حقيقة لا خيال .. قصة شيخ من أهل القرآن ـ مات ـ صحبتُه عشر سنوات !

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
هذه قصة ليست من نسج الخيال ..
ولا تحتاج إلى بحث عن أسانيدها في كتب الرجال ..
إنها قصة أنا من عاش وقائعها .. ورأى مشاهدها ..

إنها قصة شيخ صالح عابد .. عاشرته عشر سنوات تقريباً (خطيبا في القرية التي كنت أخطب فيها من 1412-1422)تقريباً .

توفي ـ رحمه الله ـ قبل خمس سنوات ،وقد نيّف على التسعين ..

كان هذا الشيخ رأساً في عشيرته من جهة الوجاهة ،ومن جهة الديانة ـ أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً ـ ..

مثل هذا الشيخ نادر ، بل هو غريب في عشيرته ..

هو من طراز العباد الذين كنا نسمع عنهم ـ ولقينا بعضهم ـ من أهل القرن السابق ،الذين يطلق عليهم اصطلاحا ـ عندنا في نجد ـ (الاخوان) ..

هذا الرجل من أكثر من رأيت تلاوة للقرآن ،مع كونه معدوداً من المحبين للعلم والصالحين ،وهو إلى العوام أقرب ـ في علمه ـ وإلى العلماء أقرب في عمله .. وهل يراد من العلم إلا هذا ؟!

كان يختم كلّ ثلاث .. وله دويٌّ إذا تلى القرآن .. بل ربما يسمعه من يدخل سور المسجد ـ أحياناً ـ لأنه يرفع صوته لثقل سمعه ..

يقسم لي بالله ـ وهو صادق فيما أحسب ـ أن أحب المجالس إليه تلك المجالس التي يغشاه فيها الدعاة أو طلبة العلم ..

فتلك المجالس كأنها عرس بالنسبة له .. يلحظ ذلك على وجهه كلُّ من رآه .. فالسرور يلوح على وجهه ،ومحياه يطفح بالبشر ..

كان سريع الدمعة ..

وإذا أردت أن تبكيه فاذكر له شيئا من أخبار الصالحين ..

أو حدثه عن نعيم الجنة ،أو عذاب النار ..

أو إن شئت فحدثه عن سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ..

ابتلي في آخر عمره ـ رحمه الله ـ بعدة أمور .. منها : وفاة زوجته قبله بعشرين سنة .. ومنها : آلالام كانت تعاوده قبل وفاته بسنوات ،كانت لا تجعله ينام كثيراً ..

ومن أعوص ما مرّ به ماء غشى عينيه ،حتى استحكم ،فحال بينه وبين قراءة كتاب الله ..

دخلتُ عليه ـ غفر الله له ـ بعد أن استحكم الماء على عينيه ، فبكى .. حتى أبكى ..

فقلت : ما الخطب أبا عبدالله ؟!

قال : الماء غطى عيوني (أزريت = عجزت) أقرأ قرآن .. هكذا نطق بها بلهجة عامية تعبر عن حرقة .. وأسى ..

ثم واصل حديثه قائلاً : (والله يا بو عبدالله ما عندي بها الدنيا غير هالقرآن يوسع صدري ،فإذا راح شوفي (يعني بصري) وش أبي بها الدنيا ؟! ) يقولها والدموع تتقاطر على لحيته ..

قلت له : يا أبا عبدالله ! أبشر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ـ كما في حديث أبي موسى في البخاري ـ : (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيماً) .. أبشر فأجر قراءتك الذي منعته بسبب الماء الذي حال بينك وبين قراءة القرآن = ثابت بإذن الله ،وثقة بموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

فقاطعني بصوته المتهدج ،وبلهجة صادقة اختلطت بدموعه الحارة : ( لكن ما معي إلا كم جزء حافظهن قديم عند الشيخ ابن سالم الله يرحمه .. وأنا ودّي أختم .. ما أدري متى أموت !! ) ..

فقلت له : أدع الله يا أبا عبدالله أن الله يزيل عنك هذ الماء ،وأبشر ..
(وأصدقكم القول ـ أيها الإخوة ـ أنني قلتها بغير يقين .. لا شكاً في قدرة الله ـ حاشا ـ ولكن هو ضعف إيماني ويقيني تلك اللحظة ) ..

انصرفتُ من عنده ،وهو يتمتم بالحوقلة ،ويسترجع ..

إنا الله وإنا إليه راجعون .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..

