حفل (تبيان) لجائزة الرسالة العلمية المتميزة في الدراسات القرآنية

تبيان

New member
إنضم
2 سبتمبر 2009
المشاركات
251
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
824.jpg
برعاية من معالي رئيس مجلس الشورى الدكتور / عبد الله بن محمد آل الشيخ . عضو شرف الجمعية​
تدعوكم الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ( تبيان ) لحضور حفل
جائزة الرسالة العلمية المتميزة في الدراسات القرآنية ( في عامها الخامس ) وانعقاد الجمعية العمومية .
يوم الأربعاء 29 / 6 / 1432 هـ بعد صلاة المغرب بالقاعة الكبرى بكلية أصول الدين ( للرجال ) وبقاعة مركز الطالبات بالملز ( للنساء ) وسيصاحب هذا الحفل توزيع إصدارات الجمعية الجديدة ( 5 ) إصدارات ، وكذلك ( 5 ) إصدارات من مطبوعات أعضاء الجمعية المهداة للجمعية لتوزيعها على أعضائها .
 
حفل (تبيان) لجائزة الرسالة العلمية المتميزة في الدراسات القرآنية

 
في هذه الدورةالخامسة لجائزة الرسالة العلمية المتميزة في الدراسات القرآنية لعام 1431هـ- 1432هـ تم وضع ضوابط جديدة لتكون دافعا للتنافس العلمي بين المتخصصين.
وسوف يتم الاعلان عن الرسالتين العلميتين الفائزة بالجائزة في الحفل باذن الله ، رسالة دكتوراة وأخرى ماجستير
وقد جربنا عدم الاعلان عن الجائزة الا في الحفل مباشرة في العام الماضي ووجدنا له نكهة خاصة ،
وموعدنا وموعدكم مغرب الليلة لنتعرف على الفائز بالجائزة ؟؟؟
وأبارك لهما مقدما
اخوكم :عيسى الدريبي -نائب رئيس اللجنة العلمية في "تبيان"
 
كان اللقاء متميزاً في تنظيمه وضيوفه وجلساته، فجزى الله الإخوة في مجلس إدارة تبيان والعاملين فيها خير الجزاء وتقبل منهم أعمالهم وبارك في جهودكم .
 
حبذا لو ذكر لنا أحد ممن حضر ما هي الرسالتين الفائزتين بالجائزة؟ وما هي الإصدارات التي وزعت؟ وهل هي متوفرة في المكتبات؟
 
[align=justify]
حبذا لو ذكر لنا أحد ممن حضر ما هي الرسالتين الفائزتين بالجائزة؟ وما هي الإصدارات التي وزعت؟ وهل هي متوفرة في المكتبات؟

الرسالتان الفائزتان :
1. رسالة دكتوراه بعنوان : (علوم القرآن عند الصحابة والتابعين - دراسة وتأصيل) للباحث بريك القرني.
2. رسالة ماجستير بعنوان : (المصاحف المنسوبة للصحابة رضي الله عنهم والرد على الشبه المثارة حولها) للباحث محمد الطاسان.
وأما الإصدرات التي وزعت فهي :
1. أسماء سور القرآن الكريم، تأليف أ.د. محمد الشايع.
2. الحوار في القرآن معالمه وأهدافه، تأليف د. سناء عابد. (رسالة دكتوراه وتقع في مجلدين)
3. كتابة القرآن الكريم بغير الرسم العثماني - دراسة تاريخية وموضوعية، تأليف مها الهدب. (رسالة ماجستير)
4. تحريف معاني الألفاظ القرآنية - دراسة نظرية تطبيقية في سورتي الفاتحة والبقرة، تأليف عميرة الرشيدي. (رسالة ماجستير)
5. المسائل الأصولية في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، تأليف د. عبد العزيز العويد. (بحث محكم)
6. جهود سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله في تفسير القرآن الكريم، تأليف د. محمد السريع. (بحث محكم)
7. البحر في القرآن الكريم آيات ودلالات، تأليف د. عبد الله الرومي. (بحث محكم)
8. العدد السابع والثامن من مجلة الدراسات القرآنية.
[/align]
 
الحمد لله، لقد كان لقاءً حافلاً ، وكان مميزًا ، وكم يفرحني مثل هذا اللقاء الذي نرى فيه زملاءنا الذين لا يمكن أن نلتقي بهم إلاَّ في مثل هذا اللقاء، فأسأل الله لهذه الجمعية ـ بقيادتها المباركة ـ المزيد من العطاء.
ملاحظة :
هذا الكتاب لم أره فيما وزعته الجمعية علينا:
الحوار في القرآن معالمه وأهدافه، تأليف د. سناء عابد. (رسالة دكتوراه وتقع في مجلدين)
 
ملخص الرسالة الفائزة ( دكتوراه )

ملخص الرسالة الفائزة ( دكتوراه )

