تأويل قوله تعالى {لولا أن رآى برهان ربه}

محمد مصطفى

New member
إنضم
25/07/2014
المشاركات
33
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
بسم1

تأويل قوله تعالى { لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } [يوسف: 23، 24]
جاء في تفسير الطبري آثار كثيرة في تأويل هذه الآية منها الآتي:
- حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس:(لولا أن رأى برهان ربه) قال: نودي: يا يوسف، أتزني ، فتكون كالطير وَقَع ريشه، فذهب يطير فلا ريش له؟
- قال: حدثنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، قال: لم يُعْطِ على النداء، حتى رأى برهان ربه ، قال: تمثالَ صورة وجه أبيه = قال سفيان: عاضًّا على أصبعه = فقال: يا يوسف، تزني ، فتكون كالطير ذهب ريشه؟
- حدثني زياد بن عبد الله الحساني ، قال:حدثني محمد بن أبي عدي ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال: قال ابن عباس: نُودي: يا ابن يعقوب، لا تكن كالطائر له ريش ، فإذا زنى ذهب ريشه، أو قعد لا ريش له. قال: فلم يُعْطِ على النداء، فلم يزد على هذا = قال ابن جريج: وحدثني غير واحد ، أنه رأى أباه عاضًّا على إصبعه.
- حدثني المثنى ، قال: حدثنا أبو نعيم ، قال: حدثنا مسعر ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير:(لولا أن رأى برهان ربه) قال: رأى تمثال وجه أبيه ، فخرجت الشهوة من أنامله.
- حدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا وكيع ، عن أبي مودود ، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي ، قال: رفع رأسَه إلى سقف البيت ، فإذا كتاب في حائط البيت:( لا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا ).
* هذه بعض الأمثلة للآثار التي جاءت في تفسير الطبري في تأويل هذه الآية، عموما هذه الآثار ضعيفة كلها ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بمعنى الآية ومعظم كتب التفسير تدور في نفس الفلك الذي يدور فيه تفسير الطبري فالله المستعان.
ولفهم معنى الآية يجب ان نفهم أولا معنى كلمة "ربه" .
كلمة "ربه" التي جاءت في الآية المقصود بها العزيز الذي كان يوسف يعيش في بيته، وقد كان يوسف آن ذاك عبد اشتراه عزيز مصر كما قال تعالى {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)} [يوسف: 21]
والدليل على أن كلمة "ربه" هنا مقصود بها العزيز وليس الله عز وجل أنها ذُكرت في أكثر من موضع في هذه السورة وقصد بها السيد المالك للعبد.
قال تعالى {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي
رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)} [يوسف: 41]
وقال تعالى {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ
رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)} [يوسف: 42]
وقال تعالى {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى
رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)} [يوسف: 50]
- وبعد بيان أن كلمة "
ربه" قُصد بها العزيز ما هو "برهان ربه".
البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام هو أن الله عز وجل جعله يرى أنه سوف يهرب من هذه المرأة وأنها سوف تشق قميصة من الخلف وأن هذا هو برهان ربه الذي سوف يكون دليل برائته وهو قوله تعالى {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)} [يوسف: 25 - 28]
فقوله تعالى {فشهد شاهد من أهلها} هو معنى قوله {لولا أن رآى برهان ربه}.
فالشاهد هنا أن قميص يوسف قُد من الخلف، وهو البرهان الذي دل على برآة يوسف عليه السلام
وليس كما جاء في تفسير الطبري قال :
- حدثنا ابن وكيع ، قال: حدثنا العلاء بن عبد الجبار ، عن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: تكلم أربعة في المهد وهم صغار: ابن ماشطة بنت فرعون ، وشاهد يوسف ، وصاحب جريج ، وعيسى ابن مريم عليه السلام.
فهذه آثار ضعيفة لا حجة فيها .
والله تعالى أعلى وأعلم
 
رب وربي هو الله سبحانه وتعالى إذا قالها يوسف عليه السلام تكلما عن نفسه (بغير التفات ) أو خاطبه الله سبحانه وتعالى ، (فبرهان ربه ) (الرب ) هنا هو الله سبحانه وتعالى ، والبرهان اراه الله سبحانه وتعالى ليوسف عليه السلام ، وقد يكون كما تفضلت أخي محمد .. يخص دلالة القميص التي حدثت لاحقا .
ولكن المهم التاكيد على أن نبي الله يوسف عليه السلام لايخاطب أحد أبدا غير الله بقوله (ربي ) .

والله اعلم
 
أخي عمر أحمد
( ربي وربه وربك) كلها بمعنى واحد، وهي تطلق على الله عز وجل أولا، وقد يقولها العبد لسيده كما جاء في سورة يوسف خاصة في أكثر من موضع، وقد استخدمها يوسف عليه السلام عليه السلام فقال {اذهب إلى ربك}و {أما أحدكما فيسقي ربه خمرا}.
فالقرآن الكريم يفسر بعضه بعضا ومعاني القرآن تظهر في آيات القرآن، فالله عز وجل كرر هذه الكلمة أكثر من مرة ليبين لنا المقصود بها في هذه السورة، ولنعلم معنى قوله تعالى {برهان ربه} وهو قوله تعالى
{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)} [يوسف: 25 - 28]
 
قولك أخي محمد
أن البرهان (يخص القميص )، أقول : بلا شك انه تدبر جيد وبحاجة لمزيد من البحث، وإستدلالك بأية (لولا أن رآى برهان ربه ) فيه وقفه ابينها لاحقا ..
وقد يكون الاستدال الامثل لمسألتك هذه ، قوله تعالى { ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) } (سورة يوسف) فالاية فيها ذكر للايات التي هي غير بعيدة من كلمة البراهين ويدخل فيها كذلك (قول الشاهد الذي شهد ليوسف عليه السلام ) ، ومكر النسوة .

