ملخص الرسالة الفائزة ( ماجستير )
ملخص الرسالة الفائزة ( ماجستير )
تقرير عن رسالة الماجستير:
" المصاحف المنسوبة للصحابة رضي الله عنهم والرد على الشبهات المثارة حولها "
محمد بن عبد الرحمن بن محمد الطاسان
العام الجامعي: 1431هـ 1432هـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا تقرير موجز عن رسالتي الماجستير:"المصاحف المنسوبة للصحابة رضي الله عنهم والرد على الشبهات المثارة حولها" عرض ودراسة، وسأجعله في النقاط التالية:
أولاً: الإشراف ولجنة المناقشة.
ثانياً: أهم مشكلات البحث وأهدافه.
ثالثاً: خطة البحث.
رابعاً: أهم النتائج والتوصيات.
شرفت الرسالة وصاحبها بالشيخ أ.د إبراهيم بن سعيد الدوسري مشرفاً وموجهاً ومعلماً ومربياً، واكتمل للرسالة الشرف حين كونت لجنة مناقشتها من الشيخين الكريمين :
أ.د. بدر بن ناصر البدر -حفظه الله- مناقشاً.
أ.د. أحمد بن سعد الخطيب -حفظه الله- مناقشاً.
أبرز مشكلات البحث وأهدافه
لعل أول مشاكل البحث بروزاً وقدماً ما ينسب في بعض كتب التفسير والأحاديث والآثار من محتويات تنسب لبعض مصاحف الصحابة
y ويعود مجمل ما ينسب لمصاحف الصحابة
y إلى ما يلي:
1- ما ينسب إلى مصاحف بعض الصحابة
y من قراءات كقراءة والصلاة الوسطى في قوله تعالى(ﭑ
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ) [البقرة:238] فقد جاءت في مصادر كثيرة من كتب التفسير بالمأثور وغيره وجاءت في عشرات من كتب الحديث كموطأ مالك ومسند أحمد وصحيح مسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي وغيرها، وقد بلغ عدد القراءات المنسوبة إلى مصاحف بعض الصحابة
y 592 قراءة.
2- ما ينسب إلى مصاحف بعض الصحابة
y من سور كسورتي الحفد والخلع المنسوختين المنسوبتين لمصحف أبي بن كعب ومصحف ابن عباس
y.
3- ما ينسب للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود
t من مخالفات للمصحف الإمام الذي أمر به الخليفة الراشد عثمان بن عفان
t وأجمعت الأمة عليه، وقد بلغت خمس مخالفات.
وهذا الإشكال يرده الأصل في هذا الباب وهو ما جاء في قصة الجمع الذي أمر به عثمان
t وأخرجها البخاري وغيره وفيها:(.. وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)(
[1])، وفي رواية:( أو يخرق)(
[2])(
[3]) فمصير المصاحف المنسوبة إلى بعض الصحابة
y الإتلاف أياً ما كان شكله.
وهذا مما لا ينبغي أن نتضعضع عنه قيد أنملة لا لكونه في صحيح البخاري فحسب بل لما هو أعظم وأسطع ظهوراً وهو التواتر الذي أخذنا به القراءات العشر والتي منها قراءة حمزة والكسائي وعاصم وخلف وقراءتهم ترجع إلى عبد الله بن مسعود
t([4])، واليقين لا يزول بالشك وأي يقين أعظم من يقينا بالقرآن وتواتره وسلامته!.
وهذا المجمل يحتاج لوحده لبحث جاد ودراسة واسعة.
هذا هو أول بروز وأقدمه لمشكلات البحث ثم يزداد الإشكال باستغلال بعض الحاقدين على الإسلام وأهل الأهواء للمصاحف المنسوبة إلى بعض الصحابة
y ومحتوياتها وما نسب للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود
t في المصحف المنسوب له من مخالفات للمصحف الإمام، وقد تنوعت الطوائف المثيرة للشبه حول المصاحف المنسوبة إلى بعض الصحابة
y من بين الطائفة الشيعية الاثني عشرية وطائفة المستشرقين وطائفة أصحاب القراءة المعاصرة، وتنوعت أساليبهم أيضاً ما بين كتب مفردة ومباحث مضمنة وما بين حلقات وسلسلة مقالات في الشبكة العنكبوتية تحمل في عناوينها الحقد الدفين والسم الناقع، وقد بلغ عدد الشبهات المثارة حول مصاحف الصحابة
y التي تمت دراستها في البحث سبعاً وستين شبهة.
