حاكمية المصطلح القرآني على الدعوات المعاصرة (الدعوة للمساواة بين الرجل والمرأة أنموذجاً)

سهاد قنبر

New member
إنضم
1 يونيو 2011
المشاركات
388
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
حاكمية المصطلح القرآني على الدعوات المعاصرة (الدعوة للمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة أنموذجاً)
تمهيد:
ظهرت حركات تحرير المراة في الغرب وتطورت نتيجة لصعوبات معينة عانت منها المراة الغربية واقتصرت مطالب هذه الحركات على المساواة في حق العمل والعلم والحقوق المدنية والسياسية ،إلا أن الستينيات شهدت تحولاً في مسار الحركة النسوية التي أصبحت أكثر تطرفاً وأصبحت جزءاً من الجدل الفلسفي الدائر في الجامعات، وافتتحت مراكز لدراسات المرأة في العالم الغربي والعربي وتم تخويل هذه المراكز منح الدرجات العلمية،وعلى الصعيد العملي وصلت الحركة النسوية المتطرفة إلى أماكن صنع القرار في الأمم المتحدة مما عولم هذا الفكر المتطرف وتم اتخاذه ذريعة للتدخل في الشؤؤون الداخلية للدول والضغط عليها، وبعيداً عن تفاصيل النظرية النسوية الراديكالية فإن جوهر طرحها هو المساواة المطلقة بين الرجل والمراة ،وإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة واستخدمت الحركة النسوية مفردات تنم عن منطق صراعي بين الرجل والمرأة مثل (القمع والتحرر) ، ودخولاً في جحر ضب الغربيين فقد انخرط الخطاب العلماني في بلادنا في هذا الفكر وروج له ،ولهذا فإن من المناسب التعرف على الرؤية القرآنية لقضية المساواة المطلقة وجعل المصطلح القرآني هو الكلمة الفصل في الحكم عليها.
بين المساواة والعدل لغة:
المساواة لغة:هي "المعادلة المعتبرة بالذرع والوزن والكيل ،يقال هذا ثوب مساو لذاك الثوب ،وهذا الدرهم مساو لذلك الدرهم،وقد يعتبر بالكيفية نحو هذا السواد مساو لذلك السواد وإن كان تحقيقه راجعاً إلى اعتبار مكانه دون ذاته ولاعتبار المعادلة التي فيه استعمل استعمال العدل"([1])، وتساوى الشيئان إذا تماثلا ،وتساوى الشيئان إذا تم العدل بينهما ([2]) ،وعلى هذا فالعدل يقتضي معنى المساواة وهو في المحسوسات التقسيط على سواء وهو نوعان نوع مطلق يقتضي العقل حسنه ولا يكون في شيء من الأزمنة منسوخاً ولا يوصف بالاعتداء،والنوع الثاني هو العدل الذي يعرف كونه عدلاً بالشرع وهذا الذي جاء به الأمر في كتاب الله ([3]) ، وعدل عن الحق إذا جار ([4]) . ،مما سبق يتضح ان المساواة قد تكون عدلاً وقد تكون فقط مماثلة، وكذلك العدل قد يكون مساواة وقد يكون ضد الجور،ولمنع اللبس فسأستخدم في هذه المشاركة العدل بمعنى عكس الجور ،وسأستخدم المساواة بمعنى المماثلة المطلقة.
بين مصطلح المساواة ومصطلح العدل في كتاب الله:
بتتبع المساواة في كتاب الله يتبين انه لم يأت المصطلح في معرض الحديث عن المرأة والرجل وإنما جاء في قضايا أخرى جلها لإثبات عدم المساواة بين فريق الكفر وفريق الإيمان وهذه تجاوزت العشرين موضعاً في كتاب الله ، ومن هذا قوله تعالى:
(قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون)(المائدة:100)
(قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ...)(الرعد:16)
(أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين )(التوبة :19)
(ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون)(النحل:75)
(أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون)(السجدة :18)
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على انتفاء المساواة المطلقة في مواضع كثيرة ، والسؤال هنا لماذا انتفت المساواة في هذه المواضع؟ والجواب واضح؛ القضية هي العدل الإلهي الذي اقتضى في هذه المواضع انتفاء المساواة ،وبتتبع مصطلح العدل في القرآن نجد أن الله أمر بالعدل ولم يأمر بالمساواة ومنها قوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً او فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ...) (النساء:135)
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقو الله إن الله خبير بما تعملون )(المائدة :8)
(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر يعظكم لعلكم تذكرون)(النحل:90) .
ولم يذكر القرآن ولا مرة واحدة مصطلح المساواة بين الرجل والمرأة ،وهذا لا يمنع أن تكون هذه القضية حاضرة في القرآن ، فالله ساوى بين الرجل والمرأة في أصل الخلقة قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)(النساء:1)
أي انها خلقت من نفس الجبلة ومن نفس مادة الخلق ([5]) ، وترتب على هذه القاعدة العريضة التي أقرها القرآن عدة أمور هي:
- المساواة في التشريف:
والشواهد في كتاب الله كثيرة منها قوله تعالى:(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)(الإسراء:70)
(الرحمن ،علم القرآن،خلق الإنسان،علمه البيان)(الرحمن :من1إلى 4)
(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)(التين:4)
- المساواة في التكليف :
) وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً بعيداً)(الأحزاب:36)
-المساواة في المسؤولية الفردية :
(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره،ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)(الزلزلة:7-8)
(المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ،وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ...)(التوبة :67-68)
-المساواة في الجزاء:
) فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض .....)(آل عمران:195)
(ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً)(النساء:124).
(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)(النحل:97)
(من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) (غافر: 40).[6]
إلا أن هناك آيات في كتاب الله توحي بعدم المساواة بين الرجل والمرأة وهذه الآيات هي التي جعلت الخطاب العلماني يقول بتاريخيتها أي أنها آيات مختصة بزمن نزولها فقط وليست متجاوزة للزمان والمكان وذلك لتعارضها مع مبدأ المساواة المطلقة الذي أرداته الحركة النسوية المتطرفة ومن هذه الآيات قوله تعالى:
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً)(النساء:34)
والآيات التي تبيح تعدد الزوجات وتفرض الحجاب وآيات الشهادة والقوامة والاختلاف في أنصبة المواريث :
(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )(النساء:11)
وقد قرر القرآن حقيقة أن الرجل والمرأة على قدم المساواة أمام الله وان هذه الأنصبة هي قرار علوي لا يد للرجال والنساء فيه قال تعالى:
(للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً)(النساء:7).
وهذا يقود إلى سؤال مشروع لماذا انعدمت المساواة في هذه الآيات ووجدت في مواضع أخرى،الحق أن التدبر في كتاب الله يظهر انه لا يوجد موضع تكون فيه المساواة بين الرجل والمرأة عدلاً إلا أقرها القرآن، ولا يوجد موضع تكون فيها المساواة ظلماً وجوراً إلا ظهر الفرق في الأحكام المتعلقة بالجنسين وهذا الفرق لا ينتقص من أحد الجنسين أو يجعل احدهما أعلى والآخر أدنى، وإنما هو فرق مبني على اعتبار الاختلافات الفسيولوجية والسيكولوجية والوظيفية ،وعلى اعتبار المصالح والمقاصد الشرعية ،ومعلوم ان لكل حكم حيثياته فلا ينبغي أن يفسر كل حكم على ضوء الأنوثة والذكورة ،وبهذا يكون العدل مقصداً قرآنياً والمساواة في مواضع معينة هي وسيلة لتحقيق هذا المقصد ،وإقامة المقصد تتأتى من إقامة المصطلح ،فالمصطلح هو المدخل الوحيد لبيان القرآن الكريم ،بحكم انه وعاء الدلالة والمفهوم والرؤية القرآنية،ومن إقامة المصطلح كذلك التزام المفسر بدلالات هذا المصطلح وفقاً لسياق الاستعمال القرآني للمصطلح ،لأن القرآن حمل بعض الألفاظ العربية معان لم تكن معهودة عند العرب ، وأعاد استخدام بعض المصطلحات العربية وفق ما يتناسب مع كون الخطاب القرآني خطاب رباني ، والعدل في الشرع هو من هذه المصطلحات فكل حكم في كتاب الله هو العدل ،لأن الله هو العدل،وما جعل الخطاب العلماني يغفل هذه الحقائق أنه بادئ بدء غير معني بقواعد وأصول التعامل مع النص القرآني فهو يتعامل مع النص تبعاً لاتجاه إسقاطي بدل الاتجاه الاستمدادي .


