تحرير طرق القراءات إهداء إلى أحمد تيسير

إنضم
27 ديسمبر 2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
تحرير طرق القراءات
إهداء إلى أحمد تيسير القوقا

دراسة في تحرير طرق القراءات

إن القراءات ورواياتها منذ عصور التدوين في القرن الثالث الهجري إلى يومنا هذا ليست كل واحدة منها هكذا أنزلت من عند الله إذ ليست كل رواية منها قرأ بها النبي  أو قرأ بها أحد من الصحابة كما هو معلوم .
إن القراءات التي بين أيدينا هي اختيارات لمن نسبت إليهم من بين سيل من الروايات تلقوها عن شيوخهم من تابعي التابعين أو التابعين عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين عن النبي  ولتقريب ذلك إلى العوام فإن قراءة نافع هي اختياراته من بين ما تلقى من الروايات عن سبعين من التابعين منهم أبو جعفر القارئ وعبد الرحمن ابن هرمز وشيبة ابن النصاح ويزيد ابن رومان ومسلم ابن جندب وابن شهاب الزهري وصالح ابن خوات ويعني هذا أن نافعا قد اختار التسهيل من قراءته على أحد شيوخه واختار التقليل من قراءته على شيخ ثان والفتح على شيخ ثالث وهكذا في كل حرف من أحرف الخلاف اختار من بين مروياته اختياره وهكذا كل قارئ من السبعة والعشرة وغيرهم بل هكذا كل راو من رواة القراء أنفسهم بل هكذا المصنفون عن الطرق والرواة والقراء كانت لهم اختياراتهم للرواة والقراء وما علمنا في اختيارات القراء والرواة ما يخالف الرواية جملة لا تفصيلا والله أعلم وإن كان منها ما ينسب إليهم وفي تلك النسبة ضعف أو وهم أو وضع .
ولقد علمنا يقينا أن من اختيارات المصنفين منذ القرن الرابع ما يدعو إلى التعجب وأن منها ما يدعو إلى الاستغراب ولولا أنهم لم يدلسوا ولم يخلطوا القياس والاختيار بالرواية بل أعلنوا الرواية وأعلنوا القياس في ما انعدمت فيه الرواية لكانوا أخطر من واضعي الحديث على النبي  لكن لهم صفاء فجزاهم الله خيرا على أمانتهم العلمية .
ومن أمثلة اختيارات المصنفين التي تدعو إلى التعجب منها ما اختاره الداني رحمه الله في القرن الخامس للهجرة في كتابه التيسير للأزرق عن ورش عن نافع إذ ضمّنه هذه الطريق من قراءته على شيخه خلف ابن خاقان على أحمد ابن أسامة على النحاس على الأزرق لكنه في كتابه التيسير قد اختار للأزرق في بعض حروف الخلاف غير هذا الأداء كاختياره له الفتح في ما لا راء فيه من سورتي والنازعات ووالشمس فيما كان من الفواصل على لفظ "ها" من ذوات الياء وتلك قراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون .
واختيار الداني المذكور ومذهبه المؤلف يدعو إلى العجب لأنه وافق الرواية وهي الفتح الخالص كما هي طريق الأصبهاني عن ورش ورواية قالون وقراءة المكي والشامي وعاصم وأبي جعفر ويعقوب .
ووجه العجب أنه يبين لنا كيفية انشطار الروايات وتعددها وهو ما يسمى بتركيب الطرق وهو رغم ما فيه من العيوب قد لا يعترض عليه مادام دورانه في فلك الرواية وإنما يعترض عليه من حيث إمكانية تعدده حتى تصبح الروايات بالآلاف مما يقلب الأمر من السهولة إلى التكلف ومن اليسر إلى العسر ويشغل الناس عما كلفوا به من تدبر القرآن وتعقله وفقهه .
وكان المصنفون الأولون يتقيدون بأركان استنبطوها وأصول أصلوها جعلوها ميزانا يغربلون به سيل الروايات عن شيوخهم ، وفائض الأداء الذي قرأوا به عليهم .
قال ابن الجزري في النشر (1/9) " ثم إن القراء بعد هؤلاء المذكورين كثروا وتفرقوا في البلاد وانتشروا وخلفهم أمم بعد أمم وعرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية ومنهم المقصّر على وصف من هذه الأوصاف وكثر بينهم لذلك الاختلاف وقلّ الضبط واتسع الخرق وكاد الباطل يلتبس بالحق فقام جهابذة علماء الأمة وصناديد الأئمة فبالغوا في الاجتهاد وبينوا الحق المراد وجمعوا الحروف والقراءات وعزوا الوجوه والروايات وميزوا بين المشهور والشاذ والصحيح والفاذ بأصول أصلوها وأركان فصلوها وها نحن نشير إليها ونعول كما عولوا عليها فنقول : كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها "اهـ بلفظه من النشر
وخلص بعد ذلك ابن الجزري إلى اعتبار خلو القراءة من أحد هذه الأركان الثلاثة عند أئمة التدوين منذ القرن الثالث دليلا قويا لوصفها بالشذوذ أي عن أداء المصاحف العثمانية .
قلت : وكانت هذه الأركان ميزانا وضعه المصنفون الأوائل الذين كانوا يجمعون ما وصل إليهم من القراءات لحفظ القراءات والروايات وضابطا لقبول انشطارها وتعدّدها إذ كانوا يكتفون بصحة السند إلى أحد المصنفين أو أئمة القراءات ولا يستطيع أحد رفع كل خلاف من قبيل اللهجات في القراءات إلى النبي  .
أما القرءان فهو متواتر حرفا حرفا وفي كل كلمة منه كما بينت في بحثي إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات
ولقد كان نسخ هذه الأركان الثلاثة إحدى نتائج تحقيقاتي منذ سنة 1420 هـ إذ يلزم عوضها الركنان التاليان :
1. الأداء المتصل بشرطه من طرق الطيبة وفروعها كالحرز والتيسير والتحبير والدرة .
2. تحريره من القياس .
ويعني الركن الأول أن ابن الجزري قد أصبح مرجعا لجميع الدارسين والباحثين والمتخصصين في علم القراءات لانقطاع أداء ما لم تتضمنه طيبة النشر والله أعلم.
ولعل مما يستبينه الباحثون أن ابن الجزري نفسه لم يوظف الأركان الثلاثة بل لم يوظفها الشاطبي ولا الداني قبله وإنما كان كل منهم يدون مروياته عن القراء ورواتهم وطرقهم .
وانقسمت تلك المرويات إلى ثلاثة أقسام :
1. قسم منصوص أي أثبته من سبقهم من المصنفين في كتبهم من أمثال يحيى اليزيدي ت 202 هـ والدوري أول من جمع القراءات ت 246 هـ والأخفش ت 292 هـ الذي صنف كتبا كثيرة في القراءات وابن مجاهد ت 324 هـ صاحب السبعة ، وتلميذه النقاش ت 351 هـ
2. قسم غير منصوص في الكتب ضمن أحرف الخلاف ولكنه أداء قرأوا به على شيوخهم وسماع سمعوه منهم وهو الأكثر قبل ثورة الداني وشيوخه ومنهم طاهر بن غلبون صاحب التذكرة في القراءات الثمان ومن أمثلة هذا القسم إدغام الهاء في الهاء لأبي عمرو من طرق الإدغام الكبير ، قال في النشر (1/284) فقد روى محمد بن شجاع البلخي إدغامه نصا عن اليزيدي عن أبي عمرو في قوله  إلـهه هواه  ورواه العباس ، وروى أبو زيد أيضا عن أبي عمرو إدغام  إنه هو التواب  " اهـ بلفظه قلت : وهكذا انتفى النص بإدغام ثلاثة وتسعين حرفا أي موضعا التقى فيه الهاء مع الهاء في كلمتين تبعا للأداء كما نص صرح به ابن الجزري نفسه في النشر (1/284) قال " والصواب ما عليه إجماع أهل الأداء من إدغام الباب كله من غير فرق والله أعلم" اهـ بلفظه
3. قسم التحديث بأحرف الخلاف ولا يفيد في القراءة شيئا أي لا تجوز قراءة القرآن به ، وهو الذي بدأ اليوم يطغى من المعاصرين إذ أصبحوا يقرأون القرآن ـ إلا قليلا منهم ـ بأحرف الخلاف من طرق الحرز والدرة والطيبة ، وشتان ما بين الأداء والتحديث ، أما الأداء فهو مثلا قراءة الداني القرآن كله برواية هشام من طريق التيسير على أبي الفتح على السامري على ابن عبدان على الحلواني على هشام ، أما ما سوى هذا الأداء عن هشام فإذا تضمنه التيسير فإنما هو من التحديث الذي منه على سبيل المثال ما تلقاه الداني من أحرف الخلاف لهشام عن شيخه محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن ابن أبي مهران الجمال عن الحلواني عن هشام .
4. وقسم رابع هو ما أقحمه المصنفون في كتب القراءات كالذي اعترف به مكي وابن مجاهد وغيرهما أنهم لم يتلقوه أداء ولا وجدوه منصوصا ولا حدثوا به تحديثا وإنما قاسوه على نظائره ليحافظوا على تعدد الروايات والقراءات رغم تواتر القرآن دونه كما أثبت في بحثي "إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات" ومنه الفقرات التالية :
وأما اختيارات المصنفين التي تدعو إلى الاستغراب فمنها اختيار ابن مجاهد في بداية القرن الرابع إمالة  البارئ  الحشر24 لدوري الكسائي قياسا على إمالته حرفي البقرة  بارئكم  فهذا الاختيار مبك حقا لأنه قراءة حرف من كتاب الله بأداء لم ينزل به جبريل من عند الله على النبي الأمي  إذ قرأ جميع القراء والرواة حرف الحشر بالفتح الخالص وإنما ألحقه ابن مجاهد بأحرف اختص الدوري عن الكسائي وتفرد بإمالتها قال في النشر ( 2/39 ) وقال الداني في جامعه لم يذكر أحد عن  البارئ  نصا وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما سمعت أبا الفتح يقول ذلك اهـ .
قلت : وهو كذلك في جامع البيان للداني (1/469) والله المستعان .
ومن اختياراتهم التي تدعو إلى الاستغراب بحثهم في أصل ألف  تترا  الفلاح 44 وألف  كلتا  الكهف 33 لمعرفة صحة إمالتهما لغة لإقحامها في القراءات.
إن الذي أدخل القياس هو محاولة المصنفين منذ القرن الرابع للهجرة فصل كل رواية وقراءة عن الأخرى وتتبع ما لها في أداء كل كلمة وكل حرف من القراءات حتى أصبحت المحافظة على رواية البزي أو هشام مثلا غاية لا يصح تواتر القرءان ولا حفظه دونها .
إن عملية إفراد الروايات هي التي جعلت المصنفين يتتبعون كل قاعدة في لسان العرب أو لهجة عربية وردت في بعض كلمات القرءان رواية فيقرأون بها سائر نظائرها كما ستأتي أمثلته .
ولا يعتبر العدول إلى صحيح الروايات بدل رواية عسر أو شق أو خفي أداؤها من القياس بل هو الرواية والنص والأداء الواجب اتباعه .
إن القياس ثمرة لمحاولة المصنفين الأوائل تجذير المغايرة بين الروايات والقراءات حتى أصبحت بتعددها كأنها كلها منزلة من عند الله وهو قول في منتهى السقوط والافتراء لأن القرءان غير القراءات ولأن القرءان متواتر جملة وتفصيلا والقراءات ليست كذلك إذ تضمنت الضعيف والشاذ والوهم والوضع الذي منه القياس .
وأخلص إلى إعلان حقائق مرة هي إثبات الشذوذ والضعف والوهم في القراءات وتضمنها القياس الذي هو قراءة القرآن بما لم ينزل به جبريل على رسول الله بالقرآن وخاتم النبيين  .
قال في النشر ( 1/17ـ18 ) "أما إذا كان القياس على إجماع انعقد أو عن أصل يعتمد فيصير إليه عند عدم النص وغموض وجه الأداء فإنه مما يسوغ قبوله ولا ينبغي رده لا سيما فيما تدعو إليه الضرورة وتمس الحاجة مما يقوّي وجه الترجيح ويعين على قوة التصحيح بل قد لا يسمى ما كان كذلك قياسا على الوجه الاصطلاحي إذ هو في الحقيقة نسبة جزئي إلى كلي كمثل ما اختير في تخفيف بعض الهمزات لأهل الأداء وفي إثبات البسملة وعدمها لبعض القراء ونقل  كتابيه إني  وإدغام  ماليه هلك  قياسا عليه وكذلك قياس  قال رجلان  و  وقال رجل  على  قال رب  في الإدغام كما ذكره الداني وغيره ونحو ذلك مما لا يخالف نصا ولا يرد إجماعا ولا أصلا مع أنه قليل جدا كما ستراه مبينا بعد إن شاء الله تعالى وإلى ذلك أشار مكي ابن أبي طالب رحمه الله في آخر كتابه التبصرة حيث قال فجميع ما ذكرناه في هذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام قسم قرأت به ونقلته وهو منصوص في الكتب موجود ، وقسم قرأت به وأخذته لفظا أو سماعا وهو غير موجود في الكتب وقسم لم أقرأ به ولا وجدته في الكتب ولكن قسته على ما قرأت به إذ لا يمكن فيه إلا ذلك عند عدم الرواية في النقل والنص وهو الأقل اهـ بلفظه وهو كذلك في التبصرة .
قلت : وأعجب العجب أن هذا القياس قد تم اعتماده بسبب التمسك باللهجات العربية والمحافظة على أداء متميز لهذه الرواية أو تلك كالذي قاله ابن الجزري حينما أعلن أن مبرر القياس المقيد هو غموض وجه الأداء ويعني به يقينا أداء تفرد به راو أو قارئ عن سائر القراء وإلا فإن رواية الجماعة وأداءها أقرب إلى الاعتبار والتمسك به من راو تفرد عنهم بقاعدة من القواعد حافظت على لهجة عربية ألا ترى ابن الجزري رحمه الله مثل بإدغام  قال رجلان  و  قال رجل  قياسا على إدغام  قال رب  المنصوص أي في كتب القراءات المروي أي عن أبي عمرو فلماذا لم يعتمد المصنفون لأبي عمرو الإظهار فيهما ؟ موافقة لسائر القراء العشرة وغيرهم وهو الرواية والنص عن الجميع ومنهم أبو عمرو نفسه ، ومتى كانت المحافظة على هذه اللهجة أو القاعدة مما تدعو إليه الضرورة وتمسّ إليه الحاجة وأي ضرورة تؤدي إلى قراءة أحرف من القرآن بصيغة هي من إنشاء البشر رغم توفر الأداء المضبوط الذي نزل به جبريل على قلب رسول الله خاتم النبيين  ، هل من ضرورة في نقل  كتابيه إني  لورش محافظة على قاعدة عليها مدار روايته وهي نقل حركة الهمز المحقق إلى الساكن قبلها ؟ إن الأمانة العلمية لتلزم بقراءة هذا الحرف لورش بالسكت والقطع موافقة لجميع القراء والرواة الذين رووها أداء كذلك .
