تقريب النفع في القراءات السبع تأليف فريد العصر وتاج القراء بمصر الشيخ علي محمد الضباع

د. أنمار

New member
إنضم
30/03/2004
المشاركات
741
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.


هذا الكتاب في نظري يعد من أهم المختصرات فيما يتعلق بالسبع القراءات. وهو مكتوب بأسلوب يسير مع قوة المباني، وهو المعادل النثري ‏لحرز الأماني. مع وضوح العبارة وعدم الترميز، والاكتفاء بالمعتمد المقروء به بشكل وجيز. وهو يسير جنبا إلى جنب مع الشاطبية حتى كأنه ملخصه الذي لا يقدر عليه إلا أصحاب الهمم العلية. وناهيك بمؤلفه الحجة الذي عن كثير من الدرر والخبايا أزاح الغطاء، ولا غرو فهو البحر المعطاء. وهو غني عن تعريف أمثالي فهو أحد أعلام القراء بل درتهم في القرن الخالي. وكل من جاء بعده فإنما على كتبه اعتمد، ومن فيضه وإشاراته استمد، وسترى كم من مبحث أو مقال سطره هنا أوفي غيره من كتبه، لمن جاء بعده فتح عليهم بسببه، فسبحان من أكرم هذه الأمة بأمثال الإمام الضباع وهذا فضل المولى يؤتيه لمن وعى القرآن وتدبر وأطاع،

وسأكتب من هذا الكتاب ما يسمح به وقتي المحدود، بمعونة الكريم الودود.

================


تقريب النفع في القراءات السبع
تأليف فريد العصر وتاج القراء بمصر
الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ما ألهم، والشكر له على ما أنعم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.‏
وبعد، فيقول راجي عفو ربه الغني الكريم، علي الضباع بن محمد بن حسن بن إبراهيم، قد خطر لي أن ألخص ما صح وتواتر من ‏القراءات السبع حسبما تضمنه حرز الأماني، ثم وقع الإعراض عن ذلك فحثني عليه شديدا كثير من إخواني، فاستخرت الله تعالى ‏وشرعت في هذا الكتاب، راجيا منه سبحانه وتعالى التوفيق فيه للصواب، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وسببا للفوز لديه بجنات ‏النعيم، إنه جواد كريم، رؤوف رحيم، وسميته:‏
تقريب النفع في القراءات السبع
ومشيت فيه على ترتيب الشاطبية في أكثر الأبواب، ليكون أقضى للوطر وأجمع لنظر الطلاب، وإني أستعين في ذلك بالله القريب المجيب ‏وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.‏
مقدمة
اعلم أنه ينبغي لكل شارع في فن أن يعرف مبادئه العشرة ليكون على بصيرة فيما هو شارع فيه، ‏
فحد هذا الفن: أنه علم يعرف منه اتفاق ناقلي كتاب الله تعالى واختلافهم في أحوال النطق به من حيث السماع، ‏
وموضوعه: كلمات القرآن من حيث يبحث فيه عن أحوال النطق بها،‏
وثمرته: العصمة من الخطأ في نقل القرآن ومعرفة ما يقرأ به كل من أئمة القراءة، ‏
وفضله: أنه من أشرف العلوم الشرعية لتعلقه بأشرف الكلام، ‏
ونسبته إلى غيره من العلوم: التباين،‏
وواضعه: أئمة القراءة وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري، ‏
واسمه: علم القراءات جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به، ‏
واستمداده من النقول الصحيحة المتواترة عن أئمة القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم،‏
وحكم الشرع فيه: الوجوب الكفائي تعلما وتعليما،‏
ومسائله: قواعده كقولنا كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة سهل ثانيتهما الحرميان وأبو عمرو.‏

باب أسماء القراء السبعة ورواتهم وطرقهم.‏

أما القراء السبعة ورواتهم فهم:‏قارئ المدينة المنورة: أبو رويم نافع بن عبد الرحمن الليثي المتوفى سنة 167 هـ

وقارئ مكة المكرمة: أبو معبد عبد الله بن كثير الداري المتوفى 120 هـ

وقارئ البصرة : أبو عمرو بن العلاء بن عمار المازني المتوفى سنة 155 هـ

وقارئ الشام: أبو عمر عبد الله بن عامر بن يزيد بن ربيعة اليحصبي المتوفى سنة 118هـ

وقراء الكوفة الثلاثة: ‏
أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي المتوفى سنة 128 هـ
وأبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي المتوفى سنة 156 هـ
وأبو الحسن علي بن حمزة النحوي الكسائي المتوفى سنة 189 هـ

ولكل منهم راويان ‏‏

فراويا نافع: ‏
أبو موسى عيسى الملقب بقالون بن مينا المتوفى سنة 205 هـ ‏
وأبو سعيد عثمان الملقب بورش بن سعيد المصري المتوفى ‏سنة 187 هـ ‏
قرأ كل منهما عليه بدون واسطة.‏‏

وراويا ابن كثير: ‏
أبو الحسن أحمد بن محمد البزي المتوفى سنة 255 هـ، ‏
وأبو عمر محمد الملقب بقنبل بن عبد الرحمن المخزومي المتوفى ‏سنة 291 هـ قرأ البزي على عكرمة على القسط على ابن كثير، ‏
وقرأ قنبل على القواس ‏
على وهب ‏
على القسط ‏
على شبل ومعروف ‏
‏‏وهما على ابن كثير، فبين كل منهما وبينه سند.‏‏

وراويا أبي عمرو: ‏
أبو عمر حفص بن عمر الدوري البغدادي المتوفى سنة 246 هـ،‏
‏ وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي الأهوازي ‏المتوفى سنة 261 هـ أخذا قراءته بواسطة أبي محمد يحيى بن المبارك العدوي المعروف ‏باليزيدي المتوفى سنة 202 هـ

وروايا ابن عامر: ‏
أبو الوليد هشام بن عامر بن نصير السلمي المتوفى سنة 246 هـ ‏
وأبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ‏القرشي المتوفى سنة 242 هـ قرأ هشام على عراك ‏
وابن ذكوان على أيوب التميمي ‏
وقرأ عراك وأيوب على يحيى الذماري ‏
وقرأ يحيى ‏على ابن عامر فبينهما وبينه سند.‏‏

وروايا عاصم: ‏
أبو بكر شعبة بن عياش المتوفى سنة 194 هـ ‏
وأبو عمر حفص بن سليمان البزاز الكوفي المتوفى سنة 180 هـ
قرأ كل منهما عليه بلا واسطة.‏‏

وروايا حمزة: ‏
أبو محمد خلف بن هشام البزار المتوفى سنة 229 هـ ‏
وأبو عيسى خلاد بن خالد الأحول الصيرفي المتوفى سنة 220 هـ
قرأ كل منهما على أبي عيسى سليم بن عيسى الحنفي الكوفي سنة 189 هـ وقرأ سليم على حمزة.‏‏

وروايا الكسائي:‏
أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي المتوفى سنة 240 هـ ‏
وأبو عمر حفص بن عمر الدوري المتقدم ذكره ‏
قرأ كل ‏منهما عليه بلا واسطة.‏

وأما الطرق المختارة عن هؤلاء الرواة الأربعة عشر‏‏

فهي طريق أبي جعفر محمد بن هارون الربعي البغدادي المعروف بأبي نشيط المتوفى سنة 258 هـ عن قالون
وطريق أبي يعقوب يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري المعروف بالأزرق المتوفى سنة 240 هـ عن ورش
وطريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن وهب الربعي المكي المتوفى سنة 294 هـ عن البزي
وطريق أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي المتوفى سنة 324 هـ عن قنبل
وطريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس الهمداني الدقاق المتوفى سنة 284 هـ عن الدوري
وطريق أبي عمران موسى بن جرير الرقي الضرير المتوفى سنة 316 هـ عن السوسي
وطريق أبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني المتوفى سنة 250 هـ عن هشام
وطريق أبي عبد الله هارون بن موسى المعروف بالأخفش الدمشقي المتوفى سنة 292 هـ عن ابن ذكوان
وطريق أبي زكريا يحيى بن آدم بن سليمان الصلحي المتوفى سنة 203 هـ عن شعبة
وطريق أبي محمد عبيد بن الصباح بن صبيح النهشلي الكوفي ثم البغدادي المتوفى سنة 230 هـ عن حفص
وطريق أبي الحسين أحمد بن عثمان بن بويان البغدادي المتوفى سنة 344 هـ عن أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد المتوفى سنة ‏‏292 هـ عن خلف
وطريق أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري البغدادي المتوفى سنة 286 هـ عن خلاد
وطريق أبي عبد الله محمد بن يحيى البغدادي المعروف بالكسائي الصغير المتوفى سنة 288 هـ عن أبي الحارث ‏
وطريق أبي الفضل جعفر بن محمد بن أسد النصيبيني المتوفى سنة 307 هـ عن دوري علي
وهذه الطرق هي التي اقتصر عليها أبو عمرو الداني في تيسيره وهي التي جرى عمل المحررين على ملاحظتها في تحرير الشاطبية.‏
وفائدة معرفة الطرق عدم التركيب في الأوجه المروية عن أصحابها.‏

باب معرفة الفرق بين القراءات والروايات والطرق ومعرفة الخلاف الواجب والجائز.‏

الفرق بين القراءات والروايات والطرق أن كل خلاف نسب لإمام من السبعة مما أجمع عليه الرواة عنه فهو قراءة وما نسب للآخذ عن ‏الإمام ولو بواسطة فهو رواية، وما نسب للآخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق.‏
فتقول مثلا: إثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير ورواية قالون عن نافع وطريق أبي عدي عن سيف عن الأزرق عن ورش، ‏وهذا هو الخلاف الواجب فلابد أن يأتي القارئ بجميعه ولو أخل بشيء منه كان نقصا في روايته، ‏
وأما الخلاف الجائز فهو خلاف الأوجه على سبيل التخيير والإباحة كأوجه البسملة وأوجه الوقف بالسكون والروم والإشمام وبالمد ‏والتوسط والقصر في نحو مآب والعالمين ونستعين، فبأي وجه أتى القارئ أجزأ ولا يكون نقصا في روايته ولا يلزم استيعابها في موضع ‏ما إلا لحاجة كالتعليم، لا سيما في وقف حمزة لصعوبته على المبتدئ.‏

باب إفراد القراءات وجمعها.‏

تابع

=========


ومن أراد المشاركة في الثواب فليختر بابا مما سيأتي ويسميه فيُترك له ليتبرع بطباعته حتى يتم الكتاب إن شاء الله فيكون في متناول أحباب القرآن في شتى بقاع الأرض.
 
باب إفراد القراءات وجمعها.‏

من أراد علم القراءات عن تحقيق فلابد له من حفظ كتاب كامل يستحضر به اختلاف القراء ثم يفرد القراءات التي يريدها رواية رواية ‏ويجمعها قراءة قراءة حتى يتمكن من كل قراءة على حدتها. وكان السلف الصالح رحمهم الله تعالى يقرؤون ويقرئون رواية رواية لا ‏يجمعون رواية إلى أخرى قصد استيعاب الروايات والتثبت منها، وإحسان تلقيها واستمر عملهم على ذلك إلى أثناء المائة الخامسة عصر ‏الداني والأهوازي والهذلي ومن بعدهم. فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في ختمة واحدة واستمر إلى زماننا، وكان بعض الإئمة ‏ينكره من حيث أنه لم يكن عادة للسلف، على القول به مع ما فيه، فقال في النشر: ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح به إلا لمن أفرد ‏القراءات وأتقن معرفة الطرق والروايات وقرأ لكل راو ختمة على حدة، ولم يسمح به أحد بقراءة قارئ من الأئمة السبعة أو العشرة في ‏ختمة واحدة إلا في هذه الأعصار المتأخرة وكان الذين يتساهلون في الأخذ يسمحون أن يجمع كل قارئ في ختمة سوى نافع وحمزة ‏فإنهم كانوا يفردون كل راو بختمة ولا يسمح أحد بالجمع إلا بعد ذلك. نعم كانوا إذا رأوا شخصا قد أفرد وجمع على شيخ معتبر ‏وأجيز وتأهل وأراد أن يقرأ على أحدهم لا يكلفونه بعد ذلك إلى الإفراد لعلمهم بأنه وصل إلى حد المعرفة والإتقان. اهـ

وإذا تقرر ذلك فليعلم أنه يشترط على جامع القراءات شروط أربعة:‏
رعاية الوقف والابتداء وحسن الأداء وعدم التركيب

وأما رعاية الترتيب والتزام تقديم قارئ بعينه فلا يشترط وكثير من الناس يرى تقديم قالون أولا ثم ورش فإذا وقف على وجه لقارئ ‏يبتدئ لذلك القارئ بعينه ثم يعطف الوجه الأقرب إلى ما ابتدأ به عليه وهكذا إلى آخر الأوجه

واختلفوا في كيفية هذا الجمع على ثلاثة مذاهب:‏

الأول: الجمع بالوقف
وكيفيته، أن يبدأ القارئ بقراءة من قدمه من الرواة ولا يزال يقرأ حتى يقف على ما يحسن الابتداء بتاليه ثم يعود إلى الراوي التالي إن لم ‏يكن داخلا في سابقه، ثم يفعل ذلك براو بعد راو حتى يمر على جميعهم وفي كل ذلك يقف حيث وقف أولا ثم يبتدئ بما بعد ذلك ‏الوقف على هذا النمط، وهذا مذهب الشاميين.‏