علوم القرآن عند الصحابة والتابعيـن
دراسة وتأصيل
رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه
إعداد الطالب:
بريــك بن سعيد القرنـي
العام الجامعي
1431/1432هـ
==========================
هذه رسالة علمية تقدم بها الباحث لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه من كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد تكونت لجنة المناقشة من:
1 - أ.د. بدر بن ناصر البدر مشرفاً على الرسالة.
2 – د. رياض بن محمد المسيميري . مناقشاً.
3 – أ . د. محمد بن عبدالعزيز العواجي . مناقشاً.
وقد أوصت اللجنة بمنح الباحث درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى. ===============================================
أهمية الموضوع وأسباب اختياره:
1 – الحاجة إلى تأصيل هذه العلوم القرآنية من كلام الصحابة والتابعين، ومعرفة ما تكلم فيه السلف والرعيل الأول من غيره، واستظهار مناهجهم في هذه العلوم، إذ هم من عاصر التنزيل وأخذ من المورد المعين والبحر العذب ومعدن العلم الزاكي، وهذا الموضوع إن تأخر زمناً إلا أنه متقدم رتبة مُعتلٍ قدراً، لأن علوم السلف الأوائل خير ما يُولى بالنظر الفائق ، والبحث المؤصل .
2 – أن جمع الآثار عند الصحابة والتابعين في جملة من علوم القرآن تورث علماً نفيساً، وأصالةً مزيدةً تفتح آفاقاً لاستنباط الدقائق وتفريع المعاني ، فيستخرج منها إذا جمعت فوائد جمة لا يتحصل عليها طالبها وهي مبثوثة منثورة في تضاعيف المؤلفات، وهو كذلك كشف عن وجوه جديدة لعلوم القرآن عند السلف التي أولوها اهتماماً مزيداً وعنايةً أكيدة ً مما لم تأت عليه أقلام الباحثين – وإن أتت عليه – ففيه فسحة من الجديد المبتكر والتقعيد المتقن.
3 – تجدد النظر في هذه العلوم ترتيباً وأهمية حسب الأثر والرواية، وكشف منازل علوم الكتاب ومقادير كل علم من العناية والمدارسة التي تنبيء عنها المرويات والنصوص.
4 – أن أنواعاً من علوم القرآن قد علمت وتقررت عند أهل الاختصاص وتواردت عليها التآليف، بينما لو جاء السؤال عن أصل هذه العلوم ونصوصها من كلام السلف فلربما عيي المسئول بالجواب، من أجل هذا ظهرت الدعوات إلى تبيين أصول هذه العلوم عند الرعيل الأول ومعرفة موروثهم من غيره، فيتميز ما هو من علوم السلف وما حدث مبتكراً واستجد بعد عصرهم مما للنظر والرأي فيه نصيب.
5 – أنني لم أعلم من جمع آثار الصحابة والتابعين في هذه العلوم، واستنطق نصوصها ودوَّن عزيز مافيها من مسائل وفوائد ، وأصَّل لهذه الأنواع من علوم القرآن بهذه المنهجية المتبعة في هذا البحث، ورأيت أن أهل المعارف القرآنية قد اكتفوا ببرهان الزركشي وإتقان السيوطي، وهما كتابان موسوعان على قدر عظيم من النفاسة والجلالة، وَرَد إلى حياضهما أهل التصانيف وصدروا، فكان ينبغي أن يعرف ما وراء هذين المصنفين من آثار السلف ونصوص الأوائل ، وعودهم إلى السابقين وما خلفوه من إرث عظيم وعلوم رفيعة .
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى دراسة علوم القرآن عند الصحابة والتابعين روايةً ودرايةً، وستكون محاور البحث التي يسعى إلى تبيينها وكشف النقاب عنها ما يلي:
1 – التأصيل لعلوم القرآن التي كانت عند الصحابة والتابعين وتقرير أفرادها وموضوعاتها ، والعكوف على جمل من الروايات والآثار تستبين بها طرائقهم ونهجهم في هذه العلوم القرآنية.
2 – إبراز أنواع من علوم القرآن أكدتها نصوصهم والتقعيد لها ، وإظهارها من ضمن الأنواع المستجدة وكشف النقاب عنها وعن مسائلها.
3 – إظهار مناهج الصحابة والتابعين في علوم القرآن، وتوضيح مسالكهم في عرض مكنونات العلوم، وأهم ما قرروه وتواردوا على بيانه في كل فنٍّ قرآني.
4 – بيان أنواع من علوم القرآن أثرية الصبغة أصيلة النشأة من علوم الصحابة والتابعين، بحيث تفترق عن العلوم الناشئة بعدُ مما هي محصلة النظر والاجتهاد، وجمع ما تفرق من أفراد الرواية التأصيلية في مكان واحد واستنطاقها لتبين ما فيها من علم واستنباط وتقعيد، وكشف ما في العلوم القرآنية من تأصيل ومنهج ، ظفراً بالفوائد الرائقة ، والفرائد المشرقة .
5 – معرفة مقدار إفادة أهل التصانيف القرآنية من نصوص الأوائل ومروياتهم في مختلف الفنون وطرائق تلك الإفادة، وموقع الأثر والرواية من تلكم التآليف، وحظ علوم القدماء وأهل الريادة من القضايا القرآنية وموضوعاتها، وما يمكن أن يضاف إلى ما عند المؤلفين ويزاد على ما أصلوه من المعارف أنواعاً ومسائل.
========================================================
خطة البحث:
تتكون خطة البحث من مقدمة ، وتمهيد ، وستة أبواب ، وخاتمة ، وفهارس.
المقدمة وتشمل: أهمية الموضوع وأسباب اختياره، والأهداف، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهج الكتابة فيه.
التمهيد، ويشتمل على ما يلي:
نشأة مصطلح علوم القرآن وتطوره، وتعريف الصحابة والتابعين.
الباب الأول: علوم القرآن المتعلقة بالنزول عند الصحابة والتابعين، وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول: نزول القرآن.
الفصل الثاني: أسباب النزول.
الفصل الثالث: أول ما نزل وآخر ما نزل.
الفصل الرابع: المكي والمدني.
الفصل الخامس: المبهمات.
الباب الثاني: علوم القرآن المتعلقة بالمعاني عند الصحابة والتابعين، وفيه ستة فصول:
الفصل الأول: الوجوه والنظائر.
الفصل الثاني: المقدم والمؤخر.
الفصل الثالث: مشكل القرآن.
الفصل الرابع: موهم الاختلاف والتعارض.
الفصل الخامس: أمثال القرآن.
الفصل السادس: الجدل في القرآن.
الباب الثالث: علوم القرآن المتعلقة بدلالة الألفاظ عند الصحابة والتابعين، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: المحكم والمتشابه.