فهذه بعض مشكلات البحث التي انبثقت منها الأهداف التالية.
أهداف البحث:
1. إبراز بعض جوانب جهود الصحابةy حول القرآن الكريم وإيضاح أسباب وجود المصاحف المنسوبة للصحابةy قبل جمع القرآن وحقيقة الاختلاف بينها.
2. دراسة أسانيد المصاحف المنسوبة للصحابةy قبل جمع القرآن في عهد أبي بكر و عثمان بن عفانy.
3. الرد على شبهات المستشرقين، وأهل البدع والأهواء.
وهي مكونة من مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة:
المقدمة: وفيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، وأهدافه، والدراسات السابقة، وخطة البحث، ومنهجه.
التمهيد، وفيه ما يلي:
· تعريف مصطلح المصحف، والمراحل التي مرَّ بها.
· نسبة المصاحف للصحابةy.
الباب الأول: المصاحف المنسوبة للصحابةy، وفيه فصلان:
الفصل الأول: عدد المصاحف والسور، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: عدد المصاحف.
المبحث الثاني: عدد السور وترتيبها.
الفصل الثاني: القراءات المنسوبة لمصاحف الصحابةy، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: القراءات المتواترة.
المبحث الثاني: القراءات الشاذة.
الباب الثاني : الاختلاف بين مصاحف الصحابةy، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: أسباب الاختلاف بين مصاحف الصحابةy.
الفصل الثاني: حكم مصاحف الصحابةy، وموقفهم من المصحف الإمام، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: حكم ما كان منها قبل المصحف الإمام.
المبحث الثاني: حكم ما كان منها بعد المصحف الإمام.
المبحث الثالث: موقف الصحابة من المصحف الإمام.
الفصل الثالث: أثر المصاحف المنسوبة للصحابةy، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: أثرها في القراءات وعلوم القرآن.
المبحث الثاني: أثرها في التفسير.
المبحث الثالث: أثرها في الفقه.
المبحث الرابع: أثرها في اللغة.
الباب الثالث: الشبهات حول مصاحف الصحابة، وفيه تمهيد وأربعة فصول:
التمهيد: الموقف من الشبه المثارة حول القرآن إجمالاً.
الفصل الأول: الطوائف التي أثارت الشبه حول المصاحف المنسوبة للصحابةy وأسباب ذلك، وفيه مبحثان:
المبحث الأول:الطوائف التي أثارت الشبه حول مصاحف الصحابة.
المبحث الثاني: أسباب إثارة هذه الشبهات.
الفصل الثاني: ما أثير حول مصاحف الصحابة عامة ونتائج ذلك.
الفصل الثالث: ما أثير حول مصاحف بعض الصحابةy خاصة، وفيه سبعة مباحث.
المبحث الأول: مصحف عمر بن الخطابt.
المبحث الثاني: مصحف عثمان بن عفانt.
المبحث الثالث: مصحف على بن أبي طالبt.
المبحث الرابع: مصحف عبد الله بن مسعودt.
المبحث الخامس: مصحف أبيٍّ بن كعبt.
المبحث السادس: مصحف فاطمةt.
المبحث السابع: ما أثير حول بقية المصاحف.
الفصل الرابع: الآثار الحميدة لجمع عثمانt المسلمين على المصحف الإمام.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج والتوصيات.
هذه هي خطة البحث وقد اضطررت أثناء البحث إلى التوسع في مسألتين هامتين:
المسألة الأولى: جمع الأحاديث التي ورد فيها كلمة(مصحف) فبلغت خمسة عشر حديثاً.
