السلام عليكم
قوله تعالى
"ٱلْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَٱلْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَٱلطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلْطَّيِّبَاتِ أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ "
المتبادر لذهن أى متلقى أو سامع لهذه الآية أن المقصود هم أصناف الناس وليس أصناف الكلام .
فما الذى أخرجه عن هذا عند المفسرين ؟
فى الآية "الطيبات للطيبين " لو قلنا أن الكلمات هى المقصودة ... فماذا تعنى كلة ل ، عن ، من
المقصود بكلمة طيبة لفلان كلمة يسمعها من غيره ، وكلمة عن فلان ... يقولها غيره عنه لطرف ثالث ، ومن فلان يقولها هو ..
فكيف يكون هذا فى الآية .... فهل لايسمع إلا طيبا ؟ ... وهل يملك ذلك أحدٌ؟ ، إن الأذن لاتنتقى الكلمات !!، وهل يملك ألا يقال عنه إلا طيبا ؟ بالطبع لا .... لقد قيل عن الطيبة العفيفة ماليس بطيب .، والأمر ليس بسنة كونية أو قدرية أن لايقال للطيب إلا الكلام الطيب .
مما قال الدكتور المثتى
والطيبات من القول، وذلك حسنه وجميله للطيبين من الناس، والطيبون من الناس للطيبات من القول; لأنهم أهلها وأحقّ بها.
بل نعلم المنافقين كلامهم يعجب "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ..."
وأيضا
فحال المؤمنين أنهم إن تكلموا بالكلمات الخبيثة فهي من باب العفو والصفح لأنها صدرت عن غير علم
فلماذا لم تكن الكلمات الخبيثات ؟!!
إن صدور الكلمات الخبيثه من المؤمنين - فى حادثة الافك - دليل على أن الكلمات أو الكلام ليس المقصود ، والقول بأنه من باب العفو غير صحيح .... لأن معنى أن يكون من باب العفو أنه يجوز لى أن أتكلم به وهذا غير صحيح .وإن صدرت عن غير علم بالوقائع فالذنب أعظم لأنها تكون عندئذ بهتان .
فلماذا هذا كله ....
إنه لو كان المقصود الكلمات لقيل
- الطييبات للطيبين وللطيبات -
ولذلك فى الآية أمر تكليفى أن يكون الانسان الطيب لانسانة طيبة من خلال حسن الاختيار ،
وموهبة حسن الاختيار تتفاوت من انسان لآخر ، ولكن بالضرورة فإن أحسن الناس اختيارا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم