عزالدين كزابر
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن إلحاق هذه المشاركة بمشاركة سابقة هي:
التفسير العلمي للقرآن بين أخطاء الإعجازيين وآفاق الكشوف العلمية لما خلق الله تعالى
باعتبار أن إشكالية "الهلال والدخول الشرعي للشهر القمري"، من القضايا التي تتطلب تفسيراً علمياً جديداً:
وهنا مسائل:
1- أن مسألة الهلال، والمتمثلة في الدخول الشرعي للشهر القمري، ينبغي أن تُصَنّف بالدرجة الأولى ضمن مسائل "التفسير العلمي للقرآن والسنة"، باعتباره علماً منضبطاً. وذلك من حيث أن حد هذا العلم هو: [استئناف الحكم في مسالةٍ ما، بسبب ما قد طرأ عليها من معلومات جديدة، بما يستوجب إعادة النظر في أحكامها السابقة. وهي الأحكام التي كان تطبيقها في زمنها صحيحاً لأن حجم المعلومات (والمتمثل في مسألة الهلال بأمد وصول خبر رؤية، و ...) كان جزءاً من مناطات المسألة، فلما تغيّرت بعض المناطات أو تعدّدت، تطلب الأمر تغيُّر الحُكم المقيد به].
2- أن "التفسير العلمي للقرآن والسنة" لا يرتبط بالضرورة بالإعجاز العلمي فقط، وهو الأمر الذي سرى في عقول المسلمين بصفته مُسلَّمة موهومة غير مُفَكّر فيها، حتى وإن كانت بعض مسائله تؤول حقاً إلى الإعجاز. وذلك مثلما أن تناول الغذاء سبب في كمال الأجسام، ولكن أهميته في الحفاظ على الحياة أولى عند العقلاء. وعلى ذلك، فمَن يتورع عن تناول الغذاء حتى لا يُتَّهم بسعيه لاستعراض كمال جسمه، لا ريب أنه هالك.
3- لما هبطت القيمة العلمية لمسائل الإعجاز العلمي، هبط معها "التفسير العلمي الرصين" لتوهّم ارتباطهما، هذا رغم قِلّته، أو عدم الحرص على إنشائه، أو لنقل: الحرص على عدم إنشائه. وذلك في وقت كان يجب أن تأخذ مسائل "الإعجاز العلمي" مصداقيتها من "التفسير العلمي" وأدلته، وإلاّ.. كانت لغواً. فبدلاً من أن تكون آليات منهج "التفسير العلمي .." هي التي ترد على مزاعم الإعجاز العلمي المتهافتة، هوى الإعجاز العلمي الفاسد الاستدلال بـ "التفسير العلمي للقرآن" إلى اللاقيمة. أي: هبط المتهم بالقاضي لتوهم تلازمهما. فخسف المسلمون بأيديهم بالقاضي، أي بآليات الضبط العلمي لحياتهم جميعاً – وما يعرض لهم فيها من مسائل - بمصدريها الديني والعلمي، لأنه لم يكن لهما من حلول إلا في إطار "تفسيراً علميا للقرآن والسنة". ومعلوم أنّ من يُعرِض عن المصدر الديني فلا قيمة لادعائه الإسلام، وأن من يعرض عن آليات الضبط العلمي، فلا حياة له بين الأحياء، ولو زعم أنه حي! ومَن يُعرض عن مجموعهما، يصيبه الشلل والارتباك بين الدين والدنيا، وهذا هو تشخيص معظم أمراضنا الحضارية!!!
4- أن هناك دوراً سلبياً للذين استنكروا "التفسير العلمي للقرآن والحديث"، ونبذوه وراء ظهورهم. سواء مَن كان منهم مِن أهل التراث؛ بحُجِّة أن فيه دخيلاً على الموروث، وأن الموروث مكتفي بنفسه (الأصوليين)، أو مَن كان من أهل الحداثة؛ بحُجِّة أن فيه التراث الذي قد تجاوزه الزمن! (العلمانيين).
5- أن أدلة "التفسير العلمي للقرآن والحديث" حُجّة على المنكر للحساب الفلكي وقيمته في تخليص مسألة الهلال وتجليتها بما استجد فيها من معلومات جديدة، ولا نقول استبدالها برؤية الهلال، ويمثل ذلك نموذجاً لكل من ينكر مبدأ جواز التفسير العلمي في القرآن والسنة، بل أحياناً، وجوبه أو فرضيته في عموم مسائل الفكر والحياة.
6- أن أدلة "التفسير العلمي للقرآن والحديث" حُجّة في نفس الوقت على المنكر لحجية النص القرآني والحديثي في رؤية الهلال، باعتبار هذا المنكر نموذجاً للمعرضين عن وجوب إعمال النصوص الدينية - الواجب إعمالها - في عموم مسائل الحياة، لكل من زعم أنه مسلم. (حتى ولو احتج بحجج موهومة تدخل في باب "الحيَل" عند الفقهاء).
هذا وقد وضعنا معالجة لمسألة الهلال باعتبارها تفسيراً علمياً، ونشرنا مُقدِّمة (وفقط مُقدِّمة) لها على هذا الرابط:
رُجحان المقال في مسألة الهلال
ونطرح الأمر للمناقشة، لأهميته كما تعلمون.