الفصل الثاني: العام والخاص.
الفصل الثالث: النسخ.
الباب الرابع: علوم القرآن المتعلقة بالوقوف عند الصحابة والتابعين، وفيه فصلان:
الفصل الأول: الوقف والابتداء.
الفصل الثاني: المفصول والموصول.
الباب الخامس: أنواع متفرقة من علوم القرآن عند الصحابة والتابعين، وفيه سبعة فصول:
الفصل الأول: الأحرف السبعة.
الفصل الثاني: جمع القرآن وكتابته.
الفصل الثالث: مفردات القرآن.
الفصل الرابع: تعضيد السنة بالقرآن.
الفصل الخامس: ملح التفسير ولطائفه.
الفصل السادس: تحزيب القرآن والمفصل.
الفصل السابع: الاستنباط من القرآن.
الباب السادس: سمات علوم القرآن بين عهدي الصحابة والتابعين، وآثار تأصيل هذه العلوم، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: سمات علوم القرآن بين عهدي الصحابة والتابعين.
الفصل الثاني: آثار التأصيل لعلوم القرآن عند الصحابة والتابعين.
الفصل الثالث: إفادة المؤلفين في علوم القرآن من هذه النصوص والآثار.
الخاتمة: وتشمل أهم النتائج وتوصيات الباحث.
========================================================
الخاتمة
بعد تطواف مثمر في أسفار الأثر ودواوين الرواية مع معارف القرآن العظيم في زمن العلوم الأول، تسطع هذه النتائج وتختم هذه الفوائد بجملة وافرة من القضايا، يجمل التنبيه عليها والوصاية بها ليفوح مسك الختام ، ويسطع بدر التمام :
1 – شمولية تلقي علوم الكتاب المجيد مع كل ما يتعلق بالقرآن تفسيراً ومعانٍ، وحروفاً وأداءً، وعلوماً ومعارف، فقد نهل الصحابة والتابعون من معين التنزيل بمجموعها، لا ينفصل علم عن آخر ولا فنٌّ عن قرينة.
وهو تآخٍ للعلوم وما يتصل بكتاب الله، تعلماً وتعليماً، تلقياً ونشراً.
ولهذا نُقلت إلى المتأخرين علوم القرآن التي أسَّسَها الصحابة وعلموها وخاضوا في أفرادها وأفاضوا في موضوعاتها بالأسانيد نفسها التي حملت مروياتهم في التفسير وحروف القرآن وأداء ألفاظه.
2 – أن علوم القرآن التي أفاض فيها الصحابة والتابعون علومٌ أثرية، نقلتها أسانيد الرواية ، والحديث عن قوة الطرق وضعفها ووصلها وانقطاعها هو ما ذكره العلماء النقاد وأطنبوا فيه عند مروياتهم التفسيرية؛ لأن سبل نقلها هي سبل نقل الآثار التفسيرية ، واستبان أن ضعف الطريق إلى الرواية في علوم القرآن غير مانع من التأصيل منها ، وتأسيس موضوعات الفنون عليها ؛ لأُمور :
أ / ضعف الطريق لا يلزم منه ضعف المتن.
ب/ أن الحكم بالضعف والتوهين كان من خلال ما وصل إلى المعاصرين من كتب السنة ودواوين الأثر، وبقيت ذخائر مفقودة، ربما جاءت الرواية من طريق صحيح أو على أقل حالٍ عضدت الطريق الضعيف وارتقت به إلى الحسن لغيره.
ج / أن بوابة التأصيل الكبرى لمعارف الكتاب عند أولئك السلف الأولين كان عبر تأمل الأمثلة والشواهد التي يتكون من مجموعها مسألة علمية وقضية قرآنية، فلو وُهِّن سند رواية لأمكن أن يصح برواية أُخرى، ولو وهنت الأُخرى لتقوت الطرق بعضها ببعض فتثبت المسألة القرآنية وتعتمد .
3 – ظهر أن فنون القرآن على ضربين:
الأول: علوم نقلية، وشرطها مشاهدة التنزيل وحضور الوقائع ومعاصرة الأحداث، وهو شرط لا يتوفر إلا في الصحابة الكرام.
وما ورد عن التابعين من آثار في العلوم النقلية هو في حقيقة أمره روايةٌ ونقلٌ لما تلقوه عن شيوخهم من الصحابة يؤكد هذا ويعضده أنها مسائل لا مدخل فيها للاجتهاد، فلم تبق إلا الرواية عن ملازمي النبوة وتنزلات القرآن.
الثاني: علوم اجتهادية، ولا يشترط فيها ما اشترط في العلوم النقلية، فكان الأمر فيها واسعاً مادام للنظر والرأي فيها موطن.
وما دام في القرآن علومٌ مردها التفكر وحسن التبصر فهي دعوة إلى نثر ما في مكنونه من المعارف التي لا تنتهي والغوص على فنونه الغزيرة المستودعة بواطن الآي الكريمة.
4 – يظهر قدر العلم القرآني وبالغ منزلته بين العلوم الأُخرى، وجليل اعتناء الصحابة والتابعين في تحصيله بأمرين:
الأول: نصوص معربة عن شأنه وعلو كعبه بين العلوم القرآنية ، كالوارد في أهمية الأسباب ، والنسخ ، والمكي والمدني.
الثاني: التوجه إلى ضم متفرقات العلم والتوسع في تقصي أفراده وتحصيل موضوعاته، توجهاً عملياً لا قولياً، وهذا تم في علم المكي والمدني والتعرف إلى أنواع السور وما استثني منها، وعلم المبهمات واستيفاء كل مبهم في القرآن وبيانه وغيرها من الشواهد.
وقد يجتمع في العلم الأمران من النص على قدره ومكانته قولاً، ثم الإفاضة في ذلك عملياً بتتبع موارده في آي القرآن كعلم الأسباب أو النسخ مثلاً .
5 – يظهر أن مصطلح «علوم القرآن» سار مواكباً في إطلاقه ومعناه لشمولية ما يتصل بالقرآن من علوم وفنون منذ بداياتها، فكان مصطلحاً فضفاضاً، ثم بدأ يتشكل بمعناه الخاص من المائة الرابعة من الهجرة، وتأكد هذا وطبع بسيما خاصة بعد المائة الخامسة، وظهر في مروياتهم ألفاظ مرادفة لمصطلح علوم القرآن من نحو: المعرفة بالقرآن، القرآن ذو فنون، علم القرآن، ونطق الحسن البصري بمصطلح علوم القرآن في أثره المشهور وكان واسع المضمون يشمل معارف القرآن بمعناه الاصطلاحي المتأخر ويشمل غيرها، ثم أشاع الشافعي المصطلح في قصته المعروفة مع هارون الرشيد، وكان ذلك بمعناه الذي استقر عليه فيما بعد، دل على ذلك تعداد الشافعي لعلومٍ قرآنية هي أمهات العلوم ورؤوس فنونها، حتى عدَّ – كما في الأثر – ثلاثة وسبعين علماً قرآنياً.
6 – أن الصحابة الكرام ومن بعدهم من التابعين كانوا أعلم الناس بمهمات العلوم وترتيبها أهمية وابتداء بما يستحق البداءة به ، ولهذا أولوا العلوم حقها ووضعوا كل علم في منزلته التي يستأهلها دون بخس فنٍ ولا مغالاة في آخر.
