَعَدَّ لهُ عذاباً عظيماً[/FONT][FONT=&quot]) في الدُّنيا قبل الآخرة .ولهذا يُقال: إنَّ القَاتِل – والعِيَاذ بالله- يَجِد من الحَسرة والضِّيق الشَّيء الكَبير الذِّي يجعله يَتمنَّى أن لو خَرَج من هذه الدُّنيا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] سُبحان الله تأنيب الضَّمير، أو عذاب الضَّمير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، ما يُسمَّى بتأنيب الضَّمير.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذا فيه الدَّلالة يا إخواني أو فيه الرَدّ: على من فسَّر غَضَب الله عزَّوجل بـِمعنى ([/FONT][FONT=&quot]إرادَة العُقُوبة[/FONT][FONT=&quot]) يُقال: إذا كان الـــمُرَاد بـــه ([/FONT][FONT=&quot]إرادَة العُقُوبة[/FONT][FONT=&quot]) فكيف قال ([/FONT][FONT=&quot]فجزاؤه جهنَّم خَالِداً فيها وغضِبَ الله عليه[/FONT][FONT=&quot]) أيّ أرادَ عقوبته ([/FONT][FONT=&quot]ولَعــنَــه[/FONT][FONT=&quot]) فيُقَال: إنَّ الغضَب مَعنىً غير إرادة العُقُوبة، بل هو مَعنىً مَعروفٌ في كلامِ العرب. يَعرفُه كُلّ من يعرف هذه اللُّغة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهِيَ صِفَة تُثبَت لله سبحانه وتعالى. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot]نعم، ولا تُكيَّف، ولا تُؤَوَّل، ولا تُمثَّل بِغَضَبِ الــمَخلُوقِين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] لأنَّهُم يقُولون: أنَّ تعريفَ غَضَب المخلُوق هو: غَلَيَانُ دَمِ القَلب طَلَباً للانتقام، لكن غَضب الله سبحانه وتعالى يُثبَت له كما قال [/FONT][FONT=&quot](وغضِبَ الله عليه[/FONT][FONT=&quot]) ولكن لا نُشبِّهُهُ بِخلقِه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] لم يَبلُغ الــمُؤَّول مِنَ الغضَب إلاَّ غَضَب المخلُوق فشَبَّه ثُمَّ ادَّعَى التنزيه، لو أثبَتَ مَعنىً أوَّلياً لله سبحانه وتعالى- لائِقاً به- ما احتَاج إلى هذه القَنطَرة التِّي هي قَنطَرة ( التَّشبيه)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] هل يُوجَد في القُرآن الكريم عُقُوبة أشَدّ من هذه العُقُوبة ([/FONT][FONT=&quot]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] هذه أَحد أسباب من جَعَل أنَّ القاتِل لَيس له توبة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] تغليظ شديد لهذه العقُوبة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نسأل الله العافية والسَّلامة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] في (آية اللِّعان) مَـايزَ بين الغَضَب واللَّعنة قال الله تعالى [/FONT][FONT=&quot](وأنَّ غضَبَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله عليها[/FONT][FONT=&quot]) ([/FONT][FONT=&quot]وأنَّ لعنةَ الله عليه[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] ممَّا يَدُلّ على أنَّ الغضَب شيء، واللَّعنة شيء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهُنا أيضاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم، هنا جَمَعَ بينهُما في حقِّه .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ممَّا يَدُلّ على أنَّ اللَّعنة مُختَلِفٌ عن الغَضَب [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا معنىً مُهِمّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] واللَّعن كما قال: هو الطَّرد من رحمة الله، والغَضَب: هو صفةٌ تليق بالله سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] العَجِيب -سُبحان الله- أنَّك تَجِد أحياناً في الآيات ما يُرَدُّ به على بعض البِدَع منها مثلاً هذه الآية، ومنها قوله عزَّوجل ([/FONT][FONT=&quot]فلمَّا [/FONT][FONT=&quot]آسفُونا[/FONT][FONT=&quot] انتقمنا منهم[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] آسفُونا بمعنى: أغضَبُونا .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، آسفُونا بمعنى أغضَبُونا. منهم من قال ([/FONT][FONT=&quot]فلمَّا آسفُونا)[/FONT][FONT=&quot] طبعاً إضافة الأَسَف إلى الله عزَّوجَل تحرَّجُوا منها لِمَا يَلزَم عندهم من إثباتها لله أَن تكون فيها الــمُشابَهَة لأنَّها ثابِتَة للمخلوق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إذاً [/FONT][FONT=&quot]: ما معناها عندكم؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot]: ([/FONT][FONT=&quot]فلمَّا آسفُونا[/FONT][FONT=&quot]) أيّ أَردنا أن ننتقِمَ منهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وما بقيَّة الآية إذاً؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]انتقمنا منهم[/FONT][FONT=&quot]) سَيكُون تَكرار، ولا يَلِيق بكلام البَليغ، والحَكيم فدَلَّ ذلك على أنَّ آسفُونا معنىً مُستَقِلّ يختَلِفُ عن معنى ([/FONT][FONT=&quot]انتقمنا منهم[/FONT][FONT=&quot]) . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه الحقيقة تَجِدها كثيرة ، تَجِد مذهب السَّلف الصَّالِح رضي الله عنهم في العَقائِد مَذهب مُضطَرِّد، وتُؤيِّدُهُ الأدِّلة، والأَحاديث، والاستنباطات، أمَّا مَذهب الــمُبتَدِعَة فتَجِد أنّه مُتناقِضَ، وتَجِد آيات كثيرة تُناقِضُهُ، وأحاديث تُناقضُهُ، ويُنَاقِضُ بعضُهُ بعضاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] هو من أكبر أسباب تَناسُق قول السَّلف في هذه هو أنَّهم اعتمدوا على الظَّاهر من النَّص ( [/FONT][FONT=&quot]ظَواهِر النُّصوص[/FONT][FONT=&quot]) اعتمدُوها. قد يقول قائل أحياناً: ما هِيَ ظواهِر النَّصُوص؟ هذا الحقيقة نوع من الــمُمَاحَكَة، وإلاَّ ظواهر النُّصُوص واضحة جِدَّاً، وبعدَ ذَلِك إذا جَاءَ الــمُؤوِّلة فإنَّهم يَضطَّرُون إلى التَّأويل، فإذاً نقُول مثلاً ([/FONT][FONT=&quot]ولا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يَخافُ عُقبَاها)[/FONT][FONT=&quot] هو سبحانه وتعالى تكلَّم عن نفسه، وهو أَدرَى بنفسِه [/FONT][FONT=&quot](ولا يَخافُ عُقبَاها)[/FONT][FONT=&quot] أيّ لا يَخافُ عاقبَتها، فانظُر ممَّن يُعالِج هذا النَّص وهُو في ذِهنه مَعانٍ أُخرى كيف يَـتأَوَّل مثل هذا النَّص، فهُو سبحانه يقول [/FONT][FONT=&quot](ولا يَخافُ عُقبَاها)[/FONT][FONT=&quot] لماذا؟ [/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لأنَّه[/FONT][FONT=&quot] (ولا يَخافُ عُقبَاها)[/FONT][FONT=&quot] لأنَّه هو العظيم، القَويُّ، الكبير- سبحانه وتعالى- [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] القَادِر على كُلِّ شيء [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] الآية التِّي بعدها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لها صِلَــةٌ بالآيات السَّابقة، وهي أنَّه قد يــَتأَوَّل الــمُؤمِن أو يَستعجِل في قتلِ نَفسٍ تُظِهِرُ الإِسلام، وإن كانَ هُناك قرائِن تَدُلّ مثلاً عَلى الكُفُر، فيُرَجِّح تِلكَ القَرائِن، ويُلغِي ذَلك الظَّاهــِر الذِّي لا يَجُوز إلغَائُه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إمَّا أن يَكون هذا التَّأويل لِصدِقِ الغَيرة التِّي في نفسه، وإمَّا أن يكون أحياناً بِجَهل حَقائِق هذا الدِّين وهُي: أنَّ الإسلام يحتَرِم هذا الظَّاهِر، وقَائِم على هَذا الظَّاهِر أصلاً فكُلّ من أعلَنَ الشَّهادتين حَرُمَ دَمُه ومَالُه. قال الله ([/FONT][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [/FONT][FONT=&quot]لاحِظ هذا التأويل لِغَرَضٍ في نُفُوسِهِم[/FONT][FONT=&quot]. قال (فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ) [/FONT][FONT=&quot]طبعاً الآية تَدُل على أنَّ هناك قِصَّةً حدَثت - نَــزَلَت الآيةُ بشأنها -[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ما هذه القِصَّة؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما هي هذه القِصَّة؟ نَفَـر من الصَّحابة كَانُوا في غزوَةٍ فَمَرَّ بهم رَجُلٌ من الكُفَّار، فألقَى السَّلام عليهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقالوا[/FONT][FONT=&quot]: والله ما ألقى السَّلام علينا إلاَّ لِيَتَّقِيَ بِذَلِكَ القتل.فَعَدَوا عَليه وقتلُوه، وتأَوَّلُوا إلقائَه السَّلام على أنَّه أَراد بِهِ أن يَسلَم مِن القتل، وأَنَّه يُريد أن يَفتَّكَ نفسه من اِعتداء هؤلاء عَليه.فَاستَعجَلُوا رضي الله تعالى عنهم، وقَتَلُوه فأنزَل الله عزَّوَجَل هذه الآية عتاباً لهُم، وبَياناً بـِمَا يَجِب عليهم في مِثلِ هذه الحال.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهي[/FONT][FONT=&quot]: إذا أشكَل عليكُم شَيءٌ من ذلِك، فعليكُم أن تتبيَّنُوا، وأن تَستَوضِحُوا الأمر. تعال يا أخي أنت مُسلِم؟ نعم، أنا مسلم، وأنا أشهد الشَّهادتين. إذاً اِنتهَى أمرُه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وإذا قال[/FONT][FONT=&quot]: لا والله ، أنا كافِر، وأنا مَثلاً مع قومي، ولكنِّي سلَّمت لأنِّي أَعلم أنَّ تحِيَّتكُم هي السَّلام، هذا له شأنٌ آخَر . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لكن أن نأخُذ هؤلاءِ بالظَنّ، وقد جَاءنا ما يَدُلّ على احتمال أن يكُون ذلك الرَّجُل مُسلماً فهَذا من أعظَمِ الخَطَر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهذا يَدُلّ على أنَّ السَّلام فيه شُبهة الإسلام، فلا يَجُوز للإنسان أن يقتَحِم هذا الأمر إلاّ بعد أن يتَبيَّن. ولذلك قال ([/FONT][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) [/FONT][FONT=&quot]وأنتم مُجاهدون[/FONT][FONT=&quot] (فَتَبَيَّنُواْ) (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) [/FONT][FONT=&quot]من أين حَكَمتُم عليه بذلك؟ ثُمَّ كشَفَ عن نيَّاتِهِم قال [/FONT][FONT=&quot](تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [/FONT][FONT=&quot]لأنَّ لكُم مَصلحةً .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] من قتَلَ قتيلاً فَلَهُ سَلبُه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري[/FONT][FONT=&quot]: نعم، سَتَغنَمُونَ مالَهُ، وبَعِيرَهُ، وما مَعه من السِّلاح، فكانَ الحامِل لكُم على تَرك التَّثَبُت هو: اِبتغاءُ عَرَضِ الدُّنيا قال الله ([/FONT][FONT=&quot]فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ) يعني:[/FONT][FONT=&quot]سوف يُعوِّضكُم الله عزَّوجل ، لا تَظُنُّوا أنَّ رزق الله مقصُورٌ على هذه الحال التِّي أنتُم رأيتمُوها أو قدَّرتمُوها. فالله عزَّجل عندَهُ رزقٌ كثير، ومثلُ هذه الآية لــمَّا قال الله عزَّوجل ([/FONT][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيم[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] يعني لا تَظُنُّوا أنَّ الرِّزق إنَّـما يكُون بأن تُدخِلُوا هؤلاء المسجد الحرام، الرِّزق يا جماعة من عندالله اِستقيمُوا على أَمر الله يفتَحُ الله لكُم الرِّزق من أبواب لــم تُقَدِّروها ولم تحتَسِبُوها، وَهَذِه تُقال لِكُلّ من يقول: يا أخي لا تقطَع رزق فُلان. وفيه مُخالفة لأمر الله، يا أخي لا أنا ولا أَحد يستطيع أن يقطَع الرِّزق إذا أرادَهُ الله، قَطعُ الرِّزق خاصٌّ بالله، ليس بي وليس بأحد، أنا أمنَعُهُ ممّا حرَّم الله عزَّوجل، أمنَعَهُ من الشُّبهة، أمنَعَهُ من شَيءٍ قد يكُون فيه نقيصَةٌ عليه في نفسِه، أو دينه، أو مالِه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله ([/FONT][FONT=&quot]فَتَبَيَّنُواْ) [/FONT][FONT=&quot]قُرئَت [/FONT][FONT=&quot](فتَثبَّتُوا)[/FONT][FONT=&quot] .وهذا في أكثر من موطن كسُّورة الحُجرات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما الفَرق بين التَّبيُّن والتَّثَبُّت؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] التَّبيُّن طبعاً مأخُوذ من البَيان، أنَّه يستوضِح، والتَّثبُّت مأخُوذ أيضاً من الثَبَات [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] أن يكون الأمر ثابتاً مُستَقِرّاً .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم يَصِل إلى أَمرٍ ثابِت مُستَقِرٍّ عنده، أنَّه كذا أو كَذا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ويَبدو أن التَّثَبُت أقوى من التَّبَيُّن؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] أو هو نتيجَتُهُ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] أو هُوَ نتيجَتُهُ، نعم .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] يعني مبادئ التَّبيُّن، والمناهي في التَّثَبُّت.لَكِن أنا أردت أن أُشير إلى قضيِّة وهي أنَّ بعض الــمُستَشرقين في مثل هذا الموطُن يَظُنّ أنَّ المسألة عند المسلمين مُرتبطة بالرَّسم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] اختلاف القراءات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] أنَّ بعضهم نقَّطَها هكذا، وبعضُهُم نقَّطَها هكذا، وهذا ليسَ صحيحاً ، وإنَّما هَذه مُتَلَقَّاة عن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم، والمصحف الذِّي كتَبَهُ عُثمان لم يَكُن فيه ([/FONT][FONT=&quot]نَــقْط[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ويُرَدّ عليه أيضاً بِرَدّ جميل ذكَره الشِّيخ: عبدالفتَّاح القاضي، لأنَّ الذِّي أَثَار هذه القضيِّة هو قُودزِيهَر – الــمُستَشرِق الــمَجَرِي- قال: إنَّ سبب تغايُر القِراءَات واختلافها هو ([/FONT][FONT=&quot]عدم نقْط الكتابة[/FONT][FONT=&quot]) فيُقَال له أنَّ هُناك كلمات في القُرآن الكريم تَقبَل التَّعدُد مثل ( [/FONT][FONT=&quot]فتبيَّنُوا[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot](فَتثبَّتُوا).[/FONT][FONT=&quot]هناك كَلمات أخرى تقبَل التَّغَيُّر[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]ولكنَّها رُويَت بِنقْطٍ واحد (برواية واحدة).فلو كانت المسألة مَسألة نَقْط أو عدَم نقْط كانت أيضاً رُويَت فيها قِراءات، ولكن رُويَت في مواضِع مثل ( [/FONT][FONT=&quot]فتبيَّنُوا[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot](فَتثبَّتُوا).[/FONT][FONT=&quot] ولم تُروَى في مواضِع أخرى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ذكَر الشِّيخ عبدالفتَّاح في كتابِه -طبعاً لِسَعَة عِلمِ الشِّيخ كانت الأَمثلة عندَهُ واسِعَة- وأيضاً في نفس الوقت حُجَج دامِغة. فمن ضِمن الأمثلة التِّي ذَكَرَها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال: كلمة ( [/FONT][FONT=&quot]مَلِك[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]جَاءَت في القرآن في ثلاثِ مواطن:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]المَوطِن الأوَّل[/FONT][FONT=&quot]: ( [/FONT][FONT=&quot]مَالِك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يومِ الدِّين[/FONT][FONT=&quot]) جاءَ فيه قراءاتان ([/FONT][FONT=&quot]مَلِك[/FONT][FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]مَالِك[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]المَوطِن الثَّاني[/FONT][FONT=&quot]: (قُلِ اللَّهُمَّ [/FONT][FONT=&quot]مالِكَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الــمُلك تُؤتِي الــمُلك من تشاء[/FONT][FONT=&quot]) ما جاء فيه قراءة واحدة بالألف ([/FONT][FONT=&quot]مالك[/FONT][FONT=&quot] الملك) وأُثبِتَت الأَلف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* [/FONT][FONT=&quot]المَوطِن الثَّالث[/FONT][FONT=&quot]: ( [/FONT][FONT=&quot]قُل أَعوذُ بِرَبِّ النَّاس[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]مَلِكِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النَّاس[/FONT][FONT=&quot]) ما جاءَ فيه إلاَّ قراءةٌ واحدة ([/FONT][FONT=&quot] مِلكِ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النَّاس[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لو كانت هذه القَضيِّة مُضطَرِدَة وهي أنَّ النَّاس يَفعلون مَا يَشاؤون يَضَعُون الأَلف أو يَنفُونَها. لماذا لــَم تكُن هذه القِراءَات موجودة في كُلّ هذه المواطِن؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]اختَلَفَت في سورة [/FONT][FONT=&quot]الفاتِحة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]واتَّفقُوا على الأَلفِ في سورة [/FONT][FONT=&quot]آل عمران[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]وعلى حَذفِها في [/FONT][FONT=&quot]سورة النَّاس[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ممّا يُؤكِّد أنَّ القِراءة ليسَت رَسماً، بل سُنَّة مُتَّبَعَة، ومَروية، وبرواية الأَثبَات، العُدُول الذِّين قرَأُوا قبل أن يَكتُبُوا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فالأُمَّة العربيِّة أَصلاً كانت أُمَّة قراءة، ورواية وليست أُمَّة كتابة، الكتابة هذه زيادةٌ في التَثبُّت.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا إغفال هذا الجانب - مَع الأسَف- حتّى عند بعض من ضَلَّ من المسلمين، واتَّبَع المستشرقين، إغفال هَذا الجانِب وهُو مَعرفة تلك القُوَّة من الحِفظ عند هذا الجِيل من الصَّحابة، ومَن كان قَبلهم من العَرب لأنَّهم كانُوا يحفَظُونَ. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] مَلَكَة شائِعة عندهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعم ملَكَة شائعة، وكونها غير موجُودة عندك، لا يعني عدم وُجُودها عند غيرك. فأنا أرى أيضاً من الرُّدُود عليهم.إبراز هذه الميزة عند العرب قضيِّة (الحِفظ).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ثُمَّ يُقال يا أخِي: هل تَجِد ضبطاً أعظَم وأشَدّ، وأفضَل، وأَقوى ممَّا وُجِد في القُرآن الكريم؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] أبداً، لا.