جامع الاحاديث فی ذكر اعوان ابليس

عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ، فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ عَنْكَ


ذِكْرُ الاِسْتِحْبَابِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ حَظٌّ رَجَاءَ التَّخَلُّصِ فِي الْعُقْبَى بِشَيْءٍ مِنْهَا


361- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ الشَّيْبَانِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ، وَابْنُ قُتَيْبَةَ، وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ، قَالُوا‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ‏:‏ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَالِسٌ وَحْدَهُ، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً، وَإِنَّ تَحِيَّتَهُ رَكْعَتَانِ، فَقُمْ فَارْكَعْهُمَا، قَالَ‏:‏ فَقُمْتُ فَرَكَعْتُهُمَا، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلاَةِ، فَمَا الصَّلاَةُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، اسْتَكْثِرْ أَوِ اسْتَقِلَّ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِيمَانٌ بِاللَّهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْمَلُ إِيمَانًا‏؟‏ قَالَ‏:‏ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا‏.‏
قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَسْلَمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الصَّلاَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ طُولُ الْقُنُوتِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الصِّيَامُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ فَرْضٌ مُجْزِئٌ، وَعِنْدَ اللهِ أَضْعَافٌ كَثِيرَةٌ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ جَهْدُ الْمُقِلِّ يُسَرُّ إِلَى فَقِيرٍ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَعْظَمُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ آيَةُ الْكُرْسِيِّ ثُمَّ، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ، مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلاَّ كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلاَةٍ وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلاَةِ عَلَى الْحَلْقَةِ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ الأَنْبِيَاءُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِائَةُ أَلْفٍ وَعِشْرُونَ أَلْفًا قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ كَانَ أَوَّلُهُمْ‏؟‏ قَالَ‏:‏ آدَمُ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ‏؟‏ قَالَ‏:‏ نَعَمْ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَكَلَّمَهُ قِبَلاً ثُمَّ، قَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ أَرْبَعَةٌ سُرْيَانِيُّونَ‏:‏ آدَمُ، وَشِيثُ، وَأَخْنُوخُ وَهُوَ إِدْرِيسُ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطَّ بِالْقَلَمِ، وَنُوحٌ وَأَرْبَعَةٌ مِنَ الْعَرَبِ‏:‏ هُودٌ، وَشُعَيْبٌ، وَصَالِحٌ، وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ كِتَابًا أَنْزَلَهُ اللَّهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مِائَةُ كِتَابٍ، وَأَرْبَعَةُ كُتُبٍ، أُنْزِلَ عَلَى شِيثٍ خَمْسُونَ صَحِيفَةً، وَأُنْزِلَ عَلَى أَخْنُوخَ ثَلاَثُونَ صَحِيفَةً، وَأُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَشَرُ صَحَائِفَ، وَأُنْزِلَ عَلَى مُوسَى قَبْلَ التَّوْرَاةِ عَشَرُ صَحَائِفَ، وَأُنْزِلَ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ وَالزَّبُورُ وَالْقُرْآنُ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَانَتْ صَحِيفَةُ إِبْرَاهِيمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَانَتْ أَمْثَالاً كُلُّهَا‏:‏ أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمُسَلَّطُ الْمُبْتَلَى الْمَغْرُورُ، إِنِّي لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْيَا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلَكِنِّي بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنِّي لاَ أَرُدُّهَا وَلَوْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ، وَعَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ‏:‏ سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللهِ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لاَ يَكُونَ ظَاعِنًا إِلاَّ لِثَلاَثٍ‏:‏ تَزَوُّدٍ لِمَعَادٍ، أَوْ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ، وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ بَصِيرًا بِزَمَانِهِ، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ، حَافِظًا لِلِسَانِهِ، وَمَنْ حَسَبَ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ، قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا كَانَتْ صُحُفُ مُوسَى‏؟‏ قَالَ‏:‏ كَانَتْ عِبَرًا كُلُّهَا‏:‏ عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ، ثُمَّ هُوَ يَفْرَحُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالنَّارِ، ثُمَّ هُوَ يَضْحَكُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ هُوَ يَنْصَبُ، عَجِبْتُ لِمَنْ رَأَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِأَهْلِهَا، ثُمَّ اطْمَأَنَّ إِلَيْهَا، وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بِالْحِسَابِ غَدًا ثُمَّ لاَ يَعْمَلُ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي، قَالَ‏:‏ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ الأَمْرِ كُلِّهِ‏.‏
قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ، وَذِكْرِ اللهِ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الأَرْضِ، وَذُخْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي‏:‏ قَالَ‏:‏ إِيَّاكَ وَكَثْرَةَ الضَّحِكِ، فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ، وَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي

، قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ، فَإِنَّهُ مَطْرَدَةٌ لِلشَّيْطَانِ عَنْكَ، وَعَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ*

قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْنِي، قَالَ‏:‏ أَحِبَّ الْمَسَاكِينَ وَجَالِسْهُمْ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ‏:‏ انْظُرْ إِلَى مَنْ تَحْتَكَ وَلاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْ فَوْقَكَ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تُزْدَرَى نِعْمَةُ اللهِ عِنْدَكَ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ‏:‏ قُلِ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ زِدْنِي، قَالَ‏:‏ لِيَرُدَّكَ عَنِ النَّاسِ مَا تَعْرِفُ مِنْ نَفْسِكَ وَلاَ تَجِدْ عَلَيْهِمْ فِيمَا تَأْتِي، وَكَفَى بِكَ عَيْبًا أَنْ تَعْرِفَ مِنَ النَّاسِ مَا تَجْهَلُ مِنْ نَفْسِكَ، أَوْ تَجِدَ عَلَيْهِمْ فِيمَا تَأْتِي ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي، فقَالَ‏:‏ يَا أَبَا ذَرٍّ لاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ وَرَعَ كَالْكَفِّ، وَلاَ حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ‏.‏


قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيُّ هَذَا، هُوَ عَائِذُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وُلِدَ عَامَ حُنَيْنٍ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَاتَ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ مِنْ كِنْدَةَ، مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الشَّامِ وَقُرَّائِهِمْ، سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيَّ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَوْلِدُهُ يَوْمَ رَاهِطَ، فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَوَلاَّهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَاءَ الْمَوْصِلِ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَأَهْلَ الْحِجَازِ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْقَضَاءِ بِهَا حَتَّى وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلاَفَةَ، فَأَقَرَّهُ عَلَى الْحُكْمِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا أَيَّامَهُ، وَعُمِّرَ حَتَّى مَاتَ بِدِمَشْقَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ وَمِائَةٍ‏.‏

صحيح ابن حبان
 
الشيطان وسيدنا أبي

ذِكْرُ الاِحْتِرَازِ مِنَ الشَّيَاطِينِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُمْ بِقِرَاءَةِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ

784- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ لَهُمْ جَرِينٌ فِيهِ تَمْرٌ، وَكَانَ مِمَّا يَتَعَاهَدُهُ فَيَجِدُهُ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ كَهَيْئَةِ الْغُلاَمِ الْمُحْتَلِمِ، قَالَ‏:‏ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلاَمَ، فَقُلْتُ‏:‏ مَا أَنْتَ، جِنٌّ أَمْ إِنْسٌ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ جِنٌّ، فَقُلْتُ‏:‏ نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ، فَقُلْتُ‏:‏ هَكَذَا خُلِقَ الْجِنُّ، فَقَالَ‏:‏ لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَنَّهُ مَا فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنِّي، فَقُلْتُ‏:‏ مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ، قُلْتُ‏:‏ فَمَا الَّذِي يَحْرِزُنَا مِنْكُمْ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ هَذِهِ الآيَةُ، آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ‏:‏ فَتَرَكْتُهُ‏.‏ وَغَدَا أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ صَدَقَ الْخَبِيثُ‏.‏

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ‏:‏ اسْمُ ابْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ هُوَ الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ‏.

صحيح ابن حبان

ملحوظة

ذكرنا قبل هذا الشيطان وسيدنا ابوهريرة وسيدنا المقداد

ذِكْرُ نَفْيِ الْمَرْءِ عَنْ دَارِهِ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ لِلشَّيْطَانِ بِذِكْرِهِ رَبَّهُ عِنْدَ دُخُولِهِ وَابْتِدَائِهِ

819- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ‏:‏ إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ‏:‏ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ‏:‏ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ‏:‏ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ‏

ذِكْرُ الشَّيْءِ الَّذِي يُهْدَى الْقَائِلُ بِهِ وَيُكْفَى وَيُوقَى إِذَا، قَالَهُ عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنْ مَنْزِلِهِ

822- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، فَقَالَ‏:‏ بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، فَيُقَالُ لَهُ‏:‏ حَسْبُكَ قَدْ كُفِيتَ وَهُدِيتَ وَوُقِيتَ‏.‏ فَيَلْقَى الشَّيْطَانُ شَيْطَانًا آخَرَ فَيَقُولُ لَهُ‏:‏ كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ كُفِيَ وَهُدِيَ وَوُقِيَ‏.‏

صحيح ابن حبان
 
ذِكْرُ الأَمْرِ بِتَخْمِيرِ الإِنَاءِ بِاللَّيْلِ وَلَوْ بِعُودٍ يُعْرَضُ عَلَيْهِ

1270- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَبَنٍ- وَهُوَ بِالنَّقِيعِ- غَيْرِ مُخَمَّرٍ، فَقَالَ‏:‏ أَلاَ خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرِضُ عَلَيْهِ عُودًا قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ‏:‏ إِنَّمَا كُنَّا نُؤْمَرُ بِالأَسْقِيَةِ أَنْ تُوكَأَ لَيْلاً وَبِالأَبْوَابِ أَنْ تُغْلَقَ لَيْلاً‏.‏

ذِكْرُ الأَمْرِ بِإِغْلاَقِ الأَبْوَابِ وَإِيكَاءِ السِّقَاءِ وَإِطْفَاءِ الْمِصْبَاحِ وَتَخْمِيرِ الإِنَاءِ

1271- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ أَغْلِقُوا الأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَخَمِّرُوا الإِنَاءَ، وَأَطْفِئُوا الْمِصْبَاحَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ غَلَقًا، وَلاَ يَحُلُّ وِكَاءً، وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً، وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى النَّاسِ بَيْتَهُمْ‏.‏

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الأَمْرَ بِهَذِهِ الأَشْيَاءِ إِنَّمَا أَمْرٌ مَعَ التَّسْمِيَةِ

1272- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ أَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا، وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللهِ، وَلَوْ بِعُودٍ يُعْرَضُ عَلَيْهِ‏.‏

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ هَذَا الأَمْرَ بِهَذِهِ الأَشْيَاءِ إِنَّمَا أَمْرٌ بِاسْتِعْمَالِهَا لَيْلاً لاَ نَهَارًا

1273- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى عَبْدَانُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَانَا عَنْ خَمْسٍ، إِذَا رَقَدْتَ فَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ، وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ بَابًا، وَلاَ يَحُلُّ وِكَاءً، وَلاَ يَكْشِفُ غِطَاءً، وَإِنَّ الْفَأْرَةَ الْفُوَيْسِقَةَ تُحْرِقُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ، وَلاَ تَأْكُلْ بِشِمَالِكَ، وَلاَ تَشْرَبْ بِشِمَالِكَ، وَلاَ تَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وَلاَ تَشْتَمِلِ الصَّمَّاءَ، وَلاَ تَحْتَبِ فِي الدَّارِ مُفْضِيًا‏.‏

ذِكْرُ الْخَبَرِ الْمَصَرِّحِ بِأَنَّ الأَمْرَ بِهَذِهِ الأَشْيَاءِ أَمْرٌ بِاسْتِعْمَالِهَا بِاللَّيْلِ دُونَ النَّهَارِ

1274- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ‏:‏ أَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَغَلِّقُوا الأَبْوَابَ إِذَا رَقَدْتُمْ بِاللَّيْلِ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْبَابَ مُغْلَقًا دَخَلَ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ السِّقَاءَ مُوكًى شَرِبَ مِنْهُ، وَإِنْ وَجَدَ الْبَابَ مُغْلَقًا وَالسِّقَاءَ مُوكًى لَمْ يَحْلِلْ وِكَاءً وَلَمْ يَفْتَحْ بَابًا مُغْلَقًا، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ لِإِنَائِهِ الَّذِي فِيهِ شَرَابُهُ مَا يُخَمِّرُهُ، فَلْيَعْرِضْ عَلَيْهِ عُودًا‏.‏