وبدا وجه اهتمام كبير بالعلوم القرآنية التي لها صلات بعلم التفسير من نحو: أسباب النزول، والمكي والمدني، وغيرهما، وما ذاك إلا لأنها عائدة على التفسير والتأويل بالفائدة والأثر.
7 – أن الجادة في تأصيل قضايا العلوم القرآنية من روايات الصحابة والتابعين، كانت عبر تأمل الأمثلة والشواهد للمسائل القرآنية، أي : من خلال المرويات التطبيقية للعلوم، فلم تكن في النصوص المأثورة عبارات تأسيسية صريحة وتقسيمات واضحة، وجملٌ مرصوفة مؤصلة، ولهذا دقَّ أمر تأسيس المعارف والحال هذه واستوجب النظر المتمعن والتتبع المستقصي لموارد العلم وشواهده في الآثار.
8 – من جهة الألفاظ وسبك العبارات امتازت مرويات السلف بالجملة الوجيزة والمعاني الغزيرة، والإشارات الدقيقة والفهم الواسع، وجودة الاستنباط، وذكاء القرائح، ولهذا فمن أهم سمات الرواية أنها ليست جملاً مستطيلة وعبارات مطنبة، إنما إيجاز وافٍ، متسع المراد، متشعب الوجوه، متنوع الإفادة، ثري الفائدة.
9 – تطابق الصحابة والتابعون في أنواع العلوم التي صرفوا وجوه الاهتمام إليها، وتدارسوا موضوعاتها وقرروا مسائلها، فلم يفض الصحابة القول في علم إلا وتابعهم التابعون عليه وسلكوا نهجهم واقتفوا خطاهم، ولا أثرى التابعون مفردات علم إلا ولأشياخهم من الصحابة قدم سبق إليه.
هذا في أصل العلوم القرآنية، ويبقى تفاصيل كل علم موطن تباين في الآثار كثرة وقلة، مع إمكان الاختلاف في تفصيلات كل علم على حدة.
10 – عظيم أثر تأصيل معارف القرآن على مأثور الصحابة والتابعين، إذ به تحفظ علومهم الغزيرة ، وتؤسس فنون الكتاب المبين على قبس من الأثر والرواية الأصيلة.
وتكشف حالة العلوم في بداياتها الأولى زمن الصحابة والتابعين وتطورها عهداً بعد عهد حتى عصر الاستقرار والتمايز، ثم ما يتحصل من الإفادة من طرائق الصحابة والتابعين ومسالكهم في تناول صنوف المعارف القرآنية وفنونها، وتمييز تدرج مصطلحات العلوم ومراداتها منذ نشأتها إلى استقرارها على ما هي عليه الآن ، إلى غير ذلك من الثمار والفوائد .
11 – أن أهل علوم القرآن ممن صنَّف وألَّف قد تباينت مناهجهم في الإفادة من مرويات الصحابة والتابعين في علوم القرآن، فإن كان العلم من العلوم النقلية فجانب الأثر مهمٌّ ومعتنىً به، وإن كان من العلوم الاجتهادية فأمره أخف من سابقه، وبقي للمتأمل فسحة يستطيع الإفادة من روايات السابقين على تنوع العلوم، ويكد الذهن إيعاباً لما تكتنزه من مسائل قرآنية.
12 – يحسن التوصية بسلوك منهج تأصيل العلوم القرآنية انطلاقاً من مروي الصحابة والتابعين ، في كل علم لهم فيه قدم سابقة ويد راسخة ، وأن يُستقصى في جمع الروايات وتصنيفها مع بالغ الاعتناء بألفاظهم وعباراتهم، فعلى وجازتها تنطوي تحتها مفاتيح الموضوعات القرآنية، وكذلك يستبين آراء أئمة العلم من الصحابة والتابعين وما قاله المقدمون منهم في علم القرآن، وما يتتابع عليه جماعاتهم، وكل ذلك يعزز من قوة الأقوال ويعضدها ، ويفيد عند الترجيح والمقارنة بين الأقوال.
13 – اتضح مدى ترابط معارف القرآن فيما بينها وشديد صِلالتها لبعضها، فهي منظومة متناسقة، علمٌ يكشف عن آخر، وفنٌّ يبين عن قرينه، وعلمان يتفاودان ويتكاملان ، خاصة في ما هو من عداد العلوم النقلية، كأسباب النزول، والمكي والمدني، والمبهمات، ونزول القرآن فبينها عظيم اتصال واتساق.
14 – لا يفوتني التنبيه إلى أن معاناة توصيف المعارف القرآنية عند الصحابة والتابعين، وعمق درسها ودقة مسائلها فما هي إلا استخراج بالمناقيش في مجمل علومها، لأن الأوائل لم يطيلوا العبارات ويرصفوا الجمل المطنبة، إنما كلام مقتضب وإشارات بطينة تلتقط وتبنى على أساسها القضايا القرآنية.
وعليه فلازم ذلك أمران:
الأمر الأول – احتواء النصوص والروايات وإيعابها.
الأمر الثاني – تدقيق النظر وتكرار التمعن حتى تتجلى المسائل ويقود بعضها إلى بعض في استكمال منظومة الموضوعات التي ورثوها في كل علم قرآني.
15 –كان للصحابة والتابعين مراجعات وتعقيبات في شيء من قضايا العلوم، وهم بهذا يقررون عظم الحاجة إلى تنقيح الأقوال ونخل الآراء حتى لا يثبت منها ويعتمد إلا على قدم من الدليل وراجح التعليل، وهذه النزعة النقدية هي ما تحتاجه الكثير من المصنفات القرآنية اليوم حتى ينتفي الضعيف منها ، ويتنقى الصحيح من الشوائب التي تكدره وتورد الاعتراضات عليه.
16 – بما أن دراسة العلوم القرآنية زمن الصحابة والتابعين هي لبنة أُولى في تحقيق معارف التنزيل وتأصيل قواعدها وتقعيد موضوعاتها، فمن المستحسن المفيد إكمال هذا البناء العلمي بدرس العلوم زمن أتباع التابعين فمن بعدهم وصولاً إلى عهد انبثاق التآليف وتقييد الفنون القرآنية في التصانيف المخصوصة، ورسوخ معارفها واستقلالها عن بقية علوم الكتاب.
17 – استبان بعد هذا كله، جليل فضل الصحابة والتابعين وعظيم منزلتهم، وسبقهم الذي لا يدرك في العلم والدين، فهم من تحمل هذه العلوم القرآنية حفظاً وإتقاناً، ثم تبليغاً لمن خلفهم من الأُمة، وهي خصيصة اصطفاهم المولى بها، لتكون لهم يد باذلة وقدم صادقة وأُجور متتابعة ، فحقهم على أُمة القرآن كبير، جزاء هذا الخير والنور الذي ورَّثُوه، حباً وثناءً وترضياً وامتناناً، فجزاهم الله خير ما جزى صحباً عن نبيهم وكتابهم وأُمتهم، وجمعنا بهم في دار كرامته ونزل جنته بمنه وعفوه وإحسانه.
وختاماً:
أبتهل إلى المولى العزيز الوهاب القدير أن يُحسن العمل ويخلص لوجهه المقصد ويُبلغ الأمل، وأن يعفو عن التقصير ويصفح، ويهب التوفيق ويمنح، فما الخير إلا بيديه، ولا التسديد والقبول إلا من لديه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلاةً وسلاماً دائمين سرمدين على نبي الرحمات وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الميامين الثقات.
 
