"الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ"

إنضم
2 مارس 2012
المشاركات
129
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
فرنسا
السلام عليكم، سمعت في درس للشّيخ الحبيب محمّد بن المختار الشيقيطي أنّ بعض أهل العلم قال في تفسير قوله تعالى" {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ" معناها الكلمات الخبيثة لا يقولها إلّا الخبيثون ؛ هل من بسط ، بارك الله فيكم، لتفسير هذه الآية؟
و من من السلف قال بهذا القول ?

بارك الله فيكم
 
الصحيح أن هذا الرأي هو رأي جمهور السلف، فهو الرأي المنقول عن ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد، والحسن البصري، والشعبي، وحبيب بن أبي ثابت، وابن أبي نجيح، والضحاك، وسعيد بن جبير، وقتادة، وعطاء رحمهم الله تعالى ورضي عنهم، وهو ما رجحه الطبري رحمه الله تعالى حيث قال:
"وأولى هذه الأقوال في تأويل الآية قول من قال: عنى بالخبيثات: الخبيثات من القول، وذلك قبيحه وسيئه للخبيثين من الرجال والنساء، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول، هم بها أولى؛ لأنهم أهلها.
والطيبات من القول، وذلك حسنه وجميله للطيبين من الناس، والطيبون من الناس للطيبات من القول; لأنهم أهلها وأحقّ بها.​
وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل الآية؛ لأن الآيات قبل ذلك إنما جاءت بتوبيخ الله للقائلين في عائشة الإفك، والرامين المحصنات الغافلات المؤمنات، وإخبارهم ما خصهم به على إفكهم، فكان ختم الخبر عن أولى الفريقين بالإفك من الرامي والمرمي به، أشبه من الخبر عن غيرهم".
وهذا الرأي هو الذي يرجحه السياق، والقول الثاني الذي اشتُهر هو المنقول عن ابن زيد رحمه الله، والواقع الذي يحياه كثير من الأسر لا يستسيغه، فكم من طيب تزوج خبيثة؟ وكم من خبيث تزوج طيبة؟ وحمله على الخبر المراد به الأمر بعيد؛ لأنه جاء في سياق الإخبار عن قصة الإفك، فالأولى أن يراد به حقية الإخبار لا الإنشاء، فالآية تردي أن تقرر أن الطيبين لا تصدر عنهم إلا الكلمات الطيبة، والخبيثون لا تصدر عنهم إلا الكلمات الخبيثة.
وبعض القوم قد يورد شبهةً وهي: ما قولنا في أناس من المؤمنين تكلموا في الإفك؟ فالجواب يقال فيهم ما قاله ابن أبي نجيح رحمه الله تعالى: "الطيبات: القول الطيب، يخرج من الكافر والمؤمن فهو للمؤمن، والخبيثات: القول الخبيث يخرج من المؤمن والكافر فهو للكافر( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) وذلك أنه برأ كليهما مما ليس بحقّ من الكلام".
ويصدق في أولئك ما قاله ابن كثير رحمه الله تعالى:
"ويشبه هذا ما رواه الإمام أحمد في المسند مرفوعاً: "مثل الذي يسمع الحكمة ثم لا يحدث إلا بشر ما سمع، كمثل رجل جاء إلى صاحب غنم، فقال: أجزرني شاة، فقال: اذهب فخذ بأذن أيها شئت، فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم".
فقد تصدر الكلمة الخبيثة عن المؤمن الطيب، لكنها لا تستقر في قلبه، ولا تصدر عن وعيه، كما قال تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُم وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)}.
فحال المؤمنين أنهم إن تكلموا بالكلمات الخبيثة فهي من باب العفو والصفح لأنها صدرت عن غير علم، ولذلك جاء التوجيه القرآني لأولئك بالانتباه في المرة القادمة ولا يكونوا أدوات نقل الخبيث من الكلمات، وقد قال في شأن الخبيثين: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)}.
وهذا السر في تقدم ذكر الألسن في قوله تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)}.
ومن تدبر الآيات علم أن هذا القول هو الحق، وإن كان قد شاع على الألسن خلافه، وتلقفه كثير من الناس دون علم عن وجود هذا الرأي الذي قال به جماهير السلف، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
 
السلام عليكم

قوله تعالى
"ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ "
المتبادر لذهن أى متلقى أو سامع لهذه الآية أن المقصود هم أصناف الناس وليس أصناف الكلام .
فما الذى أخرجه عن هذا عند المفسرين ؟
فى الآية "الطيبات للطيبين " لو قلنا أن الكلمات هى المقصودة ... فماذا تعنى كلة ل ، عن ، من
المقصود بكلمة طيبة لفلان كلمة يسمعها من غيره ، وكلمة عن فلان ... يقولها غيره عنه لطرف ثالث ، ومن فلان يقولها هو ..
فكيف يكون هذا فى الآية .... فهل لايسمع إلا طيبا ؟ ... وهل يملك ذلك أحدٌ؟ ، إن الأذن لاتنتقى الكلمات !!، وهل يملك ألا يقال عنه إلا طيبا ؟ بالطبع لا .... لقد قيل عن الطيبة العفيفة ماليس بطيب .، والأمر ليس بسنة كونية أو قدرية أن لايقال للطيب إلا الكلام الطيب .

مما قال الدكتور المثتى
والطيبات من القول، وذلك حسنه وجميله للطيبين من الناس، والطيبون من الناس للطيبات من القول; لأنهم أهلها وأحقّ بها.
بل نعلم المنافقين كلامهم يعجب "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ..."
وأيضا
فحال المؤمنين أنهم إن تكلموا بالكلمات الخبيثة فهي من باب العفو والصفح لأنها صدرت عن غير علم
فلماذا لم تكن الكلمات الخبيثات ؟!!
إن صدور الكلمات الخبيثه من المؤمنين - فى حادثة الافك - دليل على أن الكلمات أو الكلام ليس المقصود ، والقول بأنه من باب العفو غير صحيح .... لأن معنى أن يكون من باب العفو أنه يجوز لى أن أتكلم به وهذا غير صحيح .وإن صدرت عن غير علم بالوقائع فالذنب أعظم لأنها تكون عندئذ بهتان .

فلماذا هذا كله ....
إنه لو كان المقصود الكلمات لقيل - الطييبات للطيبين وللطيبات -
ولذلك فى الآية أمر تكليفى أن يكون الانسان الطيب لانسانة طيبة من خلال حسن الاختيار ،
وموهبة حسن الاختيار تتفاوت من انسان لآخر ، ولكن بالضرورة فإن أحسن الناس اختيارا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
 
السلام عليكم
التفسير رواية عن الله
من قال بهذا من السلف ، حذار ياأخى !
ما معنى الرواية .... ومن يمكن لنا أن نلقبه هذا اللقب - راوٍ عن الله -؟

أخى الكريم ...مانقدك لما قلت ؟
لاتكن مثل من لايرى نقدا فيرفع شعار أنه لم تأت به الأوائل فهو باطل لامحالة ،وإن كان لايعرف كيف يبرهن على ذلك .
 
عودة
أعلى