- الحواشي -
([1]) الأصفهاني،الراغب،(ت503هـ)،معجم مفردات القرآن ،(عناية ابراهيم شمس الدين)،ط1،دار الكتب العلمية ،بيروت،ص281،

([2]) ابن منظور،لسان العرب،مادة سوى.

([3]) الأصفهاني،مرجع سابق،مادة عدل، ص363 وما بعدها.

([4]) ابن منظور، لسان العرب،مادة عدل.

([5]) الرازي،التفسير الكبير،المجلد الثالث ،ص477 وما بعدها ،ذكر الرازي قولين في الآية وفند القول بأن حواء خلقت من ضلع آدم ورجح اختيار أبي مسلم الأصفهاني وهو)خلق منها زوجها)أي من جنسها.

[6](وقد سمعت اليوم في درس الفجر من الشيخ أن كلمة الرجال وردت في القرآن بعدد يماثل كلمة النساء وكأني به قال أنها وردت 57مرة واستدل بها على المساواة بين الرجل والمرأة ومن عنده تأكيد لهذه الإحصائية فليعلمنا وله الأجر ).
 
الآيات واضحة عندي ، وليس هناك مشكلة.
يبدو أن المشكلة عندكم يا أخي عبدالرحمن.
 
نفس المشكلة التي عند الشيخ عبدالرحمن رموز فقط
 
الظاهر أن الآيات لا يمكن قراءتها إلا لمن عنده برنامج مصحف المدينة ،ولأن المشاركة تخرج من سلطة كاتبها عندما يضغط زر(اعتمد المشاركة )وتصبح تحت سلطة ملتقى أهل التفسير فلا أملك لكم إعادة كتابة الآيات.
 
شكر الله للأخت الفاضلة وهي من الجنس الأنثوي على هذا الموضوع القيم والتحليل الدقيق والصبغ الناصع للأفكار لتبين جنباتها وتتضح معالمها فلا تزيغ كثير من الفتيات اللائي يجتذبهن دعاية التحرر والمساواة وهي كلمات جميلة توظف خارج الحق والدين والمصلحة الحقيقية للإنسان.

ووددت أن أدعم مذهب الأخت سهاد ببعض الحقائق العلمية أنقلها تأكيدا لصحة ما ذهبت إليه أن الأصل هو العدالة لا المساواة فقد وُلِدنا بفروق تقتضي خصوصية في التشريع ومن لم يراعها فقد تجاهل أصل الخلقة والفطرة وسيقود بالضرورة إلى الفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل، فهم مفسدون لا يشعرون وسفهاء لا يعلمون. ولما كنا - من ذَكَر أو أنثى- لم يختر أحدٌ منا جنسه الذي وجد نفسه عليه ، كانت العدالة هي المطلوبة لا المساواة. ولكي لا أطيل عليكم فينسي بعض الكلام بعضه أشرع في إيراد تلكم الحقائق الجبلية الفارقة التي تقتضي فرقا في التشريع مناسبة للفطرة.
-سن اليأس عند النساء قريب من الـ50 سنة والمسجلة في معجم غنس هي كارميلا بوسادا عن 67 سنة حيث عولجت بالتلقيح فولدت توأما بعد أن زورت عمرها إلى 55 سنة ليسمح لها قانونا بالتلقيح. على حين يكون الرجل السوي قادرا على الإيلاد حتى نهاية عمره.
-المرأة تحبل وتحمل الجنين تسعة أشهر.
- أطول رجل مسجل عمرا 118 سنة وأطول امرأة مسجلة عمرا 114
-رغم بذل أقصى درجات التدريب لم تستطع أي مرأة في العالم تحطيم رقم قياسي للرجال مما اضطر منظمة الرياضة العالمية أن تجعل الرقم القياسي شاملا للوزن والجنس والإحصائيات الحالية تبين ذلك:
بطل العالم في القفز العالي من الرجال : 2.45 مترا
بطلة العالم في القفز العالي من النساء : 2.09 مترا

بطل العالم في القفز بالزانة من الرجال : 6.14 مترا
بطلة العالم في القفز بالزانة من النساء : 5.01 مترا [الفرق متر و13 سم]

بطل العالم في القفز الطويل من الرجال : 8.95 مترا
بطلة العالم في القفز الطويل من النساء : 7.52مترا[الفرق متر و43 سم]

بطل العالم في رمي الرمح من الرجال : 98.48 مترا
بطلة العالم في القفز العالي من النساء : 71.70 مترا

بطل العالم في الجري 100 متر من الرجال :9.77 ثانية
بطلة العالم في الجري 100 متر من النساء : 10.49 ثانية

فجميع القوانين تتأسس على الأخذ في الاعتبار الحدود المعقولة للطاقة والقدرة {لا يُكلِّف الله نفسا إلا وسعَها}

إن الخلل لدى الغربيين في عدم التفريق بين المصطلحين "المساواة" و"العدالة" التي تشير إليهما الكاتبة قاد إلى قفزة في البناء الاجتماعي الغربي. ولا تُعرف الإيجابيات والسلبيات إلا بالمقارنة. فبناء العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة على أسس فردية صرف دون أخذ الجانب الاجتماعي في الاعتبار يقود إلى تفكيك الأسرة كما حصل في الحضارة الغربية المعاصرة، ونحن لا نقول إنها لا جانب إيجابي فيها ففي كل ظاهرة جانب إيجابي من نوع ما، ولكن ما يهمنا في مثل هذه الأمور التشريعية والحضارية والاجتماعية هو النظام الأكثر انسجاما مع مصلحة الإنسان وسعادته الروحية والنفسية والجسدية.