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] حتّى تأتِي وتَخدِش أَنت في القُرآن، نحنُ نُسَلِّم جَدَلاً أنَّ في القُرآن شيء من هذا - وهذا الحمدلله ما كان ولا يكُون- [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إذاً: ما هُو النَّمُوذج عندك يا جُورج زِيهَر عندما قَدَحت في القُرآن؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] ليس عنده شيء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نرجِع إلى الإنجيل الذّي وجَدُوا له ( [/FONT][FONT=&quot]أربــَع وعشرين أَلف نُسخة خطِيَّة[/FONT][FONT=&quot]) ليس بينها نُسخَتِين مُتَّفقتِين. وَلَئَن تَجُوب العالَم الإسلامي كُلَّه من أَقصَاه إلى أدناه. ما تَجِد – الحمدلله- نُسخَتين مُختَلِفَتين.يالله، والله يا أبا عبدالله إنَّه في الكِتاب الذِّي يُطبَع الآن للمُعَاصِر تَجِد اختلاف بين الطَّبعة الأُولى والثَّانية، وأحياناً قد يُشكِل عليك هل هذه الطَّبعة أصوَب، أو هذه الطَّبعة أَصوَب؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أنا كُنت قبل أيام كُنت أسأَل الدكتُور مِسَاعِد في طَبعَتين مُحقَّقَتين من تَفسيرِ السَّعدي. الشِّيخ السَّعدي جَاء في عهد قريب، وفي إحدى النُّسخَتين لأَحَد الــمُحقِّقين يُوجَد نَصّ أو أَسطُـــر لا تُوجَد في النَّص الثَّاني، والكتاب طُبِع في عهد الشِّيخ عبدالرَّحمن السَّعدِي – بالمناسبة- ومع ذِلك النَّاس مُختَلِفُون أهذِه الطَّبعة الــمُحقَّقة أجدَر بالصِّحة أو هذه؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] الطَّبعة التِّي أرسلها للمَطابِع، أو الطَّبعة التِّي بَقِيت عنده وأَضَاف عليها؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الشِّيخ الآن لم يَتِمّ ستِّين سنة - وقد تُوفِّي- ويَحصُل هذا الخِلاف. وكان من أشهر كُتُبِه وطُبِعَ في عهده. -سبحان الله- كتاب الله عزَّوجل لــَم يحصل فيه شيءٌ من ذلك، وَضُبِط أعظَم الضَّبط، وأُتقِنَ أدَقَّ الإتقان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح. وهذا مِصدَاق قوله ([/FONT][FONT=&quot]ولَــو كَان من عندِ غيرِ الله لَوجَدُوا فيه اِختِلافاً كثيراً ) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً السَّلَم يا أبُو عبدالله - تَكَرُّماً - ( [/FONT][FONT=&quot]السَّلَم والسَّلام[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري: [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ[/FONT][FONT=&quot] السَّلامَ [/FONT][FONT=&quot]لَسْتَ مُؤْمِنًا)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السَّلام: أيّ التَّحِيَّة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ [/FONT][FONT=&quot]السَّلَم[/FONT][FONT=&quot] لَسْتَ مُؤْمِنًا)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السَّلَم: ضد الحَرب ( [/FONT][FONT=&quot]السِّلم[/FONT][FONT=&quot]) أيّ سالَمَكُم، يقول أنا سِلمٌ لكُم، كأنَّه يقول: أنا لستُ ممَّن يُحارِب. لا تَقُولُوا لمن قال ([/FONT][FONT=&quot] أنا سِلمٌ لكُم[/FONT][FONT=&quot]) لستَ مُؤمِناً.[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ثُمَّ قال الله سبحانه وتعالى- وهذه فيها فائدة كبيرة- ([/FONT][FONT=&quot]كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ [/FONT][FONT=&quot]فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ[/FONT][FONT=&quot] فَتَبَيَّنُواْ[/FONT][FONT=&quot]) سَبَقَ أننَّا ناقشنا هذه النُّقطَة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في قضيِّة أنَّه: [/FONT][FONT=&quot]ينبغي على مُسلم أن يتَواضَع، ولا يَغتَرَّ بِـمَا هُو عليه من الإيمان، فإنَّه حتَّى وهُو يُخاطِب الكَافِر ينبغي عليه أن يَتواضَع، وأن يُخَاطِبَه بأُسلُوبٍ لا يُشعِرُ الكَافِر باستعلائِه عليه. حتّى لا يكُون ذلك مَانِعاً من دُخُولِه في الإسلام [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني الـــمُسلِم ليس من صفاته التَّعَالـِي، والكِبر[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]والتَّرَفُع على العِبَاد، وإنَّما دائِماً: هو رحيمٌ بـِهم، وأيضاً مُتواضِع، [/FONT][FONT=&quot]ويَشعُر بِمِنُّة الله عليه فِي كُلِّ شيء[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ [/FONT][FONT=&quot]فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ[/FONT][FONT=&quot] )[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]فَتَبَيَّنُواْ[/FONT][FONT=&quot]) يُؤكِّد عليهم ضرورة التَّبيُّن مرَّةً أُخرى، وهذا من تأكِيد هذا العمل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وحتى لا يَختَلِط الأَمر بين مفهوم: أنَّ الــمُسلم يَنبغي أن يكُون مُستَعلِيَاً بدينه، وبعقيدته، وبين أن يكون مُتواضِعاً، وأنت تدعُو الآخرين وأنتَ تتعَامَل معهُم ينبَغِي أن يكُونَ هذا بِأَدَب، وبِتَواضِع، وباحتِرام، ولكن ليس معنى هذا أن تُذِلّ نفسَك وتُهينَهَا - التَّوازُن في هذا-[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا، ([/FONT][FONT=&quot]وَلـِلَّهِ العِــــزَّةُ ولِــــرَسُــولــهِ ولـِلـــمُـــؤمــنِين[/FONT][FONT=&quot]) . لا شَكَّ في ذلِك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] إذا كان الله سبحانه وتعالى يَطلُب من الــمُؤمنين أن يَتَعامَلُوا مَع إِنسانٍ هُم يَشُّكُون فيه الآن، [/FONT][FONT=&quot]كما ذُكِر طبعاً في بعض الأخبار[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أنَّهم جاءَهم رجُل وهُم ذاهبُون إلى غَـزوة، وهُو من قومٍ عَدُوٍّ لــهُم فَأَلقَى عليهم السَّلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال بعضُهُم[/FONT][FONT=&quot]: ما ألقَاهُ إلاَّ لِيعصِمَ دَمَهُ، فقتلُوه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]إذا كان الله سُبحانه وتعالى يَنهى عن مِثل هذا الفِعل في هذا الأَمر، فهذه أيضاً رسالة تُوجَّه إلى كُلّ من ولاَّه الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين، وسلَّطَهُ عليهم بأَن جَعَلَهُ حَاكِمَاً لهم أميراً، وزيراً ألاَّ يَظلِمَهُم، ولهذا لا يجُوز سَجن الــمُسلم إلاَّ إذا ثَبَتَ بالفِعل وقُوعُه في جَـريـمةٍ تستَحِقُّ السَّجن، أمَّا أن يُسجَنَ لِشُبهة، أو لِظَنٍّ فإنَّ هَذا يُخَالِف شريعة الإسلام، ويُخالِف التَّبيُّن مُخالفةً تامَّة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولهذا من النَّصيحة لله ولرسُولِه ولكِتابه: أنَّ من وَلِيَ أَمرَ المسلمين فعليه أن يتحَرَّى في هذه الأُمُور تَحَرِّياً تامَّاً، كيفَ والله سُبحانه وتعالى يَطلُب من المسلمين في مَن يُشَكّ في أمره، لأنّه الآن قَد خَرَجُوا إلى الأَرض البَراح الفَضَاء، ويعرِفُون أنَّ هذا الرَّجُل كافِر وأنَّ هَؤلاء كُفَّار، وهو يُريدُ أن يـَجتَنِبَ القَتل بادِّعاء الإسلام – هذا فيمَا لو كانَ كذلك- فَينهَاهُم الله عن قَتلِه- فَمِن بَابٍ أولى الــمُسلِم، وأنَّ مُعالَجَة أخطاء الــمُسلِم لها طُرُق مُتَعَدِّدة جِدَّاً غير هذا الطَّريق. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وأَضِف إلى ذَلِك يَا أبا عبدالـمَلِك وهُو ما أَشَرت إليه – جزاك الله خيراً- في قولِك: أنَّه يجب على مَن ولاَّهُ الله أمر المسلمين أن يَحرِص على أن يتَبيَّن، فإذا قيل أنَّ فُلان عِندَهُ المشكلة الفُلانية، ما يُسَارَع إلى القَبض عليه وسَجنِه، وتصفية أملاكِه، وعَزلِه عن النَّاس، دونَ أن تَكُون هُناك بيِّنة واضِحة في وُقُوع هذا الذِّي اُتُّهُم في تُهمةٍ، للسُّلطان فيها حُجَّةٌ وبُرهان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الذِّي يجري الآن في بِلاد المسلمين: أنّهُ من حِين ما يُشَار إليه من مُغرِض، أو عَدُوّ، أو غير ذلك ([/FONT][FONT=&quot]خُـــذُوهُ فَغُــلُّــوه[/FONT][FONT=&quot]) ويُرمَى في السِّجن شَهر، شَهرين، ثلاثة ، أو أربعة. ثُمَّ يُبحَث عن التُّهمة.ولِذلِك تَـجِدهُم عند التَّحقيق يَسأَلُونـَهُ أَسئِلةً مُتنَوعة، في أوديَةٍ مُتشتــِتَة من أجل أن يَبحثُوا عن تُهمةٍ تُسَجَّلُ عليه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أنتم : بِأَيِّ حُجَّةٍ، وبِأيِّ دليل قَبضتُم عليه؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الأَصل أنِّي بريء حتَّى تَثبُت تُهمَتِي- تَثبُت التُّهمَة- عندَ ذلك يُعاقَب، ويُطبَّق عليه النِّظام، ويُنفَّذ فيه شرعُ الله عزَّوجل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الذِّي يَحصُل الآن - مَعَ كُلِّ أَسَف- في بلاد المسلمين: شَيءٌ مُخَالِفٌ لهذا تماماً، يُؤخَذ لِتُهمَة، ثُمَّ قد يتبيَّن بعد تِلكَ التَّهمة أنَّه لا تُهمة، فيَجلِس بعدها زمَناً- من بَاب أيضاً التَّثَبُت في التُّهمة – وَهَذا لا أَصلَ له في دين الله- أنَّك تتثبَّت في التُّهمةِ لإِنسانٍ بريء - إذا كَان بَــريئاً أَطلِقهُ – وتثَبَّت بوسَائِلك التِّي عندَك حتَّى يَثبُت لَك أنَّه مُتَّهَم، عند ذلك تتأَكَّد مِنها، وتُطبِّق عليه شرع الله عزَّوجل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا شَكّ أنَّه حَصَل تهاوُن كبير في هذا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جِدَّاً كبير[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]ولهذا أمثال هؤلاء- مَع ما يُقَاسِونه من ألــمِ السَّجن، والبُعد عن الأَهل، والعَـزل عن النَّاس- إذَا خرَج فليسَ له أيَّ حَقّ، ولا يُطَالَب بِأَيّ شيء، وهذه مُشكلة فوقَ المشكلة، لا يُعَاد له اعتبارُه، ولا يُعتَذَر مِنهُ اعتذاراً عَلَنِيَّاً، كمَا أنَّه أُهِين بِـهذه الطَّريقة، لا يُؤبَـه له بهذه الأُمُور أبداً ، وهذه لا شَكّ أنّها مُشكلة فوق الــمُشكِلة، وظُلمٌ فوقَ الظُّلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وماذا يُنتِج هذا يا أبا عبدالملك؟ يُنتِج أنَّ هذا الرَّجُل يَكون في صَفّ من يُعادِي مَثلاً هَذه الجِهة، أو تِلك الدَّولة، أو ذلِك الكِيَان. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] يكُون صيداً سهلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot]لأنَّه سَيكون أوَّل من يَتَلَقَّف أيِّ فِكر آخَر مُنَاوِئ. حتَّى وإن لــم يَكُن ذلك الفِكر مُصِيباً أو مُحِقاًّ بسبب أنَّه قد ذَاق من ظُلمٍ لم يَتوَقَّعَهُ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] وهو مُحتَقِن بسبب الظُّلُم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا يُلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أثبَتت بعض الدِّراسات الآن: أنَّ كثيراً ممن انضَووا في بَعضِ الأَفكار الضَّالَة أنّـَهم كانَ مِن أسباب ذلك أنَّهُم ظُلِمُوا عندمَا قُبِض عليهم، أو تُحُفِّظَ عليهم، أو سُجِنُوا. وقبل ذلك لا يُعرَف لهم أنَّهُم كانُوا ينتَمُون إلى مِثلِ هذا الفِكر ولا يُعرَف أنَّهم كانُوا يَـقرأون لأَهلِ ذلك الفِكر أو لهم صِلَةٌ بهم، ممَّا يُؤكِّد أنَّ ذلك إنَّما جاء نتيجة هذا الظُّلم الذِّي وقع عليهم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فيُقال حِفظاً للمُجتمع المسلم يجب أن يكون هناك أنظِمَة صارمة، تحفظ حُقُوق النَّاس فلا يُعتَدَى على أَحدٍ إلاَّ بيقينٍ من التُّهمة لا شَكَّ فيه، وعند ذلك يُطَبَّق عليه النِّظام أو يُطَّبَق عليه الشَّرع بحذافيره، لا أَحد يُـماري في هذا - ولله الحمد والــمِنَّة- [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في ختام الآية يا دكتور في قوله سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot] ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [/FONT][FONT=&quot]اُنظُر إلى أنَّ الله سبحانه وتعالى خَتَم هذه الآية بصفة ([/FONT][FONT=&quot]الخــَبــِـير[/FONT][FONT=&quot]) الــمُطَّلِع على خَفَايا القُلُـوب، والنُّفُوس، والخبير صفة فَوق العَليم- وهِيَ أخَصّ منها- وهَذه فيها تهديد الحَقيقة لمن يتسَاهَل في موضوع قتل الآخرين بمجَرَّد الشُّبهة، فإنَّ الله سبحانه وتعالى مُطَّلِعٌ عليك، وسوف يُعاقِبُك ويأخُذ بِحقّ هذا المظلُوم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كنتُ أريد أن أقول فقط في قوله ( [/FONT][FONT=&quot]فَمَنَّ الله عليكُم[/FONT][FONT=&quot]) نُلاحِظ أنَّ الله سبحانه وتعالى كَرَّر هذا المعنى في كون الإيمان مِنَّة من الله، أيضاً في سورة الحُجرات[/FONT][FONT=&quot] (يَمُنُّون عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ ) [/FONT][FONT=&quot]فإذاً الإِيـمان هُو مِنَّة من الله سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ابتداءً[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]ولهذا أنت إذا تأمَّلَت في هؤلاء الكُفَّار- كَثرَة كَاثِرة من الكُفَّار- ما الذِّي مَيَّزَك عليهم؟ فإن قُلت أنا وُلِدت من أبوين مُسلِمين، نقول: أيضاً اُنظُر إلى الكُفَّار، من الذِّي ميَّزَ بعضُهُم بأن اهتدَى إلى الإسلام وكثيرٌ منهم لم يهتَدِي؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هِدايَةُ الله سبحانه وتعالى ومِنَّتُهُ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] نعمهِدايَةُ الله ومِنَّتُهُ. ويجعَل لِكُلِّ هدايةٍ سبباً، كُلّ هِداية من هِدايَات هؤلاء الأقوام يجعل لها سبَباً. والعجيب وأنا كثيراً ما أَتأَمَّل وأقرأ في قِصص وسِيَر من أسلمُوا، أتعَجَّب أنَّ أغلَب سِيَر مَن أسلموا كانَ سبب إسلامهم هُو أمرٌ بسيطٌ جِدَّاً نحنُ لا نَأبَه له، وقد لا نُفكِّر فيه ولا ننظُر فيه. بَـل أحياناً إنَّ بعض النَّاس قد يتَحرَّج منه وهو في الحقيقة سَببٌ لهداية أقوام، والأَمثلة على ذلك كثيرة، من يقرأ في قَصص من أسلَمُوا، ودائِماً يأتي السُّؤال ما هُو سَببُ إسلامِك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني من الأشياء اللَّطيفة التِّي تُؤكِّد هذا: حدَّثني أحد الأصدقاء: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فيقول[/FONT][FONT=&quot]: بحثت عن مكان للصَّلاة في مَطار من مَطارات أُوروبا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقال لي الزُّملاء[/FONT][FONT=&quot]: لو أجَّلنا الصَّلاة لأنَّه مَوقف مُحرِج أنَّا نُصلِّي أمام النَّاس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقلت له[/FONT][FONT=&quot]: ما فيها شيء، النِّظام يسمح لَك أنَّك تُمارس عبادتك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: وذهبت، وبحثت عن مكان مُناسِب وصَلَّينا ومَعي زُملائي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: فجاء رجُل وسأَل: لماذا تَفعلون هَذا؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]- قُلنا- والله نحنُ مُسلِمُون، وهذه الصَّلاة لابُدَّ أن نُصلِّيها في وقتِها، لها وقت مُحدَّد.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: لماذا لا تتَّجِهُون هَذا الاتِّجاه؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالوا[/FONT][FONT=&quot]: لأننَّا لابُدَّ أن نتجِّه إلى جهة الكعبة، اُنظر هذه البُوصلة -وكان معنا بُوصلة- تدُلَّنا على هذا الاتِّجاه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: فكان هذا سبب لإسلام هذا الرَّجُل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يعني أنَّه رجَع وسَأل وقَرأ ووجد أنَّ هذا الدِّين الذِّي يُطَالِب أَتباعَه، أنَّهم لابُدّ أن يلتَزِمُوا بأوقات مُحَدَّدة، يُأَدُّون فيها عِبادات مُحدَّدة، وأنَّهم حرصُهُم على هذه العبادة حتَّى في أثناء السَّفر لم يـمنعهُم من أداء العبادة حتَّى المطار.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: وكان هذا سبب لهدايته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فليس بالضَّرورة دائِماً - كما يَظُنّ البعض- أنَّ سبب دخُول الآخرين في الإسلام لابُدّ أن يكون شيئاً مُقنِعاً، ولابُدَّ أن يكونَ شيئاً كبيراً .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] ولابُدَّ أن يكون شيئاً عَقليِّاً مُذهِلاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بل أحياناً – سبحان الله- قد يكون السَّبب شيئاً في ظاهِره مـمَّا يُمكن أن يقُال: يُستَحيَا مِنهُ .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وذَكَر لي الشِّيخ:جعفر شِيخ إدريس أنَّه لــمَّا ذَهَب إلى دُوَل الــكَاريــبـــي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يقول[/FONT][FONT=&quot]: أشارُوا لي إلى امرأة أنّـَها أسلَمَت.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يقول[/FONT][FONT=&quot]: – فسألتُها ما سبب إسلامها؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالت[/FONT][FONT=&quot]: إنِّي شاهدت فِيلم عربيّ مُدبلَجّ، فكان من ضِمن لَقَطات هذا الفِيلم أنَّ النَّاس كانُوا يمشُون على الإبل، فلمَّا حضر وقت الصَّلاة نزلوا فضَربُوا بأيديهم على الأرض، ومسَحُوا على وُجُوههم ثُمَّ على أيديهم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فقلت[/FONT][FONT=&quot]: ماذا يفعلُون هؤلاء؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال[/FONT][FONT=&quot]: هؤلاء لا يدخُلون في الصَّلاة حتّى يَتطَّهَروا، فإن لم يَجِدُوا طَهُوراً ضَرَبُوا بالأرض وفَعَلُوا هذا [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قالت[/FONT][FONT=&quot]: فأَخذت أبحث عن هذا الدِّين، وعن أسراره، فَدَخَلتُ في الإسلام . [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] قد يَظُنّ البعض أنّه يُعتَبر نَـوع من الأشياء الغَريبة الغير مقبولة، أنَّك تُغبِّر على نفسِك، وتُراب وكذا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في حِين أنّه قَـــادَها إلى الإسلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك أنا أقول دائماً، انظروا يا إخواني: أنتَ إذا كُنتَ على ثقة من دِينك، ومن اتِّباعك للسُّنة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لستَ مهزوزاً و لا مهزوماً من الدَّاخِل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، أنتَ تتبِّع مَن في أَدائِك للصَّلاة؟ وفي اتِّجاهك للقبلة؟ وفي رُكُوعِك وسُجُودِك؟ أنت تتَّبِع الرسُول صلى الله عليه وسلَّم، وهَذا شَرَف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الذِّين تَظُنّ أنَّهم سيسخَرُون مِنك، لــم يَنالُوا هذا الشَّرف، وأنتَ نِلت هذا الشَّرف. فإذا كان الإنسان يُفكِّر بهذه الطَّريقة، ويَنظُر للأُمُور بهذه العِزَّة، فإنَّ النَّاس سوف تحترِمك، وسوف تُقَدِّرك، وسوف تبحث هي عن أسرار هذا الدِّين الذِّي جَعلك تقوم بهذا العمل في هذا المكان، بهذه الطَّريقة إلى آخره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أمَّا الهزيمة النَّفسية، ولذلك لاحِظ أنّكُم تُسافِرون على الرَّحلات الدُّوَليِّة أحياناً فتَجِد أنَّ الذِّين يَـركبُون مَعك مُسلِمُون، ولكنَّه لا يَقُوم أحد إلاَّ القليل منهم يُؤدِّي الصَّلاة في الطيَّارة.في حين أنَّ الأوقات تَــمُرّ وتَفُوت مثل صلاة الفجر تفوت، وصلاة الظُّهر والعَصر أيضاً تنتهي، ويَدخل المغرب والعشاء وهو لـــَم يُصَلِّي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وقد سألت بعضهم[/FONT][FONT=&quot]: لماذا لــَم تَقُم تُصلِّي- في مكان للصَّلاة-؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فيقول لك[/FONT][FONT=&quot]: والله إن شاء الله أجمعها هناك - أستحي أنِّي أُصلِّيها أمام النَّاس-[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مهزُوم من الدَّاخِل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] فهناك هزيمة داخلية تنتاب كثير من الإخوان المسلمين في المجتمعات الغربيِّة، ولذلك ينبغي للمسلم أن يَكُون مُعتَّزاً بدينه، فكذلك هُنا، نحنُ انطَلقنا من قوله سبحانه وتعالى [/FONT][FONT=&quot](كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ) [/FONT][FONT=&quot]يعني كُنتُم على الكُفرـ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكُنتُم على غيره، [/FONT][FONT=&quot](فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ) [/FONT][FONT=&quot]بهدايتكم إلى هذا الإيمان [/FONT][FONT=&quot](فَتَبَيَّنُواْ[/FONT][FONT=&quot] )[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] أنا أقُول بِـمَا أنَّا دَخلَنا في قَضيِّة ([/FONT][FONT=&quot]فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ[/FONT][FONT=&quot]) طَبعاً قال الله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]ولا تَــمنُن تستَكثِر[/FONT][FONT=&quot]) أيَّ لا تَـمنُن بالطَّاعة، وتَستكثِر على ربِّكَ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]* وقال ( [/FONT][FONT=&quot]لَهُم أجرٌ غير ممنُون[/FONT][FONT=&quot]) أحد معانيه: غير ممنُونٌ بِه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فَلَو بُحِثَ موضوع - الــمِنَّة في الــقُرآن الكَريم- ستَجِد الــمِنَّة أنواع:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]( [/FONT][FONT=&quot]مِنَّة العبد على العبد-مِنَّة العبد على ربِّه- ومنّه الله على عبده- وخاصَّة مِنَّة الله على أصفيائِه بالذَّات[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot]فمَوضوع الــمِنَّة أيضاً أشبَه ما يكُون فيه مقالة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بحث، لكنَّه لا يَكُونُ طويلاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] من النَّظَر الأوَّل يكون مقالة فإن زاد عن ذلك فهذا حسِنٌ جِدَّاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا شَكّ أنَّ امتنَان العبد على غيره مَذمُوم، لأَنَّه يُنافِي الــمُروءَة، مثل قوله سُبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]ولا تُبطِلُوا صَدقاتُكُم بالــمَنِّ والأَذى[/FONT][FONT=&quot]) كُلّ ما تَصَدَّقَت على واحد ثُمَّ تُذَكِّرهُ بها، وتُعَرِّض بـِها فَهذه مَذمُومة. لكن الله يَمُنّ عليك بأنَّه هَداك هذا ليس مذموماً، لأنَّه هُو أهلُ الــمَنّ- سبحانه وتعالى- وأهلُ العَطاء. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بينما أنت عندما تَفضَّلَت على فُلان، الحَقيقة أنَّكَ تَصَّرَفت في مُلكِ الله بأَمرِ الله.فَليس لَكَ مِنَّة، هذا مُلكُ الله سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] الـــمِنَّة لله سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] أنتَ مُجَرَّد سبب، فنقول هذا جَيِّد لو نُظِر إليه، في قوله ([/FONT][FONT=&quot]إنَّ الله كانَ بما تعملُونَ خبيراً[/FONT][FONT=&quot]) لاحِظ أنَّه خَالَفَ في النَّظم العَامّ في مثل ([/FONT][FONT=&quot]وكانَ الله[/FONT][FONT=&quot]) ([/FONT][FONT=&quot]وكانَ الله[/FONT][FONT=&quot]) فجاء بالتَّأكيد هنا ( [/FONT][FONT=&quot]إنَّ الله[/FONT][FONT=&quot]) ثُمَّ جاءَ بــــ ([/FONT][FONT=&quot]كَان[/FONT][FONT=&quot]) للدَّلالة على ما ذَكرنا كان ولــم يَزَل، وهذا لا شَكّ أنَّه أكثر تأكيداً.([/FONT][FONT=&quot]بِــما تعلمُون خبيراً[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قدَّمَ عَمَلَهُم على وصَفِ اللهِ بالخِبرة، لأنَّ المقصُود هُوَ ذِكرُ العمل الذِّي حصَل منهم، وبيان أنَّه لا يَخفى عن الله عزَّوجَل. وليس المقصُود وصف الله بالخِبرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] ليس هُو الــمُراد الأوَّل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشِّهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا مِن معانِي التَّقديم -كما يقول عبد القاهِر وسِيبَويه- قال إنَّ العَرَب تُقَدِّم ما هي به أعنى، فهنا العُناية بالعمل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيَّار:[/FONT][FONT=&quot] ولعلَّ بمناسبة التَّقديم، نُقدِّم أيضاً الخاتِمة، ونَختِم هَذا اللِّقاء فنسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفَعنا بما سمِعنا، وينفع إخواننا السَّامعين أيضاً، ونسأله سبحانه أن يُبارِك في مجالسنا إنَّه سميعٌ عليم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
جزاكن الله خيرا على هذه الجهود الجبارة وكم تمنيت ان أكون معكن لكن قدر الله وماشاء فعل ..
وأخص بالشكرالأخت أم الحارث لأنه لم يتسن لي متابعة الحلقات في رمضان فحملتها من هنا لأسمعها، لكنني حزنت ففي الدروس الأخيرة لاتوجد روابط صوتية فانا أسمعه من الجوال ولايعمل فيه صيغ الفيديو، فأتمنى منك إكمال مابدأتيه إن تيسر لك ذلك
بارك الله فيك, وفي ذريتك، ونفع بك الإسلام والمسلمين .
 
طلب من الأخت الفاضلة أم الحارث
خلال استعراضي للروابط الموجودة لحلقات بينات على صفحة قناة المجد وعلى قناة الملتقى وجدت أن هناك حلقة ناقصة على ما يبدو وهي الحلقة التي تتحدث عن الآيات 128 - 130 فهي ليست موجودة.
الحلقة 27 تناولت الآيات 125 إلى 127
ثم الحلقة التي بعدها في الموقعين هي للآيات 131 - 136
فهل بالإمكان التثبت من الأمر بارك الله بك وإمكانية رفع الحلقة المفقودة ليتم استكمال التفريغ بإذن الله تعالى
الحلقات التي تم تفريغها إلى الآن هي:
الحلقات من 1 إلى 15
الحلقة 21
الحلقة الأخيرة (من الآية 131 - 136)
شكر الله لكل من ساهم معنا في هذا المشروع القيم وكتب أجر الجميع
 
السلام عليكم
جزاك الله خيرا على هذا العمل الطيب أختي الكريمة سمر وأسأل الله تعالى أن يتقبل منكن، أريد أن أشارك معكم وسأقوم إن شاء الله بتفريغ الحلقة 22، 23 إذا أذنت لي
 
توضيح لما تم تفريغه من حلقات وما تبقّى ويحتاج إلى تفريغ:
الحلقات التي تم تفريغها إلى الآن :

الحلقات من 1 إلى الحلقة 15 - تم تفريغها وهي مرفوعة ضمن هذه الصفحة مع رابط الفيديو لكل حلقة.
الحلقة 21 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة (أظن أنها الحلقة رقم 29) (تأملات في الآيات 131 - 136) - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها

الحلقات التي لم تفرّغ بعد:
الحلقة 16 - أعمل على تفريغها وستكون جاهزة بإذن الله قريباً
الحلقة 17
الحلقة 18
الحلقة 19
الحلقة 20
الحلقة 22
الحلقة 23
الحلقة 24
الحلقة 25
الحلقة 26
الحلقة 27
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
-------------
الأخت رحاب بإمكانك تفريغ الحلقتين 22 و23 جزاك الله خيراً وسيتم تحديث الجدول تباعاً
----------
شكر الله لكل من ساهم معنا في هذا المشروع القيم وكتب أجر الجميع
 
أشكر أختي الفاضلة محبة الإسلام على تذكيري بتطوع بعض الأخوات لتفريغ بعض الحلقات وهذا تحديث للحلقات:

الحلقات التي لم تفرّغ بعد:
الحلقة 16 - أعمل على تفريغها وستكون جاهزة بإذن الله قريباً
الحلقة 17
الحلقة 18
الحلقة 19
الحلقة 20
الحلقة 22 - الأخت رحاب محمد
الحلقة 23- الأخت رحاب محمد
الحلقة 24 - الأخت محبة الإسلام
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 27
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
-------------
 
الحلقات التي تم تفريغها إلى الآن :

الحلقات من 1 إلى الحلقة 15 - تم تفريغها وهي مرفوعة ضمن هذه الصفحة مع رابط الفيديو لكل حلقة.
