( تفسير القرآن على ترتيب النزول )

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
عن مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والإنسانية المجلد 2 العدد 2 ربيع الثاني 1426، يونيو 2005 ومن خلال البحث الذي قام به : عبد الله الخطيب ومصطفى مسلم تحت عنوان : المناسبات وأثرها على تفسير القرآن الكريم ، أقتطف ما يلي :
... قبل البدء بالتفصيل : إن علم المناسبات يعتمد على ترتيب الآيات في السورة الواحدة ، وترتيب السور بين بعضها حسب ترتيب المصحف ، فلا بد من التأكيد على أن ترتيب الآيات توقيفي لا مجال للاجتهاد فيه ، وهو ما توارثته الأمة في تاريخها ، وأما ترتيب السور بين بعضها كما هو في المصحف ، ألغي فيه اعتبار الزمان والمكان وأسباب النزول أو الأشخاص الذين نزلت فيهم الآيات ، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ليعود القرآن الكريم كيوم نزوله إلى بيت العزة في السماء الدنيا : {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * } سورة الدخان 1-6

ولا يتحقق الإعجاز البياني للقرآن الكريم إلا بهذا الترتيب ، ولقد توجه بعض المعاصرين إلى تفسير القرآن على ترتيب النزول ، إلا أن ذلك عندنا ليس بصائب لأمور منها :
1- أن الراجح عند معظم العلماء أن ترتيب السور توقيفي ، وتضافرت النقول على تحديد ترتيب أكثر سور القرآن الكريم ، لذا فإعادة تفسير القرآن حسب ترتيب النزول يتعارض مع الترتيب الذي اتفقت عليه الأمة أيام أبي بكر وعثمان رضي الله تعالى عنهما ، ومضت الأمة على ذلك في القرون المتطاولة فلا يجوز تغييره حتى ولو كان اجتهاديا . وقد قال الكرماني يؤكد أن الترتيب توقيفي : " أول القرآن سورة الفاتحة ثم سورة البقرة ، ثم آل عمران على هذا الترتيب إلى سورة الناس ، وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ ، وهو على هذا الترتيب كان يعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام كل سنة ما يجتمع عنده منه ، وعرضه عليه الصلاة والسلام في السنة التي توفي فيها مرتين " ، وقد ساق الكرماني بعد هذا الرأي أدلة عديدة على ما قاله ، وقد أيد السيوطي هذا الرأي بقوله : " إن ترتيب كل المصاحف بتوقيف ، واستقر التوقيف في العرضة الأخيرة على القراءات العثمانية " ، وقال أبو بكر الأنباري : " اتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى ما الله عليه وسلم ، وإن من قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم القرآن " وممن أيد هذا الرأي كل من ابن الزبير الغرناطي ، الزركشي ، وأبو جعفر النحاس وغيرهم ، وكذلك أيده معظم المؤلفين المعاصرين في علوم القرآن الكريم
2- إن إعادة ترتيب السور حسب النزول ضرب من الظن لأنه لا توجد روايات صحيحة تعطينا الترتيب الكلي للقرآن حسب تاريخ نزوله ، ولهذا يقول الدكتور عدنان زرزور معللا معارضته لهذا العمل : " فالترتيب بحسب النزول لا يمكن وصفه بالدقة ، إلى جانب ما فيه من تضخيم مرحلية البناء ، وتضييق ساحة النص القرآني الذي أراد الله تعالى له أن يكون عاما شاملا يعين تنجيمه وأسباب نزوله على مزيد من الفهم لا على الانغلاق في حدود البيئة أو الزمان ...، ولعل هذا أن يكون أحد الأسباب الحاسمة في ترجيح رأي من يقول إن ترتيب السور جميعها كان بتوقيف "
3- أن كثيرا من علماء التفسير أثبتوا المناسبة بين السور ، ومن هذه المناسبات المناسبة بين خاتمة السورة وافتتاحية ما بعدها ، (...) ، وهذه أمارة قوية ترجح الرأي الذي يقول بأن الترتيب الحالي توقيفي . ويعد هذا اللون من التناسب وجها من وجوه الإعجاز القرآني .
4- يقول محمد شعباني : " إن فتح إعادة ترتيب السور حسب نزولها قد يؤدي إلى فتح باب آخر أشد خطرا على كتاب الله العزيز ، فيغري بعض المتطفلين على القرآن فيطالبون بإعادة ترتيب الآيات حسب نزولها ، وفي ذلك من التحريف والتشويه لنظم القرآن ، وإفساد لحسن ترتيبه ورصف آياته وكلماته ، ما لا يقول به إلا جاهل ببيان القرآن وإعجازه ، أو ماكر يريد أن يأتي على بنيان الإسلام وأركانه " . نعم نقول لا بأس من مراعاة ترتيب النزول في الدراسات القرآنية عند بحث موضوع من الموضوعات من خلال القرآن ، أما أن نطبع تفسيرا كاملا للقرآن الكريم مرتبا حسب النزول فهو غير مقبول ، وأما إعادة ترتيب الآيات حسب النزول للتلاوة فهذا ضلال مبين .
 
