تعليق على كلام الشيخ مساعد في فهم حديث كشف الساق

نزار حمادي

New member
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
270
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
تونس
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى

لقد تشرفت اليوم لأول مرة بمشاهدة برنامج (التفسير المباشر) بتقديم الشيخ عبد الرحمن الشهري (الذي أراه لأول مرة) وضيفه الشيخ مساعد الطيار، وهو برنامج فعلا نافع ومتميز وغير مسبوق..

لكن وقع الكلام في هذه الحلقة على بعض المسائل العقدية في تفسير ما ورد في حديث صحيح البخاري تحديدا في كتاب التوحيد باب قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة، والذي جاء فيه: (فيكشف عن ساقه)، وقد حمله الشيخ مساعد على مقتضى مذهبه في الصفات فعد الساق صفة لله تعالى، بل وجزم بذلك جزما، وهذا ما لفت انتباهي وأحببت التعليق عليه.

فكون الشيخ مساعد يعتقد أنها صفة لله تعالى على مقتضى مذهبه، شيء خاص به لأنه مسؤول على معتقداته أمام الله سبحانه وتعالى، أما أن يجزم جزما بأن ما جاء في الحديث لا يحتمل التأويل إطلاقا مطلقا، بحيث هو ناص نصا على أن "الساق" صفة لله تعالى، خلافا لما ورد في آية سورة القلم وتسليمه أنها تحتمل التأويل باعتبار أنها ليست من آيات الصفات، مع أن التفريق بين الآية والحديث محض تحكم، أقول: فجزمه بأن ما جاء في الحديث لا يحتمل التأويل مطلقا كما صرح بذلك فيه نظر، والحقيقة أن أدنى اطلاع على كتب شراح البخاري مثلا تبين أن حكم الشيخ مساعد بأن الحديث لا يحتمل التأويل حكم مخالف للواقع، وسأكتفي بنقل ما جاء في الكواكب الدراري للشيخ الكرماني لبيان ذلك:

فقد قال في حديث كتاب التوحيد الذي جزم فيه الشيخ مساعد بأنه لا يحتمل التأويل: (ويكشف) معروفا ومجهولا. وفسر الساق بالشدة، أي يكشف على ساق. وقيل: المراد به اليوم العظيم. وقيل: هو جماعة من الملائكة. يقال: ساق من الناس، كما يقال: رجل من جراد. وقيل: هو ساق يخلقها الله سبحانه وتعالى خارجة عن الساق المعتادة. وقيل: جاء الساق بمعنى النفس، أي تتجلى لهم ذاته. (الكواكب الدراري ج25/ص147 ـ 148)

فهذه خمس تأويلات (توجيهات) يحتملها لفظ الحديث، فالحكم بأنه لا يحتمل إلا معنى واحدا حكم مخالف للواقع.

نعم، قد يقال، بحسب الدعوى، بأنه يحتمل معاني عديدة منها الصحيح ومنها الباطل، لكن لا يقال بالإطلاق أن الساق في هذا الحديث لا يحتمل التأويل والتفسير بغير ما فسره به الشيخ مساعد من أنها صفة ذات الله تعالى يكشف عنها يوم القيامة.

وفي حديث كتاب التفسير، توسع الكرماني في بيان المعاني المحتملة للفظ الساق، ناقلا ذلك عن إمام معتبر في علم الحديث وشرحه، وهو الإمام الخطابي، فقال ناقلا عنه: هذا الحديث مما أجروه على ظاهره على نحو مذهبهم في التوقف عن تفسير ما لا يحيط العلم به اي من المتشابهات. (يقصد على مذهب أهل التفويض كما هو معلوم من لفظ التوقف) وقد أوله بعضهم على معنى قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق ويدعون) فروي عن ابن عباس أنه قال: أي عن شدة وكرب؛ قال بعض الأعراب وكان يطرد الطير عن زرعه في سنة جدب: عجبت من نفسي ومن إشفاقها، ومن إطراد الطير عن أرزاقها، في سنة قد كشف عن ساقها. فيحتمل أن يكون معنى الحديث أنه يشتد أمر القيامة فيتميز عند ذلك أهل الإخلاص، فيؤذن لهم في السجود، وأهل النفاق يعود ظهورهم طبقا لا يستطيعون السجود. وأوله بعضهم بأن الله يكشف لهم عن ساق لبعض المخلوقين من ملائكته وغيرهم، ويجعل في ذلك سببا لبيان ما شاء من حكمته في أهل الإيمان والنفاق. قال (أي الخطابي): وفيه توجيه آخر وقد تحتمله اللغة، روى عن ابن عباس النحوي فيما عد من المعاني الواقعة تحت هذا الاسم (أي الساق) أنه قال: الساق: النفس، كما قال علي رضي الله عنه: والله لأقاتلن الخوارج ولو تلفت ساقي. فيحتمل أن يكون المراد به تجلي ذاته لهم وكشف الحجب حتى إذا رأوه سجدوا. (الكواكب الدراري، ج18/ص 163 ـ 164)

فالخلاصة أن إطلاق الشيخ مساعد أن الساق في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه لا تحتمل إلا معنى واحدا وهو أنها صفة لله تعالى (ولا ندري هل يقصد صفة كالقدرة مثلا أو عينا من الأعيان غير أنه يطلق عنها اسم الصفة مجازا؟ فهذا يحتاج إلى بيان) فيه نظر كما بينت بنقل واحد، وإلا لو توسعنا في نقل ما جاء في شروح النووي وابن حجر مثلا، وفي تفاسير علماء أهل السنة لطال المقام في بيان نفس الحقيقة المثبتة أعلاه وهو أنه لم يقل منهم أحد بأن المراد بالساق المكشوفة صفة لله تعالى وأنها لا تحتمل غير ذلك من المعاني. وما أريد إلا النصح، لا الجدال والنقاش فيما لا يفيد فيه النقاش كثيرا.
 
السَّاقُ صفةٌ من صفات الذات الخبريَّة ، ثابتةٌ لله تعالى بالكتاب وصريحِ السنة ‏الصحيحية.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((نقض أســاس التقديس)) (ورقة 261) كما في كتاب صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ ‏الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ ‏‏: ((الوجه السادس : أنه من أيـن في ظاهر القرآن [أنَّ] لله ساقاً وليس معه ‏إلا قولـه: ‏يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ‏ ، والصحابة قد تنازعوا في تفسير الآية‏‎ ‎؛‎ ‎هل المراد به الكشف عن الشِّدَّة ، أو المراد به أنه يكشف الرب عن ساقه ؟ ‏ولم تتنازع الصحابة والتابعون فيما يذكر من آياتِ الصفات إلا في هذه الآية‏‎ ‎؛‎ ‎بخلاف قولـه: ‏لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ‏ ، ‏وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ…‎‏ ونحو ذلك‏‎ ‎؛‎ ‎فإنه لم يتنازع فيها الصحابة والتابعون ، وذلك أنه ليس في ظاهر القرآن أنَّ ‏ذلك صفة لله تعالى‎ ‎؛‎ ‎لأنه قال : ‏يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ‏ ، ولم يقل : عن ‏ساق الله ، ولا قال : يكشف الرب عن ساقه ، وإنما ذكر ساقاً نكرة غير ‏معرفة ولا مضافة ، وهذا اللفظ بمجرده لا يدل على أنها ساق الله ، والذين ‏جعلوا ذلك من صفات الله تعالى أثبتوه بالحديث الصحيح المفسر للقرآن ، ‏وهو حديث أبي سعيد الخدري المخرج في ((الصحيحين))، الذي قال ‏فيه((فيكشف الرب عن ساقه)) ، وقد يقال : إنَّ ظاهر القرآن يدل على ذلك ‏من جهة أنه أخبر أنه يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود ، والسجود لا ‏يصلح إلا لله ، فعلم أنه هو الكاشف عن ساقه. وأيضاً فحمل ذلك على ‏الشِّدَّة لا يصح‎ ‎،‎ ‎لأن المستعمل في الشِّدَّة أن يقال : كشف الله الشِّدَّة ،‎ ‎أي : ‏أزالها‎ ‎،‎ ‎كما قال : ‏فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ‏ ، وقال : ‏فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ العَذَابَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ ‏‏ ، وقال : ‏وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ ‏وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ، وإذا كان المعروف من ‏ذلك في اللغـة أن يقال : كشف الشِّدَّة ؛‎ ‎أي : أزالها‎ ‎؛‎ ‎فلفظ الآية : ‏يكشف عن ساق‏ ، وهذا يراد به الإظهار والإبانة؛‎ ‎كما قال :‏كشفنا ‏عنهم‏ وأيضاً فهناك تحدث الشِّدَّة لا يزيلها ، فلا يكشف الشِّدَّة يوم القيامة ، ‏لكن هذا الظاهر ليس ظاهراً من مجرد لفظة ‏ساق‏ ، بل بالتركيب والسياق ‏وتدبر المعنى المقصود))‏
 
صرف اللفظ عن ظاهره بلا برهان لعب .
وكونه يحتمل معنى أو أكثر فالأخذ بالاحتمال الظاهر الراجح .
قال في المرتقى :
الاحتمال قابل الترجيح - والأخذ بالراجح لا المرجوح

وكون الإمام الخطابي رحمه الله تعالى أول صفة الساق فهذا لا يعني أنه وافق أهل التأويل في كل ما يذهبون إليه ، وهناك فرق بين تأويله وتأويل أهل البدع .. وكتابه : الغنية عن الكلام وأهله شجى في حلوق المبتدعة .
قال الشيخ سلمان العلوان : "لا يخفى أن هناك فرقا بين إنسان جعل التأويل الباطل منهجا وطريقة يناضل ويجادل ‏عليه، وبين عالم أخطا خطأ وزل زلة؛ فالأول جعل التأويل الفاسد عقيدة يسير عليها، ‏ونبذ الكتاب والسنة وراء ظهره، ولم يرجع إلى فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين ‏كي يعينو على فهم النصوص، ولم يتحر الصواب في الوصول إلى الحق، إنما لجأ في تحرير ‏المسائل إلى فهوم علماء الكلام والضلال؛ كالجعد بن درهم، والجهم بن صفوان، ‏والمريسي، والرازي، وجهمي العصر الكوثري؛ فمثل هذا يلحق بأحد الطوائف المبتدعة أو ‏المارقة، والثاني لا يرى التأويل الباطل ولا التحريف مطلقا، ويتوخى الحق، ويستعين على ‏فهم الكتاب والسنة بعلوم السلف وفهومهم، ولكنه زل زلة، فأول آية أو حديثا؛ لشبهة ‏قامت عنده: إما لضعف الحديث عنده، وإما لعدم فهمه للمسألة على وجهها، وإما لغير ‏ذلك؛ ففي هذه الحالة خطؤه مغفور له، ولكن يجتنب خطؤه ويبين، ولا يتابع عليه؛ لأنه ‏ليس كل من أخطأ يكون كافرا أو مبتدعا؛ فقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان.‏
قال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) في ترجمة ابن خزيمة (14/ 376): ((ولو أن كل ‏من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخيه لإتباع الحق أهدرناه وبدعناه؛ لقل من يسلم ‏من الأئمة معنا)).‏
وهذا ظاهر، وكلام علماء السلف يدل على ذلك.‏
فمن سوّى بين الأول والثاني؛ فقد جار في حكمه، ولم يعدل في قوله؛ فكيف يسوى ‏بين رجلين: أحدهما: تحرى الحق والصواب، واجتهد في ذلك، مع حسن قصده، ولم ‏يصبه؛ لشبهة قامت عنده. والآخر: نظر في كلام المتكلمين واتبعه، وأخذ يجادل عن ‏الباطل، ونبذ نصوص الكتاب والسنة وراء ظهره؛ فالمعروف عنده الرد على علماء السلف ‏وتسفيههم والطعن فيهم، وبيّن له الحق والصواب ولم يرجع، وأنكر أمورا معلومة من ‏الدين بالضرورة، وكثر عثاره، وطال شقاقه وعناده، وكثر تحريفه للنصوص وجداله، ‏ويسب علماء السلف وخيار هذه الأمة، ويسمي التوحيد شركا والشرك توحيدا؟!‏
فمن سوى بين من كانت هذه حاله وبين الأول؛ فقد أبعد النجعة، وقفا ما لا علم له ‏به، وخالف الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة وأئمتها " .‏
 
"الساق" في الآية اختلف السلف في تفسيرها
ففسرها ابن عباس رضي الله عنه بـ"الشدة"
وفسرها ابن مسعود رضي الله عنه بساق الله عز وجل.
والآية قد لا تكون صريحة في إثبات صفة الساق لكن الحديث صريح في ذلك
والذي -والله أعلم - أن "الساق" في الحديث لا يحتمل التأويل.

فإذا نظرت إلى ألفاظ الحديث التي ذكرت الساق سواءا مضافة أو غير مضافة
فسترى أنه لا يمكن تفسيرها إلا بالساق التي هي صفة.

ففي لفظ : (فيقول : هل بينكم وبينه [mark=FFFF00]آية[/mark] فتعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم . فيكشف عن ساق )
وفي لفظ آخر: (فيقولون : إن لنا ربا ما رأيناه بعد ، فيقول : فهل تعرفون ربكم إن رأيتموه ؟ قالوا : بيننا وبينه [mark=FFFF66]علامة[/mark] إذا رأيناها عرفناه . قال : وما هي ؟ قال : فيكشف عن ساق .)

ففي الروايتين الساق علامة يعرفون بها الله عز وجل
والله عز وجل يُعرف بصفاته وليس بشدة الأمر، فالأمر شديد حتى قبل أن يكشف الله عن الساق.
وفي الرواية الثانية دليل على أن الساق شيء حسي وليس معنوي لأنهم يرونه بأعينهم.

وكون معنى الساق في الآية هي الشدة لا يمنع من أن يكون "الساق" في الحديث هو صفة الله عز وجل
فالآية تتحدث عن شدة ذلك اليوم والحديث عن كشف الله عز وجل لساقه - اللائقة بجلاله والتي لا تشبه ساق المخلوقين - للمؤمنين ليعرفوه بها.
 
علماء الكلام والضلال؛ كالجعد بن درهم، والجهم بن صفوان، ‏والمريسي، والرازي، وجهمي العصر الكوثري؛ فمثل هذا يلحق بأحد الطوائف المبتدعة أو ‏المارقة، .‏

أخي الكريم محمد براء تستطيع أن تبين رأيك بهدوء ولطف كما فعل الأخ نزار حمادي وكما فعلت الأخت زوجة وأم دون أن تستفز الاخرين بوصف علماء كبار لهم جهودهم ومحبيهم وتلاميذهم بالضلال والمروق ... الله يحكم يوم القيامة بينك وبينهم ...
لستَ مضطراً إلى هذا الوصف وهذا الأسلوب فهو أقل ما فيه أنه منفر ... وإنما بعثنا مبشرين ...
لك الحق أن ابين رأيك وقناعتك وتبين أخطاء الآخرين بالدليل والبرهان كما فعلت في بداية المشاركة ... ولو بقيت متماسكاً لكان أفضل وأجدى ...
والله أعلم .
 
لمشكلة أن هناك بعض الناس لايحكم على من خالفه إلا بالضلال ووووووالخ
ولو طالبته بدليل من كتاب أو سنة على حكمه هذا لقال قال فلان وفلان وفلان ثم انتصر لفلان وفلان بكلمة الحق المراد بها باطل وهي كلمة " مذهب السلف " وكأن السلف كانوا على شاكلة المعاصرين من ال ......
وهذا مذهب لن ينتهي ومنهج لن يتقدم أهله لأنهم " رضعوه" على كِبَرٍ" وتتلمذوا عليه من " الكتب " دون " العلماء" .
والله من وراء القصد .
 
ليكن النقاش علمياً يراد به الوصول إلى الحق

ليكن النقاش علمياً يراد به الوصول إلى الحق

[align=justify]استدلال الأخ (نزار حمادي) حفظه الله بكلام (الإمام الخطابي) رحمه الله بأن من معاني الساق: النفس، ليس في محله؛ لأن (الإمام الخطابي) رحمه الله نقل هذا القول وذكره غير مقر له، مبيناً أنه لم يسمعه من قدوة، ويظهر من سياق كلامه أنه يضعِّفه، كما نقل ذلك (الإمام البيهقي) رحمه الله في كتابه: ((الأسماء والصفات)): (ج2/ص187):
"قال أبو سليمان رحمه الله: وفيه وجه آخر لم أسمعه من قدوة، وقد يحتمله معنى اللغة، سمعت أبا عمر يذكر عن أبي العباس أحمد بن يحيى النحوي فيما عد من المعاني المختلفة الواقعة تحت هذا الاسم، قال: والساق النفس، قال: ومنه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين راجعه أصحابه عن قتل الخوارج فقال: والله لأقاتلنهم ولو تلفت ساقي، يريد نفسه".[/align]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم جميعا.. سيما الأخوة المشرفين على إنصافهم واعتدالهم.
الأخ الكريم مالك..ثمة فرق بين القول بأن كشف الساق في الحديث يحتمل بحسب اللغة والفهم معاني عديدة دون تعيين معنى من تلك المعاني التي تصح في حق الله تعالى، وهو المدعى، وصحته واضحة، وبين القول بأن هذا المعنى بخصوصه غير مراد لله تعالى، فهذا لا يضر أصلا في المدعى وهو أن الكشف عن الساق يحتمل عدة معاني مقبولة لغة وعقلا. وقد كانت مشاركتي اصلا في بيان عدم دقة قول الشيخ مساعد الطيار أن كشف الساق في الحديث النبوي لا يحتمل إلا معنى واحدا وهو كشف الساق التي هي صفة لله تعالى وأن الساق محمول فيه على معناه الحقيقي والظاهر مع نفي الكيف كما هو مذهبه في باقي الصفات كالنزول واليد والعين والأصابع إلى آخر ما هو معروف عن ذلك المذهب. وأردت بيان أن أكابر شراح الحديث النبوي لم يحمل واحد منهم الساق على ظاهرها وأنها صفة لله تعالى مع نفي العلم بالكيف فقط، ولم يفرقوا بين الآية التي أول فيها ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الساق بالشدة وبين ما جاء في الحديث، بل هما يدلان عندهم على واقعة واحدة، وعدم وصول تفسير ابن عباس رضي الله عنهما للحديث لا يدل أبدا على أنه يفرق بينه وبين الآية أو يحمل الحديث على معناه الظاهر ويؤول الآية فقط، فمحاولة التفريق بين ما ورد في الآية وما ورد في الحديث روم لشيء محال. وأصلا لم يقل بتلك التفرقة أحد من شراح الحديث المعتمدين كالخطابي والنووي وابن حجر والكرماني وغيرهم ممن لا يحصون كثرة وأفنوا أعمارهم في بيان معاني الأحاديث النبوية. ومراجعة التفاسير العديدة المعتمدة تفيد ذلك أيضا.

والحاصل أن من قال بمذهب الشيخ مساعد في الصفات ــ وهو حملها على ظاهرها مع نفي العلم بالكيف فقط ورفض التأويل مطلقا ــ يستحيل عادة أن يقر بتأويل كشف الساق في الحديث وحمله على غير ظاهره كما هو معروف من مذهبه في الصفات، وذلك لأن الإقرار بتأويل الساق وحملها على غير المعنى الظاهر ــ كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما في الآية ــ سيعتبر عنده من صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله، وهو التأويل المذموم عنده، ويلزم منه الاعتراف بصحة التأويل في غيره من آيات وأحاديث الصفات لأن المقتضي للتأويل ـ وهو قبولها لمعاني أخرى صحيحة لغة وعقلا ـ متحقق فيها، فقبوله التأويل في حديث كشف الساق يلزم منه قبول التأويل في أحاديث النزول والأصابع والهرولة وغير ذلك مما يأبى أهل مذهبه في تلك الصفات تأويله. ولذلك التجأ الشيخ مساعد إلى القول بأن كشف الساق في الحديث لا يحتمل أصلا إلا معنى واحدا وهو كشف صفة الإله المسماة بالساق المحمولة على معناها الظاهر مع نفي العلم بالكيف فقط. بل ادعى أن الحديث نص في ذلك لا يحتمل غيره. وقد بينت ببعض النقول أن الحديث بشهادة أئمة الحديث يحتمل عدة معاني مقبولة لغة وعقلا، بل هي من معاني مأخوذة من لسان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم، بصرف النظر عن تعيين معنى من تلك المعاني فذلك غير مقصود من المشاركة أصلا. وبالله تعالى التوفيق.
 