يقوم بعض المصلحين السطحيين من دعاة "تحرير المرأة" عندنا بانتقاء عينات اجتماعية منغلقة في أمتنا تظلم المرأة فيقدموها على أنها نموذج ظلم المرأة لدى المسلمين على إطلاقه، على حين أن معالجة مثل هذه المسألة الحساسة تقتضي جمع بيانات كثيرة وفهمها في سياقها ومقارنتها في أزمان متعاصرة ثم الحكم على نظام ما أو له.
وفي رأيي أن تفريق صاحبة المقال - تقبل الله صيامها- بين مفهومي العدالة والمساواة يمثل مدخلا جيدا لمعالجة المسألة ومقارنة سمو النظام الإسلامي الذي عوض المرأة على حرمانها من بعض ما للرجل بأن جعلها أمًّا مقدسة وعِرضًا يجِبُ أن يُصان ومصدر الحب والعاطفة وسبب اجتماع الأسرة. إن المرأة هي القطب الذي تدور حوله الأسرة وهي الوحدة الاجتماعية الأساسية في الحضارة الإسلامية.
هذه القداسة والمكانة المحترمة تفتقدها المرأة الغربية التي تدخّن في مواقف القطارات والباصات تعبيرا عن حريتها وقيمتها المفقودة، وتبدل القرناء كما تبدل الأحذية لأنها تعتمد على نفسها في البحث عمن يحبها ويحترمها. وهل تجرب كل الرجال لتحظى بمستر رايت؟
لا ريب أن أخذ اعتبارات أخرى في الاعتبار للاختيار ضرورة لم تدركها الحضارة الغربية.
وكم قد ناقشت المسألة مع غربيين ووجدت كثيرات يأملن أن يحظَين بمكانة المرأة المسلمة التي لا سبيل إليها. على حين رأيت العكس أيضا أن تقوم مسلمة في الغرب بتقليد الحرية السطحية للغربية فتظن أن وظيفتها تحميها من الحاجة إلى الناس ولكن السعادة ليست الاكتفاء المادي فقط بل تحقيق الذات والانسجام الروحي والعاطفي والمشاركة الوجدانية ودفء المشاعر وراحة الضمير المتحققة بالسعي لرضا الله تعالى.

وتقبل الله طاعاتكم

 
ولأن المشاركة تخرج من سلطة كاتبها عندما يضغط زر(اعتمد المشاركة )وتصبح تحت سلطة ملتقى أهل التفسير فلا أملك لكم إعادة كتابة الآيات.
هذا مثل نظرية (موت المؤلف) لرولان بارت ، وهنا موت المشارك بعد نشر موضوعه !
إن كانت المشكلة لا تزال قائمة ، فليت الأخت سهاد تبعث لي بالآيات مرتبة كترتيبها في النص مكتوبة بخط عادي وأدرجها في النص.
وأما موضوع المرأة في الإسلام فقد كنتُ قرأتُ كلاماً نفيساً أنصح بقراءته كله في كتاب الأستاذ سعيد الأفغاني رحمه الله رحمة واسعة في كتابه القيم (الإسلام والمرأة) ، وقد طبع قديماً عام 1364هـ وأعيدت طباعته مؤخراً بدار البشائر بدمشق .
 
-سن اليأس عند النساء قريب من الـ50 سنة والمسجلة في معجم غنس هي كارميلا بوسادا عن 67 سنة حيث عولجت بالتلقيح فولدت توأما بعد أن زورت عمرها إلى 55 سنة ليسمح لها قانونا بالتلقيح. على حين يكون الرجل السوي قادرا على الإيلاد حتى نهاية عمره.
-المرأة تحبل وتحمل الجنين تسعة أشهر.
- أطول رجل مسجل عمرا 118 سنة وأطول امرأة مسجلة عمرا 114
-رغم بذل أقصى درجات التدريب لم تستطع أي مرأة في العالم تحطيم رقم قياسي للرجال مما اضطر منظمة الرياضة العالمية أن تجعل الرقم القياسي شاملا للوزن والجنس والإحصائيات الحالية تبين ذلك:
بطل العالم في القفز العالي من الرجال : 2.45 مترا
بطلة العالم في القفز العالي من النساء : 2.09 مترا

بطل العالم في القفز بالزانة من الرجال : 6.14 مترا
بطلة العالم في القفز بالزانة من النساء : 5.01 مترا [الفرق متر و13 سم]

بطل العالم في القفز الطويل من الرجال : 8.95 مترا
بطلة العالم في القفز الطويل من النساء : 7.52مترا[الفرق متر و43 سم]

بطل العالم في رمي الرمح من الرجال : 98.48 مترا
بطلة العالم في القفز العالي من النساء : 71.70 مترا

بطل العالم في الجري 100 متر من الرجال :9.77 ثانية
بطلة العالم في الجري 100 متر من النساء : 10.49 ثانية

دكتور عبد الرحمن الصالح
ما هكذا تُقاس الأمور . فالفوارق الفزيولوجية لا أحد يجادل فيها وليست هي الفصل في هذا الأمر ، لأن الاختلاف بين المرأة و الرجل هو اختلاف تكامل وليس اختلاف صراع حول مَنِ الأقوى . فكل واحد منهما له وظيفة و مهمة في المجتمع .وهذا هو أساس التفريق بينهما في الحقوق و الواجبات .

أما إذا كان المقياس بالعضلات و بالقوة و بالأرقام القياسية التي ضربتَ لنا بها المثل على ضعف المرأة و قوة الرجل فإني أطرح عليك الأسئلة التالية :
- هل جميع الرجال أبطال للعالم و بإمكانهم تحقيق الأرقام القياسية التي ذكرتَها ؟؟؟
- هل الرجال العاديون يستطيعون الوصول إلى الأرقام القياسية التي تصل إليها المُحْتَرِفات من النساء في مجال رياضي معين ؟؟؟
- هل إذا عَجَزَ الرجل عن تحقيق ما وصلت إليه المرأة في هذه الرياضات نَنْزَع عنه الحقوق و الواجبات التي أعطاه الشرع الحكيم ونعطيها للمرأة لأنها أقوى منه في هذا المجال ؟؟؟
- هل إذا حققت المرأة ما لم يستطع تحقيقه الرجل نعتبرها أقوى منه ، فنُعطي لكل منهما حقوق و واجبات الآخر ؟؟؟
إن الله سبحانه و تعالى فرَّق بين المرأة و الرجل فَرْق تنوع من حيث الجنس ، و فَرْق تكامل وليس فرق تفضيل ، لأن الحياة لا تستقيم بالمرأة لوحدها و لا بالرجل لوحده وإنما يُكَمِّلُ أحدهما الآخر .
وتحية طيبة .
 
شكر الله لك الدكتورة خديجة فقد كفيتني مؤونة الكلام ،وقد كنت مترددة في التعليق على كلام الدكتور عبد الرحمن الصالح حتى لا يخرج الموضوع عن أصله وهو الرؤية القرآنية للمساواة بين الرجل والمرأة .
 