ثانيا : كأنك تقول أن برهان ربه تعني برهان سيد يوسف عليه السلام (العزيز) وهذا غير صائب من (3 ) اوجه
1- العزيز لم تكن له علاقة (بالبرهان ) نهائيا، ومن أتى بفكرة الاختبار ، هو من أهل إمرآة العزيز
2- عدم التصور الجيد للعلاقة بين العزيز ويوسف عليه السلام ، فهو لم يكن عنده عبدا بالمعنى المتعارف عليه (وإن أشتراه ) ، فقد كانت العلاقة بينهما كالرسول عليه الصلاة والسلام وزيد بن الحارثة رضي الله عنه ، فقوله تعالى ({ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } (سورة يوسف 21) ، تدل على حبه الشديد ليوسف (أو) العاطفة لها أعمال وقد تعنى وقوع وإرداة الامرين معا ، بمعنى ينفعنا كالولد .
3- في كل السورة لم يخاطب ، يوسف عليه السلام (العزيز ) بالرب أبدا ، وحتى عندما اصبح له الملك لم يخاطبه ويناديه (بالرب ) ، والايات واضحه كان يتكلم معه مباشرة وبدون ألقاب

ثالثا : عندما يلتفت يوسف عليه السلام في الكلام ويوجهه الضمير في (الرب ) فهي تعنى السيد ، ولكنه وفي كل الايات عندما يتكلم عن نفسه يرجع الضمير فيها لله وحده
كقوله تعالى
{ قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) } (سورة يوسف )
تجد كلمة الرب وردت مرتين
1- ربي ، إنه ربي والضمير لإقرب مذكور وهو الله سبحانه وتعالى ، وهو الذي لايفلح الظالم عنده .
2- برهان ربه ، مضاف ومضاف إليه ، كقوله تعالى { هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً } (سورة الأَعراف ) ، والسياق التعليلي لسورة يوسف يدل على أنه برهان من عند الله سبحانه وتعالى وحده (لنصرف عنه السوء ) ، والاخلاص الذي ختم به الاية ، فلم يكن هذا البرهان بحول أحد أو قوته بل من عند الله .

رابعا : قوله تعالى { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) } (سورة يوسف )
والايات واضحه تبين حين ينطق يوسف عليه السلام وينادي ربه ، فهي لله سبحانه وتعالى ولاينادي احدا غيره بكلمة (الرب ) .

خامسا : الايات التي أوردتها تختلف بملاحظة الخطاب ومرجع الضمير

1- قوله تعالى
{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا } (سورة يوسف )
تعنى السيد ، والسياق واضح

2- قوله تعالى { وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42) } (سورة يوسف)

والسياق واضح ايضا فكلها بمعنى سيدك أو ملكك ، ولم ينسبها يوسف عليه السلام لنفسه ، ويقول مثلا (اذكرني عند ربي ) بل أحال (الرب ) للشخص الذي كان معه وبالطريقة المتعارف عليها في ذلك الوقت ، فكانوا كذلك ينادوا ويلقبوا ملوكهم واسيادهم بكلمة (الرب ) .

والله اعلم
 
أخي محمد مصطفى

1- قلت:" كلمة "ربه" التي جاءت في الآية المقصود بها العزيز الذي كان يوسف يعيش في بيته".

أقول لك: من سلفك في هذا التفسير؟ الذي أعلم أن المفسرين سواء القدماء منهم أو المعاصرون لم يختلفوا في معنى "الرب" هنا وإنما اختلفوا في معنى "البرهان" كما اختلفوا في معنى "الهم" الذي نسب إلى يوسف عليه السلام.
وأما احتجاجك ببعض الآيات التي ورد فيه "الربّ" بمعنى السيد أو المالك، قائلا : "فالقرآن الكريم يفسر بعضه بعضا ومعاني القرآن تظهر في آيات القرآن، فالله عز وجل كرر هذه الكلمة أكثر من مرة ليبين لنا المقصود بها في هذه السورة..."
فأقول: كيف تقول في قوله تعالى:
"وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ" "قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ" "فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ" "ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي" "إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ" "قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا" "إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ" "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ"... وقد تعمدت الإكثار من الآيات لأبين لك أن "الرب" ورد في هذه السورة المباركة بمعنى " الله" أكثر من وروده بمعنى السيد أو المالك، فسلمنا جدلا تطبيق " القرآن يفسر بعضه بعضا" في هذه السورة، فالأولى الأخذ بالغالب والأكثر لا بالأقل...
أما ما نقله بعض المفسرين في معنى البرهان، فغالبه من الإسرائيليات –ولعلك تعلم حكمها-
يقول الدكتور محمد أبو شهبة :" وهذه الأقوال التي أسرف في ذكرها هؤلاء المفسرون : إما إسرائيليات وخرافات وضعها زنادقة أهل الكتاب القدماء ، الذي أرادوا بها النيل من الأنبياء والمرسلين ، ثمحملها معهم أهل الكتاب الذين أسلموا وتلقاها عنهم بعض الصحابة ، والتابعين ، بحسن نية ، أو اعتمادا على ظهور كذبها وزيفها.
وإما أن تكون مدسوسة على هؤلاء الأئمة ، دسها عليهم أعداء الأديان ، كي تروج تحت هذا الستار ، وبذلك يصلون إلى ما يريدون من إفساد العقائد ، وتعكير صفو الثقافة الإسلامية الأصيلة الصحيحة ، وهذا ما أميل إليه!."اهـــــــ -الإسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير-.