ملخص الرسالة الفائزة ( ماجستير )

ملخص الرسالة الفائزة ( ماجستير )



تقرير عن رسالة الماجستير:
" المصاحف المنسوبة للصحابة رضي الله عنهم والرد على الشبهات المثارة حولها "​
عرض ودراسة
إعداد الطالب
محمد بن عبد الرحمن بن محمد الطاسان

العام الجامعي: 1431هـ 1432هـ
المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا تقرير موجز عن رسالتي الماجستير:"المصاحف المنسوبة للصحابة رضي الله عنهم والرد على الشبهات المثارة حولها" عرض ودراسة، وسأجعله في النقاط التالية:
أولاً: الإشراف ولجنة المناقشة.
ثانياً: أهم مشكلات البحث وأهدافه.
ثالثاً: خطة البحث.
رابعاً: أهم النتائج والتوصيات.


الإشراف ولجنة المناقشة
شرفت الرسالة وصاحبها بالشيخ أ.د إبراهيم بن سعيد الدوسري مشرفاً وموجهاً ومعلماً ومربياً، واكتمل للرسالة الشرف حين كونت لجنة مناقشتها من الشيخين الكريمين :
أ.د. بدر بن ناصر البدر -حفظه الله- مناقشاً.
أ.د. أحمد بن سعد الخطيب -حفظه الله- مناقشاً.




أبرز مشكلات البحث وأهدافه
لعل أول مشاكل البحث بروزاً وقدماً ما ينسب في بعض كتب التفسير والأحاديث والآثار من محتويات تنسب لبعض مصاحف الصحابةy ويعود مجمل ما ينسب لمصاحف الصحابةy إلى ما يلي:
1- ما ينسب إلى مصاحف بعض الصحابةy من قراءات كقراءة والصلاة الوسطى في قوله تعالى(ﭑ ﭖ ﭗﭘ ﭙ) [البقرة:238] فقد جاءت في مصادر كثيرة من كتب التفسير بالمأثور وغيره وجاءت في عشرات من كتب الحديث كموطأ مالك ومسند أحمد وصحيح مسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي وغيرها، وقد بلغ عدد القراءات المنسوبة إلى مصاحف بعض الصحابةy 592 قراءة.
2- ما ينسب إلى مصاحف بعض الصحابةy من سور كسورتي الحفد والخلع المنسوختين المنسوبتين لمصحف أبي بن كعب ومصحف ابن عباسy.
3- ما ينسب للصحابي الجليل عبد الله بن مسعودt من مخالفات للمصحف الإمام الذي أمر به الخليفة الراشد عثمان بن عفانt وأجمعت الأمة عليه، وقد بلغت خمس مخالفات.
وهذا الإشكال يرده الأصل في هذا الباب وهو ما جاء في قصة الجمع الذي أمر به عثمانt وأخرجها البخاري وغيره وفيها:(.. وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)([1])، وفي رواية:( أو يخرق)([2])([3]) فمصير المصاحف المنسوبة إلى بعض الصحابةy الإتلاف أياً ما كان شكله.
وهذا مما لا ينبغي أن نتضعضع عنه قيد أنملة لا لكونه في صحيح البخاري فحسب بل لما هو أعظم وأسطع ظهوراً وهو التواتر الذي أخذنا به القراءات العشر والتي منها قراءة حمزة والكسائي وعاصم وخلف وقراءتهم ترجع إلى عبد الله بن مسعودt([4])، واليقين لا يزول بالشك وأي يقين أعظم من يقينا بالقرآن وتواتره وسلامته!.
وهذا المجمل يحتاج لوحده لبحث جاد ودراسة واسعة.
هذا هو أول بروز وأقدمه لمشكلات البحث ثم يزداد الإشكال باستغلال بعض الحاقدين على الإسلام وأهل الأهواء للمصاحف المنسوبة إلى بعض الصحابةy ومحتوياتها وما نسب للصحابي الجليل عبد الله بن مسعودt في المصحف المنسوب له من مخالفات للمصحف الإمام، وقد تنوعت الطوائف المثيرة للشبه حول المصاحف المنسوبة إلى بعض الصحابةy من بين الطائفة الشيعية الاثني عشرية وطائفة المستشرقين وطائفة أصحاب القراءة المعاصرة، وتنوعت أساليبهم أيضاً ما بين كتب مفردة ومباحث مضمنة وما بين حلقات وسلسلة مقالات في الشبكة العنكبوتية تحمل في عناوينها الحقد الدفين والسم الناقع، وقد بلغ عدد الشبهات المثارة حول مصاحف الصحابةy التي تمت دراستها في البحث سبعاً وستين شبهة.
فهذه بعض مشكلات البحث التي انبثقت منها الأهداف التالية.
أهداف البحث:
1. إبراز بعض جوانب جهود الصحابةy حول القرآن الكريم وإيضاح أسباب وجود المصاحف المنسوبة للصحابةy قبل جمع القرآن وحقيقة الاختلاف بينها.
2. دراسة أسانيد المصاحف المنسوبة للصحابةy قبل جمع القرآن في عهد أبي بكر و عثمان بن عفانy.
3. الرد على شبهات المستشرقين، وأهل البدع والأهواء.