ومن القياس الذي تضمنته كتب أئمة القراءات قول ابن الجزري في النشر (2/122) وشذ مكي فأجاز الروم والإشمام في ميم الجمع لمن وصلها قياسا على هاء الضمير وانتصر لذلك وقواه وهو قياس غير صحيح اهـ وهو في التبصرة لمكي ص171، ومنه : أكثر ما حواه باب المد من الإشباع لجميع القراء ومن الإشباع والتوسط للأزرق خاصة فيه ومنه كثير من الإدغام الكبير لأبي عمرو ومنه إمالة الدوري عن الكسائي  البارئ  في الحشر قياسا على حرفي البقرة قاسه ابن مجاهد ومنه ما حواه بابا الوقف على الهمز وعلى هاء التأنيث ومنه الوقف بالروم والإشمام بدل السكون ومنه ترقيق الراء في  وزر أخرى   وزرك   ذكرك   حذركم   الإشراق  للأزرق ومنه أكثر ما جاء في هذا الباب كما قال مكي في التبصرة "أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه أخذ سماعا" اهـ ومنه الوقف بهاء السكت على  العالمين   والموفون   والذين  وشبهه ليعقوب وهو في مئات الكلمات ومنه الإخفاء أو الاختلاس في  فنعما هي  في البقرة وكذا حرف النساء لقالون وأبي عمرو وشعبة ومنه القياس على القياس مثل قولهم بتحرير الأوجه كحالات  ءالآن  المستفهم بها الخمس للأزرق وأن له في الحالة الأولى سبعة أوجه وفي الثانية تسعة أوجه وفي الثالثة والخامسة ثلاثة عشر وجها وفي الرابعة سبعة وعشرون وجها وهذا القياس يتوفر في مئات الكلمات من القرآن في كل رواية والعجيب أن هذه الأوجه وتحصيلها من الضرب يكثر في باب المد والإمالة وكل ما فيه الوجهان لأحد الرواة في كلمات القرآن" اهـ .
وحسب المتأخرون أن تحرير الطرق هو تلكم الأوجه المتعددة التي تحصل من الضرب والافتراضات وامتلأت بها شروح الشاطبية كغيث النفع وحرصوا عليها لأنها تزيد من الهوة بين القراء وغيرهم من الأعلام كالمفسرين والمحدثين .
قلت : وليس الأمر كذلك وإنما تحرير الطرق هو تتبع الأداء مقرونا بالنص أو مفصولا عنه ـ كلاهما سواء ـ من طريق التيسير أو الحرز أو الطيبة أو النشر أو غيرها إلى نهايته وهي الراوي أو القارئ في هذه المرحلة قبل الحاجة إلى تجاوزها .
وحينئذ سيجد الباحث المتخصص نفسه أمام ملتقى للطرق فإذا به حيران لا يدري أيا من الطرق المتشعبة هي امتداد الطريق الواحد لهذا الحرف بعينه من أحرف الخلاف ؟ أم كل منها رغم تعددها هي امتداد طريقه ؟
هنالك يتساقط الأدعياء وتظهر العمائم المزيفة والألقاب الوهمية تماما كالنياشين والأوسمة يعلقها أصحاب الرتب العسكرية الذين لم يخوضوا حربا ولم ينقذوا شعبا من الذل والصغار ولم يقهروا عدوا ولو جبارا لا غبار عليه .
هنالك بعيدا عن التكلف وأوجه الضرب والحساب والافتراضات يتمسك الباحث المتخصص في تحرير أوجه القراءات أولا بالأداء ويترك القياس والتحديث جانيا ، ثم يثني إن شاء بوجه الاختيار من بين المرويات أداء .
ويستأنس بالتحديث يتعلم منه لسان العرب ، ولكن لا يقيس عليه نظائره فيقرأ بها القرآن.
ويقذف بالقياس بعيدا من مكان بعيد .
هذا التفصيل هو الذي تحتاجه الأمة اليوم وهو الذي قل الصابرون عليه وعز المنتبهون إليه .
إن النشر في القراءات العشر قد حوى طرق ابن الجزري إلى القراء العشرة وهي أمهات النشر أي المصنفات التي قرأ بها وتضمن النشر تعدادها (1/58ـ98) واختار من بينها لكل واحد من العشرة ما أذن في إقرائه وهو ما تضمنته طيبة النشر إلا أحرفا يسيرة خرج فيها ابن الجزري عن طرق طيبته وذكرها في الطيبة للفائدة والعلم لا غير إذ بيّن في النشر حالها وطرقها فأضحت واضحة كالشمس لا تخفى على غير الأعشى .
وكان ولا يزال منذ ظهور كتاب النشر على الباحثين المتخصصين في تحرير طرق القراءات النظر في كل حرف من أحرف الخلاف فإن كان خلافا بسيطا عن القارئ أو الراوي فقد كفي المشقة كما هو الخلاف عن القارئ نافع خلافا مفرعا كان لقالون وجه وكان لورش وجه آخر وكما لو كان الخلاف عن الراوي مفرعا كذلك فلا إشكال كما في قوله من طيبة النشر: "وإن يجر زن خلفه " اهـ
يعني الوجهين عن قنبل في التنوين المجرور قبل همزة الوصل فضم النون الساكنة فيه من طريق ابن مجاهد عنه وكذلك عنه في جميع التنوين .
وكسر النون الساكنة فيه ابن شنبوذ عنه.
أما الخلاف المعقد الذي تلتبس فيه الطرق وتتشعب فلا مناص من الرجوع إلى الأداء الذي تلقاه ابن الجزري عن العشرة وقرأ به وهو الذي فصله في النشر (1/99ـ190)
وهذا هو موضوع التحرير والتحقيق وهو الذي تتبعته في كتابي "غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر والحرز والتيسير والتحبير"
ولقد قذفت بنماذج منه لعلها تصيد راغبا أو طالب علم أتعاون معه لهذا القصد النبيل ونبرأ إلى الله من تزكيته فهو أعلم بالجهد وبالقصد وهو علام الغيوب.
وهذا قسم آخر من التحرير إن صح التعبير إذ هو من أبسط أنواعه وأولى درجاته إذ قد عجبت كثيرا منذ عشرين سنة أن خلت منه أمهات كتب القراءات كالنشر وشروح الطيبة والشاطبية والتذكرة والكافي وجامع البيان وغيرها ولم ينتبه محققوها الذين نالوا رئاسة الإقراء وأعلى الدرجات والشهادات العلمية من جامعاتنا الفتية المتخصصة العلمية .
ومن أمثلة هذا التحقيق هذان النموذجان اللذان حررتهما سنة 1411 هـ وسطرتهما في بحثي "إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات" وتضمنها كتابي "غاية البشر":
قال في النشر (2/301) واختلفوا عن رويس في  وعيون ادخلوها  فروى القاضي وابن العلاف والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس وهو وأبو الطيب والشنبوذي ثلاثتهم عن التمار عن رويس بضم التنوين وكسر الخاء على ما لم يسم فاعله فهي همزة قطع نقلت حركتها إلى التنوين وروى السعيدي والحمامي كلاهما عن النخاس وهبة الله كلاهما عن التمار عنه بضم الخاء على أنه فعل أمر والهمزة للوصل وكذا قرأ الباقون اهـ بلفظه وتبعه الشيخ البنا في إتحافه على القراءات الأربعة عشر ص 275 .
قلت : ولا يخفى ما في النشر من الخلط والصواب أن ضم التنوين والتجهيل لرويس من طرق القاضي أبي العلاء وابن العلاف والكارزيني ثلاثتهم عن النخاس عن التمار عنه ومن طريقي أبي الطيب والجوهري كلاهما عن التمار عنه ، وأنه قرأ بكسر التنوين وهمزة الوصل وضم الخاء من طريقي السعيدي والحمامي كلاهما عن النخاس عن التمار عنه ومن طريق ابن مقسم عن التمار عنه وذلك أن الشنبوذي وهبة الله كلاهما عن التمار ليسا من طرق النشر والطيبة ولقد وفقت للصواب بعون الله وتوفيقه لأن الجوهري عن التمار كذلك قرأ لأنه هو طريق تذكرة ابن غلبون لرويس التي جاء فيها ( ص 395 ) وقرأ رويس  وعيون ادخلوها  بضم التنوين من  وعيون  لأنه ألقى عليه حركة الهمزة من  أدخلوها  وكسر الخاء اهـ بلفظه ، وانظر النشر (1/182) في بيان طرق تذكرة طاهر ابن غلبون ضمن طرق رويس ، والصواب كذلك أن رويسا قرأ بكسر التنوين وضم الخاء من طريق السعيدي والحمامي كلاهما عن النخاس عن التمار عنه ومن طريق ابن مقسم عن التمار عنه وذلك أن هبة الله عن التمار ليس من طرق النشر والطيبة ولقد وفقت للصواب لأن ابن مقسم عن التمار كذلك قرأ بكسر التنوين على أن  ادخلوها  فعل أمر لأنه طريق ابن مهران في غايته التي لم تجعل هذا الحرف من أحرف الخلاف لموافقة ابن مقسم فيه الجماعة ، نعم إن هبة الله وابن مقسم كلاهما عن التمار هما طريقا ابن مهران في غايته ص 70-71 وليس لهبة الله إلا موافقة الجماعة كما تقدم لكنه ليس من طرق النشر والطيبة لرويس والله الموفق وله الحمد ، ولعل القارئ أدرك أن قول ابن الجزري في النشر (2/301) "والشنبوذي" وهم أو خطأ من الناسخ وصوابه "والجوهري" وأن قوله "وهبة الله" وهم أو خطأ من النسخ القديمة وصوابه "وابن مقسم" كما في النشر 1/182 لبيان طرق رويس من طريق غاية ابن مهران وغيرها .
وكما لا يخفى من النموذج التالي :
قال في النشر (2/97) "خامسها  وعشيرتكم  في التوبة فخمها أبو العباس المهدوي وأبوعبد الله ابن سفيان وصاحب التجريد وأبو القاسم خلف ابن خاقان ونص عليه كذلك إسماعيل النحاس قال الداني وبذلك قرأت على ابن خاقان وكذلك رواه عامة أصحاب أبي جعفر ابن هلال عنه قال وأقرأنيه غيره بالاٍمالة قياسا على نظائره انتهى ورققها صاحب العنوان وصاحب التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير فخرج عن طريقه فيه والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية والتبصرة وتلخيص العبارات والشاطبية سابعها  وزرك  و ذكرك  في ألم نشرح اهـ بلفظه .
قلت : وأعجب كيف لم ينتبه مصححه والذين ألفوا بعده إٍلى ما فيه من الخلط والغلط ، فالقراءة المتأملة للنص الذي أوردت آنفا تعطي النتائج التالية :
1 - سقوط الكلمة السادسة وهي حيران  من الألفاظ المخصوصة الثلاثة عشر التي بدأ ذكرها في الصفحة الماضية (2/96) .
2 - أننا لو اعتبرنا قوله " خامسها وعشيرتكم في التوبة " كلاما متصلا اٍلى قوله " سابعها " لظهر الاختلاف والتناقض إذ قال عن  وعشيرتكم  في التوبة " فخمها أبو العباس المهدوي" ثم قال بعد " والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية " ولا يخفى أن الهداية للمهدوي .
3 - أننا عند الرجوع إلى تقريب النشر لابن الجزري (ص 72) نجده يقول "  وعشيرتكم  في التوبة فخمها المهدوي وابن سفيان والصقلي ورققها الآخرون وذكر الوجهين مكي وابن شريح و حيران  فخمها صاحب التجريد وخلف ابن خاقان وبه قرأ الداني عليه وقرأ على غيره بالترقيق وهو الذي في التيسير والعنوان والتذكرة والوجهان في الكافي والهداية والتبصرة وتلخيص ابن بليمة والشاطبي وجامع البيان " اهـ محل الغرض منه والذي بعده هو حرفا ألم نشرح المرقمين في النشر بسابعها .
4 - أننا عند الرجوع إلى إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للبنا الذي يعتمد النشر في الطرق نجده يقول (ص94) " وأما  وعشيرتكم  بالتوبة ففخمها المهدوي وابن سفيان وصاحب التجريد ورققها الآخرون وأما  حيران  بالأنعام ففخمها ابن خاقان وبه قرأ الداني عليه ورققها صاحب العنوان و التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير وتعقبه في النشر بأنه خرج بذلك عن طريقه فيه وهما في الشاطبية كجامع البيان " اهـ .
5- وعند الرجوع إلي تذكرة طاهر ابن غلبون (ص220) نجده يرقق  حيران  و وعشيرتكم  التوبة وهو الذي يتفق مع ما في التقريب والإتحاف " ورققها الآخرون " .
6- وعند الرجوع إلي شرح ابن الناظم لطيبة أبيه (ص135) نجده يقول " منها  حيران  فخمه ابن الفحام وخلف ابن خاقان وكذا رواه عامة أصحاب ابن هلال ونص عليه إسماعيل النحاس " اهـ محل الغرض منه ولا يخفى أن ابن الناظم يأخذ الطرق من النشر بخط والده .
7- أننا بعد هذا كله نستطيع أن نصوب ما في النشر(2/97 ) من أخطاء الناسخ وليعود كلامه إلى ما سطره من قبل كالتالي : " خامسها  وعشيرتكم  في التوبة فخمها أبو العباس المهدوي وأبو عبد الله ابن سفيان وصاحب التجريد ( ابن الفحام الصقلي) ورققها الآخرون وذكر الوجهين مكي وابن شريح ، سادسها  حيران  في الأنعام فخمها صاحب التجريد وأبو القاسم خلف ابن خاقان ونص عليه كذلك إسماعيل النحاس ( بالحاء المهملة لا المعجمة) قال الداني وبذلك قرأت على ابن خاقان وكذلك رواه عامة أصحاب أبي جعفر ابن هلال عنه قال (الداني) وأقرأنيه غيره ( يعني فارس وطاهر) بالاٍمالة (الترقيق) قياسا على نظائره انتهى (كلام الداني) ورققها صاحب العنوان وصاحب التذكرة وأبو معشر وقطع به في التيسير فخرج عن طريقه فيه والوجهان جميعا في جامع البيان والكافي والهداية والتبصرة وتلخيص العبارات (لابن بليمة) والشاطبية " اهـ وقد جعلت ما بين المعكوفتين وهو من كلامي للتوضيح والبيان والشرح وما تحته خط هو السقط من النشر والله الموفق وله الحمد والمنة .
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
 