2- أما قولك في معنى البرهان:" البرهان الذي رآه يوسف عليه السلام هو أن الله عز وجل جعله يرى أنه سوف يهرب من هذه المرأة وأنها سوف تشق قميصة من الخلف وأن هذا هو برهان ربه الذي سوف يكون دليل برائته" فهذا تفسير بعيد كل البعد عن المراد –ولم أقف على واحد من أهل التفسير قال بما قلت-، والراجح في معنى البرهان: هو ما وقع في قلب يوسف عليه السلام من الخشية وتعظيم الرب سبحانه، وما كان معه من العلم والتقوى، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في بيان البرهان:
"وهو ما معه من العلم والإيمان، الموجب لترك كل ما حرم الله - ما أوجب له البعد والانكفاف، عن هذه المعصية الكبيرة" اهــ.
وهو أحسن ما قيل في تفسير البرهان، وقريب منه ما ذكره الإمام الرازي قبله، حيث قال:"فسروا رؤية البرهان بوجوه : الأول : أنه حجة الله تعالى في تحريم الزنا والعلم بما على الزاني من العقاب والثاني : أن الله تعالى طهر نفوس الأنبياء عليهم السلام عن الأخلاق الذميمة...فالمراد برؤية البرهان هو حصول تلك الأخلاق وتذكير الأحوال الرادعة لهم عن الإقدام على المنكرات.... أنه النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش ، والدليل عليه أن الأنبياء عليهم السلام بعثوا لمنع الخلق عن القبائح والفضائح فلو أنهم منعوا الناس عنها ثم أقدموا على أقبح أنواعها وأفحش أقسامها لدخلوا تحت قوله تعالى : {الْحَكِيمُ * يَـا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} (الصف : 2 ، 3)..."-مفاتيح الغيب-.
ولي وقفة أخرى مع تفسيرك للشاهد، أرجئها ليوم لاحق إن شاء الله تعالى.


والله أعلم وأحكم.
 
جميل قولك اخي ناصر
إما أن تكون مدسوسة على هؤلاء الأئمة ،
اقول : كيف لا .. وقد دسوا في كلام رسول الله عليه الصلاة والسلام
 
هناك اشكال اخر غير ما تفضل به الشيخان عمر و ناصر

وهو ان الله علق امتناع يوسف عليه السلام من الوقوع في الفاحشة او الوقوع في الهم على رؤية البرهان

فعلى ما فسرت به لا يستقيم بخال
لان واقعة القميص جاءت بعد ذكر امتناعه عليه السلام

ثم اين اعتبارك لترتيب السياق شيخنا الجليل كما استندت عليه فيما سلف في سورة القصص
 
بسم1
الأخ ناصر عبد الغفور
أولا ليس معنى أن عامة كتب التفسير لم تذكر التفسير الذي ذكرته أن هذا يقدح في كلامي طالما إني جئت بأدلة من كتاب الله وليس من رأيي ولا اتباع الهوى
ثم إن عامة كتب التفسير جاءت في تفسير هذه الآية بآثار ضعيفة وإسرائيليات فعلى كلامك لا يجوز أن تخرج عما جاؤا به لأنهم أجمعوا على ذلك.
أخي الكريم الحجة في الدليل طالما لم تأتي برأي ولا هوى .
ثم أني قلت أن كلمة "رب، وربه، وربك" استخدمت في هذه السورة كثيرا بمعنى السيد، وليس معنى ذلك أنها لم تستخدم بمعنى الله جل جلاله، ولكني قصدت أنها في هذه الآية وفي غيرها من الآيات في هذه السورة بمعنى السيد.
والدليل الأكثر وضوحا على ذلك قول الله تعالى على لسان العزيز {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا} وقول يوسف عليه السلام {إنه ربي أحسن مثواي} فهنا قصد به سيده الذي أحسن مثواه وهو عزيز مصر، وهذا الفهم لمن تدبر آيات الله وربط بعضها ببعض ليفهما.
* أما قولك ما ذكرت عن معنى {برهان ربه} فلا علاقة له من قريب أو بعيد بتفسير الآية فتقوى الله عز وجل ليس لها علاقة بقوله تعالى {رآى برهان ربه} فهنا رؤيا رآها يوسف عليه السلام وهي كرامة من الله عز وجل له لينجيه من السوء والفحشاء فهو نبي من أنبياء الله الصالحين.
* الأخ عمر أحمد
يبدو إني لم أوضح جيدا معنى قوله تعالى {فشهد شاهد من أهلها}.
المقصود من هذه الآية الكريمة هو ما شاهده عزيز مصر واستنتجه عندما شاهد قميص يوسف عليه السلام قُد من الخلف، فهذه الآية بيان من الله عز وجل لما قرره العزيز مما شاهده أمامه فقوله تعالى {فشهد شاهد من أهلها} المقصود به عزيز مصر، وليس المقصود به أن عزيز مصر ذهب ليأتي بشاهد، أو أنه هناك طفل تكلم في المهد فشهد، كل هذا الكلام رجم بالغيب واتباع للإسرائيليات،
ولكن هذه الآية كلها عبارة عن تفسير قوله تعالى {برهان ربه}.
فقوله تعالى {فشهد شاهد من أهلها} هو حكاية من الله لما قرره العزيز وشاهده أمامه .
والله تعالى أعلى وأعلم.
 