المسألة الثانية: دراسة ما روي عن عبد الله بن مسعود t عندما أُمِرَ كما أُمِرَ بقية الناس بترك قراءتهم والالتزام بالقراءة بما يوافق المصاحف العثمانية.
ولطول الحديث فيهما جعلتهما في ملحقين آخر البحث وأشرت إليهما في مواضعهنَّ من البحث.
أهم نتائج البحث وتوصياته
أهم النتائج:
1- عناية العلماء المبكرة بموضوع المصاحف العثمانية والمصاحف الخاصة المنسوبة لبعض الصحابةy حيث تناولها أبو عبيد في فضائل القرآن ومعالمه وآدابه، وأبو بكر الأنباري في الرد على من خالف مصحف عثمان -وهو كتاب مفقود إلا أن القرطبي نقل منه في تفسيره-، وابن أبي داود في كتابه المصاحف، وابن أشته في كتاب المصاحف-مفقود-.
2- المصحف ليس اسماً للقرآن بل هي مصطلح على ما حوى بين دفتيه القرآن كاملاً.
3- مصطلح المصحف كان مستعملاً قبل الإسلام وبندرة على كل ما حوى بين جنبيه كلاماً معظماً.
4- لم يظهر مصطلح المصحف مصطلحاً متعارفاً عليه إلا بعد الجمع الذي أمر به عثمانt.
5- إضافة المصحف إلى أشخاص أو أمصار أو مؤسسات أو غيرها إنما هو إضافة تعريفية.
6- لا يوجد ثمة أثر أو عين لذوات النسخ التي أرسلها عثمانt إلى الأمصار فمن باب أولى نسخ المصاحف الخاصة للصحابةy غير أن ما تضمنته من رسوم قد حررت تحريراً دقيقاً كأنه رأي عين كما يظهر جلياً في مصنفات أئمة الرسم.
7- طريقة معرفة من نسب له مصحف من الصحابةy لا تخلو من طريقين طريق النسبة الصريحة، وهذا يكثر في نسبة القراءات الشاذة، وطريق ذكر من كان له مصحف من الصحابةy على سبيل الإجمال.
8- بلغ عدد من نسب له مصحفاً من الصحابةy من غير تكرار واحداً وعشرين صحابياًy.
9- لم تسعف المصادر بمعلومات عن عدد السور في المصاحف المنسوبة للصحابةy إلا بنزر يسير جداً لا يتجاوز الست روايات وعن أربعة من الصحابةy فقط ولا تصمد هذه الروايات أمام النقد العلمي بل سرعان ما انهارت.
10- بلغ عدد القراءات التي نسبت إلى مصاحف بعض الصحابةy خمسمائة واثنين وتسعين من بين قراءة شاذة وقراءة متواترة، والقراءات المتواترة منها اثنتان وخمسون قراءة، والقراءات الشاذة خمسمائة وأربعون قراءة شاذة.
11- وجود الاختلاف بين المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy هو داخل ضمن الاختلاف بين القراءات وهو بلا نزاع بين المسلمين اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد.
12- انعقد إجماع الأمة مع عثمانt في الجمع الذي قام به وما روي عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعودt فكان لشبهة عرضت له وهي تمسكه بما أقرأه رسول اللهr.
13- الصحيح الثابت والذي رواه الثقات وصاحبا الصحيح البخاري ومسلم عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعودt هو تمسكه بقراءته لا غير، فكل ما روي عنهt من أمره الناس بأن يمسكوا بمصاحفهم، أو أنه سيمسك هو بمصحفهt، فضعيف لا يثبت أمام النقد والفحص الحديثي.
14- لم تحظ المحتويات المنسوبة لمصاحف بعض الصحابةy بعناية كبيرة لدى أرباب العلوم الشرعية من تفسير وحديث وفقه وعقيدة ولغة؛ فلم يكن له الأثر الذي يمكن أن يذكر فيها، و لا ينافي هذا التناول العام والمتناثر لها هنا وهناك فالفرق كبير وواضح بين الأثر وبين التناول والذكر لها مفرقاً.