فضيلة العلامة الحسن محمد ماديك ـ حفظه الله ـ

أولاً : جزاك الله خيراً على هذا الإهداء وأسأل الله تعالى أن يجعلك من العلماء العاملين

كأني كنت في سباتٍ عميق قبل أن أستيقظ على وقع هذه الكلمات النيرات ، والتي انطلقت من غيور على القرآن وأهله ، والتي تدعو الجميع إلى وقفة جادة خاصة من علماء القراءات إلى إعادة النظر في تحرير وجوه وطرق القراءات بكل موضوعية ومنهجية علمية ، ولنأخذ كلام المتخصص المتبحر ـ الحسن ماديك ـ في هذا العلم محمل الجد ، والكل يؤخذ منه ويرد مادام هذا الرد قائماً على الدليل والبرهان .

وأحمد الله عز وجل الذي يسّر أن تكون رسالتي في الماجستير في تحقيق مخطوط يحرر بعض هذه الطرق على طريقة مؤلفه ومنهجه ـ رحمه الله تعالى ـ ، ولكن الحق يقال ما أقوم بتحقيقه الآن يختلف عن طرح الأخ ماديك ، لأنه يتكلم عن حقائق وأدلة وحجج لا يمكن تجاوزها بأي حال ، وبهذه المناسبة أدعوا المتخصصين في هذا الملتقى كلٌ باسمه ولقبه إلى البدء بالمناقشة والحوار المفتوح فيما طرح ولنبتعد عن لغة الإقصاء الفكري بدون موضوعية أو دليل .........

وأذكر الجميع بقضية قراءة الإخفاء الشفوي أو الإقلاب أننا كنا نقرأها بترك فرجة بين الشفتين إلى أن جاء المحققون اليوم وأثبتوا بالدليل الساطع حجتهم فيما ذهبوا إليه والصحيح من القول ـ أي قراءتها بإطباق الشفتين ـ .

وما فعله المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني ـ على سبيل المثال ـ منكم ببعيد فكثيراً ما تعقب أسانيد بعض الأحاديث وحكم عليها بالصحة والضعف ...... إلى غير ذلك الكثير الكثير .........

فلماذا لا نعيد النظر في تحرير طرق الطيبة ........ وكل شيء بالدليل والبرهان ......... .

والله تعالى أعلم

ولي عودة إن شاء الله .........
 

وأذكر الجميع بقضية قراءة الإخفاء الشفوي أو الإقلاب أننا كنا نقرأها بترك فرجة بين الشفتين إلى أن جاء المحققون اليوم وأثبتوا بالدليل الساطع حجتهم فيما ذهبوا إليه والصحيح من القول ـ أي قراءتها بإطباق الشفتين ـ .


ولي عودة إن شاء الله .........

السلام عليكم
هذا رابط لفضيلة الشيخ أحمد تيسير يسر الله له أمره
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11961
والسلام عليكم
 
سم اله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الحسن حفظك الله ورعاك وجزاك خيراً على ما كتبت وما ستكتب .
أخي الكريم :
قبل أن أذكر ملحوظاتي على هذا الإهداء القيم أطلب منك طلباً خاصاً وهو : أن تجعل ما تكتبه مجزّءاً ومرقّما ، بل ياليتك تجعله مختصراً ،وأعني أن تجعل الموضوع لايتعدى ال10أو ال20سطراً حتى يتمكن المتخصص من الرد على مافيه رداً مفيداً وغير المتخصص يستوعبه ويستوعب الرد ، أما أن تنزل الموضوع برمته وتحشده بكل هذه المعلومات وبهذه العبارات الضخمة ف‘نك بذلك تساعد - على الأقل كاتب هذه الحروف للانصراف عن الرد والمناقشة نظراً للاهتمام بمسائل وأمور قد تكون أكثر وجوباً .
أخي الكريم :
قلت في مقالك هذا :
ويعني هذا أن نافعا قد اختار التسهيل من قراءته على أحد شيوخه واختار التقليل من قراءته على شيخ ثان والفتح على شيخ ثالث وهكذا في كل حرف من أحرف الخلاف اختار من بين مروياته اختياره وهكذا كل قارئ من السبعة والعشرة وغيرهم بل هكذا كل راو من رواة القراء أنفسهم بل هكذا المصنفون عن الطرق والرواة والقراء كانت لهم اختياراتهم للرواة والقراء وما علمنا في اختيارات القراء والرواة ما يخالف الرواية جملة لا تفصيلا والله أعلم
والسؤال الذي يطرح نفسه :
أين مصدر هذه المعلومة ؟ ومن قال بها قبلك ، وأعني بقبلك الأئمة المعتمدين وليس الدكاترة والشيوخ المعاصرين ؟
وإن أجبتم على هذا السؤال انتقلنا إلى غيره من أسئلة موجهة على المقال ، متمنياً أن يكون الرد منكم مختصراً ومفيداً .
أخي الكريم :
كنت كتبت رداً ومناقشة على مقالكم " نموذج ثاني " لكني لم أجده فلعله حذف مع ما حذف ،وسأوافيكم به لاحقاً ‘ن شاء الله .
 
فضيلة الدكتور الأستاذ المشارك السالم
كم تمنيت أن تظل علاقتي بك علاقة متعلم طالب علم بدكتور متخصص أستاذ مشارك في كلية القرآن بالجامعة
الإسلامية التي درست فيها المعهد الثانوي في سنة 1401 هـ إلى سنة 1404 هـ حيث أخذت منها الثانوية
وهكذا يجب أن تنظر إليّ من عل وأنظر إليك من أسفل فأي مقارنة أو مقاربة تجمعنا ؟
سيدي الدكتور ليس الأمر الذي أبغيه هو المراء ولا عرض العضلات ولكنه البحث في تحرير طرق القراءات وفي تحرير سائر
التراث الإسلامي
سيأتيك جواب سؤالك ولكن القصد ليس هو المراء ولكنه كراهية أن لا أجيبك لا غير
وحرصا مني على تتذكر أن لسنا ندين بل أنت الأفضل والأكرم والأعلم وأنا طالب العلم القاصر الذي يعرض بحوثه
لعل منصفا متجردا يهدي إليّ مواطن الخطل والقصور فأسارع إلى تداركها وأكون له من الشاكرين
الحسن محمد ماديك
 
عفواً أخي الحسن :
لم أفهم تعليقك هذا وماذا تقصد به ؟؟؟
أي استعلاء في الرد، وأي مراء وجدال ؟؟ ، وأي عرض عضلات وأي أكرم وأعلم ؟؟؟؟
ما كتبتُه واضحٌ ومنهجيٌ وموضوعيٌ وعلميٌ إلا عند من لا يفهم المنهجية الموضوعية في نقاش المسائل العلمية وإلا عند من " فيه عِظام راسه" ؟؟؟( وعفواً على هذا التعبير) .
أخي الكريم الحسن :
ثق أنك لم تكتب حرفاً إلا وقد قرأتُه قراءة " متعلم " يبحث عن شيء جديد يتعلمه ، ولكن للأسف لم أجد إلا " منهجاً " متخبطاً يحاول صاحبه أن " يسوّقه " بشتى الوسائل، وإن نوقش فيه نقاشاً علمياً هادئاً - كما فعل معك الشيخ عبد الحكيم والشيخ محمد يحي الجزائري وغيرهما - - وجدت صاحبه يحوّل النقاش إلى " اختلاف شخصي "ويرد على من يخالفه بأسلوب " الشخصنة الموضوعية " وليس ب " المنهجية الموضوعية" " .
أخي الكريم :
آراؤك واجتهاداتك في القراءات والتفسير بل والعلوم كلها ، هي ملك لك وحدك طالما أنك تغلق عليها "دفاترك " و " مسوداتك " أما وقد أخرجتها للناس ودعوت إليها بل وبكل جراءة – غير مسبوقة – تحاول فيها " هدم " أسس علم قد استوى على سوقه ورفعت فيه الأقلام وجفت فيه الصحف وأغلق دونه بابه الاجتهاد – إلا مسائل – ليست مما يقدح فيه – فإنها لم تعد لك وحدك ، بل لابد أن يقال لك أحسنت فيما أحسنت فيه وأخطأت فيما أخطأت فيه ، فعوّد نفسك على هذا وإلا فالزم باب بيتك وبث علمك في صدور تلاميذك الذين لم يشموا رائحة هذا العلم ليصفقوا لك ويوقروك ويعزروك .
أما أن تعرضه على أهل التخصص وتحاول تسويقه فليسوا ممن يقبل ذلك لا منك ولا ممن هو أكبر منك أو دونك علماً .
أخي الكريم :
سألتك أسئلة علمية محددة ولم أرك أجبت على واحد منها إلا بتحويل النقاش إلى مسائل لا وجود لها إلا في ذهن قائلها ، كل من يقرأ الموضوع في غنى عنها وكاتب هذه الحروف أولهم في ذلك ، وأقول لك ختاماً :
والله العظيم يا أخي الحسن لا يهمني من أكون ولا من تكون ، وما أراك دائماً تكتبه بين السطور لست من أهله فابحث عن شخص آخر تسوق له وعليه هذا المنطق فليس ذنبي أن تكون لك حساسية من شيء ما وتصب جام غضبك على أخيك بسببها .
أخيراً :
في انتظار الوفاء بوعدك أن تجيب على الأسئلة المطروحة إذ هي التي تهمنا وتهم الجميع .
والحمد لله القائل :" إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
 