يا شيخنا
اين اتباعك لترتيب سياق الاخبار؟

الله ذكر امتناع يوسف من الهم معلقا على رؤية البرهان
ثم ذكر استباقهما
ثم ذكر امر دخول العزيز وحضور الشاهد بقوله"(و)شهد شاهد من أهلها"وليس"(ف)شهد شاهد من اهلها"

فهذا لا يستقيم مع المعنى لأنه يفيد ان ما علق به امتناع يوسف عليه السلام عن الهم جاء بعد ذلك مما يفسد التعبير بالكلية
 
الأخ محمود شلبي
كلامك هذا يدل على انك لم تقرأ كلامي جيدا ولم تفهمه تماما
قوله تعالى {لولا أن رأى برهان ربه} أن الله عز وجل أوحى إليه وأعلمه وجعل يرى ما سوف يحدث قبل حدوثه وهذه كرامة من الله عز وجل لهذا النبي الكريم .
فالترتيب الزمني سليم والحمد لله رب العالمين.
 
لا مقاطعة،
ولكن قول يوسف عليه السلام " معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون" يعني بربي زوج المرأة قطعا والضمير في إنه ضمير الشأن وهو لا يعود على أقرب مذكور كما هو معلوم فالآية واضحة :
قال معاذ الله أن أفعل فالأمر يخص عرض سيدي الذي أحسن مثواي في بيته والله تعالى لا يصلح عمل الخائنين الظالمين لأنفسهم بعصيانه ولغيرهم بخيانته.
والأمر الآخر هو قوله تعالى (هو سماكم المسلمين) فقد احتج بعض أهل العلم كابن تيمية وغيره بقرينة (من قبل وفي هذا) للقول إن هو هو الله تعالى لا إبراهيم، فجملة هو اجتباكم معطوفة دون عاطف على التي قبلها هو اجتباكم.
وكلمة "ملة" في ( ملة أبيكم إبراهيم) منصوبة على المدح والاختصاص لأنها وصف لكون الدين لا حرج فيه. وليست جملة هو سماكم المسلمين بصفة لإبراهيم بل هي جملة معطوفة دون عاطف ( كالمستأنفة) على قوله هو اجتباكم،
والله أعلم
 
قوله : { إِنَّهُ } يجوز أن تكونَ الهاءُ ضميرُ الشأن وما بعده جملةٌ خبريةٌ له ، ومرادُه بربه سيِّدُه ، ويحتمل أن تكونَ الهاء ضمير الباري تعالى . و " ربِّي " يحتمل أن يكونَ خبرَها ، و " أَحْسَنَ " جملةٌ حاليةٌ لازمة ، وأن تكون مبتدأً ، و " أحسن " جملة خبرية له ، والجملةُ خبرٌ ل " إنَّ " . وقد أنكر جماعةٌ الأولَ ، قال مجاهد والسدي وابن إسحاق . يبعد جداً أن يُطْلِق نبيٌّ كريمٌ على مخلوقٍ أنه ربه ، ولا بمعنى السيد لأنه ليس مملوكاً في الحقيقة . أنتهى الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي رحمه الله تعالى.

واخترت القول الثاني أن الضمير لله سبحانه وتعالى ، حتى ولو فهم من الاية التعريض ، فيوسف عليه السلام كان مقصده وكلامه عن الله سبحانه وتعالى وحده .

دل على ذلك أمرين هما :
1- قوله تعالى { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22) وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ } (سورة يوسف 22 - 23)
آتاه الله الحكم والعلم والاحسان قبل الحادثه فيضعف أن ينادى ويخاطب احد الخلق (بربي) فكان حمده وشكره للمنعم المستحق للحمد بحق وهو الله سبحانه وتعالى ، إكرام العزيز له جزء ويدخل في النعم العظيمة التى حباه الله بها .

2-قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يَقُلْ أحدُكم : أَطعِمْ ربَّك ؛ وَضِّئْ ربّك ، واسْقِ ربّك ، ولا يقُلْ أحدٌ : ربي . ولْيقُلْ : سيِّدي ، ومولاي ، ولا يقلْ أحدُكم : عبدي ، وأمَتي ، ولْيقُل : فتاي ، وفتاتي ، وغلامي الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 7758 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

الأصل أن التحريم في النهي ،إلا لقرينة صارفة ، ولو قلنا أن هناك صارف يجعل التحريم مكروها أو مباحا (للقرائن وكشرع من قبلنا ) ، نكون قد علمنا بأمر أصله ليس بجيد يترفع عنه الانبياء عليهم الصلاة والسلام ، لتعلق (الرب) بالتوحيد وشعب الايمان المتنوعة ومن سياق سورة يوسف وتتبع موارد كلمة الرب وتتبع تصرف ضمير الخطاب نستدل على أن كلمة (الرب ) كانت مباحه لغيرالانبياء عليهم السلام ، من جهة وجوب مخاطبة العامة للملك بكلمة الرب ، وقد يتأذي من لا يخاطبه بذلك ، ولكن لم يقلها يوسف عليه السلام لآحد إلا الله سبحانه وتعالى.