مضت مدة من الزمن ـ لا أدري هل شهر أو أكثر ـ فدخلت عليه كعادتي الأسبوعية بعد خطبة الجمعة ، فإذا وجهه يتهلل فرحاً .. وكلماته تتسابق إلى فمه ليبشرني بقوله : (أبشرك يا بو عبدالله .. أبشرك يا بو عبدالله .. راح الماء عن عيوني .. استجاب الله دعاي ) ..

قالها لي وكأن كنوز الدنيا كلهـــــــــــــــــــــا وضعت بين يديه ..

هنا .. وهنا بالذات .. مرت أمام خاطري معان لا أستطيع التعبير عنها الآن ..

أأتعجب من قوة يقين هذا الموحد ؟!

أم من إجابة الله دعاءه ـ كما عجبت زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام ـ ؟!

أم أبكي على ضعف إيماني ،ويقيني ..

لقد لقنني هذا الرجل الموحد .. وهذا الموقف دروساً لا أجدني آخذها من بعض العلماء ـ سواء في كتبهم أو ممن استفدنا من علمهم ـ رحهمهم الله أجمعين ..

ولم أملك إلا أن شاركته الفرحة بصدق ـ لأنني أحبته حبّ الولد لوالده ـ ..

بقي على هذه الحال من التعبد ،والاجتهاد في الطاعة حتى لقي ربه ..

رحم الله ذلك الشيخ العابد ، صادق اللهجة ،وجمعني به وبكم في الفردوس الأعلى ..

[align=center]ويرحم الله عبداً قال : آمينا [/align]ً
 
آمين . رحمه الله وغفر له وألحقنا به غير مفرطين ولا مبدلين .
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالله .
 
جزاك الله خيراً

ورحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
 
آمين .
رحم الله هذا الشيخ وأسكنه فسيح جناته , وختم لنا ولكم بعمل صالح يرضى به عنا .
وجزاك الله خيرا على هذه القصة المؤثرة
 
رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلي والحقنابه علي خير حال وبارك فيك يادكتور عمر
 
جزاك الله خيراً ، ورحم الله هذا الشيخ العابد وأسكنه فسيح جناته ...
وسبحان من يصرف القلوب على طاعته ، ويثبت القلوب على دينه ..
 
آمين.

جزاك الله خيرا على هذا النقل. وكم أتشوف لمعرفة قصص معاصرة مماثلة حتى لا تكون النماذج التي نستحضرها مستقرة فقط في التاريخ البعيد، وحتى نعلم أن في عالمنا وعصرنا، ومن بيننا ومن حولنا من عاشوا بالإسلام وللإسلام.
 
آمين ...رحم الله صاحب هذه القصة وكاتبها ... وكل من تكرم بقراءتها .... وجعل الله منزلته الفردوس الأعلى من الجنة
وجزاك الله خيراً على هذه القصة المؤثرة التي حملت في طياتها مواعظ بليغة ......
 
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم ورحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته كم نحن بحاجة إلى هذه النماذج في عصرنا الآن . الحمد لله على نعمه وكرمه وفضله .
 
أكرمك الله أخي عمر وذكرني هذا الرجل رحمه الله بقول أظنه لابن القيم رحمه الله إذ قال :
العلماء ثلاثة : عالم بالله عالم بأمر الله
وعالم بالله غير عالم بأمر الله
وعالم بأمر الله غير عالم بالله

وأظن هذا الرجل من العالمين بالله و له من العلم بأمر الله ما ينفعه عند الله
جمعنا الله وإياه في مستقر رحمته
 
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل .

أسأل الله أن يجمعنا وإياه ، وإياك ، ووالدينا ، ومن نحب في الفردوس الأعلى .
 
ومن القصص المشابهة لقصة هذا الرجل ، قصة شيخي ـ بالإجازة ـ الشيخ : حميد قاسم ،من علماء اليمن ،وعمره قرابة (90) سنة أو أقل بقليل ،فقد زرته في بيته في مدينة (إب) ،واستجزته فأجازني ،وكان من ضمن الحديث الذي حدثنا به أن قال ـ ولا أنسى كلماته تلك .. فكأنها ترن في أذني الآن ـ :
كنت قد أشفقت من ضعف سمعي قبل سنوات ،وضاق صدري ،فتضرعت إلى الله وابتهلت ، فردَّ الله علي سمعي ،وكأنني في أيام شبابي ، بلا عمليات جراحية ولا غيرها ..