نعم إن لكل قارئ وراو وطرقهم من المصنفين وغير المصنفين اختياراتهم من بين سيل من الروايات تلقوها وكذلك دلالة الأدلة التالية :
ورد في غاية النهاية لابن الجزري في ترجمته لنافع القارئ المرقم برقم 3718 ما نصه "وقال الأعشى :كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك، وقال الأصمعي قال لي نافع تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفا" اهـ بلفظه (2/333)
وهو صريح في أنه كان يقرئ بالرواية ويقرئ بالاختيار وصريح أنه خالف شيخه أبا جعفر في سبعين حرفا اختار نافع أن يأخذ فيها مروياته عن شيوخه سوى أبي جعفر .
ولا يخفى أن نافعا خالف شيخه أبا جعفر في قصر المنفصل وفي فتح الممال وفي باب يحزن الذي قرأه نافع وحده من بين العشر من طريق الطيبة بضم حرف المضارع وكسر الزاي وقرأه أبو جعفر كالجماعة بفتح حرف المضارع وبضم الزاي ، ولم يوافق نافع شيخه أبا جعفر على قراءة حرف الأنبياء بل خالفه فيه .
وورد في غاية النهاية كذلك في ترجمة ورش المرقم برقم 2090 ما نصه"وله اختيار خالف فيه نافعا رويناه عنه من طريقه بإسناد جيد" اهـ بلفظه
وإن كان المعترض يقصد بقوله " أين مصدر هذه المعلومة ومن قال بها قبلك؟" أنني لا يجب أن أقول إلا ما قد قيل قبلي من الكلام فليعلم أن لي قراءة وتدبرا وتأملا واستنباطا لما قد كتبه الأولون وإلا فكيف تأتى للقارئ من السبعة أو غيرهم
أن يأخذ عنه رواة متعددون قد يختلفون عنه ويروون له أكثر من وجه في الحرف الواحد .
أيها المعترض إن قولك " وإلا عند من " فيه عِظام راسه" ؟؟؟( وعفواً على هذا التعبير ) اهـ بلفظك هو مما تعلم ويعلم جميع الموريتانيين والشناقطة أنه من الهمز واللمز فهنيئا لك بهذه الثقافة .
ولكن لماذا تلطخ بها مواقع العلم ومنتدياته الكريمة ألا يكفي أن يتمسك بها الخواص أمثالك.
ولقد حذفت من استشهادك بكلامي بعضا منه.
الحسن محمد ماديك
 
قال الحسن :
" هو مما تعلم ويعلم جميع الموريتانيين والشناقطة أنه من الهمز واللمز فهنيئا لك بهذه الثقافة".
ليس غريباً عليك أخي الحسن بعد أن تلاعبت بمنهج القراءات و" اجتهدت " فيه حسب هواك أن تتلاعب حتى بمصطلحات لغة قومك وما هو متعارف عند صغيرهم وكبيرهم وأعلاهم وأدناهم ، واتهمتني – كما هي عادتك معي و مع غيري إن ألزمك بالحجة والبرهان- باللهمز واللمز والغمز ؟؟
فأسألك بالله العظيم الذي سنقف بين يديه تعالى هلاّ شققت عن قلبي لتحكم هذا الحكم ؟؟ ولماذا أغمزك وألمزك ؟؟؟ وقبل أن أقول لك : الموعد الله ، أقول :
هذا المنتدى العلمي بحمد الله تعالى يضم من أبناء جنسي وجنسك نخبة هم أعلم مني ومنك بهذا المصطلح وإني أطلب منهم توضيحه وبيانه مع أني قد ذكرت توضيحه أثناء كلامي .
وللمعلومية لغير من يعرف هذه العبارة :
يقال للشخص الذي يتحسس كثيراً من أتفه الأسباب ويظن أن كل كلام موجّه إليه " فيه عظام راسه " وهي كلمة يعلم الله أنها غير نابية ولا فاحشة ، فهي تقال بين الأحبة والأصدقاء والأقران ، نعم لا يقولها الصغير للكبير ، ولا التلميذ للشيخ ولا النسيب لنسيبه من باب الأدب والتوقير وليس من باب أن فيها " فحشاً" أو " لمزاً وغمزاً " كما صوّر ذلك الحسن .
أما قولك :
ولكن لماذا (تلطخ )بها مواقع العلم ومنتدياته الكريمة ألا يكفي أن يتمسك بها الخواص أمثالك.
فالمتوقع منك أكثر من ذلك عفا الله عنك ، فمنذ أن ولدتُ- ولله الحمد - في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى يومي هذا وإن شاء الله إلى أن ألقاه لم يتهمني أحد قبلك بهذا الوصف لا في مسائل العلم ولا في غيره مما أنت أعلم به مني .
أما قولك :
فليعلم أن لي قراءة وتدبرا وتأملا واستنباطا لما قد كتبه الأولون وإلا فكيف تأتى للقارئ من السبعة أو غيرهم "
فأقول :
قصارى قولك أن " تضيف " إلى اختيار هؤلاء الأئمة والعلماء اختياراً جديداً اسمه :
اختيار وقراءة وتدبر وتأمل واستنباط الحسن بن ماديك " فهنيئاً لأهل القراءات بذاك .
وأما ماذكرتَه نقلاً عن " غاية النهاية " وما علقت به عليه فأسألك أيضاً : هل هو نص في محل النزاع ؟؟
محل النزاع هو قولك : إن نافعاً أخذ التسهيل من فلان وأخذ المد من فلان آخر وهكذا ...حسب ماذكرت ذلك سابقاً ، وليس في أن نافعاً له اختيار في القراءة ، بمعنى : النزاع ليس في الاختيار نفسه بل في نوعية هذا الاختيار وكيفيته .
آمل التكرم بالنقاش العلمي وليس بتجيير البحث إلى أمور لاتعني القارئين في شيء وأولهم كاتب الحروف .
 
ما أمرتَ إلا بخير .
لكن الموقف ليس للوعظ والمسكنة ، بل هو موقف إحقاق حق وإبطال باطل ن واختر من أسلحتك ما شئت ، المهم أثبت لنا وللجميع أن نافعاً اختيار الذي ذكرتَه عنه بالطريقة التي من يوم أمس لم تسطع إثباتها بالدليل العلمي ؟؟؟
وأوصيك بتقوى الله ولا تتقول على الإمام نافع رحمه الله ، لأنك بهذا تصفه بالكذب في الرواية على حد منهجك ومنهج المحررين الذين يقولون ذلك في مثل هذا .أم تراك نسيت ما نقلته بنفسك سابقاً أن الكذب في الرواية حرام ؟؟؟؟
إذا كان نافع أخذ التسهيل من شيخ والمد من آخر ووووو من آخر ، فماهي القراءة التي قرأ بها في بداية أمره قبل أن " يكذب" وحاشاه من ذلك في الرواية ويأتينا بقراءة خليط من 70 شيخاً ؟؟؟؟
يا هذا قل ما يعقل ،واعرض فهمك على غيرك حتى يتبين لك الليل من النهار والبياض من السواد وقبل هذا كله الحق من الباطل .
يا ابن ماديك :
أثبت صحة ادعائك على نافع ودعك من المواعظ فليس ذا محلها ولا مكانها .
 
سيدي الجكني، أليس القراء العشرة أصحاب قراءة مؤلفة من مجموع ما تواتر عند أهل بلدهم مما تلقوه مشافهة عن مشايخهم.

وإلا كيف يجتمع نافع وابن كثير في ابن عباس

وعاصم وابن عامر في عثمان.

وهكذا ..

ولو كان كل واحد متقيدا بقراءة شيخ واحد لصار راويا لا قارئا بمصطلحنا.
ولنسبت تلك القراءة لذلك الشيخ لا له.


أم أنك ترمي لمعنى آخر لم تفصح عنه صراحة.
 
أشكر الجميع على مداخلاته وأذكر الجميع بشعار الملتقى الموجود في أسفل كل صفحة :" ما يلفظ من قولٍ إلا لديه

رقيبٌ عتيدٌ "
فكلنا تحت هذه الآية وليس فوقها وأنتم أهل الفضل والعلم .

فيجب علينا أن نترفع عن هذه .............. ولا أدري لماذا وصل النقاش إلى هذا الحدية

وقد كانت البداية هادئة وموضوعية .......

ولي عودة إن شاء الله ..............
 
أخي الكريم العزيز الدكتور أنمار حفظه الله ورعاه :
قبل أن أجيب على سؤال فضيلتكم اسمح لي بالتذكير بمذهب العلماء القائلين بأن " التركيب " في القراءات أهون ما يقال عنه أنه " كذب في الرواية " ، هذا حسب رأيي مسلّم به عند جل أهل التحريرات إن لم يكن كلهم .
أفترانا – أستاذي الكريم – بعد هذا يحق لنا أن نتجاسر على هؤلاء الأئمة ونقول " إن اختيارهم كان بطريقة التلفيق والتركيب ؟؟؟ فهذا عندي خلل في تصور المسألة والجمع بين ضدين أحلاهما مرّ.
نأتي إلى سؤالكم الكريم :
أليس القراء العشرة أصحاب قراءة مؤلفة من مجموع ما تواتر عند أهل بلدهم مما تلقوه مشافهة عن مشايخهم
وأقول:
الإمام نافع وغيره من الأئمة لم يكن اختيارهم هو اختيار " تلفيق " بل هو " اختيار تنوع " بمعنى أنه قرأ على عدة شيوخ بقراءات " متنوعة " ثم اختار منها ( إحداها ) وهي هذه التي وصلتنا ، .
وقولكم : (مما تلقوه مشافهة عن مشايخهم) دليل على ذلك ، إذ كيف يكون نافع أخذ التسهيل عن واحد ، والمد عن آخر ، والإمالة عن آخر وهكذا ثم يقال هذه القراءة أخذها نافع " متصلة الإسناد بالتلقي والمشافهة عن شيخ معين .
ونحن هنا بين أمرين لا مناص من أحدهما حسب رأيي:
الأول : أن نوافق على أن نافعاً أخذ قراءته هذه بالتلفيق " قطاعي " وجاءنا بقراءته التي رواها الأئمة بالسند المتصل إليه ، ونكون هنا نجيز التلفيق الذي منعه أهل التحريرات على استحياء بإلصاق الوصف المتعارف عليه عندهم لمن يفعل ذلك ، وهذا معناه أن يكون باب التلفيق مفتوحاً لكل أحد إذ الوصف هنا غير معتبر ، وأعني بالوصف هنا " نافعاً " فالجكم لايتعلق بشخصه .
الثاني : أن نحكم ببطلان هذا المعنى ، ونقول ليس الأئمة في اختيارهم ملفقين ، وهذا هو الصواب ، ومعنى هذا أن نافعاً وغيره اختار قراءة من عدد من القراءات عنده لا أنه " ركّب " قراءة من عند نفسه .
وأما قولكم :
(وإلا كيف يجتمع نافع وابن كثير في ابن عباس وعاصم وابن عامر في عثمان( .
فالجواب :
كما اجتمع ورش وقالون وإسماعيل بن جعفر وإسحاق المسيبي عن نافع ، وكما اجتمع أبو نشيط والحلواني عن قالون ، وكما اجتمع الأزرق والأصبهاني عن ورش وكما اجتمع الرواة عن أئمتهم القراء وأصحاب الطرق عن رواتهم وهكذا .
وأما قولكم :
(ولو كان كل واحد متقيدا بقراءة شيخ واحد لصار راويا لا قارئا بمصطلحنا ( .
فالجواب :
وهل القراء في بادئ أمرهم إلا رواة ؟؟؟
ولكم كامل التحية والتقدير.
 
أخي الكريم أحمد :
جزاك الله كل خير على التنبيه الذي يحتاجه كل مسلم .
وأما عن نفسي فيعلم الله ليست الحدة موجهة إلا لعبارات أخي الحسن التي أرى أنها خرجت عن إطارها الصحيح ، أما شخصه الكريم فيعلم الله ما في نفسي من احترام وتقدير له كيف لا ن وتجمعني به " صلة " هو لا يعلمها وأنا أعلمها ، لكنه حفظه الله في حاجة إلى أن يحسن الظن بأخيه قبل أن يسيء به الظن .
 
سيدي الجكني حفظه الله

لا أرى حرجا في أن يختار نافع المد من إمام والإمالة من إمام آخر وترقيق الراء من ثالث وهكذا، إن كان أهلا للاجتهاد. إذ يستحيل أن تكون قراءة نافع بكل تفاصيلها من شيخ واحد أو عدة شيوخ متفقين في كل التفاصيل وهم عن طبقة سابقة ثم عن آخرى
والتلفيق لا يسمى تلفيقا إلا من أهل القصور أو العوام.

وعليه اختيار خلف، وأبي حاتم وأبي عبيد وغيرهم. ولا أرى فرقا بينهم وبين بقية القراء طالما كان أهلا لذلك واختيارا مما تلقى على مشايخه.