[align=justify]الأخ الفاضل (نزار حمادي) حفظه الله
هل إيراد شراح الأحاديث رحمهم الله التأويل لبعض الصفات يكون مقبولاً على الإطلاق؟
قد يكون في بعض المعاني تضاد وليس تنوعاً، فما هو المرجح؟
وأسوق كلاماً (للإمام ابن القيم) رحمه الله في كتابه ((الصواعق المرسلة على الجهيمة المعطلة)): (ج1/ ص252-253)
"وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أن ذلك صفة لله؛ لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه، وإنما ذكره مجرداً عن الإضافة منكراً، والذين أثبتوا ذلك صفة كاليدين والإصبع لم يأخذوا ذلك من ظاهر القرآن وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد الخدري المتفق على صحته، وهو حديث الشفاعة الطويل وفيه ((فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجداً)).
ومن حمل الآية على ذلك قال قوله تعالى {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود}
مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم: ((فيكشف عن ساقه فيخرون له سجداً))، وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة، جلت عظمتها، وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه.
قالوا: وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه، فإن لغة القوم في مثل ذلك أن يقال كشفت الشدة عن القوم لا كشف عنها؛ كما قال الله تعالى {فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون}[الزخرف:50]
وقال {ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر}[المؤمنون:75]
فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه، وأيضا فهناك تحدث الشدة وتشتد ولا تُزال إلا بدخول الجنة، وهناك لا يدعون إلى السجود وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة".اهـ[/align]
 
والحاصل أن من قال بمذهب الشيخ مساعد في الصفات ــ وهو حملها على ظاهرها مع نفي العلم بالكيف فقط ورفض التأويل مطلقا ــ يستحيل عادة أن يقر بتأويل كشف الساق في الحديث وحمله على غير ظاهره كما هو معروف من مذهبه في الصفات، وذلك لأن الإقرار بتأويل الساق وحملها على غير المعنى الظاهر ــ كما فعل ابن عباس رضي الله عنهما في الآية ــ سيعتبر عنده من صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله، وهو التأويل المذموم عنده، ويلزم منه الاعتراف بصحة التأويل في غيره من آيات وأحاديث الصفات لأن المقتضي للتأويل ـ وهو قبولها لمعاني أخرى صحيحة لغة وعقلا ـ متحقق فيها، فقبوله التأويل في حديث كشف الساق يلزم منه قبول التأويل في أحاديث النزول والأصابع والهرولة وغير ذلك مما يأبى أهل مذهبه في تلك الصفات تأويله. ولذلك التجأ الشيخ مساعد إلى القول بأن كشف الساق في الحديث لا يحتمل أصلا إلا معنى واحدا وهو كشف صفة الإله المسماة بالساق المحمولة على معناها الظاهر مع نفي العلم بالكيف فقط.

هذا ليس بصحيح
فكما ذكرت لك، هناك قرائن في الحديث تدل على أنه أمر حسي وليس معنوي
وتأويل "الساق" بأن معناها "النفس" ليس عليه دليل من السلف الصالح.
وعقيدة الشيخ مساعد تبع لعقيدة السلف الصالح

ولا يمكن الإستدلال بتفسير ابن عباس رضي الله عنه وغيره على أن السلف أولوا الصفات، لأن الآية ليست صريحة في الصفة لأنها نكرة وغير مضافة، واثبات كثير من العلماء صفة الساق بهذه الآية هو لورود أثر عن السلف في ذلك وللحديث الذي في صحيح البخاري ، وليس لأنه صريح في ذلك بدون هذه الآثار والأحاديث.
فتفسير بعض السلف للآية بأن معنها الشدة والأمر العظيم، ليس بتأويل للصفات لأنهم لا يرون بأن الساق في الآية صفة أصلا.
أما لو جاء اثر عنهم بأن معنى "ساقه" في الحديث المروي في صحيح البخاري هو شدة الأمر أو تأويل آخر مخالف للظاهر، فعندئذ يمكن أن يُقال بأنهم أولوا صفة الساق.


وما ورد عن السلف في تفسير الآية بأنه "الأمر الشديد" أو "الأمر العظيم"
لا يمكن تفسيرها بذلك في هذا الحديث لأن الساق في الحديث علامة يرونها ويعرفون بها ربهم والله يُعرف بصفاته لا بشدة الأمر وعظمته.

والحديث الذي في صحيح البخاري (يكشف ربنا عن ساقه) دليل آخر على أن "شدة الأمر" ليس تفسيرا لها، وتفسيرها هو ما فسرها الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنها بأنها ساق الله عز وجل.

فالحديث يبين احد معاني الآية
فلدينا تفسير من بعض السلف بأن الله يشكف عن أمر عظيم، ومن بعضهم (إضافة إلى الحديث) بأن معناها صفة الساق اللائقة بجلال الله عز وجل.


وتفاسير السلف للساق في الآية ليس من اختلاف التضاد، فما يمنع أن يُجمع بين التفسيرين؟
بأن معناها كشف الله عن أمر عظيم ومن ذلك كشفه عن ساقه التي لا تشبه ساق المخلوقين ليعرفه أهل الإيمان ؟

فأنت الآن تعترض على الشيخ مساعد في عدم قبوله تأويل "الساق" في الحديث
فهل أنت تقبل المعنى الظاهر للساق في الآية والحديث إضافة إلى التأويلات الأخرى؟
فإذا قيل لك بأن أحد معاني الساق في الآية والحديث هو صفة الساق على ظاهرها وحقيقتها مع نفي التمثيل والتشبيه والتكييف، فهل توافق على أن هذه هي إحدى معاني الساق في الآية والحديث؟


أما قولك

وأردت بيان أن أكابر شراح الحديث النبوي لم يحمل واحد منهم الساق على ظاهرها وأنها صفة لله تعالى مع نفي العلم بالكيف فقط،

فإن هذا ليس بالمستغرب فابن حجر والنووي وغيرهما من المتأخرين رحمهم الله كانوا أشاعرة أو متأثرين بهم.
وهؤلاء الأئمة أولوا صفات أخرى أثبتها السلف والأشاعرة المتقدمين كصفة الوجه والعين واليد

فتأويلهم للساق في الحديث لا يُستدل به لأنه من منهجهم تأويل أغلب الصفات ورد ظاهرها، سوى صفات معينة وهو مخالف لمذهب السلف في اثبات الصفات
ومنها صفة اليد والوجه والعين، كما بين ذلك كثير من أهل العلم قديما وحديثا في كتبهم، والتي أولها كثير من علماء الخلف رحهمهم الله خلافا لمذهب السلف.

ونحن نتبع عقيدة السلف، فإذا كان لديك تفسيرا من السلف موافقا للساق في الحديث، فهاته ونقبله إن شاء الله.

أما أن تستدل بتأويل للخلف لم يثبت عن السلف وخاصة العلماء الذين عُرف عنهم تأويل أغلب الصفات، حتى التي ثبت أن السلف اثبتوها على ظاهرها ولم يأولوها بدون شك كما اقر بذلك كثير من العلماء، حتى بعض علماء الأشاعرة المتقدمين منهم خاصة وبعض المتأخرين، فلا تتوقع منا أن نقبله.

ويكفي لتفسير الساق في الآية والحديث بالصفة هو تفسير ابن مسعود رضي الله عنها، والأدلة التي تقوي هذا التفسير هو لفظ البخاري والقرائن في الألفاظ الأخرى للحديث.
وتفسير ابن عباس وبعض السلف بأن "الساق" في الآية معناها الشدة، فهي مقبولة وغير مرفضة.
فكما ذكرت، لا تضاد بين التفسيرين.

واعتذر على الإطالة والتكرار.
 
الأخ الكريم:
هل كل ما أضافه الله تعالى لنفسه يعتبر صفة من صفاته؟؟؟؟؟
وبصراحة منع حمل الساق في الآية على الشدة كلام لا يتلفت إليه أصلا.
ثم إذا تركنا كل الاحتمالات اللغوية الصحيحة لحديث كشف الساق والموانع العقلية من حملها على صفة مخصوصة لله تعالى كما يقول البعض، فما الفعل في الأحاديث التي تشير إلى أن كشف الساق في الحديث هو كشف الساق في الآية الكريم، فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي بُردة عن أبي موسى قال حدّثني أبي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة مُثِّل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيذهب كلُّ قومٍ إلى ما كانوا يعبدون ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم ما تنتظرون وقد ذهب الناس فيقولون إن لنا ربًّا كنا نعبده في الدنيا ولم نره ـ قال ـ وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقال فكيف تعرفونه ولم تروه قالوا إنه لا شبيه له فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى فيخرون له سجدًّا وتبقى أقوام ظهورهم مثل صَيَاصِي البقر فينظرون إلى الله تعالى فيريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قوله تعالى: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } فيقول الله تعالى عبادي أرفعوا رؤوسكم فقد جعلت بدل كل رجلٍ منكم رجلاً من اليهود والنصارى في النار.
فظهر أن الاية والأحاديث الواردة في ذلك المعنى يدلان على واقعة واحدة، ويوم واحد، وساعة واحدة، وأن تفسير ابن عباس رضي الله عنهما هو الأقرب للصحة، وأن المدار على شدة الهول وفضاعة المطلع وصعوبة الأمر، يوم يشتد الأمر غاية الاشتداد ويصعب الخطب نهاية الصعوبة، ويتفاقهم الهول كل التفاقم لأن من اشتد عليه الأمر وصعب لديه الخطب وأهوله شمر عن ساقه لأجله، وشمرت حرمه عن سوقهن غير محتشمات، وحينئذ كشف الساق في الآية الكريمة والأحاديث الشريفة مثَل في ذلك المذكور من شدة الأمر وصعوبة الخطب وتفاقم الأهوال، يعني أنه على لغة العرب استعارة تمثيلية في اشتداد الأمر وصعوبته، ولا كشف ثم ولا ساق، كما يقال للأقطع الشحيح يده مغلولة ولا يد ثمة ولا غل، وإنما هو مثل في البخل. وأمثلة كل ذلك موجودة في لغة العرب إذا اردت نقلتها لك مثلا مثلا، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب. وهذا أحد المعاني اللغوية الصحيحة التي يحتملها لفظ الساق، وغيرها كثير، ومدار المعاني كلها على الاستعارة والتمثيل. وتنكير الساق له معاني أخرى يحتملها غير الذي ذكرت فلم القطع بأنه لا احتمال إلا ما نقلت؟؟ والله تعالى أعلم.
 
ثم إذا تركنا كل الاحتمالات اللغوية الصحيحة لحديث كشف الساق والموانع العقلية من حملها على صفة مخصوصة لله تعالى كما يقول البعض، فما الفعل في الأحاديث التي تشير إلى أن كشف الساق في الحديث هو كشف الساق في الآية الكريم، فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي بُردة عن أبي موسى قال حدّثني أبي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة مُثِّل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيذهب كلُّ قومٍ إلى ما كانوا يعبدون ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم ما تنتظرون وقد ذهب الناس فيقولون إن لنا ربًّا كنا نعبده في الدنيا ولم نره ـ قال ـ وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقال فكيف تعرفونه ولم تروه قالوا إنه لا شبيه له فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى فيخرون له سجدًّا وتبقى أقوام ظهورهم مثل صَيَاصِي البقر فينظرون إلى الله تعالى فيريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قوله تعالى: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } فيقول الله تعالى عبادي أرفعوا رؤوسكم فقد جعلت بدل كل رجلٍ منكم رجلاً من اليهود والنصارى في النار.

بل هذا الحديث دليل آخر على صحة تفسير "الساق" في الحديث بصفة الساق، فكما هو ظاهر باللون الأحمر، أن الله تعالى يتجلى لهم، ولا يمكن أن يكون معناها أن الله عز وجل يتجلى لهم كليا، لأنهم لا يرون وجهه إلا بعد دخول الجنة.
والدليل على أن تجلي الله عز وجل لم يكن كليا (يعني ظهور صفة من صفاته وليس كلها) هو الآية التي فيها ذكر تجلي الله عز وجل للجبل، حيث أن الآثار تدل على أن الله لم يتجلى كليا للجبل، جزء بسيط من الحجاب فقط انكشف.
فبجمع الروايات المختلفة يظهر لنا أن معناها كشف الله عن ساقه العظيمة اللائقة بجلاله.

ولا ننكر ارتباط الآية بالحديث، فهما مرتبطان، فالحديث يفسر الآية كما فسرها ابن مسعود رضي الله عنه، والأثر عن ابن عباس رضي الله عنه يفسر الآية بمعنى الأمر الشديد والعظيم.
ونجمع بينهما فلا تعارض بين التفسيرين.

والله أعلم
 
الأخت الكريم..
وكأني بك أعلم من الإمام الخطابي والإمام القرطبي والإمام النووي والإمام ابن حجر وغيرهم من شراح الحديث وحفاظه بأقوال السلف الصالح، وهذا في الحقيقة ينبغي التورع من القول به منطوقا ومفهوما، وهل فيما نقلتيه نص صريح من علماء السلف الصالح على تعين حمل الساق في الحديث على الصفة الحسية كما تعبرين؟؟ وأن الله الحجاب يرفع عن جزء من الله تعالى كما تقولين؟؟ أين تلك النصوص الصريحة التي تغافلها شراح الحديث وحفاظه وكتموها وحملوا الساق في الحديث على غير ما حملتيه؟؟ الله تعالى يعرف بأفعاله أيضا التي لا يقدر عليها غيره، فمن أين لك حصر معرفة الله تعالى فقط بذاته؟؟؟ ثم كيف تجمعين بين عدم معرفة المؤمنين لذات الله تعالى واعترافهم بأنها لا تشبه شيئا، وبين طلبهم رؤية الساق التي يعرفونه بها من قبل وهي على قولكم محمولة على معناه الظاهر الذي كما تصرحين أنت بأنها جزء حسي من الله تعالى؟؟؟؟ وما المانع من الجمع بين كشف الساق التي هي الشدة للكافرين وبين رفع الحجاب عن أعين المؤمنين ليرون الله تعالى في ذلك الموقف الهائل، فكشف الساق للكافرين وكشف الحجاب للمؤمنين، لا أن المكشوف ساق الله تعالى التي تقولين بأنها جزء الإله الحسي.
أرجو منكم إسقاط شعارات السلف الصالح المرفوعة وتحميلهم ما لم يقولوه والنظر في الأحاديث الواردة في ذلك الباب وتفسير السلف الصالح للآية بعين الإنصاف، وعدم اتهام حفاظ الحديث بالزيغ في العقائد والانحراف عن المنهج الصحيح لأن ذلك أصلا يفتح القدح فيهم في باقي الأبواب والمسائل، فكيف يؤتمنون على الحديث وقد أنكروا ما يتعلق بالعقائد؟؟ فشراح الحديث المذكورين كانوا على الهدى والتقى ولم يكونوا لحقائق أصول الدين كاتمين، ولا ينبغي لأحد ممن جاء بعدهم سيما في عصرنا أن يصنفهم ويحكم عليهم بالضلال الجزئي في باب العقائد، وكأنه فاقهم علما وحفظا وهم من هم في العلم والزهد والورع، ونحن نغترف من فضلهم ومصنفاتهم إلى يومنا هذا هي المعتمدة، بل كتبهم اليوم هي شعار أهل السنة والجماعة كالخطابي والنووي وابن حجر والقرطبي وغيرهم من الحفاظ الأثبات المتقنين. والله تعالى أعلم.
أرجو من الأخت أن تتجنب وصف الله تعالى بالجزء والحسي وغير ذلك مما أشرت إليه، فإنه لا يليق ولا يجوز.

قال الإمام القرطبي: فأما ما رُوِي أن الله يكشف عن ساقه فإنه عز وجل يتعالى عن الأعضاء والتبعيض وأن يكشف ويتغطى. ومعناه أن يكشف عن العظيم من أمره. وقيل: يكشف عن نوره عز وجل. وروى أبو موسى: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: «عَنْ سَاقٍ» قال: " يكشف عن نور عظيم يخرون له سجدا ".

وأذكر بأن المقصود من المشاركة بيان عدم صحة القول بأن حديث الساق الذي في البخاري نص صريح قطعي لا يحتمل التأويل يراد به كما عبرت الأخت العقيدة جزء حسي للإله يكشف للمؤمنين يوم القيامة. فقد ظهر ولله الحمد بطلانه.
 
[align=justify]
فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي بُردة عن أبي موسى قال حدّثني أبي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة مُثِّل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا فيذهب كلُّ قومٍ إلى ما كانوا يعبدون ويبقى أهل التوحيد فيقال لهم ما تنتظرون وقد ذهب الناس فيقولون إن لنا ربًّا كنا نعبده في الدنيا ولم نره ـ قال ـ وتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون نعم فيقال فكيف تعرفونه ولم تروه قالوا إنه لا شبيه له فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تعالى فيخرون له سجدًّا وتبقى أقوام ظهورهم مثل صَيَاصِي البقر فينظرون إلى الله تعالى فيريدون السجود فلا يستطيعون فذلك قوله تعالى: { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } فيقول الله تعالى عبادي أرفعوا رؤوسكم فقد جعلت بدل كل رجلٍ منكم رجلاً من اليهود والنصارى في النار.

[align=center]أرجو من الأخ (نزار) أن يدلني على مكان هذا الحديث في مسند الإمام أحمد
فقد بحثت عنه ولم أجده.
وجزاك الله خيراً
[/align].[/align]
 
نبرأ إلى الله تعالى من الطعن في علماء الأمة

نبرأ إلى الله تعالى من الطعن في علماء الأمة

[align=justify]
أرجو منكم إسقاط شعارات السلف الصالح المرفوعة وتحميلهم ما لم يقولوه والنظر في الأحاديث الواردة في ذلك الباب وتفسير السلف الصالح للآية بعين الإنصاف، وعدم اتهام حفاظ الحديث بالزيغ في العقائد والانحراف عن المنهج الصحيح لأن ذلك أصلا يفتح القدح فيهم في باقي الأبواب والمسائل، فكيف يؤتمنون على الحديث وقد أنكروا ما يتعلق بالعقائد؟؟ فشراح الحديث المذكورين كانوا على الهدى والتقى ولم يكونوا لحقائق أصول الدين كاتمين، ولا ينبغي لأحد ممن جاء بعدهم سيما في عصرنا أن يصنفهم ويحكم عليهم بالضلال الجزئي في باب العقائد، وكأنه فاقهم علما وحفظا وهم من هم في العلم والزهد والورع، ونحن نغترف من فضلهم ومصنفاتهم إلى يومنا هذا هي المعتمدة، بل كتبهم اليوم هي شعار أهل السنة والجماعة كالخطابي والنووي وابن حجر والقرطبي وغيرهم من الحفاظ الأثبات المتقنين. والله تعالى أعلم.
أنقل للأخ (نزار) حفظه الله كلام بعض الأئمة الذين صنفوا في جمع الأحاديث، وهم المتفق على عدالتهم وعلمهم، استجابة له حفظه الله من أنه يجب الرجوع إلى ما قاله سلفنا الصالح حقيقة.
قال الإمام الترمذي في ((سننه)):
"662 - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع حدثنا عبادة بن منصور حدثنا القاسم بن محمد : قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز و جل { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات } و { يمحق الله الربا ويربي الصدقات }.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو هذا.
ووقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات؛ من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا؛ قالوا: قد تثبُت الروايات في هذا، ويؤمن بها، ولا يتوهم، ولا يقال (كيف)؟
هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف.
وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة.[/
B]
وأما الجهمية؛ فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه.وقد ذكر الله عز و جل في غير موضع من كتابه: اليد والسمع والبصر؛ فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا: إن معنى اليد ههنا القوة.
وقال إسحق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يد، أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر، ولا يقول: كيف، ولا يقول: مثل سمع ولا كسمع؛ فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تعالى في كتابه { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }".
قال الشيخ الألباني : منكر بزيادة وتصديق ذلك .
2557 - حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ثم يطلع عليهم رب العالمين فيقول ألا يتبع كل إنسان ما كانوا يعبدونه فيمثل لصاحب الصليب صليبه ولصاحب التصاوير تصاويره ولصاحب النار ناره فيتبعون ما كانوا يعبدون ويبقى المسلمون فيطلع عليهم رب العالمين فيقول ألا تتبعون الناس ؟ فيقولون نعوذ بالله منك نعوذ بالله منك ألله ربنا هذا مكاننا حتى نرى ربنا وهو يأمرهم ويثبتهم ثم يتوارى ثم يطلع فيقول ألا تتبعون الناس ؟ فيقولون نعوذ بالله منك نعوذ بالله منك ألله ربنا وهذا مكاننا حتى نرى ربنا وهو يأمرهم ويثبتهم قالوا لا يارسول الله قال فإنكم لا تضارون في رؤيته تلك الساعة ثم يتوارى ثم يطلع فيعرفهم نفسه ثم يقول أنا ربكم فاتبعوني فيقوم المسلمون ويوضع الصراط فيمرون عليه مثل جياد الخيل والركاب وقولهم عليه سلم سلم ويبقى أهل النار فيطرح منهم فيها فوج ثم يقال هل امتلأت ؟ فتقول { هل من مزيد } ثم يطرح فيها فوج فيقال هل امتلأت فتقول { هل من مزيد } حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها وأزوى بعضها إلى بعض ثم قال قط قالت قط قط فإذا أدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال أتي بالموت ملببا فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار ثم يقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين ثم يقال يا أهل النار فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة فيقال لأهل الجنة وأهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيقولون هؤلاء وهؤلاء قد عرفناه هو الموت الذي وكل بنا فيضجع فيذبح ذبحا على السور الذي بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل الجنة خلود لا موت ويا أهل النار خلود لا موت
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم روايات كثيرة مثلُ هذا؛ ما يُذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم، وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء.
والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة؛ مثل: سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة و وكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف ؟
وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي أختاروه وذهبوا إليه.

ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم"[/align]
هذا نموذج، وإلا فالأمثلة كثيرة ولله الحمد.
فما رأي الأخ (نزار) كيف نوفق؟
هل نقدم كلام المتأخرين على المتقدمين؟ أم العكس؟
أم نتهم الذين جمعوا الأحاديث ونزكي الشراح؟
ومن قال إن كلمة شراح الأحاديث اتفقت على التأويل؟!
 
الأخ الكريم مالك
أما تخريج الحديث، فاعذرني على السهو، وهاهو التخريج الصحيح، فقد أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ج43/ص334) ، وأبو الليث السمرقندي في تفسيره (ج3/ص395).
ثم يا أخي الكريم نحن نتكلم في آية مخصوصة وحديث مخصوص وهو كشف الساق وما المراد به، وهل يحتمل الحديث بحسب اللغة ولسان العرب الذي نزل به القرآن معاني صحيحة غير ما فهمه الشيخ مساعد حفظه الله تعالى، وما مدى صحة تفسير ترجمان القرآن الحبر ابن عباس للآية وانطباقه مع تفسير الحديث، وهل ثمة فعلا نصوص قطعية في منطوقها ومفهومها عن السلف الصالح في تفسير حديث كشف الساق بأنه كشف لجزء من الله محسوس كما عبرت الأخت العقيدة. هذا هو محل بحثنا.
وأما ما نقلته يا أخي الكريم فإلى جانب كونه خارجا عن محل بحثنا فهو أيضا ليس نصا فيما تعتقده من حمل تلك الصفات على معاناها الظاهر الذي تقصده، بل هو كلام يحتمل التفويض في الكيف والمعنى كما نقل المقدسي بنص صريح عن الإمام أحمد، مع الإقرار بأن لها معاني صحيحة الله تعالى أعلم بحقيقتها، ولا يجوز بحال ادعاء أنها فارغة من المعاني، أو الادعاء بأن لها معنى معروف مقطوع به. ولعلك تعلم أن بعض أهل السنة يقول بأن قول السلف الصالح في تلك المشكلات هو اعتقاد أنها صفات وجودية قديمة أزلية على نحو العلم والقدرة وغيرهما، لكن الله تعالى أعلم بحقيقتها ومتعلقاتها، لا ننفيها ولا نؤولها ولا نحملها على ظاهرها المحال الذي من لازمه أنه تعالى تقوم به الصفات الوجودية الطارئة ومن لازمه التجزء والمحسوسية كما صرحت بذلك الأخت "العقيدة".
فهذا مدار البحث، وهو هل لحديث كشف الساق معاني أخرى غير الحمل على المعنى الظاهر المفيد للتجزئة والمحسوسية، أو له معاني أخرى صحيحة بحسب لسان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم وبحسب مجازاتهم وتعبيراتهم البليغة؟ وهل عدم تفسير ابن عباس رضي الله عنهما للحديث بخصوصه يقضي بأنه يحمله على المعنى الذي فهمه الشيخ مساعد حفظه الله تعالى، حيث قال في الحلقة المذكورة من برنامج تفسير القرآن بأن سكوت ابن عباس عن الحديث يدل على أنه يفرق بينه وبين الآية ويدل على أنه يجعل الحديث من باب الصفات والآية من باب الإخبار عن أهوال يوم القيامة، فكيف فهم من سكوته أو عدم وصول تفسيره للحديث لنا ذلك، وعلى أي قاعدة من قواعد الفهم جزم بذلك. ولطالب العلم الحق في طرح مثل هذه الأسئلة، ولعلماء العصر التفضل بالإجابة. والله الموفق لإدراك الحقائق.
 
السلام عليكم و رحمة الله
بدايةً , أحبذ ان يسير النقاش على أسس يتفق عليها الجميع , فإن الأساس إذا كان موجودا سُهل النقاش على الجميع لأمورمعروفة أدناها : نزع الخلاف اللفظي بين الطرفين


فأقول مستعينا بالله :
أطرح عدة اسئلة و من خلال إجاباتها نكون قد وضعنا النقاط على الحروف :

السؤال الأول :
ما هو التأويل الذي يدور عليه البحث ؟

الجواب :
هو حمل اللفظ من معنى راجح الى معنى مرجوح لأمر ما , و عند بعض المتأخرين : هرباً من التشبيه و التجسيم

السؤال الثاني :

هل كان أحد من السلف رحمهم الله يتأول شيئا من صفات الله تعالى ؟ أم ان المنقول عنهم عدم تأويل شيء منها ؟
الجواب :
المنقول عنهم عدم التأويل لأي شيء منها قولاً واحداً , و يدل على ذلك كلام جماعة كبيرة منهم لما ظهرت فتن الجهمية فلو كان التأويل سائغاً - و لا نقصد به التفسير فذاك أمر آخر - لرموهم به عن قوس واحد , و لكن لا نرى للسلف إلا قولا واحدا و هو الإثبات دون التأويل و نص عليه جماعة من أكابر العلماء كالترمذي و البغوي و قوام السنة الأصبهاني و ابن العربي المالكي و ابن حجر ..... في آخرين حتى صار ذلك مضرب الأمثال عند الأشاعرة فقالوا :
مذهب السلف أسلم و مذهب الخلف أحكم , أو : مذهب السلف التسليم و مذهب الخلف التأويل
و كلامهم في هذا المعنى كثير جداً

السؤال الثالث :
إذا اتفقنا على ان السلف لم يتأولوا شيئاً من الصفات بإتفاق علماء أهل الأثر و علماء الأشاعرة : فهل يحق لأحد أن يقرر ان صفةً من الصفات تأولها السلف لأنه نقل عنهم نصا ظن فيه التأويل ؟

الجواب :
لا يحق له ذلك لوجوه :
الوجه الأول : ان المنقول عنهم أمر محكم و هو عدم التأويل بنقل الكافة عنهم , و النص الذي نقله من يقول بدعوى تأويلهم نص متشابه - على الأقل لديه - فوجب رد المتشابه الى المحكم كما هو مقرر عند الأصوليين , و هذا رد متين .

الوجه الثاني : ان هذا النص الذي يزعم ناقله انه تأويل منهم لا يعدو كونه فهم خاص لناقله لأن الأصل المنقول عنهم عدم التأويل فلا يُعارض بهذه المعارضة

الوجه الثالث :ان هذا النص الذي يزعم ناقله انه تأويل منهم : لا يعدو كونه تفسيرا وإيضاحا للنص لا أنه حمل اللفظ على معنى مرجوح بل هو الظاهر الذي لا محيد عنه

الوجه الرابع :ان هذا النص الذي يزعم ناقله انه تأويل منهم : ضعيف لا يثبت سنداً

الوجه الخامس : ان هذا النص المزعوم تأويله على تقدير ثبوته : قيل في سبيل معارضة لخصم جهمي لا يقر إلا بطريق المحاججة و المفاصلة فإذا أبطل أحد الأئمة حجته بحجة من قبيل حجته - و لكنها لا يلتزمها كمذهب - إنما هي من قبيل التنزل مع الخصم : لم يكن معنى هذا ان مذهبه التأويل ! بل هو إبطال حجته بجنس حجته و هذا معروف في منهج المناظرات و الإلزامات .

الوجه السادس : ان يقال : ان اختلاف الصحابة في تفسير اية من آيات القرآن لا يعني نفيهم لهذه الصفة في ذاتها كما وقع في صفة الساق فليس هذا نفيا من ابن عباس رضي الله عنه لهذه الصفة انما رأى انها غير مضافة لله تعالى فيما رأى غيره كابن مسعود ان المقصود بهذه الاية هي الصفة لأنها مفسرة بالحديث الصحيح , فهذا اختلاف في تفسير الآية لا في إثبات الصفة فتفطن .

و هذه الوجوه خلاصة ما يجاب به الناقل فيما ينقل عن السلف من دعوى التأويل و إلا تفصيل هذه الأمور بذكر الأقوال و الشواهد و الأمثلة ...ألخ لا يتسع له المقام و الله المستعان

==============

اذا عرفنا هذا :

فيبقى ان يقال : إما ان صفة الساق داخلة في هذا التقرير عن السلف و هو عدم التأويل أو ليست داخلة فيه ؟
فإن قيل : هي ليست داخلة فيه , فلمَ ؟ و ما هو الدليل ؟ و إجماع السلف بل و جماعة من الخلف على ان المنقول عن السلف هو عدم التأويل ؟

و ان قال : هي داخلة فيه , انتهت المناظرة بيننا

فإن قيل : فمن من الصحابة أثبت الساق لله تعالى ؟ قيل له : ابن مسعود و أبو هريرة رضي الله عنهما فالمنقول عنهما انهما قالا في تفسير هذه الآية : يكشف عن ساقه

و اما ما نُقل عن ابن عباس رضي الله عنهما فليس هذا نفيا منه رضي الله عنه لهذه الصفة انما رأى انها غير مضافة لله تعالى فيما رأى غيره كابن مسعود رضي الله عنه ان المقصود بهذه الاية هي الصفة لأنها مفسرة بالحديث الصحيح , فهذا اختلاف في تفسير الآية لا في إثبات الصفة .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أخي الكريم.

الجواب الصحيح للسؤال الأول هو أن التأويل: هو توجيه لفظ متوجه إلى معاني عديدة إلى واحد منها بحسب ما ظهر من الأدلة. فإذا لم يظهر الدليل القطعي للتوجيه اكتفي بطرح المعنى الباطل من تلك المعاني المحتملة بالدليل القطعي كقوله تعالى: (ليس كمثله شيء) (لم يكن له كفؤا أحد) وأُقِر بعد ذلك بنفي العلم بالمعنى المراد مع اعتقاد أن ثمة معنى صحيحا أراده الله تعالى. وهذا بناء على أنه لا يكتفى بالظنون في الاعتقاديات. أما من جوز الاكتفاء بالظنون فيها دفعا للشبهات فيعيّن معنى من المعاني المحتملة التي تصح ـ بعد طرح المحال ـ بما ظهر من الأدلة.

الجواب الصحيح للسؤال الثاني بعد تسليم أن كل أقوال السلف الصالح فردا فردا قد نقلت لنا بالتواتر أنها وإن لم تدل على التأويل بالمعنى الصحيح المتقدم إلا أنها لم تدل صراحة ودلالة قطعية على أنهم يحملون الآيات والأحاديث المختلف في مفهوها على المعنى الظاهر المقتضي للمحسوسية والجزئية والتبعيض في حق الله تبارك وتعالى. والقطع عليهم بأنهم أرادوا المعاني الظاهره اللازمة لما ذكر قطع لا مستند له.

الجواب الصحيح للسؤال الثالث أنه وإن سلم الاتفاق على أن السلف فردا فردا لم يأولوا ـ بمعنى لم يعينوا للمتشابهات معنى من المعاني الصحيحة ـ فلا يسلم أنهم اتفقوا على الحمل على الظاهر المفيد للتجزء والتبعض والمحسوسية في حق الإله تعالى، بل المنقول عن الإمام أحمد هو الإيمان مع نفي الكيف والمعنى، ونفي العلم بالمعنى والكيف لا يمكن إنكاره عن الإمام أحمد ولا تأويله، فهو صريح في أنه لا يحمل المتشابهات على المعنى الظاهر وإلا لما كان لنفيه للمعنى فائدة لأن كل من يقوِّله أنه يحمل المتشابهات على الظاهر يدعي أن المعنى معلوم قطعا وجزما وأنه ليس سوى ما يفهمه العامي.

فتبين بهذا أن ما اعتبرته أخي من المحكم والمتفق عليه ليس محكما ولا متفقا عليه، فما فعلت أخي سوى رد المتشابه إلى المتشابه، وباقي كلامك أخي مبني على ما اعتقدته أصولا محكمة متفقا عليها، وهي ليست كذلك. وبالله تعالى التوفيق.
كما أرجو من إخواني التركيز على الموضوع الأساسي وهو مفهوم كشف الساق في الآية والحديث ومدى تطابق الواقعتين أو اختلافهما بأدلة معتبرة.
 
الأخت الكريم..
وكأني بك أعلم من الإمام الخطابي والإمام القرطبي والإمام النووي والإمام ابن حجر وغيرهم من شراح الحديث وحفاظه بأقوال السلف الصالح، وهذا في الحقيقة ينبغي التورع من القول به منطوقا ومفهوما، وهل فيما نقلتيه نص صريح من علماء السلف الصالح على تعين حمل الساق في الحديث على الصفة الحسية كما تعبرين؟؟.

لم أدعي أني أعلم منهم ولا من أي شخص في هذا المنتدى حتى.
ولم أفسر "الساق" من عند نفسي، أو اختلقت تفسيرا لم يقل بها أحد من السلف أو علماء السنة الذين أتوا قبل هؤلاء الأئمة - رحمهم الله- الذين تنكر علينا رفض تأويلاتهم.


أرجو من الأخت أن تتجنب وصف الله تعالى بالجزء والحسي وغير ذلك مما أشرت إليه، فإنه لا يليق ولا يجوز.

أين وصفت الله عز وجل بـ"الجزء" ؟
قلت: "جزء بسيط من الحجاب فقط انكشف"
وإذا كان المقصود من كلمة "جزء" هو أن الله عز وجل ينقسم أو يتفرق (تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) فهذا مرفوض ولا يقول به أحد.
لكن إذا كان المقصود بـال"جزء" هو صفات الله عز وجل كاليد والعين والقدم والساق ..الخ) مع نفي المعنى الأول، فهذا لا نرفضه.
وهذه كلمات مجملة تحتمل حقا وباطلا، فنرد الباطل ونقبل الحق.
والجهمية والمعتزلة استخدموا مثل هذه الأشياء لرد صفات الله عز وجل.


أما قولي بأنه حسي، فهو مثل قولي "نؤمن بالساق صفة لله عز وجل على ظاهرها وحقيقتها"
ولا أعلم ماذا فهمت من قولي "حسي"
فالحسي هو ما تدركه بأحد الحواس، والبصر أحد الحواس، وهنا يرى المؤمنون الساق التي يكشف عنها الله عز وجل
فإذا كنت تؤمن بأن الساق معنوية، فنحن نؤمن بأنها صفة حقيقية لا تشبه صفات المخلوقين.


وهاك نقلا عن أحد أئمة السنة المتقدمين في تفسير الساق في الآية، روايات عن بعض السلف في اثبات الساق لله عز وجل صفة.


كلام الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة في كتابه الرد على الجهمية :

( قول الله جل وعز ( يوم يكشف عن ساق ) وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، واختلاف الصحابة ، والتابعين في معنى تأويله .

حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم ، بنيسابور ، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب النيسابوري البصري ، ثنا جعفر بن عون ، ثنا هشام بن سعد ، وثنا إبراهيم بن محمد الديبلي ، بمكة ، ثنا إبراهيم بن عيسى الشيباني البصري ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا حفص بن ميسرة الصنعاني ، جميعا ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري . أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة ؟ قال : « هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب ؟ » قالوا : لا . قال : « فإنكم لا تضامون في رؤية أحدهما . فإذا كان يوم القيامة نودي ليتبع كل أمة ما كانت تعبد ، فلا يبقى أحد كان يعبد شيئا إلا تبعه ، حتى لا يبقى إلا المؤمنون ، فيأتيهم الله عز وجل » فيقول : « أنا ربكم » فيقولون : نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا . فيقول : « هل بينكم وبينه آية ؟ » فيقولون : نعم . « يكشف عن ساق » ، فلا يبقى أحد ممن كان يعبد الله عز وجل إلا خر له ساجدا « . وذكر الحديث ،

أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي ، بمصر ، ثنا روح بن الفرج ، وثنا عبد الله بن جعفر الوردي ، بمصر ، ثنا يحيى بن أيوب المصري ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال فيه : » ويكشف عن ساقيه جل وعز « ، قال أبو عبد الله : وهذا حديث ثابت باتفاق من البخاري ، ومسلم بن الحجاج ، وقد رواه آدم بن أبي إياس ، عن الليث بن سعد ، عن خالد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم مثله ، وقال : يكشف عن ساقه جل وعز

وقد اختلف الصحابة في معنى قوله جل وعز ( يكشف عن ساق )

أخبرنا علي بن العباس بن الأشعث الغزي ، بغزة ، ثنا محمد بن حماد الطهراني ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، عن ابن مسعود ، في قوله جل وعز ( يوم يكشف عن ساق ) قال : « عن ساقه » قال أبو عبد الله : « هكذا في قراءة ابن مسعود ، ويكشف بفتح الياء وكسر الشين »


وأخبرنا علي بن العباس ، ثنا محمد بن حماد ، ثنا عبد الرزاق ، أنبأ ابن التيمي ، عن أبيه ، عن مغيرة ، عن إبراهيم في قوله جل وعز ( يوم يكشف عن ساق ) قال ابن عباس : « يكشف عن أمر عظيم » ، ثم قال : « قد قامت الحرب على ساق »

قال إبراهيم : وقال ابن مسعود : « يكشف عن ساقه ، فيسجد كل مؤمن ، ويقسو كل كافر فيكون عظما واحدا »

ثنا عمر بن الربيع بن سليمان ، بمصر ، ثنا بكر بن سهل ، ثنا عبد الغني بن سعيد ، ثنا موسى بن عبد الرحمن ، عن ابن جريج ، عن عطاء عن ابن عباس ، وعن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله ( يوم يكشف عن ساق ) قال : « شدة الآخرة »

وأخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب الرقي ، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله جل وعز ( يوم يكشف عن ساق (1) ) ، قال : عن شدة الأمر . قال ابن عباس : « أشد ساعة تكون يوم القيامة »

أخبرنا علي بن العباس ، ثنا محمد بن حماد ، أنبأ عبد الرازق ، أنبأ معمر ، عن قتادة : في قوله جل وعز ( يوم يكشف عن ساق ) قال : « عن شدة الأمر » قال أبو عبد الله : اختلفت الروايات عن عبد الله بن عباس ، في قوله جل وعز ( يوم يكشف عن ساق )

فروى أسامة بن زيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، ( يوم يكشف عن ساق ) « بالياء وضمها »
قال : يعقوب الحضرمي ، عن ابن عباس أنه « قرأ ( يوم يكشف عن ساق ) بالتاء مفتوحة »


قال أبو حاتم : « من قرأ بالتاء أي تكشف الآخرة عن ساق ، يستبين منها ما هو غائب عنه ، ومن قرأ يكشف يبين عن شدة وهي قراءة الأئمة السبعة ، وكذلك قرأ طلحة بن مصرف ، والأعمش »

قال أبو عبد الله : عن ابن مسعود ، ( يوم يكشف عن ساق ) « بفتح الياء وكسر الشين »

قال أبو حاتم السختياني : وقرأ الأخفش : « نكشف عن ساق بالنون » على معنى قراءة عبد الله

أخبرنا علي بن أحمد بن الأزرق ، بمصر ، ثنا أحمد بن محمد بن مروان ، ثنا أحمد بن محمد بن أبي عبد الله البغدادي ، ثنا يحيى بن حماد ، ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوم يكشف عن ساق ) قال : « يكشف الله عز وجل عن ساقه » ) اهـ




وما أجمل وأروع ما قاله الإمام الشوكاني رحمه الله في

فتح القدير :5 الصفحة :384

"يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون"
.....قيل ساق الشيء: أصله وقوامه كساق الشجرة، وساق الإنسان: أي يوم يكشف عن ساق الأمر فتظهر حقائقه، وقيل يكشف عن ساق جهنم، وقيل عن ساق العرش، وقيل هو عبارة عن القرب، وقيل يكشف الرب سبحانه عن نوره،

وسيأتي في آخر البحث ما هو الحق، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل
)

قال في آخر البحث :

(وقد أخرج البخاري وغيره عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً" وهذا الحديث ثابت من طرق في الصحيحين وغيرهما، وله ألفاظ في بعضها طول، وهو حديث مشهور معروف. وأخرج ابن منده عن أبي هريرة في الآية قال: يكشف الله عز وجل عن ساقه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن منده عن ابن مسعود في الآية قال: يكشف عن ساقه تبارك وتعالى
......إلى أن قال :

قال ابن عباس: هذا يوم كرب شديد، روي عنه نحو هذا من طرق أخرى، وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عرفت، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً فليس كمثله شيء.
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر
ا .هـ كلامه رحمه الله
 
أخي الكريم.
الجواب الصحيح للسؤال الأول هو أن التأويل: هو توجيه لفظ متوجه إلى معاني عديدة إلى واحد منها بحسب ما ظهر من الأدلة. فإذا لم يظهر الدليل القطعي للتوجيه اكتفي بطرح المعنى الباطل من تلك المعاني المحتملة بالدليل القطعي كقوله تعالى: (ليس كمثله شيء) (لم يكن له كفؤا أحد) وأُقِر بعد ذلك بنفي العلم بالمعنى المراد مع اعتقاد أن ثمة معنى صحيحا أراده الله تعالى. وهذا بناء على أنه لا يكتفى بالظنون في الاعتقاديات. أما من جوز الاكتفاء بالظنون فيها دفعا للشبهات فيعيّن معنى من المعاني المحتملة التي تصح ـ بعد طرح المحال ـ بما ظهر من الأدلة.

.

الأخ الكريم:
ما تقوله انت هو تكلف و عدّه أئمة السلف من أقوال الجهمية , فقال الإمام الترمذي :( وأما الجهمية؛ فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه.وقد ذكر الله عز و جل في غير موضع من كتابه: اليد والسمع والبصر؛ فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا: إن معنى اليد ههنا القوة. )

فانظر كيف قال الامام الترمذي رحمه الله ان الجهمية تأولت هذه الايات لأنها توهم التشبيه كما يقولها البعض ! و فسرتها على غير تفسير أهل العلم ! فقالوا : معنى اليد : القوة !!!!

فثبت لنا من كلام الامام ان لأهل العلم تفسيرا و هو الأخذ بالظاهر اما تأويل الجهمية فهو مدفوع اينما كان

و بقي ان يقال لك : انك وضعت احتمالات للمعاني لا تستطيع الجزم بإحداها ! فلم تعرّض نفسك للكلام فيما لا تفقهه ؟ و هل أُمرت ان تتكلف ذلك ام تقر بالظاهر ؟

ثم التمسك بآية التنزيه لا يتم لك : لأنك تثبت الحياة و السمع و البصر و عندما تأتي لليد و الوجه تتأولها ! فما الذي جعلك تقر بتلك و تنفي هذه بدعوى التشبيه ؟

و هذا الامام الترمذي ساق الصفات مساقا واحدا فلم يفرّق بين اليد و السمع و البصر !

فلمَ فرّقت بينها ؟

الجواب الصحيح للسؤال الثاني بعد تسليم أن كل أقوال السلف الصالح فردا فردا قد نقلت لنا بالتواتر أنها وإن لم تدل على التأويل بالمعنى الصحيح المتقدم إلا أنها لم تدل صراحة ودلالة قطعية على أنهم يحملون الآيات والأحاديث المختلف في مفهوها على المعنى الظاهر المقتضي للمحسوسية والجزئية والتبعيض في حق الله تبارك وتعالى. والقطع عليهم بأنهم أرادوا المعاني الظاهره اللازمة لما ذكر قطع لا مستند له.

قولك بالجزئية و التبعيض هو من عندك ! فلم يقل احد ان هذه الصفات أبعاض و أجزاء ! و إذا فهمتَ انت ذلك فهو فهم خاص بك لا تلزم به مخالفك !

أما اهل السنة فيقولون ان هذه الصفات لها معنى لا يخالف ظاهرها , و هو معنى مفهوم واضح , لأن من أقر بأن السمع و البصر و الحياة لها معان مفهومة وجب عليه الإقرار بذلك في بقية الصفات اما المنازعة في ذلك فلا يتم له إلا بالتناقض فيما أثبته و فيما نفاه

و أئمة السلف قاطبة على إثبات هذه الصفات على ظاهرها أي انها واضحة بيّنة و من العي تطلب معناها لأنها واضحة بيّنة المعنى , و المعنى يُطلب إن كانت الكلمة أعجمية أما ان كانت عربية فالمعنى واضح لا يُطلب الا لزيادة الإفهام ان كانت الكلمة غريبة او نحو ذلك

فمثلا : كلمة العلم واضحة المعنى في نفسها فمهما عرفّتها فلن تستطيع تعريفها بأوضح من نفسها حتى اعترف الغزالي بذلك في المنخول فقال : ((والمختار أن العلم لا حد له إذ العلم صريح في وصفه مفصح عن معناه ولا عبارة أبين منه، وعجزنا عن التحديد لا يدل على جهلنا بنفس العلم))

الجواب الصحيح للسؤال الثالث أنه وإن سلم الاتفاق على أن السلف فردا فردا لم يأولوا ـ بمعنى لم يعينوا للمتشابهات معنى من المعاني الصحيحة ـ فلا يسلم أنهم اتفقوا على الحمل على الظاهر المفيد للتجزء والتبعض والمحسوسية في حق الإله تعالى، بل المنقول عن الإمام أحمد هو الإيمان مع نفي الكيف والمعنى، ونفي العلم بالمعنى والكيف لا يمكن إنكاره عن الإمام أحمد ولا تأويله، فهو صريح في أنه لا يحمل المتشابهات على المعنى الظاهر وإلا لما كان لنفيه للمعنى فائدة لأن كل من يقوِّله أنه يحمل المتشابهات على الظاهر يدعي أن المعنى معلوم قطعا وجزما وأنه ليس سوى ما يفهمه العامي.

الظاهر ليس مفيدا للتجزيء و التبعيض إلا عندك , فمن ليس كمثله شيء صفاته كذلك , و كل صفة لموصوف فهي بحسبه فإن كان يقبل التجزيء و التبعيض و الانقسام والتفرق فصفاته مثله كالانسان و الحيوان

و من كان ليس كمثله شيء فصفاته مثله لا مثل و لا ند و شبيه

فمن أين لك ان صفات الله تعالى تعني التبعيض و الانقسام ؟؟ هذا فهم خاص بك لا يلزم مخالفك

و لا نسلّم ان إثبات الصفات لله تعالى يقتضي ما تسميه بالتبعيض و التجزيء

فتبين بهذا أن ما اعتبرته أخي من المحكم والمتفق عليه ليس محكما ولا متفقا عليه، فما فعلت أخي سوى رد المتشابه إلى المتشابه، وباقي كلامك أخي مبني على ما اعتقدته أصولا محكمة متفقا عليها، وهي ليست كذلك. وبالله تعالى التوفيق.

بل هو بحمد الله محكم و لعلك تراجع و تقرأ الكلام مرة أخى فما قعقعت به لا يتم لك لما ذكرته بأعلاه

كما أرجو من إخواني التركيز على الموضوع الأساسي وهو مفهوم كشف الساق في الآية والحديث ومدى تطابق الواقعتين أو اختلافهما بأدلة معتبرة
لن تُحل هذه إلا بالاتفاق على الأسس و الأصول فإذا ثبت الأصل ثبت التفريع و اذا انهدم الأصل بطل التفريع , فالنقاش في الفرعيات مع المخالفة في الأصول : لن يصل بنا الى نتيجة

و الله الموفق
 
الأخت الكريمة بارك الله فيك
هي ألفاظك فلم أتقول عليك شيئا. أما ما تقصدينه فهو أمر آخر. بل ها أنت تقولين بأنك تقصدين بالجزء الصفات كالعين واليد والساق واليد. فمن أين لك تسميتها بالأجزاء؟؟ وهو مناسب لقولك: كشف جزء من الحجاب، ليناسب قولك: رؤية جزء من الإله (أي العين أو اليد أو القدم). فها قد صار كلامك مصرحا بأن الله تعالى متكون من أجزء. فمن سلفك في ذلك؟؟
أما ما نقلتيه أختي الكريمة فليس فيه أي نص صريح قطعي منطوقا ومفهوها بأن الساق جزء من الإله تعالى، ومجرد نسبة الساق له لا تقتضي أنها جزء من ذات الله تعالى، وإلا فقوله تعالى: (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) يقتضي أن له روحا، وقس على ذلك كل ما أضافه الله تعالى إليه سبحانه، وهذا لا يقوله عاقل.
والسؤال الكبير الذي عليه علامات استفهام كبيرة كيف تفهمون من الأحاديث والنقول في مسألتنا هذه أن المراد بالساق المنسوبة إلى الله تعالى صفة من صفاته أو جزء من أجزائه بعبارة الأخت العقيدة؟؟؟ وكيف غاب هذا المعنى الواضح القطعي على ما تعتقدون على حفاظ وشراح الحديث أمثال الخطابي والنووي وابن حجر وغيرهم رحمهم الله تعالى؟؟؟؟ وهل أنتم مقتنعون بذلك الفهم مع أنه لا دليل قطعيا عليه؟؟ وإذا كان ثمة دليل قطعي قابل للفهم والإذعان فلم لا يُبسَط لكي نؤمن بما تؤمنون من أن لله تعالى صفات هي أجزاؤه التي يكشفها للمؤمنين كالعين واليد والساق والقدم والأصابع وغيرها. نرجو البيان بالدليل والبرهان، وإلا فلا يكفي مجرد نقل نصوص قابلة لاحتمالات عديدة على غير ما تعتقدين مؤيدة بفهم ثلة عريضة من علماء الحديث رواية ودراية وفقها وشرحا. والله الموفق.
 
الأخ الكريم : نزار

رأيتك تستدل بكلام بعض المتأخرين كالخطابي و النووي و ابن حجر رحمهم الله , و استدلالك هذا باطل من وجهين :

الأول : اننا نقابل هذه الأسماء بأسماء أجل منهم ممن أثبت الصفات على ظاهرها و لم يتأول من لدن الصحابة و الى ماشاءالله - كابن عباس و مجاهد و أبي العالية و سفيان الثوري و سفيان بن عيينة و مالك و الشافعي و ابو حنيفة و ابن حنبل و البخاري و الترمذي و ابو داود و النسائي وغيرهم - كالحافظ ابن مندة و الحافظ الاجري و الحافظ السجزي و الحافظ الحافظ المفسر البغوي و الحافظ اللالكائي و الحافظ شيخ الإسلام الهروي و الحافظ الكبير عبدالغني المقدسي - صاحب عمدة الاحكام الذي شرحه ابن حجر - و الحافظ الأصولي ابن قدامة - وكلامه في الاشاعرة معروف و تبديعهم له معلوم و كلام تلميذه ابو شامة الأشعري عن عقيدته لا يخفي على ذي لب ! - و الحافظ المفسر فخر الدين ابن تيمية و ابن اخيه الامام الأصولي مجد الدين ابن تيمية و الحفاظ ابن تيمية و المزي و الذهبي و ابنه و ابن كثير و غيرهم في جمع غفير لا استطيع استيعابهم و انى لي ذلك !


فهذه بتلك !


الوجه الثاني : ان الرجال يعرفون بالحق لا العكس

و السلام
 
أما ما نقلتيه أختي الكريمة فليس فيه أي نص صريح قطعي منطوقا ومفهوها بأن الساق جزء من الإله تعالى، ومجرد نسبة الساق له لا تقتضي أنها جزء من ذات الله تعالى، وإلا فقوله تعالى: (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) يقتضي أن له روحا، وقس على ذلك كل ما أضافه الله تعالى إليه سبحانه، وهذا لا يقوله عاقل

أنت هكذا تأول كلام السلف !!
هذا غير معقول !
تأولون كلام الله ثم كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهو أُرسل مبينا لكتاب الله !
ثم الآن تأولون كلام السلف الذين من المفترض أن يبينوا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟!

هكذا يضيع الدين !
فلا يكون هناك أي كلام ظاهر واضح، وكلها تأويل !

وفيما يتعلق بكلامك عن المضاف إلى الله تعالى
فهو يكون أحد ثلاث:

-إما صفة:
كرحمة الله وقدرة الله وعلم الله ويد الله ..الخ


-أو عين قائمة بنفسها (خلق من مخلوقات الله عز وجل)
كناقة الله وبيت الله ..الخ

- أو عين في عين قائمة بنفسها
كروح الله ، فهي عين قائمة بنفسها في عين أخرى، وهي أيضا من مخلوقات الله عز وجل.

والأولى والثانية أُضيفت إلى الله تشريفا وتعظيما.


فهل تقول بأن الساق هنا خلق من مخلوقات الله عز وجل أضيفت إلى الله عز وجل تشريفا وتعظيما؟
فإذا كان الجواب بنعم، فما هو هذا المخلوق الذي شرف وعظم بإضافته لله عز وجل؟


أما استدلالك بالأئمة الذين ذكرتهم، فإنك غفلت عن كثير من العلماء الذين أتوا قبلهم وبعدهم ممن أثبتوا الصفات كلها على ظاهرها ومنها صفة الساق.
واستدلوا برواية ابن مسعود رضي الله عنه.
وهم أعلم وأفهم منا بكلام السلف.



وهذا جزء من حوار طويل دار بين شيخ الحنابلة أبو إسحاق شاقلا المتوفي (369 هـ) وأبو سليمان الدمشقي، نقله ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، والشيخ شاقلا يثبت الصفات على ظاهرها ويعتقده عقيدة السلف الصالح كما هو ظاهر في الحوار بأكمله:

[فقال (أبو سليمان الدمشقي) لي جوابا عن حديث أنس: " إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها " إنما هما نعمتان.

فقلت (أبو إسحاق شاقلا) له: هذا الخبر يقول: " إن الأصبعين نعمتان؟ " واليدين صفة للذات ولم يتقدمك بهذا أحد إلا عبد الله بن كلاب القطان الذي انتحلت مذهبه ولا عبرة في التسليم للأصابع والتأويل لها على ما ذكرت: إن القلوب بين نعمتين من نعم الله عز وجل.

ثم قال لي: وهذا مثل روايتكم عن ابن مسعود في قوله عز وجل يوم يكشف عن ساق إن الله عز وجل يكشف عن ساقه يوم القيامة؟.

فقلت له هذا رواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فأنكره عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هذا من كلام ابن مسعود وقد روي عن ابن عباس أنه قال: " الشدة " .

فقلت له: إنما نذكر ما جاء عن الصحابة إذا لم نجد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال لي: تحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم؟.

قلت: نعم. هذا رواه المنهال ابن عمرو عن أبي عبيدة بن عبد الله عن مسروق بن الأجدع حدثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام وذكر الحديث بطوله وقال فيه: فيأتيهم الله تبارك وتعالى فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون: لنا إله فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: نعم بيننا وبينه علامة إن رأيناها عرفناه قال: فيقول: ما هي؟ فيقولون: يكشف عن ساقه. قال: فعند ذلك يكشف عن ساقه قال: فيخر من كان بظهره طبق ويبقى قوم ظهورهم كأنها صياصى البقر يريدون السجود فلا يستطيعون. وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " في حديث فيه طول وقد روي أيضا من طريق أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال: أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري؟

فقلت له: هذا في صحيح البخاري فليس من شرطه أبو هارون العبدي لضعفه عنده وعند أئمة أهل العلم ولم يحضرني إسناده في وقت كلامي له وأخرجته من صحيح البخاري كما ذكرته: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد ابن زياد المقرئ يعرف بالنقاش قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا آدم قال: حدثنا الليث عن خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يكشف ربنا تبارك وتعالى عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد له في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " . ]
 
أرى البحث والنقاش خرج ويخرج عن مساره إلى " متاهات" وطرق " وعرة" سلكها العلماء الكبار قبل 8-10قرون ولم يصلوا في نهايتها إلى رأي اتفقوا عليه ، وأحرى من جاء بعدهم واخص أهل عصرنا بأن لايصلوا إلى ذلك ، وما الحال إلا أن " كل يغني على ليلاه" فالله تعالى قد كتب وجود المدرسة الحنبلية وخصمها المدرسة " الأشعرية"- ولكل أن يسمي ذلك بماشاء من أسماء - وحدث بينهما ماحدث ويحدث ،والخاسر الوحيد من هذه الحوادث هو " توحيد " كلمة المسلمين .
هذا على العموم .
أما على التفصيل :
فأرى من خلال ما هو مكتوب أعلاه بقلم أكثر من أخ ادعاء أن مذهباً معيناً هو مذهب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن الموجود عن بعضهم هو الأمر بالسكوت وأن التفسير إنما يكون بقراءة تلك النصوص فقط ، وهذا إما أن بعض الباحثين وقف عليه ونسيه وإما أنه يعرفه وسكت عن ذكره ، وفي كلتا الحالتين لايصح النقاش معه .
ثانياً :
رأيت إقحام الإمام مالك رحمه الله في هذا الباب مع أنه رحمه الله ليس عند من يستدل برأيه في هذا الباب غير موقفه وقوله وكلامه رحمه الله في مسألة " الإستواء "؟؟؟
فهل يصح أن نبني مذهب الإمام مالك - وأقصده كشخص وليس كإمام للمذهب -ورأيه في هذا الباب بناء على مسألة واحدة ؟؟؟ أم أننا يجب علينا تتبع آرائه وأقواله في المسائل كلها ثم نعطي حكماً :
وأقول بكل صراحة قد لاتعجب الكثيرين :
من قرأ كتب المالكية وخاصة القديمة منها القريبة العهد بالإمام فسيجد اقوالاً في بعض المسائل غير مسألة " الإستواء" يقول فيها الإمام مالك قولاً قد لايعجب بعضهم .
وكلمة أخيرة لأختي الكريمة " العقيدة " :
لوأراد شخص أن يتعامل مع كلامك بالمصطلحات العلمية المتعارف عليها في هذا العلم- أعني علم الكلام - فلن يفهم إلا أنك -وأعيذك بالله أن تكوني كذلك - تقولين بالتجسيم تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ، فهذه الكلمات وأمثالها " الحسية - جزء من كذا ..يجب الحذر منها في استخدامها في جانب الله تعالى إلا إذا كنت قد نقلتيها من عالم معتبر فياليتك تحيلين عليه .
والله أعلم.
 
رأيت إقحام الإمام مالك رحمه الله في هذا الباب مع أنه رحمه الله ليس عند من يستدل برأيه في هذا الباب غير موقفه وقوله وكلامه رحمه الله في مسألة " الإستواء "؟؟؟
فهل يصح أن نبني مذهب الإمام مالك - وأقصده كشخص وليس كإمام للمذهب -ورأيه في هذا الباب بناء على مسألة واحدة ؟؟؟ أم أننا يجب علينا تتبع آرائه وأقواله في المسائل كلها ثم نعطي حكماً :
.

الإمام مالك إمام كبير القدر معظم عند كافة أئمة أهل الحديث مع أنهم كانوا يسمون كل من وقع في التأويل جهمي ويذمونهم ويرمونهم بما هو معلوم لمن له أدنى اطلاع على كتب العقائد الكبيرة المسندة ، ولو كان له رأي يخالف ما عليه أهل الحديث في هذا الباب لتكلموا فيه كما تكلموا في من وقع في مخالفة واحدة دع أن يكون في أمر مطرد كباب الصفات أو القدر أو الإيمان أو الأسماء والأحكام (1) .
مع أنه مقولته في ذا الباب ظاهرة التقعيد .
والكلام في هذا الباب طويل وكلام أئمة السنة يرجع إليه في كتب العقائد لا في كتب الشروح التي غالب من كتبها لم يكونوا محققين في هذا الباب ، كما أن كثيرا ممن يستنكر يظهر أنه غير مطلع إلا على قول واحد ولم يعرف أقوال الآخرين وينظر فيها إلا من خلال ما يرميهم خصومهم.