الله أكبر .. هكذا اليقين برب العالمين ،واهب النعم ،ودافع النقم ..

اللهم ارزقنا صدق التوكل عليك ،وقوة اليقين بك
.
 
آمين.

جزاك الله خيرا على هذا النقل. وكم أتشوف لمعرفة قصص معاصرة مماثلة حتى لا تكون النماذج التي نستحضرها مستقرة فقط في التاريخ البعيد، وحتى نعلم أن في عالمنا وعصرنا، ومن بيننا ومن حولنا من عاشوا بالإسلام وللإسلام.

إليك هذا الرابط :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10942
 
لقد أبكيتنا يا شيخ عمر كما أبكاك ذاك الشيخ الكبير

هذه قصة من قصص الكبار الذين رأو أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة فكرسو الجهود لإغتنامها بالأعمال

الصالحة أسأل الله بمنه وكرمه أن يرحمنا ويرحم جميع المسلمين إنه سميع مجيب
 
[align=center]رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته ...
كل الشكر لك أخي عمر على هذا التصوير الأكثر من رائع ....
وكم نحن بحاجة لمثل هذه النماذج في زمن تسابق أهله وراء هذه الدنيا الزائلة ، والله المستعان ...[/align]
 
رحم الله الشيخ رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته

و بارك الله فيك يا أبا عبد الله
 
ومما يشبه قصة شيخنا بالإجازة حميد قاسم ـ في رد السمع بعد ذهابه ـ ما ذكره الذهبي في معرفة القراء الكبار 1/311 في ترجمة أحممد بن عثمان بن الفضل ،المعروف بغلام السبّاك :
قال عبد القاهر سمعت غلام السباك يقول :
ثقل سمعي ، وكان شاب جميل يقرأ علي ، فكنت أنظر إلى فمه ولسانه مراعاة لقراءته ،وكان الناس يقفون ينظرون إليه لحسنه ، فاتهمت فيه ، فساءني ذلك ، فسألت الله أن يرد علي سمعي ، فرده عليّ .

انتهت القصة .


وهذه القصة تأتي في سياق حفظ الله لعبده الصادق ،فإن الله تعالى يهيئ له ما يظهر براءته ،من الفرية أو التهمة التي زُنَّ بها .
وهي كرامة لحامل القرآن الصادق ، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً
.
.
 
أرفع هذا الموضوع : شحذاً للهمم ، ورغبة في الدعاء لذلك الشيخ الكريم ـ رحمه الله ـ فهو الآن ـ في لحده ـ أحوج ما يكون لدعوة منكم يا أهل القرآن .


اللهم اغفر لعبدك أبي عبدالله ،ونور ضريحه ،واجعله روضة من رياض جنتك .
 
[align=center]جزاكم الله خيرا ..
اللهم اغفر لعبدك أبي عبدالله ،ونور ضريحه ،واجعله روضة من رياض جنتك ، واجمعنا به في الفردوس الأعلى ياكريم .

***
[/align]
 
نعم لمثل هذه الهمم العالية التي لا تعرف الياس مع كتاب ربها
..
جعلنا ربي مثلهم
..
 
حقيقة القصة مؤثرة فياليتنا نعتبر يامن انعم الله علينا بنعمة البصر فيما نستخدمها

مرة ايه الاحباب اطفئ الكهرباء عندنا في الحي وبقي ما يقارب ربع ساعة وكان بعد العشاء والله يا اخوان الظلام كان لدرجة انني اضع يدي امام عيني مباشرة والله لم اكد اراها

فأخذت اتأمل فيمن فقد البصر

فمرة شعرت بمعاناته

ثم قلت في نفسي ولكن والله انه خير من آلاف المبصرين الذين ما احسنوا استخدام هذه النعمه

فنسأل الله ان يوزعنا شكر نعمته
ونسأل الله ان يغفر لذلك الشيخ في القصة التي ذكرتها يا شيخ عمر
 
رحمه الله وأيانا رحمة واسعة ,, وجعل القران أنيسنا في قبورنا
 
فضيلة الشيخ عمر المقبل وإثارة الشجن .

فضيلة الشيخ عمر المقبل وإثارة الشجن .

أثارت قصة الشيخ عمر المقبل مع صاحب القرءان في شجونا ً و أذكرتني ما لست بناسيه .