الثاني: الجمع بالحروف.‏
وكيفيته، أنه إذا شرع القارئ في القراءة ومر بكلمة فيها خلف أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوعب جميع ما فيها من الخلاف فإن ‏كانت مما يسوغ الوقف واستأنف وإلا وصلها بما بعدها مع آخر وجه انتهى إليه موقف فيقف. وإن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين ‏كمد المنفصل والسكت على ذي كلمتين وقف على الكلمة الثانية واستوعب الخلاف ثم انتقل إلى ما بعدها على هذا الحكم، وهذا ‏مذهب المصريين، وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف وأسهل في الأخذ، والأول أشد في الاستحضار.‏

الثالث: مركب من هذين. ‏
وهو الذي اختاره الشمس ابن الجزري حيث قال: ‏
‏(ولكني ركبت المذهبين مذهباً، فجاء في محاسن الجمع طرازاً مذهباً. فابتدئ بالقارئ وأنظر إلى من يكون من الراء أكثر موافقة له فإذا ‏وصلت إلى كلمتين بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت حتى انتهى إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي ‏الخلاف).‏
ولو أمكن لأحد الجمع على غير هذه الثلاثة مع مراعاة شروط الجمع السابقة لما منع، ومنهم من يرى كيفية التناسب فإذا ابتدأ بالقصر ‏مثلا أتى بالمرتبة التي فوقه ثم كذلك، حتى ينتهي لآخر مراتب المد، وكذا في عكسه، وإن ابتدأ بالفتح أتى بعده بالصغرى ثم بالكبرى ‏وإن ابتدأ بالنقل أتى بعده بالتحقيق ثم بالسكت الخاص ثم بالسك العام وهذا لا يقدر عليه إلا قوي الاستحضار.‏

وليحذر القارئ حال الجمع من خلط القراءات والطرق بعضها ببعض، فقد قال العلامة السخاوي في كتابه (جمال القراء) :‏
‏(خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ)‏
وقال الجعبري: (هو ممتنع في كلمة وفي كلمتين إن تعلقت إحداهما بالأخرى وإلا كره).‏
وقال النويري في شرح الدرة:‏
‏(والقراءة بخلط الطرق وتركيبها حرام أو مكروه أو معيب)‏
وقال المحقق ابن الجزري:‏
‏(والصواب عندي في ذلك التفصيل وهو إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ ( فتلقى ‏آدم من ربه كلمات ) بالرفع فيهما أو النصب آخذا رفع آدم من قراءة غير المكي ورفع كلمات من قراءته وأما ما لم يكن كذلك فإنا ‏نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها ، فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضاً من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل ‏الدراية ، وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين ‏باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام).[قلت هو بحروفه في النشر مع تصرف يسير]‏
وجزم في موضع آخر بالكراهة من غير تفصيل. والله أعلم


باب بيان ما التزمته في هذا الكتاب قصد الاختصار.‏



إذا اتفق نافع وابن كثير على قراءة أقول : الحرميان
وإذا اتفق ابن كثير وابن عامر أقول : الابنان
وإذا اتفق أبو عمرو والكسائي أقول: النحويان
وإذا اتفق عاصم وحمزة والكسائي أقول : الكوفيون
وإذا اتفق حمزة والكسائي أقول : الأخوان.‏



باب الاستعاذة

المختار لجميع القراء في كيفيتها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم على الصيغة الواردة في سورة النحل.‏
ويجوز غيرها مما صح عن أئمة القراءة مما فيه زيادة نحو: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ‏
أو نقص كـ : أعوذ بالله من الشيطان.‏
ويستحب الجهر بها عن جميعهم إذا قرأ خارج الصلاة بحضرة من يسمع وإلا أسر.‏
وإذا قرأ في الدَوْرِ ولم يكن في قراءته مبتدئا فإنه يسر بالاستعاذة لتتصل القراءة ولا يتخللها أجنبي، إذ الاجماع منعقد على أن الاستعاذة ‏ليست من القرآن وإنما هي دعاء.‏
وما ذكره إمامنا الشاطبي من إخفاء التعوذ عن نافع وحمزة فأمر لا يلتفت إليه، كما يشعر بذلك قوله: (أباه وعاتنا) إذ معناه أن من ‏ترجع قراءته إليهم أبوه ولم يأخذوا به، بل أخذوا بالجهر ولذلك أمر به أول الباب مطلقا.‏
ويجوز الوقف على الاستعاذة ووصلها بما بعدها بسملة كان أو غيرها من القرآن.‏
وإذا التقى مع الميم مثلها نحو: (الرحيم ما ننسخ) أدغم لمن مذهبه الإدغام حالة الوصل.‏
والاستعاذة مستحبة عند أكثر العلماء. وقال بعضهم بوجوبها.‏
وإذا قطع القارئ القراءة لعارض ضروري كسعال أو لكلام يتعلق بالقراءة لم يعد الاستعاذة بخلاف ما إذا قطعها لكلام أجنبي. ولو رد ‏السلام أو إعراضا منه فإنه يعيدها.‏

