تحقيق علمي لمعنى الكوثر

إنضم
29/05/2007
المشاركات
502
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
مصر
أما الصحيح في بيان معنى الكوثر فهو ما صح عن المعصوم ولا كلام بعده ولا مثال نزيده فهو قول فصل ونص محكم فكيف يزاد على تفسيره ولو بحجة أنه من باب ذكر المثال وأي مثال هذا يعادل ما حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال إنه نهر في الجنة أو الحوض وكلاهما مراد ففي يوم الحساب هذا الحوض وماؤه من نهر الكوثر وفي الجنة هو النهر نفسه ولا مزيد بعد ذلك.



وهذه بعض الروايات التي هي كالشمس في وضح النهار فكيف نتركها؟!

*روى مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بين أظهرنا؛ إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسماً، فقلنا: ما أضحكك يا

رسول الله؟! قال: "أنزلت عليّ آنفاً سورة"، فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}، ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟ "، فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه نهر وعدنيه ربي -عزّ وجلّ-، عليه خير كثير؛ هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب! إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك"

*عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: مَا الْكَوْثَرُ؟ قَالَتْ: " نَهَرٌ أُعْطِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا بُطْنَانُ الْجَنَّةِ؟ قَالَتْ: وَسَطُهَا، حَافَّتَاهُ دُرٌّ مُجَوَّفٌ "[1].


*عن أنس بن مالك، أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما الكوثر؟، قال: «نهر أعطانيه ربي في الجنة، هو أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر»، قال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، إنها لناعمة، قال: «آكلها أنعم منها»[2].



*عن أنس بن مالك، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا في المسجد، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلت له: ما أضحكك يا رسول الله؟، قال: " نزلت علي آنفا سورة، بسم الله الرحمن الرحيم، {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} [الكوثر: 2]، ثم قال: «هل تدرون ما الكوثر؟»، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: " فإنه نهر وعدنيه ربي في الجنة، آنيته أكثر من عدد الكواكب، ترده علي أمتي، فيختلج العبد منهم، فأقول: يا رب، إنه من أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدث بعدك "[3].



* أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ، الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ، فَإِذَا طِينُهُ - أَوْ طِيبُهُ - مِسْكٌ أَذْفَرُ " شَكَّ هُدْبَةُ

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ خِيَامُ اللُّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى مَا يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ، فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللهُ [4].



قال القرطبي : ثُمَّ يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّى ذَلِكَ النَّهَرُ أَوِ الْحَوْضُ كَوْثَرًا، لِكَثْرَةِ الْوَارِدَةِ وَالشَّارِبَةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ هُنَاكَ. وَيُسَمَّى بِهِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ الْكَثِيرِ وَالْمَاءِ الْكَثِيرِ.... قُلْتُ: أَصَحُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ الْأَوَّلُ وَالثَّانِي، لِأَنَّهُ ثَابِتٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَ فِي الْكَوْثَرِ. وَسَمِعَ أَنَسٌ قَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَوْضَ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ أَعِيشَ حَتَّى أَرَى أَمْثَالَكُمْ يَتَمَارَوْنَ فِي الْحَوْضِ، لَقَدْ تَرَكْتُ عَجَائِزَ خَلْفِي، مَا تُصَلِّي امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ إِلَّا سَأَلَتِ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَهَا مِنْ حَوْضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَجَمِيعُ مَا قِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي تَفْسِيرِهِ قَدْ أُعْطِيَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زِيَادَةً عَلَى حَوْضِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسليما كثيرا.


قال الألوسي : الْكَوْثَرَ فيه أقوال كثيرة. فذهب أكثر المفسرين إلى أنه نهر في الجنة..... وقد ذكر في التحرير ستة وعشرين قولا فيه وصحح في البحر قول النهر

...وقد أخرج البخاري وابن جرير والحاكم من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير عنه رضي الله تعالى عنه أنه قال: الكوثر الخير الذي أعطاه الله تعالى إياه عليه الصلاة والسلام. قال أبو بشر: قلت لسعيد فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة. قال: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله عز وجل إياه صلّى الله عليه وسلم. وحكي هذا الجواب عن ابن عباس نفسه أيضا وفيه إشارة إلى أن ما صح في الأحاديث من تفسيره صلّى الله عليه وسلم إياه بالنهر من باب التمثيل والتخصيص لنكتة وإلا فبعد أن صح الحديث في ذلك بل كاد يكون متواترا كيف يعدل عنه إلى تفسير آخر؟ وكذا يقال في سائر ما في الأقوال السابقة وغيرها[5].


قلت بل تفسير الحبر من المثال وتفسير المعصوم نص في البيان

فكأن الحبر قال لا تظنوا أن ما أُعطيه الحبيب هو النهر فحسب بل له الخير الكوثر وإنما خصه الله بالذكر في كتابه لشرفه ألم تعلم أنه صلى الله عليه وسلم أعطى خمسا وإن جمعت الفضائل قلت خمسين لم يعطهن أحد سواه؟!



[1] صحيح مسند أحمد ط الرسالة (43/ 409)


[2] السنن الكبرى للنسائي (10/ 346)


[3] السنن الكبرى للنسائي (10/ 345)


[4] صحيح مسند أحمد ط الرسالة (19/ 66)
[5] روح المعاني (15/ 478)
 

الرد على من زعم أن الكوثر المراد به السيدة فاطمة

سمعت أحدهم يتحدث عن سورة الكوثر فزعم أنها نزلت لما مات إبراهيم ابن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كفار قريش إنه أبتر وهذا باطل لأن إبراهيم مات في العام العاشر الهجري ، يعني بعد إسلام قريش وظهور الإسلام في جزيرة العرب فلا يجرؤ أحد أن يقول مثل هذه الكلمة

وقد اعتمد على الرواية الباطلة وهي

* عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-؛ قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ مشى المشركون بعضهم إلى بعض، فقالوا: إن هذا الصابئ قد بتر الليلة؛ فأنزل الله -تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} إلى آخر السورة
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 143): "رواه الطبراني؛ وفيه واصل بن السائب وهو متروك".

* عن عكرمة؛ قال: لما أوحى الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قالت قريش: بتر محمد بنا؛ فنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)

قلت فلم تعتمد على شديد الضعف وتترك الضعيف وقد ذكرت روايات ضعيفة بأن الذي مات هو القاسم أو الذكور

ثم لماذا تقحم سيدة نساء العالمين هنا وفضلها ثابت من غير تدخلك ثم كيف هان عليك أن تقول إن أولادها أو أهل البيت خرجوا من رحمها هذه كلمة لم يذكرها من تحدثوا عنها إنها استحيت أن تحمل جنازتها فيراها الناس فقالت لها أسماء بنت عميس سأسترك بالجريد ثم أنت تتفوه بذلك قلت آل البيت أو العترة خرجوا من بيتها بيت البر والخير ...

ثم اعتمد على أقوال الشيعة بأن المراد بالكوثر هي السيدة فاطمة وهذا لم يقله أهل التحقيق لأنهم اعتمدوا على تفسير سيدنا رسول الله بأنه نهر في الجنة أو الحوض وكلاهما مراد ، فالنهر يصب في الحوض اللهم اسقنا منهما شرابا رويا سائغا هنيا لا نظمأ بعده أبدا .
 
عودة
أعلى