قبل سنوات كنت في زيارة للمدينة النبوية على صاحبها أفصل الصلاة والسلام .

وفي يوم الجمعة ذهبت لأداء صلاة الجمعة فصليتها في سطح المسجد لزحام الناس وكثرتهم .

بعد أن فرغت من الصلاة جلست قليلاً حتى يخف زحام الخارجين من المسجد فأتاني شخص لا أعرفه عمره يقرب من الخمسين سلم علي مصافحة وعرف بنفسه وأنه من المنطقة الوسطى فلما عرفته بنفسي وعلم أني من نفس بلده قام وعانقني وأصر أن أذهب معه لشقته لتناول طعام الغداء فتمنعت قليلاً ثم ذهبت معه لشقته فإذا هي شقة صغيرة جداً.

فكأني استنكرت عدم وجود أهله معه فبادرته سائلاً أهلك معك ؟

فقال لا أبنائي كبار يقومون بواجبهم أما أنا ففي كل عام آتي للمدينة المنورة وأقضي فيها شهراً كاملا ً .

قلت له تأتي لوحدك فمن يؤنسك ؟

فأشار بيده إلى زاوية الغرفة وقال يؤنسني الحبيب .

فالتفت إلى الزاوية فرأيت كتاب الله موضوعاً على طاولة صغيرة .

والله ياأخوة لما رأيت المصحف أصابتني قشعريرة في جسدي .

ثم قال والله إن مؤنسي في وحدتي كتاب الله كلما فرغت من ختمة ابتدأت في أخرى .

بعد ذلك تناولنا الطعام ثم ودعته وكان من أعظم ما استفدته من رحلتي تلك موقفي مع ذلك الرجل .

بعد عامين من تلك الرحلة أتاني أحد الأقارب زائراً وفي معرض حديثه قال اليوم صلوا في الحرم على رجل أعرفه كان يمكث كل سنة شهراً في المدينة وشهراً في مكة والعجيب أنه توفي وهو يصلي في الحرم .

فسبحان الله العظيم وقع في قلبي أنه صاحبي الذي لقيت في المدينة فقلت ما أسمه فلما أخبرني باسمه فإذا هو نفس اسم صاحبي في المدينة ! ! .

فأسأل الله في هذه الليلة المباركة أن يرحمه وأن يغفر له وأحسبه والله حسيبه من أهل القرءان الذي ختم الله لهم بخير .


ومن المواقف التي في الذاكرة ماذكره الشيخ صالح المغامسي أمد الله في عمره على طاعته في أحد مجالسه يقول :

كان هناك رجلاً كبير السن من اليمن لا يقرأ ولا يكتب يسكن في المدينة .

فكان يدخل المسجد النبوي فيصلي النافلة ثم يلتفت يمنة ويسرة فإذا رأى رجلاً لا يقرأ أخذ مصحفاً وذهب إليه وأعطاه المصحف وقال له اقرأ وأنا استمع .

واستمر على هذا الأمر بضعة عشر سنة !

وفي يوم من الأيام دخل المسجد كعادته فلما قضى صلاة النافلة رأى رجلاً لايقرأ فأخذ مصحفاً وذهب إليه وقال له اقرأ وأنا استمع فقرأ عليه الرجل وهو يستمع وفي أثناء القراءة مرت آية فيها سجدة فسجد القارئ ومعة الرجل الكبير الذي يستمع ثم رفع القارئ من السجود وبقي هذا الرجل الكبير ساجداً وأطال السجود فخشي القارئ أن به بأساً فحركه فسقط الرجل الكبير على جنبه وفارقت روحه الحياة وهو ساجد ! !

فيالله من مواقف يعجز اللفظ أن يعبر عنها فالسكوت هو اللسان الفصيح

أسأله سبحانه أن يغفر لنا ولكم ويجمعنا بكم في جناته وأن يجعل القرءان العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا والسلام عليكم .
 
الله أكبر .. نسأل الله تعالى حسن الخاتمة ، شكر الله لك أخي فهد ،وليتك جعلت هذه المداخلة (الشجنية) تحت الموضوع ذاته؛ ليتم الاستفادة منها في مستقبل الأيام لمن أراد أن يجمع بعض القصص في هذا الباب.
 
شيخنا الكريم فهد الجريوي وفقك الله

بارك الله فيك وجزاك خيراً على إضافتك هاتين القصتين المؤثرتين ، وقد كنت نقلت ما كتبه الشيخ عمر المقبل إلى الساحة العربية فوجدت تفاعلاً وتأثر بها القراء ، وسأضيف هاتين القصتين - إن شاء الله - إلى الموضوع هناك .