عزالدين كزابر
يمكن إلحاق هذه المشاركة بمشاركة سابقة هي:
التفسير العلمي للقرآن بين أخطاء الإعجازيين وآفاق الكشوف العلمية لما خلق الله تعالى
باعتبار أن إشكالية "الهلال والدخول الشرعي للشهر القمري"، من القضايا التي تتطلب تفسيراً علمياً جديداً:
وهنا مسائل:
1- أن مسألة الهلال، والمتمثلة في الدخول الشرعي للشهر القمري، ينبغي أن تُصَنّف بالدرجة الأولى ضمن مسائل "التفسير العلمي للقرآن والسنة"، باعتباره علماً منضبطاً. وذلك من حيث أن حد هذا العلم هو: [استئناف الحكم في مسالةٍ ما، بسبب ما قد طرأ عليها من معلومات جديدة، بما يستوجب إعادة النظر في أحكامها السابقة. وهي الأحكام التي كان تطبيقها في زمنها صحيحاً لأن حجم المعلومات (والمتمثل في مسألة الهلال بأمد وصول خبر رؤية، و ...) كان جزءاً من مناطات المسألة، فلما تغيّرت بعض المناطات أو تعدّدت، تطلب الأمر تغيُّر الحُكم المقيد به].
2- أن "التفسير العلمي للقرآن والسنة" لا يرتبط بالضرورة بالإعجاز العلمي فقط، وهو الأمر الذي سرى في عقول المسلمين بصفته مُسلَّمة موهومة غير مُفَكّر فيها، حتى وإن كانت بعض مسائله تؤول حقاً إلى الإعجاز. وذلك مثلما أن تناول الغذاء سبب في كمال الأجسام، ولكن أهميته في الحفاظ على الحياة أولى عند العقلاء. وعلى ذلك، فمَن يتورع عن تناول الغذاء حتى لا يُتَّهم بسعيه لاستعراض كمال جسمه، لا ريب أنه هالك.
3- لما هبطت القيمة العلمية لمسائل الإعجاز العلمي، هبط معها "التفسير العلمي الرصين" لتوهّم ارتباطهما، هذا رغم قِلّته، أو عدم الحرص على إنشائه، أو لنقل: الحرص على عدم إنشائه. وذلك في وقت كان يجب أن تأخذ مسائل "الإعجاز العلمي" مصداقيتها من "التفسير العلمي" وأدلته، وإلاّ.. كانت لغواً. فبدلاً من أن تكون آليات منهج "التفسير العلمي .." هي التي ترد على مزاعم الإعجاز العلمي المتهافتة، هوى الإعجاز العلمي الفاسد الاستدلال بـ "التفسير العلمي للقرآن" إلى اللاقيمة. أي: هبط المتهم بالقاضي لتوهم تلازمهما. فخسف المسلمون بأيديهم بالقاضي، أي بآليات الضبط العلمي لحياتهم جميعاً – وما يعرض لهم فيها من مسائل - بمصدريها الديني والعلمي، لأنه لم يكن لهما من حلول إلا في إطار "تفسيراً علميا للقرآن والسنة". ومعلوم أنّ من يُعرِض عن المصدر الديني فلا قيمة لادعائه الإسلام، وأن من يعرض عن آليات الضبط العلمي، فلا حياة له بين الأحياء، ولو زعم أنه حي! ومَن يُعرض عن مجموعهما، يصيبه الشلل والارتباك بين الدين والدنيا، وهذا هو تشخيص معظم أمراضنا الحضارية!!!
4- أن هناك دوراً سلبياً للذين استنكروا "التفسير العلمي للقرآن والحديث"، ونبذوه وراء ظهورهم. سواء مَن كان منهم مِن أهل التراث؛ بحُجِّة أن فيه دخيلاً على الموروث، وأن الموروث مكتفي بنفسه (الأصوليين)، أو مَن كان من أهل الحداثة؛ بحُجِّة أن فيه التراث الذي قد تجاوزه الزمن! (العلمانيين).
5- أن أدلة "التفسير العلمي للقرآن والحديث" حُجّة على المنكر للحساب الفلكي وقيمته في تخليص مسألة الهلال وتجليتها بما استجد فيها من معلومات جديدة، ولا نقول استبدالها برؤية الهلال، ويمثل ذلك نموذجاً لكل من ينكر مبدأ جواز التفسير العلمي في القرآن والسنة، بل أحياناً، وجوبه أو فرضيته في عموم مسائل الفكر والحياة.
6- أن أدلة "التفسير العلمي للقرآن والحديث" حُجّة في نفس الوقت على المنكر لحجية النص القرآني والحديثي في رؤية الهلال، باعتبار هذا المنكر نموذجاً للمعرضين عن وجوب إعمال النصوص الدينية - الواجب إعمالها - في عموم مسائل الحياة، لكل من زعم أنه مسلم. (حتى ولو احتج بحجج موهومة تدخل في باب "الحيَل" عند الفقهاء).
هذا وقد وضعنا معالجة لمسألة الهلال باعتبارها تفسيراً علمياً، ونشرنا مُقدِّمة (وفقط مُقدِّمة) لها على هذا الرابط:
رُجحان المقال في مسألة الهلال
ونطرح الأمر للمناقشة، لأهميته كما تعلمون.
عزالدين كزابر