السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حذاري إخواني من تلبيسات إبليس وإياكم والانتصار للنفس، بل الانتصار يجب أن يكون للحق، خاصة وأننا في ملتقى يتعلق بالكتاب الحق الذي هو حق ونزوله بالحق ودعوته دعوة حق وهو كلام الحق سبحانه وتعالى عن مشابهة الخلق.
لعل الأخت بهجة حفظها الله ثارت لما يخطه الأخ عدنان ضاربا بعرض الحائط كلام الأئمة الأعلام والعلماء على مر الأزمان، شاذا عن أقوالهم بل مجاهرا بمخالفتهم، مع إجماعهم أحيانا، كمسألة (النسخ)، وكمسألة (مراتب الدين) إلا من شذ في بعض المسائل كأبي مسلم المعتزلي في النسخ.
وقد لا يتمالك الإنسان نفسه أحيانا وهو يرى من يعتبر طالب علم يجاهر بهذه المشاقة والمخالفة لورثة الأنبياء عليهم السلام.
أنا لا أقول أنهم معصومون ولكن يا أخي إن العلماء إذا اجتمعوا على أمر لا يمكن أن يكون ضلالة كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر صلى الله عليه وسلم:"إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة". فكيف تظهر مخالفتهم بل تبذل قصارى وسعك في إقناعنا برأيك وقولك دون قولهم.
فأسأل الله تعالى أن يردك ردا جميلا وتوقن بخطورة الطريق التي تسلكه.
وأنصحك أختي بهجة بكظم الغيظ والعمل بأمر الله تعالى:"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".
أما بالنسبة للأخ أبي طالب فما نقلته من موقع الاسلام سؤال وجواب، فخلاصته ما سبق أن ذكره العبد الضعيف من أن الإسلام والإيمان من المصطلحات التي إذا اجتمعت تفرقت وإذا تفرقت اجتمعت، فإذا ذكر الإسلام وحده تضمن الإسلام والإيمان أي أعمال الظاهر والباطن وكذلك إذا ذكر الإيمان وحده، وإذا ذكرا جميعا افترقتا، فكان الإسلام لأعمال الظاهر والإيمان لإعمال الباطن.
وأما بالنسبة لسؤال الأخت بهجة عن (الصبر على المصائب) هل هو من من الإسلام أم من الإيمان؟
فالصبر عبادة من العبادات القلبية، وإن كان يتضمن ثلاثة أمور: عدم التسخط بالقلب وعدم الجزع بالجوارح وعدم التشكي باللسان. فهو من الإيمان بالأصل وله علاقة بالظاهر-والله أعلم وأحكم-.