وأسأل الله أن لا يحرمكما الأجر أنت والشيخ الكريم عمر المقبل ، وأن يجعل ذكر مثل هذه القصص محفزاً للاقتداء والعمل .
 
[align=center]سبحان الله الذي لا يضيع أجر المحسنين ، أسأله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها.[/align]
 
قصص مؤثرة بارك الله لكم.هل هناك دليل على أن حسن الخاتمة من المبشرات بحسن المئآل أم أن المعول عليه حال الشخص قبل موته إذا كانت في الخير وشهدوا الناس له بذلك فتلك عاجل بشراه.
 
هل هناك دليل على أن حسن الخاتمة من المبشرات بحسن المئآل أم أن المعول عليه حال الشخص قبل موته إذا كانت في الخير وشهدوا الناس له بذلك فتلك عاجل بشراه.

حسن الخاتمة .. وإطباق الناس على الثناء على الشخص كلها قرائن قوية ، بل بعضها عند بعض الأئمة مما يوجب القطع له بالجنة ،وليس هذا مقام تفصيل هذا ،وإن شئت فراجعي تقرير الشيخ ابن عثيمين على ذلك في شرح كتاب الجنائز من الشرح الممتع.
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أقدم لكم هذه الواقعة ( من القيروان ) التي تحمل في طياتها عبرا كثيرة منها : كرامات حاملي كتاب الله و خادميه و النهي عن التوسل بالأموات .


يروي الشيخ عبد الرحمن خليف رحمه الله قصة مرض شيخه المؤدب علي بن غانم - رحمه الله – الذي تخرج على يديه مئات من حفاظ القرآن .

أصيب المؤدب بن غانم بانسداد في المجاري البولية و قرر الأطباء إجراء عملية جراحية لإنقاذ الكلية . رفض رحمه الله الجراحة و بقي على حاله . : يتألم ليلا نهارا يتضرع و يتلوى و يصيح و يولول من شدة الألم . حاول أقاربه إقناعه بضرورة الجراحة لكنه أصر على الرفض .
في الليلة الثالثة غلبه النوم . في المنام رأى و كأنه ذاهب إلى مقام الصحابي أبي زمعة البلوي – رضي الله عنه - و في الطريق اعترضه رجلان و كانا وكأنهما يبحثان عنه , قال أحدهما للآخر :ها هو . و طلبا منه أن يتبعهما . اتجهوا جميعا إلى جامع عقبة بن نافع حيث وجدوا ناسا كثيرا . توجها به نحو المحراب . فتحوا بابا في المحراب ( في الواقع ليس هناك باب ) و دخلوا بيتا . رأى في البيت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و معه رفيقاه – أبو بكر و عمر – رضي الله عنهما . كان رسول الله رافعا يديه و هو يدعو و يدعو و يتضرع .

و تنتهي الرؤيا. و يفيق الشيخ بن غانم من النوم و ينادي زوجته : يا فلانة , إني جائع , هات لي طعاما .

نعم . و كأن شيئا لم يكن . و شفي رحمه الله دون جراحة و لا جراحين و لا جروح و لا... و لا ...

و هذه و لا شك كرامة لذلك المؤدب خادم كتاب الله . و لكن ...

.... يتدخل الشيخ عبد الرحمن – رحمه الله – للاستفسار عن أمرين:
1- الدعاء الذي كان يدعو به الرسول - صلى الله عليه و سلم – قال الشيخ بن غانم إنه لم يتذكر منه شيئا .
2- الدعاء الذي كان يدعو به الشيخ بن غانم حين مرضه ( لم يكن الشيخ بن غانم فقيها في الدين بل مؤدبا جليلا ) . لقد كان يقول – غفر الله لنا و له - :

يا رسول الله غوثا ومدد °°° يا رسول الله أنت المعتمد
يا رسول الله فرج كربنا °°° ما رآك الكرب إلا و شرد

و هنا يصوب الشيخ عبد الرحمن الأمور و يبين أنه لا يجوز الالتجاء في الدعاء إلا إلى الله .