15- بلغ عدد الشبهات المثارة حول مصاحف الصحابةy التي تمت دراستها في البحث سبعاً وستين شبهة.
16- اتفق مثيرو الشبهات حول موضوع المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy واستغلاله طعناً في الدين وتشكيكاً في حفظ القرآن الكريم واستفاد سابقهم من لاحقهم وأعجميهم(المستشرقون) من عربيه(الشيعة الإمامية الاثنا عشرية) في حين كان بعض العرب(أصحاب القراءة المعاصرة أو الفهم الجديد للنص) بوقاً لهؤلاء أو أولئك.
17- كون بعض الطوائف من مثير الشبه حول المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy ينطقون العربية(الشيعة الإمامية الاثنا عشرية) جعل لهم دوراً واضحاً ومحورياً لدى بعض الطوائف الأخرى من مثيري الشبهات حول موضوع المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy ممن لا ينطقون العربية(المستشرقون) فاستفادة هؤلاء من أولئك أمرٌ يتجلى لكل ناظر في كتب هؤلاء وأولئك من النظرات الأولى وهذه مسألة جديرة بالدرس والبحث مع ربطها بنشأة المستشرقين.
18- بات الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أكثر من يثير الشبه حول الإسلام (ممثلاً بمنهج أهل السنة والجماعة) عامة وحول موضوع جمع القرآن خاصة؛ وسبب ذلك يعود لأمرين رئيسين:
الأول: فشو الكذب فيهم وكثرته بيد أنه يتطاير عند الحجة والبرهان.
الثاني: حب المراوغة كالثُعلبان بيد أنه يقف مرغماً عند لقاء الأُسد.
19- اتفقت أساليب مثيري الشبهات حول موضوع المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy فكان من أبرزها الكذب والتهويل والتلبيس لقلب الحقائق.
20- اتسم طابع الحقد والحسد لأهل الإسلام عامة ولأهل السنة والجماعة خاصة عند أكثر الطوائف من مثيري الشبهات حول موضوع المصاحف المنسوبة لبعض الصحابةy ويظهر كثيرٌ من هذا بين السطور ومن ورائها وفي إشارات وتلميحات كثيرة.
21- طابعٌ آخر اتسمت به غالب الشبهات التي يثيرها المستشرقون خاصة وهو طابع الوصاية على الإسلام وأهله بحجة الموضوعية والبحث العلمي وكأن الإسلام لا رجال له ولا تاريخ ملآ الدنيا نوراً ورحمة وعلماً وعدلاً فجازا الخيال وفاقا الأساطير ومما يحزن له اغترار بعض المختصين والباحثين وراء هذه الدعوة البراقة ونسوا قوله تعالى: (ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ [FONT=QCF_P017]ﮖ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮗ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮘ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮙ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮚ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮛ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮜ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮝ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮞ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮟ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮠ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮡ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮢ[/FONT] [FONT=QCF_P017]ﮣ[/FONT]) [البقرة:109]، وقوله تعالى: (ﭑ [FONT=QCF_P019]ﭒ[/FONT] [FONT=QCF_P019]ﭓ[/FONT] [FONT=QCF_P019]ﭔ[/FONT] [FONT=QCF_P019]ﭕ[/FONT] ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ [FONT=QCF_P019]ﭚ[/FONT] [FONT=QCF_P019]ﭳ[/FONT]) [البقرة:120]، في حين ازدحمت مساجد المسلمين ومدارسهم بمئات الآلاف من العلماء وطلابهم، وزخرت مكتبات المسلمين بعشرات الآلاف من الكتب والأجزاء في كافة فنون الدين وروافده عبر أربعة عشر قرناً حافلاً بكل عجيبة، وقبل أن يخلق هؤلاء المستشرقين ويولدوا فلمَ الاغترار والانخداع بهم؟!
هذه أبرز النتائج أما التوصيات فمن أهمها ما يلي:
1-دراسة علم درء الشبهات وكشفها؛ فقد باتت الشبهات حول الإسلام بشتى علومه وفنونه كثيرة ومتنوعة، ومن الجوانب التي ينبغي أن يركز عليها في هذه الدراسة ما يلي:
أولاً: حصر الطوائف والفرق التي أثارت أو لازالت تثير الشبه، ومدى استفادة لاحقهم من سابقهم.
