محمد مصطفى
New member
بسم1
تأويل قوله تعالى { لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [يوسف: 23، 24]
جاء في تفسير الطبري آثار كثيرة في تأويل هذه الآية منها الآتي:
- حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس:(لولا أن رأى برهان ربه) قال: نودي: يا يوسف، أتزني ، فتكون كالطير وَقَع ريشه، فذهب يطير فلا ريش له؟
- قال: حدثنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، قال: لم يُعْطِ على النداء، حتى رأى برهان ربه ، قال: تمثالَ صورة وجه أبيه = قال سفيان: عاضًّا على أصبعه = فقال: يا يوسف، تزني ، فتكون كالطير ذهب ريشه؟
- حدثني زياد بن عبد الله الحساني ، قال:حدثني محمد بن أبي عدي ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال: قال ابن عباس: نُودي: يا ابن يعقوب، لا تكن كالطائر له ريش ، فإذا زنى ذهب ريشه، أو قعد لا ريش له. قال: فلم يُعْطِ على النداء، فلم يزد على هذا = قال ابن جريج: وحدثني غير واحد ، أنه رأى أباه عاضًّا على إصبعه.
- حدثني المثنى ، قال: حدثنا أبو نعيم ، قال: حدثنا مسعر ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير:(لولا أن رأى برهان ربه) قال: رأى تمثال وجه أبيه ، فخرجت الشهوة من أنامله.
- حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا وكيع ، عن أبي مودود ، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي ، قال: رفع رأسَه إلى سقف البيت ، فإذا كتاب في حائط البيت:( لا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ).
* هذه بعض الأمثلة للآثار التي جاءت في تفسير الطبري في تأويل هذه الآية، عموما هذه الآثار ضعيفة كلها ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بمعنى الآية ومعظم كتب التفسير تدور في نفس الفلك الذي يدور فيه تفسير الطبري فالله المستعان.
ولفهم معنى الآية يجب ان نفهم أولا معنى كلمة "ربه" .
كلمة "ربه" التي جاءت في الآية المقصود بها العزيز الذي كان يوسف يعيش في بيته، وقد كان يوسف آن ذاك عبد اشتراه عزيز مصر كما قال تعالى {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)} [يوسف: 21]
والدليل على أن كلمة "ربه" هنا مقصود بها العزيز وليس الله عز وجل أنها ذُكرت في أكثر من موضع في هذه السورة وقصد بها السيد المالك للعبد.
قال تعالى {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)} [يوسف: 41]
وقال تعالى {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)} [يوسف: 42]
وقال تعالى {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)} [يوسف: 50]
- وبعد بيان أن كلمة "ربه" قُصد بها العزيز ما هو "برهان ربه".
البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام هو أن الله عز وجل جعله يرى أنه سوف يهرب من هذه المرأة وأنها سوف تشق قميصة من الخلف وأن هذا هو برهان ربه الذي سوف يكون دليل برائته وهو قوله تعالى {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)} [يوسف: 25 - 28]
فقوله تعالى {فشهد شاهد من أهلها} هو معنى قوله {لولا أن رآى برهان ربه}.
فالشاهد هنا أن قميص يوسف قُد من الخلف، وهو البرهان الذي دل على برآة يوسف عليه السلام
وليس كما جاء في تفسير الطبري قال :
- حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار ، عن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: تكلم أربعة في المهد وهم صغار: ابن ماشطة بنت فرعون ، وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وعيسى ابن مريم عليه السلام.
فهذه آثار ضعيفة لا حجة فيها .
والله تعالى أعلى وأعلم
تأويل قوله تعالى { لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [يوسف: 23، 24]
جاء في تفسير الطبري آثار كثيرة في تأويل هذه الآية منها الآتي:
- حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس:(لولا أن رأى برهان ربه) قال: نودي: يا يوسف، أتزني ، فتكون كالطير وَقَع ريشه، فذهب يطير فلا ريش له؟
- قال: حدثنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، قال: لم يُعْطِ على النداء، حتى رأى برهان ربه ، قال: تمثالَ صورة وجه أبيه = قال سفيان: عاضًّا على أصبعه = فقال: يا يوسف، تزني ، فتكون كالطير ذهب ريشه؟
- حدثني زياد بن عبد الله الحساني ، قال:حدثني محمد بن أبي عدي ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال: قال ابن عباس: نُودي: يا ابن يعقوب، لا تكن كالطائر له ريش ، فإذا زنى ذهب ريشه، أو قعد لا ريش له. قال: فلم يُعْطِ على النداء، فلم يزد على هذا = قال ابن جريج: وحدثني غير واحد ، أنه رأى أباه عاضًّا على إصبعه.
- حدثني المثنى ، قال: حدثنا أبو نعيم ، قال: حدثنا مسعر ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير:(لولا أن رأى برهان ربه) قال: رأى تمثال وجه أبيه ، فخرجت الشهوة من أنامله.
- حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا وكيع ، عن أبي مودود ، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي ، قال: رفع رأسَه إلى سقف البيت ، فإذا كتاب في حائط البيت:( لا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ).
* هذه بعض الأمثلة للآثار التي جاءت في تفسير الطبري في تأويل هذه الآية، عموما هذه الآثار ضعيفة كلها ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بمعنى الآية ومعظم كتب التفسير تدور في نفس الفلك الذي يدور فيه تفسير الطبري فالله المستعان.
ولفهم معنى الآية يجب ان نفهم أولا معنى كلمة "ربه" .
كلمة "ربه" التي جاءت في الآية المقصود بها العزيز الذي كان يوسف يعيش في بيته، وقد كان يوسف آن ذاك عبد اشتراه عزيز مصر كما قال تعالى {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)} [يوسف: 21]
والدليل على أن كلمة "ربه" هنا مقصود بها العزيز وليس الله عز وجل أنها ذُكرت في أكثر من موضع في هذه السورة وقصد بها السيد المالك للعبد.
قال تعالى {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)} [يوسف: 41]
وقال تعالى {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)} [يوسف: 42]
وقال تعالى {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)} [يوسف: 50]
- وبعد بيان أن كلمة "ربه" قُصد بها العزيز ما هو "برهان ربه".
البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام هو أن الله عز وجل جعله يرى أنه سوف يهرب من هذه المرأة وأنها سوف تشق قميصة من الخلف وأن هذا هو برهان ربه الذي سوف يكون دليل برائته وهو قوله تعالى {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)} [يوسف: 25 - 28]
فقوله تعالى {فشهد شاهد من أهلها} هو معنى قوله {لولا أن رآى برهان ربه}.
فالشاهد هنا أن قميص يوسف قُد من الخلف، وهو البرهان الذي دل على برآة يوسف عليه السلام
وليس كما جاء في تفسير الطبري قال :
- حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار ، عن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: تكلم أربعة في المهد وهم صغار: ابن ماشطة بنت فرعون ، وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وعيسى ابن مريم عليه السلام.
فهذه آثار ضعيفة لا حجة فيها .
والله تعالى أعلى وأعلم