الحلقة 21 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 24 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة (أظن أنها الحلقة رقم 29) (تأملات في الآيات 131 - 136) - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
-----------------
الحلقات التي لم تفرّغ بعد:
الحلقة 16 - أعمل على تفريغها وستكون جاهزة بإذن الله قريباً
الحلقة 17
الحلقة 18
الحلقة 19
الحلقة 20
الحلقة 22 - الأخت رحاب محمد
الحلقة 23- الأخت رحاب محمد
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 27
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
-------------
 
[FONT=&quot]الحلقة 16 – تأملات في سورة النساء- الآيات (95 – 96)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT]

http://www.youtube.com/watch?v=rusnSmIhaeU

[FONT=&quot](لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (96))[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ما زال الحديث معنا في هذه السورة سورة النساء وقد وصلنا عند قول الله (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ). وهذه الآية لها ارتباط وثيق بما قبلها وما بعده من الآيات الواردة في الجهاد في هذه السورة. نبدأ الحديث في هذه الآية ولعل الدكتور مساعد يبدأ فيها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. كما ذكرتم أن هذه الآية لها ارتباط بما قبلها، الحديث كان قبلها عن حدث يحدث للمجاهدين فيما لو كانوا ضربوا في الأرض (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)) فذكر الله سبحانه وتعالى ما قد يحصل من بعض المسلمين في حال السفر والخروج أنه يجد أحداً يظن أنه من المحاربين فأتبع الله سبحانه وتعالى ذلك بالكلام عن الجهاد وابتدأ بتقسيم المسلمين في الجهاد قال (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) ولو تأملنا الآية تعطينا أقسام للمسلمين مع الجهاد، القسم الأعلى الذي يجاهد بماله ونفسه والقسم الثاني الذي يجاهد بنفسه دون أن يكون لديه مال كالذي حصل في غزوة تبوك (وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) التوبة) والقسم الثالث هو من يجاهد بماله دون نفسه لكن لا يكون من أولي الضرر، يجاهد بماله دون نفسه. ثم يأتي أصحاب الأعذار وأولي الضرر [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى (91) التوبة)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قال عنهم هنا (غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) فكأنا عرضنا تقسيماً لأحوال المسلمين مع الجهاد ولا شك أن أعلاهم الذي يخرج بماله ونفسه وقد جاءت الأحاديث الدالة على شرف من خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع بشيء. وهذه الآية تعتبر من الآيات التي لها أحوال يمكن أن نقول عنها أحوال منفردة، فيها انفراد في الحال، الآية نزلت أول ما نزلت (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) فعبد الله بن أم مكتوم كان خلف الرسول صلى الله عليه وسلم فلما تلا الآية قال ادعوا لي زيداً وائتوا باللوح والدواة كما في صحيح البخاري[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال ائتوا باللوح والدواة وليس زيداً[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم النبي قال ادعوا لي زيداً وائتوا باللوح والدواة وكان خلفه عبد الله بن مكتوم فاعتذر لنفسه أنه أعمى قال زيد فلم يلبث حتى ثَقُل وكادت فخذه أن ترُضّ فخذي –نزلت فخذ النبي صلى الله عليه وسلم على فخذ زيد لأنه كان قريباً منه ليكتب- فلما سُرّيَ عنه قال اكتب (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) فهكذا نزلت معنى ذلك أن هذه الآية ولهذا بعض السلف يسمي هذا نسخاً ما بين أن نزلت الآية بصورتها الأولى ونزلت بصورتها الثانية فترة يسيرة جداً جداً حتى لو لم يذكر هذا الخبر ويصحّ ما كان أحد يعلم به.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الملاحظ في هذه الآية أو في هذا النزول كيف أن نزول (غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) أو (غيرَ أولي الضرر) قرآءتان، أنها نزلت استجابة لحاجة كانت موجودة في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تلاحظ أن الله سبحانه وتعالى الذي يعلم كل شيء ويعلم أن هذه الكلمة ستنزل وتكون ضمن الآية أن هذا يبين رحمة الله تعالى بعباده هذا واحد، وثانياً حتى يلتفت الإنتباه إليها لأنها لو نزلت أول ما نزلت بهذا الشكل ما عرف الناس فضلاً من الله عز وجل عليهم مثلما يعرفون عندما تكون حاجة فتُحقق في نفس المجلس وأن الله يسمع حاجات المؤمنين عندما [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا متحقق في غيرها في قوله سبحانه وتعالى (الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) الأنفال) فهذه تخفيف لكنه تخفيف في آية مستقلة عن الآية التي وقع فيها التكليف أما في هذا الموضع فهو تخفيف في نفس الآية التي وقع فيها التكليف باستدراك نزلت أول ما نزلت على هذه الهيئة (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) ثم جاءت النسخ إن صح التعبير (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) فغير أولي الضرر هنا هي أشبه ما تكون بالتخفيف، هي تخفيف في نفس الآية قبل كتابتها، فنستطيع أن نقول أن الفرق بينها في الزمن هذه كانت أسرع، لكن حتى لو كتبت الآية ثم نزل التخفيف وكتبت مرة أخرى[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ليس فيه إشكال لكن هي حال خاصة ومثل ما ذكر الدكتور محمد قضية رعاية الله سبحانه وتعالى وعنايته بعباده حتى بهذه التفاصيل الدقيقة جداً والأخذ بعذر العبد فهو الخالق وهو صاحب الحكمة وكان من حكمته سبحانه وتعالى التخفيف على أولي الضرر لكن هذه المسألة مع السف تجدها أيضاًً مما يغيب عن القارئ للقرآن "محبة الله سبحانه وتعالى لعباده وضور هذه المحبة" أين تظهر صور محبة الله سبحانه وتعالى للمؤمنين مع أنه يدعوهم إلى الجهاد يدعوهم لتقل النفس يدعوهم لأن يبذلوا، يأمرهم بقيام الليل، يأمرهم بالصلاة، يأمرهم بالنفقة، يأمرهم بالصيام، أوامر والأوامر تكليف، فأين مواطن المحبة إذن؟ هنا تظهر مواطن المحبة، مواطن المحبة بالتخفيف من جهة ومواطن المحبة بعواقب هذا التكليف من جهة أخرى. ولهذا الآن من نفسه يعرف أنه لو قيل له يفي المكان الفلاني كذا وكذا ومن وصل إلى يربح كذا ويكون له هكذا أنظر ماذا يفعل في إطاره البشري! لما تقرأ عن هجرة الشاميين إلى أميركا بدايات الهجرة من عام 1800 ميلادي أكبر أسبابها بل هو السبب الوحيد قضية الثراء فبداية الأمر ذهب أناس ثم رجعوا وبنوا دوراً وعمّروا فبدأ الناس يقتدون بهم وهذه هي بداية الهجرة وكم يضربون من الأميال لأجل هذا السفر وهم أيضاً يخاطرون بأنفسهم لا يدرون أيرجعون أم لا يرجعون، لا يدرون هل يكسبون أم لا يكسبون، انظر في شيء مظنون به محتمل وأمامك شيء موثوق به وفيه تكليف. فإذن قضية التكليف ليست هي المشكلة ولكن في ما وراء التكليف والله سبحانه وتعالى من محبته لعباده أنه ما أمرهم بأمر إلا وأخبرهم ما سيكون لهم من نعم الجزاء وأيضاً أنه خفف عنهم في بعض مواطن العبادات، هذا كله من صور رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً فيها إظهار لفضيلة عبد الله بن أم مكتوم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كنت سأقول هذه يا أبا عبد الله[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أكملها[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا تفضل[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه ارتبط بهذه الآية وأمثالها من الآيات التي فيها تخفيف فكلما ذُكِر التخفيف قالوا عبد الله بن أم مكتوم هو السبب فله من الأجر [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بقدر ما حصل من التخفيف على أمثاله[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كأنه هو لسان حال ذوي الاحتياجات الخاصة كما يقولون في زكان نزول الوحي لأنه كان مكفوف البصر فكان هو الذي يؤضّن وفي هذا فضيلة له[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وكان والياً على المدينة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] كان ولي الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كان له دور في نزول الوحي في الاستدراك قال: ونحن يا رسول الله؟، قال (غير أولي الضرر) فكأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أجابه وليس الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا لا شك فضل له. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك سبحان الله من حكمة الله أنه يوجد شخص يكون استثناء بين أشخاص فيقال ليته لم يوجد ثم لو تأملت لوجدت وجوده خيراً له ولمن يأتي بعده مثلما حصل لابن أم مكتوم، كان الله سبحانه وتعالى عليماً أن يقول (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) وتنتهي القصة بدون ما يتدخل ابن أم مكتوم لكن أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون له بهذا فضيلة وأن تكون هذه الفضيلة إلى يوم الدين مثل ما ذكرت يا أبا عبد الله كل من استمتع بهذا العفو الإلهي أو بهذا الفضل الربّاني صار لابن أم مكتوم يدٌ عليه، هذا خير[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] من الفوائد المرتبطة بهذه الحال –وبودّي أن نطرحها لأهميتها- عندنا فيها جوانب من أهمها عناية النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة ما أُنزل عليه، يعني أول ما نزلت عليه (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) قال أين زيد؟ وائتوني بالدواة واللوح وأمره أن يكتب حتى نزل بعد ذلك بعد ما ذكر ابن أم مكتوم حاله فكتبها. فإذن هذه عناية واضحة جداً من النبي صلى الله عليه وسلم، هذه العناية لا نجدها في أيّ كتاب آخر من الكتب السماوية الأخرى المنزَلة ولا يمكن أن نجد في أيّ من الكتب السماوية الموجودة بين يدينا اليوم من يقول إن هذه الآية كُتِبَت بين يدي النبي الذي نزلت عليه أبداً. فهذه لا شك أن هذه ميزة في القرآن واضحة. قضية أخرى مرتبطة أيضاً بهذا الأمر أن قضية كتابة المصحف وما يتعلق بها لم تكن كما يدّعي بعض المستشرقين أو غيرهم أنها من صناعة الصحابة وأقصد يذلك أنهم هم اخترعوها دون أن يكون هناك عناية من النبي صلى الله عليه وسلم، فهم كانوا قادرين على أن يكتبوا هذا دون ذكر الحدث. بعض الناس يقولون كيف؟ خاصة بعض الناس الذي عنده أسئلة كثيرة أصحاب أرأيت أرأيت الذين كان يُخبر عنهم عمر وابن مسعود، أصحاب كيف؟ كيف؟ الله سبحانه وتعالى قادر أن يقول هذه الآية من الأول لماذا قال كذا؟ هذه ترجع إلى الحكمة، لكن انظر حتى هذه التفاصيل الدقيقة في تدوين الآية يذكرها الصحابة كما وقعت لا يزيدون ولا ينقصون مثل ما وقع ذكروا. وهذه لا شك بدل من أن يتخذها البعض مطعناً هي في الحقيقة توثيق ودلالة على تمام التوثيق أنه حتى في مثل هذا الأمر ذكروا كل ما وقع بالتفصيل. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أنا لا أذكر في كتب علوم القرآن أنهم يذكرون هذه الآية مثالاً على نوع من أنواع النسخ، لكنهم لا يذكرون النسخ قبل التمكن من كتابة الآية، هل مرّت عليكم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا، لكنها[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نادرة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هي نادرة لكن الإشادة بها أو التنبّه لها مهم جداً في توثيق القرآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) الحقيقة الحديث عن أن الدين لا يسوي بين الناس لأن هذا من تمام العدل أن يعطي كل ذي حقّ حقّه فالله عز وجل لم يسوّي بين المؤمنين الذين جاهدوا والذين قعدوا ولذلك الشيخ بن عثيمين رحمه الله في تفسيره سورة النساء قال هذا فيه الردّ على من يقول أن الإسلام دين المساواة وأن الإسلام ليس دين المساواة بإطلاق، صحيح دين مساواة فيما تصحّ فيه المساواة وأما ما سوى ذلك فلا يجوز أن يقال دين المساواة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إنما هو دين العدل[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] العجيب في عبارته -وأنا تنبهت لهذا بعد- أنه يقول وأخشى أن يتخذ هذا ذريعة للقول بالتساوي بين الذكر والأنثى. والآن في هذا العصر وخصوصاً في العشر سنوات الأخيرة بدأت نبرة الحديث عن المساواة بين الذكر والأنثى في كل شيء حتى ظهرت هذه الفرقة المسمّاة (الجندر) التي تدّعي أنه أصلاً لا يوجد فرق بين الذكر والأنثى وأن دعوى أن هناك فروق بين الذكر والأنثى دعوى باطلة وأنهم متساوون في الحقوق وفي الواجبات وفي المسؤوليات وفي كل شيء ولذلك يجب أن يقوم الرجل بدوره في البيت كما تقوم المرأة بدورها في البيت ويجب أن تقوم المرأة بدورها في العمل وفي السوق وفي الشارع كما يقوم الرجل بدوره لأنه لا فرق، وفي هذا من الظلم على المرأة الشيء البيّن، المرأة التي هم أصلاً يريدونها، فيه ظلم عليها، تكلّفها بكل الأعمال التي يقوم بها الرجل! هذا لا يكون! وما كان أصلاً. والعجيب أنهم ينافحون ويريدون أن يجرّوا الأمم كلها إلى الإقرار بهذا المبدأ الظالم الذي فيه عدوان على الشرع والعقل وعلى الفطرة ولا تستقيم به الحياة والله عز وجل قد قال (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى (36) آل عمران). ثم هل نحن بحاجة أن نستدلّ؟! نبحث عن أدلة أن هناك فرق بين الذكر والأنثى؟! بينما هذا الأمر في الأمم كلها وفي التاريخ ما أحد يستدل عليه، معروفة المرأة وميولها وطبيعتها والأشياء التي تحبها والأشياء التي تقدر عليها، وكذلك الرجل ولو أنك جعلت الرجل يحضن الأطفال ويرضعهم ويقوم بتربيتهم وشوؤنهم لملّ من ذلك وضجر وقد يأتي بالعجائب كما أن المرأة لو استلمت الأعمال التي يقوم بها الرجل في ميدانه وتُناسبه كذلك لحصل منها كذلك مثل ما يحصل.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا نوع من السفسطة والسفسطة لا تستلزم أن تناقشها كيف تستطيع أن تناقش مسفسطاً؟! أنا معك أنهم يستخدمون قوة السياسية وقوة القانون لإثباته لكن مشكلة إذا جاءك واحد وقال أنت لست محمد الخضيري هذه مثلها! أمر مستقر بالفعل في جميع الفِطر، بل من الطفولة إلى أن يشيب الإنسان وهو يعلم أن هناك فرق بين المرأة وبين الرجل[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ (101) يونس) والعجيب أن هذا يأتي بصورة الانتصار للمرأة وهو والله عند أدنى تأمل يظهر لكل من يفكر أن هذا ظلم بيّن للمرأة، كيف تدع المرأة تقاتل وتجاهد؟! أو تبني البنايات الطويلة؟! أو تعمل الأعمال الثقيلة التي لا يقدر عليها ولا يقوى عليخا إلا ذوي الأبدان القوية التي تناسبهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بل لاحظ حتى أنه في هذه الآية أن الله تعالى فرّق بين الرجال في ذواتهم فحتى الرجال ليسوا كلهم يستطيعون العمل، هذا قاعد وهذا أعرج وهذا أصمّ وهذا كفيف ولذلك أعفاهم الله (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ (61) النور) مع رغبتهم أنهم كانوا يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبكون ويتشوّفون إلى المشاركة بأي شكل من الأشكال [/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً الآية هذه في الجهاد الذي يكون فرض كفاية أما إذا كان الجهاد فرض عين فليس من هذا الباب (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) من قعد في الجهاد الذي يكون فرض عين فإنه يأثم كما حصل في غزوة تبوك فقد أمر النبي ضلعم بالنفير العام للجميع ولم يرخِّص لأحد إلا قليل لأسباب معروفة. [/FONT]
[FONT=&quot]في قوله (لاَّ يَسْتَوِي) مثل (ليسوا سواء) يعني استخدام القرآن لبعض العبارات هنا قوله (لا يستوي) نفي الفعل المضارع وهناك قال (ليسوا سواء) على المصدرية أو الاسم، أيهما أبلغ؟ في العادة يقولون أن الجملة الاسمية[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أدلّ على الاستمرار والفعلية على الحدوث[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فهذه من المباحث البلاغية التي يمكن أن تُبحث الفرق بين (ليسوا سواء) و(لا يستوي) من جهة الدلالة البلاغية، بينهما معنىً جامع وهو نفس الاستواء لكن ما الذي تتميز به جملة (ليسوا سواء) عن جملة (لا يستوي)؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذا يكون بطريقنا كنا قبل فترة نتحدث حول قضية العلماء الآن عندما يقولون إن الجملة الفعلية التعبير بالفعل المضارع يدل على الحدوث والتجدد والتعبير بالجملة الاسمية يدل على الثبوت والاستمرار، فقد يقول قائل وكيف استنبط العلماء هذه الدلالة من كلام العرب؟ الجواب ببساطة أنهم استقرأوا كلام العرب قبل نزول القرآن الكريم فوجدوا أن هذا الأسلوب يدل على هذا المعنى وهذا الأسلوب يدل على هذا المعنى فلما تأكدوا واختبروا هذا الكلام وجدوه في القرآن الكريم كما هو في كلام العرب أنهم يستخدمون الفعل إذا أرادوا أن يتحدثوا عن شيء يحدث ويتجدد ويستخدمون الجملة الاسمية إذا أرادوا أن يتحدثوا عن شيء ثابت مستقر فهذه الإستدلالات البلاغية عندما نقول (لا يستوي القاعدون) أو يقول (لَيْسُواْ سَوَاء) أو (وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا (10) الحديد) تتأمل في المواضع التي عُبِّر فيها بالفعل المضارع تجد أن فيها هذا المعنى معنى التجدد والحدوث. فمثلاً هنا عندما يذكر الأعذار في الخروج للجهاد في سبيل الله فهي مسألة تتجدد كلما تجددت الحاجة للخروج وتجددت الحاجة للإنفاق وهكذا أما عندما ينفي بالجملة الاسمية فهو ينفي أشياء ثابتة في الأخلاق (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) آل عمران) هذه أشياء ثابتة في أخلاق هؤلاء لا تتجدد وإنما هي أشياء ثابتة ومستمرة قبل هذا الحدث وبعده. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (لا يستوي) أشرت يا أبا عبد الملك أن هذا في جهاد هو من باب فروض الكفاية، في الحقيقة هذه الآية من أقوى الأدلة على أن الجهاد ليس بفرض في كل حال ويمكن أن نقسمه إلى قسمين جهاد هو فرض كفائي وهو جهاد الطلب، الجهاد الذي يقوم فيه المسلمون بطلب عدوهم في أماكنهم لأجل نشر الدين وتبليغ رسالة رب العالمين وهذا قام به المسلمون في العصور الأولى وأدّوه كما أمرهم الله سبحانه وتعالى وكانوا يتنافسون في هذا الأمر. ومنه ما كان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث البعوث فمن الصحابة من يلتحق بها ومنهم من يبقى في المدينة ومنهم من يجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يطلب العلم فالله عز وجل يقول (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ) لاحظ العبارة (وكلّاً) (وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى) مما يدل على أن الاثنين لم يكن فيهما أحدٌ آثم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] رفع الله عنهم الإثم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كلهم قد وعدهم الله الحسنى لكن أولئك لا يستوون مع هؤلاء القاعدين. هذا من أدلّ الأدلّة على أن جهاد الطلب فرضٌ كفائيّ ومعنى كلمة كفائي يعني إذا قام به من يكفي من المسلمين سقط الإثم عن الباقين[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا أصوب من قولنا إذا قام به البعض[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إذا قام به البعض يعني واحد يعني سقط الإثم عن بقية المسلمين؟ لا [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا سبب تسميته فرض كفاية[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولعل هذا الذي ذكرته قبل قليل في قضية عدم المساواة وأن كلاً له أجر أنه لما جاء عند القاعدين من المؤمنين قال (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فسمّاهم مؤمنين[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولما جاء عند المجاهدين لم ينبّه على هذا الوصف لأنه اكتُفي بالوصف الأول في إيمانهم لكن أولئك كانوا محتاجون للوصف بالإيمان لئلا يُتوهَّم أنهم خرجوا وهذا واحد فقال بعدها (وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى) أيضاً تأكيد على هذا المعنى.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الثاني جهاد الدفع. جهاد الدفع و قسيم جهاد الطلب وهو أن يأتي الكفار إلى بلاد المسلمين فيغزونهم فيها فهذا الجهاد واجبٌ عينيّ على أولئك الذين دخل عليهم الكفار في بلادهم من المسلمين يجب عيناً على كل واحد من أولئك أن يقوم بالجهاد ولذلك قال العلماء يجب على المرأة والطفل ولا يستأذن رجل أبويه لوجوبه عينياً لأنه لا مجال هنا إما أن تقاتل وإما أن تذهب وتذهب بيضة الإسلام ويكون فيه الهلاك للمسلمين ولذلك صار فرضاً عينياً لكن بعض المعاصرين عمّم ذلك وقال فرضٌ عيني على كل المسلمين في الأرض وهذا في الحقيقة غريب جداً لأنه المفترض أن يقال هو فرض عين على من وجب عليه أو على من ابتلوا فإذا لم تقم بهم الحاجة والكفاية وجب على من يليهم من المسلمين ثم تتسع الدائرة حتى تصل إلى آخر مسلم في آخر سطح من الأرض وإلا ما يعقل أن يقال لكل مسلم في الأرض دع ما في يدك وقم قاتل عن أولئك الذين هم في الصين أو في الهند أو في السند[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا حال المسلمين في كل العصور يعني تأثيم الناس بعض الناس كأنه يميل إلى تأثيم الناس في مثل هذه الأمور هذا صعب لأن حال المسلمين في أكثر الأوقات هو هذا[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في بيت المقدس عندما غزاه الصليبيون وأخذوه وسلبوه من المسلمين ما قيل للمسلمين في كل الأصقاع أنكم آثمون حتى يقال الإثم يقع على من فرّط وعلى من يقدر ممن يحيط بهذا المكان ويستطيع أن يقوم والواقع يقول إن الحاجة تندفع بالموجودين في نفس المكان الذي حصل فيه البلاء غالباً يحتاجون إلى من يقودهم يحتاجون إلى من يمولهم يحتاجون إلى من يدفعهم إلى هذا الأمر أما أن تقول لا، كل مسلم يأتي لأجل أن يقاتِل فأنا أخشى أن تحصل مشكلة أخرى وهي أن بلاد المسلمين تُنهب في هذه اللحظة إذا قلت كل امرأة كل رجل كل ولد كل صغير كل كبير أن يدع ما في يده ويذهب إلى تلك البقعة التي أُخِذَت من بلاد المسلمين فيحررها وهذا لا يستقيم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فيه اختلاط في المفاهيم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا فرض عيني. هناك فرضية عينية في الجهاد في مسائل منها الاستنفار يعني إذا استنفر الإمام الناس مثلما حصل في تبوك أو استنفر الإمام شخصاً بعينه يا فلان أُخرج مع المجاهدين إما لعلمه أو لدرايته ودربته أو لقيادته أو لغير ذلك فهنا يجب عليه وجوباً عينياً أن يخرج قال صلى الله عليه وسلم "لا هجرة بعد الفتح وإنما جهاد ونيّة وإذا استُنفِرتم فانفِروا"، هذه واحدة. والثانية إذا حضر في القتال صار في الصفّ فلست مخيراً ولو كان جهاد طلب لا يجوز له أن يفرّ لأنه هنا فيه خذلان للمسلمين قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ (45) الأنفال) وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ (16) الأنفال) فإذا حضر الصفّان لم يحلّ لأحدٍ أن يفرّ ولو كان أصل الجهاد واجباً عليه. فهذه من الأحوال التي يكون الجهاد فيها فرضاً عينياً[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في هذه الآية لفتة بلاغية ولها دلالة في تقديم الجهاد بالمال على جهاد النفس في قوله سبحانه وتعالى (فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) وقال قبلها (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) فقدم الجهاد بالمال على الجهاد في النفس وقدّمه في مواطن كثيرة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تقريباً في ستة مواطن[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولم يقدّم النفس على المال إلا في موطن واحد (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ (111) التوبة) وفي هذا إشارة إلى تعلق النفس البشرية بالمال وأن مقاومة هذه الفطرة وهذه المحبة للمال في نفس الإنسان درجة عالية من الجهاد وفيه حث للمسلمين على إنفاق المال والجهاد فيه وأيضاً فيه إشارة إلى أن الحاجة إلى الجهاد بالمال أكثر من الحاجة إلى الجهاد بالنفس وتجدون هذا قديماً وحديثاً الذي يجاهد بماله قليل والذي يجد بنفسه تجد فيه سعة أكثر ممن يجاهد بماله. ولذلك في الغزوات عندما احتاج النبي صلى الله عليه وسلم للدعم في بعض الغزوات مثل جيش العسرة مثلاً الجيش موجود كأفراد، الصحابة موجودين ولكن التمويل من الذي يموّل[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لذلك عثمان في ذاك الوقت[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قال "من يجهّز جيشاً فقد غزى" فجهّزه. فالشاهد أن تقديم الجهاد بالمال له هذه الدلالة ودلالات أخرى ربما لم نتنبه إليها فيه إشارة إلى أهمية الجهاد بالمال في سبيل الله وأنه في مقاومة شهوة حب المال والتملّك أجر عظيم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وأن الجهاد بالمال يسع كثيرين من الأمة فكأن الله عز وجل يقول يا عبادي أنا افترضت عليكم الجهاد ولن تستطيعوا أن تجاهدوا بأنفسكم فدونَكُم جهاد المال وإني قد قدّمته في هذه المواطن كلها لأفسح لكم المجال حتى تكونوا مجاهدين وأنتم إنما قدّمتم مالاً، المرأة المسكينة التي ترغب أن تكون من المجاهدين في سبيل الله لا يمكن أن تكون أو يصعب فيقال لها قدّمي فتقدِّم من ذهبها من مالها مما آتاها الله سبحانه وتعالى فتنال بذلك أجر المجاهدين. وهذا يذكرني بقول النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يفسح لنا المجال حتى نشارك لما قال من تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا من قُتِل في سبيل الله فهو شهيد، قال فإذن شهداء أمتي قليل" كأن النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في أن يتصف بهذا الوصف عدد كبير من الأمة فقال: "المبطون شهيد والغريق شهيد والمرأة تموت جمعاء يجرها ولدها إلى الجنة شهيدة وصاحب الهدم شهيد" لماذا عدد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأشياء؟ لكي يكون هذا الوصف منطبق على عدد كبير من الأمّة لكن شهيد المعركة لا يستوي مع الشهيد المبطون أو الطعون[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (195) البقرة) قيل إنها نزلت في النفقة في الجهاد فجعل ترك النفقة هلكة هذا أيضاً مما يدل على أهمية النفقة في الجهاد[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ومما يؤكد هذا أنك الآن تسأل المسلمين المضطرين في أنحاء العالم ممن ابتُلوا بأعداء يقاتلونهم عندما تقول لهم: هل تحتاجون لقوات بشرية؟ يقولون لا، ما عندنا مشكلة في القوات البشرية، عندنا أعداد كبيرة جداً تدافع عن بلاد المسلمين وتقوم بالواجب نحن نريد دعماً مادياً بل بالعكس في بعض الأحيان مجيء غيرنا إلينا عبء علينا لأنه يكون هدفاً للعدو ويتكلفون في حفظه ويخافون عليه ويكون فرصة لابتزازهم بصورة من صور الابتزاز المعروفة، فيقولون لا نريدهم لو جلسوا هم يبعثون لنا المال لنقاتل عدونا لكان خيراً لنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في لطائف النظم قال (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) فابتدأ بهم ثم قال (فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) لما جاء عدم المساواة قدّم القاعدين ولما جاء الفضل قدّم المجاهدين فقال (فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) فلما جاءت قضية المساواة لكي لا يحس القاعد بشيء من الذّم قدّمه كما قلنا سابقاً أن العرب ما لهم به عناية فكأنه لما قدّم القاعد أعطاه شيئاً من الاعتذار، إعتذر له، لكن لما جاء الفضل قدّم الفاضل على المفضول لأن هنا تفضيل للمجاهدين[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وقال في الفضل (فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) ونكّرها ليبيّن أنها درجة عالية. "إن في الجنة مائة درجة جعلها الله للمجاهد في سبيل الله". مائة درجة لكن جعلها الله نكرة أو إسم جنس يراد به مُطلق الدرجات ولذلك قال بعدها (وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً (96)) ليست المسألة درجة هذا فوق وهذا تحت وكلاهما متاسوي أو قريب من التساوي، لا، انتبهوا وإن كانوا جميعاً في الجنة فذاك مثل الكوكب الدريّ الغابر في الأفق وهذا في منزلة دونه بكثير نسأل الله أن يُلحقنا بركاب المجاهدين.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هنا فصّل في هذه الدرجة تفصيلاً عندما نكّرها عنما قال (فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً) فتنكيرها هنا دل على تعظيمها وحتى يبين هذه الدرجة قال (وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أُنظروا إلى قوله (وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى) هذا نسميه إحتراساً لئلا يُظنّ بأن القاعدين قد هلكوا قال (وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى). هذا المعنى موجود في عدد من الآيات مثلاً (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى (10) الحديد) يستدرك لئلا يُظنّ بالذين لم يبادروا أو بالذين لم يجاهدوا أنهم قد هلكوا. ومثلها (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ (79) الأنبياء) لئلا يُظنّ أن داوود كان لا يفهم أو أنه لم يكن في المكانة من العلم والفهم (وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا (79) الأنبياء) ومثلها قول النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير) قد يُفهم من الكلام الأول أن المؤمن الضعيف ليس فيه خير فهذا استدراك في غاية اللطف ولذلك يقال أنه إذا مدح الإنسان أحداً فظُنّ أنه يذمّ غيره فينبغي له أن يحترس، مثلاً يقول فلان ما شاء الله خير هؤلاء وأفضلهم وأنه برّز وفعل وفيكم كلكم خير حتى لا يُظن أنه يذمّ الآخرين، يحترس[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في التفضيل الأول قال (دَرَجَةً) وفي التفضيل الثاني قال (دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً) لأنه قال (وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) بيّن هذا الأجر العظيم قال (دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً) ما الفرق بين درجة ودرجات؟ بعض الذين تعرّضوا لهذه القضية قالوا درجة لما نُكّرت دلت على التنويع والتعظيم والجنس وأنها مثل درجات من حيث مؤدّى المعنى وآخرون قالوا لا، إن المراد بالدرجة الأولى درجة معنوية وهي خاصة بالدنيا والدرجات أخروية درجات الجنة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظ أيضاً التنكير جاء في قوله (فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) وهذا يؤكد أن ال[/FONT]
[FONT=&quot]رجة الأولى قد تكون درجة معنوية والثانية ما ينالون من الأجر ولذلك فصّل فيما بعد قال (دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) هذا تفصيل للأجر المذكور في قوله (أَجْرًا عَظِيمًا). وبدأ في قوله (وَمَغْفِرَةً) قدّمها على الرحمة من باب التخلية قبل التحلية وأن الإنسان لا يستحق الرحمة حتى يُغفر له ولذلك يأتي في أسماء الله التي تختم بها الآيات "غفور رحيم" مثل هذه الآية (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يكون من باب اللفّ والنشر المرتّب (مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً) و (غَفُورًا رَّحِيمًا) إبتدأ بالمغفرة في الأول ثم ابتدأ بالثاني والرحمة ورحيماً ثانياً [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والمغفرة مأخوذة [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري: [/FONT][FONT=&quot]من الغَفْر وهو التغطية والستر [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ومنه المِغْفَر الذي يغطي رأس المقاتل ويستره من وقع السهام ولذلك يقول العلماء إن المغفرة تقتضي معنيين: معنى التجاوز ومعنى الستر أيضاً إذا لم يستر عليك ما غفر لك. فإذا قال غفر الله له معناه ستر عليه ذنبه فلم يفضخه به وتجاوز عنه فلم يحاسبه عليه نسأل الله أن يغفر لنا جميعاً ويرحمنا[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إذا جاء مع المغفرة العفو فدلّ على أن المغفرة صارت بمعنى الستر، العفو بمعنى التجاوز، عفت الريح الآثار إذا طمستها، فمعنى ذلك إذا جاء العفو مع المغفرة دل العفو على الطمس وعلى إزالة هذا والمغفرة على الستر مثل قولهم إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا لأنه يأتي أحياناً العفو مع المغفرة فيقع إشكال عند بعض الطلاب وأنت تشرح لهم أن الستر بمعنى الإزالة فإذا جاء العفو كيف يكون. ولذلك قال (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ (109) البقرة) العفو والصفح ما الفرق بينهما؟ قالوا نفس المعنى ولكن الصفح فيه معنى الإعراض كأنه لا يذكره أبداً[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ) كأنها مرتبتان المرتبة الأولى العفو إزالة الشيء ثم الصفح التي هي الإعراض تماماً مثل ما فعل يوسف مع إخوانه. لعلنا نختم أيضاً بهذه الفائدة وهي: ألا تلاحظون أن أسلوب الإطناب في الآية علماً أنه كان يمكن أن تقوم على على الاختصار"[/FONT] [FONT=&quot]فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" ستحذف عدد كبير من الكلام، لفظ الجلالة، فما هو السر في أن يذكر هذا ويردد ويعاد؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] من فوائد الإطناب تعظيم المطنب فيه مثلاً لفظ الجلالة هنا عندما تكرر في قوله سبحانه وتعالى (فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) عندما تقول (فضّل الله) هذا تعظيم لهذا التفضيل لأن الذي قام به هو الله سبحانه وتعالى فإظهار لفظ الجلالة في مثل هذه المواطن يدلّ على عظمة هذا التفضيل وعظمة هذا الفضل، التفضيل لأنه من الله والفضل لأنه ثمرة هذا التفضيل. وأيضاً في قوله سبحانه وتعالى (وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى) عندما تظهر لفظ الجلالة فإنه يكون له من المهابة والتعظيم لله سبحانه وتعالى ولذلك أظهره وإلّا كان بالإمكان أن يكون مضمراً يقول وفضّل المجاهدي، وكلًاً وعد الحسنى ولكن قال (وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ) (وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى) هذه من المعاني.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نقف عند هذا الحد ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يؤتينا من هذا الفضل ما هو به حقيق سبحانه وتعالى نسأل الله أن يبارك لنا جميعاً بالقرآن العظيم، نلقاكم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
 
عودة
أعلى