هناك محاولات استشراقية قديمة ومحاولات عربية حديثة لإعادة ترتيب القرآن حسب النزول، إلا أن المحاولات العربية لم تشتهر، لأسباب مختلفة.
 
السلام عليكم
وما رأي الإحوة الكرام في ربط السيرة بترتيب نزول القرآن الكريم واسباب النزول من أجل بيان وفهم مراحل السيرة من اول يوم نزل فيه الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم الى يوم وفاته
 
السلام عليكم
وما رأي الإحوة الكرام في ربط السيرة بترتيب نزول القرآن الكريم واسباب النزول من أجل بيان وفهم مراحل السيرة من اول يوم نزل فيه الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم الى يوم وفاته
فكرة طيبة , و لكنها صعبة لأنها تعتمد على التمييز بين الروايات الصحيحة و غيرها من روايات السيرة
و أظن - والله اعلم - أن أكثر تلك الروايات ضعيفة , أو منقطعة لا سيما بين الراوى الأول ( من الصحابة و غيرهم )
و بين الحادثة التى يرويها , حتى و إن صح السند !
 
الربط بالسيرة على الوجه المذكور صعب جدا لكنه ممكن في كثير من الآيات، ويحتاج إلى جهد كبير ويصلح أن يكون مشروعاً تتبناه إحدى الجامعات، وهناك دراسة تنظيرية ممتازة عن علم تأريخ النزول وأهميته ومصادره تصلح نواة للمشروع، وقد نسيت اسم مؤلفيْ الكتاب فلعل أحداً يذكر بهما، والكتاب طبع في الأردن.
 
وهناك دراسة تنظيرية ممتازة عن علم تأريخ النزول وأهميته ومصادره تصلح نواة للمشروع، وقد نسيت اسم مؤلفيْ الكتاب فلعل أحداً يذكر بهما، والكتاب طبع في الأردن.
أظن الأخ الفاضل محمد نصيف يشير إلى كتيب أهمية العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم ومصادره من إعداد العبد الضعيف والأستاذ عمران سميح نزال، من منشورات جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الأردن ط الأولى 1428هـ، 2007 ويتضمن الكتيب بيان أهمية العلم بتاريخ نزول بعض الآيات لما فيه من تبيين المعاني ومعرفة المتقدم نزوله على المتأخر وإيراد بعض الآثار في هذا الأمر، وعرض لجهود العلماء في هذا العلم، ونقد لكتب التفسير التي التزمت ترتيب السور فيه وفق نزولها، وعرض ونقد لجهود المستشرقين وأتباعهم في هذا المجال، ثم بيان لمصادر هذا العلم بالأمثلة المؤكدة لكل منها، وأخيرا ذكر طرق التوصل إلى تحديد تاريخ نزول الآية.
ومن المعلوم أن تحديد وقت نزول كثير من الآيات فيه صعوبة، كما أن تحديد وقت نزول آيات عديدة متيسر وممكن لدلالة الروايات والمعنى عليه.
 
نعم ، هو هذا الكتاب وعذراً على التقصير في النسبة، والكتاب أفادني جداً وقد حاولت تطبيق بعض ما فيه على بعض السور فوجدت خيراً كثيراً فجزاكم الله خيراً، وكما أشرتُ في مشاركة سابقة: الناحية التطبيقية على القرآن كله تحتاج إلى جهد قد يعجز عنه شخص يعمل لوحده فنحتاج فريق عمل من عدة تخصصات.
 