المساواة هي أن يُشرِّع المُشرِّع للكائن البشري بوصفه كائنا بشريًّا فقط، لا بوصفه ذكرا أو أنثى، أو أن يُطالب إنسان ما بذلك مدعيا أن لا وجود لفروق نوعية تقتضي خصوصية في التشريع. [فالميراث يجب أن يُقسم بين الأولاد بالتساوي بغضِّ النظر عن جنسهم لأنهم إخوة و"اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" ، وكون المجتمع والعرف قد جعل واجب الزوج أن يُنفق على زوجته وأولادها لا يقتضي أن يأخذ الإنسان الأنثى نصف حصة الإنسان الذكر للأسباب الآتية:
- هب أن الإنسان الأنثى قد قرر أن لا يتزوج، فكيف يزعم مسوغو التشريع المميز فكرة العدالة في هذه الحالة؟
- هب أن الإنسان الأنثى شعر أنه مغبون لأنه يريد أن يستقل ماليا ولا يقتنع بكون الإنفاق على الأسرة واجب الزوج لأن الزوج حين ينفق ربما شعر أن يده عليا وأن الإنسان الأنثى يحس بالدونية لذلك فيثور عليها؟
- رغم أن المرأة تحبل تسعة أشهر فإن ذلك لا يُعد مسوغا للمجتمع أن يعدها مصدر العار والشرف معاً لأن هذا تحميل لها فوق طاقتها فهي تشارك الرجل في الشهوات فكيف ينظر لها المجتمع على أنها مصدر الشرف والعار على حين يعفي الإنسان الذكر من ذلك؟
.....
إلى غير ذلك مما يوردون من "حجج"]
أما العدالة فتقتضي المساواة بالاعتبار الإنساني ، والحق في الكرامة مع الأخذ في الاعتبار الفوارق النوعية الجسدية والثقافية والاجتماعية وبعد أخذ تلك الفوارق في الحسبان تكون التمييزات التشريعية مراعاة لذلك عدالة لأنه ليس من المعقول أن نكلف الرجل بالإنفاق ، ونعطي المرأة حق طلب التفريق إن عجز عن النفقة، ونجعلها مع ذلك نظيرته في الميراث أيضاً، هذا ما جعل أحد الشعراء يحس بالغبن فيقول:

قل للذي خصّ الرجال بضعف ما قد خصهنه
لم نحظ حتى بالسواء فكيف نطلب ضعفهنه​

في التشريع الإسلامي أخذ كبير للاعتبار للحقائق الاجتماعية والثقافية والنوعية الجسدية بين الجنسين في التشريع، ولكي نظهر تميزه فإننا لا نكتفي بعرض النصوص لأن النص يخاطب "الذين آمنوا" فقط، بل حين يكون المقصود بيان تميز التشريع الإسلامي على الشرائع الأخرى عالميّاً نقوم ببيان الأسس التي يقوم عليها. ففي هذه المسألة نشرع ببيان الأساس المادي الجسدي للفرق النوعي بين الجنسين الذي هو الأساس للفروق الاجتماعية والثقافية، فالشرائع التي تقر المساواة وتتأسس على القيمة الاعتبارية للشخص البشري دون إضافة معنم الجنس لا نقول إنها ظالمة ولكنها لا تناسبُنا نحن المسلمين لأننا غير مستعدين للتنازل عن الأسرة بوصفها - وليس الفرد- الوحدة الاجتماعية. وهذا فرق جذري بين حضارتين ورؤيتين مستقلتين إلى العالم. الحضارة الغربية التي أصبحت عالمية، والحضارة الإسلامية المستعصية على ما يسمونه بـ"ـالحداثة" أو القيم الكونية التي تنتجها الحضارة الغربية.
أوردت تلكم الحقائق العلمية ليس لبيان فروق اعتبارية بين الجنسين كما ذهب ظن الأخت خديجة فاقتطعت الأرقام من سياقها وردت عليها ووافقتها على اعتراضها الأخت سهاد، بل لبيان الفرق المادي الجسدي العلمي الذي عليه تأسست نظرة المجتمعات إلى الجنسين فأخذها المشرع بالاعتبار فيما بعد. وبدون هذه الحقائق لا يصبح للتفريق التشريعي الذي يحقق العدالة مسوغ مادي فكري، لأن التشريع الإسلامي هو للإنسانية كلها ولكل زمان ومكان ومِنْ فهمِنا لمراميه نستكشف ثوابت انطلاقه، ومن هذه الثوابت التي يكشفها هذا الموضوع ثابت اعتبار الأسرة هي وحدة اجتماعية تشريعية وليس الفرد البشري مستقلا عنها.
أتمنى أن تعيد الأختان الفاضلتان إلقاء النظر على المشاركة اللاتي اعترضتا عليها ليعلما أن الأرقام الموردة إنما كانت فقط لبيان وجود أساس خِلْقي مادي وضعي هو المسوغ للفروق التشريعية ولا تتحقق العدالة بدون أخذ تلكم الفروق في الاعتبار.
الخلاف في أي حوار قد يكون سببه عدم الاتفاق على المرحلة التي يدور فيها الكلام من مراحل تدرج الوحَدات صُعُدا، فحين نتكلم في مرحلة عليا أي على الشخص بوصفه كائنا بشريا مريدا مستقلا لا نبالي بأساس الفروق النوعية من لون وجنس (race)[أي جنس قوقازي أو منغولي أو أسود وما تفرع منها] أو جنس (gender or sex) [أي ذكر أو أنثى أو خنثى] ولكن حين نريد تعقُّل التشريعات الآخذة لتلكم الفروق في الاعتبار نحفر عمقا في أساس الفروق. ولما كان الإسلام دين المساوة بين البشر لم يكن للجنس (race) دور في التشريع باستثناء الأنماط الاجتماعية التي قد يكون أساسها عرقيا وإن كان التشريع لا يبالي بأساسها بل في احترام وجودها، من مثل :"العرب بعضهم اكفاء بعض" ومثل الخلاف في تحديد مفهوم الكفاءة هل هي الدين كما ذهب مالك أم هي المكانة الاجتماعية كما ذهب أهل الكوفة. أما الجنس (gender or SEX) أي ذكر أو أنثى فقد أخذته الشريعة في الاعتبار لأن التفريق التشريعي لا يصطدم مع حقيقة أخلاقية كالتي يثيرها مفهوم الجنس RACE:

أرجو أن تكون فكرة المشاركة أعلاه قد وضحت لأني إنما جئت بها دعما للأساس الفيزيقي الذي عليه تأسس التفريق الاجتماعي فأخذه المشرّع في الحسبان بين الرجل والمرأة بوصفهما عضوين في الوحدة الاجتماعية الفعلية "الأسرة"،في التفريق بين العدالة والمساواة وليس كما ذهب وهم بعض الأخوات على الإطلاق.
وخلاصة الموضوع كما فهمته من مشاركة الأخت سهاد وأثنيت عليه بناء على هذا الفهم أن المساواة موجودة بالاعتبار الإنساني وأنها تتحقق بالعدالة، وليس بتشريع ينكر الفروق النوعية ولا يأخذها بالحسبان لأنه سوف يخل بالعدالة إن فعل ذلك، وإن سمى نفسه مساواة أو توهم أنه ينطلق من مساواة. وأضفت له ان المساواة التي لا تأخذ تلكم الفروق في الحسبان لا تخل فحسب بالعدالة بل ضررُها واضح لأنها تؤدي إلى تفكيك الأسرة وأضفت في هذا التعليق أن المحافظة على عدّ الأسرة وليس الفرد هي الوحدة الاجتماعية والتشريعية المميزة الحقيقية هو ما يميز الحضارة الإسلامية عن الحضارة الغربية المعاصرة والتشريعات المنبثقة منها.وأشكر الأختين الفاضلتين على اعتراضهما إذ لولاه لما سعيت إلى إيضاح ما قصدته ولما تشاركنا في إثراء موضوع الأخت سهاد نقاشاً وهو موضوع نفيس.