------------
(1) شيء من أقواله في العقيدة رحمه الله :
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12608
 
شكرا لكم
أريد أنبه الإخوة العزاء أن الموضوع أصلا لم يطرح لسلوك هذه المسلك في المناظرة التي لا طائل من ورائها كما ذكرت أول مرة، سيما أن البعض ليس له من غرض إلا إظهار المنافحة على ما اعتقده واتبعه مذهبا. وهذا في حد ذاته يشكر عليه لكن ليت الفهم يسبق المنافحة.
أريد أن اشير إلى الأخ الشافعي أنه لو كان كلام السلف في الصفات ظاهرا واضحا لما وسع الأئمة (الذين تصفهم بالجهمية) كالخطابي والنووي وابن حجر وغيرهم مخالفته؛ كيف وهم أحرص الناس على اتباع السلف الصالح؟؟. ومن ذكرتهم يا أخي ليس لهم نصوص في العقيدة لا تحتمل إلا فهما واحدا وإلا كان ما ذكرتهم أحق باتباعهم مني ومنك. وهذا واضح فتأمل أخي الكريم.
أختي العقيدة، هو كما قال لك الفاضل الجكني فيما يخص الاصطلاحات التي تستعملينها، واما سائر ما نقلتيه فليس فيه دلالة واضحة لا تحتمل غيرها على أنهم يريدون بالساق الجزء والبعض المكشوف حجاب الأعين عنه. ولو كان كذلك لكان اولى الناس باتباع تلك الدلائل أهل الحديث وشراحه ممن ذكرت. ثم كثيرا ما تقولين بأن المراد هو الظاهر وأن الاتفاق واقع عليه، فهل تستطيعين في كلمة بيان معنى الساق (الواضح الظاهر) في حق الله تعالى غير قولك صفة أو جزء أو غير ذلك ممت هو غير واضح؟؟ أقصد الواضح لا يستحيل توضيحه أكثر.
 
سيما أن البعض ليس له من غرض إلا إظهار المنافحة على ما اعتقده واتبعه مذهبا. وهذا في حد ذاته يشكر عليه لكن ليت الفهم يسبق المنافحة.
.

بل نحسب أن من تكلم إنما فعل = ليدفع الغلط عن الشريعة في فهمك لها أو من نقلت عنه حتى لا يغتر جاهل بما يكتب.
وإلا فمعلوم أن كثيرا ممن رضع مذهبا حتى شب عليه وبدأ في الدفاع عنه = يصعب عليه التخلص منه .
وقد فهموا ما قالوا وعقلوه جيدا فلا داعي لمثل هذه الأساليب.
وأنت مع الأسف لم تحسن في التعامل مع ما ذكره من ناقشك، وما ذكروه من كلام أهل العلم وما فيه من حجج وأدلة.
ثم ختمت أنك لم ترد أن يصل إلى هذا سبحان الله !
وأما دعوى أن فلان أحرص على اتباع السلف فلو سلم هذا لم تكن القسمة واحدة بل قد يخطئ طريق السلف لأسباب كثيرة أهمها التلقي وإحسان الظن بالشيوخ وعدم التمحيص في كلامهم ... إلخ
وهذه الدعوى تشبه دعوى المقلد لمن يدعوه إلى الدليل فيرد عليه :
أنت أعلم من الإمام فلان !
وإلا كيف ظهرت هذه المذاهب والأقوال الباطلة في الأمة مع أن كثيرا ممن قالها كان حسن القصد ؟!
و (كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا)

لا يفوتني أن أنبه إلى أن الحديث الذي ذكرت أنه رواه أحمد وبعد المحاققة إلى ابن عساكر = ضعيف، ففيه علي بن زيد وهو ضعيف ورواه عمن هو أضعف منه عمارة القرشي ، وتركت من أجله دلالة الأحاديث الصريحة في الصحيحين .
 
أرى البحث والنقاش خرج ويخرج عن مساره إلى " متاهات" وطرق " وعرة" سلكها العلماء الكبار قبل 8-10قرون ولم يصلوا في نهايتها إلى رأي اتفقوا عليه ، وأحرى من جاء بعدهم واخص أهل عصرنا بأن لايصلوا إلى ذلك ، وما الحال إلا أن " كل يغني على ليلاه" فالله تعالى قد كتب وجود المدرسة الحنبلية وخصمها المدرسة " الأشعرية"- ولكل أن يسمي ذلك بماشاء من أسماء - وحدث بينهما ماحدث ويحدث ،والخاسر الوحيد من هذه الحوادث هو " توحيد " كلمة المسلمين .

الأستاذ الكريم الجكني
وحدة المسلمين لا تكون على حساب العقيدة الصحيحة
لا مانع في أن نتوحد مع الأشاعرة والفرق الإسلامية الأخرى لمحاربة أعداء الإسلام من أهل الكتاب والملاحدة وغيرهم والرد على الفرق الضالة كالرافضة وغيرهم
لكن هذا لا يعني أنني سأسكت إذا رأيت أحدهم ينشر عقيدة خاطئة أو يطعن في العقيدة التي أؤمن بأنها عقيدة السلف الصالح عقيدة أهل السنة والجماعة.


أما على التفصيل :
فأرى من خلال ما هو مكتوب أعلاه بقلم أكثر من أخ ادعاء أن مذهباً معيناً هو مذهب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن الموجود عن بعضهم هو الأمر بالسكوت وأن التفسير إنما يكون بقراءة تلك النصوص فقط ، وهذا إما أن بعض الباحثين وقف عليه ونسيه وإما أنه يعرفه وسكت عن ذكره ، وفي كلتا الحالتين لايصح النقاش معه .

ما فهمناه من كلام السلف هو غير ما فهمه كثير من الأشاعرة المتأخرين.
فالأشاعرة المتأخرين يقولون بأن قول السلف "أمروها كما جاءت" و"قراءتها تفسيرها" يعني تفويض المعنى ثم ينفون الكيف مطلقا عن صفات الله عز وجل.

أما أهل السنة والجماعة فيفسرون قولهم بأنه امرارها على ظاهرها والسكوت عن علم الكيف وتفويضه لله عز وجل
وقراءتها تفسيرها أي معناها هو ما تفهمه أول ما تقرأ الآية (الظاهر منها)، فأنا عندما اقرأ قول الله عز وجل (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) أفهم منها أن لله عز وجل يدين خلق بهما آدم عليه السلام، وأنها ليست كأيدي المخلوقين لأن الله عز وجل قال (ليس كمثله شيء).


قال الأزهري (370 هـ) في تهذيب اللغة:
وأخبرني محمد بن إسحاق السعدي عن العباس الدوري أنه سأل أبا عبيد عن تفسيره وتفسير غيره من حديث النزول والرؤية فقال: هذه أحاديث رواها لنا الثقات عن الثقات حتى رفعوها إلى النبي عليه السلام؛ وما رأينا أحدا يفسرها، فنحن نؤمن بها على ما جاءت ولا نفسرها. أراد أنها تترك على ظاهرها كما جاءت.


وقال محمد أنور شاه كشميري-رحمه الله- في العرف الشذي شرح سنن الترمذي:

قوله : ( أمرُّوها كما هي الخ ) أمرُّوها على ظواهرها ، وأما تأويل اليد بالقدرة أو القوة فقال الترمذي : إنه مذهب الجهمية ، ولا يقال : إن اليد واليمين والوجه وغيرها من صفات الباري ويفوض التفصيل إلى الباري فإنه يقتضي أن يكون مثل اليد والوجه زائدة على الذات لأنه صفاته تعالى ليست عين ذات ولا غيرها مفصلة عنها بل زائدة على الذات ، ومقتضى لفظ اليد ومثله ، أن يعبر بلفظ لا لعلها يومئ إلى كونها زائدة على الذات فإنه خروج عن الموضوع ، وعبر البخاري بالنعوت ولغته أي بين حليته ومذهب السلف في مثل هذا أن يحمل على ظاهره ويفوض التكيف إلى الله


وكلمة أخيرة لأختي الكريمة " العقيدة " :
وأراد شخص أن يتعامل مع كلامك بالمصطلحات العلمية المتعارف عليها في هذا العلم- أعني علم الكلام - فلن يفهم إلا أنك -وأعيذك بالله أن تكوني كذلك - تقولين بالتجسيم تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ، فهذه الكلمات وأمثالها " الحسية - جزء من كذا ..يجب الحذر منها في استخدامها في جانب الله تعالى إلا إذا كنت قد نقلتيها من عالم معتبر فياليتك تحيلين عليه .
والله أعلم.

وما ذنبي أن بعض الناس لا يفهمون إلا بلغة علم الكلام؟

أنا لا استخدم علم الكلام للرد على المخالف ولا أعرف علم الكلام ولا أنوي دراسته فهو يُفسد عقيدة المسلم وقد ذمه السلف ونهوا عنه.

ولا أعرف تعريف أهل علم الكلام لكلمة "الحسي".
وما الفرق بين قولي "حسي" و"شيء يُرى بالعين"؟

ولا مانع لدي في أن ابدل كلمة "الحسي" بـ"شيء يُرى بالعين"، ولكن هل يقبلون الثاني أم يعتبرونه أيضا تجسيما؟
وهل رؤية ذات الله عز وجل بالعين يوم القيامة تُعتبر تجسيما أيضا عندهم؟

ولن أكون أول من اتهم بالتجسيم للدفاع عن عقيدة السلف الصالح
فكم من علماء السنة اتهموا بالتجسيم ظلما وزورا
كابن خزيمة
وعبد الله بن أحمد بن حنبل
وأبو جعفر بن أبي شيبة
وابن قتيبة
والدارمي
وعبد الرحمن بن منده
وأبو اسماعيل الهروي الأنصاري
وغيرهم
رحمهم الله تعالى رحمة واسعة
 
الإمام مالك إمام كبير القدر معظم عند كافة أئمة أهل الحديث
لا ادري ما وجه هذا الكلام الخارج - بقصد أو بغير قصد - عن القصد ؟؟
فلا ننازع كاتب الكلام ولا من " احتكر " لنفسه أهل الحديث ولا غيرهم في مكانة الإمام مالك رحمه الله ، فهو " إمامنا" قبل غيرنا ، وعرفناه قبل أن نعرف " الأشعرية والسلفية والمعتزلة والجهمية ووووو
فلا أدري ماالمغزى من تذكيرنا - ولم ننس لحظة من هو الإمام مالك - بأنه إمام كبير القدر ؟؟؟؟؟
وإذا كان المقصود هو عدم التسليم والتصديق بما جاء في المداخلة فهذا لاعلاقة له بمالك ، وعلى من يخالف أن يأتينا بقول للإمام في كل المسائل لنعرف صحة دعوانا من كذبها ، أما لف القضية بهذا الكلام " المبطّن تحته ماتحته" فهذا يقال لمن لايعرف عن مالك وأقواله إلا ماينقله عنه " الحنابلة " و " الشافعية " مما هو " مخالف " لما يقرره عنه " أهله وتلاميذه ، و" أهل مكة أدرى بشعابها " .
كانوا يسمون كل من وقع في التأويل جهمي ويذمونهم ويرمونهم بما هو معلوم لمن له أدنى اطلاع على كتب العقائد الكبيرة المسندة
1- أين الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على " شرعية " هذه التسمية وهذه " الدعوى " ؟؟
2- وماالحكم إذا كان من " أهل الحديث " من أوّل ولو صفة واحدة أوصفتين ؟؟
3- وكيف " يتعبد الله تعالى ويتقرب إليه " بإطلاق هذا الوصف على علماء الأمة الذين " يتعبد الله على " فهمهم وآرائهم و" كتبهم" من هو يصفهم بهذا الوصف ؟؟
من جلس بين يدي العلماء وفهم عنهم وقرأ الكتب دون تعصب ميل أو هوى ولم " يخش إلا الله تعالى " سيعرف سبب هذه الأوصاف التي تطلقها المذاهب والفرق بعضها على بعض ، وأن " المحك الحقيقي على صحتها هو " كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وليس اجتهاد أهل الحديث أو الفقه أو غيرهم .
يرجع إليه في كتب العقائد لا في كتب الشروح التي غالب من كتبها لم يكونوا محققين في هذا الباب
وهل " غالب " من كتب كتب " العقيدة " كان " محققاً في هذا الباب ؟؟
وما درجة هذا التحقيق ؟؟
الخلاصة التي ندين الله بها وأقترح على إخواني :
من استدل على قوله ومذهبه فليستدل بدليل من الكتاب والسنة صريحين ، وإلا فليقل إن دليله هو " فهم واجتهاد العلماء ، وساعتها يصح النقاش على هذا ؟ أما أن نناقش اجتهاد العلماء - من الطرفين - على أنه هو " كتاب الله وسنة رسوله" فهذا ....
والله من وراء القصد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا إخواني الكرام.
أريد أن أنبه بشكل خاص على مسألة كثيرا ما يخطئ فيها من يرفعون اليوم شعار "أهل الحديث" ويحتكرون لقب "السلف الصالح" إلى أن الدليل في المسائل التي نتحاور فيها لا يكون مجرد ذكر الآية أو الحديث وادعاء أنهما يدلان على المعتقد الفلاني بلا بيان وجه دلالتهما على ذلك المعتقَد، وللأسف إخواننا الذين يحلو لهم تلقيب أنفسهم بأهل الحديث أو الذين يهتدون "هم فقط" بالسلف الصالح في المسألة التي نحن فيها من كشف الساق اكتفوا بإيراد الحديث ونقل عن ابن مسعود لكن مع عدم بيان وجه دلالتهما على معتقدهم وأن الكشف لابد وأن يكون لساق الله (على ما نفهم ظاهرا من الساق) وكأنه لا احتمال غير ذلك المعنى، مع أن الكلام يحتمل أوجها عديدة، وما زلت أطالب بوجه حصر المعاني التي يحتملها الحديث والنقل عن الصحابي في معنى واحد وهو أن الكشف المذكور من إضافة الصفة إلى الموصوف، وأن الساق محمولة على المعنى الظاهر، بل لو تفضل علينا أحد الأخوة ببيان المقصود بالمعنى الظاهر للساق، فإنه إذا كان ظاهرا فلا يستحيل بيانه لمن عساه قد خفي عليه. وعند بيان هذه المسائل يمكن أن يعتبر كلامهم دليلا أو حجة كما سماه الأخ عبد الرحمن. أما هكذا فلا.

والحاصل أن الدليل هو الآية والحديث لا شك لكن من حيث يتوصل بصحيح التأمل فيهما ـ سيما إذا كان المعتقد مما يتوصل إليه بالتأمل لكثرة الاختلاف فيه ـ إلى مطلوب خبري، والمطلوب هنا هو مفهوم الكشف للساق الوارد في الحديث.

ففي المسألة التي نحن فيها وهي كشف الساق وما تدل عليه الآية والحديث اكتفى الإخوة بذكر حديث أبي سعيد الخدري وقول منقول عن ابن مسعود رضي الله عنهما، وهما ليس فيهما ما ينص نصا على ما يعتقده إخواننا ممن يسمون أنفسهم اليوم بـ"أهل الحديث"، بل له مدلولات أخرى متناسقة مع لسان العرب ومع سياق الآية ومع تفسير الحبر ابن عباس لها، ويقويها حديث أبي بردة الذي قيل إنه ضعيف مع أن الحكم عليه بالضعف ليس قطعيا بل قد يرتقي بشواهد إلى درجات أعلى من الصحة، والشواهد متوفرة من لسان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.

وسائر ما ينقل من كلام المشايخ ـ الذين يحتكر لأجلهم لقب السلف الصالح ــ هي اجتهادات علماء كما نبه على ذلك الفاضل الجكني وليست نصوصا متواترة قطعية الثبوت وقطعية الدلالة صادرة من المعصومين ومنقولة من المعصومين، وعلى تقدير توفر تلك الشروط فيها فما بين أيدينا منها ليست نصوصا لا تحتمل إلا معنى واحدا، فمعلوم أن مجرد نسبة الساق إلى الله تعالى لا تدل على أنها نسبة الصفة إلى الموصوف، ولا أن المقصود بالساق هو المعنى المزعوم ظهوره.. فهي تحتمل معاني أخرى صحيحة مليحة اختارها ترجمان القرآن رضي الله عنه وأئمة الحديث كالخطابي والنووي والقرطبي وابن حجر مثلا.

ثم إن لم يكن هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين بارك الله في علمهم فتركوا لنا تفاسيرا عظيمة للقرآن الكريم وشروحا نفيسة لكتب الأحاديث وغير ذلك مما لا يحصى كثرة من المصنفات النافعة إن لم يكونوا على الهدى فليت شعري من المهتدي؟؟؟

وإن كان هؤلاء الأفذاذ الجهابذة قد قلدوا مشايخهم في الاعتقاد بمجرد تحسين الظن فيهم بلا تمحيص فمن منا يدعي أنه في هذا القرن الخامس عشر قد فاتهم علما وتمحيصا ونبذا لتقليد المشايخ فصحت عقيدته وفسدت عقيدتهم؟؟ وليت شعري إذا فسدت العقيدة فما فائدة باقي العلوم؟؟ وكيف يتبحرون في تلك العلوم وهم قد أغفلوا أصل الأصول؟؟ أترى الخطابي مثلا والبغوي مثلا والنووي قد جهلوا عقيدة السلف الصالح أو انحرفوا عنها بقصد أو غير قصد؟؟؟ وهل يقول ذلك إلا من جهل قدرهم. صحيح أن الحق لا يعرف بالرجال، لكن الرجال المذكورين ما صاروا رجالا وخلدوا ذكرهم بكتبهم النافعة إلا باتباع الحق قولا واعتقادا وفعلا.

هذا ما نعتقده في علمائنا الأبرار، والحمد لله أنا لم نضطر لقطع العلاقة مع تراثنا وعلمائنا قرونا طويلة للقفز إلى ما يصطلح عليه اليوم بعقيدة السلف الصالح، متجاهلين طبقات وطبقات من علماء الحديث والتفسير واللغة، بدعوى أنهم ضلوا في العقيدة ولم يتبعوا السلف الصالح، أو بدعوى أنهم قلدوا المنحرفين لأجل تحسين الظن بهم. سبحانك ربنا ما ينبغي لنا أن نقول مثل هذا في ثلة من أفاضل عبادك.


وبالرجوع إلى الموضوع الأصلي، أنتظر من الأخوة الأفاضل بيان أن نسبة الساق في الحديث هو من باب نسبة الصفة إلى الموصوف، بدليل منفصل على مجرد ذكر الحديث أو النقل، أقصد بدليل قاطع من الكتاب أو السنة، أو بفهم منسجم مع لغة العرب والعقل الصحيح. فإذا لم يوجد مثل هذا الدليل، ووجدت وجوه أخرى يقبلها اللسان العربي ولا ينكرها، ويقبلها العقل السليم ولا ينكرها، ومدعومة بتفسير ترجمان القرآن وغيره من الثقات، فكيف يدعى بعد ذلك أن كشف الساق في الحديث لا يحتمل إلى معنى واحدا وهو كشف ساق الله تعالى (التي هي جزء من ذاته لزوما) على ما يفهم ظاهرا عند قوم.
 
لا ادري ما وجه هذا الكلام الخارج - بقصد أو بغير قصد - عن القصد ؟؟
فلا ننازع كاتب الكلام ولا من " احتكر " لنفسه أهل الحديث ولا غيرهم في مكانة الإمام مالك رحمه الله ، فهو " إمامنا" قبل غيرنا ، وعرفناه قبل أن نعرف " الأشعرية والسلفية والمعتزلة والجهمية ووووو
فلا أدري ماالمغزى من تذكيرنا - ولم ننس لحظة من هو الإمام مالك - بأنه إمام كبير القدر ؟؟؟؟؟
إذا كنت لا تدري ما وجهه فاستفهم الكاتب قبل أن تشرق أو تغرب في فهمه وتكثر من استخدم ما بين هذه "" ولأجل أن تقلل من استخدام علامات الاستفهام .
مع أن كلامي كان في غاية الوضوح لمن تأمل أدنى تأمل، ولعلي أعيد توضيح قصدي حتى لا تسيء فهمه بقصد أو بغير قصد، ولا من يريد أن يحتكر لنفسه الإمام مالك :
قلت: إنه كبير القدر عند أهل الحديث = هذه مقدمة = نتيجتها أنه على مذهبهم ومشربهم.
(كونه صوابا أو غير ذلك = خارج البحث الآن.)
إذ لو خالفهم لما كان كذلك عندهم، ولتكلموا فيه كما تكلموا في غيره ممن أول الصفات.
وأعني بأهل الحديث:
أئمة أهل السنة كابن عيينة والشافعي والقطان وابن مهدي ووكيع وأبي عبيد وأحمد وإسحاق والبخاري (وقرونا بين ذلك كثيرا) .
فهذا المغزى
وأرجو أن يكون واضحا .
ولا أرى أني بحاجة للتعليق على السؤال المركب بعدها على الغلط في فهم هذا،
ومعناه: أن من وقع في التأويل سموه جهميا ووقعوا فيه ولا يعدونه إماما وهذا مما لم يقع للإمام الكبير القدر مالك.
أما المطالبة بالدليل على شرعية التسمية وما بعدها من أسئلة = فهو طريف فعلا.
إذ المقصود نفي الشبهة التي في مشاركتك عن الإمام مالك وإثبات سلامته من التأويل حسب.
وإحالتي على كتب العقائد المسندة، فـ "المسندة " تنقل ـ مع كلام الله ورسوله ـ كلام خير القرون المشهود لهم بالاستقامة والرد على البدع المحدثة.
وكتب العقائد هي المرجع في هذا ولو لم يكن كل من كتب فيها محققا إلا أنه بلا شك هي المرجع لا كتب شروح الحديث للمتأخرين .
وأسعد الناس بالكلام عن الدليل واتباعه وفهمه من كانت مذاهبهم مبنية عليه وكتبهم شاهدة بذلك لا على من بنى مذهبه على كلام الفلاسفة وأفراخ اليونان وأهل الكلام المبتدع المحدث وكتبهم شاهدة بذلك.
(وقد علم كل أناس مشربهم).