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الأَمْرَ بِهَذِهِ الأَشْيَاءِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا أَمْرٌ بِاسْتِعْمَالِهَا فِي بَعْضِ اللَّيْلِ لاَ كُلِّهِ

1275- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ غَلَّقُوا أَبْوَابَكُمْ، وَأَوْكُوا أَسْقِيَتَكُمْ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ، وَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَفْتَحُ غَلَقًا، وَلاَ يَحُلُّ وِكَاءً، وَلاَ يَكْشِفُ غِطَاءً، وَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا أَضْرَمَتْ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ، وَكُفُّوا فَوَاشِيَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى أَنْ تَذْهَبَ فَجْوَةُ الْعِشَاءِ‏.‏

ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أُمِرَ بِهَذَا الأَمْرِ فِي هَذَا الْوَقْتِ

1276- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ كُفُوا فَوَاشِيَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَزْعَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ يَخْتِرَقُ فِيهَا الشَّيْطَانُ‏.‏

صحيح ابن حبان

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا تَبَاعَدَ إِنَّمَا يَتَبَاعَدُ عِنْدَ الأَذَانِ بِحَيْثُ لاَ يَسْمَعُهُ

1663- أَخْبَرَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا نُودِيَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّأْذِينُ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ، أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ يَقُولُ‏:‏ اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ مِنْ قَبْلُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى‏.‏

ذِكْرُ قَدْرِ تَبَاعُدِ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النِّدَاءِ بِالإِقَامَةِ

1664- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، بِالْمَوْصِلِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ ذَهَبَ حَتَّى يَكُونَ مَكَانُ الرَّوْحَاءِ قَالَ سُلَيْمَانُ‏:‏ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الرَّوْحَاءِ فَقَالَ‏:‏ هِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى سَبْعَةٍ وَثَلاَثِينَ مِيلاً

صحيح ابن حبان
 
ذِكْرُ التَّخْصِيصِ الثَّالِثِ الَّذِي يَخُصُّ عُمُومَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جُعِلَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا

1700- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ إِذَا لَمْ تَجِدُوا إِلاَّ مَرَابِضَ الْغَنَمِ، وَمَعَاطِنَ الإِبِلِ، فَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلاَ تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ‏.‏

1701- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ إِذَا لَمْ تَجِدُوا إِلاَّ مَرَابِضَ الْغَنَمِ، وَمَعَاطِنَ الإِبِلِ، فَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلاَ تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ‏.‏

ذِكْرُ خَبَرٍ قَدْ يُوهِمُ مَنْ لَمْ يُحْكِمْ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ أَنَّ الزَّجْرَ عَنِ الصَّلاَةِ فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ إِنَّمَا زَجْرٌ لأَنَّهَا مِنَ الشَّيَاطِينِ خُلِقَتْ

1702- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلاَ تُصَلُّوا فِي مَعَاطِنِ الإِبِلِ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ‏.‏

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ‏:‏ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ أَرَادَ بِهِ أَنَّ مَعَهَا الشَّيَاطِينَ وَهَكَذَا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَلْيَدْرَأْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ ثُمَّ قَالَ فِي خَبَرِ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ‏.‏

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ لَفْظَةٌ أَطْلَقَهَا عَلَى الْمُجَاوَرَةِ لاَ عَلَى الْحَقِيقَةِ

1703- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ حَمْزَةَ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ، فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَسَمُّوا اللَّهَ وَلاَ تَقْصُرُوا عَنْ حَاجَاتِكُمْ‏.‏

ذِكْرُ خَبَرٍ ثَانٍ يُصَرِّحُ بِأَنَّ الزَّجْرَ عَنِ الصَّلاَةِ فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لأَجَلِ كَوْنِ الشَّيْطَانِ فِيهَا

1704- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ قَالَ‏:‏ كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَلَمَّا خَشِيتُ الصُّبْحَ نَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ، فَقَالَ‏:‏ أَلَيْسَ لَكَ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ‏؟‏ فَقُلْتُ‏:‏ بَلَى وَاللَّهِ، قَالَ‏:‏ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ عَلَى الْبَعِيرِ‏.‏

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‏:‏ لَوْ كَانَ الزَّجْرُ عَنِ الصَّلاَةِ فِي أَعْطَانِ الإِبِلِ لأَجَلِ أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ لَمْ يُصَلِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَعِيرِ، إِذْ مُحَالٌ أَنْ لاَ تَجُوزَ الصَّلاَةُ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي قَدْ يَكُونُ فِيهَا الشَّيْطَانُ، ثُمَّ تَجُوزُ الصَّلاَةُ عَلَى الشَّيْطَانِ نَفْسِهِ، بَلْ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الشَّيَاطِينِ أَرَادَ بِهِ أَنَّ مَعَهَا الشَّيَاطِينُ عَلَى سَبِيلِ الْمُجَاوَرَةِ وَالْقُرْبِ‏.‏

صحيح ابن حبان

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الإِشَارَةَ بِالسَّبَّابَةِ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ إِلَى الْقِبْلَةِ

1947- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يُحَرِّكُ الْحَصَى بِيَدِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ‏:‏ لاَ تُحَرِّكِ الْحَصَى وَأَنْتَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَكِنِ اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ، قَالَ‏:‏ فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ إِلَى الْقِبْلَةِ، وَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَيْهَا أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ قَالَ‏:‏ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ‏

ذِكْرُ الإِبَاحَةِ لِلْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ انْصِرَافُهُ مِنْ صَلاَتِهِ عَنْ يَسَارِهِ

1997- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ‏:‏ قَالَ عَبْدُ اللهِ‏:‏ لاَ يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ جُزْءًا مِنْ نَفْسِهِ، يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَنْصَرِفَ إِلاَّ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكْثَرُ انْصِرَافِهِ عَنْ يَسَارِهِ‏

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ مَا وَصَفْنَا مِنَ التَّسْبِيحِ، وَالتَّحْمِيدِ، وَالتَّكْبِيرِ، إِنَّمَا أُمِرَ بِاسْتِعْمَالِهِ فِي عَقِبِ الصَّلاَةِ لاَ فِي الصَّلاَةِ نَفْسِهَا

2012- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ خَصْلَتَانِ لاَ يُحْصِيهُمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ اللَّهَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا، قَالَ‏:‏ فَأَنَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ، قَالَ‏:‏ فَقَالَ‏:‏ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ سَبَّحَ وَحَمَّدَ وَكَبَّرَ مِائَةً، فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ أُلْفِيَنَّ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ قَالَ‏:‏ كَيْفَ لاَ يُحْصِيهِمَا‏؟‏ قَالَ‏:‏ يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ، وَهُوَ فِي صَلاَةٍ، فَيَقُولُ‏:‏ اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، حَتَّى شَغَلَهُ، وَلَعَلَّهُ أَنْ لاَ يَعْقِلَ، وَيَأْتِيهِ فِي مَضْجَعِهِ فَلاَ يَزَالُ يُنَوِّمُهُ حَتَّى يَنَامَ‏

صحيح ابن حبان
 
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ السَّرْحِيُّ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ: وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ، فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»*

مستدرك الحاكم
 
جاء فى صحيح ابن حبان

ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ تَنْتَقِلُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ دُونَ أَنْ يَكُونَ كَوْنُهَا فِي السِّنِينَ كُلِّهَا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ

3687- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالاَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ‏:‏ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ وَهُوَ يَلْتَمِسُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَلَمَّا انْقَضَى، أَمَرَ بِالْبِنَاءِ، فَنُقِضَ، فَأُبِينَتْ لَهُ أَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أُبِينَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ، فَخَرَجْتُ أُحَدِّثُكُمْ بِهَا فَجَاءَ رَجُلاَنِ يَخْتَصِمَانِ وَمَعَهُمَا الشَّيْطَانُ فَنُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي السَّابِعَةِ وَالْتَمِسُوهَا فِي الْخَامِسَةِ‏.‏

ذِكْرُ وَصْفِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِاعْتِدَالِ هَوَائِهَا وَشِدَّةِ ضَوْئِهَا

3688- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الزِّيَادِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنِّي كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ نُسِّيتُهَا، وَهِيَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَهِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لاَ حَارَّةٌ وَلاَ بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا لاَ يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا‏.‏

ذِكْرُ صِفَةِ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا صَبِيحَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ

3689- أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاَءِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ‏:‏ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ‏:‏ مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَقَالَ‏:‏ يَرْحَمُهُ اللَّهُ، لَقَدْ أَرَادَ أَنْ لاَ تَتَّكِلُوا، وَاللَّهُ أعْلَمُ أَنَّهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَأَنَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، قَالَ‏:‏ قُلْنَا‏:‏ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ بِأَيِّ شَيْءٍ تَعْرِفُ ذَلِكَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بِالْعَلاَمَةِ، أَوْ بِالآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لاَ شُعَاعَ لَهَا‏.‏

ذِكْرُ عَلاَمَةِ الْقَدْرِ بِوَصْفِ ضَوْءِ الشَّمْسِ صَبِيحَتَهَا بِلاَ شُعَاعٍ

3690- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، حَدَّثَنِي زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، أَنَّهُ قَالَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ‏:‏ مَنْ قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَقَالَ أُبَيُّ‏:‏ وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهُ أَلاَ هُوَ، إِنَّهَا لَفِي شَهْرِ رَمَضَانَ، يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنَى، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ هِيَ هَذِهِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَقُومَهَا صَبِيحَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لاَ شُعَاعَ لَهَا، كَأَنَّهَا طَسْتٌ‏.‏

ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ ضَوْءَ الشَّمْسِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، إِنَّمَا يَكُونُ بِلاَ شُعَاعٍ إِلَى أَنْ تَرْتَفِعَ لاَ النَّهَارَ كُلَّهُ

3691- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ الْحَافِظُ، بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ‏:‏ لَقِيتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقُلْتُ‏:‏ حَدِّثْنِي فَإِنَّهُ كَانَ يُعْجِبُنِي لُقِيُّكَ وَمَا قَدِمْتُ إِلاَّ لِلِقَائِكَ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَإِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ‏:‏ مَنْ يَقُومُ السَّنَةَ يُصِبْهَا أَوْ يُدْرِكْهَا، قَالَ‏:‏ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَلَكِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يُعَمِّيَّ عَلَيْكُمْ، وَإِنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ وَعِشْرِينَ بِالآيَةِ الَّتِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَفِظْنَاهَا وَعَرَفْنَاهَا، فَكَانَ زِرٌّ يُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ، فَإِذَا كَانَ قَبْلَهَا بِيَوْمٍ أَوْ بَعْدَهَا صَعِدَ الْمَنَارَةَ، فَنَظَرَ إِلَى مَطْلِعِ الشَّمْسِ، وَيَقُولُ‏:‏ إِنَّهَا تَطْلُعُ لاَ شُعَاعَ لَهَا حَتَّى تَرْتَفِعَ‏.‏

لاحظ اخى الحبيب العلاقة بين قول الحبيب لاَ يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا‏.‏وبين ماذكره ابن كثير فى قوله سلام هى اى من الشرعن بعض السلف

قال ابن كثير في تفسيره

وقال سعيد بن منصور: حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش عن مجاهد في قوله: { سَلَامٌ هِىَ } قال: هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً، أو يعمل فيها أذى،
 
ذِكْرُ فَتْحِ أَبْوَابِ الْجِنَانِ، وَغَلْقِ أَبْوَابِ النِّيرَانِ، وَتَصْفِيدِ الشَّيَاطِينِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ
3434- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ‏:‏ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ‏.‏
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ‏:‏ أَنَسُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ هَذَا وَالِدُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَاسْمُ أَبِي أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَيْمَانَ بْنِ خُثَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، مِنْ ذِي أَصْبَحَ مِنْ أَقْيَالِ الْيَمَنِ‏.‏
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلاَ إِنَّمَا يُصَفِّدُ الشَّيَاطِينَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَدَتَهُمْ دُونَ غَيْرِهِمْ
3435- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَمُنَادٍ يُنَادِي‏:‏ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبَلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ‏.‏

صحيح ابن حبان
 
ذِكْرُ الإِبَاحَةِ لِلْحَالِفِ أَنْ يَحْنَثَ يَمِينَهُ إِذَا رَأَى ذَلِكَ خَيْرًا مِنَ الْمُضِيِّ فِيهِ