والله اعلم
 
* هذه بعض الأمثلة للآثار التي جاءت في تفسير الطبري في تأويل هذه الآية، عموما هذه الآثار ضعيفة كلها
ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بمعنى الآية
ومعظم كتب التفسير تدور في نفس الفلك الذي يدور فيه تفسير الطبري فالله المستعان.
ولفهم معنى الآية يجب ان نفهم أولا معنى كلمة "ربه" .
كلمة "ربه" التي جاءت في الآية المقصود بها العزيز الذي كان يوسف يعيش في بيته
، وقد كان يوسف آن ذاك
تحية طيبة لجميع الإخوة الكرام المشاركين في الموضوع..
بعد قراءتي لهذا الموضوع وموضوع " تأويل قوله تعالى: وما كنت بجانب الغربي..." أحببت التعليق على جزئية صغيرة لفتت انتباهي, وهي ليس لها علاقة بالتفسير, فللتفسير أهله وعلمائه وطلبته, وأنا ـ في الواقع ـ لست منهم.
وملاحظتي هي: لقد اعتدنا حين يأتي أحد المشايخ الكرام أو أحد طلبة العلم برأي جديد في أي علم شرعي كان؛ ألا ينسف أقوال وأراء من سبقه, فتجده يقدم بين يدي رأيه الجديد العديد من العبارات التي تجعل رأيه محتمل للصواب والخطأ تواضعا منه حتى وإن كان على يقين أن الصواب معه, ثم تراه يعطي احتمالا لأن يكون رأي الآخرين على صواب, فكيف إذا كان الآخرين هم من المفسرين المتقدمين؟.
فهلا أشعرتنا يا صاحب الموضوع ـ بارك الله فيك ـ بشيء من ذلك؟, فأنا واحدة من الناس قد لا أخرج من الموضوع بفائدة تفسيرية كبيرة (لكوني غير مهتمة بهذا التخصص) بقدر ما أخرج منه بفوائد أخرى عن أساليب وآداب العرض العلمي التي ينتهجها المشايخ وطلاب العلم خاصة من يبدع منهم ويأتي بجديد.
بارك الله فيكم جميعا وجعلنا وإياكم من أهل القرآن العالمين العاملين به.
 
بسم1
فهلا أشعرتنا يا صاحب الموضوع ـ بارك الله فيك ـ بشيء من ذلك؟, فأنا واحدة من الناس قد لا أخرج من الموضوع بفائدة تفسيرية كبيرة (لكوني غير مهتمة بهذا التخصص) بقدر ما أخرج منه بفوائد أخرى عن أساليب وآداب العرض العلمي التي ينتهجها المشايخ وطلاب العلم خاصة من يبدع منهم ويأتي بجديد.
بارك الله فيكم جميعا وجعلنا وإياكم من أهل القرآن العالمين العاملين به.

سبحان الله تقولين لا تخرجين بفهم آية من كتاب الله بفائدة كبيرة لكونك غير مهتمه بهذا التخصص، لكن الأهم هو أسلوب العرض وآداب العرض العلمي .
أختي الكريمة ما نحن فيه ليس تخصص ولا أمور أدبية للترفيه، ولكنه دين فنحن نتكلم في دين نبتغي به وجه الله عز وجل والدار الآخرة، لعل تدبرنا لآية واحدة من كتاب الله وفهمها يكون سببا للنجاة من النار .
فوالله لو قلبتي العبارة لكان أفضل لكي فلو قلتي : قد لا أخرج من الموضوع بفائدة أدبية كبيرة عن أساليب وآداب العرض العلمي (لكوني غير مهتمة بهذا التخصص)، ولكني قد أستفيد بفهم الآية الكريمة من الأخوة المشاركين.

* وللمعلوم أنا تكلمت عن الإسرائيليات والأثار الضعيفة وهذه لا يمكن لها إلا حالتين إما التضعيف أو التصحيح ولا يوجد لها حالة ثالثة .
وإذا كان هناك خطأ في أسلوبي أو طريقة بياني فأرجو أن توضحي لي مكان هذا الخطأ حتى أجتنبه في المستقبل، وأرجو ألا تجدي في نفسك من نصيحتي لكي في بداية هذه المشاركة فالدين نصيحة
 
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته[/FONT]

[FONT=&quot]أخي مصطفى: معذرة إذا قلت لك أن تفسيرك سواء للرب أو البرهان أو الشاهد تفسيرات شاذة، أرجو ألا يحملك تعصبك لرأيك لرد الحق إذا ظهر لك، فنحن في هذا الملتقى نتعلم ويستفيد بعضنا من بعض، وعلى طالب العلم أن يقدر العلماء ويعرف قدرهم، ولا يبخسهم شيئا، وأخص بالذكر المتقدمين...كما على طالب العلم أن يكون مسلحا بأصول العلم الذي يتكلم أو يبحث فيه، لأنه كما يقال:" من حرم الأصول حرم الوصول"، ومعلوم أن لكل علم أصوله وقواعده التي وضعها أهل العلم لضبطه، وإن من قواعد علم التفسير: القواعد الثلاثة الآتية[/FONT]:
"[FONT=&quot]قول الصحابي مقدم على غيره في التفسير، وإن كان ظاهر السياق لا يدل عليه[/FONT]"
"[FONT=&quot]إذا اختلف السلف في تفسير الآية على قولين لم يجز لمن بعدهم إحداث قول ثالث يخرج عن قولهم[/FONT]"
" [FONT=&quot]فهم السلف للقرآن حجة يحتكم إليه لا عليه" -ينظر قواعد التفسير لخالد السبت حفظه الله تعالى[/FONT]-.
[FONT=&quot]لكن من المعلوم أن لكل قاعدة استثناءات، ومن أمثلة ذلك، ما يتعلق بتفسير "الهم" الذي كان من يوسف عليه السلام، وهذا رابط موضوع كنت قد شاركت به في ملتقانا الكريم:[/FONT]
http://vb.tafsir.net/tafsir36263/#.Vb5DBPlfn8o
فلا تقولني أخي ما لم أقل :"فعلى كلامك لا يجوز أن تخرج عما جاؤا به لأنهم أجمعوا على ذلك." فإذا قرأت موضوعي ذي الرابط السابق، فستعلم أنك أخطأت في الحكم علي.
ربما اضطر للتوقف هنا، فقد أذن للصلاة، وسأعود إن شاء الله تعالى.
 