وتقبل الله طاعاتكم
 
الدكتور الفاضل جزاك الله خيراً على مداخلاتك ،وكنت حقيقة انوي عدم التعليق لأني أردت للموضوع أن يبقى في مجال موضوع المشاركة وهي الرؤية القرآنية لمفهوم المساواة والعدل ،ولكن يبدو انه عند طرح موضوع المساواة بين الرجل والمرأة لا مجال عندنا سوى الخروج إلى الناحية الفكرية للموضوع وناحية الشبهات المثارة في الموضوع ،ما قصدته وأعتقد أن الدكتور خديجة قصدته أن الاختلافات الخلقية بين الرجل والمرأة أمر لا يختلف فيه اثنان في العالم، وقضية الضعف والقوة الجسدية ليست مطردة في كل النساء والرجال وهي ليست مبرراً عند مثيري الشبهات لاختلاف الأحكام التشريعية بين الرجل والمراة ،شبهات العصر تدور حول قضية تسمى (الجندر)والجندر بالمصطلح الحادث ليس الجنس وإنما (الجنس الاجتماعي)وعليه فالغرب يعتقد أن هناك وظائف تكاملية يحتاجها المجتمع وهي وظيفة المرأة ووظيفة الرجل إلا أن هذه الوظائف يمكن تبادلها إذا تغيرت التنشئة الاجتماعية (باستثناء الحمل والانجاب وغيرها من المهام البيولوجية )ولهذا فالاختلاف الجنسي ليس مبرراً للتمييز التشريعي ،ونحن المؤمنون نعتقد أن الكلام عن حكمة اختلاف التشريع والألطاف الربانية لهذا الاختلاف بين الرجال والنساء ليس كلاماً باعتبارها علة تدور مع الحكم وجوداً وعدماً وإنما نتلمس الحكمة من التشريع ونؤمن أن ما شرعه الله هو العدل لعلمنا بالأسماء والصفات ولاستقرائنا كتاب الله ،على أية حال ليس الهدف الأولي من مشاركتي ردود الشبهات حول هذا الموضوع وإنما لفت النظر لحاكمية المصطلح القرآني في قضية المساواة بين الرجل والمرأة عله يحظى بدراسة أوسع .
 
بارك الله فيك يا أخت سهاد على هذا الموضوع القيم.

وما دام أن المصطلح القرآني الذي لا يدخله التخصيص ولا الاستثناء هو ( العدل ) فلماذا لا نقتصر عليه، وندع هذا المصطلح الوافد ( المساواة ) الذي يلزم منه في بعض الأحوال لوازم مخالفة للشريعة والطبيعة.
وما ورد من النصوص بإثبات المساواة في أمور معينة فهي من العدل.
ومما ينبغي التنبية عليه هنا أن الأسلام منح المرأة حقوقاً خاصة لم يمنحها الرجل، كما وردت فضائل وأجور خاصة بالنساء، فلا يفهم من من ترك مصطلح المساواة الانحياز للرجل، كلا.
وهناك كتاب جيد في هذا الموضوع عنوانه: سنة التفاضل وما فضل الله به النساء على الرجال لعابدة العظم، قدم له الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أولاً جزاك الله كل خير ياسهاد قنبر على البحث القيّم ,

ثانياً :-

أ-مع كل طرح يقوم به العلمانيون وأمثالهم للأجل الإحتجاج على القرآن الكريم , فإننا نزداد إنفتاحاً وتدبراً له بما يٌلقونه من شٌبه على مباحث جديدة نتوصل من خلالها الى حقائق تزيد من هذا القرآن رِفعةً في قلوبنا ويقيناً بموعود ربنا تبارك وتعالى .

ب-إن أسلوب العاملين على نقض القرآن في فهمه مختلفة وعجيبة ! فهم بين إستقصاء للمعاني وإفرادها من شموليتها و تسييرها حسب الأهواء وغير ذالك , فإذا فهمنا كيف يفهمون القرآن يتبين لنا الطريق لنقض شُبههم .


أكرر شكري على الجهد الرائع في الموضوع ...


وجزاكم الله خيراً .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 
وما دام أن المصطلح القرآني الذي لا يدخله التخصيص ولا الاستثناء هو ( العدل ) فلماذا لا نقتصر عليه، وندع هذا المصطلح الوافد ( المساواة ) الذي يلزم منه في بعض الأحوال لوازم مخالفة للشريعة والطبيعة.
.
-الأخ الفاضل لا يمكن الاستغناء عن المصطلح الذي أطلقت عليه وافد لأنني حقيقة انطلقت منه إلى القرآن فنقطة البدء كانت دعوة (المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة)وبحثاً عن رؤية القرآن من هذه الدعوة قمت باستقراء كتاب الله وخلصت للنتيجة التالية :غياب المصطلح وحضور المفهوم ،فمفهوم المساواة كان حاضراً بقوة في كتاب الله وفي مواطن تفوق بكثير مواطن الاختلاف في التشريعات بين الرجل والمرأة وعليه فلا داعي لاستبعاد المصطلح إن كان مفهومه حاضراً في كتا ب الله ومثل هذا الكثير من مواضيع التفسير الموضوعي ،فهي مصطلحات وافدة نبحث عن رؤية قرآنية لها ومثال هذا( التفكير الاستراتيجي في كتاب الله).
-من دلائل المساواة المطلقة بين الرجال والنساء أن جمعهم الله في أسلوب خطاب واحد في كل القرآن وهذا الأسلوب يدعى التغليب ولم يفك التغليب إلا في مواضع قليلة ،وفي نفس الوقت يعد التغليب دلالة أكيدة على الاختلاف إذ التغليب جمع المختلفين في أسلوب خطاب واحد فسبحان الله العادل.
-بقيت في جعبتي قضية أخيرة وهي أن الاختلاف في الأحكام لا يمكن عده تفضيلاً إلا فيما جاء النص به على انه تفضيل وإلا لجاز لنا القول أن الله فضل النساء على الرجال في سورة الممتحنة في حكم المهاجرات المؤمنات (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار...)(الممتحنة:10)والأمثلة كثيرة في كتاب الله فيما يبدو الاختلاف التشريعي ظاهرياً تفضيلاً للمرأة وهو في الحقيقة ليس كذلك وإنما هو العدل الإلهي كما ذكرت في مشاركتي فالله لا يفضل الرجال على النساء ولا يفضل النساء على الرجال فالخلق كلهم عيال الله .
 
ما معنى أن يتفرد الرجال بمنصب النبوة ، ويكون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل من كل العالمين عند الله تعالى ، وهو عليه الصلاة والسلام أتم الرجال رجولة وفضلا ، ليس الذكر كالأنثى في حفظ بيضة الدين والحفاظ على الإسلام والمسلمين . والله أعلم
 
أختي أم عبد الله الجزائرية قبل ان أجيبك على ما تفضلت به أقول أنني لو علمت يقيناً أن الله فضل الذكور على الإناث وجعل النساء جنس من الدرجة الثانية لقلت سمعاً وطاعة فالله هو الملك ويفعل في ملكه ما يشاء ،ولكنني أرى في كتاب الله غير هذا ،وقد ذكرت سابقاً أنه لا يمكن تفسير كل تكليف وحكم شرعي في كتاب الله على ضوء الأنوثة والذكورة فلكل تكليف حيثياته ومقاصده،وقد ذكرت سابقاً بأني لن أحكم بتفضيل الرجال على النساء في حكم من الأحكام إلا بنص صريح إذ ليس بالإمكان ان نعتبر كل اختلاف تفضيل وإلا لاعتبرنا جنس النساء أفضل بكثير من جنس الرجال لأن الله كلف النساء بصناعة الإنسانية ورعايتها وكلف الرجال بصناعة المادة ،والنبوة تكليف خص الله به الرجال وهو تكليف يلازمه تشريف للأنبياء صلوات الله عليهم لا تشريف لجنس الرجال وفي كتاب الله تصديق كلامي فقد جاء ت الآيات التي تخص الرجال بالنبوة في معرض تكذيب الكفارأو في معرض طلبهم أن يأتيهم بالنبوة الملائكة المقربون فما علاقة هذا بتشريف الذكور على الإناث:والآيات على التوالي هي لمن لا تظهر له الآيات الأعراف :63،الأعراف:69،يونس:2،يوسف:109،النحل:43،الأنبياء:7.