ويقويها حديث أبي بردة الذي قيل إنه ضعيف مع أن الحكم عليه بالضعف ليس قطعيا بل قد يرتقي بشواهد إلى درجات أعلى من الصحة، والشواهد متوفرة من لسان العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
.

يرتقي إلى درجات أعلى من الصحة لأجل شواهد من كلام العرب !
يبدو أنك لا خبرة لك بعلم الحديث .
وكان الأولى قبل أن تستدل بهذا الحديث تتأكد من صحته ولا تتدين بالضعيف وتحمل كلام الله على روايات ساقطة، ولا أن تأتي بعد إثبات ضعفه بمثل هذا الكلام العجيب .
 
قلت: إنه كبير القدر عند أهل الحديث = هذه مقدمة = نتيجتها أنه على مذهبهم ومشربهم.
نتيجة غير صادقة على المقدمة ، وإلا لزم : كل من كان كبير القدر عند أهل الحديث كان على مذهبهم ومشربهم ، والواقع يخالف ذلك بوجود أئمة في الحديث ليسوا على ماترمي إليه .
نعم تصدق هذه التيجة لو كان المراد بأهل السنة عند كاتب هذا الكلام فقط هم الأئمة المذكورون فقط ، لكن كاف التشبيه وعبارة " وقروناً بين ذلك كثيراً " تمنع من ذلك ، مع التحفظ على عدّ الإمام أبي عبيد رحمه الله في من لم يرد عنه تأويل ألبتة ، ومع التحفظ أيضاً على عدم الاهتمام بتأويل الإمام أحمد رحمه الله لصفة المجيء- حتى وإن أبى ذلك المتأخرون -وكتأويله لسورتي البقرة وآل عمران ( ولايهمني فهم بعض الناس لهذا التأويل عنه ومحاولة الدفاع عنه بنفيه ).
وأما :
إذ المقصود نفي الشبهة التي في مشاركتك عن الإمام مالك وإثبات سلامته من التأويل حسب.
فعجلة من كاتبها ، إذ ليس في كلامي شبهة على الإمام مالك ، ونص عبارتي :
وأقول بكل صراحة قد لاتعجب الكثيرين :
من قرأ كتب المالكية وخاصة القديمة منها القريبة العهد بالإمام فسيجد اقوالاً في بعض المسائل غير مسألة " الإستواء" يقول فيها الإمام مالك قولاً قد لايعجب بعضهم .
ولو تأمل الفاهم للشبهة كلمة ( بعض المسائل) لفهم السياق الصحيح للمشاركة ولما ادعى على قائلها بما أداه فهمه .
لذا :
أطلب من أهل الحديث أن يأتوا لنا برأي الإمام مالك رحمه الله في حديث "الصورة" كمثال لنرى هل وافقهم فيها أم لا ؟وليأتنا بكلام المالكية عنه ثم بكلام غيرهم ،ليعلم من أين تأتي الشبه والادعاءات .
أما المطالبة بالدليل على شرعية التسمية وما بعدها من أسئلة = فهو طريف فعلا
لاأقول إلا سامح الله كاتب ذلك ، وهل " الطرافة " هي الدليل الشرعي المطالب به في المسألة ؟؟
كان الظن الجواب بالنفي أو الاثبات ، فلسنا في مجال للتندر يا أعزك الله وحفظك .
ووالله العظيم - وهو المطلع على خائنة الأعين وماتخفي الصدور - لم أكتب حرفاً إلا وأرى أنه صواباً فيقبل أو خطأً فيبين خطؤه ،لا أن " أتطرف على غيري أو يتطرف.
وهل من " الطرافة " أن يطالب بالدليل الشرعي ؟؟
وإحالتي على كتب العقائد المسندة، فـ "المسندة " تنقل ـ مع كلام الله ورسوله ـ كلام خير القرون المشهود لهم بالاستقامة والرد على البدع المحدثة.[/
quote]
عفواً:
لم أر في المداخلة الأولى تقييد كتب العقائد ب " المسندة " فهذا القيد ليس في المداخلة المعترض عليها ، ولسنا ولله الحمد ممن يجرؤ على شيء مسند للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو كان هذا القيد موجوداً لما سطرنا حرفاً واحداً تعليقاً عليها ، مع العلم بأن الخلاف والاختلاف ليس في النصوص الشرعيه بل في " فهم هذه النصوص".
من كانت مذاهبهم مبنية عليه وكتبهم شاهدة بذلك لا على من بنى مذهبه على كلام الفلاسفة وأفراخ اليونان وأهل الكلام المبتدع المحدث
وهل الأئمة :
البيهقي وابن عبد البر والقرطبي وابن حجر وابن كثيروغيرهم كثير بنوا مذهبهم وفهمهم لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهمو همو على كلام الفلاسفة وأفراخ اليونان وأهل الكلام المبتدع ؟؟؟؟؟
سبحانك هذا بهتان عظيم .
 
الحمد لله
قد بالغت في توضيح ما أردت بيانه مما يتعلق بالإمام مالك بأتم وجه،
والشبهة التي في كلامك ليست ما اخترتَ أنت هنا أخيرا، بل ما في الاقتباس المذكور في مشاركتي الأولى، فتعليقي عليها لا على ما تختار أنت بعد ذلك وتجعل كلامي ردا عليه!
وأكرر تأكيدا :
لا يوجد أحد يعظمه "أهل الحديث" ووقع في التأويل المذموم، وسكتوا عنه البتة، ودعوى وجود ذلك مع سكوتهم = دليل بطلانه، ولا يدعيه إلا من يجهل حالهم ومصنفاتهم.
وهذا ـ أعني السكوت عنه ـ جزء نتيجة المقدمة مقرر في الموضع الأول تقريرا تاما، ترك في الشرح اختصارا، ليفهم القصد إذ لم يفهم أول مرة مع وضوحه.
وعدم رؤيتك لعبارة "المسندة" لا يعني عدم وجودها، ولو راجعت الكلام لوجدتها قبل العبارة المنتقاة في كلامك.
وفي تعليقك الأخير أمور ـ خاصة آخر فقرة ـ كسابقتها لا شأن لكلامي بها،
لذا لا يعنيني الرد عليها، فالوقوف عندها والتعليق عليها = خارج عن قصدي في أصل المشاركة، ومضيع للوقت، مدخل في الجدل واللجاج المذموم.
وما ذكرتُ كاف ـ في نظري ـ في دفع أن يغتر مسلم بتلك الشبهة، وحسبي هذا.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .
 
[align=center]أذكر نفسي وإخواني بقوله تعالى (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير). [/align]
 
وأسعد الناس بالكلام عن الدليل واتباعه وفهمه من كانت مذاهبهم مبنية عليه وكتبهم شاهدة بذلك لا على من بنى مذهبه على كلام الفلاسفة وأفراخ اليونان وأهل الكلام المبتدع المحدث وكتبهم شاهدة بذلك.

للأسف هذه القوالب الجاهزة والعبارات النابية في حق من يعتبرون حقا علماء أهل السنة فقها وحديثا وتفسيرا الخ طيلة قرون طويلة، أقول: هذه القوالب الجاهزة هي التي صدت أصحابها عن السبيل الصحيح، سبيل النظر بعين الإنصاف في حال من اصطفاهم الله تعالى لاستمرار بيان دينه الحنيف، فكانوا طيلة قرون هم المبيّنون لمعاني الكتاب العزيز، المعتنون بشرح أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، والمبلغون لأحكام الله تعالى، فمعلوم أن جمهور فقهاء ومفسري أهل السنة في القرون المذكورة ينطبق عليهم عندك وصفك لهم بأفراخ اليونان والمبتدعة وغير ذلك من القوالب الجاهزة التي تسقطونها عليهم، وهذا منكم هدم للدين بشعور أو بغير شعور، فكيف يؤتمن من هذا وصفهم عندكم عن دين الله تعالى، فهم خونة بهذا الوصف عندكم، وكيف للخونة أن يبلغوا دين الله تعالى وأحكامه؟؟

لقد قال لك الفاضل الجكني كلمة لو تدبرتها لفهمت كثيرا مما غاب عنك، وهي أن الاختلاف ليس في النصوص الشرعية، فهل ترى مثلا ابن حجر أو القرطبي أو النووي يردون حديثا صحيحا ولا يقبلون دلالته إن كانت قطعية؟؟ لكن الاختلاف إنما هو فهم تلك النصوص الشرعية، وشتان بين الأمرين. والفهم والجمع بين النصوص على مقتضى القواعد الشرعية والعقلية واللغوية هو ما ينقص إخواننا من "أهل الحديث" "وبقية السلف الصالح" الذين احتكروا هذه الألقاب وجعلوها علما عليهم.
 
للأسف هذه القوالب الجاهزة والعبارات النابية في حق من يعتبرون حقا علماء أهل السنة فقها وحديثا وتفسيرا الخ طيلة قرون طويلة، أقول: هذه القوالب الجاهزة هي التي صدت أصحابها عن السبيل الصحيح، سبيل النظر بعين الإنصاف في حال من اصطفاهم الله تعالى لاستمرار بيان دينه الحنيف، فكانوا طيلة قرون هم المبيّنون لمعاني الكتاب العزيز، المعتنون بشرح أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، والمبلغون لأحكام الله تعالى، فمعلوم أن جمهور فقهاء ومفسري أهل السنة في القرون المذكورة ينطبق عليهم عندك وصفك لهم بأفراخ اليونان والمبتدعة وغير ذلك من القوالب الجاهزة التي تسقطونها عليهم، وهذا منكم هدم للدين بشعور أو بغير شعور، فكيف يؤتمن من هذا وصفهم عندكم عن دين الله تعالى، فهم خونة بهذا الوصف عندكم، وكيف للخونة أن يبلغوا دين الله تعالى وأحكامه؟؟

لقد قال لك الفاضل الجكني كلمة لو تدبرتها لفهمت كثيرا مما غاب عنك، وهي أن الاختلاف ليس في النصوص الشرعية، فهل ترى مثلا ابن حجر أو القرطبي أو النووي يردون حديثا صحيحا ولا يقبلون دلالته إن كانت قطعية؟؟ لكن الاختلاف إنما هو فهم تلك النصوص الشرعية، وشتان بين الأمرين. والفهم والجمع بين النصوص على مقتضى القواعد الشرعية والعقلية واللغوية هو ما ينقص إخواننا من "أهل الحديث" "وبقية السلف الصالح" الذين احتكروا هذه الألقاب وجعلوها علما عليهم.

ما بالك تتغافل عن العلماء الذين أتوا قبلهم رحمهم الله؟
ألم يكن هناك مفسرون ومحدثين قبلهم؟
نحن نحترم هؤلاء العلماء، والشيخ عبد الرحمن السديس لم يذكر أي اسماء عندما قال ما قال
وبعض من ذكرتم ليس له كتب مخصصة في العقيدة حسب ما أعلم مثل ابن حجر رحمه الله.
والإمام البيهقي كتبه مسندة
وابن كثير وابن عبد البر والبغوي رحمهم الله عقيدتهم موافقة لعقيدة السلف وأهل السنة.

ومن ذكرتهم من العلماء (النووي والقرطبي وابن حجر رحمهم الله) كلهم اتوا بعد 600 هـ، فأين العلماء قبل 600 هـ؟ ألم يكن هناك علماء على العقيدة الصحيحة قبلها أم ماذا؟

وما قولك في المفسرين مثل الإمام الطبري رحمه الله؟ فعقيدته كانت موافقة لعقيدة أهل السنة وأكبر دليل على ذلك هو كتابه التبصير في الدين ثم تفسيره

وما قولك في علماء الحديث الذين اتوا قبلهم ولهم تعليقات على كثير من الأحاديث في كتبهم كالإمام ابن خزيمة وابن عبد البر وهما على عقيدة أهل السنة والجماعة

ما قولك في طعن بعض علمائكم في العلماء المتقدمين من أهل السنة من المحدثين وغيرهم؟
ألم يخدموا الدين واستفاد علماء المسلمون من كتبهم وحفظهم للسنة؟

وكون العالم له علم كثير وجهود في نشر العلم وحفظه وخدمة الدين لا يعني أنه معصوم ولا يقع في الخطأ حتى في مسائل العقيدة
ووقوعه في خطأ في مسألة أو مسألتين في العقيدة لا يخرجه كليا من أهل السنة
كالإمام ابن حجر والنووي رحمهما الله جميعا
ونحن نعتقدهم من أهل السنة وليسوا أشاعرة فهم لم يوافقوا الأشاعرة في كل أصولهم.
 
الإخوة الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الغاية من الحوار ما هي ؟
الوصول إلى الحق أم الوصول إلى الاتفاق ؟
الاتفاق أظن انه غير ممكن لا أريد أن أقول إنه مستحيل فهي مسائل لو ذهب كل منا ينقل ويبحث في بطون الكتب المعتمدة والشروح والحواشي ووو لطال بنا الحوار لعدة سنوات دون جدوى وخلال هذه الفترة من الحوار ستكون الدنيا تغيرت مرة أخرى ...
ونحن لا نزال ننقل وندافع ووو ونحتج ...
أما الحق فلا شك أنه مع أحد الفريقين المتحاورين ولكن هل الفريق الآخر المخطئ ضال أم مأجور ومثاب عند الله عز وجل ؟
لا أدري لماذا مثل هذه الموضوعات تستهوي البعض للحوار فتجد المشاركات تزداد تضخماً ... وانا استغربت حين رأيت هذا العدد من المشاركات والردود ... مع أن هناك مسائل طُرحت مهمة جداً تجاوزها الناس ولم تجد تعقيباً واحداً عليها .. ولا مشاركات ولا إضافات ...
السبب هو أن المسائل الجديدة تحتاج إلى بناء ومشاركات فعالة تحتاج إلى جهد وإعمال للعقل والتفكير والتأمل وهذا ما لا نجد له وقتاً ...
أما التذكر لتلقينات العلماء ولما في بطون الكتب والقص واللصق فهو يسير على من يسره الله عليه ..
وهكذا تظل الدائرة تدور في مكانها لا تتحرك وإنما تتسع فقط ..

الخلافات العقدية والكلامية القديمة ستظل تلقي بأثقالها فوق رؤسنا وتشغلنا عما يلزم لزماننا وما يلزم زماننا كثير جداً جداً بحيث نحتاج إلى كل ذرة وقت وذرة جهد حتى نستطيع البدء في البناء ....

إخوتي ليدخل أحدكم إلى منتدى الملحدين العرب مثلاً ... ولينظر كم هناك من المقالات التي تحتاج منا إلى جهد ورد ومناقشة وحوار وكم نحن مقصرون في الجهاد الفكري بالقرآن والسنة // وجاهدهم به جهاداً كبيرا // ...
علماً إخوتي الكرام أن هذا العمل أعني مواجهة الملاحدة لا يشكل إلا جزءاً من مهمتنا والأهم من ذلك أن ننهض نحن من تحت الركام : الاستعمار - التخلف - الجهل - الأمية - الفقر - الاستبداد - المرض - الشقاق والفرقة - النفاق - علماء السلطان - العلمانية -
العولمة - الغلاء ....

إخوتي الكرام : لقد نشرت في الملتقى بحثاً عن " العلاقة بين العلمانية والغنوصية " وهو مبحث في أطروحتي للدكتوراه وقد عدلت فيه واستغرقت كتابته مني على الأقل ثلاثة أشهر وقد تمت زيارته أكثر من خمسمائة مرة من قبل رواد الملتقى ....

تمنيت لو ان أحداً عقب بكلمة أو أضاف شيئاً نافعاً ... أو حتى كلمة شكر تجبر الخاطر .. باستثناء الأخ المصري وفقه الله ...
أرجو المعذرة لهذه الملاحظة ولكن انظروا إلى موضوعات الصفات والخلافات القديمة حولها كم تستهوينا وتشغلنا وتجرنا إلى هاويتها ... وتضيع وقتنا ... بينما ما يتصل بالواقع والحال والزمان يرمى في زوايا الإهمال ...

السؤال المهم : لماذا ؟ !
 
وما قولك في المفسرين مثل الإمام الطبري رحمه الله؟ فعقيدته كانت موافقة لعقيدة أهل السنة وأكبر دليل على ذلك هو كتابه التبصير في الدين ثم تفسيره

حفظك الله ورعاك يا أختي الكريمة.
أنت تؤكدين لي قناعة راسخة عندي وهو أن أمثالك لا يعرفون عن حسن نية ما المقصود بعقيدة السلف الصالح ويخلطون بينها وبين عقيدة من يسمون أنفسهم اليوم "بأهل الحديث" " وأتباع السلف الصالح"، ومن ذلك ذكرك للطبري وكتابه العظيم التبصير في معالم أصول الدين، فهو ينص نصا على مسائل تخالف مخالفة تامة عقيدة من تزعمين أنهم على هدي السلف الصالح في الاعتقاد.
ثم إليك أختي الكريمة ما يؤكد أن الخلاف ليس في النصوص الشرعية، بل في فهمها. وإليك ما يفيد أن الحمل على الظاهر في كل ما ورد متعلقا بذات الله تعالى وصفاته طريقة مرذولة غير مقبولة، وما يفيد أن أكابر علماء السلف الصالح قد أولوا ما يستحيل حمله على الظاهر ولو مع نفي الكيف كما يعتقد من يسمون انفسهم "أهل الحديث" ويمنعون أفاضل علماء الأمة من ذلك اللقب.