ولك أن تقيس على هذا المعنى أهل الاجتهاد في الفقه مثلا ((((للتقريب وليس من باب تطبيق قواعد علم على علم آخر))))
 
لقد انقطع التيار الكهربائي عن أحياء من العاصمة انواكشوط أربعا وعشرين ساعة فلم أستطع متابعة قراءة تدخلات الإخوة .
وأقول : ليعلم الجميع أن لست من المحررين المتشددين وأسارع إلى البراءة من ذلك ، ولقد نطق الدكتور أنمار بما توصلت إليه من البحث العلمي في علم القراءات ، ولم أعده إلى ما اتهمت فيه من الطعن في الأئمة الأعلام كنافع وابن ذكوان ، وإنما قلت رأيا نقديا في علم القراءات مفاده أن : ما ذا على المعاصرين لو أصبحت أسانيدهم ذات شقين شق يتوقف عند الشاطبي أو الداني أو ابن الجزري أو ابن نفيس ثم إن أسانيد هؤلاء الأئمة الأعلام المصنفين معلومة في كتبهم مضبوطة من لدن كل واحد منهم إلى القراء السبعة أو العشرة ومضبوطة أسانيد هؤلاء القراء العشرة أو غيرهم إلى الصحابة عن النبي  ولكن لا يلتبس الأمر فليست قراءة القارئ من العشرة ولا رواية رواتهم عنهم كل واحدة منها هكذا أنزلت من عند الله وقرأ بها النبي  على الصحابة وفي العرضتين الأخيرتين .
فوا عجبا ممن يقول بهذا ، وإنما ميدان تحرير طرق القراءات تفصيل إسناد كل حرف اختلف في أدائه القراء ورواتهم حتى منتهي سلسلته .
هذا هو التحرير الذي سأحمل لواءه اضطرارا رغم قصوري حتى يأتي من السادة علماء القراءات من هم أهله بلا منازع فأسكت حينئذ وأترك لهم القيام به ، أما قبل ذلك فإني أخاف عاقبة الشيطان الأخرس الساكت عن الحق ، أو يأتي من المشائخ المتخصصين من يثبت لي أن هذا التحرير ليس بحق وإنما هو باطل فأتخلى عنه وأكون له من الشاكرين .
سادتي إن منهجي في تحرير طرق القراءات ليس هو منهج المتشددين بل هو منهج الخائفين الذين لن يزكوا أنفسهم أبدا وأني لمسلم أن يزكي نفسه ؟ بعد أن أرسل النبي  علي بن أبي طالب برقعة فيها من أول سورة براءة ليلحق بالصديق وهو يحج بالناس قبل حجة الوداع ، ولم يسلم علي بن أبي طالب الرقعة من القرآن لأبي بكر الصديق ليقرأها على الناس لأن أبا بكر لم يسمع تلاوة القرآن من النبي  بل قرأ علي بن أبي طالب ما في الرقعة من القرآن على الناس وأبو بكر يسمع القرآن ممن سمعه من النبي  هذا الأداء هو ما نشترطه لجواز حل تلاوة القرآن ، ولن ينقص تواتر القرآن بالتمسك بهذا المنهج إلا أن لا يفهم تواتر القرآن إلا من خلال تجذير تعدد الروايات والقراءات ، ولقد ضاع من اتصال أدائها الكثير مما هو أكثر من العشرة من طرق الطيبة ولا يزال القرآن متصل الأداء متواترا إلى يومنا هذا ولن يزال إلى ما شاء الله بعد نزول عيسى ابن مريم .
وسيأتي لاحقا بحث بعنوان "لماذا نقول بوجوب تحرير طرق القراءات " في بضعة أيام إن شاء الله .
سيدي الدكتور أنمار غفر الله لك وأكرمك وجعلك من المهديين بالقرآن العجب إلي هو أقوم وإلى الرشد .
سيدي الدكتور السالم : مرة أخرى أقول لك اتق الله في نفسك وانشغل بها عن الناس فلقد حاولت أن أنسى ما قد سطرته لي في منتدى البحوث والدراسات القرآنية " من أي المصانع جئت بهذا البحث أمن مصانع السكاكين والنجارة والحدادة..." والكتور أنمار شاهد على ذلك وأستشهده بما علمه الله أن يأتي بالشهادة إذ قد وافقه قبل أن يتراجع .
أعلم أنك محوت ذلك الكلام الذي يعني أنني منحدر من أسرة كان آباؤها الأولون يمتهنون النجارة والصناعة اليدوية لا يقبل منهم أمثال الدكتور الجكني أن يكون لهم دلو في العلم ولا مهنة الزوايا في شنقيط الذين احتكروا العلم وبنوا به مجدا وذكرا .
فليسارع الإخوة إلى إقناع الدكتور السالم بالعدول عن معاملتي تلك المعاملة ومنها أن ذكرني بمقاله الآنف " ما فيه أعظام راسه" اهـ ويريد أن يذكرني بأن الطبقة الاجتماعية التي أنتمي إليها هم أكلة رؤوس الأغنام فما بالي ولماذا أتكلم عن تحرير طرق القراءات ، هكذا قلت للدكتور السالم اتق الله في نفسك وقلت له أن ليست هنالك مقارنة بيننا أي لماذا يضيق بي ذرعا وهو الدكتور المتخصص وأنا طالب العلم المتطفل وإذن فلينظر إليّ نظر الأستاذ إلى الطالب ويعلمني مما علمه اله بدل الغمز واللمز .
معذرة سيكون لي إن شاء الله لقاء ـ مع الدكتور السالم ـ مباشرا لأقنعه وأتوسل إليه ليقلع عن هذه النظرة وعن احتقار الناس وليجدني إن شاء الله يومئذ من أخلص الإخوة وأقربهم مودة ، ولعل ذلك خير لي وله .
فإن أبى إلا الهمز واللمز فليعدد تجفاقا عريضا .
الحسن محمد ماديك
 
أخي الدكتور أنمار حفظك الله ورعاك :
لأسلّم لك جدلاً أن هذا هو معنى الاختيار ؛ فكيف نتعامل مع وصف " الكذب في الرواية "؟؟وماهي الأوجه التي أخذها نافع مثلاً عن أبي حعفر ، إن قلتم مثلاً التسهيل فاقول: لا يلزم اشتراكهما في التسهيل أن يكون أخذه عنه وهكذا دواليك .
إذن لابد أن تكون هناك طريقة أخرى وهي أن يكون تعددت رواية القارئ على شيوخ عصره ثم اختار أحدها لا أنه " أخذها مجزءة من عدة قراء .
هذا ما أفهمه ن ولا أمنع غيره ، ولا أرى صواب المقارنة بينه وبين الفقه أو الحديث للفارق وهو :القراءات رواية وليست اجتهاداً كالفقه ، وليست تنقل بالمعنى كالحديث ، والله أعلم .
أما الحسن ابن ماديك فأقول له :
ليس غريباً منك - وما أكثر ما جئت بالغرائب - أن تقول ماقلته :
1- وكنت أعتقد أن الموضوع انتهى في وقته وقمت بمسحه ويعلم الله لاخوفاً منك ولا طمعاً ولا رجوعاً عن الكلمة في سياقها الذي جاءت فيه، ولو كنت صيدلياً لقلت لك من أي صيدلية صرفت هذا الهراء والتجني على أهل القرآن والقراءات ؟؟؟؟
2- وأما قولك :
( ويريد أن يذكرني بأن الطبقة الاجتماعية التي أنتمي إليها هم أكلة رؤوس الأغنام فما بالي ولماذا أتكلم عن تحرير طرق القراءات ...الخ..)
فاقول :
والله العلي العظيم الذي لا إله غيره وهو اليمين بكل حق ، وأشهد الله أمام الملأ أن كل ما أملك هو في حل مني إن كان هذا الذي قاله الحسن بن ماديك عني صحيح ، فوالله لم يخطر لي على بال ولم أقصد بها إلا أنها كلمة تقال بين الأحبة لترك الحساسية بينهم التي لمستها من الحسن في أي مداخلة لي معه ودعوته أن يلتفت إلى ما تحت السطور من مسائل علمية للنقاش .
هذا ما قصدته والله حسيبي وهو المطلع علي ولا يهمني بعد ذلك صّدقت أم لم تصدق .
وما أرى عرضك لهذه الخصوصيات إلا للهرب من إشكالات علمية وضعت أمام تسويقك لمنهجك الغريب في فهم التحريرات والقراءات عموماً .
فهذه كلمة أقف أنا وأنت بين يدي الله تعالى ونحاسب عليها ، وعند الله تجتمع الخصوم .
أما وقد ظهرت نيتك في البحث والنقاش فأنت بين أحد خيارين :
1- أن تعترض على مداخلاتي ومداخلات غيري العلمية بالدليل العلمي وتبين بطلانها ،.
2- أن تنسحب من النقاش وتعترف بعدم وجود رد عليها .
 
قال ابن ماديك :

ولكن لا يلتبس الأمر فليست قراءة القارئ من العشرة ولا رواية رواتهم عنهم كل واحدة منها هكذا أنزلت من عند الله وقرأ بها النبي  على الصحابة وفي العرضتين الأخيرتين .

وقال الإمام الداني رحمه الله : ووجه هذا الاختلاف في القرآن : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه الصلاة والسلام في كل عام عرضة ، فلما كان في العام الذي توفي فيه عرض عليه عرضتين ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يأخذ عليه في كل عرضة بوجه وقراءة من هذه الوجه والقراءات المختلفة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم :" إن القرآن أنزل عليها وإنها كلها شاف كاف " وأباح لأمته القراءة بما شاءت منها مع افيمان بجميعها والإقرار بكلها إذ كانت كلها من عند الله تعالى منزّلة ومنه مأخوذة اهـ.(جامع البيان 1/119 ط الشارقة )
 
السلام عليكم
شيخنا الفاضل د/ الجكني لست بصدد النقاش ولكن لي رأي أريد أن أذكره التحريرات موجودة منذ القدم :
أولا : قصة عمر وهشام رضي الله عنهما أقرأهما النبي صلي الله عليه وسلم كل برواية مع اتحادهما في اللغة والقبيلة .
وقصة نافع (إلا أن يطلب أحد قراءته فيستوقفه عليها ) ذكرته بالمعني
قصة الإمام عاصم مع حفص وقال له : أقرأتك من طريق السلمي وأقرأت شعبة من طريق زر بن حبيش

فهل يمكننا أن نقول : إن هناك عزو إلي الطرق منذ القدم ، وإن كانت ليست بالطريقة التي يقول بها الشيخ ماديك .

والسلام عليكم
 
أخي الدكتور أنمار حفظك الله ورعاك :
لأسلّم لك جدلاً أن هذا هو معنى الاختيار ؛ فكيف نتعامل مع وصف " الكذب في الرواية "؟؟وماهي الأوجه التي أخذها نافع مثلاً عن أبي حعفر ، إن قلتم مثلاً التسهيل فاقول: لا يلزم اشتراكهما في التسهيل أن يكون أخذه عنه وهكذا دواليك .
إذن لابد أن تكون هناك طريقة أخرى وهي أن يكون تعددت رواية القارئ على شيوخ عصره ثم اختار أحدها لا أنه " أخذها مجزءة من عدة قراء .
هذا ما أفهمه ن ولا أمنع غيره ، ولا أرى صواب المقارنة بينه وبين الفقه أو الحديث للفارق وهو :القراءات رواية وليست اجتهاداً كالفقه ، وليست تنقل بالمعنى كالحديث ، والله أعلم .
.

نتعامل مع الكذب برده وهو لا يكون إلا من الكذاب. أما الثقة الصادق فمقبول.

أما ما هي الأوجه فيصعب حصرها لكن ممكن معرفة بعضها بمقارنتها ببقية الرواة، وبالاطلاع على الكتب الموسعة وليست المنحصرة في الطرق المعروفة لدينا اليوم

فلنافع رواة آخرون ذكرهم في جامع البيان

ولا شك أن نافع أخذ كثيرا من شيخه أبي جعفر لكن منهجه انتهى إلى الأخذ بما اتفق عليه اثنان وترك ما انفرد به واحد، مما يدل على التجميع الجائز للعلماء القراء الذين هم أهل للاجتهاد
وليس كلامنا عن العوام والجهلة أو الكذابين
 
قال ابن أشتة:
كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفاً
قال الإمام ابن الجزري يعني في اختياره
اهـ من غاية النهاية

وهذا نص صريح بأن قراءة خلف هي في معظمها قراءة حمزة لكنه خالفه في 120 حرفا اختارها من شيوخه الآخرين من قراء الكوفة ولم يخرج عنهم.

ولا شك أنها ليست رواية أخرى عن حمزة لم نعرفها إلا من طريق خلف.

وهذا يؤيد بوضوح ما سبق بيانه

ومثله قراءة اليزيدي باختياره، ولأبي حاتم اختيار لا يخرج عن القراءات السبع إلا في كلمة واحدة، ولورش اختيار خالف فيه نافعا رواه عنه ابن الجزري بإسناد جيد

وضربت هذه الأمثلة مما نسميه اصطلاحا اختيارات لوضوح الأمثلة، وإن كانت كل القراءات العشر في أصلها اجتهاد في الاختيارات والتنويع بين ما تلقوه عن مشايخهم وتواتر لديهم، لكنهم خصصوا الاختيارات بذلك للتمييز بينها وبين ما ينقل عنهم رواية كما هو معلوم. وأوضح ذلك أيما إيضاح الشيخ أمين فلاتة في رسالته للماجستير وهي جديرة بالاطلاع
 
أخي في الله الدكتور أنمار
أكرمني الله وإياك بالقرآن ، وجزاك خيرا على التتبع الجميل الذي تتبعته لإثبات الحقائق العلمية الواضحة
وإني لبصدد إخراج بحث آخر بعنوان "لماذا قلت بوجوب تحرير طرق القراءات" آمل أن يكون أقرب إلىحل الإشكالية
المطروحة ،
وأوصي نفسي وإياك أن ليس كل طعن ورد على بحث علمي هو جدي لأن كثيرا من الردود والطعن إنما هو لأجل الرد
ولأجل اللغو في كل جهد يدعو إلى التحرير والتمحيص والاجتهاد لا غير
الحسن محمد ماديك
 
أخي الدكتور أنمار جزاك الله خيراً على مداخلاتك :

أنت قلت :" لا أرى حرجا في أن يختار نافع المد من إمام والإمالة من إمام آخر وترقيق الراء من ثالث وهكذا، إن كان

أهلاً للاجتهاد ".