خطة البحث
وهي مكونة من مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة:
المقدمة: وفيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وأهدافه، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهجه.
التمهيد، وفيه ما يلي:
· تعريف مصطلح المصحف، والمراحل التي مرَّ بها.
· نسبة المصاحف للصحابةy.
الباب الأول: المصاحف المنسوبة للصحابةy، وفيه فصلان:
الفصل الأول: عدد المصاحف والسور، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: عدد المصاحف.
المبحث الثاني: عدد السور وترتيبها.
الفصل الثاني: القراءات المنسوبة لمصاحف الصحابةy، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: القراءات المتواترة.
المبحث الثاني: القراءات الشاذة.
الباب الثاني : الاختلاف بين مصاحف الصحابةy، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: أسباب الاختلاف بين مصاحف الصحابةy.
الفصل الثاني: حكم مصاحف الصحابةy، وموقفهم من المصحف الإمام، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: حكم ما كان منها قبل المصحف الإمام.
المبحث الثاني: حكم ما كان منها بعد المصحف الإمام.
المبحث الثالث: موقف الصحابة من المصحف الإمام.
الفصل الثالث: أثر المصاحف المنسوبة للصحابةy، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: أثرها في القراءات وعلوم القرآن.
المبحث الثاني: أثرها في التفسير.
المبحث الثالث: أثرها في الفقه.
المبحث الرابع: أثرها في اللغة.
الباب الثالث: الشبهات حول مصاحف الصحابة، وفيه تمهيد وأربعة فصول:
التمهيد: الموقف من الشبه المثارة حول القرآن إجمالاً.
الفصل الأول: الطوائف التي أثارت الشبه حول المصاحف المنسوبة للصحابةy وأسباب ذلك، وفيه مبحثان:
المبحث الأول:الطوائف التي أثارت الشبه حول مصاحف الصحابة.
المبحث الثاني: أسباب إثارة هذه الشبهات.
الفصل الثاني: ما أثير حول مصاحف الصحابة عامة ونتائج ذلك.
الفصل الثالث: ما أثير حول مصاحف بعض الصحابةy خاصة، وفيه سبعة مباحث.
المبحث الأول: مصحف عمر بن الخطابt.
المبحث الثاني: مصحف عثمان بن عفانt.
المبحث الثالث: مصحف على بن أبي طالبt.
المبحث الرابع: مصحف عبد الله بن مسعودt.
المبحث الخامس: مصحف أبيٍّ بن كعبt.
المبحث السادس: مصحف فاطمةt.
المبحث السابع: ما أثير حول بقية المصاحف.
الفصل الرابع: الآثار الحميدة لجمع عثمانt المسلمين على المصحف الإمام.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج والتوصيات.
هذه هي خطة البحث وقد اضطررت أثناء البحث إلى التوسع في مسألتين هامتين:
المسألة الأولى: جمع الأحاديث التي ورد فيها كلمة(مصحف) فبلغت خمسة عشر حديثاً.
المسألة الثانية: دراسة ما روي عن عبد الله بن مسعود t عندما أُمِرَ كما أُمِرَ بقية الناس بترك قراءتهم والالتزام بالقراءة بما يوافق المصاحف العثمانية.
ولطول الحديث فيهما جعلتهما في ملحقين آخر البحث وأشرت إليهما في مواضعهنَّ من البحث.
أهم نتائج البحث وتوصياته
أهم النتائج:
1- عناية العلماء المبكرة بموضوع المصاحف العثمانية والمصاحف الخاصة المنسوبة لبعض الصحابةy حيث تناولها أبو عبيد في فضائل القرآن ومعالمه وآدابه، وأبو بكر الأنباري في الرد على من خالف مصحف عثمان -وهو كتاب مفقود إلا أن القرطبي نقل منه في تفسيره-، وابن أبي داود في كتابه المصاحف، وابن أشته في كتاب المصاحف-مفقود-.
2- المصحف ليس اسماً للقرآن بل هي مصطلح على ما حوى بين دفتيه القرآن كاملاً.
3- مصطلح المصحف كان مستعملاً قبل الإسلام وبندرة على كل ما حوى بين جنبيه كلاماً معظماً.
4- لم يظهر مصطلح المصحف مصطلحاً متعارفاً عليه إلا بعد الجمع الذي أمر به عثمانt.
5- إضافة المصحف إلى أشخاص أو أمصار أو مؤسسات أو غيرها إنما هو إضافة تعريفية.
6- لا يوجد ثمة أثر أو عين لذوات النسخ التي أرسلها عثمانt إلى الأمصار فمن باب أولى نسخ المصاحف الخاصة للصحابةy غير أن ما تضمنته من رسوم قد حررت تحريراً دقيقاً كأنه رأي عين كما يظهر جلياً في مصنفات أئمة الرسم.
7- طريقة معرفة من نسب له مصحف من الصحابةy لا تخلو من طريقين طريق النسبة الصريحة، وهذا يكثر في نسبة القراءات الشاذة، وطريق ذكر من كان له مصحف من الصحابةy على سبيل الإجمال.
8- بلغ عدد من نسب له مصحفاً من الصحابةy من غير تكرار واحداً وعشرين صحابياًy.
9- لم تسعف المصادر بمعلومات عن عدد السور في المصاحف المنسوبة للصحابةy إلا بنزر يسير جداً لا يتجاوز الست روايات وعن أربعة من الصحابةy فقط ولا تصمد هذه الروايات أمام النقد العلمي بل سرعان ما انهارت.
10- بلغ عدد القراءات التي نسبت إلى مصاحف بعض الصحابةy خمسمائة واثنين وتسعين من بين قراءة شاذة وقراءة متواترة، والقراءات المتواترة منها اثنتان وخمسون قراءة، والقراءات الشاذة خمسمائة وأربعون قراءة شاذة.
11- وجود الاختلاف بين المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy هو داخل ضمن الاختلاف بين القراءات وهو بلا نزاع بين المسلمين اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد.
12- انعقد إجماع الأمة مع عثمانt في الجمع الذي قام به وما روي عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعودt فكان لشبهة عرضت له وهي تمسكه بما أقرأه رسول اللهr.
13- الصحيح الثابت والذي رواه الثقات وصاحبا الصحيح البخاري ومسلم عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعودt هو تمسكه بقراءته لا غير، فكل ما روي عنهt من أمره الناس بأن يمسكوا بمصاحفهم، أو أنه سيمسك هو بمصحفهt، فضعيف لا يثبت أمام النقد والفحص الحديثي.
14- لم تحظ المحتويات المنسوبة لمصاحف بعض الصحابةy بعناية كبيرة لدى أرباب العلوم الشرعية من تفسير وحديث وفقه وعقيدة ولغة؛ فلم يكن له الأثر الذي يمكن أن يذكر فيها، و لا ينافي هذا التناول العام والمتناثر لها هنا وهناك فالفرق كبير وواضح بين الأثر وبين التناول والذكر لها مفرقاً.
15- بلغ عدد الشبهات المثارة حول مصاحف الصحابةy التي تمت دراستها في البحث سبعاً وستين شبهة.
16- اتفق مثيرو الشبهات حول موضوع المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy واستغلاله طعناً في الدين وتشكيكاً في حفظ القرآن الكريم واستفاد سابقهم من لاحقهم وأعجميهم(المستشرقون) من عربيه(الشيعة الإمامية الاثنا عشرية) في حين كان بعض العرب(أصحاب القراءة المعاصرة أو الفهم الجديد للنص) بوقاً لهؤلاء أو أولئك.
17- كون بعض الطوائف من مثير الشبه حول المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy ينطقون العربية(الشيعة الإمامية الاثنا عشرية) جعل لهم دوراً واضحاً ومحورياً لدى بعض الطوائف الأخرى من مثيري الشبهات حول موضوع المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy ممن لا ينطقون العربية(المستشرقون) فاستفادة هؤلاء من أولئك أمرٌ يتجلى لكل ناظر في كتب هؤلاء وأولئك من النظرات الأولى وهذه مسألة جديرة بالدرس والبحث مع ربطها بنشأة المستشرقين.
18- بات الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أكثر من يثير الشبه حول الإسلام (ممثلاً بمنهج أهل السنة والجماعة) عامة وحول موضوع جمع القرآن خاصة؛ وسبب ذلك يعود لأمرين رئيسين:
الأول: فشو الكذب فيهم وكثرته بيد أنه يتطاير عند الحجة والبرهان.
الثاني: حب المراوغة كالثُعلبان بيد أنه يقف مرغماً عند لقاء الأُسد.
19- اتفقت أساليب مثيري الشبهات حول موضوع المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy فكان من أبرزها الكذب والتهويل والتلبيس لقلب الحقائق.
20- اتسم طابع الحقد والحسد لأهل الإسلام عامة ولأهل السنة والجماعة خاصة عند أكثر الطوائف من مثيري الشبهات حول موضوع المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy ويظهر كثيرٌ من هذا بين السطور ومن ورائها وفي إشارات وتلميحات كثيرة.
21- طابعٌ آخر اتسمت به غالب الشبهات التي يثيرها المستشرقون خاصة وهو طابع الوصاية على الإسلام وأهله بحجة الموضوعية والبحث العلمي وكأن الإسلام لا رجال له ولا تاريخ ملآ الدنيا نوراً ورحمة وعلماً وعدلاً فجازا الخيال وفاقا الأساطير ومما يحزن له اغترار بعض المختصين والباحثين وراء هذه الدعوة البراقة ونسوا قوله تعالى: (ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT] [FONT=QCF_P017][/FONT]) [البقرة:109]، وقوله تعالى: ([FONT=QCF_P019][/FONT] [FONT=QCF_P019][/FONT] [FONT=QCF_P019][/FONT] [FONT=QCF_P019][/FONT] ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ [FONT=QCF_P019][/FONT] [FONT=QCF_P019][/FONT]) [البقرة:120]، في حين ازدحمت مساجد المسلمين ومدارسهم بمئات الآلاف من العلماء وطلابهم، وزخرت مكتبات المسلمين بعشرات الآلاف من الكتب والأجزاء في كافة فنون الدين وروافده عبر أربعة عشر قرناً حافلاً بكل عجيبة، وقبل أن يخلق هؤلاء المستشرقين ويولدوا فلمَ الاغترار والانخداع بهم؟!
هذه أبرز النتائج أما التوصيات فمن أهمها ما يلي:
1-دراسة علم درء الشبهات وكشفها؛ فقد باتت الشبهات حول الإسلام بشتى علومه وفنونه كثيرة ومتنوعة، ومن الجوانب التي ينبغي أن يركز عليها في هذه الدراسة ما يلي:
أولاً: حصر الطوائف والفرق التي أثارت أو لازالت تثير الشبه، ومدى استفادة لاحقهم من سابقهم.
ثانياً: حصر العلوم الشرعية التي أثيرت حولها الشبه.
ثالثاً: حصر المؤلفات في رد الشبهات ودراسة مناهجها.
رابعاً: أسباب إثارة الشبه ودوافعها.
خامساً: الأصول والقواعد في رد الشبهات المثارة.
سادساً: أبرز سمات وصفات مثيري الشبهات من الكذب والتلبيس والجهل ونحوها.
سابعاً: المناهج المقترحة في كشف الشبهات.
2-إنشاء شعبة أو قسم أو جمعية -تحت نظر الجامعة المباركة ودعمها- لتولى هذا الأمر بمسمى الانتصار للقرآن أو الدفاع عن القرآن أو بيان حفظ الله للقرآن.
3-إعادة دراسة المواضيع التي كثرت حوله الشبهات على نحو أعمق كموضوع الوحي، والنبوة، والتحدي الذي حصل بالقرآن الكريم وإبراز الجانب الذي أعجز المشركين وأرباب البيان والفصاحة عن معارضته فضلاً عن الإتيان بشيء من مثله، وكذلك سائر مواضيع علوم القرآن.
4-دراسة أيضاً بعض كتب تاريخ القرآن الكريم وجمعه وتدوينه ككتاب المصاحف لابن أبي داود فمع صغر حجمه فقد حوى مئات من الروايات والآثار، وكتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي، وكتاريخ القرآن لنولدكه ونحوها.