4350- أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ‏:‏ نَزَلَ عَلَيْنَا أَضْيَافٌ لَنَا، وَكَانَ أَبِي يَتَحَدَّثُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَانْطَلَقَ وَقَالَ‏:‏ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، افْرُغْ مِنْ أَضْيَافِكَ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ جِئْنَا بِقِرَاهُمْ فَأَبَوْا، وَقَالُوا‏:‏ حَتَّى يَجِيءَ أَبُوكَ مَنْزِلَهُ، فَيَطْعَمُ مَعَنَا، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّهُ رَجُلٌ حَدِيدٌ، وَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا خِفْتُ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْهُ أَذًى، فَأَبَوْا عَلَيْنَا، فَلَمَّا جَاءَ، قَالَ‏:‏ قَدْ فَرَغْتُمْ مِنْ أَضْيَافِكُمْ، فَقَالُوا‏:‏ لاَ وَاللَّهِ، فَقَالَ‏:‏ أَلَمْ آمُرُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَتَنَحَّيْتُ، قَالَ‏:‏ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوْتِي إِلاَّ جِئْتَ فَجِئْتُ، فَقُلْتُ‏:‏ وَاللَّهِ مَا لِي ذَنْبٌ هَؤُلاَءِ أَضْيَافُكَ فَسَلْهُمْ قَدْ أَتَيْتُهُمْ بِقِرَاهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يَطْعَمُوا، حَتَّى تَجِيءَ، فَقَالَ‏:‏ مَا لَكُمْ لاَ تَقْبَلُونَ عَنَّا قِرَاكُمْ‏؟‏ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ‏:‏ وَاللَّهِ لاَ أَطْعَمُهُ اللَّيْلَةَ، قَالُوا‏:‏ فَوَاللَّهِ لاَ نَطْعَمُهُ حَتَّى تَطْعَمَهُ، فَقَالَ‏:‏ لَمْ أَرْ كَالشَّرِّ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَمَّا الأَوَّلُ فَمِنِ الشَّيْطَانِ فَهَلُمُّوا قِرَاكُمْ فَجِيءَ بِالطَّعَامِ، فَسَمَّى اللَّهَ، وَأَكَلَ، وَأَكَلُوا، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، بَرُّوا وَحَنِثْتُ، فَقَالَ‏:‏ بَلْ أَنْتَ أَبَرُّهُمْ وَخَيْرُهُمْ‏.‏

ذِكْرُ الأَمْرِ بِالاِسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِمَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى

4365- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ حَلَفْتُ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ لِي أَصْحَابِي‏:‏ لَقَدْ قُلْتَ هُجْرًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ‏:‏ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ حَدِيثًا، وَإِنِّي حَلَفْتُ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ ثَلاَثًا، وَانْفُثْ عَنْ شِمَالِكَ ثَلاَثًا، وَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلاَ تَعُدْ‏.‏

صحيح ابن حبان

ذِكْرُ الزَّجْرِ أَنْ يَخْلُوَ الْمَرْءُ بِامْرَأَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ بِمُغِيبَةٍ
5586- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ‏:‏ خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ‏:‏ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي مِثْلِ مَقَامِي هَذَا، فَقَالَ‏:‏ أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ عَلَى الْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا، وَيَشْهَدَ عَلَى الشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الاِثْنَيْنِ أَبْعَدُ، أَلاَ لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، أَلاَ وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَسُوؤُهُ سَيِّئَتُهُ، وَتَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ‏.‏

ذِكْرُ الأَمْرِ لِلْمَرْأَةِ بِلُزُومِ قَعْرِ بَيْتِهَا لأَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَهَا عِنْدَ اللهِ جَلَّ وَعَلاَ
5599- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ‏:‏ الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ مِنْ رَبِّهَا إِذَا هِيَ فِي قَعْرِ بَيْتِهَ

صحيح ابن حبان
 
ذِكْرُ نَفْيِ دُخُولِ الْجَنَّةِ عَمَّنْ مَاتَ وَهُوَ مُهَاجِرٌ لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَوْقَ الأَيَّامِ الثَّلاَثِ

5664- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُصَارِمَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلاَثٍ، وَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ عَنِ الْحَقِّ مَا كَانَا عَلَى صِرَامِهِمَا، وَإِنَّ أَوَّلَهُمَا فَيْئًا يَكُونُ سَبْقُهُ بِالْفَيْءِ كَفَّارَةً لَهُ، وَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَقْبَلْ سَلاَمَهُ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الآخَرِ الشَّيْطَانُ، وَإِنْ مَاتَا عَلَى صِرَامِهِمَا لَمْ يَدْخُلاَ الْجَنَّةَ وَلَمْ يَجْتَمِعَا فِي الْجَنَّةِ‏.‏

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ‏:‏ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ وَلَمْ يَجْتَمِعَا فِي الْجَنَّةِ يُرِيدُ بِهِ إِنْ لَمْ يَتَفَضَّلِ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلاَ عَلَيْهِمَا بِالْعَفْوِ عَنْ إِثْمِ صِرَامِهِمَا ذَلِكَ‏.‏

صحيح ابن حبان
 
ذِكْرُ الأَمْرِ بِالاِسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَلاَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ لِمَنِ اعْتَرَاهُ الْغَضَبُ
5692- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ، قَالَ‏:‏ اسْتَبَّ رَجُلاَنِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ‏:‏ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ فَقَالُوا لِلرَّجُلِ‏:‏ أَلاَ تَسْمَعُ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ‏.‏

صحيح ابن حبان

ملحوظة

جاء في مسند احمد

إن الغضب من الشيطان, وإن الشيطان خلق من النار, وإنما تطفأ النار بالماء , فإذا غضب أحدكم فليتوضأ
 
ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ تَشْقِيقِ الْكَلاَمِ فِي الأَلْفَاظِ، إِذَا قُصِدَ بِهِ غَيْرُ الدِّينِ

5718- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ‏:‏ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ‏:‏ قَامَ رَجُلاَنِ مِنَ الْمَشْرِقِ خَطِيبَيْنِ، فَتَكَلَّمَا، ثُمَّ قَعَدَا، فَقَامَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ خَطِيبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَكَلَّمَ، فَعَجِبُوا مِنْ كَلاَمِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَ، فَقَالَ‏:‏ أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، فَإِنَّمَا تَشْقِيقُ الْكَلاَمِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا‏.‏

ذِكْرُ الإِخْبَارِ عَنْ وَصْفِ الْمُسْتَبَّيْنِ اللَّذَيْنِ يَكْذِبَانِ فِي سِبَابِهِمَا

5726- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ خَالِدٍ الْبِرْتِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا نَبِيَّ اللهِ، الرَّجُلُ مِنْ قَوْمِي يَشْتُمُنِي وَهُوَ دُونِي، أَفَأَنْتَقِمُ مِنْهُ‏؟‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ‏.‏

5727- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَشْتُمُنِي مِنْ قَوْمِي وَهُوَ دُونِي، أَعَلَيَّ مِنْ بَأْسٍ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ الْمُسْتَبَّانِ شَيْطَانَانِ يَتَهَاتَرَانِ وَيَتَكَاذَبَانِ‏.‏

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ‏:‏ أَطْلَقَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَ الشَّيْطَانِ عَلَى الْمُسْتَبِّ عَلَى سَبِيلِ الْمُجَاوَرَةِ، إِذِ الشَّيْطَانُ دَلَّهُ عَلَى ذَلِكَ الْفِعْلِ، حَتَّى تَهَاتَرَ وَتَكَاذَبَ، لاَ أَنَّ الْمُسْتَبَّيْنِ يَكُونَانِ شَيْطَانَيْنِ‏

ذِكْرُ الزَّجْرِ عَنْ سَبِّ الْمَحْدُودَيْنِ إِذَا حُدَّا

5730- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ‏:‏ أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَارِبٍ، فَقَالَ‏:‏ اضْرِبُوهُ، فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَمِنَّا الضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ‏:‏ أَخْزَاكَ اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ لاَ تَقُولُوا هَكَذَا، لاَ تُعِينُوا الشَّيْطَانَ عَلَيْهِ‏

صحيح ابن حبان
 
ذِكْرُ الإِخْبَارِ عَنْ بَثِّ إِبْلِيسَ سَرَايَاهُ لِيَفْتِنَ الْمُسْلِمِينَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِمْ
6187- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ‏:‏ عَرْشُ إِبْلِيسَ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً‏.‏
ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ لاَ قُدْرَةَ لِلشَّيْطَانِ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلاَّ عَلَى الْوَسْوَسَةِ فَقَطْ
6188- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورِ بْنِ سَيَّارٍ بِأَرْغِيَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَأَجِدُ فِي صَدْرِيَ الشَّيْءَ لَأَنْ أَكُونَ حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏:‏ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ أَمْرَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ‏.‏
ذِكْرُ الإِخْبَارِ عَنْ وَضْعِ إِبْلِيسَ التَّاجَ عَلَى رَأْسِ مَنْ كَانَ أَعْظَمَ فِتْنَةً مِنْ جُنُودِهِ
6189- أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ‏:‏ إِذَا أَصْبَحَ إِبْلِيسُ بَثَّ جُنُودَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ مَنْ أَضَلَّ الْيَوْمَ مُسْلِمًا أَلْبَسْتُهُ التَّاجَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَيَخْرُجُ هَذَا، فَيَقُولُ‏:‏ لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَيَقُولُ‏:‏ أَوْشَكَ أَنْ يَتَزَوَّجَ، وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ‏:‏ لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى عَقَّ وَالِدَيْهِ، فَيَقُولُ‏:‏ أَوْشَكَ أَنْ يَبَرَّ، وَيَجِيءُ هَذَا، فَيَقُولُ‏:‏ لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أَشْرَكَ فَيَقُولُ‏:‏ أَنْتَ أَنْتَ، وَيَجِيءُ، فَيَقُولُ‏:‏ لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى زَنَى فَيَقُولُ‏:‏ أَنْتَ أَنْتَ، وَيَجِيءُ هَذَا، فَيَقُولُ‏:‏ لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ فَيَقُولُ‏:‏ أَنْتَ أَنْتَ، وَيُلْبِسُهُ التَّاجَ‏

صحيح ابن حبان

قال المناوي في فيض القدير:

وقال بعض العارفين‏:‏ ما أيس الشيطان من إنسان قط إلا أتاه من قبل النساء لأن حبس النفس ممكن لأهل الكمال إلا عنهن لأنهن من ذوات الرجال وشقائقهم ولسن غيراً حتى يمكن التباعد عنه والتحرز عنه ‏{‏هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها‏}‏ وما عداهن فاتباع هوى النفس فيه آية تكذيب وعد الرحمن وعلامة الاسترسال مع الشيطان وتصديقه فيما يزينه من البهتان وإذا نرى الكامل الحازم منقاداً مسترسل الزمام لتلك الناقصات عقلاً وديناً مقهوراً تحت حكمهنّ قال‏:‏

إن العيون التي في طرفها حور * قتلننا ثم لا يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به * وهن أضعف خلق الله أركانا

وقال الرشيد الخليفة‏:‏

ملك الثلاث من الإناث عناني * وحللن من قلبي أعز مكاني

ما لي تطاوعني البرية كلها * وأطيعهن وهن في عصياني

ما ذاك إلا أن سلطان الهوى * وبه غلبن أعز من سلطاني

فعلى من ابتلي بالميل إليهن مصارعة الشيطان فإذا غلب باعث شهوة الوقاع المحرم بحيث لا يملك معها فرجه أو ملكه ولم يملك طرفه أو ملكه ولم يملك قلبه أن ينظر إلى مادة قوة الشهوة من الأطعمة فيقللّها كماً وكيفما ويحسم محرك الغضب وهو النظر،

ففي خبر أحمد ‏"‏النظر إلى محاسن المرأة سهم من سهام إبليس‏"‏ وهذا السهم يسدده إبليس نحو القلب ولا طريق إلى رده إلا الغض والانحراف عن جهة المرمى فإنه إنما يرمي هذا السهم عن قوس الصورة فإذا لم تقف في طريقها أخطأك السهم وإن نصبت قلبك غرضاً أصابك وأن تسلي النفس بالمباح المعوض عن الحرام فالدواء الأول يشبه قطع العلف عن الدابة الجموح والكلب الضاري لإضعاف قوتهما والثاني كتغييب الشعير عن الدابة وأن تتفكر في مفاسد قضاء هذا الوطر فإنه لو لم يكن جنة ولا نار ففي مفاسده الدنيوية ما يصد عن إجابة ذلك الداعي لكن عين الهوى عمياء‏.‏
 