بهذا الكلام أنت تثبت وتعتبر أن اختيار الأوجه كان اجتهاداً من الرواة والقراء ، والاجتهاد قد يكون صواباً أو غير ذلك ،

واسمح لي أن أقول أمراً في غاية الأهمية هل يجوز لعالم مجتهد ثقة اليوم أن يجمع القراءات العشر ويعمل عليها دراسة

وافية شاملة ثم يقوم بعمل رواية لا تخرج عن الوجوه الموجودة في القراءات العشر على النحو التالي :

يختار بوجه السكت مع التقليل والإدغام الكبير وضم ميم الجمع ويأخذ بوجه التوسط في المنفصل والمتصل ......

كل ذلك بدون أن يتعرض للفرشيات بل يقتصر في ذلك على فرشيات خلف مثلاً .. ـ مادام القارئ أهلا للاجتهاد هو مخيرٌ

بانتقاء الأوجه ـ .

لا أظن أن أحداً يقول بصحة هذا الكلام ..... لأن الرد سيكون لا يجوز الاجتهاد في القراءات والكذب في الرواية ......... فكيف نثبت الاجتهاد

وننفيه .

أنا أرى استخدام لفظة "اجتهاد" في اختيار أوجه القراءات يجب أن ينظر بها .

وان الرواية بشكل عام هي اختيار الراوي كمنهج وأداء أما جزئيات الرواية فليست من اختيارهم كما أشار إلى ذلك الدكتور الجكني ........

والله تعالى أعلم
 
أخي الدكتور أنمار جزاك الله خيراً على مداخلاتك :
أنت قلت :" لا أرى حرجا في أن يختار نافع المد من إمام والإمالة من إمام آخر وترقيق الراء من ثالث وهكذا، إن كان أهلاً للاجتهاد ".
بهذا الكلام أنت تثبت وتعتبر أن اختيار الأوجه كان اجتهاداً من الرواة والقراء ، والاجتهاد قد يكون صواباً أو غير ذلك ،

سعادة الشيخ الفاضل، هذا الكلام فيه نظر، فهنا لا يكون الاجتهاد خطأ لأنه ليس اجتهاد اختراع بل اجتهاد اختيار. نعم قد يكون خلاف الأولى كما هو حال القراء حين يرد بعضهم على بعض فالمسألة قد تكون بين صواب وأصوب وصحيح وأصح. ومن وقف على كلام المحققين وتعليقات أصحاب التوجيه للقراءات أدرك معنى هذه الأسطر.

=========================================

واسمح لي أن أقول أمراً في غاية الأهمية هل يجوز لعالم مجتهد ثقة اليوم أن يجمع القراءات العشر ويعمل عليها دراسة وافية شاملة ثم يقوم بعمل رواية لا تخرج عن الوجوه الموجودة في القراءات العشر

نعم يجوز ومن يقول بالتحريم عليه الإتيان بالدليل، وإطلاق التحريم مجازفة. ولعل الدكتور يقصد بعد الجواز الكراهة.
وكون العمل على خلاف ذلك ليس بدليل، وميل القراء إلى مذهب ابن مجاهد لا شك أنه الأسلم

قال عبد الواحد بن أبي هشام سأل رجل ابن مجاهد لم لا يختار الشيخ لنفسه حرفا يحمل عنه فقال نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا
معرفة القراء الكبار ج 1 ص 271

لكنه لم يحرم ولم يقل بعدم جواز الأمر الآخر

================================


لا أظن أن أحداً يقول بصحة هذا الكلام ..... لأن الرد سيكون لا يجوز الاجتهاد في القراءات والكذب في الرواية ......... فكيف نثبت الاجتهاد وننفيه .

بل قال بصحتها أقوام لا حصر لهم، ولا يكون كذبا في الرواية ما دام نسبها لنفسه أو لأناس معينين، وليس في ذلك تناقض، بل هما أمران مختلفان لأن الكذب في الرواية حين يقول هكذا قرأت على الشيخ فلاني، أما أن يقول هذا من مجموع ما قرأت على مشايخي وهو اختياري أنا، فليس فيه كذب بحال. وكلام ابن الجزري في التفريق بين مقام الرواية وما سواها سيأتي في آخر المقال.

وقال الداني:
القول في أصحاب الاختيار

وأهل الاختيار للحروف ............... والميز للسقيم والمعروف
جماعة كلهم إمام ............... مقدم أولهم سلام
...
كلهم اختار من الحروف ............... ما قد روى وصح بالتوقيف
عن النبي وعن الأسلاف ............... الناقلين أحرف الخلاف

...
والقاسم الإمام في الحروف ............... أبو عبيد صاحب التصنيف
اختار من مذاهب الأئمه ............... ما قد فشى وصح عند الأمه
وذاك في تصنيفه مسطر ............... معلل مبين محرر

وانظر أسماء ما يزيد على 20 من أئمة الدنيا، وكون ذلك لم يصل إلينا فإنما سببه تقاصر الهمم ولا يعني إطلاقا عدم الجواز.



أنا أرى استخدام لفظة "اجتهاد" في اختيار أوجه القراءات يجب أن ينظر بها .

أنت لا ترى لكن من هو أولى بالاتباع من أئمة القراء يرى صحة لفظة الاجتهاد وتأمل النص التالي:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام:
إنما توخينا في جميع ما أخبرنا من القراءات أكثرها من القراءة أصلا وأعربها في كلام العرب لغة، وأصحها في التأويل مذهبا، بمبلغ علمنا، واجتهاد رأينا والله الموفق للصواب.
اهـ
ص 145 قراءة القراء المعروفين للأندرابي

ويزيد الأمر جلاء ما حدث لابن مقسم ورد العلماء عليه.

قال أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم في انتقاده لفعل ابن مقسم المشهور ما نصه:
وقد دخلت عليه -أي ابن مقسم- شبهة لا تخيل بطولها وفسادها على ذي لب وفطنة صحيحة وذلك انه قال لما كان لخلف بن هشام وأبي عبيد وبن سعدان ان يختاروا وكان ذلك لهم مباحا غير منكر كان ذلك لي أيضا مباحا غير مستنكر فلو كان حذا حذوهم فيما اختاروه وسلك طريقا كطريقهم كان ذلك مباحا له ولغيره غير مستنكر وذلك ان خلفا ترك حروفا من حروف حمزة واختار ان يقرأ على مذهب نافع واما أبو عبيد وبن سعدان فلم يتجاوز واحد منهما قراءة أئمة القراءة بالأمصار ولو كان هذا الغافل نحا نحوهم كان مسوغا لذلك غير ممنوع منه ولا معيب عليه بل إنما كان النكير عليه شذوذه عما عليه الأئمة الذين هم الحجة فيما جاؤوا به مجتمعين ومختلفين
تاريخ بغداد ج 2 ص 208


وهذا النص واضح وجلي في كون من يختار من حروف الأمصار المتواترة لا يكون فعله محظورا ناهيك عن كونه حراما.
نعم باب الرواية يستلزم الاتباع الكامل للأسانيد ونسبة الحروف لأصحابها. أما لو اختار اختيار مما تواتر ونسبه لنفسه فلن يكون بحال كذب في الرواية.

وأعيد وأكرر لست بهذا المقال أؤيد فتح الباب لكل من هب ودب بل أرى أن أصحاب تلك الدرجة من القراء أندر من الكبريت الأحمر كما انقرض أئمة الفقه أصحاب الاجتهاد المطلق وما بقي لنا إلا التقليد وبعض الاجتهاد في التحريرات "فـ "نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا

مع إبقاء الأمر على ما عليه من السعة كما صرح به ابن الجزري في النشر:
وقال الأستاذ أبو إسحاق الجَعْبَري: والتركيب ممتنع في كلمة وفي كلمتين إن تعلق أحدهما بالآخر وإلا كره.
قلت: وأجازها أكثر الأئمة مطلقاً، وجعل خطأ مانعي ذلك محقَّقًا.
والصواب عندنا في ذلك التفصيل والعدولُ بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول: إنْ كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منعُ تحريمٍ كمن يقرأ  فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ بالرفع فيهما أو بالنصب آخِذاً رفع  آدم  من قراءة غير ابن كثير ورفعَ  كلماتٌ من قراءة ابن كثير، ونحو وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا بالتشديد مع الرفع أو عكس ذلك
ونحو أُخِذَ مِيثَاقُكُمْوشبهه مما يركّب بما لا تجيزه العربية ولا يصحّ في اللغة.
وأمّا ما لم يكن كذلك فإنّا نفرِّق فيه بين مقام الرواية وغيرها، فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضاً من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية، وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حَظْر، وإن كنّا نَعيبُه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوِي العلماء بالعوامّ، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام إذ كلٌّ من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين تخفيفاً عن الأمة، وتهوينًا على أهل هذه الملّة، فلو أوجبنا عليهم قراءة كل رواية على حِدَة لَشَقَّ عليهم تمييز القراءة الواحدة وانعكس المقصود من التخفيف وعاد الأمر بالسهولة إلى التكليف.
وقد روينا في "المعجم الكبير" للطبراني بسند الصحيح عن إبراهيم النخعي قال: قال عبد الله يعني ابن مسعود:
«ليس الخطأ أن يقرأ بعضه في بعض، ولكن الخطأ أن يلحقوا به ما ليس منه».

وأعد النظر في كلام سيدنا ابن مسعود مرات ومرات لعل الله يفتح علينا من فتوح العارفين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
الدكتور أنمار سلمك الله
أما إنك لم تعد الحق والصواب والله أعلم
وإني لأوافقك على ما قلت وجئت به من التحرير والبحث العلمي المجرد
وأحسب الأخ أحمد تيسير أسقط لفظ الاجتهاد والكذب في الرواية على ما لا يطابقها والله أعلم
ومرة أخرى يجب البحث لحل الإشكالية برمتها ولعلي أنشر ذلك قريبا جدا إن شاء الله
الحسن محمد ماديك
 
السلام عليكم
السيد أنمار ، نعم النصوص أكثر مما نقلت في جواز ذلك الأمر وجاء ذلك عن مكي وأبي شامة وغيرهما .

ولكن أريد أن أستفسر : ألم يستقر الأمر علي منع ذلك عند القراء ؟؟؟
وكما تعلمون أن ما استقر عليه العمل عند القراء أمر مهم ، ولذا كانت القراءات شاذة بعد العشر مع جلالة أصحابها من قراء الشواذ .

ثم لماذا لا نقرأ بما علمنا ؟؟
وإني أري أن جواز الاختيار في هذا الزمان يكون من بين روايات القارئ الواحد ..بمعني أني قرأت مثلا بقصر المنفصل وتوسطه ومد التعظيم لقارئ واحد مثلا جاز لي أن أختار وأقتصر عليي وجه واحد ..أما والأخذ بتركيب من بين العشر سيفتح بابا لا يعلم مداه إلا الله .

ولذا جمع ابن مجاهد القراءات في زمنه لقطع الطريق علي أهل الأهواء وأهل البدع وأعتقد أننا في زمنن أولي فيه المنع مع اعترافنا أن القراءات الموجودة كلها صحيحة ..

ولعل هذا الرابط يفيد في الموضوع .
http://www.tafsir.org/vb/showthread...7%CE%CA%ED%C7%D1+%DA%E4%CF+%C7%E1%DE%D1%C7%C1
والسلام عليكم
 
لا شك أن الدكتور أنمار لم يدع المتخصصين المتأخرين إلى تأليف قراءة أو رواية جديدة وجمعها من القراءات المعلومة كالتي من طرق طيبة النشر فما دونها ، وإنني كذلك لم أدع إلى ذلك ، وإنما هو التنبيه إلى أن قراءة القراء العشرة مثلا ورواتهم إنما هي جمع وتأليف ما كان مفرقا من أحرف الخلاف التي رووها عن التابعين فتابعيهم أي لم يقرأ أحد من الصحابة الذين أقرأوا الناس بأداء المصاحف العثمانية القرآن كله برواية مطابقة لرواية قالون أو البزي أو السوسي مثلا وإذن لكانت نسبتها إلى ذلك الصحابي أو ذلك التابعي أقرب إلى الأمانة العلمية .
ولقد عزمت على إيضاح هذه الإشكالية قريبا جدا إن شاء الله .
ولن ندعو إلى تركيب وجمع قراءة جديدة وإنما إلى تحرير القراءات لاستنباط واكتشاف الأداء الذي أقرأ الصحابة الذين أقرأوا الناس بأداء المصاحف العثمانية .
الحسن محمد ماديك
 
وإنما هو التنبيه إلى أن قراءة القراء العشرة مثلا ورواتهم إنما هي جمع وتأليف ما كان مفرقا من أحرف الخلاف التي رووها عن التابعين فتابعيهم أي لم يقرأ أحد من الصحابة الذين أقرأوا الناس بأداء المصاحف العثمانية القرآن كله برواية مطابقة لرواية قالون أو البزي أو السوسي مثلا

ولا هذه يمكن تعميم الجزم بها لأن هناك احتمال قوي بوجود قراءة أحد الصحابة الموافقة لرواية ما، كحفص على قراءة سيدنا علي كرم الله وجهه أو أحد قراءاته رضي الله عنه، وشعبة على قراءة ابن مسعود رضي الله عنه أو أحد قراءاته كما جاء الخبر عن عاصم. وهو محمول عليها بكامل تفاصيلها أو معظمها الأغلب.