جزاكم الله خيراًكنت ولا زلت متحفظة على تفسير القرآن حسب ترتيب النزول إلا انني أرى ان المسألة أبسط مما تراءى لنا في البداية فتفسير القرآن حسب ترتيب النزول لا يعني إعادة ترتيب القرآن حسب ترتيب النزول،فالنص شيء وتفسيره شيءآخر والأمران منفصلان تماماً،القبول بتفسير القرآن حسب ترتيب النزول لا يعني الاعتراف بقطعية هذا الترتيب وإنما نظل على الاعتقاد بأنه ترتيب اجتهادي ظني في مجمله وهذا لا يمنعنا من الاستفادة من علم تاريخ نزول القرآن في التفسير ،وقد أسهم كتاب الدكتور أحمد شكري(أهمية العلم بتاريخ نزول آيات القرآن الكريم..) في التخفيف من رفضي لتفسير القرآن حسب ترتيب النزول وعدل من رأيي المتطرف بهذا الشان ، ثم نحن نقبل بالتفسير الموضوعي وهو تفسير لا يراعي الترتيب التوقيفي للمصحف ،فلماذا لا نقبل بالتفسير حسب ترتيب النزول وكلا المنهجين اجتهادي قابل للأخذ والرد.
 
طبعاً مع الخذ بعين الاعتبار أن نولدكه المستشرق أفنى عمره في محاولة ترتيب القرآن على ترتيب النزول ثم ندم في آخرة حياته على الجهد الذي أنفقه في علم لا يمكن الوصول إلى نتائج قطعية فيه .
 
نعم ، هو هذا الكتاب وعذراً على التقصير في النسبة، والكتاب أفادني جداً وقد حاولت تطبيق بعض ما فيه على بعض السور فوجدت خيراً كثيراً فجزاكم الله خيراً، وكما أشرتُ في مشاركة سابقة: الناحية التطبيقية على القرآن كله تحتاج إلى جهد قد يعجز عنه شخص يعمل لوحده فنحتاج فريق عمل من عدة تخصصات.
الأستاذ الكريم نصيف لما لا تفيدنا بتفاصيل تلك التطبيقات فى مقال مستقل أفادكم الله
مادام قد كان فى ذلك خيراً كثيراً ألا تحب أن يكتب لك به أجراً و ثوابا جارياً عظيما ؟!!!!ولا تنسى الحديث (( علم ينتفع به )) ثم يقوم باقى المجتهدين بحذو حذوكم فى ذلك
{{ و فى ذلك فليتنافس المتنافسون}}صدق الله العظيم

 
أخي الباحث عن الحق...المعلومات عندي غير مرتبة ترتيبا صالحا للنشر، فجل ماعندي مسودات لن يفهم المراد منها إلا من كتبها، مع معلومات كثيرة في رأسي لم أكتبها أصلاً، أسأل الله أن يبارك في الوقت لتجهيزها.
 
لماذا نأخذ في الاعتبار حال نولدكه؟هل يعرف نولدكه كيف يحكم على الأسانيد ؟ وهل يحتسب نولدكه الأجر في الارتباط بالكتاب والسنة؟
أما عدم قطعية النتائج فهذه طبيعة كثير من العلوم ، والبلاغة أكبر مثال أستحضره، وهذا لا يمنع من دراستها أبداً، مع وجود سور كاملة نستطيع القطع بوقت نزولها بل ربما وصل العلم بالوقت لبعض السور مبلغ التواتر...وقد تقدمت في ترتيب أوراقي المبعثرة بما يهيء الحديث عن بعض السور بالتفصيل بإذن الله...
 
