تهديد ووعيد من رب رؤوف رحيم !!!

منيب عرابي

New member
إنضم
07/06/2010
المشاركات
143
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿47﴾

مرت علي هذه الآية القوية من سورة النحل ... وقد سبقتها آيات تهديد ووعيد ولكن الله يختمها بقول: "فإن ربكم لرؤوف رحيم".
كيف يستقيم المعنى؟ ... أي بصراحة وأنا أقرأ هذه الآية توقعت مثلاً أن تنتهي: فإن ربكم هو العزيز الجبار ... أو شيء من هذا القبيل.
 
ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسيره :
( ثم يقول الحق تبارك وتعالى في تذييل هذه الآية { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [النحل: 47].
وهل هذا التذييل مناسب للآية وما قبلها من التهديد والوعيد؟ فالعقل يقول: إن التذييل المناسب لها: إن ربكم لشديد العقاب مثلاً.
لكن يجب هنا أنْ نعلمَ أن هذا هو عطاء الربوبية الذي يشمل العباد جميعاً مؤمنهم وكافرهم، فالله تعالى استدعى الجميع للدنيا، وتكفَّل للجميع بما يحفظ حياتهم من شمس وهواء وأرض وسماء، لم تُخلَق هذه الأشياء لواحد دون الآخر وقد قال تعالى{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ }[الشورى: 20].
وكأن في الآية لَوْناً من ألوان رحمته سبحانه بخَلْقه وحِرْصه سبحانه على نجاتهم؛ لأنه يُنبِّههم إلى ما يمكن أن يحدث لَهم إذا أصرُّوا على كفرهم، ويُبصِّرهم بعاقبة كفرهم، والتبصرة عِظَة، والعِظَة رأفة بهم ورحمة حتى لا ينالهم هذا التهديد وهذا الوعيد.
ومثال هذا التذييل كثير في سورة الرحمن، يقول الحق تبارك وتعالى:{ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }[الرحمن: 17-18].
فهذه نعمة ناسبت قوله تعالى:{ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }[الرحمن: 18].
وكذلك في قوله تعالى:{ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ }[الرحمن: 19-20].
فهذه نعمة من نعم الله ناسبت تذييل الآية:{ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }[الرحمن: 21].

أما في قوله تعالى:{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }[الرحمن: 26-28].
فما النعمة في{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ }؟ هل الموت نعمة؟!
نعم، يكون الموت نعمة من نِعَم الله على عباده؛ لأنه يقول للمحسن: سيأتي الموت لتلقَى جزاء إحسانك وثواب عملك، ويقول أيضاً للكافر: انتبه واحذر.. الموت قادم، كأنه سبحانه يُوقِظ الكفار ويَعِظهم لينتهوا عما هم فيه.. أليست هذه نعمة من نعم الله ورحمة منه سبحانه بعباده؟
وكذلك انظر إلى قول الحق تبارك وتعالى ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)[الرحمن 35-36].
فأيّ نعمة في ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ) [الرحمن35].
أيُّ نعمة في هذا العذاب؟
نعم المتدبِّر لهذه الآية يجد فيها نعمة عظيمة؛ لأن فيها تهديداً ووعيداً بالعذاب إذا استمروا على ما هم فيه من الكفر.. ففي طيَّاتها تحذير وحِرْص على نجاتهم كما تتوعد ولدك: إذا أهملتَ دروسك ستفشل وأفعل بك كذا وكذا. وأنت ما قلت ذلك إلا لحِرصك على نجاحه وفلاحه.
إذن: فتذييل الآية بقوله:( فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [النحل47].
تذييل مناسب لما قبلها من التهديد والوعيد، وفيها بيان لرحمة الله التي يدعو إليها كلاً من المؤمن والكافر)

 
ملحظ رائع ودقيق أفدتني فيه كثيراً أيها الدرغام

الله يجزاك خير الجزاء ولمن كتب السؤال أسأل ربي أن يهبه مثل ذك وأن يدركنا جميعاً برحمته ولطفه
 
( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ( 45 ) أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ( 46 ) أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم ( 47 ) )
وهل تأخير عقوبتهم وإمهالهم إلا رأفة ورحمة بهم ؟
( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )
فستر عيوب الناس وظلمهم لأنفسهم وإرجاء العقوبة كي يتوبوا الى ربهم هي رأفة من وجهين :

الأول كي يتوب العاصي ويرجع ,والثاني كيلا يعجل للمذنب فيأخذ وقتا من التفكير فإن لم يرجع لربه فقد كان ظالما لنفسهه وكان ربه به رؤوف رحيم أخره ولم يعجل له العقوبة .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
ثم قال تعالى : ( فإن ربكم لرءوف رحيم ) أي : حيث لم يعاجلكم بالعقوبة ، كما ثبت في الصحيحين " [ لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم " . وفي الصحيحين ] إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) [ هود : 102 ] وقال تعالى : ( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير ) [ الحج : 48 ] .

وقال ابن جرير وقوله : ( فإن ربكم لرءوف رحيم ) يقول : فإن ربكم إن لم يأخذ هؤلاء الذين مكروا السيئات بعذاب معجل لهم ، وأخذهم بموت وتنقص بعضهم في أثر بعض ، لرءوف بخلقه ، رحيم بهم ، ومن رأفته ورحمته بهم لم يخسف بهم الأرض ، ولم يعجل لهم العذاب ، ولكن يخوفهم وينقصهم بموت .


وبمثله يقول الشاعر :
يخير للعبد وإن لم يشكره ////ويستر الجهل على من يظهره
فهذا التأخير ومقابلة الكفر والمعصية بالرزق هي رأفة ورحمة .



 
( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ( 45 ) أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ( 46 ) أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم ( 47 ) )
وهل تأخير عقوبتهم وإمهالهم إلا رأفة ورحمة بهم ؟
( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )
فستر عيوب الناس وظلمهم لأنفسهم وإرجاء العقوبة كي يتوبوا الى ربهم هي رأفة من وجهين :

الأول كي يتوب العاصي ويرجع ,والثاني كيلا يعجل للمذنب فيأخذ وقتا من التفكير فإن لم يرجع لربه فقد كان ظالما لنفسهه وكان ربه به رؤوف رحيم أخره ولم يعجل له العقوبة .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
ثم قال تعالى : ( فإن ربكم لرءوف رحيم ) أي : حيث لم يعاجلكم بالعقوبة ، كما ثبت في الصحيحين " [ لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، إنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم " . وفي الصحيحين ] إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) [ هود : 102 ] وقال تعالى : ( وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير ) [ الحج : 48 ] .

وقال ابن جرير وقوله : ( فإن ربكم لرءوف رحيم ) يقول : فإن ربكم إن لم يأخذ هؤلاء الذين مكروا السيئات بعذاب معجل لهم ، وأخذهم بموت وتنقص بعضهم في أثر بعض ، لرءوف بخلقه ، رحيم بهم ، ومن رأفته ورحمته بهم لم يخسف بهم الأرض ، ولم يعجل لهم العذاب ، ولكن يخوفهم وينقصهم بموت .


وبمثله يقول الشاعر :
يخير للعبد وإن لم يشكره ////ويستر الجهل على من يظهره
فهذا التأخير ومقابلة الكفر والمعصية بالرزق هي رأفة ورحمة .




كلام لطيف. أي أن الله رؤوف رحيم حيث يستطيع أن يفعل كل ذلك ولكنه أجل العقاب.
 
عودة
أعلى