نماذج من تأويلات السلف:

* تأويل ابن عباس وغيره للساق بالشدة :
روى ابن أبي حاتم في تفسيره 10/3366
(من طريق عكرمة عن ابن عباس انه سئل عن قوله :
يوم يكشف عن ساق قال : إذا خفي عليكم شيء من القران فابتغوه في الشعر فانه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر.
اصبر عناق انه شر باق قد سن لي قومك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق.
قال ابن عباس : هذا يوم كرب وشدة.
عن ابن عباس يوم يكشف عن ساق قال : هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.) اهـ
وفي تفسير عبد الرزاق 3/310 :
( عبد الرزاق عن ابن التيمي عن أبيه عن مغيرة عن إبراهيم:
في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق قال عن أمر عظيم وقال قد قامت الحرب على ساق ...
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة :
في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق قال يكشف عن شدة الأمر ) اهـ
وفي تفسير الطبري 12/197 :
( يقول تعالى ذكره يوم يكشف عن ساق )
قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل : يبدو عن أمر شديد .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عبيد المحاربي ، قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، عن أسامة بن زيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :
يوم يكشف عن ساق قال : هو يوم حرب وشدة .
حدثنا ابن حميد قال ثنا مهران عن سفيان عن المغيرة عن إبراهيم عن ابن عباس : يوم يكشف عن ساق قال : عن أمر عظيم كقول الشاعر :
وقامت الحرب بنا على ساق
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم :
يوم يكشف عن ساق ولا يبقى مؤمن إلا سجد ، ويقسو ظهر الكافر فيكون عظماً واحداً ، وكان ابن عباس يقول : يكشف عن أمر عظيم ، ألا تسمع العرب تقول :
وقامت الحرب بنا على ساق
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثنا أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس :
قوله يوم يكشف عن ساق يقول : حين يكشف الأمر ، وتبدوا الأعمال ، وكشفه : دخول الآخرة وكشف الأمر عنه .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنا معاوية ، عن ابن عباس :
قوله يوم يكشف عن ساق هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة .
حدثني محمد بن عبيد المحاربي و ابن حميد ، قالا : ثنا ابن المبارك ، عن ابن جريج ، عن مجاهد :
قوله يوم يكشف عن ساق ، قال : شدة الأمر وجده ، قال ابن عباس : هي أشد ساعة في يوم القيامة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : شدة الأمر ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد :
قوله يوم يكشف عن ساق قال : شدة الأمر ، قال ابن عباس : هي أول ساعة تكون في يوم القيامة ، غير أن في حديث الحارث قال : وقال ابن عباس : هي أشد ساعة تكون في يوم القيامة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم بن كليب ، عن سعيد بن جبير قال :
عن شدة الأمر .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة :
في قوله يوم يكشف عن ساق قال : عن أمر فظيع جليل .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة :
في قوله يوم يكشف عن ساق قال : يوم يكشف عن شدة الأمر .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول :
في قوله يوم يكشف عن ساق وكان ابن عباس يقول : كان أهل الجاهلية يقولون : شمرت الحرب عن ساق يعني إقبال الآخرة وذهاب الدنيا ) اهـ
وفي مشكل القرآن لابن قتيبة :
( فمن الاستعارة في كتاب الله عز وجل ( يوم يكشف عن ساق ) أي عن شدة من الأمر ، كذلك قال قتادة ، وقال إبراهيم : عن أمر عظيم .
وأصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناته والجد فيه ، شمر عن ساقه ، فاستعيرت الساق في موضع الشدة ) اه


* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الإتيان بإتيان الأمر :
قال القرطبي في تفسيره 7/129 :
( أو يأتي ربك ) قال ابن عباس و الضحاك :
أمر ربك فيهم بالقتل أو غيره ، وقد يذكر المضاف إليه والمراد به المضاف ، كقوله تعالى : واسأل القرية [ يوسف : 82 ] يعني أهل القرية . وقوله : وأشربوا في قلوبهم العجل [ البقرة : 93 ] أي حب العجل .
كذلك هنا : يأتي أمر ربك ، أي عقوبة ربك وعذاب ربك . ) اهـ

* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الكرسي بالعلم :
في تفسير ابن أبي حاتم 2/ 490
( حدثنا ابو سعيد الأشج ، ثنا ابن إدريس ، عن مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس :
قوله : وسع كرسيه السموات والأرض قال : علمه.
وروى عن سعيد بن جبير ، نحو ذلك )
وفي تفسير ابن جرير 3/6 :
( حدثنا أبو كريب و سلم بن جنادة قالا ، حدثنا ابن إدريس ، عن مطرف ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس :
وسع كرسيه ، قال : كرسيه علمه .
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا مطرف عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله ، وزاد فيه : ألا ترى إلى قوله : ولا يؤوده حفظهما
ثم قال ابن جرير بعد ذلك :
( وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن ، فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عنه أنه قال : هو علمه . وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره : ولا يؤوده حفظهما على أن ذلك كذلك . فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم وأحاط به مما في السماوات والأرض ، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم : ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما [ غافر : 7 ] ، فأخبر تعالى ذكره : أن علمه ومع كل شيء ، فكذلك قوله : وسع كرسيه السماوات والأرض .
قال أبو جعفر : وأصل الكرسي العلم . ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب كراسة ، ومنه قول الراجز في صفة قانص :
حتى إذا ما احتازها تكرسا
يعني علم ، ومنه يقال للعلماء الكراسي ، لأنهم المعتمد عليهم ، كما يقال : أوتاد الأرض ، يعني بذلك أنهم العلماء الذين تصلح بهم الأرض ، ومنه قول الشاعر :
يحف بهم بيض الوجوه وعصبة كراسي بالأحداث حين تنوب
يعني بذلك : علماء بحوادث الأمور ونوازلها ) اه كلام ابن جرير
وفي الدر المنثور :
( وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس :
{ وسع كرسيه السموات والأرض } قال : كرسيه علمه ، ألا ترى إلى قوله { ولا يؤده حفظهما }
) اهـ

* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الأيدي بالقوة :
في تفسير ابن جرير 11/472:
في قوله تعالى ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون )
( يقول تعالى ذكره : والسماء رفعناها سقفاً بقوة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس :
قوله والسماء بنيناها بأيد يقول : بقوة .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد :
قوله بأيد قال : بقوة .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة :
والسماء بنيناها بأيد : أي بقوة .
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن منصور :
أنه قال في هذه الآية والسماء بنيناها بأيد قال : بقوة .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله والسماء بنيناها بأيد قال : بقوة .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان :
والسماء بنيناها بأيد قال بقوة ) اهـ
و في الدر المنثور :
( وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { والسماء بنيناها بأيد } قال : بقوة .
وأخرج آدم بن أبي إياس والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { والسماء بنيناها بأيد } قال : يعني بقوة ) اهـ

* تأويل الامام أحمد للمجئ بمجئ القدرة :
في مناقب أحمد للبيهقى ( مخطوط ) :
( قال وأنبأنا الحاكم قال حدثنا أبو عمرو السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت عمي أبا عبد الله يعين الإمام أحمد يقول احتجوا علي يومئذ يعني يوم نوظر في دار أمير المؤمنين فقالوا تجئ سورة البقرة يوم القيامة وتجئ سورة تبارك فقلت لهم إنما هو الثواب قال تعالى وجاء ربك إنما تأتي قدرته وإنما القرآن أمثال ومواعظ .
قال البيهقي :
هذا إسناد صحيح لا غبار عليه وفيه دليل على أنه كان لا يعتقد في المجيء الذي ورد به الكتاب و النزول الذي وردت به السنة انتقالا من مكان إلى مكان كمجيء ذوات الأجسام ونزولها وإنما هو عبارة عن ظهور آيات قدرته ... وهذا الجواب الذي أجابهم به أبو عبد الله لا يهتدي إليه إلا الحذاق من أهل العلم المنزهون عن التشبيه ) اهـ
انظر البداية والنهاية ( 10 / 327 )

* تأويل الإمام البخاري الضحك بالرحمة :
في الأسماء والصفات للبيهقي ص ( 470 )
( عن البخاري قال : ( معنى الضحك الرحمة ) اهـ .
وفي الأسماء والصفات للبيهقي ص ( 298 ) :
( روى الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى أنه قال :
معنى الضحك فيه - أي حديث الضحك - الرحمة ) اهـ

*تأويل الحسن البصري والنضر بن شميل القدم بمن سبق بهم العلم :
في الأسماء والصفات للبيهقي ص ( 352 )
أن النضر بن شميل قال :
في حديث : ( حتى يضع الجبار فيها قدمه ) :
أي من سبق في علمه أنه من أهل النار .
وفي دفع شبه التشبيه لابن الجوزي ص :
( وقد حكي أبو عبيد الهروي - صاحب كتاب غريب القرآن والحديث - عن الحسن البصري أنه قال :
القدم : هم الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبتهم لها ) اهـ

* تأويل ابن جرير الطبري للاستواء بعلو السلطان :
في تفسير ابن جرير ( 1 / 192 ) :
في قوله تعالى : ( ثم استوى إلى السماء ) :
( والعجب ممن أنكر المعنى المفهوم من كلام العرب في تأويل قول الله: ( ثم استوى إلى السماء ) الذي هو بمعنى : العلو والارتفاع هربا عند نفسه من أن يلزمه بزعمه إذا تأوله بمعناه المفهوم ، كذلك أن يكون إنما علا وارتفع بعد أن كان تحتها إلى أن تأوله بالمجهول من تأويله المستنكر ، ثم لم يبج مما هرب منه ، فيقال له :
زعمت أن تأويل قوله : ( استوى ) : أقبل ، أفكان مدبرا عن السماء فأقبل إليها ؟
فإن زعم أن ذلك ليس بإقبال فعل ولكنه إقبال تدبير ، قيل له : فكذلك فقل : علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال ) اهـ

* تأويل ابن حبان القدم بالموضع :
في صحيح ابن حبان ( 1 / 502 ) :
في حديث : ( حتى يضع الرب قدمه فيها - أي جهنم - )
قال :
( هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة ، وذلك أن يوم القيامة يلقى في النار من الأمم والأمكنة التي يعصى الله عليها ، فلا تزال تستزيد حتى يضع الرب جل وعلا موضعا من الكفار والأمكنة في النار فتمتلئ ، فتقول : قط قط ، تريد : حسبي ، حسبي ، لان العرب تطلق في لغتها اسم القدم على الموضع .
قال الله جل وعلا : ( لهم قدم صدق عند ربهم ) يريد : موضع صدق ، لا أن الله جل وعلا يضع قدمه في النار ، جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه )اهـ

* تأويل الإمام مالك ويحي بن بكير النزول بنزول الأمر :
في التمهيد لابن عبد البر ( 7 / 143 )
وسير أعلام النبلاء ( 8 / 105 )
( قال ابن عدي : حدثنا محمد بن هارون بن حسان ، حدثنا صالح بن أيوب حدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال : " يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره ، فأما هو فدائم لا يزول "
قال صالح : فذكرت ذلك ليحيى بن بكير ، فقال حسن والله ، ولم أسمعه من مالك ) اهـ

* تأويل الحسن المجئ بمجيء الأمر والقضاء وتأويله الكلبي بنزول الحكم :
في تفسير الإمام البغوي 4/454:
عند قوله تعالى ( وجاء ربك والملك صفا ):
( وجاء ربك ) قال الحسن : جاء أمره وقضاؤه 0وقال الكلبي : ينزل حكمه 0) اهـ

*تأويل الترمذي حديث الحبل :
في جامع الترمذي 5/403
عن أبي هريرة قال : بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم ...
والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ثم قرأ { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم }
قال أبو عيسى :
هذا حديث غريب من هذا الوجه قال ويروي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا لم يسمع الحسن من أبي هريرة وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه علم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه ) اهـ

* تأويل الأعمش و الترمذي الهرولة بالمغفرة والرحمة :
في سنن الترمذي 5/581 :
( عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن اقترب إلي شبرا اقتربت منه ذراعا وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا يعني بالمغفرة والرحمة وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وما أمرت أسرع إليه بمغفرتي ورحمتي وروي عن سعيد بن جبير أنه قال في هذه الآية { فاذكروني أذكركم } قال اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا الحسن بن موسى وعمرو بن هاشم الرملي عن بن لهيعة عن عطاء بن يسار عن سعيد بن جبير بهذا ) اهـ

* تأويل ابن المبارك الكنف بالستر :
في خلق أفعال العباد ص 78 :
عن صفوان بن محرز عن بن عمر رضي الله عنهما قال بينما أنا أمشي معه إذ جاءه رجل فقال يا بن عمر كيف * سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في النجوى قال سمعته يقول يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه، قال فذكر صحيفة فيقرره بذنوبه هل تعرف فيقول رب أعرف حتى يبلغ به ما شاء أن يبلغ فيقول إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته وأما الكافر فينادي على رؤوس الأشهاد قال الله ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين قال بن المبارك كنفه يعني ستره ) اهـ

فالرجاء التأمل والإنصاف، ونبذ التشدد والتعصب للرأي.
 
لا يوجد أحد يعظمه "أهل الحديث" ووقع في التأويل المذموم، وسكتوا عنه البتة، ودعوى وجود ذلك مع سكوتهم = دليل بطلانه، ولا يدعيه إلا من يجهل حالهم ومصنفاتهم.
يا أخي اتق الله في ما تكتب ،فقولك ( لايوجد أحد يعظمه أهل الحديث وقع في التأويل المذموم وسكتوا عنه ألبتة ) أنت بنفسك لو أنصفت لعرفت عدم صدقه ،فأين من تكلم عن البيهقي وابن عبد البروغيرهما ممن ذهب إلى تأويل بعض الصفات ، وهو ما يقصده المعاصرون بالتأويل المذموم ؟
أما نهاية كلامك فهو :
شنشنة أعرفها من ( أخازم) وليس " أخزم" ، أعني هذا الاسلوب المبني على " تجهيل " و " تبديع " المخالف، العبارات الجوفاء لاتعجز أحداً،وأسلوب " التصنيف"لم يعرف إلا عند من لا يملك الحجة بالحجة ،
أخيراً :
طرحت إشكالات وأسئلة ولم نر رداً عليها ، كان الأولى ممن يدعي العلم الالتفات إليها والجواب عنها .
وهذا أوان رفع القلم ، فالوقت أنفس من جدال لايملك أصحابه قاعدة يتفقون عليها يبدؤن منها .
 
حفظك الله ورعاك يا أختي الكريمة.
أنت تؤكدين لي قناعة راسخة عندي وهو أن أمثالك لا يعرفون عن حسن نية ما المقصود بعقيدة السلف الصالح ويخلطون بينها وبين عقيدة من يسمون أنفسهم اليوم "بأهل الحديث" " وأتباع السلف الصالح"، ومن ذلك ذكرك للطبري وكتابه العظيم التبصير في معالم أصول الدين، فهو ينص نصا على مسائل تخالف مخالفة تامة عقيدة من تزعمين أنهم على هدي السلف الصالح في الاعتقاد.

لم أقصد في كل مسألة فأنا لم أقرأ الكتاب كاملا بعد
لكن في مسألة الصفات عموما هو على معتقد أهل السنة والجماعة
وهو واضح في كتابه التبصير
وهو ما نناقشه الآن .. مسألة الصفات.


ثم إليك أختي الكريمة ما يؤكد أن الخلاف ليس في النصوص الشرعية، بل في فهمها. وإليك ما يفيد أن الحمل على الظاهر في كل ما ورد متعلقا بذات الله تعالى وصفاته طريقة مرذولة غير مقبولة، وما يفيد أن أكابر علماء السلف الصالح قد أولوا ما يستحيل حمله على الظاهر ولو مع نفي الكيف كما يعتقد من يسمون انفسهم "أهل الحديث" ويمنعون أفاضل علماء الأمة من ذلك اللقب.

كان من المفترض أن تتأكد من صحتها قبل نشرها فإن الكثير منها مردود لم يصح عن السلف
وسأبين بعض منها وأترك الباقي لغيري لضيق الوقت

نماذج من تأويلات السلف:

* تأويل ابن عباس وغيره للساق بالشدة :
روى ابن أبي حاتم في تفسيره 10/3366
(من طريق عكرمة عن ابن عباس انه سئل عن قوله :
يوم يكشف عن ساق قال : إذا خفي عليكم شيء من القران فابتغوه في الشعر فانه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر.
اصبر عناق انه شر باق قد سن لي قومك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق.
قال ابن عباس : هذا يوم كرب وشدة.

قد وضحنا لك أن هذا ليس بتأويل
فالذين فسروها بالشدة رأوا أن الساق في الآية ليست بصفة أصلا
فهي نكرة وغير مضافة، وفسروها على ظاهر ذلك
ولو قرأت ما نقلته من كتاب الإمام ابن مندة لعرفت لماذا ابن عباس رضي الله عنه فسرها بالشدة وليس صفة الساق
راجعها وانظر القراءات المختلفة لهذه الآية لإبن عباس رضي الله عنه
وتعليق الحافظ أبو حاتم عليها.




* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الكرسي بالعلم :
في تفسير ابن أبي حاتم 2/ 490
( حدثنا ابو سعيد الأشج ، ثنا ابن إدريس ، عن مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس :
قوله : وسع كرسيه السموات والأرض قال : علمه.
وروى عن سعيد بن جبير ، نحو ذلك )
وفي تفسير ابن جرير 3/6 :
( حدثنا أبو كريب و سلم بن جنادة قالا ، حدثنا ابن إدريس ، عن مطرف ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس :
وسع كرسيه ، قال : كرسيه علمه .
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا مطرف عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله ، وزاد فيه : ألا ترى إلى قوله : ولا يؤوده حفظهما
ثم قال ابن جرير بعد ذلك :
( وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن ، فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عنه أنه قال : هو علمه . وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره : ولا يؤوده حفظهما على أن ذلك كذلك . فأخبر أنه لا يؤوده حفظ ما علم وأحاط به مما في السماوات والأرض ، وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم : ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما [ غافر : 7 ] ، فأخبر تعالى ذكره : أن علمه ومع كل شيء ، فكذلك قوله : وسع كرسيه السماوات والأرض .
قال أبو جعفر : وأصل الكرسي العلم . ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب كراسة ، ومنه قول الراجز في صفة قانص :
حتى إذا ما احتازها تكرسا
يعني علم ، ومنه يقال للعلماء الكراسي ، لأنهم المعتمد عليهم ، كما يقال : أوتاد الأرض ، يعني بذلك أنهم العلماء الذين تصلح بهم الأرض ، ومنه قول الشاعر :
يحف بهم بيض الوجوه وعصبة كراسي بالأحداث حين تنوب
يعني بذلك : علماء بحوادث الأمور ونوازلها ) اه كلام ابن جرير

هناك أثر صحيح ثابت عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الكرسي بموضع القدمين
فماذا تقول في ذلك؟

وإضافة إلى ذلك ، الكرسي ليس بصفة ونحن نتحدث في مسألة الصفات.
هل أول السلف أي من الصفات؟

* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الأيدي بالقوة :
في تفسير ابن جرير 11/472:
في قوله تعالى ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون )
( يقول تعالى ذكره : والسماء رفعناها سقفاً بقوة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس :
قوله والسماء بنيناها بأيد يقول : بقوة .

"بأيد" في هذه الآية مصدرها "أيد" والذي معناه القوة
وليس "اليد".
وقد اتفق على ذلك أغلب المفسرين.

قال الرازي صاحب مختصر الصحاح :
قلتُ: قوله تعالى: (بأَيْد) أي بقُوَّةٍ وهو مَصْدَر آدَ يئِيدُ أَيْداً إذا قَوِيَ وليس جَمْعاً لِيدٍ ليُذْكَر هُنَا بل مَوْضعُه بابُ الدَّالِ. وقد نَصَّ الأزَهَري على هذه الآية في الأيدِ بمعنى المَصْدَر. ولا أَعْرِفُ أَحدَاً من أَئِمَة اللُّغَة أو التَّفْسِير ذَهَبَ إلى ما ذَهَب إليه الجَوْهَرِي من أَنَّها جَمْعُ يَدٍ.

وهناك المزيد لكن وقتي الآن ضيق

لعلي اعود في وقت آخر إن شاء الله
 
يا أخي اتق الله في ما تكتب ،فقولك ( لايوجد أحد يعظمه أهل الحديث وقع في التأويل المذموم وسكتوا عنه ألبتة ) أنت بنفسك لو أنصفت لعرفت عدم صدقه ،فأين من تكلم عن البيهقي وابن عبد البروغيرهما ممن ذهب إلى تأويل بعض الصفات ، وهو ما يقصده المعاصرون بالتأويل المذموم ؟.

حسنا
يظهر الآن أنه تبين لك قطعا فساد ما خطر لك أن الإمام مالكا كان كذلك، وأنه ليس له كلام إلا تلك المقولة، وتركت ما ذكرت لك جانبا، كما تفعل في كل مرة، تأخذ فرعا جانبيا لتستر به ما في كلامك من الخلل، وأتيت تطالب بمن تكلم عن البيهقي وابن عبد البر ؟!

وهكذا طريقة الحوار معك تفريع في تفريع وهروب عن أصل المسألة .

والله هذا من تتمة الطرافة في كل مشاركاتك، والله لا أردي كيف يمكن التحاور مع من تفكيره هكذا مع ما في عبارته من أول مرة من الفجاجة .
وحين تضع البيهقي وابن حجر مع ابن كثير وابن عبد البر يظهر ظهورا بينا أنك على غير علم بأقوالهم في هذا الباب .
ومع أن البيهقي متأخر، وبعده قل وجود مصطلح "أهل الحديث" الذي عنيته بكلامي عن مالك، أو ذهب وأظهر الأشاعرة مصطلح "الحنابلة" كما تستعمله أنت هنا، إلا أن كنت تريد أن يبين أحمد وإسحاق مخالفات البيهقي ؟!
أقول ومع هذا: لم يسلم البيهقي من الكلام ولا يعنيني جهلك بذلك، ولا أريد أن أسترسل لأن قصدي بيان فساد ما ذكرته عن الإمام الكبير مالك رحمه الله الذي زعمت أنك أولى به .
وهذا الأسلوب أيضا الذي ترميني به لم تخل منه مشاركاتك مع زيادة الكلام بلا علم فيما لا تحسن، وعدم الرجوع بعد وضوح الواضحات، ومحاولة التهويل بسرد أسماء من هنا وهناك .
مع أن مرادي بمن بنيتم عليه مذاهبكم واضح، والمراد منه من قعد قواعد الأشاعرة من المتكلمين ونشرها وألف فيها المؤلفات حتى انتشرت هذه المدرسة، لكن سياسة التهويل تجعل تلك الأسماء تختفي لتظهر لنا أسماء شراح الحديث ويجعل مرادي بهم !
ولا أخفيك والله إني كرهت التعليق على كلامك لما أعرف من طريقتك في الحوار، وعدم جدواه، لكني تكلمت حمية وحسبة لهذا الإمام الكبير أن ينسب إليه ما هو منه بريء، وحتى يعلم كل من يريد أن يخلط على أهل العلم الكبار أن الله أبقى له من يبين فساد كلامه.
 