باب البسملة
اختلفوا في الفصل بين السورتين بالبسملة وتركه، ففصل بها بينهما قالون وابن كثير وعاصم والكسائي إلا بين الأنفال وبراءة لما سيأتي.‏
وقرأ حمزة بوصل السورة بالسورة من غير بسملة.‏
واختلف عن ورش وأبي عمرو وابن عامر بين السكت والوصل والبسملة.‏
وقد اختار كثير من أهل الأداء عمن وصل لورش وأبي عمرو وابن عامر وحمزة:‏
‏ السكت بين المدثر والقيامة ‏
وبين الإنفطار والتطفيف ‏
وبين الفجر والبلد
وبين العصر والهمزة
من أجل بشاعة اللفظ بـ : لا ، و ويل،‏
وكذلك اختاروا عمن سكت لورش وأبي عمرو وابن عامر الفصل بالبسملة عن طرفيها للمبسملين.‏
والصحيح المختار وهو مذهب المحققين: عدم التفرقة بين هذه الأربعة وغيرها، وما ذكره الأولون من البشاعة منقوض بوقوع كثير من ‏ذلك في القرآن كقوله:‏
القيوم لا ‏
العظيم لا
المحسنين ويل
وليس في ذلك بشاعة إذا استوفى القارئ الكلام الثاني، ويكفي في ضعف هذه التفرقة أنها استحسان وليست بمنصوصة عن أحد من ‏أئمة القراء ولا رواتهم.‏

فصل
وأجمعوا على البسملة أول سورة ابتدئ بها سوى براءة فإنها لا تجوز البسملة أولها مطلقا، بل يجوز عن كل القراء بين الأنفال وبراءة ‏الوقف والسكت والوصل.‏
ولا خلاف بينهم في إثبات البسملة أول الفاتحة مطلقا.‏
وتجوز البسملة وتركها عن كل منهم إذا ابتدأ بأوساط السور، واستثني بعضهم وسط براءة، وأجازه بعضهم، وكلاهما محتمل، وذهب ‏بعضهم إلا أن البسملة في أوساط السور تكون عمن فصل بين السورتين دون من لم يفصل.‏

فصل
المراد بالسكت المذكور أن يفصل القارئ بين السورتين بسكتة يسيرة دون تنفس قد سكت حمزة لأجل الهمز على المختار.‏
واعلم أنه إذا فصل بين السورتين بالبسملة جاز لكل من رويت عنه ثلاثة أوجه:‏
وصلها بالماضية مع الآتية
وفصلها عنهما
وفصلها عن الماضية مع وصلها بالآتية، ويمتنع عكسه
وما تقدم من الخلاف بين السورتين هو عام بين كل سورتين سواء كانتا مرتبتين أو غير مرتبتين لكن بشرط أن تكون الثانية أنزل من ‏الأولى، أما لو وصل آخر السورة بأول أعلى منها، فالذي أخذنا به البسملة فقط، ولا سكت، ولا وصل، كما لو وصل آخر سورة ما ‏بأولها، كأن كررت مثلا.‏
 
أخي الكريم د.أنمار وفقه الله وبارك فيه.
جزاك الله خيراً على هذه المشروعات العلمية الرائدة التي تضطلع بها وننتفع بها كثيراً.
 
اقتراح

اقتراح

أخي الكريم، جزاك الله خيراً، لو جعلت هذا الكتاب القيم على ملف (وورد) ينزله على جهازه منسقاً لكان أفضل من تفريقه، بارك الله فيك، وزادك علماً وهدى..
 
أخي د. عواد

اقتراحكم في محله، وهو الذي سيكون بإذن المولي بمجرد الانتهاء من صفه، لكن قبل ذلك سأنزل تباعا حسب ما ينتهي أولا بأول.

لكني الآن اتجهت لكتاب الإضاءة للضباع وقدمته لأهميته، وبعد الانتهاء من الإضاءة سأتفرغ لتقريب النفع إن شاء الله.
 
السلام عليكم حبيبنا الشيخ إبراهيم الجوريشي حفظه الله تعالى في انتظار الكتاب لو تفضلتَ علينا وكان بصيغة الوورد كان أفضل وتفضل بقبول وافر الاحترام
 
عودة
أعلى