[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P158]ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ [/FONT]الأعراف: ٦٣

[FONT=QCF_P158][FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P159]ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ[/FONT][FONT=QCF_P159]ﭣ[/FONT][FONT=QCF_P159] ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ[/FONT][FONT=QCF_P159]ﭰ[/FONT][FONT=QCF_P159] ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ [/FONT][/FONT][FONT=QCF_P158][FONT=QCF_BSML]الأعراف: ٦٩[/FONT][/FONT]

[FONT=QCF_P158][FONT=QCF_BSML][FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P208]ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ[/FONT][FONT=QCF_P208]ﭬ[/FONT][FONT=QCF_P208] ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ[FONT=QCF_BSML]ﭼيونس: ٢[/FONT][/FONT][/FONT][/FONT]
[FONT=QCF_P158][FONT=QCF_BSML]
[FONT=QCF_P158][FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P248]ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ[/FONT][FONT=QCF_P248]ﮟ[/FONT][FONT=QCF_P248] ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ[/FONT][FONT=QCF_P248]ﮫ[/FONT][FONT=QCF_P248] ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ[/FONT][FONT=QCF_P248]ﮱ[/FONT][FONT=QCF_P248] ﯓ ﯔ [/FONT]يوسف: 109

[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P272]ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ[/FONT][FONT=QCF_P272]ﭙ[/FONT][FONT=QCF_P272] ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ [/FONT]النحل: ٤٣

[FONT=QCF_BSML]ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P322]ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ[/FONT][FONT=QCF_P322]ﮣ[/FONT][FONT=QCF_P322] ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ [/FONT]الأنبياء:٧
[/FONT][/FONT]
[/FONT]

[FONT=QCF_P158]
[FONT=QCF_P158]القضية الأخرى التي ذكرتيها أخيتي بأن الرجال أقدر عى الدفاع عن الإسلام وحفظ بيضة الدين فأنت لست الأولى التي فهمت أن هذا تشريف للرجال فسفيرة النساء صحابية أتت بهذا الفهم وألقت به بين يدي رسول الله ،فقد اعتبرت أن صلاة الجماعة واتباع الجنائز والجهاد تشريف للرجال ،فجاءها الجواب حاسماً من رسول الله بأن كل ماذكرت الصحابية هو تكليف من الله للرجال لا علاقة بتفضيلهم كجنس وأرشدها عليه الصلاة والسلام لتكليف يعدل ما ذكرت وهو حسن التبعل،وفي حديث لا أعلم صحته ولا راويه إلا أنه استوقفني كثيراً يقول عليه الصلاة والسلام :أنا أول من يمسك بحلق الجنة يوم القيامة فإذا امرأة تنازعني ؛امرأة قامت على عيالها .
كلمة أخيرة في هذا الباب أن من عموم البلوى مما تسرب لنا من الغرب قضية الاستهانة بتكليف المرأة بحفظ الأسرة ورعاية الإنسانية فالمرأة على ثغر داخلي من ثغور الإسلام والرجل على ثغر خارجي وليس الذكر كالأنثى ولا فضل لأحدهم على الآخر إلا بقدر ما يؤدي تكليفه الشرعي.
[/FONT][/FONT]
 
فالشرائع التي تقر المساواة وتتأسس على القيمة الاعتبارية للشخص البشري دون إضافة معنم الجنس لا نقول إنها ظالمة ولكنها لا تناسبُنا نحن المسلمين لأننا غير مستعدين للتنازل عن الأسرة بوصفها - وليس الفرد- الوحدة الاجتماعية. وهذا فرق جذري بين حضارتين ورؤيتين مستقلتين إلى العالم. الحضارة الغربية التي أصبحت عالمية، والحضارة الإسلامية المستعصية على ما يسمونه بـ"ـالحداثة" أو القيم الكونية التي تنتجها الحضارة الغربية.
الدكتور الفاضل جزاك الله خيراً عندي سؤال هل التشريع الرباني تشريع للإنسانية أم للمسلمين فقط؟وأنا حقيقة أوافقك الرأي بأن هذا فرق جذري لكن ليس بين حضارتين ورؤيتين مستقلتين إلى العالم وإنما فرق بين قانون رباني أنزله العليم وبين قانون بشري مهما علا في مكانته سيبقى ظالماً في كثير من جوانبه لقصور البشر عن الإحاطة بما أحاط به علم الله،وإليك أمثلتي وأرجو أن تعطيني أمثلتك عن قوانين الغرب التي تستند إلى المساواة المطلقة وليست ظالمة ولكنها لا تناسب المسلمين لأن لهم رؤية مختلفة عن الغرب وكأني بك تنوه بأن اختلافنا مع الغرب اختلاف تنوع لا تضاد:
-ما رأيك أن تقرأ في قوانين حضانة الأطفال ونفقتهم في أمريكا وكندا فالقانون يعطي حضانة الطفل ولو كان عمره يوماً واحداً لمن له بيت ودخل أفضل من الوالدين ،والإسلام يعطي الحضانة للأم وأقصى ما يمكن فعله بعد أن يكبر الولد أن يخير بين أمه وأبيه، أليس بربك القانون الغربي ظالم للأم والطفل ؟أليس حضن الأم للطفل وإن كان يسكن في خيمة خير له من قصور أبيه ؟الإسلام يستبقي للطفل حضن أمه ونفقة أبيه أي عدل بعد هذا ؟وإذا أردت ان أستفيض في قوانين الأسرة في الغرب فلن أنتهي وسأسطر صفحات من الظلم التي تقع على الرجل والمراة والذرية بسبب قوانين ظالمة اعتمدت على رؤية بشرية قاصرة،وشكر الله لك إثراءك للموضوع
 
أختي الكريمة سهاد
لا أشكك في استجابتك لآيات ربك ، ولكنه التدارس ، وفيما يلي سأوضح أكثر.
قال صلى الله عليه وسلم:
" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا...."
فماذا يعني ذلك ؟
والنقطة التي تكلمتي عنها والتي تخص بعض العبادات التي يقوم بها الرجل خاصة ، سنأخذ مثال ، ونختار الجهاد ، والجهاد أنواع ، والرجل أقدر عليه لما حباه الله من صفات معروفة ، تجعله يتقدم في حين تتأخر الغالبية الساحقة من النساء ، وإن كان الحج جهاد الأنثى ، فهل يكون أجرها كأجره ، فالجنة درجات ، إننا لا نتحدث عن التشريف بل عن التكليف ، ولا أنسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال له الصحابة:
" ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى ... فقال صلى الله عليه وسلم:
" ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء "
هذا ما أفكر فيه ولا يهمني ما قال الغرب ، بل الأولى ومن باب النصيحة ان لا تستخدمي المصطلحات الحديثة في الحديث عن القرآن كقولك فيما سبق " استراتيجية القرآن " .والله أعلم.
 