بسم1
أخي ناصر عبد الغفور
كل الكلام الذي قلته لا دليل عليه من كتاب ولا سنة.
فكل الذي جاء في تفسير الآيات جاء عن الأثار الضعيفة والإسرائيليات التي نُقلت إلينا ولا حجة في هذه الآثار.
وأقوال أصحاب التفاسير منها الصحيح ومنها الضعيف وذلك لا يقدح فيهم فهم بشر يجوز عليهم الخطأ وليسوا أنبياء ولا ملائكة .
والحكم بعد ذلك للدليل وليس للإتباع الأعمى بدون دليل .
* كل الأدالة التي كتبتها هنا في تفسير الآية هي آيات من كتاب الله يفسر بعضها بعضا وليس من قولي ولا رأيي .
عموما لقد بين كل منا أدلته في تفسير هذه الآية، وفي النهاية نحن نبغي الوصول إلى الحق وليس الجدال ونسأل الله أن يهدينا صراطه المستقيم.
 
الملاحظ -وللأسف- أنك دائما تتسرع في الحكم، وما ذكرته في آخر مشاركتك من الأدلة على ذلك، فلو اطلعت على الموضوع الذي نقلت لك رابطه حول القاعدة التفسيرية التي أسلفت ذكرها، لعلمت أنني لا أتبنى التفسيرات التي اعتمدت الإسرائليات الباطلة، والحق في تفسير الهم الذي كان من يوسف عليه السلام هو ما ذكره الإمام أبو حيان في بحره المحيط وغيره، وهو أن قوله تعالى:" وهم بها لولا أن رأى برهان ربه" ما قبل لولا دليل على جوابها: أي أنه: لولا أن رأى برهان ربه لهم به، لكنه عليه السلام لم يهم بها لأنه رأى برهان ربه، وفي هذا تنزيه له عليه السلام مما نقل في بعض التفاسير من الإسرائليات الباطلة.
أما بالنسبة لقولك:"كل الكلام الذي قلته لا دليل عليه من كتاب ولا سنة.
فكل الذي جاء في تفسير الآيات جاء عن الأثار الضعيفة والإسرائيليات التي نُقلت إلينا ولا حجة في هذه الآثار." ما الذي قلته ولم يدل عليه دليل من الكتاب أو السنة؟
-بالنسبة لتفسير كلمة -ربه- لم يكن معك أدنى دليل في تفسيرها سوى اعتمادك على كون القرآن يفسر بعضه بعضا، وهذا كان كدلك دليلي في تفسيرها خاصة أن ورودها بمعنى "الله" أكثر من ورودها بمعنى "السيدأوالمالك"..أضف إلى ذلك أنه لا يوجد ولو مفسر واحد لا من السلف أو الخلف ذهب إلى ما ذهبت إليه.
- وبالنسبة للبرهان: تفسيرك له بأنه رأى عليه السلام أن امرأة العزيز ستقطع قميصه، وأن الله تعالى أوحى له بذلك، كذلك هو تفسير لم يقل به أحد قبلك، وقد ذكرت لك ما هو الحق في تفسير البرهان، ونقلت لك كلام بعض المتقدمين وهو الإمام الرازي وبعض المتأخرين وهو العلامة السعدي.
و إني لأستغرب كيف تقول: "أن الله عز وجل أوحى إليه وأعلمه وجعل يرى ما سوف يحدث قبل حدوثه وهذه كرامة من الله عز وجل لهذا النبي الكريم ."
اعلم أخي: أن أمر الوحي من الأمور الغيبية، فكيف لك أن تقول بما قلت، كيف عرفت أن الله تعالى أوحى ليوسف عليه السلام بذلك، فليس هنا مجال للرأي أو الاستنباط...
- تفسيرك للشاهد: سياق الآيات يدل دلالة قوية على أن الشاهد إنسان تكلم بما قصه الله تعالى لنا في هذه السورة، وإن اختلف المفسرون في حقيقة هذا الإنسان الذي هو الشاهد فذهب بعضهم إلى أنه طفل تكلم في المهد، وذكروه من بين الأربعة الذين تكلموا في المهد لكن الصحيح " لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى ; و كان في بني إسرائيل رجل يقال له : جريج يصلي جاءته أمه فدعته فقال : أجيبها أو أصلي ؟ فقالت : اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات و كان جريج في صومعة فتعرضت له امرأة فكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت : من جريج فأتوه فكسروا صومعته فأنزلوه و سبوه فتوضأ و صلى ثم أتى الغلام فقال : من أبوك يا غلام ؟ قال : الراعي قالوا : نبني صومعتك من ذهب قال : لا إلا من طين ; و كانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت : اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها و أتى على الراكب فقال : اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه ثم مرت بأمة فقالت : اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها و قال اللهم اجعلني مثلها فقالت : لم ذاك ؟ فقال : الراكب جبار من الجبابرة هذه الأمة يقولون سرقت زنت و لم تفعل ." -انظر ص الجامع: 5199-
أما لفظ:"لم يتكلم في المهد إلا أربعة : عيسى و شاهد يوسف و صاحب جريج و ابن ماشطة فرعون " فالحديث بهذا اللفظ لا يصح، والراجح عند المحققين: أن هذا الشاهد رجل وليس طفلا..
وأما تفسيرك:"فالشاهد هنا أن قميص يوسف قُد من الخلف" فلا يستقيم مع سياق الآيات مطلقا، أرجوك تدبر ما سأقول: كيف يستقيم تفسيرك للشاهد مع قوله تعالى:"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)"؟
 