قال المناوي في فيض القدير

426 - ‏(‏إذا استشاط السلطان‏)‏ تلهب وتحرق غضباً ‏(‏تسلط الشيطان‏)‏ أي تغلب عليه فأغراه بالإيقاع بمن يغضب عليه حتى يوقع به، فيهلك فليحذر السلطان من تسلط عدوه عليه فيستحضر أن غضب الله عليه أعظم من غضبه وأن فضل الله عليه أكبر وكم عصاه وخالف أمره ولم يعاقبه ولم يغضب عليه وليرد غضبه ما استطاع ويتيقظ لكيد الخبيث فإنه له بالمرصاد، وأخذ منه أن السلطان لا يعاقب من استحق العقوبة حتى يتروى سلطان غضبه لئلا يقدم على ما ليس بجائز ولهذا شرع حبس المجرم حتى ينظر في جرمه ويكرر النظر فقد قال بعض المجتهدين‏:‏ ينبغي للسلطان تأخير العقوبة حتى ينقضي سلطان غضبه وتعجيل مكافأة المحسن ففي تأخير العقاب إمكان العفو وفي تعجيل المكافأة بالإحسان المسارعة للطاعة‏
....*

قال الهيتمي‏:‏ رجاله ثقات وذكره في موضع آخر وقال فيه من لم أعرفه وقد رمز المؤلف لحسنه‏
 
قال المناوي في فيض القدير

443 - ‏(‏إذا اشترى أحدكم بعيراً‏)‏ بفتح الموحدة وقد تكسر وعبر به دون الجمل لأن البعير يشمل الأنثى بخلافه وقصده التعميم ‏(‏فليأخذ‏)‏ ندباً عند تسلمه ‏(‏بذروة‏)‏ بالضم والكسر ‏(‏سنامه‏)‏ أي بأعلى علوه وسنام كل شيء أعلاه وقوله فليأخذ يحتمل أن المراد به فليقبض على سنامه بيده والأولى كونها اليمنى ويحتمل أن المراد فليركبه ‏(‏وليتعوذ بالله من الشيطان‏)‏ الرجيم لأن الإبل من مراكب الشيطان، فإذا سمع الاستعاذة فر‏.‏ وظاهر الحديث أنه يقتصر على الاستعاذة لكن في حديث آخر ما يفيد أنه يندب الإتيان معها بالبسملة وفي آخر أنه يدعو بالبركة روى ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما إذا اشترى أحدكم الجارية فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه وليدع بالبركة وإذا اشترى بعيراً فليأخذ بذروة سنامه وليدع بالبركة وليقل مثل ذلك انتهى، هذا ويحتمل أن الأمر بالاستعاذة إنما هو لما في الإبل من العز والفخر والخيلاء كما يأتي إن شاء الله تعالى فهو استعاذة من شر ذلك الذي يحبه الشيطان ويأمر به ويحث عليه، والاشتراء بذل الثمن لتحصيل عين فإن كان أحد العوضين ناضاً فهو الثمن وإلا فبأي العوضين تصور بصورة الثمن فباذله مشتر وآخذه بائع ولهذا عدت الكلمتان من الأضداد ويستعار للإعراض عما بيده محصلاً به غيره من المعاني أو الأعيان وقد يتسع فيه فيستعمل للرغبة عن الشيء طمعاً في غيره‏.‏
 
‏إذا تصدقت‏)‏ أي أردت التصدق ‏(‏بصدقة فأمضها‏)‏ أي فوراً ندباً لئلا يحول بينك وبينها الشيطان فإنها لا تخرج حتى تفك لحى سبعين شيطاناً كما يأتي في خبر بل ربما حال بينك وبينها بعض شياطين الإنس أيضاً وعلى كل خير مانع وقد تأتي المنية قبل إنجازها ويحتمل أن المراد بقوله فأمضها لا تعد فيها بنحو شر كما يدل عليه السبب الآتي‏.‏
حم تخ عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص قال حمل عمر بن الخطاب رجلاً على فرس في سبيل الله ثم وجد صاحبه أوقفه يبيعه فأراد أن يشتريه فنهاه المصطفى ثم ذكره رمز المؤلف لصحته‏.‏


إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول، وليتفل عن يساره ثلاثا، وليسأل الله من خيرها، وليتعوذ بالله من شرها

قال المناوي: قال الحكيم الترمذي‏:‏ التفل الذي أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم واصل إلى وجه الشيطان واقع عليه فالتفل مع تعوذ الرائي بالله يرد الذي جاء به من النزعة والوسوسة كالنار إلى وجهه فيحترق فيصير قروحاً

*- ‏(‏إذا خرجتم من بيوتكم‏)‏ أي مساكنكم بيوتاً أو غيرها ‏(‏بالليل‏)‏ خصه لأنه زمن انتشار الشياطين وأهل الفساد ‏ ‏(‏فأغلقوا‏)‏ ندباً ‏(‏أبوابها‏)‏ أي مع التسمية لأن الشياطين لم يؤذن لهم أن يفتحوا باباً مغلقاً كما في خبر آخر فيسنّ غلق الباب عند الخروج كالدخول ويطلب في النهار أيضاً لكنه في الليل آكد لما ذكر‏.‏
- ‏(‏طب عن وحشي‏)‏ ابن حرب قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته من الليل فترك باب البيت مفتوحاً ثم رجع فوجد إبليس قائماً في وسط البيت فقال‏:‏ اخسأ يا خبيث من بيتي ثم قال إذا خرجتم إلخ قال الهيتمي رجاله ثقات فاقتصار المؤلف على الرمز لحسنه تقصير‏.‏ ووحشي هو العبد الحبشي مولى جبير بن مطعم أو غيره قاتل حمزة ومسيلمة الكذاب‏.‏


فيض القدير المناوي
 
أشكر الناس لله أشكرهم للناس

قال المناوي في فيض القدير

قال بعض العارفين‏:‏ لو علم الشيطان أن طريقاً توصل إلى الله أفضل من الشكر لوقف فيها‏.‏ ألا تراه قال ‏{‏ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين‏}‏ ولم يقل لا تجد أكثرهم صابرين أو نحوه‏؟‏‏
 
قال الطبري في تفسيره:

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: { قالُوا أتَـجْعَلُ فِـيها مَنْ يُفْسِدُ فِـيها وَيَسْفِكُ الدّماءَ }.

قال أبو جعفر: إن قال قائل: وكيف قالت الـملائكة لربها إذ أخبرها أنه جاعل فـي الأرض خـلـيفة: { أتَـجْعَلُ فِـيها مَنْ يُفْسِدُ فِـيها وَيَسْفِكُ الدّماءَ } ولـم يكن آدم بعد مخـلوقاً ولا ذرّيته، فـيعلـموا ما يفعلون عياناً؟ أعلـمت الغيب فقالت ذلك، أم قالت ما قالت من ذلك ظنًّاً، فذلك شهادة منها بـالظن وقول بـما لا تعلـم، وذلك لـيس من صفتها، فما وجه قـيـلها ذلك لربها؟ قـيـل: قد قالت العلـماء من أهل التأويـل فـي ذلك أقوالاً ونـحن ذاكرو أقوالهم فـي ذلك، ثم مخبرون بأصحها برهاناً وأوضحها حجة.

فروي عن ابن عبـاس فـي ذلك ما:

حدثنا به أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبـي روق، عن الضحاك، عن ابن عبـاس، قال: كان إبلـيس من حيّ من أحياء الـملائكة، يقال لهم «الـجن» خـلقوا من نار السموم من بـين الـملائكة، قال: وكان اسمه الـحرث. قال: وكان خازناً من خزان الـجنة. قال: وخـلقت الـملائكة كلهم من نور غير هذا الـحيّ. قال: وخـلقت الـجنّ الذين ذكروا فـي القرآن من مارج من نار، وهو لسان النار الذي يكون فـي طرفها إذ ألهبت. قال: وخـلق الإنسان من طين، فأوّل من سكن الأرض الـجنّ، فأفسدوا فـيها وسفكوا الدماء، وقتل بعضهم بعضاً. قال: فبعث الله إلـيهم إبلـيس فـي جند من الـملائكة، وهم هذا الـحيّ الذين يقال لهم «الـجنّ»، فقتلهم إبلـيس ومن معه حتـى ألـحقهم بجزائر البحور وأطراف الـجبـال.

فلـما فعل إبلـيس ذلك اغترّ فـي نفسه، وقال: قد صنعت شيئاً لـم يصنعه أحد. قال: فـاطلع الله علـى ذلك من قلبه، ولـم تطلع علـيه الـملائكة الذين كانوا معه فقال الله للـملائكة الذين معه: { إنـي جاعِلٌ فـي الأرْضِ خَـلِـيفَةً } فقالت الـملائكة مـجيبـين له: { أتَـجْعَلُ فِـيها مَنْ يُفْسِدُ فِـيها وَيَسْفِكُ الدّماء } كما أفسدت الـجن وسفكت الدماء؟ وإنـما بُعثنا علـيهم لذلك. فقال: { إنـي أعْلَـمُ ما لا تَعْلَـمُونَ } يقول: إنـي قد اطلعت من قلب إبلـيس علـى ما لـم تطلعوا علـيه من كبره واغتراره، قال: ثم أمر بتربة آدم فرفعت، فخـلق الله آدم من طين لازب واللازب: اللزج الصلب من حمأ مسنون منتن. قال: وإنـما كان حمأ مسنوناً بعد التراب. قال: فخـلق منه آدم بـيده. قال فمكث أربعين لـيـلة جسداً ملقـى، فكان إبلـيس يأتـيه فـيضربه برجله فـيصلصل أي فـيصوّت قال: فهو قول الله:
{ مِنْ صلْصَالٍ كالفَخَّارِ }
يقول: كالشيء الـمنفوخ الذي لـيس بـمُصْمِتٍ، قال: ثم يدخـل فـي فـيه ويخرج من دبره، ويدخـل من دبره ويخرج من فـيه، ثم يقول: لست شيئاً للصلصلة، ولشيء ما خـلقت لئن سلطت علـيك لأهلكنك، ولئن سلطت علـيّ لأعصينك. قال: فلـما نفخ الله فـيه من روحه، أتت النفخة من قِبَل رأسه، فجعل لا يجري شيء منها فـي جسده إلا صار لـحماً ودماً. فلـما انتهت النفخة إلـى سرّته نظر إلـى جسده، فأعجبه ما رأى من حسنه، فذهب لـينهض فلـم يقدر، فهو قول الله:
{ وكانَ الإنْسانُ عَجُولاً }
قال: ضَجِراً لا صبر له علـى سرّاء ولا ضرّاء. قال: فلـما تـمت النفخة فـي جسده، عطس فقال: الـحمد لله ربّ العالـمين، بإلهام من الله تعالـى. فقال الله له: يرحمك الله يا آدم. قال: ثم قال الله للـملائكة الذين كانوا مع إبلـيس خاصة دون الـملائكة الذين فـي السموات: اسجدوا لآدم فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبلـيس أبى واستكبر لـما كان حدّث به نفسه من كبره واغتراره، فقال: لا أسجد له وأنا خير منه وأكبر سنّاً وأقوى خـلقاً، خـلقتنـي من نار وخـلقته من طين. يقول: إن النار أقوى من الطين. قال: فلـما أبى إبلـيس أن يسجد أبلسه الله، وآيسه من الـخير كله، وجعله شيطاناً رجيـماً عقوبة لـمعصيته، ثم علّـم آدم الأسماء كلها، وهي هذه الأسماء التـي يتعارف بها الناس: إنسان ودابة وأرض وسهل وبحر وجبل وحمار، وأشبـاه ذلك من الأمـم وغيرها. ثم عرض هذه الأسماء علـى أولئك الـملائكة، يعنـي الـملائكة الذين كانوا مع إبلـيس الذين خـلقوا من نار السموم، وقال لهم:
{ أنْبئُونِـي بأسْماءِ هَولاءِ }
يقول: أخبرونـي بأسماء هؤلاء
{ إنْ كُنْتُـمْ صَادِقِـينَ }
إن كنتـم تعلـمون أنـي لِـمَ أجعل فـي الأرض خـلـيفة. قال: فلـما علـمت الـملائكة مؤاخذة الله علـيهم فـيـما تكلـموا به من علـم الغيب الذي لا يعلـمه غيره الذي لـيس لهم به علـم، قالوا: سبحانك تنزيها لله من أن يكون أحد يعلـم الغيب غيره، تبنا إلـيك لا علـم لنا إلا ما علـمتنا تبرياً منهم من علـم الغيب، إلا ما علـمتنا كما علـمت آدم.