ثانياً: حصر العلوم الشرعية التي أثيرت حولها الشبه.
ثالثاً: حصر المؤلفات في رد الشبهات ودراسة مناهجها.
رابعاً: أسباب إثارة الشبه ودوافعها.
خامساً: الأصول والقواعد في رد الشبهات المثارة.
سادساً: أبرز سمات وصفات مثيري الشبهات من الكذب والتلبيس والجهل ونحوها.
سابعاً: المناهج المقترحة في كشف الشبهات.
2-إنشاء شعبة أو قسم أو جمعية -تحت نظر الجامعة المباركة ودعمها- لتولى هذا الأمر بمسمى الانتصار للقرآن أو الدفاع عن القرآن أو بيان حفظ الله للقرآن.
3-إعادة دراسة المواضيع التي كثرت حوله الشبهات على نحو أعمق كموضوع الوحي، والنبوة، والتحدي الذي حصل بالقرآن الكريم وإبراز الجانب الذي أعجز المشركين وأرباب البيان والفصاحة عن معارضته فضلاً عن الإتيان بشيء من مثله، وكذلك سائر مواضيع علوم القرآن.
4-دراسة أيضاً بعض كتب تاريخ القرآن الكريم وجمعه وتدوينه ككتاب المصاحف لابن أبي داود فمع صغر حجمه فقد حوى مئات من الروايات والآثار، وكتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي، وكتاريخ القرآن لنولدكه ونحوها.
5-اقترح في أقل الأحوال أن يلزم الطالب المتقدم لدراسة موضوع أثيرت حوله العديد من الشبه أن يلزم بدراسة مقرر يكون من مفرداته الأساسية ما سبق في التوصية الأولى.
6- يجب على الدارس للعلوم الشرعية عامة والدراسات القرآنية خاصة-إضافة إلى ما سبق في التوصية الرابعة- الإحاطة بما يثيره مثيرو الشبهات حول الموضوع الذي يقوم ببحثه ودراسته؛ فقنوات التواصل بين المسلمين في ازدياد وتوسع، وتحول الناس إلى ذلك التواصل المتزايد بات سريعاً ومستشرياً وخصوصاً الأجيال الجديدة، فإن هذا مما سيحمده الأبناء للآباء حينما يجدون لَبِناتٍ وقواعد تركها لهم الآباء يبنون عليها وينطلقون منها.
7-كما يجب على من سيناقش مثيري الشبهات من الإحاطة بأصول اعتقاداتهم ومعرفة دوافعهم وما يرمون إليه عند إثارتهم للشبهات؛ فإن هذا مما يساعد كثيراً على تفنيد شبههم وكشف زيفهم.
8-يجب الوقوف والتأمل في الشبه المثارة فإنها عند المحاققة والنقد العلمي لا شيء وهذا القول بعد أن تمت دراسة العشرات من الشبه، فليس جزافاً أو بعيداً عن التجربة، و لا غرابة فالدين محفوظ من الله تعالى لا من غيره!، وكثير من الشبه ما تكون مركبة تركيباً مزجياً من عدة شبه، وبناءً على هذا فإنه يتحتم للناظر في الشبه المثارة عامة إن يعيد النظر الكرة تلو الأخرى ليتأكد من كونها مركبة أو لا، فإن كانت مركبة فككها وجزَّءَها، ثم يكون النقد والتفنيد موجهاً لكل جزء من أجزاء الشبهة، ففي كثير من الأحيان ما تكون الشبهة الواحدة مركبة من مقدمة أو أكثر وقد يصل تركيب الشبهة الواحدة إلى ست أو سبع مقدمات -كما في الشبهة الثانية من الفصل الثاني- ثم النتيجة، وتركيب الشبه يجيده المستشرقون كثيراً.