ففي الأول كان المؤدب متجها نحو مقام أبي زمعة البلوي و لكن الرجلان صححا اتجاهه نحو بيت الله .
و ثانيا : في بيت الله اتجهوا به نحو المحراب وهو المكان الذي يعبد فيه الخالق . ألم يقل الله " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا " و قال " فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ " فالمحراب هو أشرف المجالس أو الذي يعبد فيه الله . و المحراب رمز لاتجاه القبلة فالدعاء يجب أن يتوجه به إلى الله كما في الصلاة .
ثالثا لما وجد رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يدعو و يتضرع . لقد أراه الرسول الصورة الصحيحة للدعاء : و هي اللجوء إلى الله لا إلى أي مخلوق آخر و لا إلى الرسول . ألم يقل الرسول : " وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ " ( أحمد عن ابن عباس 2803 ) .

و هنا رابط التسجيل الصوتي كما رواها الشيخ عبد الرحمن . مع بعض التفاصيل .
 
ألا : فلندع للكاتب بالأجر , وللشيخ الفاني بالرحمة ,ولنبك على أنفسنا أمام تقصيرنا مع ما نحمله من حجج الله علينا , فجزى الله الشيخ عمر خير الجزاء , ورحم الله الشيخ رحمة تغنيه عمن سواه ,
إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المذنب
اللهم اجبر كسرنا وارحم ضعفنا وثبتنا على الحق حتى نلقاك , آمين .
 
رحمهم الله جميعا وآنس وحشتهم ورفع منزلتهم
.
.
اللهم ارزقنا من فضلك
 
رحم الله الشيخ عبدالرحمن خليف

إمام جامع عقبة بن نافع وأسكنه فسيح جناته وهكذا العالم يأبى أن يسوق القصة من غير أن ينبه إلى الصواب وتصحيح العقيدة حتى عند مشايخه ومحبيه وأعرف عنه تواضعه الشديد وحسن الخلق وهكذا ينبغي أن يكون مسلكنا في سوق القصص والكرامات والأخبار بالتنبيه الى مايخالف العقيدة حتى لايتلقاها العوام بأخطائها ولا أقصد أن فيما ذكر الأحبة شيئا من ذلك ولكني أردت التنبية إلى فائدة من حكاية الشيخ عبدالرحمن رحمه الله تعالى
 
أرفع هذا الموضوع : شحذاً للهمم ، ورغبة في الدعاء لذلك الشيخ الكريم ـ رحمه الله ـ فهو الآن ـ في لحده ـ أحوج ما يكون لدعوة منكم يا أهل القرآن .


اللهم اغفر لعبدك أبي عبدالله ،ونور ضريحه ،واجعله روضة من رياض جنتك .

وأجدد الرفع مع قرب الشهر الفضيل ، بلغنا الله وإياكم أيامه بمنه وكرمه.
 
ومع قرب الشهر الكريم ، يحلو تذكر أمثال هذه القصص التي تشحذ العزائم ..
اللهم اغفر لأبي عبدالله ، وارفع درجته في المهديين.
 
أستاذنا الفاضل المقبل :
أدمعت عينيّ يا سيدي ..
و أبكيتني على حالي و حالنا كيف لا يرفع موضوع كهذا كل يوم بتعليق جديد أو قصة جديدة !! ؟ !!
أليس ضعف اليقين هو مشكلتنا الجوهرية ؟!؟
فما بالنا نمرّ مرور الكرام على مواضيع كهذه ؟ و الحال أن القصص نهج قرآني !

و من مفاهيم " التبليغ " العجيبة قولهم إنه حتى الأنبياء احتاجوا دورات تدريبية لليقين قبل بدء الدعوة !!!

سيدي الفاضل :
أرجو منكم تغيير العنوان ليصبح أكثر شمولية و احتواء للقصص الأخرى ..
و بارك الله فيكم .
 
الله اكبر

هذا حال من كان مع الله

كن بالله ولا تبالي


رحمه الله رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين


جزاك الله كل خير ياشيخ عمر
 
آمين .. رحمه الله رحمة وآسعة , أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن
ويرزقنا تلاوته والعمل به على الوجه الذي ينبغي ..
قصة أثرت بي , فجزاك الله خيراً ياشيخ عمر .
 
آميييين
رحمهُ الله رحمةً واسعة وآنس بالقرآنِ قلوبَنا وقبورَنا
وجزاكم الله خيرا
 
اللهم ارحمه واغفر له وادخله الجنة من غير حساب ولا عقاب ياحي ياقيوم ياذو الجلال والإكرام
بارك الله فيك ياشيخ عمر
 
عودة
أعلى