فقال:
{ يا آدَمُ أنْبئْهُمْ بأسْمَائِهمْ }
يقول: أخبرهم بأسمائهم
{ فَلَـمَّا أنْبأهُمْ بأسْمائِهمْ قالَ ألَـمْ أقُلْ لَكُمْ }
أيها الـملائكة خاصة
{ إنّـي أعْلَـمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ }
ولا يعلـمه غيري
{ وأعْلَـمُ ما تُبْدُونَ }
يقول: ما تظهرون
{ وَما كُنْتُـمْ تَكْتُـمُونَ }
يقول: أعلـم السرّ كما أعلـم العلانـية، يعنـي ما كتـم إبلـيس فـي نفسه من الكبر والاغترار.

وهذه الرواية عن ابن عبـاس تنبىء عن أن قول الله جل ثناؤه: { وَإذْ قَالَ رَبُّكَ للْـمَلاَئِكَةِ إنّـي جَاعل فِـي الأرْضِ خَـلِـيفَةً } خطاب من الله جل ثناؤه لـخاصّ من الـملائكة دون الـجميع، وأن الذين قـيـل لهم ذلك من الـملائكة كانوا قبـيـلة إبلـيس خاصة، الذين قاتلوا معه جنّ الأرض قبل خـلق آدم. وأن الله إنـما خصهم بقـيـل ذلك امتـحاناً منه لهم وابتلاءً لـيعرفهم قصور علـمهم وفضل كثـير مـمن هو أضعف خـلقاً منهم من خـلقه علـيهم، وأن كرامته لا تنال بقوى الأبدان وشدة الأجسام كما ظنه إبلـيس عدوّ الله. ويصرّح بأن قـيـلهم لربهم: { أتَـجْعَلُ فِـيها مَنْ يُفْسِدُ فـيها وَيَسفِكُ الدّماءَ } كانت هفوة منهم ورجماً بـالغيب، وأن الله جل ثناؤه أطلعهم علـى مكروه ما نطقوا به من ذلك، ووقـفهم علـيه حتـى تابوا وأنابوا إلـيه مـما قالوا ونطقوا من رجم الغيب بـالظنون، وتبرّءوا إلـيه أن يعلـم الغيب غيره، وأظهر لهم من إبلـيس ما كان منطوياً علـيه من الكبر الذي قد كان عنهم مستـخفـياً...

وقال ابن كثير في تفسيره

وقيل في قوله تعالى: { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } غير ما ذكرناه، فروى الضحاك عن ابن عباس { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } قال: أعلم السر كما أعلم العلانية، يعني ما كتم إبليس في نفسه من الكبر والاغترار. وقال السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة، قال: قولهم: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء الآية، فهذا الذي أبدوا { وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } يعني: ما أسر إبليس في نفسه من الكبر، وكذلك قال سعيد بن جبير ومجاهد والسدي والضحاك والثوري. واختار ذلك ابن جرير. وقال أبو العالية والربيع بن أنس والحسن وقتادة: هو قولهم: لم يخلق ربنا خلقاً إلا كنا أعلم منه، وأكرم عليه منه. وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس: { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ } فكان الذي أبدوا هو قولهم: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ وكان الذي كتموا بينهم هو قولهم: لن يخلق ربنا خلقاً إلا كنا أعلم منه وأكرم، فعرفوا أن الله فضل عليهم آدم في العلم والكرم. وقال ابن جرير: حدثنا يونس حدثنا ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قصة الملائكة وآدم: فقال الله للملائكة: كما لم تعلموا هذه الأسماء، فليس لكم علم، إنما أردت أن أجعلهم ليفسدوا فيها، هذا عندي قد علمته، فكذلك أخفيت عنكم أني أجعل فيها من يعصيني ومن يطيعني، قال: وقد سبق من الله:
{ لأَمْلاََنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }
[هود: 119] قال: ولم تعلم الملائكة ذلك، ولم يدروه، فقال: فلما رأوا ما أعطى الله آدم من العلم، أقروا له بالفضل. وقال ابن جرير: وأولى الأقوال في ذلك قول ابن عباس، وهو أن معنى قوله تعالى: { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ } وأعلم مع علمي غيب السموات والأرض، وما تظهرونه بألسنتكم ما كنتم تخفون في أنفسكم، فلا يخفى علي أي شيء، سواء عندي سرائركم وعلانيتكم. والذي أظهروه بألسنتهم قولهم: أتجعل فيها من يفسد فيها؟ والذي كانوا يكتمون ما كان عليه منطوياً إبليس من الخلاف على الله في أوامره، والتكبر عن طاعته، قال: وصح ذلك؛ كما تقول العرب: قتل الجيش وهزموا، وإنما قتل الواحد أو البعض، وهزم الواحد أو البعض، فيخرج الخبر عن المهزوم منه والمقتول مخرج الخبر عن جميعهم؛ كما قال تعالى:
{ إَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ الْحُجُرَاتِ }
[الحجرات: 4] ذكر أن الذي نادى إنما كان واحداً من بني تميم، قال: وكذلك قوله: { وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }.
 
قال المناوي في فيض القدير

1446 - ‏(‏اللّه مع القاضي‏)‏ بعونه وإرشاده وإسعافه وإسعاده ‏(‏ما لم يجر‏)‏ في حكمه‏:‏ أي يتعمد الظلم فيه ‏(‏فإذا جار‏)‏ فيه ‏(‏تخفى‏)‏ أي قطع ‏(‏عنه‏)‏ تسديده وتوفيقه ‏(‏ولزمه الشيطان‏)‏ يغويه ويضله ليخزيه غداً ويذله لما أحدثه من الجور وارتكبه من الباطل وتحلى به من خبيث الشمائل وقبيح الرذائل‏...

ملحوظة

الحديث حسن

1326 - ‏(‏اقتلوا الوزغ‏)‏ بفتح الواو والزاي معروف سمي به لخفته وسرعة حركته ‏(‏ولو‏)‏ كان ‏(‏في جوف الكعبة‏)‏ لأنه من الحشرات المؤذيات ولاستقذاره ونفرة الطبع عنه ولما قيل أنه يسقي الحيات ويمج في الإناء‏.‏ وفي البخاري في باب ‏{‏واتخذ اللّه إبراهيم خليلاً‏}‏ الأمر بقتله، وقال‏:‏ كان ينفخ النار على إبراهيم، وفي عائشة عن أحمد وابن ماجه لما ألقي إبراهيم في النار لم تكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه النار إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ النار عليه فأمر المصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم بقتلها،

قال البيضاوي‏:‏ قوله كان ينفخ على إبراهيم بيان لخبث هذا النوع وفساده وأنه بلغ في ذلك مبلغاً استعمله الشيطان فحمله على أن ينفخ في النار التي ألقي فيها الخليل وسعى في اشتعالها،

وهو في الجملة من ذوات السموم المؤذية، وفي الصحيح أن من قتله في أول ضربة له كذا وكذا حسنة ومن قتله في الثانية فله كذا وكذا حسنة دون الأولى، ومن قتله في الثالثة فله كذا وكذا حسنة دون الثانية
 
جاء في فيض القدير للمناوي

2019- إن الشياطين تغدو براياتها إلى الأسواق فيدخلون مع أول داخل، ويخرجون مع آخر خارج

2022- إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد

2025- إن الشيطان قال‏:‏ وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني

2027- إن الشيطان ليأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه أحدث، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا

2030- إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول‏:‏ من خلقك‏؟‏ فيقول‏:‏ الله‏.‏ فيقول‏:‏ فمن خلق الله‏؟‏ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل ‏"‏آمنت بالله ورسوله‏"‏ فإن ذلك يذهب عنه

2031- إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله تعالى خنس، وإن نسي الله التقم قلبه...

2034- إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم

2035 - ‏(‏إن الشيطان حساس‏)‏ بحاء مهملة وتشديد السين بضبط المصنف قال الحافظ الزين العراقي‏:‏ المشهور في الرواية بحاء مهملة أي شديد الحس والإدراك كما في النهاية ويجوز من جهة المعنى كونه بالجيم من تجسس الأخبار تفحص ومنه الجاسوس وفرق بعضهم بينهما بأنه بالجيم أن يطلب لغيره وبالحاء لنفسه وقيل بالجيم في الشر وبالحاء في الخير ‏(‏لحاس‏)‏ بالتشديد بضبط المصنف أي يلحس بلسانه ما يتركه الآكل على يده من الطعام ‏(‏فاحذروه على أنفسكم‏)‏ أي خافوه عليها فاغسلوا أيديكم بعد فراغ الأكل من أثر الطعام غسلاً جيداً فإنه ‏(‏من بات وفي يده ريح غمر‏)‏ بغين معجمة وميم مفتوحتين ريح اللحم وزهومته ‏(‏فأصابه شيء‏)‏ للبزار فأصابه خبل ولغيره لمم وهو المس من الجنون وفي أخرى فأصابه وضح أي برص والمراد فساد شيء من أعضائه إما بالخبل أو اللمم أو الوضح ‏(‏فلا يلومنّ إلا نفسه‏)‏ فإنا قد أوضحنا له البيان حتى صار الأمر كالعيان ومن حذر فقد أنذر فمن لم ينته بعد ذلك فهو الضار لنفسه...

2036- إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم

2037- إن الشيطان ليفرق منك يا عمر

2080- إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ

2101- إن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر

قال المناوي: فالبعير يتجشم في سفره أثقال حمولته فيصير نضواً لذلك وشيطان المؤمن يتجشم أثقال غيظه منه لما يراه من الطاعة والوفاء للّه فوقف منه بمزجر الكلب ناحية وأشار بتعبيره بينضي دون يهلك ونحوه إلى أنه لا يتخلص أحد من شيطان ما دام حساً فإنه لا يزال يجاهد القلب وينازعه والعبد لا يزال يجاهده مجاهدة لا آخر لها إلا الموت لكن المؤمن الكامل يقوي عليه ولا ينقاد له ومع ذلك لا يستغني قط عن الجهاد والمدافعة ما دام الدم يجري في بدنه فإنه ما دام حياً فأبواب الشياطين مفتوحة إلى قلبه لا تنغلق وهي الشهوة والغضب والحدة والطمع والثروة وغيرها ومهما كان الباب مفتوحاً والعدو غير عاقل لم يدفع إلا بالحراسة والمجاهدة قال رجل للحسن يا أبا سعيد أينام إبليس فتبتسم وقال لو نام لوجدنا راحة فلا خلاص للمؤمن منه لكنه بسبيل من دفعه وتضعيف قوته وذلك على قدر قوة إيمانه ومقدار إيقانه قال قيس بن الحجاج قال لي شيطان دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن كالعصفور، قلت ولم ذا ‏؟‏ قال أذبتني بكتاب اللّه‏.‏ وأهل التقوى لا يتعذر عليهم سدّ أبواب الشياطين وحفظها بحراسة أعني الأبواب الظاهرة والطرق الخلية التي تفضي إلي المعاصي الظاهرة وإنما يتعثرون في طرقه الغامضة‏.‏

2113- إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه

2163- إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول‏:‏ فعلت كذا وكذا، فيقول‏:‏ ما صنعت شيئا، ويجيء أحدهم فيقول‏:‏ ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله، فيدنيه منه، ويقول‏:‏ نعم أنت
 
حديث قدسي) قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ إِبْلِيسَ لَمَّا أُنْزِلَ إِلَى الأَرْضِ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، أَنْزَلْتَنِي إِلَى الأَرْضِ ، وَجَعَلْتَنِي رَجِيمًا ، فَاجْعَلْ لِي بَيْتًا ، قَالَ : الْحَمَّامَ . قَالَ : فَاجْعَلْ لِي مَجْلِسًا ، قَالَ : الأَسْوَاقَ وَمَجَامِعَ الطُّرُقَاتِ . قَالَ : فَاجْعَلْ لِي طَعَامًا : كُلَّ مَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ . قَالَ : فَاجْعَلْ لِي شَرَابًا . قَالَ : كُلَّ مُسْكِرٍ . قَالَ : فَاجْعَلْ لِي مُؤَذِّنًا . قَالَ : الْمِزْمَارَ . قَالَ : فَاجْعَلْ لِي قُرْآنًا . قَالَ : الشِّعْرَ . قَالَ : فَاجْعَلْ لِي كِتَابًا. قَالَ الْوَشْمَ ، قَالَ : فَاجْعَلْ لِي حَدِيثًا . قَالَ : الْكَذِبَ . قَالَ : فَاجْعَلْ لِي رُسُلا . قَالَ : الْكَهَنَةَ . قَالَ : فَاجْعَلْ لِي مَصَائِدَ . قَالَ : النِّسَاءَ "