أم عبدالله الجزائرية;ما معنى أن يتفرد الرجال بمنصب النبوة ، ويكون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل من كل العالمين عند الله تعالى ، وهو عليه الصلاة والسلام أتم الرجال رجولة وفضلا ، ليس الذكر كالأنثى في حفظ بيضة الدين والحفاظ على الإسلام والمسلمين . والله أعلم
الأخت أم عبد الله
إنك طرحتِ السؤال و أجبتِ عنه في آن واحد ،فالرسول ليس رجلا كسائر الرجال ، بل هو كما قلتِ :أفضل من كل العالمين عند الله تعالى ، وهو عليه الصلاة والسلام أتم الرجال رجولة وفضلا . فلا مَجال لمقارنته بباقي الرجال ، ففي ذلك تَنقيصٌ منه صلى الله عليه وسلم ، هذا من جهة .
أما من جهة ثانية فالله في كتابه العزيز تحدث عن المرأة و الرجل بنسب متساوية ، فعند استقرائنا لعدد مرات ورود كل منهما سنجد ما يلي :
أ - لفظ( نساء ) :57 مرة
لفظ ( رجال ) :57 مرة
ب - لفظ (رجل ) :24 مرة
لفظ ( امرأة ) : 24 مرة
ج - لفظ ( والد ) : 3 مرات
لفظ ( والدة ) : 3 مرات
هذا بالإضافة إلى أنه حين يتحدث عن المؤمنين و المؤمنات أو يخاطبهم يقول : الذين آمنوا دون تمييز بين الأنثى و الذكر ، إلا في مواضع يكون فيها الكلام خاصا جدا بالمرأة ، فيستعمل صيغة ( المؤمنات )
و أعود لأقول إن الله كرم الإنسان بصفة عامة ، لأن الحياة لا تستقيم إلا بالمرأة و الرجل معا ، لأن أحدهما يُكَمل الآخر .
وأذَكِّرك بأن الصحابيات الجليلات كُنّ ممن حافظ على بيضة الدين - كما تقولين - بمساهمتهن في المجهود الحربي الذي كان يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم في الميدان و في غَيبتِه ، كما ساهمن في رفع معنويات المجاهدين . فهل قيامُهن بهذا أقل قيمة من قِيام الرجال به ؟؟ وما تتحدثين عنه هو جزئية من الجهاد وهو خروج المسلمين للجهاد ، فما بالُكِ بالنفير الأعظم حيث يستبيح العدوُّ أرضَ المسلمين و دماءَهم و أعراضَهم و أموالَهم ،فما الموقف ساعتها ؟؟ هل سيتوَجّبُ الجهاد على الرجل وحده ؟؟ و تظل المرأة مكتوفة الأيدي . وحتى لا نذهب بعيدا ، هل في هذا الزمان الذي نعيشه يحافظ الرجال فِعْلا على بيضة الدين ؟؟
وما نأسف له فِعلاً هو الخَلط بين الدين الحقّ ممثَّلا في القرآن و صحيح السُّنة - فهُمَا وحدهما اللذان يُعتبران مرجعا ً للمسلمين عقيدةً و شريعةً و أخلاقا و سلوكا ،وهُما وحدهما لهما القُدسية -و بين تاريخ المسلمين وهو فَهمُ المسلمين للدين وتطبيقهم لذلك الفهم ، فقد يكون الفهمُ سليماً و تأتي الممارسة خاطئة ، و قد يأتي الفهم و الممارسة خاطئَين معاً .أو يحصُل الخلط بين الدين الحق وواقع المسلمين الذي هو عبارة عن عادات وتقاليد و أعراف لا ينبغي أن يُقبل منها إلا ما كان موافقا للدين الحق ،و هذا ما نقع فيه .حيث يحضُر واقع ُ المسلمين و عاداتُهم و أعرافُهم و يغيبُ الدين الحقُّ .​
 
أشكر الأخوة والأخوات لإثرائهم هذا الموضوع وقبل ان نكمل الكلام عن الرؤية القرآنية للمساواة بين الرجل والمرأة ينبغي أن نتخلى عن الرؤية الغربية للمساواة ولتطبيقاتها المجحفة ولا شك أن مصطلح المساواة يثير في النفس هذه التطبيقات السلبية .
-إن أي تطبيقات تشريعية يظهر فيها الاختلاف بين الرجل والمرأة يعتبرها الغرب انتقاصاً من المرأة ،والغرب في هذا معذور فهو ينظر للموضوع من عدسة الدين المحرف الذي يحتوي تشريعات مختلفة للمرأة لأنها جنس أدنى من الرجل،فالغرب يرانا بعدسة كتابه المقدس.ومثال هذا قضية الرق فعندما يثار موضوع الرق (slavery)تتدافع للفكر الغربي الصور البشعة والوحشية للرق عندهم ،وهذا يضاعف الجهد على المسلم عندما يشرح للغرب أن الرق مفهومه مختلف تماماً عن الرق في الغرب ،يبدو أنني ابتعدت كثيراً لذا سأعود للموضوع:
الأخت أم عبد الله :ذكرت أن الرجل أقدر على الجهاد لما حباه الله من صفات معروفة....وإن كان الحج جهاد الأنثى فهل يكون اجرها كأجره:
هبي أختي الغالية أن الله خلق رجلاً أعمى وأبكم لا يقدر على قراءة القرآن، ورجلاً يقرأ القرآن آناء الليل وأطراف النهار فهل سيرفع الله القارئ منزلة أعلى من الأعمى وهو من حرم الأعمى بصره ومنعه من قراءة القرآن ؟أم انه سيزن أعمال الأعمى بطريقة مختلفة تعتمد على ما حباه الله من إمكانيات تمكنه من امتثال أمر الله ؟ أمن العدل الإلهي أن يعطي الله الرجل صفات معروفة ويؤهله لتكليف الجهاد ثم يرفعه درجات فوق المرأة ؟وأنا أهيب بك لقراءة كتاب الله لتجدي بين جنباته المساواة في الإنسانية تتجلى في أرفع صورها .
ملاحظة أخيرة أنا لم أقل(استراتيجية القرآن) وإنما قلت (التفكير الاستراتيجي في القرآن) وهما جملتان مختلفتان تماماً فالتفكير الاستراتيجي فرع من فروع الإدارة وعندما أقول (التفكير الاستراتيجي في القرآن )أي بيان رؤية القرآن للتفكير الاستراتيجي ،وأنا معك حقيقة أنه لا ينبغي القول (استراتيجية القرآن )وإنما يمكن القول (منهج القرآن ).
الدكتورة خديجة:جزاك الله خيراً على الموافقات العددية والأفكار التي أفدتنا فيها كعادتك في هذا الملتقى.
 