لماذا نأخذ في الاعتبار حال نولدكه؟هل يعرف نولدكه كيف يحكم على الأسانيد ؟ وهل يحتسب نولدكه الأجر في الارتباط بالكتاب والسنة؟
أما عدم قطعية النتائج فهذه طبيعة كثير من العلوم ، والبلاغة أكبر مثال أستحضره، وهذا لا يمنع من دراستها أبداً، مع وجود سور كاملة نستطيع القطع بوقت نزولها بل ربما وصل العلم بالوقت لبعض السور مبلغ التواتر...وقد تقدمت في ترتيب أوراقي المبعثرة بما يهيء الحديث عن بعض السور بالتفصيل بإذن الله...
أظن ولست متأكدة من المعلومة أن نولدكه من المستشرقين الذين اعتدوا بروايات المسلمين التاريخية وحكمهم عليها من حيث الوثاقة، ولا شك أن الاستشهاد بنولدكه سببه أنه من أوائل مستشرقي العصر الحديث الذين أثاروا قضية ترتيب النزول، ولا زالت هذه القضية تدرس للطلبة في الجامعات الأمريكية حتى الآن، وأنا حقيقة مهتمة بهذه القضية ، وعندي فيها كلام كثير يفتقر إلى الترتيب . الدكتور الفاضل هل يمكن أن أعرف كم تبلغ نسبة السور بالنسبة للقرآن التي يمكن ان نحكم بقطعية وقت نزولها أو ترتيب نزولها كاملة ؟؟ تساؤلي تحديداً عن السور المكية، لأنه يبدو لي أن الحكم على ترتيب المدني أسهل، والباقلاني يقول أن روايات ترتيب النزول موقوفة على الصحابي وهي في الأعم الأغلب من اجتهاده فلا يقطع بها وإن تواترت بعده هل كلام الباقلاني صحيح؟ جزاكم الله خيراً .
 
-أوافقك أيتها الأستاذة الفاضلة أن السور المدنية سهلة الدراسة من هذه الجهة بل تكاد تكون سهلة جدا....وتتفاوت هذه السور في السهولة لأن بعضها طويل جداً مع ارتباطه بأحكام وأحداث متباعدة.
- ليست عندي نسبة محددة أستطيع أن أعطيها للسور التي يمكن تحديدها ، مع ملاحظة أن قولي إن الأمر ممكن لا يعني أنه سهل، وكم أتمنى أن يتبنى مشروع التأريخ للنزول قسم أو كلية علمية في أبحاث الدراسات العليا فالطريق شاقة وطويلة.
- الوارد عن الصحابة يحيط به أمران :
1/ صحة الرواية، فكثير منها غير صحيح بل ربما لم يثبت عنهم شيء على مستوى السور كلها، وإنما ثبت في سور قليلة.
2/أن كلامهم على السور عموماً؛ فمثلا من قال إن العلق قبل المزمل لا يلزم منه أن آخر العلق نزل قبل أول المزمل ، وبالتالي فالروايات التي تتكلم عن السور عموما لا تفيدنا كثيرا لأن السور التي نزلت منجمة إذا استثنينا قصار المفصل ربما كانت هي الأغلب.
- أصعب السور في التأريخ هي التي لم يثبت فيها أي سبب نزول ولم ترتبط بأحداث معينة يمكن الربط بها، مثل: سورة التين ، أو سورة العاديات، مع ملاحظة كثرة هذا في قصار المفصل وربما أواسطه، وهو قسم محدود يمثل جزءاً من ثلاثين جزءا.
- كتب السيرة وفضائل السور وغيرها مليئة بالإشارات التي قد تفيد وتعين على التأريخ، وقل من يفيد منها ، ومن أحسن من انتفع بها الشيخ الدكتور محمد بن رزق طرهوني في " السيرة الذهبية" وقد انتهى إلى نهاية العهد المكي، وبحثه جيد لكنه جهد فردي ، ولا أظن أن الجهد الفردي يكفي في مثل هذا.
- وبالمناسبة إحدى الأخوات راسلتني في هذا الملتقى بخصوص سورة النجم حيث تكتب فيها بحثا أكاديميا ، ومن ضمن بحثها تأريخ النزول ، ولأنها اعتنت بسورة واحدة -ولاحظي أن السورة ليست طويلة فقد استطاعت الاطلاع على كثير مما كتب حول السورة بخلاف من يريد تأريخ القرآن كله، ولذلك فقد وصلت إلى أمور طيبة ولكن بحثها لم ينته -في حدود علمي-.
- لا يفوتني أن أذكر أن التأريخ للآية لا يشترط فيه تحديد اليوم بل قد يحدد الشهر أو السنة أو الفترة الزمنية أو أنها نزلت بعد بدر -مثلاً- ، وكل هذا مفيد لا يُزهَد فيه أبداً.
- يبقى أن من يريد إعطاء السورة حقها من البحث يحتاج إلى جهد واستقراء وتفنن في البحث في المراجع.
 
عودة
أعلى