مكائد الشيطان ابن ابي الدنيا

اظن الحديث ضعيف وقال الشيخ ابن القيم هذا الاثر شواهده كثيره والله اعلم

حديث مرفوع) قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ , قَالَ : " قَاتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِنَّ وَالإِنْسَ . قِيلَ : وَكَيْفَ قَاتَلْتَ الْجِنَّ وَالإِنْسَ ؟ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلا فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لأَسْتَقِيَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ عَلَى الْمَاءِ آتٍ يَمْنَعُكَ مِنْهُ " ، فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى رَأْسِ الْبِئْرِ إِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ مَرِسٌ فَقَالَ : وَاللَّهِ لا تَسْقِي مِنْهَا الْيَوْمَ ذَنُوبًا وَاحِدًا ، فَأَخَذَنِي وَأَخَذْتُهُ فَصَرَعْتُهُ ، ثُمَّ أَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُ بِهِ وَجْهَهُ ، وَأَنْفَهُ ، ثُمَّ مَلأْتُ قِرْبَتِي ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ مِنْ أَحَدٍ ؟ " فَقُلْتُ : نَعَمْ . فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ . فَقَالَ : " أَتَدْرِي مَنْ هُوَ ؟ " قُلْتُ : لا. قَالَ : " ذَاكَ الشَّيْطَانُ "

مكائد الشيطان ابن ابي الدنيا

والحديث ضعيف والله اعلم

كان الجِنُّ يسمعون الوحيَ فيستمعونَ الكلمةَ فيَزيدونَ فيها عشرًا فيكونُ ما سمِعوا حقًّا وما زادوهُ باطلًا وكانت النجومُ لا يُرمى بها قبلَ ذلك فلمَّا بعث النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان أحدُهم لا يَأتي مَقعدَهُ إلا رَمي بشهابٍ يَخرقُ ما أصاب فشكُوا ذلك إلى إبليسَ فقال : ما هذا إلا من أمرٍ قد حدث فبثَّ جنودَهُ فإذا هم بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُصلي بينَ جَبَليْ نخلةَ فأتَوهُ فأخبروهُ فقال : هذا الحدثُ الذي حدثَ في الأرضِ

مسند احمد والحديث صحيح
 
4928 - ‏(‏الشباب شعبة من الجنون‏)‏ قال الزمخشري‏:‏ يعني أنه شبيه بطائفة من الجنون لأنه يغلب العقل ويميل صاحبه إلى الشهوات، غلبة الجنون والشعبة من الشيء ما تشعب منه أي تفرَّع كغصن الشجرة وشعب الجبل ما تفرق من رؤوسها وقال العامري‏:‏ الشباب حداثة السن وطراوته ومنه قول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لأم سلمة الصبر يشب الوجه أي يوقد لونه ونضرته والشعبة القطعة من الشيء فبالعقل يعقل عواقب الأمور والجنون يسترها والشاب لم يتكامل عقله فينشأ منه خفة وحدة فحذر المصطفى صلى اللّه عليه وسلم من العجلة وحث على التثبت وفيه إيماء للعفو عن الشباب ‏(‏والنساء حبالة‏)‏ وفي رواية حبائل ‏(‏الشيطان‏)‏ أي مصائده والحبالة بالكسر ما يصاد به من أي شيء كان وجمعه حبائل أي المرأة شبكة يصطاد بها الشيطان عبيد الهوى فأرشد لكمال شفقته على أمته إلى الحذر من النظر إليهن والقرب منهن وكف الخاطر عن الالتفات إليهنّ باطناً ما أمكن وتقدم خبر اتقوا الدنيا والنساء فخصهنّ لكونهنّ أعظم أسباب الهوى وأشد آفات الدنيا‏.‏
- ‏(‏الخرئطي في‏)‏ كتاب ‏(‏اعتلال القلوب‏)‏ وكذا التيمي في ترغيبه ‏(‏عن زيد بن خالد ‏الجهني‏)‏ رمز المصنف لحسنه ورواه أبو نعيم في الحلية وابن لال عن ابن مسعود والديلمي عن عقبة وكذا القضاعي في الشهاب قال شارحه العامري‏:‏ صحيح‏.‏

فيض القدير المناوي

الحديث وان حسنه السيوطی ضعفه اخرون والله اعلم

أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونَهم، ثم الذين يلونَهم، ثم يفشو الكذبُ حتى يحلفَ الرجلُ ولا يُستحلفُ، ويشهد الشاهدُ ولا يُستشهدُ . ألا لا يخلُونَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا كان ثالثَهما الشيطانُ . عليكمْ بالجماعةِ، وإياكم والفرقةَ، فإنَّ الشيطانَ مع الواحدِ وهو من الاثنينِ أبعدُ . من أراد بحبوحةَ الجنةِ فلْيلزمِ الجماعةَ . من سرَّتهُ حسنتُه وساءتْه سيئتُه فذلكمُ المؤمنُ

سنن الترمذی
 
ما من راكبٍ يخلو في مسيرِه باللهِ و ذِكرِه ، إلا كان رَدْفَه ملَكٌ ، و لا يخلو بشعرِه و نحوه ، إلا كان رَدفَه شيطانٌ

الجامع الصغير

عن خيثمةَ بنِ أبي سبرةَ - رضيَ اللهُ عنه -، قال : أتيتُ المدينةَ، فسألتُ اللهَ أن يُيسِّر لي جليسًا صالحًا، فيسَّر لي أبا هريرةَ، فجلستُ إليه، فقلتُ : إني سألتُ اللهَ أن يُيسِّر لي جليسًا صالحًا، فوُفِّقتَ لي، فقال : من أين أنتَ ؟ ! قلتُ : من أهلِ الكوفةِ جئتُ ألتمسُ الخيرَ وأطلبُه، فقال : أليس فيكم سعدُ بنُ مالكٍ : مجابُ الدعوةِ ؟ ! وابنُ مسعودٍ - رضيَ اللهُ عنه - : صاحبُ طهورِ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - ونعلَيه ؟ ! وحذيفةُ : صاحبُ سرِّ رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - ؟ ! وعمارٌ الذي أجارَه اللهُ من الشيطانِ على لسانِ نبيِّهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - وسلمانُ صاحبُ الكتابَين ؟ ! - يعني : الإنجيلَ والقرآنَ - .

مستدرك الحاكم

الْمُستبَّانِ شيطانانِ يتهاترانِ و يتكاذبانِ

الادب المفرد

حديث مرفوع) حَدَّثَنَاهُ*محمد بْنُ عَلِيٍّ ثنا*أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ*، ثنا*إِبْرَاهِيمُ بْنُ بِسْطَامٍ*، ثنا*رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ*، عَنِ*ابْنِ جُرَيْجٍ*، عَنْ*عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ*، عَنْ عَمِّهِ*عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ*، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :*" لا تَشْرَبُوا فِي الثُّلْمَةِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْقِدَاحِ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ "*.

معرفة الصحابة لابي نعيم

الحديث وان كان ضعيفا لكن ورد نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الشُّربِ مِن ثُلمةِ القَدَحِ وأنْ يُنفَخَ في الشَّرابِ

والله اعلم
 
9525 - ‏(‏نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس‏)‏ لأنه ظلم للبدن حيث فاضل بين أبعاضه وهذا من كمال محبة اللّه ورسوله عليه الصلاة والسلام للعدل أن أمر به حتى في حق الإنسان مع نفسه*

9571 - ‏(‏نهى أن يجلس بين الضح‏)‏ هو ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض ‏(‏والظل‏)‏ أي أن يكون نصفه في الشمس ‏‏ ونصفه في الظل ‏(‏وقال‏)‏ إنه ‏(‏مجلس الشيطان‏)‏ أي هو مقعده أضاف المجلس إليه لأنه الباعث على القعود فيه، والقعود فيه إذ ذاك مضر لأن الإنسان إذا قصد ذلك المقعد فسد مزاجه لاختلاف حال البدن من المؤثرين المتضادين‏.‏

فيض القدير للمناوي

ملحوظة

الحديث صحيح
 
82-وعن عائشة رضي الله أن رسول لله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول‏:‏ من خلقك‏؟‏ فيقول‏:‏ الله، فيقول‏:‏ من خلق الله‏؟‏ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل‏:‏ آمنت بالله ورسوله، فإن ذلك يذهب عنه‏"‏‏.‏

85-وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال‏:‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله أرأيت أحدنا يحدث نفسه بالشيء الذي لأن يخر من السماء فيتقطع أحب إليه من أن يتكلم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ذاك محض الإيمان‏"‏‏.‏

86-وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله إنا نكون عندك على حال حتى إذا فارقناك نكون على غيره‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏كيف أنتم، ونبيكم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ أنت نبينا في السر والعلانية، قال‏:‏ ‏"‏ليس ذاك النفاق‏"‏‏.‏


87-وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول‏:‏ من خلق السماء‏؟‏ فيقول‏:‏الله، فيقول‏:‏ من خلق الأرض‏؟‏ فيقول‏:‏ الله، فيقول‏:‏ من خلق الله‏؟‏ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل‏:‏ آمنت بالله ورسله‏"

90-وعن عبد الله - يعني‏:‏ ابن مسعود - رضي الله عنه قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏ذاك محض الإيمان‏"‏‏.‏


91-وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، والذي بعثك بالحق إنه ليعرض في نفسي الشيء، لأن أكون حُمَمة أحب إلي من أن أتكلم به‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الحمد لله أن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضي هذه ولكنه رضي بالمحقرات من أعمالكم‏"‏‏.‏


92-وعن عمارة بن أبي الحسن - أو ابن الحسن - عن عمه‏:‏ أن الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة التي يجدها أحدهم، لأن يسقط من عند الثريا أحب إليه من أن يتكلم به‏.‏ قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ذاك صريح الإيمان، إن الشيطان يأتي العبد فيما دون ذلك فإذا عصم منه وقع فيما هنالك‏"‏‏.‏

93-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يزال الناس يقولون‏:‏ كان الله قبل كل شيء، فما كان قبله‏؟‏‏"‏‏

مجمع الزوائد

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل رجل ثائر الرأس واللحية فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أن اخرج كأنه يعني إصلاح شعر رأسه ولحيته ففعل الرجل ثم رجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم*أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان

موطأ الامام مالك
 
لا أخافُ على أمَّتي إلَّا اللَّبَنَ ، فإنَّ الشَّيطانَ بينَ الرَّغوةِ والصَّريحِ

مسند احمد

وفی رواية

هلاك أمتي في الكتاب واللبن قالوا : يا رسول ما الكتاب واللبن؟ قال : يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل ، ويحبون اللبن فيدعون الجماعات و الجمع ، ويبدون

إن إبليسَ لَيَضَعُ عرشَه على البحرِ دونَه الحُجُبُ، يَتَشَبَّهُ باللهِ عز وجل، ثم يَبُثُّ جنودَه، فيقولُ : مَن لِفُلانِ الآدَمِيِّ ؟ فيقومُ اثنانِ، فيقولُ : قد أَجَّلْتُكُما سنةً، فإن أَغْوَيْتُمَاهُ وَضَعْتُ عنكم التَّعَبَ وإلا صَلَبْتُكُما

الحديث الاخير ضعيف والاول والثانی صحيحان والله اعلم
 
1240-وعن أبي روح الكلاعي قال‏:‏ صلى بنا نبي الله صلى الله عليه وسلم صلاة فقرأ فيها سورة الروم فلبس بعضها فقال‏:‏
‏"‏إنما لبس علينا الشيطان القراءة من أجل أقوام يأتون الصلاة بغير وضوء، فإذا أتيتم الصلاة فأحسنوا الوضوء‏"‏‏.‏

1242-عن ربيعة الجرشي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏استقيموا ونعما إن استقمتم، وحافظوا على الوضوء فإن خير أعمالكم الصلاة وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم وإنه ليس أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة‏"‏‏.‏