بسم1
الأخ ناصر عبد الغفور

هناك توضيحات في مشاركتك الأخيرة سوف أوضحها لك من باب النصيحة .
1- أنا ذكرت لك الحالتين التي جاءت في تفسير الآية وهي الإسرائيليات والأقوال التي لا دليل عليها وإذا كنت لم تتبع الإسرائليات فأنت تتبع الأقوال التي لا دليل عليها وما نقلته عن الإمام أبو حيان لا أدري ما دخله بما نحن فيه فأنا لم أتكلم عن الهم ثم أن كلامه لا غبار عليه فهو لم يهم بها فعلا لأنه رأى برهان ربه وهو الرأيا التي أراها الله له ولا أدري ما تعارض هذا مع كلامي، ولكنك نقلت في مشاركة سابقة أن البرهان هنا هو تقوى الله عز وهذا نص كلامك "والراجح في معنى البرهان: هو ما وقع في قلب يوسف من الخشية وتعظيم الرب سبحانه، وما كان معه من العلم والتقوى،"
وهذا الكلام مناقض لتفسير الآية تماما ولا علاقة له بها من قريب أو بعيد، فالله عز وجل يقول {رآى برهان ربه} فهي رؤية، فهذا ما قصدته بأنك تتبع الأقولا ولا تتبع الدليل، والقرآن الكريم يفسر بعضه بعضا لمن تدبره، أما من يفسر كل آية بمعزل عن الآيات الأخرى فلن يصل إلى نتيجة.
فيوسف عليه السلام رأى شيئا وهو البرهان، فإما أن تقول أنه رأى يعقوب عليه السلام في عرض الحائط وهو يعض علي يديه كما جاء في الإسرائيليات، أو تقول أن الله أطلعه على ما سيحدث، ولا قول ثالث هنا إلا بالتكلف.
2- أما قولك "بالنسبة لتفسير كلمة -ربه- لم يكن معك أدنى دليل في تفسيرها سوى اعتمادك على كون القرآن يفسر بعضه بعضا، وهذا كان كذلك دليلي في تفسيرها خاصة أن ورودها بمعنى "الله" أكثر من ورودها بمعنى "السيدأوالمالك"..أضف إلى ذلك أنه لا يوجد ولو مفسر واحد لا من السلف أو الخلف ذهب إلى ما ذهبت إليه."
أولا أنا ذكرت أكثر من دليل على كلامي ولا أدري هل قرأتها أم لم تقرأها ومنها على سبيل المثال قوله تعالى على لسان العزيز {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا} وقول يوسف عليه السلام {إنه ربي أحسن مثواي}، فأي منصف سوف يُقر أنه قصد هنا بكلمة الرب عزيز مصر.
· وأحب أن أوضح لك أن الشيخ رشيد رضا في تفسير قد ذكر أن كلمة ربه تحتمل أن يقصد بها عزيز مصر وإليك كلامه: "َعَلَّل هَذِهِ الاسْتِعَاذَةَ بِقَوْلهِ : (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) أَيْ إِنَّهُ - تَعَالى - وَليُّ أَمْرِي كُلِّهِ ، أَحْسَنَ مَقَامِي عِنْدَكُمْ وَسَخَّرَكُمْ لي بِمَا وَفَّقَنِي لهُ مِنَ الأَمَانَةِ وَالصِّيَانَةِ ، فَهُوَ يُعِيذُنِي وَيَعْصِمُنِي مِنْ عِصْيَانِهِ وَخِيَانَتِكُمْ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ أَرَادَ بِرَبِّهِ مَالكَهُ العَزِيزَ فِي الصُّورَةِ وَإِنْ كَانَ حُرًّا مَظْلُومًا فِي الحَقِيقَةِ ، كَمَا يُقَالُ : رَبُّ الدَّارِ ، وَكَانَ مِنْ عُرْفِهِمْ إِطْلاقُهُ عَلى المُلُوكِ وَالعُظَمَاءِ كَمَا يَأْتِي فِي قَوْلهِ - عَليْهِ السَّلامُ - لسَاقِي المَلكِ فِي السِّجْنِ (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) 42 وَلكِنَّ اللهَ عَاقَبَهُ أَنَّهُ لمْ يَذْكُرْ حِينَئِذٍ رَبَّهُ ، فَكَانَ نِسْيَانُهُ لهُ سَبَبًا لطُول مُكْثِهِ فِي السِّجْنِ كَمَا يَأْتِي ، ثُمَّ إِنَّهُ قَال لرَسُول المَلكِ ، إِذْ جَاءَهُ يَطْلُبُهُ لأَجْلهِ : (ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَاسْأَلهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَليمٌ) .
وَعَلى هَذَا القَوْل - وَقَدْ جَرَى عَليْهِ الجُمْهُورُ - يَكُونُ الضَّمِيرُ فِي إِنَّهُ مَا يُسَمُّونَهُ ضَمِيرَ الشَّأْنِ وَالقِصَّةِ ، أَيْ إِنَّ الشَّأْنَ الَّذِي أَنَا فِيهِ هُوَ أَنَّ سَيِّدِي المَالكَ لرَقَبَتِي قَدْ أَحْسَنَ مُعَامَلتِي فِي إِقَامَتِي عِنْدَكُمْ وَأَوْصَاكِ بِإِكْرَامِ مَثْوَايَ ، فَلنْ أَجْزِيَهُ عَلى إِحْسَانِهِ بِشَرِّ الإِسَاءَةِ وَهُوَ خِيَانَتُهُ فِي أَهْلهِ

[تفسير المنار 12/ 229]"
فيبدو أنك لم تطلع على ما جاء في تفسير المنار وفاتك هذا الكلام، ومع ذلك ليس هذا حجة لي ولا دليل يرجح قولي فكما قلت لك الحجة في الدليل وليس في الأقوال.