وكذا ما جاء عن حمزة بقراءته التي وافقت ما رواه سيدنا جعفر الصادق عن آبائه عن سيدنا علي كرم الله وجهه في قراءة أو رواية أخرى له إلا في نحو عشرة أحرف أو يزيد

وأنا أكاد أجزم أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد جمع الأحرف السبعة أو معظمها وعليه يحمل خبر لم يجمع القرآن إلا أربع، وقد مكث سيدنا علي 6 أشهر بعد انتقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ملازما بيته لم يخرج إلى الناس يجمع القرآن - كما جاء في الأثر. فما ترجح عندي معنى الجمع إلا على القراءات بجميع ما تواتر عندهم رضي الله عنهم. فمثلا سيدنا علي رضي الله عنه من قريش وهم لا يهمزون لكن لما انتقل للكوفة ولسانهم لا يعرف التسهيل كلسان أهل نجد، أقرأهم بالتحقيق وإليه صح السند بذلك. وهو يدل على جمع الأحرف لا جمع القرآن فحسب.

وكون بعض المكثرين من الشيوخ كنافع وأبي عمرو لهم اجتهاد الاختيار الذي أثبته أعلاه فهو لا يتعارض من وجود بعض القراء ممن احتمال النقل الخالص دون اجتهاد الاختيار والجمع بين عدة طرق قوي جدا في حالتهم، أما نسبت القراءة إليهم دون من فوقهم فيكون لشهرت التصاق تلك الرواية بهم وإتقانهم لجميع تفاصيلها دون أقرانهم إضافة لطول ملازمتهم لإقرائها دون غيرها من الأوجه المشتهرة عند أهل ناحيتهم وقتها. وهو احتمال وجيه جدا في نظري.

فممكن مثلا أن عاصما روى عن أبي عبد الرحمن السلمي حرف علي رضي الله عنه. لكن لما كان لسيدنا علي الكثير من الأحرف وكذا للسلمي كان اقتصار عاصم للحرف الذي أعطاه لحفص مدعاة أن تنسب إليه لا إلى من سبقه، وهي نظرة أخرى لتعليل نسبة الحرف، على الطرف الآخر من الفهم الأضيق السابق.

وهذا كله لا يعارض صحة الاختيار للأثار الصحيحة المثبة له كما سبق.
 
الأخ الفاضل الدكتور أنمار

عندما سألتك عن جواز إخراج رواية جديدة من القراءات العشر التي نقرأ بها ، كان ردك بالحرف : """" نعم يجوز ومن يقول بالتحريم عليه الإتيان بالدليل ، وإطلاق التحريم مجازفة """".

اولاً : إني أتفهم وجهة نظرك جيداً لكن أخي الكريم كلنا يعرف أن هنالك شروطاً للقراءة الصحيحة والعماد في هذه الشروط هو التواتر ، أنا لا أدري أين التواتر في هذه الرواية الجديدة التي تقول بجوازها وعندما نقوم بتدريسها للطلاب ماذا سنقول لهم قرأت هذه القراءة على ........ من ..... أين التواتر في هذه الرواية .

ثم إنك لو تتبعت سند أحد القراء العشر لوجدت السند بأي رواية ينتهي إلى رسول الله ولا نجد إلا اختيار رواية واحدة من سيل الروايات التي أخذها القارئ فأمسك بواحدة وترك ما عداها حتى عُرفت به ، ثم لا نجد مثلا في السند أن هذا الوجه أخذه من فلان وهذا أخذه من فلان وذاك من فلان إنما تجد الرواية قرأها على شيخه إلى رسول الله .... والأسانيد بيننا هي الحكم والفيصل هل تجد فيها ذلك .

أليس هذا ما يُعرف بتركيب القراءات ، ما معنى أنك تقوم بإخراج رواية جديدة تقوم على انتقاء الأوجه وتركيبها ، أليس هذا هو التلفيق بعينه الذي قام العلماء بمنعه ؟ وهو الأمر الذي دفعهم إلى القيام بتحرير وجوه وطرق القراءات ، وما مؤلفات الإمام الأزميري منك ببعيد .

قال السخاوى فى جمال القراء : إن خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ . وقال القسطلاني شارح البخارى فى لطائفه : يجب على القارئ الاحتراز من التركيب فى الطرق وتمييز بعضها من بعض وإلا وقع فيما لايجوز وقراءة ما لم ينزل.. وقال الشيخ مصطفى الأزميري : التركيب حرام فى القرآن على سبيل الرواية ومكروه كراهة تحريم على ما حققه أهل الدراية ، فالتدقيق فى القراءات وتقويمها والعمل على تمييز كل رواية على حده من طرقها الصحيحة ، وعدم خلطها برواية أخرى ، هو معنى التحرير وفائدته ، وفيه محافظة على كلام الله من أن يتطرق إليه أى محرم أو معيب.


أضف إلى ذلك أنك تطرقت في حديثك إلى تركيب القراءات وقلت : " فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضاً من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية" .

أما بالنسبة إلى الآثار التي أوردتها فلماذا لا تُحمل على اختيار الرواية بدلاً من حملها على انتقاء الأوجه .

والله تعالى أعلم
 
النصوص واضحة لمن تأملها. فتح الله عليكم من فتوح العارفين. وقولكم فلماذا إلخ ..؟ يقابله ولماذا ليس ((الاحتمال الآخر)) ؟ منعا للتحكم بغير دليل.
أما التركيب فتحريمه للرواية وليس للقراءة العادية.((وكلام ابن الجزري فصل في المسألة))

هذا نظريا أما عمليا فأنا مع المنع لعدم وجود الأهلية ومرتبة الاجتهاد المطلوبة
 
قال أحمد تيسير "ثم إنك لو تتبعت سند أحد القراء العشر لوجدت السند بأي رواية ينتهي إلى رسول الله ولا نجد إلا اختيار رواية واحدة من سيل الروايات التي أخذها القارئ فأمسك بواحدة وترك ما عداها حتى عُرفت به ، ثم لا نجد مثلا في السند أن هذا الوجه أخذه من فلان وهذا أخذه من فلان وذاك من فلان إنما تجد الرواية قرأها على شيخه إلى رسول الله .... والأسانيد بيننا هي الحكم والفيصل هل تجد فيها ذلك "اه بلفظه .
وأقول : وليس الأمر كذلك بل لا توجد رواية واحدة عن العشرة ولا السبعة متصلة الإسناد من لدن المنسوبة إليه من الرواة أو القراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل إن الرواة أنفسهم والقراء لم يزعموا هذا الزعم ولم يقع شيء من ذلك ضمن خطوطهم ولا في كتب المصنفين من طرقهم كابن مجاهد وابن مهران القريبين من طبقاتهم وإنما قال كل منهم وقرأت على فلان وفلان وفلان إجمالا ، وهكذا فالأسانيد ليست حكما في هذه المسألة ولا فيصلا .
ولست أدعو إلى تأليف رواية جديدة وإنما القراء والرواة عن السبعة والعشرة وغيرهم هم من ألفوا روايات جديدة من بين مروياتهم لم تخرج عن الرواية وزاها المصنفون من الطرق كابن مجاهد كثيرا من القياس لتجذير ظاهرة تعدد الروايات وتأصيل ذلك .
أما التواتر فإن المصنفين من الطرق من لدن ابن مجاهد إلى ابن الجزري لم يوظفوه وإنما كان ميزانا وضابطا لمن قبلهم .
الحسن محمد ماديك
 
الأخ الشيخ الحسن محمد ماديك

احترامي وتقديري لك لا يمنعني من نقد منهجك ، فالنقاش لا يفسد للود قضية .

أنت قلت : """" وليس الأمر كذلك بل لا توجد رواية واحدة عن العشرة ولا السبعة متصلة الإسناد من لدن المنسوبة إليه من الرواة أو القراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل إن الرواة أنفسهم والقراء لم يزعموا هذا الزعم ولم يقع شيء من ذلك ضمن خطوطهم ولا في كتب المصنفين من طرقهم كابن مجاهد وابن مهران القريبين من طبقاتهم وإنما قال كل منهم وقرأت على فلان وفلان وفلان إجمالا ، وهكذا فالأسانيد ليست حكما في هذه المسألة ولا فيصلا """"" .

أين المرجع الذي نقلت منه هذه المعلومة ؟؟؟؟؟؟؟

فقط أجبني على هذه الجزئية ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
 
نعم لقد قلت : وليس الأمر كذلك بل لا توجد رواية واحدة عن العشرة ولا السبعة متصلة الإسناد من لدن المنسوبة إليه من الرواة أو القراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل إن الرواة أنفسهم والقراء لم يزعموا هذا الزعم ولم يقع شيء من ذلك ضمن خطوطهم ولا في كتب المصنفين من طرقهم كابن مجاهد وابن مهران القريبين من طبقاتهم وإنما قال كل منهم وقرأت على فلان وفلان وفلان إجمالا ، وهكذا فالأسانيد ليست حكما في هذه المسألة ولا فيصلا" اهـ
قال أحمد تيسير : أين المرجع الذي نقلت منه هذه الجزئية ؟ فقط أجبني على هذه الجزئية .
قلت : قال الداني في جامع البيان (1/139) بإسناده إلى اليزيدي أنه قال "كان أبو عمرو ، وقد عرف القراءة فقرأ من كل قراءة بأحسنها ومما يختار العرب وبما بلغه من لغة النبي  وجاء تصديقه في كتاب الله عز وجل " اهـ بلفظه
وقال في جامع البيان (1/167) ما نصه " وأخذ أبو عمرو من كل قراءة أحسنها " اهـ بلفظه
قلت : ولن ينكر أئمة القراءات المعاصرون أن أبا عمرو البصري قد ألف قراءته من بين سيل من الروايات التي تلقاها وأسأل بالله العظيم أئمة القراءات المعاصرين أن لا يكتموا شهادة عندهم الله عن مدلول قول الداني " ومما يختار العرب وبما بلغه من لغة النبي  وجاء تصديقه في كتاب الله عز وجل " اهـ بلفظه أليس يعني أنه أدخل في الرواية من الأداء مما يختار العرب وبما بلغه من لغة النبي  .
وهكذا ليست قراءة أبي عمرو متصلة الإسناد من لدنه إلى رسول الله  لأنه قرأ على سبعة من أهل مكة هم :
1. مجاهد بن جبر
2. عطاء بن أبي رباح
3. سعيد بن جبير
4. عكرمة بن خالد
5. عبد الله بن كثير الداري
6. محمد بن محيصن
7. حميد بن قيس الأعرج
وقرأ على ثلاثة بالمدينة هم :
1. أبو جعفر القارئ
2. يزيد بن رومان
3. شيبة بن نصاح
وقرأ على أربعة بالبصرة هم :
1. الحسن البصري
2. يحيى بن يعمر
3. نصر بن عاصم الليثي
4. عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي
ولم أرد الاستقصاء بل التمثيل ومناقشة أي من شيوخ أبي عمرو البصري الأربعة عشر أقرأه قراءته المعروفة هذه بأحرفها المعلومة ومنها الإدغام الكبير كله ومذهبه في  أرنا  وفي  سبلنا  وبابه متصلة الإسناد إلى النبي  ، لا شك أن الإنصاف يدعو إلى قبول تأليفه قراءته من بين سيل من الروايات التي تلقاها عن شيوخه المتعددين وأضاف إليها هو ما اختاره من لسان العرب أي لهجاتها كما تقدم النص به عن الداني في جامع البيان ، وكما نص عليه الداني كذلك عن الكسائي القارئ .
قال في جامع البيان (1/156) ما نصه "حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا ابن مجاهد قال وكان علي بن حمزة (أي الكسائي) قرأ على حمزة ونظر في وجوه القراءات وكانت العربية علمه وصناعته فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن أثر من تقدم من الأئمة" اهـ بلفظه .
وقال في جامع البيان (1/156) بسنده عن أبي عبيد القاسم بن سلام ما نصه :"قال قأما الكسائي فإنه كان يتخير من القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا" اهـ بلفظه
وأعلن القارئ نافع أنه ألف قراءته من بين مروياته أي نظر إلى ما اجتمع عليه اثنان من شيوخه فأخذ به وما تفرد به أحدهم فتركه ولا يخفى أن شيوخه خمسة أو ستة أو سبعون .
أيها الشيخ الأستاذ أحمد تيسير لا شك أنك قد نقضت جميع بحوثي القاصرة إلا هذه الجزئية التي تمنيت عليّ الاستدلال عليها من مراجع المصنفين المتقدمين .
الحسن محمد ماديك
 
إذا أنا طالب في قسم القراءات .. وأقرأ ما أقرأ وأنا فاغر فاهي ..

