بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت تفاسير مختلفة لآيات التحدي القرآني بالإتيان ولو بسورة من مثله.
فلم أجد في تفسير هذه الآيات إعجاز لا يمكن دحضه بل العكس يمكن لأي عالم لغة عربية متمكن غير مسلم فعل ذلك بسهولة إن أتى بسورة قصيرة محكمة ليس بها خطأ لغوي وفيها من ألوان البيان مثل القرآن وتدعو إلى قيم جميلة.
أرى أن التحدي الحقيقي يكون بالإتيان ولو بسورة مثل القرآن ثم دعوة الناس للإيمان بها واتباع ما تدعو إليه من دون الله مثلما فعل نبينا محمد جاء بكلام فصيح بليغ معجزفي كثيرمن الأوجه ودعا الناس للإيمان به واتبعه في ذلك العشرات ثم المئات ثم الآلاف والآلاف بإزدياد مستمر حتى وصل عدد المسلمين الآن لأكثر من مليار ونصف نسمة أي تقريبا خمس سكان العالم.
والدليل على صحة قولي بجانب ما ذكرت سابقا الآتي:
1) جاء في صيغة أخرى للتحدي في أية قرآنية أخرى بيان تفسيري لمعنى التحدي والآية هي:
(قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50))
فالآية تحدت هؤلاء القوم بالإتيان بكتاب وصفه بأنه يهدي الناس ويكون له أتباع يتبعونه ويعملون بما فيه من أحكام.
2) عندما تحدى الخالق غير المؤمنين بالإتيان ولو بسورة مثله( مهما كان طولها حينذاك ) قال الله مثله ، أي مثل القرآن فماذا وصف الله كتابه بما يحويه من سور حتى نأتي بمثله؟؟
وصف كتابه بأنه :
" هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"
"وأنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "
"إنه لقرآن كريم"
"وإنه لكتاب مبين"
"قرآنا عربيا"
" والقرآن الحكيم"
" بل هو قرآن مجيد"
" ققد جائكم بينة من ربكم وهدى ورحمة"
" ولقد جئناهم بكتاب فصلناه عل علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون"
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين"
" وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم"
" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا "
إذن هذا هو التحدي لغير المؤمنين برسالة محمد بأن يأتوا ولو بسورة واحدة بشرط أن تتصف بأنها :
1) هدى للناس وذلك بأن يكون لك أتباع يؤمنون بك وبرسالتك التي افتريتها ويتبعونك في ذلك.
مثل قوله : " قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين"
2) كريم أي كثير المنافع.
3) مبين في الفاظه ودلالاته أي واضح لا لبس فيه.
4) عربيا أي في ألفاظه وتراكيبه ويخلو من الألفاظ الأعجمية.
5) حكيم أي محكم في حججه وحكمه وأحكامه.
6) مجيد أي عظيم كريم.
7) بينة وهدى ورحمة أي حجة واضحة وإرشاد وهداية إلى الحق ورحمة للعالمين.
8) علي حكيم أي علي في قدره وشرفه ومحكم في حججه وحكمه وأحكامه.
9) تأثيره على النفوس والقلوب.
وبعد ذلك ادعوا من استطعتم من الناس من دون الله للإيمان بما جئت وإتباعه إن كنتم من الصادقين.
أرجو لي ولكم جميعا الهداية والتوفيق