ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
تأويل حبر الامة لقوله تعالى:"وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" "شديد الحقد":
من المعلوم أن صفات الله تعالى كلها صفات كمال ونعوته كلها نعوت إجلال، والصفة إذا كانت تتضمن وجهين: وجه حمد وكمال ووجه ذم ونقص فإنه لا يجوز إثباتها له سبحانه إلا على الوجه الأكمل كصفة الاستهزاء والخداع وغيرها، أما إذا كانت الصفة ليس لها وجه كمال البتة فإنه لا تنسب إلى الله جل في علاه، كصفة"الخيانة"، قال تعالى:"وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"-التوبة:71-، ولم يقل:"فقد خانهم"، لكن في الخداع قال سبحانه:"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ"-النساء:142-..
وسؤالي حول صفة الحقد، فحسب علمي القاصر أنها صفة ذم من كل وجه، جاء في اللسان:"الحِقْدُ إِمساك العداوة في القلب والتربص لِفُرْصَتِها والحِقْدُ الضِّغْنُ والجمع أَحقاد وحُقود"([1]).
ومن التأويلات التي ذكرها الإمام القرطبي رحمه الله تعالى لقوله تعالى:" وهو شديد المحال" ما نسبه لحبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما:"شديد الحقد"[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP].
وهذا التأويل لم يذكره إمام المفسرين بل اكتفى بأقوال أخرى منسوبة لابن عباس رضي عنهما.
- فإما ألا يصح هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنه، وهنا لا إشكال.
- أو أنه يصح، لكن كلامه يحمل على عموم الإخبار لا الوصف، لأن باب الإخبار كما هو معلوم أوسع من باب الصفات.
لكنني وأنا أكتب هذه الكلمات اطلعت على كتاب القواعد المثلى فألفيت قاعدة تتعلق بالأسماء الحسنى:" يجوز الإخبار عن الله بما لا يتضمن نقصاً"، وإذا كانت صفة الحقد لا تتضمن كمالا من أي وجه بقي الإشكال هنا قائما.
فأرجو الإفادة لمن تيسر له من الأعضاء الكرام، وهل صفة "الحقد" يمكن أن تدخل ضمن الصفات التي لها وجه كمال ووجه نقص؟
([1] ) هذا بالطبع بالنسبة للمخلوق.
([2] ) الجامع لأحكام القرآن:9/299.
تأويل حبر الامة لقوله تعالى:"وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" "شديد الحقد":
من المعلوم أن صفات الله تعالى كلها صفات كمال ونعوته كلها نعوت إجلال، والصفة إذا كانت تتضمن وجهين: وجه حمد وكمال ووجه ذم ونقص فإنه لا يجوز إثباتها له سبحانه إلا على الوجه الأكمل كصفة الاستهزاء والخداع وغيرها، أما إذا كانت الصفة ليس لها وجه كمال البتة فإنه لا تنسب إلى الله جل في علاه، كصفة"الخيانة"، قال تعالى:"وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"-التوبة:71-، ولم يقل:"فقد خانهم"، لكن في الخداع قال سبحانه:"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ"-النساء:142-..
وسؤالي حول صفة الحقد، فحسب علمي القاصر أنها صفة ذم من كل وجه، جاء في اللسان:"الحِقْدُ إِمساك العداوة في القلب والتربص لِفُرْصَتِها والحِقْدُ الضِّغْنُ والجمع أَحقاد وحُقود"([1]).
ومن التأويلات التي ذكرها الإمام القرطبي رحمه الله تعالى لقوله تعالى:" وهو شديد المحال" ما نسبه لحبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما:"شديد الحقد"[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP].
وهذا التأويل لم يذكره إمام المفسرين بل اكتفى بأقوال أخرى منسوبة لابن عباس رضي عنهما.
- فإما ألا يصح هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنه، وهنا لا إشكال.
- أو أنه يصح، لكن كلامه يحمل على عموم الإخبار لا الوصف، لأن باب الإخبار كما هو معلوم أوسع من باب الصفات.
لكنني وأنا أكتب هذه الكلمات اطلعت على كتاب القواعد المثلى فألفيت قاعدة تتعلق بالأسماء الحسنى:" يجوز الإخبار عن الله بما لا يتضمن نقصاً"، وإذا كانت صفة الحقد لا تتضمن كمالا من أي وجه بقي الإشكال هنا قائما.
فأرجو الإفادة لمن تيسر له من الأعضاء الكرام، وهل صفة "الحقد" يمكن أن تدخل ضمن الصفات التي لها وجه كمال ووجه نقص؟
([1] ) هذا بالطبع بالنسبة للمخلوق.
([2] ) الجامع لأحكام القرآن:9/299.