نماذج من تأويلات السلف.
أرجو أن لا تذكر شيئا مما تدعيه إلا مقرونا ببيان الصحة وإلا = فلا قيمة له.
كما في حديثك الأول الذي عزوته لأحمد.
وإلا فجزمك عنهم وهو بخلاف ذلك = نوع من الكذب.
بعدها تأكد أن الآية المتكلم فيها من آيات الصفات وأنه نفى كونها صفة، لا أن يكون فسرها بلازمها أو مقتضاها مما لا يعني نفي الصفة .


وسأذكر لك نموذجا مما ذكرت:

* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الكرسي بالعلم
في السنة لعبد الله بن أحمد1/301، وصححه ابن خزيمة في التوحيد ص107، والحاكم 2/282، والضياء في المختارة 10/311، عن الكرسي موضع القدمين.
وقال العلامة الأزهري في تهذيب اللغة10/33: الصحيح عن ابن عباس في الكرسي: ما رواه الثوري وغيره عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: « الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فلا يُقدر قدره». وهذه الرواية اتفق أهل العلم على صحتها، والذي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار. اهـ .
مع أن الكرسي ليس من الصفات !

* تأويل ابن عباس وغيره من السلف الأيدي بالقوة :
في تفسير ابن جرير 11/472:
في قوله تعالى ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون )
الأيد في الآية مصدر آد أو يئد، يعني القوة، كما قال تعالى: "واذكر عبدنا داود ذا الأيد" أي: ذا القوة، وليس هو بمعنى اليد، فاليد جمعها (أيدي)، كما قال تعالى: "أُولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا"، وعلى هذا فتفسير الأيد بالقوة ليس تأويلاً أصلاً، فإن التأويل هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى غيره، فلا يرد على هذا التفسير، فلا يجوز أن يقال: إن السلف أولوا هذه الآية، بل فسروها بمعناها الظاهر، وليس في هذا التفسير صرف للفظ عن ظاهره فلا يكون تأويلاً.
و هل أول ابن عباس أو غيره من السلف "بيدي" أو "قبضته" أو "بيمنه" بمعنى القدرة ونفى الصفة ؟!

* تأويل الامام أحمد للمجئ بمجئ القدرة )
وهذا فيه كلام معروف كثير ونص الفحول على أنه من أغلاط حنبل .


* تأويل ابن حبان القدم بالموضع )
.[/QUOTE]
ومن قال لك إن ابن حبان من السلف الذي لم يقع لهم الغلط في هذا الباب ؟!

وواضح أن هذه المواضع منقوله برمتها من مشاركة لغيرك لم تتأكد من صحتها ولا من كلام أهل العلم عليها ولا من وجهها.
وتكلف الجواب عنها واحدا واحدا يحتاج إلى وقت.
ولو سلم جدلا أن بعض ما في هذا النقول صحيحا مطابقا ـ وهيهات ـ فعن جماعتهم أضعاف أضعفاه مما قرروا فيه الصفات مما تعدونه تشبيها وتجسيما وكفرا وضلالا .
أو تأخذون من كلامهم حرفا وتتركون مجلدا ؟!
وجواب هذا الشبهة التي ذكرت قد أطال فيها شيخ الإسلام ابن تيمية بما يقطع دابر كل مبطل في مقدمة المطبوع من "جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية".
وهو موجود في الشبكة من أراده وأرد الحق وجده ومن تعصب وبقي على ما ورث من آبائه من غير تأمل ولا بصر لم يضر إلا نفسه.
ويظهر لي أن كثيرا من هذا الشبهات مأخوذة من كلام غيرك.
وهنا فوائد كثيرة في بيان ما في كلامه من التلبيس:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146659
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الدكتور الطعان
الغلط في العقائد لا يقل أهمية عما تذكر بل هو أهم، ولكل من الناس اهتمام وعلم قدرة بعلم أو جانب يختلف عن غيره، أو له اعتقاد أنه أولى فيعمل عليه حسب ما عنده من فراغ للشبكة.
أما الهدف فهو مختلف وعن نفسي لا أرغب في الخوض أصلا فيها خصوصا في مثل هذه الطريقة، لكني لا أستطيع أن أسكت على الغلط في مثل هذه الأمور وسواء أقتنع المخالف أو لا، لا يعنيني كثيرا .
المهم هو دفع الغلط عن الشريعة بما أستطيع، فهذا الموقع كما يزوره ملاحدة العرب يزوره عوام المسلمين ممن وثقوا بمشرفي الموقع وسمعتهم وعقيدتهم، وحمايتهم أهم علي من غيرها.
ولو كفوا لكففنا.
وأنا أرجو بقوة من الإدارة أن لا تفسح المجال لمثل هذه المواضيع أصلا.
وتعتني بالتخصص حسب ، فتريح وترتاح.
 
ثم وجدت أن كل مشاركة نزار حمادي في "تأويلات السلف" مسروقة من مشاركة عبد الفتاح قديش ! ولا أدري إن كان هو الآخر لطشها من غيره كالسقاف أو لا .
http://www.aslein.net/showthread.php?t=9280
وهذه الطريقة في القص واللزق من مشاركات من علم عدم أمانته في النقل وتعصبه ثم رميها هنا تجعل الحوار ينحى منحى صعبا في الاستمرار .
لكن مشاركته هذه قد نقضت كل نقولها في ملتقى أهل الحديث حين كتبها هو باسم مستعار أو أحد مريديه.
وهذا الرابط فيه نفس المشاركة :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=458850&postcount=47
وفيه بعدها بيان غلطه و كذبه وتخليطه على السلف:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79559&page=4الرد على كل ما فيها .
مع أن النماذج الذي بينت فيها سابقا أنه حاطب ليل كافية في صرف النظر عن البقية ويطالب هو بإثباتها صحة ودلالة ويدع طريقة القص واللزق .
 
الأخوة الكرام.
الأخ الكريم عبد الرحمن، لعلك أدركت فيما سبق وما يأتي إن شاء الله تعالى أن الإشكال هو في فهم النصوص الشرعية، لا في إنكارها أو قبولها، فهي لا تدل بذاتها دلالة صريحة لا تحتمل غيرها في مذهب معين، ومن هنا جاء الاختلاف العظيم في معاني الصفات.
فأولى خطوات الاعتدال ونبذ التعصب وسلوك مسلك الوسطية المحمودة هو الاعتراف بهذه الحقيقة، وطريقتك في رد تأويلات بعض علماء السلف الصالحة غير ضرورية ولا جازمة، فالتأويل ثابت عن بعضهم في بعض النصوص الشرعية لأنه لم يصلنا كل كلامهم، ولا يسعك إنكاره، ومشلكتكم أخي الكريم أنكم ترفضون الاعتراف بذلك لأنه سيلزمكم إذا أقررتم بثبوت التأويل في بعض النصوص الإقرار بجواز التأويل في البعض الآخر، ولذلك تلتزمون عدم التأويل حتى فيما لا يصح حمله على ظاهره مطلقا، وتتمسكون بالحمل على الظاهر وإن أوصل إلى ما أوصل من الآراء.

فمهما كذبت من النقول المثبتة أعلاه وثبت قول واحد منها يلزمك الإقرار بأن بعض السلف أول إما إجمالا وإما تفصيلا. وقول الإمام أحمد في الصفات المتنازع فيها: "لا كيف ولا معنى" يفيد المطلوب ولو أبطلت صحة كل ما نقلته أعلاه، وهو نص صريح لا يحتمل التأويل في تفويض العلم بالمعنى وبالكيف، وإلا فلو تكلفتم تأويله فكيف تبيحون لأنفسكم تأويل النصوص الصريحة لبعض علماء السلف مع عدم قبولها لذلك التأويل إلا بتكلف شديد وترفضون تأويل النصوص الشرعية القابلة لذلك بحسب لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم؟؟

الأخت العزيزة "عقيدة"، تمنيت لو أنك طالعت كتاب التبصير للإمام الطبري قبل أن تحكمي بأنه على عقيدة "أهل الحديث" بالمفهوم المعاصر. ففيه نصوص أخشى أن يقف شعرك عند قراءتها، تنص نصا صريحا لا يحتمل التأويل في بطلان عقيدة أن الله يوجد في ذاته بحسب اختياره الحروف والأصوات، كما تعتقدون، بل ستجدين حكما قاسيا منه رحمه الله تعالى على من يعتقد ذلك "وهم أهل الحديث بالمفهوم المعاصر"، وستجدين في كلامه نصا صريحا في استحالة السكوت على الله تعالى، وهو مناقض لعقيدة "بقية السلف الصالح" في عصرنا، وتكلف التأويل بأن سكوت الله تعالى جاء في الحديث تكلف لا فائدة منه لأن السكوت المقصود في الحديث هو عدم إنزال حكم من الأحكام في النصوص والأدلة الشرعية المعروفة، وستجدين غير ذلك مما يمقته "سلفية العصر" كالقول بأن أول واجب هو النظر والفكر والاعتبار في المخلوقات، وهو قول لأفراخ اليونان بحسب تعبير الأخ الكريم عبد الرحمن.

والحاصل أختي الكريمة، شتان بين نصوص السلف الصريحة في مناقضة بعض عقائد "أهل الحديث" بالمفهوم المعاصر، وبين ظواهر كلام السلف الصالح التي تقبل الحمل على مناقضة عقائد "بقية السلف" بالمفهوم المعاصر، ومعلوم أن النصوص الصريحة الواضحة مقدمة على الظواهر المحتملة. وكل ما يعتقده إخواننا بقية السلف اليوم من أنه يدل على صحة عقائدهم دلالة قطعية هي نصوص لعماء غير معصومين، تحتمل آراؤهم الحق والصواب على حد السواء، والله الموفق لجمع الشمل والاعتدال وحفظ مقامات العلماء الأخيار.
 
يا أخي أدركت ذلك وعقلته ودرسته على أهله الذين أمضوا أكثر من نصف قرن في بحثه وتعليمه قبل أن تكتب هنا حرفا، ولم يكن ما عندي نقل القتطه من قديش ولا من تحريفات السقاف وأمثالهم من المتعصبة ممن قلت أمانتهم، ومن مشاركات الشبكة ولا ممن هو غير محقق في هذا الباب من شراح الحديث أو المفسرين ممن نشأ على عقيدة أحسن الظن بأهلها وظنها هي عقيدة السلف وهم منها براء .
ويكفي ما تقدم في بيان ما أردت بيانه.
والحمد لله رب العالمين .
 
[align=center][align=center]السلام على الأحبة موقّعين هنا ومارّين ورحمة الله وبركاته
حديث القلب إلى القلب ، وحديث الجاهل الذي هو على الفطرة لأساتذته من العلماء :
هل وصلتم أم صأصأتم ( تلتمسون ) أم لم ولن تصلوا أبداً ؟

أنا أعلم أنني سأدخل في ميدانٍ لا أحسن السباحة فيه ، بل أتحسّس من الدخول فيه ، وهو ميدان العقيدة ، وهذه اللفظة لم يأت بها نصّ قرآنيّ ولا حديث نبويّ ، مثلها مثل الإعجاز وغيرها من المصطلحات الاجتهاديّة ، التي أصبحت جزءاً من مناظرات المسلمين في الدين - التي لم ولا ولن تنتهي - إلا أن يشاء الله ربّ العالمين !!!

أسألكم جميعاً بالله العظيم :
ألا يكفيني يا سادتي العلماء أن أقول بيقين ما جاء به القرآن الكريم ، وصحيح سنة الحبيب سيّد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ بلا تفصيلات أو تأويلات أو تقويلات ؟!!!
فلو سألني أحدهم أي سؤال - كالساق مثلاً - فسأجيبه بآية قرآنيّة أو حديث نبويّ صحيح صريح .
ولو سألني أن أشرحه ، لقلت له : هل إذا عرفتَ أن لله ساقاً سيقدمك إليه أم سيؤخرك عنه سبحانه ؟
هل إذا أثبتّ لله ساقاً أو أوّلتها هديتَ بالإثبات أو التأويل ضالاً ، وحررتَ بهما وطناً ، وأخرجتَ من ديارنا عدوّاً ؟!!!
ثم أثنّي له بالقول : أيها الحبيب ، من المعضلات شرح الواضحات !!!
خذها كما هي منزّلة ، فلو أراد الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يفصّل لنا تفصيلاً لا يقبل فيه تعدّد الأقوال لفعل ؛ مثل مسألة التوحيد ( لا إله إلا الله ) : فمَنْ مِنَ المسلمين يجادل فيها ؟

إذن ألا نكتفي بما اكتفى به الله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فتكون عقيدتنا للناس عوامّهم وعلمائهم قرآنية بيّنة (( بلسان عربيّ مبين )) ، ونبويّة نقيّة : (( تركتكم على المحجّة البيضاء )) ؟

أما قال علماؤنا رحمهم الله تعالى : كل ما خطر ببالكم فالله أعظم من ذلكم .
إذن لم التفكر بذاته وأحدنا لا يطيق أن يتصوّر خلقاً من خلقه كأحد ملائكته !
فكيف به جلّ جلاله في عليائه ؟!!

والله إن العين لتتفجر ، وإن القلب ليتفطّر ، وإن شعر الرأس ليقفّ ويكاد يشيب هولاً مما أقرأ :
له ساق ، ليس له ساق ، هذه الساق تعني الشدة ، هذه السّاق تعني النفس !!!
(( يا أيها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم )) حلمك أي ربّ وجهلنا !!

أشعر - وأنا المخطئ - كأنكم بهذا تفصّلون لله تعالى ذاتاً وأنتم لا تعلمون !!!

يا سادتي : لم يُرِ الله تعالى ذاته لأحدٍ من خلقه ليخبرنا تفصيلاً !!! ولا حبيبه محمّد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه (( نور أنّى أراه ))
فانتظروا حتى يأذن الله تعالى لنا برؤيته يوم القيامة إن ختم لنا بخير ، فإنكم لا تتحدثون عن ملك جبار ، إنكم تتحدثون عن الملك الواحد القهار !!!
يا الله !!! بعضاً من الخشوع والخضوع والتذلل عند الحديث عنه جل جلاله يا أحبّتي :
(( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً )) (( وما قدروا الله حقّ قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون )) سبحانك ربنا وتعاليت عن جرأتنا عليك .

يا الله ! يا الله ! يا من ليس كمثلك شيء ، ولا نظير لك ، ولا كفؤ :
ألف بين المسلمين اليوم على ما ألفت به بين صحب حبيبك الخيار رضي الله تعالى عنهم : إذ قلت لحبيبك ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وقولك الحق :
(( لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكنّ الله ألف بينهم ))


اللهم آمين آمين آمين
واغفر لي إن زللت ، واحمني من متصيّد مخلص لك فيصنّفني - وأنا الجاهل - من فرقة مبتدعة قد لا أعلم ماهيّة مذهبها ولا مشربها .


أخوكم المحبّ لكم في الله ، والخائف عليكم من غضب الله
نعيمااااااان[/align]
[/align]
 
يزوره عوام المسلمين ممن وثقوا بمشرفي الموقع

عزيزي عبد الرحمن
نحن أيضا نثق بمشرفي الموقع ونحسبهم مخلصين لله تعالى في خدمة كتابه، لكن اترى الثقة بالناس أساس العقائد؟؟ لا يا أخي، كما تعلم، فبعض المسائل سيما ما نحن فيه تحتاج إلى نظر وتأمل لا فقط الاتباع بناء على الثقة في الغير.

يا أخي أدركت ذلك وعقلته ودرسته على أهله

عزيزي عبد الرحمن، إذن أنت تعتقد أنك خرجت من دائرة التقليد إلى دائرة التحقيق وأنك ظفرت بالحق، فلم لا تترك المجال لغيرك أن يسأل ويمحص ويعتبر للوصول إلى الحق بالبرهان الصدق والحجة الواضحة؟؟ أم تريد أن يكون الناس تبعا لمن يحسنون الظن فيه. ذلك غير كاف، فكم من مسلم عامي تبع شيعيا تحسينا للظن به فوقع في مهاوي المتلفة، وقس على ذلك كل من خالف النهج العام لأهل السنة والجماعة.

عزيزي عبد الرحمن، المسائل التي نتحاور فيه بقصد التقريب بين وجهات النظر وبكل أدب ونبذ لكل تعصب مسائل نظرية دقيقة لا يكفي فيها ادعاء الإجماع الوهمي أو الادعاء بدلالة نص معين دلالة صريحة على معتقد معين بدون بيان وجه الدلالة، ولا ينبغي احتقار الآخرين وآرائهم بناء على أنهم خالفوا وهما يسمى إجماع "السلف الصالح" و"أهل الحديث"، ولم يوجد هذا الإجماع أصلا لا قوليا ولا سكوتيا، ولا يجوز رشق المخالف من اهل السنة ومن ثبتت عدالتهم ومتانة علمهم بأفراخ اليونان وهم من هم في العلم والزهد والورع، كما رأيتك تفعل ذلك كثيرا، فكلنا عباد الله إخوانا، أهل السنة والجماعة في مقابلة الملاحدة والعلمانيين وغلاة الشيعة المعاصرة.

تأمل أخي في كلام الإمام الطبري مثلا وانظر هل ينطبق عليه وصفك بأفراخ اليونان. قطعا لا. تأمل أقواله في مسائل العقيدةو وستدرك أن الأمر ليس بتلك السهولة من ادعاء أنك على مذهب السلف الصالح وأنك من أهل الحديث، وكل من خالفك فهو على الباطل. المسائل أعمق من ذلك بكثير.

وتأمل أصل موضوعي وهو عن آية كشف الساق وثبوت تأويل السلف لها، وتأمل مدى ارتباطها بالحديث وأن ساعة الكشف في الآية هي ساعة الكشف في الحديث، وأن الحديث محتمل لتأويلات منسجمة مع تأويل ابن عباس رضي الله عنهما للآية، تأمل كل ذلك واعلم بعدها أن ادعاء نص الحديث على معتقد واحدا نصا صريحا ودلالة واحدة لا تحتمل غيرها كم هو بعيد عن الحقيقة. وقس على ذلك باقي المسائل المختلف فيها.

أسأل الله تعالى أن يوفقنا لنبذ التعصب وأن يجمعنا على كلمة سواء، ولا أقل من الثوابت المعلومة من الدين بالضرورة، فذلك خير جامع لنا ولا نزاع ولا اختلاف بيننا فيه.
 
سبحان كيف لم أترك المجال لغيري يسأل أليس هذا الموضوع شحنته بما تريد ؟!

أجل علم الكلام المقرر في كتب الرازي وأمثاله من أئمة الأشاعرة أخذ عن عمربن الخطاب أوسعيد بن المسيب أوالزهري أوالثوري أوالشافعي أوأحمد ؟!

قل من أين جاءوا بأنه يرى لا في جهة، والكلام النفسي، والممكن، والمتحيز، ودليل الأعراض، والعرض لا يبقى زمانين، والحدوث والإمكان... إلخ ؟

من سلفهم ؟

أهم الصحابة والتابعون والأئمة المتبوعون أم من علم الكلام المحدث المأخؤذ عن الفلاسفة أفراخ اليونان ومبتدعة المتكلمين .


سل عما بدا لك وقل ما شئت لكن بعلم وصدق ودع عنك تلقيط الكلام من غير الموثوقين، وأنت من بدأ باللمز ورمي من مخالفك بالجهل وأنه لم يفهم عقيدة السلف وأنه يدعي ذلك .

الأخ نعيمان جزاك الله خيرا

لا شك أن من تعطيم الله تعالى تعظيم كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والإيمان به وعدم تحريفه وصرفه عن ظاهره بتؤيلات متكلفة لأجل أن توافق ما قعده المتكلمون وزعموا أن عقولهم لا تقبله، فنسفوا لذلك ألوف من النصوص لأجل ما قعدوا من البدع.
فهذا العلو نصوصه بأنواعها العشرين، والتي يزيد أفرادها عن ألف دليل نسفوها نسفا، وأنكروا علو الذات لله العزيز القهار.

ومعلوم أن الإغلاظ على "المقالة" لا يلزم منه أن يكون ذلك على من وقع فيها مع حسن قصده واجتهاده في تبع الحق، ورأيي في المخالفين هو ما قرره أئمتنا كشيخ الإسلام، وهم ليسوا على درجة واحدة.
 
عودة
أعلى