5-اقترح في أقل الأحوال أن يلزم الطالب المتقدم لدراسة موضوع أثيرت حوله العديد من الشبه أن يلزم بدراسة مقرر يكون من مفرداته الأساسية ما سبق في التوصية الأولى.
6- يجب على الدارس للعلوم الشرعية عامة والدراسات القرآنية خاصة-إضافة إلى ما سبق في التوصية الرابعة- الإحاطة بما يثيره مثيرو الشبهات حول الموضوع الذي يقوم ببحثه ودراسته؛ فقنوات التواصل بين المسلمين في ازدياد وتوسع، وتحول الناس إلى ذلك التواصل المتزايد بات سريعاً ومستشرياً وخصوصاً الأجيال الجديدة، فإن هذا مما سيحمده الأبناء للآباء حينما يجدون لَبِناتٍ وقواعد تركها لهم الآباء يبنون عليها وينطلقون منها.
7-كما يجب على من سيناقش مثيري الشبهات من الإحاطة بأصول اعتقاداتهم ومعرفة دوافعهم وما يرمون إليه عند إثارتهم للشبهات؛ فإن هذا مما يساعد كثيراً على تفنيد شبههم وكشف زيفهم.
8-يجب الوقوف والتأمل في الشبه المثارة فإنها عند المحاققة والنقد العلمي لا شيء وهذا القول بعد أن تمت دراسة العشرات من الشبه، فليس جزافاً أو بعيداً عن التجربة، و لا غرابة فالدين محفوظ من الله تعالى لا من غيره!، وكثير من الشبه ما تكون مركبة تركيباً مزجياً من عدة شبه، وبناءً على هذا فإنه يتحتم للناظر في الشبه المثارة عامة إن يعيد النظر الكرة تلو الأخرى ليتأكد من كونها مركبة أو لا، فإن كانت مركبة فككها وجزَّءَها، ثم يكون النقد والتفنيد موجهاً لكل جزء من أجزاء الشبهة، ففي كثير من الأحيان ما تكون الشبهة الواحدة مركبة من مقدمة أو أكثر وقد يصل تركيب الشبهة الواحدة إلى ست أو سبع مقدمات -كما في الشبهة الثانية من الفصل الثاني- ثم النتيجة، وتركيب الشبه يجيده المستشرقون كثيراً.
9-اقترح في دراسة الشبهة أن تمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تفكيك الشبهة؛ فكثيراً ما تكون الشبهة مركبة من مقدمة أو أكثر ثم النتيجة وهي خلاصة ما يريده مثير الشبهة وقليلاً ما تكون النتيجة أكثر من واحدة، وأحياناً تكون المقدمة الواحدة مكونة من عدة مسائل أو تكون قائمة على أكثر من شق.
المرحلة الثانية: التحقق من صحة المقدمة وقد يحتاج الأمر تقسيمها إلى شقين أو عدة مسائل -كما في الشبهة الأولى من الفصل الثاني- فإن كانت باطلة كشف ذلك وإن كانت مقدمة صحيحة وجهت التوجيه الصحيح، وهذا أمرٌ مهم ينبغي التنبه له وهو كون بعض مقدمات الشبه قد تكون صحيحة ولكنَّ مثيريها يوجهونها حسب أهوائهم ومشاربهم وهذا ما يصلح أن يسمى بالتلبيس وقلب الحقائق، وينبغي أن يعلم أنه حتى يكون التحقق من المقدمات تاماً فإنه قد يستدعي في بعض الأحيان كثير استقراء وسبر، ودقة نظر وتأملٍ مما يستدعى عدم العجلة والتريث الكثير.
المرحلة الثالثة: الحكم على الشبهة بإظهار ما قامت عليه من كذب أو تدليس وتلبيس أو استكثار ممقوت. وقد ظهرت لي فائدة الدراسة عبر هذه المراحل الثلاث جلية وكانت بعد عون الله زيادة في يقيني بحفظ الله لكتابه، وزادتني رسوخاً كثيراً وكبيراً فيما سبق أن درسته وقررته في البابين الأولين فكم في المحن من منح؟!.
10- نظراً لما يستدعيه نقاش الشبه وتفنيدها من وقت كبير وإعمال فكر كثير فإنه ينبغي أن تعمد إلى باحثين جادين ومشرفين متمرسين، وإهمال هذا الأمر يؤدي إلى حرق عناوين مهمة جداً ولما تنضج بعد، وقد حصل!.
11- إفراد بعض المسائل مما يكثر حولها الشبه أو تكون ذات أهمية بالغة ببحوث مختصة وعميقة أمر لا ينبغي إغفاله فإن فائدته كبيرة وخصوصاً بعد نشره وتداوله، ومثال هذا بحث الدكتور الفاضل زاهر الألمعي الذي يحمل عنوان:"مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبيr بزينب بنت جحش رضي الله عنها".
12- لابد أن تسير مناقشة الشبه حول الإسلام عامة والقرآن الكريم خاصة على جناحين رئيسيين هما العقل والبرهان؛ فالنقل الصحيح لا يتعارض ألبته مع العقل الصريح، مع مراعاة متى تكون الحاجة لأيهما أكثر؟ وهذا يختلف باختلاف الطوائف والأشخاص ومعتقداتهم وتصوراتهم، وفي كل الأحوال الحاجة لهما قائمة ومهمة.




http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=148661#_ftnref1([1]) أخرجها البخاري كتاب فضائل القرآن – باب جمع القرآن 9/11 – فتح الباري - .

http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=148661#_ftnref2([2]) أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن 2/95، والداني في المقنع في رسم مصاحف الأمصار ص 16.

http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=148661#_ftnref3([3]) قال ابن حجر في فتح الباري 9/20 :"قوله:(وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق) في رواية الأكثر "أن يخرق" بالخاء المعجمة، وللمروزي بالمهملة ورواه الأصيلي بالوجهين، والمعجمة أثبت. وفي رواية الإسماعيلي " أن تمحى أو تحرق ".

http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=148661#_ftnref4([4]) ينظر: العجالة البديعة الغرر ص 21 ، 22 ، 23 ، 25 – 26، وفضائل القرآن لأبي عبيد 2/190-191، والتبصرة في القراءات السبع ص214-244، وغاية النهاية 1/459، والنشر 1/146-172، 188-191)، ومعجم حفاظ القرآن عبر التاريخ 1/396 ، والتوضيح لشرح الجامع الصحيح 24/63.
 
عودة
أعلى