الاخت د.خديجة
لقد أجبت عن نفسك بنفسك أيضاً ، فأنتي معي أنه صلى الله عليه وسلم أتم الرجال رجولة ، فإذن أنتي تقرين أنه رجل عليه الصلاة والسلام ، وهذا هو مقصودي ولم أقصد المقارنة التي توهمتيها ، وقد وردت النصوص دالة على بشريته ورجولته صلى الله عليه وسلم لحكمة ، وأنه صلى الله عليه وسلم من الأنبياء ، وأنه من أولي العزم من الرسل ، وبعد مرتبة النبوة يأتي الصديقين ثم الشهداء.

وأبدا لم يكن مقصودي إخفاء ما تشير إليه النصوص فيما يخص مكانة المرأة ، ولكن المقصود أن البحث محور الحديث يتحدث عن العدل والمساواة بين الرجل والمرأة في القرآن الكريم ؛ وما وددت الإشارة إليه أن الله تعالى عادل فسبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها ، فكلف الله تعالى الرجل بأمور أشق من الأمور التي كلف بها الأنثى ، فلعدله سبحانه حضي الرجل بمنصب النبوة ، وحضي بمنصب ولي الأمر ، وكلف الرجل بتكاليف معينة بالنسبة للأسرة فاستحق نسبة أكبر من الميراث ، فهذا من عدله سبحانه وتعالى ، وصحيح أن المرأة لها دور كبير في رعاية الأسرة ولكن الرجل هو الذي وبفضل الله يوفر لها الأمن والقوت ، فكيف تستطيع أن تؤدي المرأة واجبها من دون الرجل الذي كلف بما هو معروف اتجاهها .
 
الأخت العزيزة سهاد
لقد ساوى الله تعالى بين الرجل والمرأة وفق عدله وحكمته ، ظهر ذلك وفق ميزان دقيق بين الحقوق والواجبات للطرفين ، كما وضحت سابقا .
أما مصطلح " استراتيجية " فهو مصطلح انجليزي كما أذكر ظهر في أول الأمر كمصطلح عسكري وقد اختلف القوم في تعريفه ، فلا أدري ما مقصودك من بالضبط من إيراده وهل يصلح لأن يكون ضمن الحديث عن كتاب الله تعالى.
أما عن الخطأ في النقل فأنا أكتب من جهاز صعب لم أتعود عليه بعد .
 
الاخت د.خديجة
لقد أجبت عن نفسك بنفسك أيضاً ، فأنتي معي أنه صلى الله عليه وسلم أتم الرجال رجولة ، فإذن أنتي تقرين أنه رجل عليه الصلاة والسلام ، وهذا هو مقصودي ولم أقصد المقارنة التي توهمتيها ، وقد وردت النصوص دالة على بشريته ورجولته صلى الله عليه وسلم لحكمة ، وأنه صلى الله عليه وسلم من الأنبياء ، وأنه من أولي العزم من الرسل ، وبعد مرتبة النبوة يأتي الصديقين ثم الشهداء.

وأبدا لم يكن مقصودي إخفاء ما تشير إليه النصوص فيما يخص مكانة المرأة ، ولكن المقصود أن البحث محور الحديث يتحدث عن العدل والمساواة بين الرجل والمرأة في القرآن الكريم ؛ وما وددت الإشارة إليه أن الله تعالى عادل فسبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها ، فكلف الله تعالى الرجل بأمور أشق من الأمور التي كلف بها الأنثى ، فلعدله سبحانه حضي الرجل بمنصب النبوة ، وحضي بمنصب ولي الأمر ، وكلف الرجل بتكاليف معينة بالنسبة للأسرة فاستحق نسبة أكبر من الميراث ، فهذا من عدله سبحانه وتعالى ، وصحيح أن المرأة لها دور كبير في رعاية الأسرة ولكن الرجل هو الذي وبفضل الله يوفر لها الأمن والقوت ، فكيف تستطيع أن تؤدي المرأة واجبها من دون الرجل الذي كلف بما هو معروف اتجاهها .

الأخت أم عبد الله
- أنا لم أتوهم شيئا فأنا أُدرِّس ُ اللغة العربية وعملي الأساس هو تحليل الخطاب و لم أفهم إلا ما كتبتِه ( و ليس كتبتِيه بالياء ) و لم ازِدْ على ذلك شيئا . ( و ما شهدنا إلا بما علمنا ) .
- يجب أن نبقى في صلب الموضوع و أن تجيبيني عن الأسئلة التي طرحتُها عليك في السابق انطلاقا من الرؤية القرآنية للمسألة موضوع الحوار .
-كما أنني أستغرب منكِ و أنت تقرئين " إياك نعبد و إياك نستعين " 17 مرة في اليوم في الصلوات المفروضة فقط ، لكي يستقر في ذهنك أن الرزاق هو الله و ما عداه فهو عالَةٌ عليه سبحانه وتعالى بمن فيهم الرجل الذي تقولين إنه يوفر لك القوت و الأمن ، يجب أن يستقر في وجداننا أن الرزاق هو الله جل جلاله و أنَّ ما عداه أسباب نحن مأمورون بالأخذ بها لا تترتب عنها بالضرورة نتائج إيجابية ، فلا بد من تصحيح عقيدتنا .
- و إني سأضرب لك مثالا من المرأة في المجتمعات العربية و الإسلامية المعاصرة و التي تقوم فيها الكثير من النساء بإعالة أسرهن رجالها و نسائها، صغيرها و كبيرها ، فهل بالمنطق الذي تتحدثين به نعتبر المرأة أفضلَ من الرجل في هذه المجتمعات المعاصرة لمجرد أنها هي المُنْفِق ؟؟؟
- أُذَكرُكِ بقوله سبحانه وتعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } حيث نسب الكرامة للمُتَّقين ذكورا و إناثا ولم يُمَيِّز بينهما بل حَثهَّما على التسابق في الخيرات وهذا هو مناطُ الكرامة .
- و أختمُ بالتنبيه على الخَلل الحاصل في رؤيتنا للقضايا و تقديرِنا للأمور ، حيث أصبحنا - نتيجة الفساد البنيوي في مجتمعاتنا - ننظرُ إلى مَن يُؤدي واجباتِه نظرةَ إعجاب و تقدير فننعتُ الشخص بأنه لا يخونُ و لا يسرق ُ و لا يرتَشي في حين أن ذلك هو الأصل ، فكذلك الشأن بالنسبة للرجل الذي يُنفِقُ على أُسرتِه فإنه لم يزِد عن القيام بواجبه الشرعي
 
سماحة ....
لقد أخذنا النقاش بعيدًا عن أصل الموضوع المطروح صدر المشاركة ، ولذا فلي وجهة نظر تتعلق بقضية المساواة ، أسأل الله أن تكون صائبة .
ألا يمكننا القول بأن ما خص الله عز وجل به كلا من الرجل والمرأة من الفروق الفردية والفسيولوجية وما اجتمعا فيه وقيام التشريعات على أساس من هذه الحكمة الإلاهية العظيمة - ألا يمكننا القول - بأن هذا من المساواة ، إن لم يكن هو عينها ؟!!، أليس من المساواة رعاية ما لدى المرأة من تكوين خاص - هو كذلك في الواقع - أليس جبرها في هذه الجوانب نوعا من المساواة ؟؟!!! ، ولا أعني بالجبر سد خلل أو نقص لديها إنما عنيت رعاية الشريعة لها ولطبيعتها واهتمام القرآن بذكرها والتنبيه على قضاياها .
 
عودة
أعلى