3- أما تفسيرك للشاهد الذي ذكرته فهو لا دليل عليه ولا حجة فيه، وكيف يأتي عزيز مصر برجل ليفضح نفسه وأهل بيته، فهل تظن أن عزيز مصر قال ليوسف وأهله مكانكم حتى آتي بشاهد ليشهد حتى أفهم ما يحدث.
ثم إن الله عز وجل قال {شهد شاهد
من أهلها} أي من أهل هذه الواقعة فإما أن يكون العزيز أو امرأته والمرأة أنكرت فلم يتبق إلا العزيز
.

أما قولك "وأما تفسيرك:"فالشاهد هنا أن قميص يوسف قُد من الخلف" فلا يستقيم مع سياق الآيات مطلقا، أرجوك تدبر ما سأقول: كيف يستقيم تفسيرك للشاهد مع قوله تعالى:"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)"؟"
* فهذا دليل على أنك لم تفهم كلامي ولم تقرأه جيدا، وسوف أعيده لك هنا "المقصود من هذه الآية الكريمة هو ما شاهده عزيز مصر واستنتجه عندما شاهد قميص يوسف قُد من الخلف، فهذه الآية بيان من الله لما قرره العزيز مما شاهده أمامه فقوله تعالى {فشهد شاهد من أهلها} المقصود به عزيز مصر، وليس المقصود به أن عزيز مصر ذهب ليأتي بشاهد، أو أنه هناك طفل تكلم في المهد فشهد، كل هذا الكلام رجم بالغيب واتباع للإسرائيليات،
فهذه الآية كلها عبارة عن تفسير قوله تعالى {برهان ربه}.
فقوله تعالى {فشهد شاهد من أهلها}هو حكاية من الله لما قرره العزيز وشاهده أمامه .
والله تعالى أعلى وأعلم."
فهذه الآية الكريمة عبارة عن جملة اعتراضية لبيان الموقف .
وأخيرا أخي الكريم هذا تأويلي لهذه الآية إذا لم يعجبك فلا بأس عليك ودعه واتبع ما تراه مناسبا ولا داعي للجدال الذي لا فائدة منه ونسأل الله أن يهدينا صراطه المستقيم .
 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..اسمحوا لي بالمشاركة قليلاً لما هداني الله لفهمه وتدبره ..
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)
[Surat Yusuf 24]
إن الذي قال لولا أن رأي برهان ربه هو الله سبحانه ..والقرآن دقيق في نقل القصص الحق حتي بمصطلحات عصر القصة وعادات أهلها فكلمة برهان ربه هو دليل برائته أمام سيده وهو شاهد من أهلها الذي توثقت شهادته بما شهد وأثبت شهادته بما رأي .
ولم نسمع ببرهان أو شاهد يشهد بما لم يري .
واراه الله عز وجل دليل براءته الذي هو من أهلها ليقوي عزمه ومقاومته بعد ما غلقت الأبواب وشعر بالضعف أمام زوجة العزيز لجاهها وتسلطها في حين أنه لا سلطان له آنذاك إلا الله ونجاة الله له في هذا الموقف. والله تعالي أعلم
 
للأسف هناك حيدة في كلامك، أنت نقلت كلام الشيح رشيد رضا رحمه الله تعالى في تفسير كلمة "الرب" من قوله تعالى:" إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ" ومعلوم أن هناك اختلاف في معنى الرب في هذه الآية على قولين فمنهم من قال أن المقصود بالرب هنا الله جل في علاه ومنهم من قال أن المقصود به عزيز مصر، وهذا ولله الحمد معلوم لدي ولم يفتني خلافا لما اتهمتني به -كعادتك-، واعلم أن هناك من سبق الشيخ رضا إلى ذلك كالإمام القرطبي حيث قال:"{إِنَّهُ رَبِّي} يعني زوجها ، أي هو سيدي أكرمني فلا أخونه ؛ قاله مجاهد وابن إسحاق والسدي. وقال الزجاج : أي إن الله ربي تولاني بلطفه ، فلا أرتكب ما حرمه."-الجامع لأحكام القرآن:9/165-، ونحن لسنا بصدد تفسير الرب في هذه الآية، وإنما كلامنا عن قوله تعالى :" برهان رب"، هذه حيدة منك ظاهرة..
أما إيرادي لكلام أبي حيان عليه رحمة المنان فلأبين لك أنني لا أتبع التفسيرات المستقاة من الإسرائيليات الباطلة، فذكرت لك ما يتعلق بتفسير "الهم" لمجرد الإيضاح ولأبرء نفسي مما اتهمتني به..
وأخيرا وآخرا أقول لك:إن كل تفسيراتك سواء للرب في قوله تعالى "برهان ربه" أو لمعنى البرهان، أو لمعنى الشاهد، كلها تفسيرات شاذة، أقولها وأتعبد الله بقولها..وإن أرجو من الله أن يتدخل بعض أهل الاختصاص الذين نثق بعلمهم للفصل بيننا...
وفي انتظار ذلك أستسمحك أن نقف عند هذا الحد، لأن الظاهر أنك مصر على تفسيراتك لهذه الكلمات الثلاث...واستمرارنا بالتالي في المناقشة لن يؤتي أكله...وربما كما قلت نقع في الجدال، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا"-رواه أبو داود بسند صحيح-.
وفقني الله وإياك وهدانا للحق.
 
وفي انتظار ذلك أستسمحك أن نقف عند هذا الحد، لأن الظاهر أنك مصر على تفسيراتك لهذه الكلمات الثلاث...واستمرارنا بالتالي في المناقشة لن يؤتي أكله...وربما كما قلت نقع في الجدال، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان محقا"-رواه أبو داود بسند صحيح-.
وفقني الله وإياك وهدانا للحق.
بسم1
أحسنت والله فلنقف عند هذا الحد والله الموفق للصواب
 
عودة
أعلى