1246-عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فأبس ‏(‏أبست به تأبيساً‏:‏ ذللته وحقرته وروعته‏)‏ به كما يأبس بدابته فإذا سكن له أضرط بين أليتيه ليفتنه عن صلاته فإذا وجد شيئاً من ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً‏"‏‏.‏
رواه أحمد وهو عن أبي داود باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏
1247-وبسنده عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان فأبس منه كما يأبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه‏"‏‏.‏
قال أبو هريرة‏:‏ فأنتم ترون ذلك أما المزنوق فتراه مائلاً وأما الملجوم فتراه فاتحاً فاه لا يذكر الله
1248-وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يخيل إليه في صلاته أنه أحدث في صلاته ولم يحدث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته حتى يفتح مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث ولم يحدث فإذا وجد أحدكم ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوت ذلك بأذنه أو يجد ريح ذلك بأنفه‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الكبير والبزار بنحوه ورجاله رجال الصحيح
1249-وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيمد شعرة من دبره فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً‏"‏‏.‏
رواه أبو يعلى - ورواه ابن ماجة باختصار - وفيه علي بن زيد واختلف في الاحتجاج به
1250-وعن محمد بن عمرو بن عطاء قال‏:‏ رأيت السائب بن خباب يشم ثوبه فقلت‏:‏ مم ذلك رحمك الله‏؟‏ قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏
‏"‏لا وضوء إلا من ريح أو سماع‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف الحديث ولم أر أحداً وثقه والله أعلم
1251-وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيأخذ شعرة من دبره فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً‏.‏
رواه الطبراني في الكبير وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة إلا أنه مدلس ولم يصرح بالسماع
1252-وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ إن الشيطان ليلطف بالرجل في صلاته ليقطع عليه صلاته فإذا أعياه نفخ في دبره فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئاً فلا ينصرف حتى يجد ريحاً أو يسمع صوتاً‏.‏

2009- وعن أبي أمامة قال‏:‏ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فاستفتح الصلاة فرأى نخامة في القبلة فخلع نعليه ثم مشى إليها فحكها ففعل ثلاث مرات، فلما قضى صلاته أقبل على الناس بوجهه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏
‏"‏أيها الناس إن أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه في مقام عظيم بين يدي رب عظيم يسأل أمراً عظيماً الفوز بالجنة والنجاة من النار، وإن أحدكم إذا قام في الصلاة فإنه يقوم بين يدي الله عز وجل مستقبل ربه وملكه عن يمينه وقرينه عن يساره، فلا يتفلن أحدكم بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه ثم ليعرك فليشدد عركه فإنما يعرك أذن الشيطان، والذي بعثني بالحق لو يكشف بينكم وبينه الحجب أو يؤذن في الكلام لشكا ما يلقى من ذلك‏"‏‏.‏

2033- وعن معاذ بن جبل أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد‏"‏‏.‏

2047- وعن مولى لأبي سعيد الخدري قال‏:‏ بينا أنا مع أبي سعيد وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخلنا المسجد فإذا رجل جالس في وسط المسجد محتبياً ‏(‏الاحتباء‏:‏ أن تضم الرجلان إلى البطن بثوب أو يدين‏)‏
مشبكاً أصابعه بعضها في بعض فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفطن الرجل لإشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى أبي سعيد فقال‏:‏
‏"‏إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن فإن التشبيك من الشيطان، وإن أحدكم لا يزال في صلاة ما كان في المسجد حتى يخرج منه‏"‏‏.‏

مجمع الزوائد للحافظ الهيثمی
 
وعن قتادة قال‏:‏ كانت ليلة شديدة الظلمة والمطر فقلت‏:‏ لو أني اغتنمت الليلة شهود العتمة مع النبي صلى الله عليه وسلم ففعلت فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أبصرني ومعه عرجون يمشي عليه فقال‏:‏ ‏"‏ما لك يا قتادة ههنا هذه الساعة‏؟‏‏"‏ فقلت‏:‏ اغتنمت شهود العتمة معك يا نبي الله فأعطاني العرجون فقال‏:‏
‏"‏إن الشيطان قد خلفك في أهلك فاذهب بهذا العرجون فامسك به حتى تأتي بيتك فخذه من زاوية البيت فاضربه بالعرجون فخرجت من المسجد فأضاء العرجون مثل الشمعة نوراً، فاستضأت به فأتيت أهلي فوجدتهم قد رقدوا، فنظرت في الزاوية فإذا فيها قنفذ فلم أزل أضربه بالعرجون حتى خرج‏"‏‏

مجمع الزوائد

الحديث صحيح
 
2415- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏الذي يخفض ويرفع قبل الإمام إنما ناصيته بيد شيطان‏"‏‏.‏
رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

2416- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏ما يؤمن أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس كلب‏"‏‏.‏
قلت‏:‏ هو في الصحيح خلا قوله‏:‏ ‏"‏رأس كلب‏"‏‏.‏
رواه الطبراني في الأوسط‏.‏

2471- وعن أبي اليقظان عن أبيه عن جده يرفع الحديث قال‏:‏
‏"‏العطاس والنعاس والرعاف والحيض والقيء والتثاؤب في الصلاة من الشيطان

مجمع الزوائد
 
4014- وعن ابن عباس قال‏:‏ لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنة اجتمعت إليه جنوده فقالوا‏:‏ ايئسوا أن تردوا أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ولكن افتنوهم في دينهم وأفشوا فيهم النوح‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون‏.‏

4017- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة‏:‏ مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة‏"‏‏.‏

4036- عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن خرج عليه السلام ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته فقال‏:‏

‏"‏يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا فتمر بقبري ومسجدي‏"‏‏.‏ فبكى معاذ جشعاً لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏لا تبك يا معاذ فإن البكاء من الشيطان‏"‏‏.‏

4046- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته‏:‏ هنيئاً لك الجنة عثمان بن مظعون‏.‏ فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبان فقال‏:‏

‏"‏وما يدريك‏؟‏‏"‏ قالت‏:‏ يا رسول الله فارسك وصاحبك‏!‏‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏وإني لرسول الله وما أدري ما يفعل بي‏"‏‏.‏ فأشفق الناس على عثمان فلما ماتت زينب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون‏"‏ فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوط فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال‏:‏ ‏"‏مهلاً يا عمر‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ابكين وإياكن ونعيق الشيطان‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏إنه مهما كان من القلب والعين فمن الله عز وجل ومن الرحمة وما كان من اليد ومن اللسان فمن الشيطان‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه كلام وهو موثق، وزاد في رواية وقعد

رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن فاطمة بثوبه رحمة لها‏.‏

مجمع الزوائد
 
7547-وعن أبي وائل قال‏:‏ جاء رجل من بجيلة غلى عبد الله - يعني ابن مسعود - فقال‏:‏ إني تزوجت جارية بكراً وإني خشيت أن تفركني‏.‏ فقال عبد الله‏:‏ ألا إن الإلف من الله وإن الفرك من الشيطان ليكره إليه ما أحل الله فإذا دخلت عليها فمرها فلتصل خلفك ركعتين‏.‏ قال الأعمش‏:‏ فذكرته لإبراهيم ‏[‏فقال‏]‏‏:‏ قال عبد الله‏:‏ وقل‏:‏ اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم فيّ اللهم ارزقهم مني وارزقني منهم اللهم اجمع بيننا ما جمعت إلى خير وفرق بيننا إذا فرقت إلى الخير‏.‏
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

7562-عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال‏:‏ ‏"‏لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله‏.‏ ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها‏؟‏‏"‏ فأزمّ القوم فقلت‏:‏ أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون‏"‏‏.‏

مجمع الزوائد
 
7904-وعن ابن مسعود قال‏:‏ إن شيطان المسلم يلقى شيطان الكافر فيرى شيطان المؤمن شاحباً أغبر مهزولاً،فيقول له شيطان الكافر‏:‏ ويحك ما لك هلكت‏؟‏ فيقول شيطان المؤمن‏:‏ لا والله ما أصل معه إلى شيء،إذا طعم ذكر اسم الله وإذا شرب ذكر اسم الله،وإذا دخل بيته ذكر اسم الله،فيقول الآخر‏:‏ لكني آكل من طعامه وأشرب من شرابه وأنام على فراشه‏.‏ فهذا ساحٌّ وهذا مهزول‏.‏

7907-وعن حمزة بن عمرو الأسلمي قال‏:‏ أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً فقال‏:‏

‏"‏كل بيمينك وكل مما يليك واذكر اسم الله‏"‏‏.‏

7908-وعن أبي أيوب الأنصاري قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقرب طعاماً،فلم أر طعاماً كان أكثر بركة منه أول ما أكلنا،ولا أقل بركة في آخره،قلنا‏:‏ كيف هذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏لأنا ذكرنا اسم الله حين أكلنا،ثم قعد بعد من أكل ولم يسم فأكل معه الشيطان‏"‏‏.‏

7910-وعن عبد الله - يعني‏:‏ ابن مسعود - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من نسي أن يذكر اسم الله في أول طعامه فليقل حين يذكر‏:‏ بسم الله في أوله وآخره،فإنه يستقبل طعاماً جديداً،ويمنع الخبيث ما كان يصيب منه‏"‏‏.‏

7922-عن ابن عباس قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطاً ‏(‏بستاناً‏)‏ لبعض الأنصار فجعل يتناول من الرطب فيأكل وهو يمشي وأنا معه فالتفت إلي فقال‏:‏

‏"‏يا ابن عباس لا تأكل بإصبعين فإنها أكلة الشيطان وكل بثلاث أصابع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

7925-وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏من أكل بشماله أكل معه الشيطان،ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان‏"‏‏.‏

7926-وعن عبد الله بن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا أكل أحدكم فلا يأكل بشماله وإذا شرب فلا يشرب بشماله وإذا أخذ فلا يأخذ بشماله وإذا أعطى فلا يعط بشماله‏

8241-عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلاً يشرب قائماً فقال‏:‏ ‏"‏قه‏"‏ ‏[‏قال‏:‏ لمه‏؟‏ قال‏]‏‏:‏ ‏"‏أيسرك أن يشرب معك الهر‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ لا،قال‏:‏ ‏"‏فإنه قد شرب معك من هو شر منه،الشيطان‏"‏‏.‏

8242-وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاءه‏"‏‏.‏

8252-وعن عائشة قالت‏:‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائماً وقاعداً‏.‏

مجمع الزوائد
 
الشيطان وبيعة العقبة

جاء في رواية

فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان [من رأس العقبة] بأنفذ صوت سمعته: يا أهل الجباجب - والجباجب: المنازل - هل لكم في مذمم والصباة

معه قد أجمعوا على حربكم؟

وفي رواية اخري في مجمع الزوائد

فقال أبو الهيثم: أنا أول من بايع ثم كلهم وصرخ الشيطان من رأس الجبل فقال: يا معشر قريش

هذه الخزرج والأوس تبايع محمداً على قتالكم ففزعوا عند ذلك وراعهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا يرعكم هذا الصوت فانه عدو الله إبليس ليس يسمعه أحد ممن تخافون". وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرخ بالشيطان: "يا ابن أزب هذا عملك فسأفرغ لك".