9-اقترح في دراسة الشبهة أن تمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تفكيك الشبهة؛ فكثيراً ما تكون الشبهة مركبة من مقدمة أو أكثر ثم النتيجة وهي خلاصة ما يريده مثير الشبهة وقليلاً ما تكون النتيجة أكثر من واحدة، وأحياناً تكون المقدمة الواحدة مكونة من عدة مسائل أو تكون قائمة على أكثر من شق.
المرحلة الثانية: التحقق من صحة المقدمة وقد يحتاج الأمر تقسيمها إلى شقين أو عدة مسائل -كما في الشبهة الأولى من الفصل الثاني- فإن كانت باطلة كشف ذلك وإن كانت مقدمة صحيحة وجهت التوجيه الصحيح، وهذا أمرٌ مهم ينبغي التنبه له وهو كون بعض مقدمات الشبه قد تكون صحيحة ولكنَّ مثيريها يوجهونها حسب أهوائهم ومشاربهم وهذا ما يصلح أن يسمى بالتلبيس وقلب الحقائق، وينبغي أن يعلم أنه حتى يكون التحقق من المقدمات تاماً فإنه قد يستدعي في بعض الأحيان كثير استقراء وسبر، ودقة نظر وتأملٍ مما يستدعى عدم العجلة والتريث الكثير.
المرحلة الثالثة: الحكم على الشبهة بإظهار ما قامت عليه من كذب أو تدليس وتلبيس أو استكثار ممقوت. وقد ظهرت لي فائدة الدراسة عبر هذه المراحل الثلاث جلية وكانت بعد عون الله زيادة في يقيني بحفظ الله لكتابه، وزادتني رسوخاً كثيراً وكبيراً فيما سبق أن درسته وقررته في البابين الأولين فكم في المحن من منح؟!.
10- نظراً لما يستدعيه نقاش الشبه وتفنيدها من وقت كبير وإعمال فكر كثير فإنه ينبغي أن تعمد إلى باحثين جادين ومشرفين متمرسين، وإهمال هذا الأمر يؤدي إلى حرق عناوين مهمة جداً ولما تنضج بعد، وقد حصل!.
11- إفراد بعض المسائل مما يكثر حولها الشبه أو تكون ذات أهمية بالغة ببحوث مختصة وعميقة أمر لا ينبغي إغفاله فإن فائدته كبيرة وخصوصاً بعد نشره وتداوله، ومثال هذا بحث الدكتور الفاضل زاهر الألمعي الذي يحمل عنوان:"مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبيr بزينب بنت جحش رضي الله عنها".
12- لابد أن تسير مناقشة الشبه حول الإسلام عامة والقرآن الكريم خاصة على جناحين رئيسيين هما العقل والبرهان؛ فالنقل الصحيح لا يتعارض ألبته مع العقل الصريح، مع مراعاة متى تكون الحاجة لأيهما أكثر؟ وهذا يختلف باختلاف الطوائف والأشخاص ومعتقداتهم وتصوراتهم، وفي كل الأحوال الحاجة لهما قائمة ومهمة.
http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=148661#_ftnref1([1]) أخرجها البخاري كتاب فضائل القرآن – باب جمع القرآن 9/11 – فتح الباري - .
http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=148661#_ftnref2([2]) أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن 2/95، والداني في المقنع في رسم مصاحف الأمصار ص 16.
http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=148661#_ftnref3([3]) قال ابن حجر في فتح الباري 9/20 :"قوله:(وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق) في رواية الأكثر "أن يخرق" بالخاء المعجمة، وللمروزي بالمهملة ورواه الأصيلي بالوجهين، والمعجمة أثبت. وفي رواية الإسماعيلي " أن تمحى أو تحرق ".
http://vb.tafsir.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=148661#_ftnref4([4]) ينظر: العجالة البديعة الغرر ص 21 ، 22 ، 23 ، 25 – 26، وفضائل القرآن لأبي عبيد 2/190-191، والتبصرة في القراءات السبع ص214-244، وغاية النهاية 1/459، والنشر 1/146-172، 188-191)، ومعجم حفاظ القرآن عبر التاريخ 1/396 ، والتوضيح لشرح الجامع الصحيح 24/63.