فأي علم أدرس .. وماخفي أعظم ..

أذكر أن شيخنا أمين فلاتة في السنة الأولى من دراستنا للعلم الشريف ..


تكلم كثيرا عن اختلاف التنوع .. واختلاف الأوجه .. والتلفيق ..

الكلام هنا كثير جدا .. سأضطر أن أنتظر فترة أخرى لأرى ما أضيف .. وتتم طباعته وطباعته في الدماغ عن طريق القراءة المتأنية جدا جدا جدا . .


وأفخر بهذا الطلب العلمي ال [ التكتروني ]
 
بارك الله فيك يا أخي حفيد البخاري طالب خوجة الطالب بقسم القراءات بجامعة أم القرى صانها الله من كل مكروه
أوصيك بعلو الهمة وأن تؤجل راحة البدن ومتاع الحياة إلى ما بعد التحصيل وإياك أن تطلب العلم قبل حفظ القرآن كله والزم مراقبة الاحتفاظ بحفظه فهو رأس المال .
أما ما استصعبت من القراءات فليس كذلك وإنما أنا طالب علم مثلك لا فرق بيننا ،
وأتمنى على الله أن يكرمك بالقرآن فيكف يدك به عن المعصية وأن يجعلك وسائر الشباب الذين حفظوا القرآن ممن يقع بهم نفاذ قوله تعالى "فقد وكلنا بها قوما ليسوا بكافرين " ومن المثاني معه قوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه "
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتحية طيبة للباحث الموريتاني الحسن ماديك ، سلمه الله، على جهده الطيب في خدمة علم التحريرات، فلقد سرّعت كتابته في هذا العلم من وتيرة البحث حول مسائله،ومشكلاته، لنستفيد في كل مرة معلومة جديدة في هذا العلم النادر،
ولعل الشيخ سلمه الله يتناول هذه التحريرات فصلا فصلا كما فعل المحررون كالشيخ أحمد الأسقاطي الذي استمتعت بتحريراته خلال تحقيقي لكتابه أجوبة المسائل المشكلات في علم القراءات،
وليطالع فضيلته كذلك كتاب غيث النفع للصفاقسي فقد حرر في مقدمته كثيرا من التساؤلات التي طرحها عن علم التحريرات وتعدد الطرق،
وأما الاختيارات فهي غير التحريرات وقد سبق في مداخلة سابقة بيان حقيقتها لفضيلته عند العلماء.والله الموفق.
 
وتحية طيبة مباركة إن شاء الله مني للدكتور أمين الشنقيطي
ولسائر الإخوة والباحثين المتجردين .
ومرة أخرى أتمنى عليكم تقويم اعوجاجي وإهداء مواطن الخطل والتقصير في بحوثي القاصرة ولأسارع إلى الرجوع عنها علنا كما نشرتها علنا .
أما كتاب غيث النفع فهو أول كتاب درسته في سنة 1409هـ على شيخي المرحوم صداف بن محمد البشير المسومي وإني لأرغب عن منهجه ومدرسته هو والقسطلاني في التحرير .
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأرجو أن يتسع صدر الشيخ الحسن سلمه الله لفوائد علم التحريرات في الكشف عن بعض ماأشكل من الطرق عند نسبتها أو القراءة بها،وأرجو ألا يرغب عن شيء من ذلك حتى تتضح إجابة العلماء عنه، وإن كانت نقلا عن شيوخه فحبذا لوذكر شيئا من أدلتهم في الرغبة عنه،
وتحريرا لإجابة عن مسألة مشكلة تتعلق بالجمع بين روايتين جائزتين،منع من القراءة من أحدهما التركيب وعدم إقراء المقرئ بها،ماجاء عند العلامة أحمد الأسقاطي.
يقول العلامة في كتابه أجوبة المسائل المشكلات في علم القراءات :
(( وقـد أمّ خَيْـرُ مَنْ حَضَرْ، مولانا الوزير -حفظه الله-، أنْ سمع بعض المقرئين يقرأ (يصلى) للدّاني بالفتح، والإمالة، كلاهما على التّوسّط في البدل، والإمالة في (بلى)،
قلت:يَـلْـزَمُ هذا البعض إثـبات وجـهٍ غيـر منـقولٍ،وذلـك غـيرُ مَقْبُول،
قال شيخ مشايخنا سُلْطَان : ((عبارة التّيسير صريحة في أنّ التّغليظ، والإمالة يجتمعان، ويُمْنَعُ مـامـرّ من عدم الإمكـان)) ،وقَوِيَ ذلك بقول الجَعْبَرِي في شرح قول الشّاطبيّ :
((.....* وَعِنْدَ رُؤُوسِ الآيِ تَرْقِيِقَهَا اعْتَلاَ)) ،[أي] أنّ التّغليظ، والتّرقيق كليهما مع الإمـالة، انتـهـى، لكنّ الوجـه، لايُقرأ [به] ، والمقروء به للدّاني الإمالة، مع التّرقيق فقط، [في باب الإمالة] من النّشر: (( واختلفوا في مَا إذا وقع بعد اللام، ألف ممالة، نحو (صلى)، و(سيصلى)، (ويصلى)؛فـروى بعضهم تغليظهامن أجل الحرف قبلهـا، ورَقّقها بعضـهم لأجل الإمالة، وهذا [هو] مقتضى [كلام] الْعُنْوَان، والتّيسير)) ،وهـذا هو الذي قـرأت به للـدّاني)).
والله الموفق.
 
شكرا
ولم أقرأ ما يضيق به صدري بل لم أتعرض بعد لها القسم من التحرير في جميع ما نشرت ، ولعلي سأتعرض إليه فيما بعد .
والله يغفر لك
الحسن محمد ماديك
 
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
أخي الأستاذ حسن ماديك سلمك الله،
ضع البيض في سلة واحدة وخذنا بما نعرف،
واعتبر علم القراءات مسألة واحدة( مشكلة) فإن درسنا جزء منها فلاتحاسبنا على الجزء الذي لم ندرسه معك.
أخي الكريم ومع احترامي لك ولجهودك وتفردك بأطروحات علم القراءات من بين اخوانك من طلاب القراءات بالمدينة وغيرها، أرجو أن تأخذ معنا في ماتيسر لنا من معلومات ذات مصدرية أحسبها ليست لديك، أو لم تقرأ بها على شيوخك.
وفي نظري أننا نحتاج لجمع المراجع وتتبع المسائل وتحقيق النصوص، ومن ثم نطلق أحكاما، في الاختيار، في التحرير، في التأصيل للمصطلحات،في التأريخ لهذا العلم، وأرغب إليك أن تجمع لنا مصادر شنقيطية أو غيرها وقفت عليها لم نقف عليها ثم تنقل منها نصوصا نخالفك أو نتفق معك فيها، وبالنسبة لتقيدك دائما بالنشر،أو جامع البيان ونحوهما فلعل ذلك يرجع إلى نقص المراجع المخطوطة والمطبوعة بين يديك،
وأخيرا من خلال قراءتي لأطروحاتك وجدت تركيزا على مسائل عامة، كقضية الاختيار، ثم قضية الطرق وتعددها وشبهة عزوها مع وجود الاختيار المسبق، ثم ملاحظات على النشر،وطيبته، ثم الاستناد إلى جامع البيان . وهكذا فأرجوا أن تطرح سند نافع ومدخل سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم من كتب القراءات غير النشر ،ثم تنظر الفوارق وهكذا حتى نخرج بدروس مفيدة،
وفي القراءات نحتاج أن تحرر لنا مسألة قرأت بها على الشيخ فلان من الناس ووجدت أن التركيب ثابت عنه وهكذا ...والله الموفق.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألاإله إلاأنت سبحانك أستغفرك وأتوب إليك.
 
الدكتور أمين التنواجيوي الشنقيطي سلمك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أحسبني كنت منصفا إذ لم أدّع يوما أني على الحق والصواب فإن لم أكن كذلك فهذا إعلانها فخذه مأخذ الجد واعلم أني لا أدعي موافقة الحق وإنما البحث عنه ، ولكن أعلن أني على منهج ومدرسة تختلف تماما عن المعروف والمألوف ، في القراءات والتفسير ...
ولو صبرت قليلا لتبينت ذلك بنفسك ، ولكن أراك تعجلت زحزحتي عن منهجي الشاذ عن المألوف إذ أمرتني بالتعامل مع أمهخت القراءات بموازينك ومنهجك الذي رغبت عنه من قبل أي قبل عشر سنوات على الأقل يوم أخرجت بحث إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات ، وكانت شهادة المصنفين من الطرق من لدن ابن مجاهد إلى ابن الجزري على أنفسهم أنهم أخذوا للرواة والقراء في السبع والعشر بالقياس واعترافهم أنه غير رواية عنهم هي التي أحدثت انقلابا وزلزالا في منهجي وتصوراتي وبدأت أنظر إلى نفسي أني طالب علم لم أتجاوز أبجدياته بعد ، ولكن أنظر إلى أئمة القراءات المعاصرين مثلك سيادة الدكتور على أنهم قد بلغوا النهاية والكمال في المدرسة التي ينتهجونها ويقلدونها تلك المدرسة القائمة منذ تأليف سبعة ابن مجاهد رحمه الله .
وهكذا لا أخفيك سرا سيدي الدكتور أن اقتراحاتك لا تعني في ميزاني شيئا من البحث العلمي المجرد ولا من تحرير طرق القراءات أو تحرير القراءات نفسها ، ولكن لينصف بعضنا بعضا إن كنا حقا باحثين متجردين وليعتقد كل منا أن مدرسته صواب تحتمل الخطأ .
وأذكرك وأذكر أهل ملتقى أهل التفسير أني لم أعترض ولو مرة واحدة على ما أخالفه بحوث القراءات والتفسير وغيرها نصغا مني إليهم بل أمر بتلك البحوث أو المنقول مرور الكرام أي لا ألغو فيها ولا أنتقصها ولا أنال من أصحابها .
وأتمنى عليك أن لا ترجعنا إلى المربع الأول وإلا فحسبي الله ونعم الوكيل .
طالب العلم
الحسن ماديك
 
السلام عليكم
لي سؤال يا افاضل هل يسري الاختيار علي الايه الواحده بمعني هل ممكن ان قاري من القراء مثل نافع مثلا اختار مما سمعه عن شيوخه نصف ايه بقراءه شيخ ونصف اخر بقراءه شيخ اخر هل ممكن والدليل ؟
ام انه لم يحدث والدليل؟

وهل هذا يدعم هذا القول (
أَفَغَيْر دِين اللَّه يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ

هذه الايه الكريمه جميع القراء قراوها اما بالخطاب او يا الخبر
يعني فريق قراها تبغون وترجعون وفريق قراها يبغون وترجعون ولكن قَرَأَ أَبُو عَمْرو البصري وَحْده " يَبْغُونَ " بِالْيَاءِ عَلَى الْخَبَر " وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " بِالتَّاءِ عَلَى الْمُخَاطَبَة .

حيث قَالَ : لِأَنَّ الْأَوَّل خَاصّ وَالثَّانِي عَامّ فَفَرَّقَ بَيْنهمَا لِافْتِرَاقِهِمَا فِي الْمَعْنَى
وهذا يدل علي انه ممكن التوليف مما سمعه من القراءات المتواتره التي سمعها وممكن في الايه الواحده ايضا هذا ما اقصده ارجو التوضيح اذا كان لايوجد توليف فلماذا فعل الامام ابي عمرو البصري وجزاك الله خيرا
)

واذا جاز فهل لذلك تاثير علي اتصال السند وصحته اذ كيف سيقول هذه عن عن عن السرول صلي الله عليه وسلم
 
أخي الكريم:
ماأشكل عليك شيء اشكل على الكثيرين لكن الإجابة عنه ميسورة،
ولك أن تتصور تاريخ تدوين القراءات نقلا وتأليفا ثم تتصور العصور التي تم فيها التدوين النهائي كالقرن الرابع وتأليف ابن مجاهد ثم الداني وموقفهم من الاختيار حتى يصل الأمر الى ابن الجزري في القرن التاسع وموقفه من القراءات المسندة قبله ،
فهذه الأعمال التدوينية كافية في إعطاء صورة عن المراحل التي مر بها تدوين القراءات، ثم ماتم التعويل عليه ووصل به السند إلينا.
وقد سبق أن وضحت حقيقة الاختيار ووقوعه من القراء في مشاركة سابقة في هذا الملتقى.ولعلك تطالعه .وفق الله الجميع.
 
عودة
أعلى