وحكم عليه الهيثمی بالارسال والله اعلم
 
10254-وعن ابن عباس قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاث مائة وستون صنماً وقد شد لهم إبليس أقدامهم بالرصاص فجاء ومعه قضيبه فجعل يهوي به إلى كل صنم منها فيخر لوجهه ويقول‏:‏ ‏"‏‏{‏جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً‏}‏‏"‏‏.‏ حتى مر عليها كلها‏.‏
رواه الطبراني ورجاله ثقات ورواه البزار باختصار‏.‏

مجمع الزوائد
 
10401-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رجع وحط عن راحلته عمد إلى مسجد الرسول فجعل يصلي فيه فيطيل الصلاة حتى جعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أن له فضلاً عليهم،فمر يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في أصحابه فقال له بعض أصحابه‏:‏ يا رسول الله هو ذاك الرجل فإما أرسل إليه نبي الله صلى الله عليه وسلم وإما جاء من قبل نفسه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً قال‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده إن بين عينيه سفعة من الشيطان‏"‏‏.‏ فلما وقف على المجلس قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أقلت في نفسك حين وقفت على المجلس‏:‏ ليس في القوم خير مني‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ نعم،ثم انصرف فأتى ناحية من المسجد فخط خطاً برجله ثم صف كعبيه فقام يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أيكم يقوم إلى هذا فيقتله‏؟‏‏"‏‏.‏ فقام أبو بكر،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أقتلت الرجل‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ وجدته يصلي فهبته‏.‏
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أيكم يقوم إلى هذا فيقتله‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال عمر‏:‏ أنا‏.‏ وأخذ السيف فوجده يصلي فرجع‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر‏:‏ ‏"‏أقتلت الرجل‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ يا رسول الله وجدته يصلي فهبته‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أيكم يقوم إلى هذا فيقتله‏؟‏‏"‏‏.‏ قال علي‏:‏ أنا،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أنت له إن أدركته‏"‏‏.‏ فذهب علي فلم يجده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أقتلت الرجل‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ لم أدر أين سلك من الأرض‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن هذا أول قرن خرج في أمتي‏"‏‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لو قتلته - أو قتله - ما اختلف في أمتي اثنان،إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة وإن هذه الأمة - يعني أمته - ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ يا نبي الله من تلك الفرقة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الجماعة‏"‏‏.‏
قال يزيد الرقاشي‏:‏ فقلت لأنس‏:‏ يا أبا حمزة فأين الجماعة‏؟‏ قال‏:‏ مع أمرائكم مع أمرائكم‏.‏
رواه أبو يعلى‏.‏ ويزيد الرقاشي ضعفه الجمهور وفيه توثيق لين،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

مجمع الزوائد
 
10813-وعن أبي هريرة أن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وهو شبيه المرفوع ورجاله رجال الصحيح‏.‏

مجمع الزوائد
 
(حديث موقوف) حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا*عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ*, قَالَ : حَدَّثَنِي*مُعَاوِيَةُ*، عَنْأَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ*, قَالَ : سَمِعْتُ*أَبَا أُمَامَةَ*, يَقُولُ : " إِنَّ*الشَّيْطَانَ يَأْتِي إِلَى فِرَاشِ أَحَدِكُمْ بَعْدَمَا يَفْرِشُهُ أَهْلُهُ وَيُهَيِّئُونَهُ ، فَيُلْقِي عَلَيْهِ الْعُودَ أَوِ الْحَجَرَ أَوِ الشَّيْءَ ، لِيُغْضِبَهُ عَلَى أَهْلِهِ ، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ فَلا يَغْضَبْ عَلَى أَهْلِهِ ، قَالَ : لأَنَّهُ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ "*.



الادب المفرد للشيخ البخاري

12652- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏التأني من الله والعجلة من الشيطان، وما أحد أكثر معاذير من الله، وما من شيء أحب إلى الله من الحمد‏"‏‏.‏

12927- عن أبي عياض، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجلس بين الضح ‏(‏ضوء الشمس‏)‏ والظل وقال‏:‏ ‏"‏مجلس الشيطان‏"‏‏.‏

مجمع الزوائد
 
12969- وعن هشام بن عامر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يحل لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاث ليال، فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما، وأولهما تسليماً يكون سبقه بألفي كفارة، وإن سلم فلم يقبل يرد عليه سلامه ردت عليه الملائكة، ورد على الآخر الشيطان، فإن ماتا على هجرانهما لم يدخلا الجنة جميعا أبداً‏


12982- وفي رواية عنه‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يضطربون فقال‏:‏ ‏"‏ما هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ فقالوا‏:‏ يا رسول الله فلان الصريع، ما يصارع أحداً إلا صرعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أفلا أدلكم على من هو أشد منه‏؟‏ رجل ظلمه رجل، فكظم غيظه، فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه‏"‏‏.‏

رواهما البزار بإسناد واحد، وفيه شعيب بن بيان وعمران القطان، ووثقهما ابن حبان وضعفهما غيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح‏

مجمع الزوائد
 
13252- وعن ابن عباس - أحسبه رفعه - قال‏:‏
‏"‏إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم، فإنها ساعة تنتشر فيها الشياطين‏"‏‏.‏

13253- وعن وحشي بن حرب أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج لحاجته من الليل وترك باب البيت مفتوحاً، ثم رجع فوجد إبليس قائماً في وسط البيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اخسأ يا خبيث من بيتي‏"‏‏.‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إذا خرجتم من بيوتكم بالليل فأغلقوا أبوابها‏"‏‏.‏
رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

13283- وعن عمرو بن العاص قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏
‏"‏إن البيان كل البيان شعبة من الشيطان‏"‏‏

13358- عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏يا عائشة، تعرفين هذه‏؟‏‏"‏ قالت‏:‏ لا يا نبي الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏هذه قينة بني فلان، تحبين أن تغنيك‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ نعم‏.‏ فأعطتها طبقاً فغنتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قد نفخ الشيطان في منخريها‏"‏‏.‏

مجمع الزوائد
 
باب صرعه الشيطان
14444- عن شقيق بن سلمة أبي وائل قال‏:‏ قال عبد الله‏:‏ لقي الشيطان رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فصارعه فصرعه المسلم وأزم بإبهامه فقال‏:‏ دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى، فأرسله فأبى أن يعلمه، فصارعه فتعره المسلم وأزم بإبهامه ‏[‏فقال‏:‏ دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى، فأرسله فأبى أن يعلمه، فعاد فصرعه المسلم وأزم بإبهامه‏]‏ فقال‏:‏ أخبرني بها فأبى أن يعلمه فلما عاوده الثالثة قال‏:‏ الآية التي في سورة البقرة ‏{‏الله لا إله إلا هو الحي القيوم‏}‏ إلى آخرها، فقيل لعبد الله‏:‏ يا أبا عبد الرحمن من ذلك الرجل‏؟‏ قال‏:‏ من عسى أن يكون إلا عمر‏.‏
14445- وفي رواية‏:‏ عن ابن مسعود أيضاً قال‏:‏ لقي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الجن فصارعه فصرعه الإنسي فقال له الجني‏:‏ عاودني، فعاوده فصرعه الإنسي، فقال له الإنسي‏:‏ إني لأراك ضيئلاً شحيباً كأن ذريعتيك ذريعتا كلب، قال‏:‏ فكذلك أنتم معاشر الجن - أو أنت منهم كذلك - قال‏:‏ لا والله إني منهم لضليع، ولكن عاودني الثالثة فإن صرعتني علمتك شيئاً ينفعك، فعاوده فصرعه فقال‏:‏ هات علمني، قال‏:‏ هل تقرأ آية الكرسي‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار، لا يدخله حتى يصبح، قال رجل من القوم‏:‏ يا أبا عبد الرحمن من ذاك الرجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ فعبس عبد الله وأقبل عليه وقال‏:‏ من يكون هو إلا عمر رضي الله عنه‏.‏
رواهما الطبراني بإسنادين ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ولكنه أدركه‏.‏ ورواة الطريق الأولى فيهم المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط فبان لنا صحة رواية المسعودي برواية الشعبي والله أعلم

مجمع الزوائد

باب الدعاء*بعرفة*

3013*حدثنا*أيوب بن محمد الهاشمي*حدثنا*عبد القاهر بن السري السلميحدثنا*عبد الله بن كنانة بن عباس بن مرداس السلمي*أن*أباه*أخبره عن*أبيه*أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأمته عشية*عرفة*بالمغفرة فأجيب إني قد غفرت لهم ما خلا الظالم فإني آخذ للمظلوم منه قال*أي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم*فلم يجب عشيته فلما أصبح*بالمزدلفة*أعاد الدعاء فأجيب إلى ما سأل قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال تبسم فقال له أبو بكر*وعمر*بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها فما الذي أضحكك أضحك الله سنك قال إن عدو الله إبليس*لما علم أن الله عز وجل قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب فجعل يحثوه على رأسه ويدعو بالويل والثبور فأضحكني ما رأيت من جزعه

سنن ابن ماجه
 
حديث موقوف)*عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّقِّيِّ*, أَخْبَرَنَا*أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ*، أنبأمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ*، ثنا*أَبُو دَاوُدَ*، ثنا*أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ*، ثنا*مُحَمَّدُ بْنُ بِلالٍ*، عَنْ*عِمْرَانَ الْقَطَّانِ*، عَنْ*أَبِي جَمْرَةَ*، عَنِ*ابْنِ عَبَّاسٍ*رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : " إِنَّ*أَهْلَ فَارِسَ لَمَّا مَاتَ نَبِيُّهُمْ كَتَبَ لَهُمْ إِبْلِيسُ الْمَجُوسِيَّةَ "*.

السنن الكبري البيهقي

ورواه ابو داود فی سننه وهو حسن موقوفا
 
من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى

حديث شريف صحيح
 
17169- عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏من استعاذ بالله في اليوم عشر مرات من الشيطان وكل به ملكاً يرد عنه الشياطين‏"‏‏.‏
رواه أبو يعلى وفيه ليث بن أبي سليم ويزيد الرقاشي وقد وثقا على ضعفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح

مجمع الزوائد

17573- عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏
‏"‏إن إبليس قال لربه عز وجل‏:‏ وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال له ربه‏:‏ فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني‏"‏‏.‏

17574- وعن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏
‏"‏عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار، فإن إبليس قال‏:‏ أهلكت الناس بالذنوب فأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون‏"‏‏.‏

مجمع الزوائد
 
17797- عن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏قال الشيطان لعنه الله‏:‏ لن يسلم مني صاحب المال من إحدى ثلاث، أغدو
عليه بهن وأروح بهن‏:‏ أخذه من غير حله، وإنفاقه في غير حقه، وأحببه إليه فيمنعه من حقه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني واسناده حسن

مجمع الزوائد

حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ , حَدَّثَنِي عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ , قَالَ : لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ , جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي , فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : " ابْنُ أَبِي الْعَاصِ " , قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : " مَا جَاءَ بِكَ " , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي , قَالَ : " ذَاكَ الشَّيْطَانُ ادْنُهْ " , فَدَنَوْتُ مِنْهُ , فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ , قَالَ : فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ , وَتَفَلَ فِي فَمِي , وَقَالَ : " اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ " , فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : " الْحَقْ بِعَمَلِكَ " , قَالَ : فَقَالَ عُثْمَانُ : فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ

سنن ابن ماجه
 
وقف رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعرفةَ فقال : هذه عرفةُ وهو الموقفُ، وعرفةُ كلُّها موقفٌ . ثم أفاضَ حينَ غربَتِ الشمسُ ، وأرْدَفَ أسامةَ بنَ زيدٍ ، وجعلَ يُشِيرُ بيدِه على هيئتِه ، والناسُ يَضْربون يمينًا وشمالًا يَلْتَفِتْ إليهم، ويقول : يا أيُّها الناسُ، عليكم السكينةَ. ثم أتى جَمْعًا فصلَّى بهم الصلاتين جميعًا ، فلما أصْبَحَ أتى قُزَحَ ووقفَ عليه، وقال : هذا قُزَحُ، وهو الموقفُ وجمعٌ كلُّها موقفٌ. ثم أفاضَ حتى انتهى إلى وادي مُحَسِّرٍ، فقَرَعَ ناقتَه فخَبَّتْ حتى جاوزَ الوادي ، فوقَفَ وأَرْدَفَ الفَضْلَ ، ثم أتى الجمرةَ فرماها ، ثم أتى المَنْحَرَ فقال : هذا المَنْحَرُ ومِنًى كلُّها مَنْحَرٌ . واستَفْتَتْه جاريةٌ شابةٌ مِن خَثْعَمَ، فقالت : إن أبي شيخٌ كبيرٌ، قد أدركَتْه فريضةُ اللهِ في الحجِّ ، أَفيُجْزِئُ أن أَحُجَّ عنه ؟ قال : حُجِّي عن أبيك. قال :

ولَوَى عُنُقَ الفضلِ ، فقال العباسُ: يا رسولَ اللهِ، لِمَ لَوَيْتَ عُنَقَ ابنِ عمِّك ؟ قال : رأيتُ شابًّا وشابَّةً ، فلم آمَنِ الشيطانَ عليهما . فأتاه رجلٌ، فقال : يا رسولَ اللهِ : إني أَفَضْتُ قبلَ أن أَحْلِقَ قال : احلقْ ولا حرجَ ، أو قصِّرْ ولا حرجَ . قال : وجاء آخرُ، فقال : يا رسولَ اللهِ، إني ذَبَحْتُ قبل أن أَرْمِيَ ، قال : ارمِ ولا حرجَ . قال : ثم أتى البيتَ فطافَ به ، ثم أتى زمزمَ، فقال : يا بني عبدِ المطلبِ، لولا أن يَغْلِبَكم عليه الناسُ لَنَزَعْتُ.

سنن الترمذی
 
عودة
أعلى